مقدام(قصة قصيرة )
الجريح ماجد صلاح جهاد سلمان
تسللت جنود الظلام تمزق جسد بلاده، عبثوا ،قتلوا، طأطأ رأسه ، حضن جبهته بكفِّه الأيمن ، سأل نفسه: مَن يدفع الخطر المحدق ؟
تطوع للتدريب بمعسكر التاجي، لفت نظره قدوم مجاميع جهادية، علم أَنَّهم (قوة أَبي الفضل العباس) تروم مقارعة الإرهاب.
ارتعشت شفتاه بحمد الله، طلب الانضمام إليهم، جاهد العدو في منطقة الدجيل، بعد شهر تهيكلت القوة.
تشكل (لواء أَبي الحق) مهمات خاصة داخل منطقة سكناه، غمرته السعادة بعد انضمامه إليهم.
حان موعد مواجهة جرذان داعش، حرروا كرمة سبع العبور.
بعد عامين، راوده سؤال : هل رياح الاعداء تهبُّ من سوريا؟
صدرت الأوامر برحيل لوائه قاصداً سوريا، تهلل وجهه، اندفع يخوض أشرس المعارك، حوصرت مدرسة ريف حلب، حُرقَتْ في داخلها سبعونَ جثةً من الزملاء، دارت معركة بالأسلحة الثقيلة كأفلام الأكشن،
عادوا ليلا متوَّجين بالنصر، تلحَّف وسادته، أَغمض عينيه النَّجلاوين، تسلل إرهابيٌّ واختبأ داخل منزل مجاور داخله بعض الشهداء.
استيقظ صباحا، تسلم واجب نقطة الرصد أعلى الدار، قبل أَخذه موقعه أَصابته طلقة عيار 4،5 أحادية خرقت جدار الدشمة، فتحت صدره وصلت عموده الفقري، واستقرت قرب قلبه.
استلقى أَرضاً، عرج بصره نحو سماء صافية بغير عمد، ترنم بالشهادة.
............................
حكاية( الجريح ماجد صلاح جهاد سلمان)
تولد 1996 ، أعزب ، يسكن بغداد .
حمل بروحه عشق العقيدة وحب الوطن ، قبل صدور الفتوى المباركة داهم فكره سؤال : إنْ لم أدافع عن المقدسات والأرض والعِرض، فَمَنْ ذا يدافع ؟ !!
ملتزم بصَلاته ، شخصية محبوبة ، مهتماً بمطالعة الأَدب والثقافة ، مولع بتشجيع المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم.
بادر متطوعاً قبل عام 2014 ، تدرب في معسكر التاجي ، وسلم هويته وسلاحه ،ثم أنضم لقوات أَبي الفضل العباس، وشارك معهم بالقتال في منطقة سبع الدجيل .
وبعد تهيكل هذه القوات ، انخرط في صفوف فصائل المقاومة الإسلامية العراقية ، وشارك متصدّياً لعناصر الإرهاب في كرمة سبع العبور .
عام 2016 تكلف مع لوائه بمقارعة جرذان داعش في سوريا، ودفع الخطر عن مقام السيدة زينب (عليها السلام) ، وإيقاف مدِّ العدو وتسلله إلى العراق .
حدَّثني بأَنَّ القتال في سوريا أَشرسُ من معارك العراق بالرغم من أَنَّ العدو نفسه ، لكن هناك مناطقهم وأَهل مكة أدرى بشعابها .
شارك في عدة معارك، آخرها في ريف حلب ، إذ أُصيب فيها صباحاً الساعة الثامنة وأربع وعشرين دقيقة من العام المذكور يوم 25رجب موعد ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) .
استهدفه إرهابيٌّ متسلل بإطلاقة سلاح مقاومة طائرات(احادية) ،أُغمي عليه مدة أثني عشرَ يوما ،وأَدَّتْ إلى إصابته بشلل كلي نسبته 90%.
كان يطوف عليه بعض أخوته من المجاهدين الشهداء ، وتعلق بالقائد الشهيد بعد التعرف عليه أثناء رقوده في مركز ابن القف ببغداد ، إذ زار جرحى الحشد الشعبي وأخبرهم بافتتاح مجمع جعفر الطيار التأهيلي ، كما عرض لهم تطوره من خلال مقاطع فديو ، وأبلغهم قائلا : هذا المجمع تابع إلى هيأة الحشد الشعبي .
كان أَصغر جريح حينها ، لاطفه الحاج أبو مهدي ، أعجب بتصرفاته وأسلوب حديثه ، ثم تطورت العلاقة بينهم حد المزاح بالضرب الخفيف والاتصالات الهاتفية .
التقاه أكثر من مرتين ، أحدها في مهرجان تكريم جرحى الحشد الشعبي ،فكرمه المهندس هامسا بأذنه: أين ما أذهب أجدك.
تركت شهادة القائد غصّة في قلبه وروحه ، وتمنى رؤيته بالمنام بعد شهادته ، طاف عليه بأحداث تمناها أن لا تنتهي ولا يستيقظ من نومه .
.....................................
بقلم / مجاهد منعثر منشد / وحدة التوثيق / مجمع جعفر الطيار التأهيلي عليه السلام . 2024 .