معارج الروح في العلياء غاليةٌ

فلا ينال عروجاً غير من صَدقَ

وللكرامة ميزانٌ تُنالُ به

ما كل غيمة صيف ظلها بَرقَ

وللنجوم مدارات بها طلعت

وفق المقادير يمضي أيها سبقَ

وإن منها بدورٌ ضاء طالعها

وشعشع النور حتى غالب الشَفقَ

كبدر حجتنا من فخر سادتنا

لسان أمتنا من باسمها نَطقَ

من جاء يخرجنا من تيه كبوتنا

في فترة من حضيض الذل إذ طبق

بالعلم والجد أرساها معادلةً

كبرى فغير فيها الجذر وانطلق

وصار يرسم شعاع النصر مندفعا

من نقطة العلم ثم الجد فاتّسَقَ

من ثار في أمة حُشيت ثقافتها

بكل إفك يفتت عضدها رَبقَ

فقام يسقي بقايا من أصالتها

ليبعث العزم لما شارف الرمقَ

يمضي بكل ثبات في مسيرته

ليُعيد عزما منا كان قد سُرِقَ

أتيت ترجو عزا عز مطلبه

لأمة أيأستها ساسةُ الطلقا

يا سيد العشق يا وعد الإله لنا

مازال فينا وحقاً وعده صدق

على اليهود نَكالا كنت مذ أمدٍ

واليوم عدت جحيما يُصلِهم علقا

عمدت بالدم مبدأ أمة نحن

شيعيُ يفدي أخاً من سنة حُرِقَ

تمازج الدم سني بشيعيٌ

وشلو هذا لشلوٍ من أخ اعتنقَ

وكم تمادى عدوك في تبجحه

في نشوة الزيف أن للصف قد خرق

أبطلت ما كادت الأقلام صهينةً

وكنت أنت دليل الحق فانبثقَ

كنت الفداء لغزة نصرةً بدمٍ

من طُهرِه ذاك باطل شرهم زهق

فلتخرس اليوم أصوات النشاز فلا

شيء يواري سوأة فاجرٍ نَطقَ

من كان يهمس تمثيل يضللكم

فضحكم الله حتى أمركم فتق

هذا الذي دوخ المحتل أزمنة

فَجَرَ ذيلا هُروبا يومها حَنِقا

كان الملايين ينتظرون طَلته

واليوم ينظر إليهم باسما طَلِقا

واليوم بين الألوف الآن بصمته

تمضي لِتنزع من وجه العدا الحَدقَ

ظنوا عروج أبي هادي الأمان لهم

فإذا الكيان لكابوس اللّظى انزلقَ

توهموا شرقهم ذاك الجديد اذا

ما غاب يأتوا به لكنه احترق

سيشرق الصبح شرق أنت طلعته

بصاحب الأمر يخسف مكر من مرق

لك الخلود لك النعماء هانئة

حيا بجنة عدن خير ما رُزق

ودع لدنيا فناءٍ من لها ركنوا

طُبِع عليهم وخاسر من بها وَثِقَ

.........

كلمات الشاعر طه الظاهري