صحتك مع البحر.. الجوع في فصل الشتاء

2024/12/27

بقلم:خولة عبد الله البحر

الجوع هو سلوكٌ وتصرّفٌ لا يقاوم لتَكرار فعل الأكل، حتى ولو كان الشخص غير جائعٍ، وهو يشبه الإدمان على الشراء، والتدخين والمُخدِّرات، فالأشخاص الذين يعانون من إدمان الطعام يشعرون بأنهم عاجزون أمام حاجتهم ورغبتهم المُلحة والمُفرطة تجاه الغذاء، بسبب عدم قدرتهم على مقاومة الأكل.

وكونك مدمنًا على الطعام، لا يعني أنك مدمن على نوعٍ معينٍ من الطعام، وإنما هو إدمان سلوكي، فأنت لا تأكل لأنك جائع جسديًا، بل غالبًا تأكل لأنك جائع عاطفيًا بسبب الإحباط، أو الغضب أو للهروب من التوتّر والإجهاد والروتين اليومي للحياة.

نعتقد أننا نتناول الطعام لأنه يبدو شهيًا أو رائحته زكية، لكن الخبراء يعتقدون أن المتعة ليست العنصر الوحيد فيما يتعلق بالإدمان، بل العنصر الأهم هو النتيجة، وهو الشعور الجيد الذي يتولد لدينا مع استمرار هذه الدورة، الإغراء الذي يدفعنا لتناول الطعام الذي ينتج عنه شعور جيّد وهكذا.

وكره الطعام ليس هو المطلوب عندما يتعلق الأمر بالإدمان، ولكن المطلوب هو أن نطوّرَ قدرتنا في التحكم واتخاذ القرار بتناول الطعام من عدمه، فعندما تمتلك حرية قراراتك الغذائية تكون أكثر وعيًا وصحة.

إذا وجدت في نفسك بعض أو إحدى هذه العلامات فأنت بلا شك مدمن طعام:

1 – إذا كنت تفكّر في وجبة العشاء وأنت لم تنتهِ بعد من وجبة الغداء التي بين يديك.

2 – إذا كنت تأكل لدرجة أنك لا تدع مجالًا للتنفس.

3- إذا كنت تأكل وأنت لست جائعًا وإنما بحكم العادة.

4 – إذا كنت لا تمر أمام مطعم أو محل بيع مأكولات بدون التوقف للشراء.

5- إذا كنت تأكل في المتجر، أو الشارع، أو السيارة، ولا تستطيع الانتظار حتى وصولك إلى المنزل.

6 – إذا كنت تعود باستمرار إلى المطبخ للبحث عن بقايا الطعام.

7 – إذا نَفِدَ صنفك المفضل من المنزل تخرج فورًا لشرائه دون تأجيل.

8 – إذا كنت تشعر بالحرج من حضور المناسبات لأنك قد تفقد السيطرة على نفسك.

إذًا هنا يجب أن نتحدثَ عن الجوع:

– الجوع، وهو نقص السكر في الدم، ومثل ما ذُكر سابقًا عن أكثر الأخطار شيوعًا هو تجويع النفس وحرمانها من الطعام؛ ظنًا أن هذا شيء مفيد في عملية خَسارة الوزن.

يثبت العلم عكس ذلك ويبيّن لنا أن أجسامنا تحتاج إلى الغذاء بأشكالٍ متنوعةٍ وفتراتٍ مختلفةٍ لنتمكن من البقاء في وضعٍ متزنٍ خالٍ من الاضطرابات الهرمونية في الجسم. الامتناع عن الأكل لفترات طويلة بداعي خَسارة الوزن يسبب مضاعفات سلبية تكون واضحة على أدائك في عملك أو منزلك، وله تأثير سلبي على حالتك المِزاجية، ويأتي بأثرٍ مضاعفٍ، فتزيد شهيتك عند تناول الطعام، وهذا ما يدعوك للإفراط في الأكل، إن عدم انتظام أوقات الأكل يعود بشكل سلبي على النوعية والمقدار، وهو من أكبر مسببات الخلل الوظيفي الذي قد تعاني منه.

خط الجوع: هو خط وهمي يبدأ من العدد 1 إلى 10، حيث يشير الرقْم 1 إلى حالة الشِبَع، والرقم 10 إلى حالة الجوع الهستيري الذي يجعلك تأكل أي شيء أمامك بأي كَمية.

شعورك بالجوع أثناء يومك يحدث بشكل طبيعي، إما لأنك تقوم بمجهود ذهني في العمل، وهذا يستهلك طاقة أو ربما تستهلك طاقتك على شكل مجهود حركي خلال اليوم أو تستنزفها من خلال مشاهدتك التلفاز، فعليك أولًا أن تتأكد أن ما تشعر به من جوع هو حقيقي وليس وهميًا، وبإمكانك معرفة ذلك من خلال توقيت آخر وجبة أكلتها، وبعدها قيّم نفسك على خط الجوع ثم ابدأ بتناول شيء يحتوي على سكريات طبيعية ويساهم في إخماد جوعك.

توصيات:

– لا تدع نفسك إلى أن تصل إلى الرقم 5 الذي يمثل منتصف خط الجوع.

– شرب الماء للتأكد أنه جوع حقيقي.

– التمر، تناول ٣ تمرات يوميًا.

– الفواكه والخَضراوات، لا تنسَ أن تضيفها إلى قائمة طعامك.

– اللوز (غير المحمص)، تناوله كوجبات صغيرة بين الوجبات الأساسية.

– اللبن، أفضل من العصير، ويحتوي على البكتيريا النافعة.

ودمتم لي سالمين.

 

 

أخترنا لك
ليلة جرح الإمام (عليه السلام)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة