كنوز مبدعة.. تأثير بيئة العمل على الأفراد

2024/05/22

بقلم /د. فاتن بدر السادة

تعتبر بيئة العمل من العوامل الحاسمة التي تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على الأداء والإنتاجيّة والرضا الوظيفي للأفراد، حيث تشمل الجوانب الماديّة مثل الإضاءة ودرجة الحرارة والمساحة المُتاحة، بالإضافة إلى العوامل النفسيّة والاجتماعيّة مثل العَلاقات بين الزملاء والثقة في الإدارة والدعم المهني.

وهناك عوامل مؤثرة من حيث الثقافة التنظيميّة للشركة، تشمل القيم والمُعتقدات والسياسات والمُمارسات التي تواجه سلوك الموظفين وتُحدّد معايير الأداء والتفاعل، فنرى أن الثقافة في مجال العمل تُشجّع على الابتكار، والتعلم المُستمر، ويمكن أن تُحفّزَ الموظفين على تطوير مهاراتهم والسعي لتحقيق أهداف أعلى.

بالإضافة إلى ذلك، وجود ثقافة تنظيميّة شاملة ومُتنوّعة تعترف وتُقدّر الاختلافات بين الموظفين، يمكن أن يُسهم في خلق بيئة عمل إيجابيّة ومُلهمة، ونلاحظ كذلك أن العَلاقات بين الزملاء والثقة في الإدارة، من العوامل الرئيسية التي تؤثر على الرضا الوظيفي، حيث إن جود بيئة عمل تعاونيّة وداعمة يُشجِّع الموظفين على تبادل الأفكار والمعلومات؛ ما يُساهم في الابتكار وحل المُشكلات بشكل أكثر فاعلية.

 

من ناحية أخرى، البيئات التي تفتقر إلى الثقة أو تتسم بالتنافسية المُفرطة يمكن أن تخلقَ شعورًا بالإجهاد وعدم الأمان، ما يؤدّي إلى انخفاضٍ في الأداء وارتفاع في مُعدّلات الغياب والإجهاد النفسي، ولذلك الدعم المهني من قِبل الإدارة والزملاء يلعب دورًا أساسيًا في تطوير الموظفين وزيادة الرضا الوظيفي.

وعندما يشعر الموظفون بأنهم يتلقون الدعم اللازم للنمو المهني، سواء من خلال التدريب أو التوجيه أو التقدير، فإنهم يكونون أكثر التزامًا وتحفيزًا. على العكس، فغياب الدعم يمكن أن يؤدّي إلى الشعور بالإهمال وعدم الرضا، ما يؤثر سلبًا على الأداء والإنتاجيّة.

لذلك، فإن التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، من البيئات المثاليّة التي تُسهم في تحسين الصحة النفسيّة والجسديّة للموظفين.

وتوفر عدد ساعات العمل المرنة والإجازات المدفوعة والسياسات التي تُشجّع على التوازن بين العمل والحياة، يساهم في تقليل الإجهاد وزيادة الرضا الوظيفي.

إن العوامل المادية في بيئة العمل تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مُستوى الراحة والأمان للموظفين. وعلى سبيل المثال، فإن تحسين درجة الحرارة المُناسبة، يساهم في تحسين الأداء، ويوفّر مساحة عمل مُريحة ومُنظمة تُسهم في تقليل التوتر، وتزيد من الكفاءة والإنتاجيّة، إذ إن الفوضى والازدحام يُمكن أن يكونَ لهما تأثير سلبي على الحالة النفسيّة للموظفين.

وبذلك فإن بيئة العمل المثاليّة، هي تلك التي توازن بين العوامل المادية والنفسية والاجتماعيّة وتوفّر الدعم المهني للموظفين، وتُشجّع على التعاون والثقة، وتُساهم في تحقيق التوازن بين الحياة العمليّة والشخصيّة، ما يؤدّي إلى تحسين الأداء وزيادة الرضا الوظيفي، حيث إن الاستثمار في تحسين بيئة العمل ليس فقط مُفيدًا للأفراد، بل يُعزّز أيضًا من قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية.

 

 

أخترنا لك
مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وبناء الاقتصاد الفلسطيني

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة