"هآرتس": هجوم داخلي وخارجي.. "إسرائيل" تواجه مخاطر متزايدة

2024/10/02

لم يواجه الإسرائيليون قط هجوماً مماثلاً في الجبهة الداخلية كالذي حدث في "تل أبيب" وهجوماً ضخماً من الخارج.

مقال للكاتب عاموس هرنل .

لم يواجه الجمهور الإسرائيلي قط هجوماً مماثلاً على الجبهة الداخلية، وخاصة في وسط "إسرائيل". وهذا التطوّر الأخير يضع جميع الأطراف في وضع مختلف تماماً.

وتتزايد المخاطر على الجبهة الداخلية، ففي عملية القتل التي حصلت في يافا، والتي يُشتبه في أنها تتزامن مع الهجوم من إيران، قُتل سبعة إسرائيليين. وهذا هو الهجوم الأسوأ الذي ينفّذه الفلسطينيون في الخط الأخضر، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولم تشهد "تل أبيب" هجوماً مماثلاً منذ أيام الانتفاضة الثانية.

كما أنّ مثل هذا الحدث المروّع يزيد من مشاعر التوتر وانعدام الأمن لدى الإسرائيليين، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ الباليستية بكثافة. وينبغي أن نأخذ في الاعتبار المحاولات المماثلة التي يقوم بها الفلسطينيون في الضفة الغربية.

ولا شك أنّ "إسرائيل ستردّ على الهجوم الإيراني الضخم. ومن المتوقّع أن تجرّ المواجهة، رغماً عنها، الولايات المتحدة التي يفصلها أقل من خمسة أسابيع عن الانتخابات الرئاسية.

إنّها أزمة إقليمية وعالمية، قد تكون لها آثار بعيدة المدى على أمن "إسرائيل"، ولكن أيضاً على حالة الاقتصاد الدولي والمكانة العالمية للولايات المتحدة. ومن المتوقّع أن يستمرّ تبادل الضربات، كما ظهر بوضوح من خلال التهديد الذي أطلقته البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة.

لم تكد تمرّ أيام قليلة على الاحتفالات في "إسرائيل" باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حتى تغيّرت الصورة تماماً، وكالعادة يتبيّن أنّ احتفالات النصر في غير محلّها متى يتعلق الأمر بحرب طويلة ضدّ عدو حازم.

في ظل هذه الظروف، فإنّ القتال في قطاع غزة، الذي كان حتى منتصف الشهر الماضي يعدّ الساحة الرئيسية، سينخفض في ترتيب الأولويات. وقد يؤثر ذلك سلباً على محاولات التوصل الى صفقة الأسرى، والتي تم تجميدها أيضاً لفترة طويلة.

وقام "الجيش" الإسرائيلي بتوسيع تجنيد قوات الاحتياط، والآن من المتوقع تجنيد احتياط أكثر، على خلفية الأزمة الإقليمية ومخاطر المزيد من التدهور على عدد من الجبهات.

إنّ التهديد الإيراني المباشر يؤكد فقط اعتماد "إسرائيل" على الأميركيين، الذي حرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إخراجهم عن طورهم عند كل منعطف في الأسابيع الأخيرة.

وتعتمد "إسرائيل" على الولايات المتحدة ليس فقط في تنسيق الدفاع الجوي، بل في استمرار إمدادها بالأسلحة وفي أنشطتها الهجومية، بطريقة ما، هذه الأمور لا يستوعبها أتباع نتنياهو المتحمّسون، الذين يستمتعون الآن في خيالهم بنجاح الحرب في بيروت.

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى تحذير الصحافي توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" قبل نحو شهر. وبحسب فريدمان، فإنّ إدارة بايدن تخشى أن يحاول نتنياهو جرّها إلى حرب مباشرة مع إيران، والتي ستشمل مهاجمة المواقع النووية وستؤثر  أيضاً على مصير الانتخابات الرئاسية الأميركية.

أخترنا لك
قراءة في (كتاب العراق في غمرة الصراعات )

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة