بقلم /لولوة الخزاعي
هي عملية تستغرق وقتًا وتحتاج إلى جهدٍ ومثابرةٍ. يمكن أن تكونَ الصدمة نتيجة لمجموعةٍ متنوّعةٍ من التجارِب، مثل الحوادث، وفِقدان شخص عزيز، والاعتداء، أو حتى الكوارث الطبيعيّة. هذه الأحداث يمكن أن تتركَ تأثيرات عميقة على النفس، ما يتطلب من الأفراد العمل على استعادة توازنهم العاطفي والنفسي.
أولًا يجب علينا فَهم الصدمة وتأثيراتها، حيث من الممكن أن تؤدّي الصدمة إلى مجموعةٍ من التفاعلات النفسية والجسدية، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، والتوتر، وصعوبة النوم. من المهم الاعتراف بأن هذه المشاعر هي ردود طبيعية للتجارِب غير الطبيعية. الفَهم الكامل لما حدث وتقبل المشاعر المرتبطة به، هو الخطوة الأولى نحو التعافي.
في هذه المرحلة من المهم جدًا الحصول على الدعم من الأصدقاء، والعائلة، أو المهنيين في مجال الصحة النفسية، فله تأثير كبير على التعافي. والانفتاح على المحادثات المفتوحة حول التجرِبة والتعبير عن المشاعر اللذين سيساعدان على تخفيف العبء النفسي.
تعتبر استراتيجيات مواجهة الصدمة أدوات قيّمة في رحلة التعافي. قد تشمل هذه الاستراتيجيات التأمل، وتمارين التنفس، وممارسة الرياضة، أو حتى الانخراط في الأنشطة الإبداعية مثل الكتابة أو الرسم. هذه الأنشطة يمكن أن تساعدَ في إعادة تحديد المشاعر السلبية وتحسين الصحة النفسية.
إن تبني نمط حياة صحي يمكن أن يعززَ من عملية التعافي. يشمل ذلك تناول الطعام بشكل جيد، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام. بالإضافة إلى أن العناية بالجسد يمكن أن يكون له أثر إيجابي على الصحة العقلية.
التعافي ليس عملية خطية، وقد يتعرّض الأفراد لنكسات وعقبات على طول الطريق. من المهم التحلّي بالصبر والقَبول، فكل شخص يتعافى بطريقته الخاصة وفي وقته. التركيز على التقدّم، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يكونَ محفزًا للاستمرار.
التعافي بعد الصدمة هو رحلة فردية تتطلب الوقت والدعم والتفهم. من خلال الاعتراف بالمشاعر السلبية، والبحث عن الدعم، وتطوير استراتيجيات مواجهة فعالة، يمكن للأفراد أن يجدوا طريقهم نحو الشفاء. التذكر أن الشفاء ممكن، وأن الأمل موجود، هو ما يمكن أن يساعدَ في تجاوز تلك الأوقات الصعبة، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.
إذا كنت تعاني من أعراض صدمة شديدة أو تؤثر على حياتك اليومية، يُفضل استشارة مُختص في الصحة النفسيّة للحصول على الدعم والعلاج المُناسب.