بقلم / مجاهد منعثر منشد

حَدَّقتُ بوجهه الذي يتلألأ كالشمس وبعينيه النجلاوينِ الواسعتين ، اندفعتُ بلهفة بعد السلام سائلاً : متى أُصِبتَ ؟

ردَّ بهدوء :  عام 2016 الساعة الواحدة والنصف ظهراً .

عاودني سؤالٌ آخر ، تحرَّكت شَفتي : أَين وكيف ؟

توقفت هنيئة أَسألُ نفسي ما دهاكَ ، شهيد حيٌّ مُقعدٌ على كرسي العوقِ، لعلكَ تهيج مواجعه.

تبسَّم بشفتيه الحمراوين ونطق: تصدينا لهجوم العدو مابين منطقة الصينية والشرقاط  بالجزيرة ،عدنا إلى الساتر ، جلست أراقب أخوتي المجاهدين ، خرق جسدي طلق قناصة.

وأردف ..

سقطتُ أَرضا ،فقدتُ التوازن و الاحساس والحركة ، سارع زميلي يجرني ،ناشدته : اتركني لعله يستهدفك ، أَبى ونقلني الى الخيمة ، خلعوا ملابسي ، سمعت أصواتهم :  حالة خدر .. فتحة صغيرة ..

لست أدري ما دار في عقله ،فما كنت أرى أفكاره وقد حجبها عظم ولحم الرأس ، لكن الشيء المؤكد حاولت تخيل شعور والديه ، طرقت مسامعه : ما احساسُ أُمِّكَ وأَبيك ؟

ـ  تسيل دموعها كنهر جارِ ، زارتني بعد شهر منهمرة بالبكاء ، اعقبها أَبي بعد ثلاثة أَشهر .

............................................

ـ حكاية (الجريح محسن طالب فاخر آل أبراهيم)

تولد 1993 ، ذي قار ، سيد دخيل ، أَعزب .

كانت خواطر ملحمة الطف الفجيعة تدور في ذهنه ، بدأَ استعداده يتمتم : كل قطرة دم أهديها إلى شهيد كربلاء.

بعد إصابته بثلاثة شهور رأى نفسه جنديا يقاتل بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، والإمام ينظر إليه .

مضت أَيام رأى في منامه طوافه مع مجاهدي الحشد الشعبي حول الكعبة المشرفة .

دبت قوة الأيمان في روحه ،فهرول مسرعا لتلبية نداء الدفاع المقدس ، عمل مع مجاهدي الحشد على مسك الأرض و بناء السواتر من قاعدة سبايكر حتى منطقة الفتحة ،كما شارك في عمليات تحرير  منطقة السور فوق سامراء ، منطقة أبو شوارب ، والدور ، العوجه ، هجوم تكريت ، بيجي ،المزرعة ، الصينية وأخيراً الجزيرة بين الصينية والشرقاط حتى إصابته يوم 18|1| 2016.

أدى استهدافه من قبل قناص إلى إصابته بالشلل وفقدان الاحساس والحركة في القدمين .

التقى عام 2017 مع مجموعة من الجرحى الشهيد القائد الحاج أَبا مهدي المهندس في النجف الأشرف الذي أَهداه وزملاءَهُ سيارات خاصة.

ويتذكَّرُ قبلاتِه لهم فرداً فرداً، وثناءَهُ على بطولاتهم وتقليدهم وسام الشهداء الاحياء .

.......................

مجمع جعفر الطيار التأهيلي / 2024 .