فيض الخاطر.. العلم بين الثقافة والمعرفة

2024/05/22

بقلم/ د.كلثم جبر الكواري

(التخرّج الأول دائمًا يحمل طعمًا خاصًا، فهو بداية رحلة جديدة في الحياة، فالجامعة ليست مكانًا للتعليم فقط، بل هي مرحلةٌ مُهمةٌ جدًا في نمو الإنسان، حيث يتعلم وتكبُر آماله من خلال هذا العلم، وحين يأتي هذا اليوم، من حقه أن يبتهجَ بتتويج جهده وعلمه، ولله الحمد، بلدنا أنعم الله عليه بالخير، وأنعم الله عليه بقيادة حكيمة سخّرت الكثير من أجل التعليم، لأنها تعلم مكانة التعليم في بناء المُجتمع).

كلماتٌ هادفةٌ تفتح أذهان وعقول الكثيرين لإدراك حقيقة دور التعليم في بناء المُجتمعات والأخذ بها إلى مدارج الرقي والتطوّر، هذه الإشراقات الفكريّة الصادقة تضمنتها كلمة سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، مُدير مكتبة قطر الوطنيّة، الذي كان ضيف شرف حفل تخرّج طالبات كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، لهذا لعام 2024، البالغ عددهن 1072 خريجةً من مُختلِف تخصصات الكلية، وأكد فيها أهمية الحرص على النجاح للوصول إلى النتائج المرجوة، ومن حق الخريجات الابتهاج بنجاحهن كثمرة من ثمرات الجِد والاجتهاد، الذي بذلوه طَوال سنوات سبقت سنة التخرّج، وساعد على ذلك آباء وأمهات بذلوا جهودًا غير عادية لتوفير المُناخ المُناسب لبناتهن لعبور الامتحانات بيُسرٍ وسهولةٍ، ولا ننسى جهود هيئة أعضاء التدريس في فتح آفاق جديدة للجِد والاجتهاد، كل في مجال تخصصه.

 

وما ذلك النجاح سوى وفاء للوطن وقيادته الحميدة، حين تيسرت سبل التعليم في جميع مراحله، وفي ظل المُتغيّرات التي يعيشها عالم اليوم، فقد أصبح من اللازم التعامل مع هذه المُستجدات بشيء من المرونة في العملية التعليميّة

وأضافَ د. الكواري في كلمته: (التعليم عملية مُستمرة وشخصية، قبل أن تكونَ مُرتبطةً بالجامعات أو الشهادات، وأعتقد أن ما سيُميّز أحدكم هو هذه المعرفة الذاتية المُستمرة. في الوقت الحالي يُمكن للشخص أن يستغلَ الوسائل المُتاحة له للتعلم في أي وقت، ومن أي مكان، لكن هذا التعلم يتطلب إرادةً ووعيًا، وأنا مُتأكد تمامًا أن هذه الجامعة المُتميّزة قد وفرت لكم هذه القدرة، لأن العالم الحديث يعتمد بشكل كبير على المعرفة والثقافة) للوصول إلى المزيد من التقدّم والازدهار للوطن والمواطنين، الأمر الذي لا بد أن يُدركَه الخريجون وهم في مُستقبل حياتهم العمليّة، فلا يعتقدون أن هذا التخرج هو نهاية المطاف، بل هو بداية اليقين بأن الثقافة هي مِفتاح المعرفة، وبغير هذه المعرفة تُصبح قيمة الشهادة الجامعيّة، أقل تأثيرًا في مُجمل الحَراك التنموي، وحتى في مجال التخصص لا بدّ أن تقودَ المعرفة إلى تأصيل قيم الإبداع والجودة، ليتحوّل الخريج إلى مُستوى في الإنتاج يتجاوز الشكل التقليدي لهذا الإنتاج، مع مُتابعة السعي للوصول إلى تلك المعرفة التي يكتسب منها مكانته المرموقة، ليس في مجال عمله فقط، بل وفي حياته الخاصّة والعامّة.

أخترنا لك
قراءة الفلسفة في زمن «تويتر»

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة