هُجِّرَ وعائلتُهُ بعمرِ ثمانية عشرَ عاماً ،فقطنوا بابل، نازحين من تلعفر .
يومَ إعلان الفتوى فرشَ المَغيبُ أَجنحتَهُ بجمالها على الأَرض ،حينها دقَّ جرسُ ذاكرتِهِ ،عرضتْ مشاهدُ كأَنَّها فلمٌ سينمائيٌّ ،ذكرياتُ براءة طفولته ،لعبُهُ مع الاصدقاء ،دراستُهُ.
تألَّم ،خاطبَ نفسَهُ بحزن : انتزعها منِّي الارهاب ،ومازال يلاحقنا، ليهتك حرمات المقدسات .
قررَّ ليلا اختزال روح الحياة بالوفاء والتضحية ،أَخرج جوَّاله ،صوَّبَ سهامَ اتصاله بخاله ،كَلَّمَهُ ، طلبَ منه انضمامه ضمن تشكيل لواء منطقته .
التحق مع فوج يبلغ مئة وخمسينَ مقاتلا ،استنشق بملء صدره نسيم هواء أَعلى جبال مكحول ،تَكَلَّفَ وأربعة رفاق مَسكَ إحدى النقاط.
فجرَ الرابع عشر من كانون الثاني 2016 م، ينهمرُ الصقيعُ مع بردٍ قارصٍ ،بادرهم العدو بإطلاق قذيفةِ هاونٍ قتلتْ زميلهم، حملوا اسلحتهم ،وزَّعَ نظراتِهِ ببريق عينيه البُنيَّتينِ مابين الجبال ،لمحَ تَسَلُّلِ خمسينَ داعشياً يتسلقونَ الجبلَ ،دارت بينهم مواجهاتٌ شرسةٌ إلى الساعة الثانيةَ عشرةَ ظهراً، قتلوا منهم عدداً ،انسحب الآخرون .
بعد ربع ساعة ،نادهم رصدُ المقر هاتفيا ،أخبروهم التفاف ثلاث إرهابيين خلف الجبل .
توزعوا يلاحقونهم ،أَبصرَ ارهابيين اثنين ،ضغط زنادَ سلاحه ،قَتَلَ الأَوَّلَ ،التفتَ قليلاً رمقَ الثاني ،وجَّهَ فوَّهة بندقيته لقتله ،فجأةً خَرَقَ رأَسَه الثالثُ برصاصةٍ ،أسقط أَرضاً مغشيّاً عليه...
...........
بقلم مجاهد منعثر منشد: وحدة التوثيق | مجمع جعفر الطيار التأهيلي | مديرية العلاقات والرعاية الاجتماعية والصحية | هيأة الحشد الشعبي .