أولاد المختار

2024/10/21

الجريح إياد سعد جهاد دواس الحميداوي

جلسَ رجالُ الاسرةِ يستمعونَ الى خطبة الجمعة ،أُعلنَ الجِهادُ الكفائيُّ ،تعالت الأَصواتُ بالهتافاتِ: اللهُ أكبرُ .

رأى أَبنيهِ كطيفِ قتالِ أَولاد الإمام الحسين (عليه السلام) يوم الطفِّ ،انعكس وهجُ الإمام مستنهضاً همَّتَهُ ،خاطبهما : هيا معي لسوح المنازلة .

عيناهُ السَّوداوانِ سَكَبَتَا في روحيهما أَوَّلَ شعاع، التحَقَا سويَّةً ،دخلوا معركة منطقة العظيم .

مرت أَيامٌ اختير إيادُ بمهمَّة قناصٍ ،تدرَّبَ خمسةً وأربعينَ يوماً خارجَ البلاد، عادَ مُقاتلاً بداية عمليات تحرير صلاح الدين من بوابة سدِّ العِظيم ،تفاجأ بأَخيه بالفوج نفسه، عانقَهُ ،ضَمَّ والده إلى صدره ،أَثناء الصَّدِّ والهجومات ،يقدمُ الأَبُ أَولادَهُ أَمامَهُ ،يستغربُ رفاقه تصرُّفهَ ،يسألونه : هؤلاء أَولادك ؟

التفت بوجهه ينظر لولديه مفتدياً بهما قائلا: أنا كالمختار.

تكلف القناصُ وأربعةُ زملاءٍ بواجبٍ وسط الجبال ،تصدَّى لهم داعشيٌّ بسلاح ثنائية ،خاطبه جماعته : هيا أجبهُ بقناصِكَ .

سحبَ علبة عتاد بي كي سي ،وضع فوهة سلاحه ،قنصَهُ .

تقدموا بعد هنيئة ،أَبصروه مقتولاً .

بتاريخ 2|3|2015 تحرك الفوج قاصداً منطقة الفتحة ،أَرضاً مفتوحةً ،كما المطرُ تنهمرُعليهم رشقاتُ رصاصِ العدو من المنازل ، وصلوا الساعة الرابعة والنصف عصراً ،اجتمع بين عشرةِ مجاهدينَ ،اقبلتْ عجلةُ هَمَرٍ عسكريَّةٍ ،صرخَ أَحدُهُم محذراً: سيارة مفخخة ،دقائق ،خرقت شظاياها عينَهُ اليُمنى ،شلَّ وجهه ، كسرتْ أَضلاعه .

بعد أربعة شهورٍ .. ذكرى ليلة جرح الإمام علي (عليه السلام)،الساعة الواحدة ليلاً ،تلقى نبأ استشهاد أَخيه صباح .

وما زال يقاتلُ والدهم ؟

......................

بقلم// مجاهد منعثر منشد // وحدة التوثيق / مجمع جعفر الطيار التأهيلي ,2024.

0

5

1

2

3

8

photo_٢٠٢٤-٠٨-١٠_٢٢-٠٧-٥٠

أخترنا لك
الرئيس الألماني يزور السودان الخميس القادم

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة