بقلم/فريدة العبيدلي
خلال رحلةٍ جويةٍ استغرقت مدتها ساعتين ونصف الساعة على متن إحدى الطائرات، حدث موقف يسترعي الانتباه في كابينة الدرجة الأولى، صاحبه رجل تسعيني مُسن صَعِدَ إلى الطائرة مُتكئًا على عصا أثناء صعوده السلم بعد أن أمضى فترةً من الوقت جالسًا على كرسي مُتحرك في المطار، منتظرًا الانتهاء من إجراءات المغادرة إلى بلده على متن الطائرة المطورة تكنولوجيًا. الموقف من واقع ما حدث بدأ عندما طلب المُسن من إحدى المضيفات مساعدته في تشغيل شاشة التلفاز التي أمامه، ردّت عليه المضيفة قائلة له: إنها جديدة ولم يسبق لها التعامل مع بَرنامج التكنولوجيا الموجود في الدرجة الأولى، لأنها تتعامل مع ركاب الدرجة السياحية فقط.
عندها وقف الرجل مُلتفتًا يَمنةً ويَسرةً لعله يرى من يمدّ له يد المساعدة، فعندما رأى مضيفًا واقفًا في مقدمة الطائرة أشارَ له بيده طلبًا للمساعدة، قدم المضيف الشاب للرجل المُسن متسائلًا عن نوع المساعدة التي يريدها، أشار له بيده نحو شاشة التلفاز قائلًا له إنه يريد تشغيله، مدّ المضيف يده لداخل القاعدة الخشبية المتواجدة أمام مَقْعَد المُسن ليخرج له «ريموت كنترول» موضوعًا في مكانٍ مخصصٍ له.
بعدها بدأ المُسن يشكو للمُضيف تصرّف المُضيفة تجاهه عند طلبه المساعدة، ردّ عليه المضيف بلطفٍ قائلًا: قد تكون فعلًا المُضيفة جديدة.
السؤال الذي يفرض نفسه في مثل هذا الموقف، هل من الصعوبة على المُضيفة أن تطلب من أحد أفراد طاقم المضيفين المسؤولين عن خدمة ركاب الدرجة الأولى مساعدة الرجل المسن ؟ بدلًا من الرد عليه بأنها لا تعرف تكنولوجيا الدرجة الأولى، وإن مسؤوليتها تنحصر فقط مع مُسافري الدرجة السياحية.
المُتعارف عليه في عالم الطيران أن المضيفين مسؤولون عن راحة وسلامة المُسافرين أثناء رحلة الطيران في الجو، ويتم تدريبهم تدريبات مكثفة في هذا الجانب ليتمكنوا من حل المشكلات بطريقةٍ فعالةٍ، مع التحلّي بالصبر وحُسن التصرف في المواقف الطارئة،
وأن يحرصوا على التعاون مع بعضهم بعضًا كمضيفين لتسير الرحلة بسهولةٍ ويُسرٍ، وأن يقدّموا خِدماتهم للمسافرين ككل، وأن يهتموا بذوي الاحتياجات الخاصة والمُسنين من الذين يحتاجون إلى رعايةٍ خاصةٍ.
ومع التطوّر التكنولوجي المُتسارع الذي تشهده أنظمة الطيران الحديثة، يحتاج المُضيفون كذلك إلى تدريبٍ مُكثفٍ في هذا الجانب المُهم.
