(الجريح السيد خلف عبد الحسين الحسيني)
بقلم / مجاهد منعثر منشد
خفق قلبه ظهيرة إعلان الفتوى ، وهو الى شاشة التلفاز ، يوحى ذهنه حدث ما.
تسارعت نبضات وريده ، تسللت الى فؤاده ، راحت تنساب في شراينه ، ضخت حياته عند سماعه الجهاد الكفائي .
صباح اليوم الثاني تلقى تدريبه بمعسكر سقر ، حلق كالصقر يصطاد جرذان داعش بين سوح المنازلة .
ثلاث سنوات ونصف يقاتل بشراسة ،لسانه يلهج يا عباس .
عام 2017 تولى مهمة آمر سرية ، انطلقت سريته ترافقها الشرطة الاتحادية لتحرير تكريت منطقة الشلالات ، تحررت ..
عادوا عند تعانق حمرة الشمس الغاربة مع هلال رقيق، يخترق لجتها ويصارع توهجها ، وقعوا بفخ قنبلة ، انفجرت ، إصابته ،فقد وعيه سنة ونصف .
طاف عليه العبد الصالح بوجه كفلق القمر ، خاطبه باللغة الدارجة : كوم يا سيد أنت من المجاهدين ، أنت من رجال المهدي ، أعطني يدك ،رفع كفه ، تعانق الكفين ، كأنه نهض ..
............................
ـ حكاية الجريح السيد خلف عبد الحسين الحسيني
تولد 1968 ، متزوج ،لديه أَربعة أَبناء ، يسكن البصرة ـ أَبو الخصيب.
يؤمن بقدر الله سبحانه وتعالى بايمان راسخ ، صابر على بلائه ، علاقته غيبية وطيدة بالإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وحامل لواء الحسين عليه السلام العبد الصالح أَبي الفضل العباس عليه السلام .
شارك بمعارك تحرير طاق اليوسفية ، الدجيل ، الإسحاقي ، سامراء ، صلاح الدين (تكريت) وأصيب أَثناء تحرير منطقة الشلالات بعد مواجهة هجوم العدو وتصفية المنطقة بالكامل ، وقعوا بكمين عبوة ناسفة عام 2017.
ونتيجة تلك الإصابة فقد الوعي سنة ونصف وعاش على المغذي والسوائل ، كما أدت إلى ضغط عصب القدمين الأيمن والإيسر ، واجريت له عملية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أخرجوا فيها الشظايا ، وأبلغ بعملية أخرى .
قال لي حرفياً: كلما توجَّعتُ أَقول: يا زهراء ياحسين يتوقف الأَلم .
ألتقى بالشهيد القائد أَبي مهدي المهندس في عام 2015 عدة مرات في منطقة الدجيل ، ويتذكر من بين اللقاءات عند تناولهم الطعام سأل المهندس أَحد المجاهدين : حاج لا ولد لك !
رد عليه الحاج : فضل من الله الحشد جميعهم أَبنائي .
وأَخيراً أَخبرني الجريح السيد خلف بأَنَّه أَوصى جميع من معهم من الحشد الشعبي ، إذا استشهد أو توفي يدفن جثمانه بجوار الشهيد القائد .