العمانية // النادي الثقافي يدشن أربعة إصدارات

2020/02/25

مسقط في 24 فبراير /العمانية/ يحتفل النادي الثقافي بركنه الخاص في معرض مسقط الدولي للكتاب للدورة 25 لعام 2020 بتدشين عدد من الإصدارات حيث يدشن اليوم في تمام الساعة السابعة مساء كتاب الأدب الساخر للمحرر يعقوب الخنبشي وكتاب الشيخ سعيد بن جويد الصوري حياته وانتاجه الفكري للمحرر حمود بن حمد الغيلاني وكتاب النشاط البحري والثقافة المجتمعية في ولاية صحم قبل عام 1970 للمؤلف جمعة بن خميس الشيدي فيما يدشن بعد غد الثلاثاء كتاب التنافس البريطاني الفرنسي في عمان المترجم للغة الإنجليزية للمؤلف الدكتور محمد الشعيلي.

العمانية /

 

كتاب عن تطوّر العقليّة العربيّة والحياة العلميّة في عُمان من نافذة الشعر التعليميّ

مسقط في 24 فبراير /العمانية/ من المعروف أن الشعر التعليميّ العربيّ شكّل ظاهرة علميّة وحضاريّة وأدبيّة كان لها حضورها الواسع في الحياة الثقافيّة والتربويّة العربيّة، حين كانت المساجد والكتاتيب عصب الحياة العلميّة، إذ كانت تعتمد على المتون العلميّة في كل مجالاتها الفقهيّة واللغويّة والتاريخيّة والعقديّة والفلسفيّة، وكانت المساجد والكتاتيب جامعات يتخرّج فيها العلماء المجددون والمفكرون الواعون. لذا شكّلتْ هذه المتون والمنظومات العلميّة ظاهرة واضحة جليّة في الثقافة العربيّة، تمثّل في مجملها مراحل تطوّر العقل العربيّ والحضارة العربيّة الإسلاميّة.

وفي هذا السياق، يتناول كتاب "وتحدث العلم شعراً" الذي صدر مؤخراً للدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي، تطور العقلية العربية والحياة العلمية في عُمان من نافذة الشعر التعليمي.

ويسلط الكتاب الذي أصدرته الجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء بالتعاون مع "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، الضوء على الشعر التعليميّ وأسباب ازدهاره وانحداره عربياً، والتنبيه على أهم آثاره ومجالات الاستفادة منه في وقتنا المعاصر. كما يسلّط الضوء على الشعر التعليميّ في عُمان وأسباب ازدهاره في ظل تراجع حضوره العربيّ بشكل ملفت في القرون الأخيرة، مستعرضاً أبرز مجالاته، وأبرز روّاده وشعرائه مع التركيز على القرن الرابع عشر الهجري، وإفراده بمساحة أكبر، وملاحظة الخصائص الفنيّة وتطوّرها فيه.

ويشير البوسعيدي في كتابه الذي جاء في ثلاثمائة وخمس وستين صفحة من القطع المتوسط، إلى جملة من الأسباب التي دعته إلى إنجاز هذه الدراسة، منها أهمية الشعر التعليمي الذي شكل ظاهرة واضحة وجلية في الثقافة العربية، فمر بمراحل عدة بدأت بنشوئه فتطوره فازدهاره ثم تراجعه وانحساره. فكانت تلك المراحل –بحسب المؤلف- ممثلة لمجمل مراحل تطور العقل العربي والحضارة العربية الإسلامية. ثم إن هذا النوع من الشعر فقد بريقه في عدد من الدول العربية والإسلامية، لكنه بالمقابل حافظ على حضوره في دول أخرى، ومن بين هذه الدول سلطنة عُمان التي بقي الشعر التعليمي فيها مزدهرا في القرن الرابع عشر الهجري، الأمر الذي شجع المؤلف على تناوله بالبحث والدراسة.

وجاء الكتاب في مقدمة وبابين كبيرين. تناول الباب الأول "تطور العقلية العربية من نافذة الشعر التعليمي"، وتطرق إلى بدايات هذا النوع من الشعر وظروف تطوره وازدهاره وتراجعه ثم أثره في الحضارة العربية الإسلامية. أما الباب الثاني فجاء بعنوان "الشعر التعليمي نافذة لتطور الحياة العلمية في عُمان"، وتطرق إلى تطور هذا الشعر في عُمان، مُعرّفا القارئ بنظّامه الموسوعيين، وشارحا أقسامه ومواضيعه، من شعر تناول علوم اللغة، والقصص والسلوك، والعلم التجريبي. ثم وضح خصائصه الفنية في جوانبها التركيبية والمعجمية والبلاغية والإيقاعية.

وقد اعتمد الباحث على المنهج التاريخيّ في ما يتعلّق بتطوّر الشعر التعليميّ العربيّ عبر العصور، وأيضا في ما يتعلّق بكل مجال من مجالات الشعر التعليميّ في عُمان. واعتمد على المنهج الوصفيّ التحليليّ عند ذكر نماذج من أهم متون الشعر التعليميّ، إذ تُدرَس مجموعة من الأبيات في كل مجال وتوصف؛ لتحديد الملامح العامّة وتطور الشعر التعليميّ في هذا المجال وموضوعاته. كما اعتمد الباحث على المنهج الوصفيّ التحليليّ لأنه يستند إلى التحليل المباشر للنص، مستنتجاً سمات الشكل والمضمون، مشيرا إلى مواطن الجِدّة والإبداع، منبهاً إلى مواضع القوة والضعف فيه.

يُذكر أن الباحث البوسعيدي ألّف أكثر من ستين كتابا، في التفسير والفكر الإسلامي والتاريخ العماني والأدب وتنمية الذات والشعر، منها: "روح البيان في تدبر القرآن"، و"التفسير الوجيز لكتاب الله العزيز"، و"الدليل في شرح الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع"، و"الجامع في الأدب العماني"، و"الرائع في التاريخ العماني"، و"عمان حديث الزمان والمكان والإنسان"، و"الجوهر في التاريخ العماني المصوّر"، و"التنفس تحت الماء"، و"حدثتني مكة"، و"الرائدون".

/العمانية/

 

قهوة في كل لقاء.. أول إصدارات دار نثر للنشر في معرض مسقط للكتاب

 

مسقط في 24 فبراير /العمانية/ صدرت عن دار نثر للنشر، الدار الجديدة في مسقط، باكورة كتبها بعنوان /قهوة في كل لقاء، ارتشافات من القهوة ولقاءات في المقاهي/ حيث يسرد الكتاب علاقات الكتّاب بالقهوة والمقاهي في مختلف تشكلاتها.

شاركت في نصوص الكتاب نخبة من أربع دول عربية، من بينهم كُتّاب عمانيون، وهم الشاعر إبراهيم بن سعيد، والكاتب حمد الصبحي، والكاتب سعيد الهاشمي، والشاعر صالح العامري، والشاعر عبد يغوث، والكاتبة فاطمة الشيدية، والقاص مازن حبيب، ومن اليمن القاص والروائي وجدي الأهدل، ومن المغرب الكاتب والمترجم سعيد بوكرامي، ومن تونس القاص والروائي سفيان رجب، كما شارك مع هؤلاء الكتّاب باريستا مقهى هوملاند، المغربي محمد بوطعيمو. فكرة الكتاب قدّمتها الإعلامية سمية اليعقوبي، وقد اشتغل على إعدادها حمود بن حمد الشكيلي.

وجاء الكتاب في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وقد كتب القاص والإعلامي سليمان المعمري كلمة لغلاف الكتاب جاء فيها:" ليست القهوة وحدها من يجعل "هوملاند" أيقونة، ليس كونه مقهى أيضا، وإن كان هذا جزءا حيويا من الحكاية، يحدث أن تصطف أمامك في مساحة ليست بالواسعة عشرات المقاهي التي بذلت كل ما في وسعها لإقناعك بالتوقف فيها، ولو لدقائق معدودة: كراس وثيرة، وقهوة أثيرة، ونادلون مضمّخون بالأناقة واللياقة، لكنك تبحث عن شيء آخر، عن أغنية وردة متفتحة، وضجيج أشياء صامتة، عن الحياة التي هي في مقهى آخر، إلى أن تعثر عليه أخيرا وبعد لأي..".

يذكر أن دار نثر للنشر تشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الخامسة والعشرين، للمرة الأولى وقد وضعت في رؤيتها التي أعلنتها أخيرا أن تشكل في علاقتها مع الكاتب والقارئ الحاضنة المفضلة للكِتاب في عمان وخارجها"، معززة رسالتها في تمكين الكتاب من نشر إبداعاتهم ضمن معادلة تحفظ حقوقهم."

/العمانية/

 

طفلة لخالد الشنفري.. رواية تؤرخ لميلاد عُمان الحديثة

 

عمّان في 24 فبراير /العمانية/ تتحدث رواية "طفلة" للكاتب خالد الشنفري عن قصة حبٍّ جمعَت بينَ فتى يُدعى "علي" وفتاة تدعى "طفلة"، غير أن تلك القصة لم تكن عادية بسبب ما رافقها من إسقاطات حملها المتن الروائي؛ ذلك أنّ الرواية كُتبت لتكون شاهدةً على فترة تاريخيًة مهمّة، هي السنوات التي وُلدت فيها عُمان الحديثة، وعادت بعدَها لتتبوّأ المكانة التي تليق بتاريخها وثرائها الحضاريّ.

تجري معظمُ أحداث الرواية في ظفار، وفي صلالة بالتحديد. في تلك المدينة الجنوبية نشأَت "طفلة" وأحبّها "علي". وحولَ قصة الحبّ هذه نسَجَ الشنفري خيوطَ روايته، فاصطحب القارئ في رحلة للتعريف بعادات أهلِ صلالة وملامح تراثهم، مستعيناً بمعجم كبير من المفردات المحليّة التي شملت جوانب الحياة الشعبيّة في ستينات القرن العشرين وسبعيناته. كما أرّخَ الشنفري للأحداث السياسيّة التي شهدتها تلك السنوات، والتي انتهت بمولد عُمان الحديثة.

يقول د.فيصل جلول الذي كتب تقديماً للرواية الصادرة بطبعتيها الأولى والثانية عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان: "يربط الراوي حلم بطلَيه؛ علي وطفلة بهذا المنعطف؛ أي الانتقال بظفار من عهد مظلم إلى عهد انفتاح وتقارب.... وتنقلنا سطور الراوي من عُمان إلى محيطها، فتمتدّ الأحداث إلى جنوب اليمن ودول الخليج ومصر الناصرية، ثم إلى العراق، فيلتقي علي بشخصيات عاشت الطفرة التنموية في بلدان الخليج، ومن بينها النخبة اللبنانية والسورية التي جذبتها الثروة النفطية. ويربط الصلة بين تلك الاندفاعة التنموية والجيل العُماني الشاب الذي ساهم بوصولها إلى السلطنة".

واختار الشنفري في مراحل الرواية، التي تقع في مائة وسبع وخمسين صفحة من القطع المتوسط واختيرت لوحة غلافها من أعمال الفنان التشكيلي العُماني أنور سونيا، الأسلوب السهل الممتنع، فكانت لغته رشيقة، وأفكاره واضحة، ومشاهده مليئة بالحركة. ولعل حقيقة أنه ابن البيئة التي وصفها قد ساعدته كثيراً على تقديم عمل واقعي وصادق، فتقلصت المسافة بين المتخيَّل والواقعي، دون أن يفقد أيٌّ منهما حقه داخل الرواية.

/العمانية/

 

/قاعة رقم 4/ للعُماني أحمد راشد.. رواية تنتمي للفانتازيا

عمّان في 24 فبراير /العمانية/ تخبر رواية "قاعة رقم 4" للكاتب العُماني أحمد راشد قارئها عن أشياء كثيرة بالإيحاء والتلميح؛ وتلك هي أهم ملامح الأسلوب الذي اتبعه راشد في روايته؛ إذ إنه لم يُقحم الملامحَ إقحاماً يُثقل على القارئ أو يُخلّ بسلاسة السرد وإنسيابيته، بل إنه نسج التفاصيل الصغيرة تاركاً للمَشاهد فرصة الالتئام من تلقاء نفسها.

فالزمان والمكان في الرواية الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان، ينبثّان في كل سطر، والأحداث تتدفّق ضمن سياق واضح المعالم ينتمي إلى مكان ما في مدينة خليجية، وزمان يقع في وقتنا الحالي؛ أي العشرية الثانية من الألفية الثالثة للميلاد.

أما البطل "راشد"، فتتضح ملامح شخصيته الانطوائية تدريجياً خلال مسير الحدث الروائي، وتفصح حواراته الداخلية عن طبيعة فهمه لنفسه وللأشخاص من حوله. ويبدو "راشد" محور الأحداث كلّها، بدءاً من ملامح حياته البسيطة، وصولاً إلى الرحلة الغرائبية التي اضطُرَّ إلى القيام بها نحو عالم آخر يختلف تماماً عن عالمه، حين سيّرته الأحداث، فاستسلم لها استسلاماً كاملاً.

يتحدث الروائي عن تجربته في الكتابة في مدخل الرواية التي جاءت في مائة وثلاث عشرة صفحة من القطع المتوسط قائلاً: "استثمار الفرص لا يكون فقط في مجال المال والأعمال، بل حتى في المجال الأدبي. وفي مسيرة حياتك ستمر بأحداث مميّزة وفريدة، بعضها مدهش، وبعضها مؤلم. قد تمرُّ كلمة في كتاب ضخم قرأتَه؛ فتؤثّر فيك. وربما ستشهد حدثاً بارزاً وقع أمامك، أو قد يخبرك أحدهم عن قصة صغيرة. وكل من يجيد استثمار تلك التجارب، قد ينتج عملاً أدبياً صالحاً للنشر".

بهذه الروح التي استجمعت خبراتها دشّن أحمد راشد عمله الروائي، فاختار له شكلاً من أشكال الفانتازيا، التي يلتقي البطل خلالها بفتاة جميلة من عالم آخر، فتقع الفتاة في غرامه، وتلاحقه، وتحاصره في تفاصيل حياته كلها، وتتحمل المخاطر في سبيل حبها الذي لن تتخلى عنه.

ويواجه البطل المصاعب هو الآخر أيضاً، لكنها مصاعب العالم البشري بما فيه من خداع وتمويه وسوء أداء للأمانة. ويقرر بعد ذلك أن يمضي بالشوط مع الفتاة التي أحبته حتى آخره، فتبدأ مغامرته التي تشهد أحداثاً عجيبة، وتنتهي بشكل مأساوي، يخسر فيه الحبُّ الصادق معركته أمام قسوة الواقع.

هذه الرواية تحاول وفقاً لمؤلفها، أن تجسد من خلال الخيال السحري، الصراع بين الفكر الناقد والفكر المعطِّل السائد في المجتمع.

/العمانية/

 

توابيت ملكية.. لتحية الرواحي.. نصوص مسرحية غنية بالدلالات

 

مسقط في 24 فبراير /العمانية/ تسعى الكاتبة تحية الرواحية إلى تنويع مقارباتها لمجموعة من الهموم الإنسانية في مسرحياتها التي يضمّها كتاب "توابيت ملكيّة" الصادر عن الجمعية العمانية للكُتّاب والأدباء بالتعاون مع "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن.

ويشتمل الكتاب على خمس مسرحيات هي: "مكبّ النفايات"، و"القيد"، و"المهمة"، و"توابيت ملكية"، ومسرحية الأطفال "البلورة". وتتسم المسرحيات بطرحها لموضوعات اجتماعية وإنسانية وفلسفية وتعليمية، منها ما فاز بمسابقات المنتدى الأدبي، ومنها ما نُفِّذ على خشبة المسرح، ومنها ما حصل على جوائز في المهرجانات المسرحية خلال الفترة (2004-2012).

وفي مسرحية "مكب نفايات" بدت شخصية الزبال غير مبالية إزاء الأحداث التي ألمت بالمدينة بعد أن امتلأت المكبات بالنفايات، وغرقت المدينة بعد ذلك في القذارة نتيجة سوء الإدارة وتهرب المسؤولين من أداء مسؤولياتهم. بينما حفلت مسرحية "القيد" بالحوار المأساوي بين شخصياتها، واستلهمت معاناة المهاجرين، لا سيما في فترة الثورات العربية، لترسم واقعا يبعث على الأسف، ويعرّي الواقع الإنساني الذي سقط سقوطا أخلاقياً وإنسانياً أمام معاناة هؤلاء المهاجرين الذين لا حول لهم ولا قوة.

وفي مسرحية "المهمة" يكتنف الغموض المشهد الحواري بين مجرمين (رجل وامرأة) ورجلي أمن، ثم يلامس مكامن الضعف الإنساني، حين يؤْثر صاحب الواجب سلامته الشخصية على القيام بدوره في حماية مجتمعه وأداء أمانته بإخلاص. أما "توابيت ملكية" فبحثت فيها الزوجة عن زوجها وسط الجثث وفي المتاحف، لتخرج المسرحية بمجموعة من الإسقاطات التي تمس واقعنا الاجتماعي والسياسي المعاصر. وخاطبت مسرحية "البلورة" الأطفال على لسان أمير البنان ومجموعة الأقزام، محاولة أن تزرع فيهم قيم العدالة والمحبة والاستقلالية.

تقول العجوز في "القيد" مجسدة عمق المأساة: "اليوم لا يُسأل الذاهبون عن أعمارهم، ولا تُسأل الأرض عن أولادها، ولا يُسأل العابثون بالحياة عن عبثهم. أتدرون لماذا؟ لأننا نحن وأنتم (مشيرة للجمهور) وهم (مشيرة إلى المصلوبين والأم) ما زال يسكننا الخوف، ونخشى أن نرفع أيادينا إلى الشمس. وعلقنا بالأرض، أخفينا كل ما أرادونا أن نخفيه، ورفعنا الأيادي معلنين بداية التصفيق. صفّقوا، صفّقوا لتنجح مهزلة أخرى".

وفي المسرحية نفسها تخاطب الأم رضيعها الذي فقدته في مشهد الدمار والهجرة، بأبيات للشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي قائلة:

"ولدي الحبيب ناديت باسمك والجليد

كالليل يهبط فوق رأسي، كالضباب

كعيون أمك في وداعي كالمغيب

ناديت باسمك في مهب الريح

فجاوبني الصدى: (ولدي الحبيب)

والقاتلون يحصون أنفاسي،

وفي وطني المعذب يسجنون آباء إخوتك الصغار

ويبشرون بالعلم الحر البعيد

وأنت لا لا تجيب".

من أجواء إحدى مسرحيات الكتاب: "واجبهم يدفعهم إلى ذلك؛ فمثلما يتوجب على الراعي أن يجرّ القطيع إلى العشب، يتوجب عليهم جرّ معدتي الخاوية إلى قوت ما. أنا لا أستحي أبداً من تشبيهي بالنعجة. النعاج يا جمهوري الجميل كائنات وديعة وساذجة وتحصل على طعامها بدون عناء. وأنا نعجة جائعة. وهم، من هم؟ لا تسألوا. على رِسلِكم؛ سيتضح لكم كل شيء في ما بعد. المهم أنه كما أخبرتكم سلفاً؛ واجبهم أن يتركوا لي طعاماً. قلت واجبهم (بصوت منخفض) و.. ا.. جبهم.. هم.. هوووس.. أخفضوا أصواتكم وانتبهوا؛ فهؤلاء الرعاع لا يمتلك أحد منهم جزءاً ضئيلاً من الإنسانية.. مهمتهم تنتهي بإنجاز الواجب، وواجبي تجاه نفسي يحتّم عليَّ أن آكل شيئاً، أيّ شيء. المهم أن آكل فأنا جائع جداً وبطني المسكين يصدر أصواته المعتادة، أصواتاً لا تنتهي إلا إذا أكلت بالطبع، وبعدها بلا شك سأنظف المكان، لكنني لــــــن أنظف ما دام الجوع يزعج معدتي، لن أمسح ولا ذرة غبار واحدة".

وكذلك: "اصرخ.. اصرخ.. اصرخ بصوت أعلى، فلعل الصراخ يوقظ العيون النائمة، أو لعل الزمن يبعث الحياة من جديد في القلوب التي وهنت".

ومن نصوص الرواحي أيضاً: "نم يا صغيري نم، فمن يمت لا يستطع الصراخ. ولا جدوى لصراخ حين لا ضرورة.. نم قليلا يا بني نم. هذه الطائرات التي لا تتوقف عن القصف تتعهد براعم الخوف فينا. تجاهلها ونم.. نم في طريق النحل، نم ودعني أغفو قليلا.. نم قبل أن تسقط القذائف على قفص الحمام. اضطجع على درجات هذا المهد ونم. نم قليلا.. نم قليلا.. نم".

/العمانية/

مشا..كيك لسعيد السيابي.. قصص تلامس تخوم الواقعية السحرية

 

مسقط في 24 فبراير /العمانية/ تضم مجموعة /مشا..كيك/ للكاتب د.سعيد محمد السيابي، عدداً كبيراً من القصص التي صُنفت بوصفها قصصاً قصيرة جداً، وهو فنٌ أدبي حديث، يقوم على التكثيف والرمز، ويضمر إيحاءات تتوالد من داخل النص محدثة حالة من الانزياح والمفاجأة الجمالية.

تقع المجموعة في مائة وأربع وعشرين صفحة من القطع المتوسط.

قدّم للمجموعة الصادرة في طبعتها الثانية عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، د.محمود سعيد، عضو اتحاد الكتاب المصريين ورئيس تحرير مجلة "ينابيع ثقافية". وجاء في مقدمته: "يمارس السيابي في مجموعته هذه فنيات الكتابة باقتدار.. ويلعب المخيال دور المصمم في فضاء التّشكيل الخطابي وتمثيل العلاقات الإبداعية... ويساهم الحس في تحليل شفرات الكون، وكينونة الإنسان الموجود داخله، ومزج خبرة التجلي داخل فعل الكتابة".

يلامس السيابي في قصصه تخوم الواقعية السحرية، فجاءت بعض قصصه محملة بالفانتازيا، لكنه لم يتورط كثيراً في "غرائبية" السرد؛ فوصف في قصص أخرى الواقع كما هو، محافظاً على انسيابية السرد وحريصاً على أن لا يخسر عنصري الإيحاء والمفارقة. ولعل السبب في ذلك يعود إلى رغبة الكاتب في أن يبقى القارئ ابن واقعه، ويملأ بنفسه كثيراً من المساحات السردية متعددة الإيحاءات.

لذلك، نبعت التقاطاته الذكية من الواقع البسيط الفكاهي حيناً، كما في قصص "شعرها الأشقر" أو "حريق المكتبة"، أو "كرؤوس الثوم".. ومن الصور الفانتازية حيناً آخر، كما في "حبل الغسيل" أو "ضحك الحمار"، وغيرهما. ووظف السخرية في حالات أخرى مثرياً النص بإيحاءات تجاوزت حدود السرد العادي. وفي جميع الحالات، تكثفت العبارات، ودنت من تفاصيل الحياة اليومية العادية لتخرج منها ما يستتر.

ومن الجدير ذكره أن السيابي سبق أن أصدر: "المبراة والقلم" (2017)، و"جبرين وشاء الهوى" (2016)، و"أحلام الإشارة الضوئية" (2015)، بالإضافة إلى بحوث أدبية متعددة كتبها منفرداً أو بالمشاركة مع آخرين.

/العمانية/

متجر الأحلام لـ دلندة الزغيدي.. قصص تعاين رومانسية الوجع

 

مسقط في 24 فبراير /العمانية/ صدرت للقاصة التونسية دلندة الزغيدي مجموعة بعنوان /متجر الأحلام/، ضمن مخرجات حلقة نظمتها المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار.

وتختار الزغيدي مساحات في كتابها الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن بدعم من وزارة التراث والثقافة العمانية، في فضاءات من الرومانسية، مستعيدةً وقائع التاريخ لإسقاطات تتصل بالراهن، منوّعة في القص بين السرد والحوارات والاقتباسات الشعرية والاستعادات الزمنية التي تغني القص وتثريه.

تقع المجموعة، التي اختيرت لوحة غلافها للفنانة التونسية هاجر ريدان، في 151 صفحة من القطع الوسط على 11 قصة تتنوع موضوعاتها والمناخات التي استمدت منها القاصة حكاياتها بين الموروث والواقع.

ففي قصتها "برشتان"، تذهب الكاتبة إلى مناخات سحرية وعجائبية تستمدها من الموروث الحكائي العربي التي يجتمع فيها الجن والإنس والحقيقة والخيال والأسلوب للإسقاط على الواقع من خلال العبرة التي تحملها الحكاية.

وفي قصة "المعطوب"، تسرد القاصة الحكاية بسلاسة وواقعية لا تخلو من رومانسية، ولكنها رومانسية الوجع والواقع المرّ الذي لا يتيح للإنسان سوى طاقة الحلم التي يختلط فيها المعنى بين الموت والحياة.

وتختلف نهاية الحكايات بالنسبة للقاصة باختلاف الرسائل التي تحملها الحكاية، فهي تعي مسؤولية القصة ودورها، مركزة خلال ذلك على خصوصية النوع الكتابي وعناصره الفنية لجهة اللغة البسيطة والبناء المحكم، والموازنة بين تراث الحكي وفكرة الانفتاح على حداثة النص.

ومن أجواء المجموعة: "اكتشف مؤمن أن العالم الذي يعرفه مجرد وهم، لقد فتحت يمامة عينيه على هذه الحقائق المرعبة فاكتشف أن البرشتانيين الذين لا يزالون مضربا للأمثال في النظام والذكاء والذوق الرفيع هم مجرد أشكال آدمية تحمل بداخلها شياطين".

وقدّم المدير العام السابق للمديرية العامة للتراث والثقافة في محافظة ظفار أحمد بن سالم الحجري، للكتاب، ملقياً الضوء على الحلقات التي أقامتها المحافظة في الفنون المختلفة ومن بينها "أساسيات كتابة القصة القصيرة". وأوضح الحجري أن الحلقات اهتمت بجميع ما يتعلق بفن القصة القصيرة على مستوى المواضيع، وعلى مستوى المقومات الفنية البنائية والمعجمية، وما يختص بالمكان والزمان والحبكة والشخصيات.

يذكر أن الزغيدي مقيمة في سلطنة عمان، درست اللغة والآداب الإنجليزية وحصلت على الإجازة في اللسانيات من كلية الآداب والعلوم بصفاقس، وهي تعمل في التدريس.

/العمانية/

أعمال نادين ظاظا.. تحويل السرديات إلى لغة غرافيكية

 

عمّان في 24 فبراير /العمانية/ تستخدم الفنانة الأردنية نادين ظاظا التقنيات الحديثة في أعمالها، بوصف هذه التقنيات مفاتيح لما تسعى إليه الفنون الغرافيكية اليوم بصفتيها الوظيفية والتفاعلية.

وتكشف ظاظا في معرضها المقام في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بعمّان، عن قدرة كبيرة في تأليف السرديات وتحويلها إلى لغة غرافيكية تستوحي مضامينها وأشكالها من القصص المصورة والمخططات المعمارية وفنون الشارع، مازجة في أعمالها بين بساطة اللغة الفنية ومفرداتها من جهة، وبين روح الفنون المعاصرة والحديثة من جهة أخرى.

وتبدو الأماكن التي تعبّر عنها الفنانة وكأنها تتشكل من القصص والسرديات الشخصية المتخيلة، متجلّيةً وفق منظور يستثمر تقنيات الرسم والتخطيط والصوت والفيديو والبحث والتخيل وتتبع حياة المكان وساكنيه.

وتدمج ظاظا التي نالت جائزة رافع الناصري لفنون الجرافيك في دورتها السادسة عن أعمالها المعروضة، بين التصوير الفوتوغرافي وتقنيات الفن الأخرى، حيث تبدو أسطح الأماكن المتآكلة بفعل الزمن كأنها لوحات تجريدية من الأبيض والأسود، بينما تتوهج النوافذ والأقواس بالضوء وتتميز بألوانها من البني وتدرجاته، وفي لوحات أخرى تبدو الصورة وكأنها تخرج من إطارها عن طريق تلك الامتدادات البصرية التي تضيفها الفنانة إلى الصورة، إلى جانب تخطيطات هندسية ملونة تتشابك فيها الخطوط وتتقاطع وفق رؤية بنائية هندسية جمالية.

يذكر أن ظاظا من مواليد عام 1994، حصلت على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة عام 2016، وشهادة البكالوريوس في العمارة عام 2017، وهي تمتلك مهارات تطبيقية وتكنولوجية متنوعة، وتعدّ من الفنانين الداعمين لفكرة استخدام العمارة وتوظيفها في مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية.

/العمانية/

أزرق رمادي للسورية غفران طحان.. قصص عن الموت والحلم

 

القاهرة في 24 فبراير /العمانية/ تحتوي مجموعة "أزرق رمادي" للكاتبة السورية غفران طحّان، على اثنتين وعشرين قصة، توزعت على ١١٠ صفحات من القطع المتوسط، وتتناول قضايا اجتماعية وإنسانية قُدمت بأسلوب يراوح بين الواقعي والخيالي والغرائبي، في اختزال رمزي لواقع الحرب الذي تشهده سوريا منذ سنوات.

ويشكل الموت والحلم الثيمتين الأساسيتين اللتين تتكئ عليهما المجموعة الصادرة ضمن سلسلة "الإبداع العربي" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث يُعدّ العنوان "أزرق رمادي" معادلاً موضوعيّاً للحياة التي تتأرجح بين الحلم والموت.

وتستخدم القاصة لغة دقيقة ورشيقة تعبر عن مراميها، ويتسم أسلوبها بالاقتصاد بعيداً عن المباشرة، إذ غالباً ما تميل إلى التصوير والتخييل الحاملين لما تريد نقله إلى القارئ معنى وشعوراً.

وتتوفر هذه المجموعة على الشروط الفنية الخاصة بفن القصة القصيرة، ولكن دون التزام صارم بهذه الشروط، دفعاً لما يمكن أن يكون سبباً معيقاً لحركة القصة، إذ كثيراً ما تتمرد الكاتبة على عنصر فني أو أكثر، معوضة ذلك بتكثيف الحالة القصصية، حيث تخلص لفكرتها، وتركّز عليها بالاعتماد على التكثيف وسيلة لتحقيق الأثر المرجو في نفس المتلقي.

يشار إلى أن هذه المجموعة هي الثالثة في مجال القصة لغفران طحان، إذ سبق أن صدر لها "كحلم أبيض" (٢٠٠٩)، و"عالم آخر يخصني" (٢٠١٤). كما صدر لها كتاب نثري بعنوان "حلم يغفو على مطر" (٢٠١6).

/العمانية/

التل رقم 13.. معرض فني بمدغشقر

 

آنتاناناريفو في 24 فبراير /العمانية/ من خلال مفهوم "السفر بالرسوم"، ينظم عشرة فنانين ملقاشيين معرضا بعنوان "التل رقم 13" يبرز جماليات الجزيرة الكبرى من الناحيتين الطبيعية والثقافية.

ويشارك في هذا المعرض الرسامون "ناري آرتور" و"دولف" و"راهاريجاونا" و"ميستري".

ويسعى الحدث المنظم بالتعاون مع دار الفن التي تحمل الاسم نفسه "التل رقم 13"، إلى التعريف بالهوية الثقافية الملقاشية في أوساط الشباب. وسيتمكن هؤلاء من الاطلاع على مزايا الفن التشكيلي وجمالياته الوجدانية.

ويشمل المعرض دعوة الشباب، تحت إشراف الفنانين المشاركين، إلى تقاسم إبداعاتهم مع الجمهور. وهو يتضمن لوحات لمشاهد من الحياة اليومية ومناظر طبيعية خاصة بالبراري الملقاشية باستخدام الألوان المائية، إلى جانب صور مرسومة بالزيت على أوراق الموز.

/العمانية/

البلجيكي دومينيك زاشاري يصدر ارتعاش الصمت

 

بروكسل في 24 فبراير /العمانية/ أصدر الكاتب البلجيكي "دومينيك زاشاري" رواية بعنوان "ارتعاش الصمت" تحكي قصة شخصين مختلفين في جميع الصفات تسوقهما الظروف إلى العيش معا.

ففي ظاهر الأمر، ما كان على هذين البطلين أن يجتمعا: أولا بسبب وتيرة الصوت، إذ إن "آليكس برغو"، وهو مدير لمؤسسة في الثامنة والخمسين من العمر ومعتد بنفسه، يتكلم بشكل سريع وبصوت مرتفع ولا يهتم إلا للبحث عن الربح. أما "فرانسواز"، وهي ممرضة في التاسعة والثلاثين من العمر تمارس الرسم في أوقات الفراغ، فتبدو كتومة وغريبة وتتحدث ببطء وبصوت لطيف ولا تنشد سوى الهدوء.

ورغم ذلك، تلتقي طريقا البطلين، ويشعر "آليكس" بأن خططه قد انقلبت رأسا على عقب عندما يبلغونه أن والدته تحتضر في قسم العناية المركزة. وبعد وصوله إلى المكان، يكتشف الرجل قيما أربكته: فعلى حافة الموت، تضحك الممرضات وهن يواصلن تقديم العون للمرضى. وتنظر إليه "فرانسواز" فتفقده توازنه إلى حد الترنح.

ثم بات على "آليكس" أن يتعلم التكلم بلطافة، والتقليل من الكلام حتى يبلغ درجة عدم النبس بأي كلمة. ويتعين عليه بعد ذلك أن يتعلم الإنصات وترويض الصمت، ويبدو هذا شيئا مخيفا، خاصة بالنسبة لشخص لم يتعود على السكوت...

وتمثل الرواية بحثا مثيرا في الذات يؤدي في نهاية المطاف إلى الجمع بين نقيضين حقيقيين.

/العمانية/

 

المتحف الملكي لبلجيكا يتطلع لمائة ألف زائر سنويا

 

بروكسل في 24 فبراير /العمانية/ نظم المتحف الملكي لبلجيكا بالتعاون مع هيئة المباني زيارة لحلقة تحويل فضاءات عروضه معلنا عن طموحه لاجتذاب 100 ألف زائر سنويا.

وسيخصص هذا المتحف للقرن الذهبي للمخطوط من خلال الوثائق المخطوطة لدوقات بورجوندي.

ويُنتظر أن تنتهي الأشغال التي انطلقت في شهر إبريل 2019 قريبا، على أن يكون الافتتاح الرسمي يوم 15 مايو المقبل.

وكلفت هذه الأشغال حوالي 7 ملايين ونصف المليون يورو، ومن المتوقع أن تسمح للمتحف بالتحول إلى مؤسسة ثقافية حديثة وجاذبة للزوار.

وأوضحت المديرة العامة للمتحف، "سارة لامانس"، أن مؤسستها تريد استقطاب فئات متنوعة من الزوار، كالعائلات وهواة المخطوطات.

وسيعرض المتحف على وجه الخصوص وبشكل دائم 180 وثيقة أصلية، وجزءا مهما من حوالي 300 مخطوط ضمن مكتبة دوقات بورجوندي التي بحوزته. وأشار "برنار بوسمان"، مفوض المتحف، إلى أن المخطوطات هشة، ما يستدعي تغيير معظم الوثائق المعروضة كل أربعة أشهر للحفاظ عليها.

/العمانية/

ملتقى حول إسهامات أبي القاسم سعد الله في إثراء البحث اللُّغوي والأدبيّ

 

الجزائر في 24 فبراير /العمانية/ تحتضن كلية الآداب واللُّغات بجامعة الجيلالي بونعامة بخميس مليانة، غربي الجزائر، ملتقى وطنيّاً بعنوان "إسهامات أبي القاسم سعد الله في إثراء البحث اللُّغوي والأدبي"، وذلك يوم 18 مارس المقبل.

ويهدف الملتقى، الذي يُشارك في إثراء فعالياته العديد من الباحثين وأساتذة الجامعات، إلى التعريف بأبي القاسم سعد الله شاعرا وناقدا ومحقّقا ومؤرخا، ورصد إسهاماته في التأريخ للُّغة العربية علوما وأدبا في الجزائر، ورصد إسهاماته في تحقيق المخطوط الأدبي والكشف عن منهجه في ذلك، ورصد إسهاماته في نقد النصوص الأدبية والكشف عن مرجعياته المنهجية في ذلك.

وينطلق المشاركون في الملتقى من مساءلة هذا الموضوع عبر أربعة مؤشرات، وهي: سؤال الإبداع الشعري، وسؤال النقد الأدبي، وسؤال التحقيق، وسؤال التاريخ.

وينقسم الملتقى، الذي يُنظّم برئاسة د.صليحة بودي، إلى ستة محاور، هي: سيرة أبي القاسم سعد الله ومكانته العلمية، وإسهاماته في التأريخ لعلوم اللُّغة العربية في الجزائر، وإسهاماته في التأريخ للأدب العربي في الجزائر، وإسهاماته في تحقيق المخطوط الأدبي، وإسهاماته في النقد الأدبي، وإسهاماته في الشعر.

ويؤكد المنظمون في ديباجة الملتقى أنّ اللُّغة العربية بلغت مبلغها من التراكم بحثا ومكاشفة وتأريخا بفضل علماء أجلاء من بينهم أبو القاسم سعد الله، شيخ المؤرخين الجزائريين وحجّتهم في التاريخ الثقافي، والذي عُني بالتأريخ للُّغة العربية، علوماً وآداباً ضمن مشروعه النفيس الذي حمل توصيف "تاريخ الجزائر الثقافي"، إضافة إلى مصنّفات أخرى غير بعيدة عنه في الطرح والاشتغال.

وتعدُّ الجهود التي قدّمها أبو القاسم سعد الله قيمة علمية مضافة إلى تاريخ الفكر الجزائري بطابعها التأصيلي الموسوعي الذي أماط اللّثام عن علوم العربية، نحوها، وصرفها، وبلاغتها، ومعجمها، وعروضها، وما انزاحت إليه من قضايا ومسائل فرعية، وكذا آدابها، نثرا وشعرا، وما اتّصل بهما من شروح وأجناس وأنواع، والترجمة لأعلام هذا الإرث.

يشار إلى أنّ أبو القاسم سعد الله (1930-2013)، ساهم في إثراء المكتبة العربية بالكثير من المؤلفات، تحقيقا وترجمة، أبرزُها "بحوث في التاريخ العربي الإسلامي" (2003)، و"أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر" (1993)، و"تجارب في الأدب والرحلة" (1982).

/العمانية/

 

ملتقى حول الكتابة النسائيّة في الجزائر

الجزائر في 24 فبراير /العمانية/ يُنظّم قسم اللُّغة والأدب العربي بجامعة سكيكدة، شرقي الجزائر، يومي 8 و9 مارس المقبل، الملتقى الوطني الأول حول "الكتابة النسائية في الجزائر.. حدود الممكن ورهانات المستقبل".

ويناقش المشاركون في الملتقى موضوع الكتابة النسائية عبر خمسة محاور: الكتابة النسائية في الجزائر (النشأة، الواقع، والآفاق)، وخصوصية الكتابة النسائية من حيث السمات اللُّغوية والخصائص الأسلوبية والأشكال والمضامين، ومجالات الجدة والتميُّز في الممارسة الإبداعية النسائية، والتلقّي النقدي للكتابة النسائية، وآفاق الكتابة النسائية من حيث الواقع والممكن والمأمول.

ويهدف الملتقى إلى تحقيق جملة من النتائج، أهمُّها تشجيع الكتابة النسائية باعتبارها وعياً ومسؤولية تؤسّس للتنوُّع والاختلاف، ومساءلة مرئيات مفاهيمية تتمحور حول الكتابة النسائية، وكتابة المرأة، وهوية المؤنث، والكتابة الذكورية، فضلا عن إثراء الموضوع من خلال اللّقاء والحوار بين الباحثين والمهتمّين بموضوع الملتقى.

وترى اللّجنة العلمية للملتقى، التي يرأسها د.محمد لعور، أنّ الحديث عن الكتابة النسائية، يحيلنا مباشرة على ما حقّقته المرأة من إنجازات في العقود الأخيرة، في شتى مجالات الحياة العلمية والعملية، والتي أسهمت فيها تحوُّلات تعليميّة واجتماعية واقتصادية وسياسية، زادت في تحسين أداء المرأة وتبوُّئها مناصب عليا، ولعبها أدوارا متقدّمة، الأمر الذي قلّل من اعتمادها على الرجل، وأعطاها مساحة واسعة من الحرية والاستقلالية؛ حيث استغلّت ذلك في بناء شخصيتها وامتلاكها لقراراتها ومصيرها مستغلّة ما تقدّمه الحركات النسائية العالمية والمحلية من دعم ومساندة.

وأدّى انفتاح المرأة في الجزائر على العوالم المختلفة إلى اكتشاف موهبتها وخصوصيتها، لا سيما في مجال الإبداع الأدبي، وهو ما أثرى الساحة الأدبية بنصوص شعرية وروائية وقصصية ومسرحية ذات حمولات أنثوية متميّزة. فبرزت إلى الوجود أسماء مبدعات مثل آسيا جبار، وزهور ونيسي، وزينب الأعوج، وأحلام مستغانمي، وربيعة جلطي، وفضيلة الفاروق.

وتستمدُّ الكتابة النسائية، بحسب منظمي الملتقى، مشروعية وجودها من كون الكتابة الذكورية قد اكتملت ملامحها واستنفدت جميع طاقاتها، بصورة شبه نهائية، مسفرة عن نسقية ذكورية طاغية تنفي الآخر، الذي هو المرأة، وتستبعده، ممّا أفسح المجال لصعود كتابة مغايرة تمتلك هويتها الخاصة، وملامحها المختلفة.

/العمانية/

كويكول.. مدينة متكاملة تروي قصص الرومان في الجزائر

 

الجزائر في 24 فبراير /العمانية/ على بعد 50 كيلومتراً من محافظة سطيف الواقعة شرق العاصمة، تشد نظرك مدينة رومانية بأكملها توسطت سلسلة من الجبال في شمال السهول العالية، وكلما تقدمت نحوها أكثر، يسيطر عليك شعور غريب بأنك ولجت نهاية القرن الأول الميلادي من أوسع أبوابه، ونظرا لخصوصيتها المتمثلة في كونها مدينة متكاملة تقع على هضبة بارتفاع يفوق 900 متر، مما نجم عنه نمط عمراني يختلف عن باقي المدن الرومانية، تم تصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1982.

إنها مدينة كويكول (الاسم الروماني)، أو جميلة (الاسم العربي)، التي تتربع على مساحة قدرها 42 هكتارا، وقد بنيت في عهد الإمبراطور الروماني نيرفا من طرف قدماء المحاربين لتكون مستقرا لهم، وشهدت المدينة مراحل كبيرة في بنائها وتطورها، ففي عهد الأباطرة الانطونيين، تم إنشاء الساحة العامة والسوق والمسرح، وفي عهد السيفيريين، تم تشييد المعبد وقوس النصر والساحة التي تحولت في ما بعد إلى ساحة عامة جديدة بالنسبة للمدينة، ثم شيًد الحي المسيحي في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، قبل أن تسقط المدينة في يد الوندال سنة 431 م، ويغشاها النسيان.

ومن بين معالم هذه المدينة التاريخية، التي تلفت انتباه الزائر، الحائط الحامي أو ما بات يعرف بالحائط البدائي الذي يتكون من جدارين، داخلي وخارجي، ويمتد من الشمال حتى الجنوب الغربي على مساحة تقدر بـ 8 هكتارات مرتفعا إلى نحو ثلاثة أمتار.

وفي قلب المدينة الأصلي، تبرز الساحة العامة، والتي تمتد بطول 48 مترا وعرض 44 مترا، ولديها مدخلان جانبيان؛ مدخل من الناحية الجنوبية يتم الوصول إليه عن طريق قوس مبني لم تتبقَّ منه إلا القاعدة، وضم بين جوانبه مجموعة من الكتابات لأباطرة من القرن الثاني إلى القرن الرابع الميلادي.

وأكثر ما يميًز مدينة جميلة، الحمامات التي تتربع على مساحة 2600 متر مربع، ويمكن الوصول إلى الحمام عبر طريق مكوّن من ستة عشر درجا، ويضم الحمام ثلاث قاعات إحداها باردة، وأخرى دافئة، وثالثة ساخنة، وذلك مراعاة لمبدأ التدرُّج الحراري.

ويُعد قوس النصر، الذي أقيم سنة 216 م، تحفة معمارية بنيت على شرف الإمبراطور كركلا، حيث يتكون هذا المعْلم من قوس واحد وطابقين، ويتميز بأنه يحدد الجهة الغربية للمدينة وبداية الطريق نحو مقاطعة موريتانيا، ويُقدّر علوه بنحو 12 مترا، وعرضه بـ 10 أمتار.

أما المسرح، فيُعتبر من أهم المعالم الأثرية التي تركها الرومان، حيث بني على هضبة تستند إلى مقاعد المدرجات التي تتسع لـ 3000 متفرج، وتتوزع المدرجات على سلسلتين، وما يزال هذا المسرح يحتفظ بالجدران المواجهة للخشبة والمزين بكوات مستديرة ومربعة بهدف الحصول على صدى جيد للصوت.

وإلى جانب كل هذه الآثار المنترة في الهواء الطلق، تحتوي المدينة على متحف أقيم بالموازاة مع الحفريات، ويشمل ثلاث قاعات، وقاعة رابعة مفتوحة على القاعة الأولى. ويحتوي هذا المتحف الذي استُغل كمتحف موقع، سنة 1937، على لقى أثرية، وهو مشهور بالفسيفساء، حيث يضم عددا هائلا منها تعود إلى الحقبتين الوثنية والمسيحية، تزين أرضية وجدران المتحف، وكل فسيفساء تروي قصة، من بينها فسيفساء اختطاف أوروبا في القاعة الثانية، وفسيفساء أسطورة باخوس في القاعة الثالثة، بالإضافة إلى تماثيل ومعدات كان الرومان يستعملونها في حياتهم اليومية.

ورغم أن كل ما يوجد في كويكول يدل على وجود الرومان في هذه المنطقة، إلا أن هناك مواقع أخرى تعود لما قبل التاريخ، مثل موقع الحلزونات الذي يقع على بعد 5 كلم، أو ما يعرف بـمنطقة "الجباس" التابعة لمدينة جميلة، بحسب المرشد السياحي للموقع عقبة بومنجح، الذي قال في حديثه لـوكالة الأنباء العمانية إن الاستعمار الفرنسي أثناء الحفريات، وجد بقايا تعود للفترة الإسلامية، لكنه طمسها بهدف البحث عن حضارة أوروبا.

ورغم أن الزائر لهذه التحفة الأثرية يحظى بمشاهدة نحو 42 معلما تاريخيا، تضمها مدينة متكاملة الأضلاع، إلا أنه لا يزال هناك نحو 33 هكتارا من المدينة مطمورا تحت الأرض، ولكن الحفريات بها توقفت منذ عام 1957، بحسب بومنجح، الذي أرجع ذلك إلى اشتداد ثورة التحرير الجزائرية التي أجبرت الاستعمار الفرنسي على توقيف الحفريات وتعزيز صفوفه العسكرية.

/العمانية/

سعيد هاشمي.. روائيُّ الواقعية النقدية

 

الجزائر في 24 فبراير /العمانية/ أصدر الروائيُّ الجزائري سعيد هاشمي مجموعة من الأعمال الروائية التي استلهم ثيماتها من الواقع المحلي وهمومه، حيث كتب حول الثورة الجزائرية، واتّخذ من أحداثها مسرحاً لعدد من أعماله، كما ساير بعض المحطات التاريخية الفاصلة في تاريخ الجزائر، وواكبها بأعمال أخرى، مثلما فعل مع ما أحداث العشرية السوداء.

ويؤكد هاشمي لوكالة الأنباء العمانية، أنّ روايته "نواقض الأحلام"، التي صدرت في عام 2019، تتناول الوضعية الاجتماعية الصعبة التي عاشها الشباب خلال العقدين الأخيرين، والتي ميّزهما التهميش، وقلة فرص العمل. إذ يروي هذا العمل قصة الشاب "عبد الله" وإقدامه على مغامرة هجرة سرية (الحرقة)، ليصل إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، حيث الحياة السعيدة وفرص العمل.

وخلال مسار تلك المغامرة، المحفوفة بالمخاطر، يستعرض المؤلف الأسباب الاجتماعية، والاقتصادية، والتاريخية، وحتى السياسية، التي دفعت البطل إلى التفكير في ركوب أمواج البحر للوصول إلى تحقيق الحياة الكريمة.

ويوضح هاشمي أنّه اشتغل في ثلاثيته (عاشق النور، والاحتراق، والصمود)، على موضوع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث تنطلق أحداث هذه الثلاثية زمنيّاً، قبيل ثورة 1954، وينتهي الجزء الثالث منها بعد استقلال الجزائر في عام 1962.

ويضيف بأنه تناول في روايته "العهد" قضايا اجتماعية وسياسية حدثت بعد الاستقلال، متّكئاً بشكل كبير على ذلك الحدث التاريخي المفصليّ في تاريخ الجزائر، وهو تأميم المحروقات عام 1971.

ويرى هاشمي أن أعماله الروائية تعتمد على الواقعية النقدية أسلوبا، وذلك هو الاشتغال الذي سبقه إليه الكثير من الروائيين الجزائريين المعروفين، على غرار الطاهر وطار، وعبد الحميد بن هدوقة، وجيلالي خلاص، وحتى رشيد بوجدرة.

ويقول هاشمي أنّ أسلوبه في كتابة الرواية، يعتمد على البحث عن الموضوع الصالح للكتابة، ثم تطوير الفكرة وتحويلها إلى خطة واضحة المعالم عن سير الأحداث، قبل أن يرسم تفاصيلها على الورق.

ويشير هذا الروائيُّ، المتقاعد من سلك التعليم والحاصل على ليسانس في الأدب العربي من جامعة الجزائر، أنّ روايته "العهد"، تنبّأت بما حدث في الجزائر بعد سنة 1991، وهي الفترة التي عُرفت في التاريخ باسم "العشرية السوداء"، أو "العشرية الحمراء".

/العمانية/

85180578_3057714894261021_281723900130230272_o

85109531_3057714697594374_8935789565109600256_n

87432277_3057714750927702_3848803696699768832_n

أخترنا لك
دور النشر العربية... تعافٍ على استحياء ولا خطط لمستقبل لا يزال مجهولاً

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة