(الجريح السيد محمد فائق هيال ماكر الحسيني)
بقلم / مجاهد منعثر منشد
رفرف قلبُه كجناحي طائر ، نذره لله سالكاً نهج أَبي الأحرار حتى قيام الساعة ،لبى نداء الفتوى بأنفاسِ الوالهينَ وتلبية العارفينَ ، كانَ يستشعرُ مع نفسه أَنه سينال الشهادة أو الاصابة !!
ستُ سنواتٍ يجوب سوح المعارك ، يستنشقُ رائحة الشهادة ، نسمات رياحها تداعب أهدابه الناعسة ، فتح جفنيه استشرف محيطه ، لازالت الروح بالجسد.
ليلة 9|3|2020 جافاه الكرى مطلع الليل ، سامر النجوم قليلا ، ألتفت برأسه تجاه قبَّة العسكريين، تعبأ خشوعاً ورهبة ،وابتهل لمولاه بتتويج النصر .
أشرقت شمس سامراء على حفيف إطلاقات خفيفة ، صعد النقطة يترقب ، غداة انسكبت مسامعه صوت اذان الظهر.
بعد ساعتين صدرت أوامرُ التحرك نحو منطقة الثرثار ، سارت العجلاتُ بين الصحراء والأشجار، وصلوا طريق الأبراج ، انقبض فؤاده خشية مكروه يصيب رفاقه ، حدَّق ببصره ظل اختباء العدو ، تحركت بعض أغصان الشجر الكثيف ، تفاجأوا ..
اشتبكوا مع ستة إرهابيين ، رشقات نيران متبادلة ، حمل روحه قربانا ، ثلاث رصاصات ألقته أرضاً .
لا يدري من نقله الى المستشفى ، شُلَّ كليًّا ، عجز الأطباء عن علاجه !
بعد خمسة أَيام قبل العملية ، الساعة الثانية ليلاً طاف عليه شخصٌ نورانيٌّ ، كلمه : انهض !
استيقظ ولسانه يلهج : يا علي ياعلي ياعلي ...
.........................
ـ حكاية الجريح السيد محمد فائق هيال ماكر الحسيني
تولد 1992، متزوج ، لديه أَربعة أَطفال، من محافظة ذي قار / الجبايش .
نظر لصورة جدِّهِ نهاية مضيفه القصب ، تذكَّرَ حضوره لمجالس العزاء الحسينية وما يدور في مخيلته من هواجس وأفكاره في نصرة الإمام الحسين عليه السلام لو كان حاضراً في واقعة الطف .
يُسائلُ نفسَهُ : ما الفائدة ؟ مضى أَلفُ سنةٍ ونصف ، و عيني تدمع وألطم على صدري دون فعل ؟
يشعر بعلقمية الفاجعة على روحه، في لحظة شرح صدره عند سماعه نبأ إعلان الفتوى ،انفرجت أَسارير قلبه كمن يقول : ما شربت كأساً علقمية إلا كانت ثمالتها عسلاً.
تحققت أمنيته بنصرة سيد الشهداء ،التحق بالحشد الشعبي اللواء السابع ، اشترك بعمليات تحرير سامراء ،الاسحاقي ، عين الفرس ، الثرثار ، الموصل ، ثم سامراء وأصيب فيها بكمين اشتباك العدو في منطقة الابراج الساعة الثالثة والنصف ظهرا يوم 10|3| 2020م.
كانت نوع الإصابة ثلاث إطلاقات نخرت صدره وأخرى في قدمه الأيمن والثالثة في ظهره ،فأصيب بشللٍ كلِّي .
وقبل إجراء العملية الجراحية رأى بمنامه نفحة من النفحات العلوية ولعل الشخص النوراني هو قائد الغر المحجلين ويعسوب الدين أَمير المؤمنين عليه السلام .
سمع مَنْ حولُهُ كأَبناء عمومته صراخه : ياعلي .. ياعلي... ياعلي، سألوه : ما بك ؟
أجابهم : لا أعلم من أجلسني ، وقص الرؤيا عليهم .
بعد إجراء عمليته أخبره الطبيب بأن حالته ستكون أفضل بكثير من المتوقع .
مازال يعاني من سقوط القدم وعدم التوازن في المشي .
....................................
وحدة التوثيق // مجمع جعفر الطيار التأهيلي عليه السلام . شهر أب : 2014