أما يكفيك يا فقدُ مزيدا

ودوما تؤتنا فَجْعاً جديدا

ومِن فَقد الأقارب ما أفقنا

إذا بك تَخطِف الفَذَ البعيدَ

ألا يا أيها الأقدار هوني

فأنتِ الحق عنكِ لن نَحيدَ

ولكن هل علمتِ إذ نزلتِ

فكان مصابنا قاسٍ شديدَ

أختطفت ذروة الأخيار منا

ونورٌ قد بلغ أمدا بعيدا

ومن حمل الكرامة باعتزازٍ

ولم يرض التهادنَ والجمودَ

ومن أَسَّ المقاومةَ ابتداءً

وغذاها لِتَعتَدَ العديدَ

بخط الروح سار بدون ميل

وقدم نهجه شكلاً فريدا

وقاد الفلك في لُجَجِ التآمر

يُناطِح فيه شيطاناً مريدا

فأمسك دفةً ومضى قديرا

وأشرَعَها السياسة والبنودَ

وفي العلياء يقضي كل عالٍ

اذا ما اختاره الباري شهيدا

ألا هل يستوي العالون منهم

ومن آوى لحفرته وحيدا

ومن سألوا الشهادة في دعاهم

وآخر يرتجي برجا مشيدا

لِيَخْلُد ذكر من لله قاموا

ويَسفُل من توهمتم مجيدا

ويكفي أنهم من مات منهم

أقاموا بعد مُقتدرا رشيدا

تلقفها الأفاضل عن فُضولٍ

ونَاولَها مُسدَدُهم سديدا

أمانة أحمد ميراث عدل

ستبلغ غايةً ويكون عيدا

.........

كلمات الشاعر طه الظاهري