(مستميت ) قصة قصيرة

2024/08/26

(الجريح علي نجم عبد مهدي)

بقلم / مجاهد منعثر منشد

يؤنسُه إحساسُه بالشهادة ،لذا تجسَّدَ إحساسُهُ بالفتوى التي لبَّتْ طموحَه ،فأَسعده رؤية الحشود السوداء أَشلاء ، وراح هازئاً بالموت ؟

 في الثلاثين من آب عام تلبية النداء غادرت الشمس سماء كرمة الفلوجة ،توهجت ليلتُها بنيران مختلف الأسلحة ، اندلعت أَشرس معركة لتحرير منطقة بنات الحسن .

 تولى مهمَّةَ رامٍ فوق سيارة هَمَر ، التقطت عدسة عينيه السوداوين الواسعتين عبوة ناسفة ترتفع عن الأرض قليلاً.

نادى العجلة الأولى مردداً بصراخ عالٍ : عبوة .. عبوة .

رعيد المدافع ،طنين الرصاص ،صمَّ مسامعهم ، انفجرت بعد هنيئة ، طار في الهواء يسمع فرامل العجلة كصرير عجلة معدنية .

شتاءً... وبعد أَربعة شهور استعادَ صحتَه ، التحقَ  ثانيةً ، تصدى وزملاؤه لهجوم التنظيم الأسود قرب مرقد سبع الدجيل ، اشتد الاشتباك تحت ستار الليل ، طلق ناري يخرق ظهره الساعة العاشرة ليلا .

تمضي سنة وهو يكفكف دموع حزن رقوده ، بعجلٍ عاد يجاهد، يرمق أَجساد أخوته الشهداء فيغبطهم ، صمم أن ينال الشرفَ .

ساعة غروب يوم 22|2|2017هطلت القذائف كمطرٍ غزيرعلى الموصل ، لم يأبه لدوي الانفجارات القريبة ،  سارت الهمرات ، سقط صاروخ هاون اصطدم بباب عجلته ، تشظى ، أحرق قدميه ، تأوَّهَ بصمت ، ونوى العودةَ تارة أخرى!!

......................

ـ حكاية الجريح على نجم عبد مهدي

بصريٌّ، من مواليد 1995، مازال أعزباً ،رغم لباقته ومرحه ،وجهُه يتوشَّح بظلال ابتسامة تمسح عتمة الكدر ،وبفطرته البسيطة السليمة يسأل هل صلاتي مقبولة والساق ممدودة ؟

غيور ، صديق الصديق ، مع جلادته دموعه طيعه عند ذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام .

تطوع بداية الفتوى المقدسة ، وأصيب بتاريخ 30|8|2014 الساعة الثامنة والنصف ليلا بعصف عبوة ناسفة في إحدى معارك تحرير الفلوجة ، أدت تلك الإصابة إلى فطر الجمجمة وكسر الآنف والفك والقدم .

بعد تماثله للشفاء الجزئي قرر الالتحاق مرة أخرى ، وكان ضمن خط دفاعي في منطقة الدجيل وأثناء التصدي لهجوم داعش بتاريخ 13|1|2015 ، أصيب بطلق ناري .

عاد يقاتل تارة أخرى وصمم حتى ينال شرف الشهادة ، وبتاريخ 22| 2|2017 الساعة الخامسة عصرا كان في هجوم على داعش عند تحرير الموصل ، استهدفه العدو بصاروخ قذيفة هاون ، فكانت إصابته الثالثة التي أَدَّت لحرق قدميه .

التقى بالشهيد القائد عدَّة مرات في جبهات القتال ، وتأثر به كأَبٍ وقائد ، ونطق لسانه : كان يجلس معنا ..يأكل من طعامنا ... هو أَول شخص نراه أَمامنا في المعركة .. أمعنت ختام قوله : رحمه الله ..أتذكر كلماته لنا : أخوتي الأَبطال (أَنتم عزوتي وبكم أقاتل ).

 

2

3

4

5

Untitled

أخترنا لك
«الوسائل» تقترب من «ملعب الجامعة» رغم «العرض المالي الموحد» مع الهلال

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة