رؤيا (قصة قصيرة)

2024/07/31

(الجريح السيد مهدي باقر ناصر طاهر الموسوي)

بقلم / مجاهد منعثر منشد

اضطجع بوسادته أَغمض عينيه، عرجت روحه لعالم آخر ، في بيته المتواضع هرج ومرج كحرب توقفت أَسلحتها المتطورة ، أُناسٌ يحملون سيوفاً ،أَبصرَ راياتٍ سوداءَ مُتَطايرةً في الهواء .

تلعثم ..خرج ووالده من منزله الذي يشبه القصر الكبير ، استقبلا الإمام صاحب الزمان ، دخل قصرهم .

جلس الإمام يحمل راية خضراء، تكلم بصوت خفيف كلمتين لم تصل اذنيهما ، خجلاً من استعادتهما .

وقع نظر سيد مهدي على خيط الراية ، استسمح إمام العصر أَخذ الخيط للتبرك ، وضعه في جيبه .

استيقظ لصلاة الفجر أَحسَّ بدوارٍ، رفع رأسه قليلا وأسنده على الحائط ، يستعيد مخيلة رؤياه .

أَيام واَنبرى بلهفة للدفاع المقدس ، شدَّ الرحال لسوريا ،تصدى لمواجهة العدو العنيفة بكَرٍّ وفرٍّ.

شتاء 2015توارى عن أَنظار الدواعش بين البنايات ، أَصابت اطلاقة قناص ركبته .

بعد ثلاثة أَيام رأَى طيفاً، كأنَّه يقاتل خصومه، أَقدم عليه النبيُّ كالنور ،رنَّ مسامعه قائلاً: أنا معك لا تخف .

مضت سنة ونصف التحق بالحشد الشعبي ،صعد كمجاهدٍ بمنطقة القائم ،عاد من الواجب تقله عجلة أَثناء المسير انفجرت عبوة ناسفة أَصابت قدميه .

غاب وعيه...لا فرق بين ليل ونهار عنده ، سوى شخصٍ بعينيه يبتسمُ بوجهه أَخيه سعد الشهيد .

* حكاية (الجريح سيد مهدي باقر ناصر طاهر الموسوي)

تولد 1977 ، البصرة ، الزبير ،متزوج ولديه خمسة أبناء .

استصرخته غيرته، لبَّى النداء الملهم بأَنبل المشاعر، وأَرق الأَحاسيس، لم يتظاهر بالإغفاء ، واحتضن مراتع العز والشموخ .

تطوع  عام 2015 ضمن صفوف المقاومة الإسلامية ، ويرى بين أخوته المجاهدين من يدافع كالعباس والقاسم  عن مرقد العقيلة الحوراء وهو يقول وما سبيت زينب عليها السلام .

أصيب بقناص في حلب شهر 11|2015. أَدَّت الإصابة إلى انفصال ركبتيه وانزلاق الفقرات .

هدأت جوارحه فهزها لتتساقط عليه رطب جنيا ،وأثمر صبر أصابته حرا متماثلا بشفاء جزئي يضمد جراح المقدسات وتحرير الأرض .

قرر شد عضد مجاهدي الحشد الشعبي بالتحاقه بتاريخ  21|2|2019 .

ومضى في ذلك الطريق الخالد عائداً من الواجب في منطقة القائم فارتقى شهيداً حيًّا بكمين العدو ،إذ تفاجئوا بانفجار عبوة ناسفة سقطت شظاياها بين قدميه .

التقى سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (أَعزه الله) مع مجموعة جرحى الحشد الشعبي ، وقال لي : عند جلوسي مقابل سماحته شعرت بأنِّي في عالم آخر ،اندهشت به وأنا أسمع صوته الحنون يدعو للشعب العراقي والمجاهدين .

وفي 2024 رأى في منامه الشهيد الحاج قاسم سليماني ، كان في الرؤيا مع حمايته يوعز للمجاهدين بالهجوم ، همسَ سيد مهدي بأذن الحاج : خذ حذرك حاج هناك قناص .

رد عليه :الروح بيد الله .

وأردف ...

 أهجموا ...

استيقظ في صلاة الفجر .

الموقف المؤثر :

مجي أَخيه الشهيد سعد (شهيد الانتفاضة الشعبانية )إليه أَثناء اغمائه في الإصابة الثانية .

.......................

مجمع جعفر الطيار التأهيلي :2024

أخترنا لك
غزة.. هنا تسطر أنصع صفحات التاريخ وأكبر أكاليل المجد

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة