ضوء أخضر.. لماذا نتعلم ونُعلِّم أطفالنا؟

2024/07/24

بقلم/ د. لطيفة شاهين النعيمي

ليس الهدف من التعليم اكتساب جملةٍ من المهارات الأوليّة، أو المعارف العامة، أو المعلومات الضروريّة، بل ليست الغاية المنشودة من العملية التعليميّة برمتها إعداد الإنسان لسوق العمل، هذه كلها أمور ثانويّة، وأهداف جانبيّة، لأنه لا يمكن أن نتخيّل في عصر الـ «AI» والذكاء الاصطناعي أننا نُعلّم أطفالنا فقط مُذاكرة المعلومات التي يحصلون عليها بالفصول الدراسيّة، فمن الصعب أن تكونَ قيمة الإنسان في أنه «حافظ وليس فاهمًا»، فإذا كان لدى الشخص باقة إنترنت بجواله يستطيع أن يستعرضَ جميع المعلومات في جزء من الثانية.

وبالتالي نحن نتعلم ونُعلّم أطفالنا لهدفين، الهدف الأوّل هو بناء عقولنا، والهدف الثاني هو تنمية مهاراتنا، ففي كل مرة يقوم فيها الطفل بحل سؤال صعب أو مسألة مُعقدة يتساءل ما الذي سوف أحصل عليه في المُستقبل من هذه المسائل؟ الإجابة: في كل مرة يحل فيها الطفل مسألة مُعقدة أو يجيب عن سؤال صعب يزداد في مخه ما يُسمَّى بـ (ٍSynapses) في الوصلات العصبيّة بالمخ، مثلما يزود الذَّهاب إلى الجيم الألياف العضليّة، ويحدث ذات الأمر في مِنطقة بالمخ اسمها (Frontal Cortex) في كل مرة يتعلم فيها الطفل معلومةً جديدةً، فكلما ازداد عدد ما يُسمّى بـ (Synapses) زاد عدد فرص نجاح الإنسان في الحياة أيًا كان تخصصه، فأي طفل خضع لنظام تعلمي مُتكامل، إذا تعرض لأي موقف تكون طريقة تفكيره مُتقدمة.

السؤال الذي يفرض نفسه علينا جميعًا إذا أردنا أن نعرفَ أن هدف رحلتنا من التعليم تحقق أم لا، فإن الهدف تحقق بمُجرد الانتهاء من آخر دقيقة بآخر حصة أو مُحاضرة حصلنا عليها بالمقاعد الدراسيّة، لذلك في اعتقادي أن الطفولة هي صناعة المُستقبل والشعوب التي لا تهتم بصناعة أطفالها لا مُستقبل لها، فالأطفال هم الخيول الرابحة في سباق المسافات الطويلة، وهم الاستثمار البشري والثقافي والحضاري العظيم الذي يتفوّق في مردوده على كل الاستثمارات الاقتصاديّة، ازرع طفلًا صحيح الجسد والروح، وخذ وطنًا صحيح الجسد والروح، هذه هي المُعادلة التي يجب أن نضعها دائمًا أمامنا، الأطفال هم الأمل، وبهم تنهض الأمم.

ولهذا السبب نجد أن النهوض بالتعليم في أي دولة، يأخذ حيزًا مُهمًا في الخطط والرؤى الاستراتيجيّة، حيث حددت رؤية قطر الوطنيّة 2030، معالم منظومة التعليم في الدولة، والمُتمثلة في بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالميّة العصريّة، ويوازي أفضل النظم التعليميّة في العالم، ويُتيح الفرص للمواطنين لتطوير قدراتهم، ويوفّر لهم أفضل تدريب مُمكن، ليتمكنوا من النجاح في عالم مُتغيّر تتزايد مُتطلباته العلميّة، فالنظام التعليمي الذي نصبو إليه، يوفر التفكير التحليلي والنقدي، ويُنمّي القدرة على الإبداع والابتكار، ويؤكد على تعزيز التماسك الاجتماعي، واحترام قيم المُجتمع القطري وتراثه، ويدعو إلى التعامل البنّاء مع شعوب العالم.

والله ولي التوفيق،،،

أخترنا لك
المقدمات المعرفية الكبرى لمفهوم التسامح

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة