وعد (قصة قصيرة)

2024/12/29

لم يعبأ بتحذير زميله له من أزيز قناصة قريبة, استمر في مزاحه قائلا:

وعدت صاحب الزمان إذا جبت ولد....  تمتم مع نفسه بصوت خافت :

 شنو إذا جبت ولد؟

لم ينسهم الضحك التزام الحذر من العدو, أخبره صديقه عن رؤياه له في المنام , كان على عجالة من أمره , سأله عن وجهته وعن مدى شوقه إليه، لكنه طلب منه ان يتركه يذهب لأنه ينوي الزواج.

سأله في المنام متعجبا:

 ألم تتزوج قريبا  أتنوي الزواج ثانية؟!

استيقظ على شوق لرؤيته.

أستغرب مدى تشوقه عند رؤيته وكأنهما لم يلتقيا منذ زمن!

  سأله: ما بك؟

رد: أدفع صدقة

ابتسم  مستفسرا: هل رأيت رؤيا؟

أجابه:  ليس مهما  لكن أدفعها .

استنكر أن تأتيه الشهادة ويدفعها بصدقة ,كما أخبر صديقه الذي

قام بدفع ألفي دينار لفقير نيابة عنه.

بدت له ملامح الشهادة , أخذ يردد قصيدة يم اذكريني.

دارت معركة الثرثار الشرسة، اتخذ مع زملائه مواضعهم  في مواجهة العدو.

كانت المسافة بين الفريقين لا تتجاوز ثلاثمائة متر، تعانق هتافاتهم  السحاب: لبيك ياحسين ... لبيك يازهراء .... لبيك يا عراق.

عندما مازحه صديقه أثناء القتال طالبا منه أن يجعل أمه تبحث له عن عروس، رد عليه مشيرا بيده:

 ماذا تريد بالزوجة؟ ألا ترى الحور العين؟

 أهلكه العطش، أسرع مهرولا باتجاه صاحبه، رمى نفسه عليه من شدة نيران داعش.

طلب منه مشاغلة العدو ريثما يصلي  .

كاد يموت من العطش .

ألقى إليه أحد الأبطال بقنينة ماء، وقعت على مسافة أمتار بعيدا عنهم، كثافة الرصاص حرمتهم من تناول شربة ماء، ضحك بوجه السيد قائلا:

يبدو أن الله سبحانه وتعالى يريد معاقبتك بالموت عطشا. رد باسما:

ـ إذا عاقبني فأنت مشمول أيضا  لأنك عطشان .

 تذكر صديقه كلمات السيد صباح ذلك اليوم (وداعا والملتقى عند الحسين)، غمغم: (حبيبي علي وداعا والملتقى في الرجعة!)

وجه بندقيته نحو العدو. خرقت قلبه رصاصة قناص، اليوم وفى بوعده، حلقت روحه  إلى السماء تردد:

 لا أستشهد حتى أتزوج.

.............................

بقلم // مجاهد منعثر منشد | قصة شهادة الشهيد البطل السيد حسين سامي البطاط

 

أخترنا لك
ذكرى شهادة الإمام الرِّضَا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة