*يد الزهراء مسحت رأسه (الجريح محمد جياد رداد كصاد جابر محمد الحساني)

2025/03/15

ظهيرة ربيع آذار عام 2015 وطأة أَقدام لواء 44 بستانا في عامرية الفلوجة، فجأة مسافة مائة متر تقريباً اشتبكوا مع العدو، اتخذ الساتر غطاء، تبادلوا رشقات رصاص كثيفة، حمي الوطيس بنيران أسلحة ثقيلة، الساعة الرابعة عصراً، أَطلق داعش صواريخه، عبر فوقهم صاروخان، سقط هاون 60 بجواره، تشظاً، مسك يد زميله، سمعه ينطق: أُمَّاه.......، فارق الحياة.

 تصاعد ألم رأسه، نزفت قدماه، يبصر بعينيه السوداوين عتمة ليل، تلقى سمعُهُ صوتَ ابن عمِّه صارخا باسمه.

 بعد برهة....

 وصله ضابط شرطة اتحادية، حمله من شقِّ الساتر، اقتاده لعجلة داخلها شهيد وجريحان، ازدادت إيلاما، سال دم رأسه وسط عينيه، تلعثما، استغاث مكرراً بصوت عالٍ: يا زهراء.

 غابَ عن وعيه، استيقظ، رمق بغشاوة طبيبة مشفى الكاظمية تسأله: ما اسمك؟

 لوح بيده قلمها، دخل في غيبوبة ثانية، توقعت موته، نقل إلى ردهة الشهداء، فحصه طبيب آخر، أخبرَ الممرضَ: لا زالَ حيّاً.

 بعد خمسة عشر يوماً، فاقَ في مستشفى النجف ليلاً، ارتوى ماءً، نام، طافت عليه السيدة الزهراء، مسحت بيدها رأسه، ورحلت...

.......................

بقلم مجاهد منعثر منشد: وحدة التوثيق | مجمع جعفر الطيار التأهيلي | مديرية العلاقات والرعاية الاجتماعية والصحية | هيأة الحشد الشعبي .

4

5

Untitled

3

أخترنا لك
أين ذهب فاء الثلاثين ؟ قراءة في قصيدة رفعتك في الفؤاد

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة