لماذا؟ …. أم المجازر

2023/11/25

بقلم//فريدة العبيدلي

(ميزان العدالة في حاجة لطوق نجاة ليستطيعَ انتشالنا من قصف جنود الصهاينة وقوى البغي والعدوان المُساندة لهم في أم المجازر المُرتكَبة بحق طفولتنا) رسائل حية بثتها للعالم أجمع الحركات التلقائية لمجموعات الأطفال الخدج وحديثي الولادة المُسجاة أجسادهم على أسرّة العناية المُركزة بمُستشفى الشفاء، رسائل تختلف عن الرسائل العادية المُتعارف عليها، رسائلهم أوراقها أجسادهم الغضة، وحبرها دماؤهم الطاهرة، وأنفاسهم المُتقطعة الخافتة، رسائل تمس شَغَاف القلوب والضمائر الحيّة، لأن الجريمة التي ارتُكبت بحقهم، تُعد سابقة في تاريخ جرائم الحروب اللاإنسانية فهي أم الجرائم الكُبرى التي شهدتها البشرية عبر العصور، قد تبعث رسائلهم هذه الحياة في ميزان العدالة العالمي الآخذ في الاحتضار، وتُحرّك الضمير العالمي تجاه ما يُعانونه من نقص الأكسجين في حاضناتهم الصغيرة. أجسادهم المُتقاربة من بعضها توحي للمُشاهد بأنهم يُخاطبون بعضهم والعالم الخارجي من خلال لغة أجسادهم الغضة التي تصرخ قائلة: كفاكم همجية يا بني صهيون، هل قصفنا يشفي غليل انتقامكم؟ وعندما تقترب رؤوسهم الصغيرة من بعضهم تراهم وكأنهم يتساءلون عن أسباب قصفهم التي تعجز أدمغتهم الصغيرة عن استيعابه، هل انعدمت الرحمة في قلوب بني البشر إلى هذا الحد الهمجي؟ أين ميزان العدالة الذي يتحرك بالشجب والاستنكار وتطبيق عقوبات صارمة ضد جميع دول العالم من قِبل القائمين عليه في هيئة الأمم المُتحدة، وغيرها من المُنظمات الدولية، ولكن تتعطل كِفتاه عن الحركة عندما يكون مُرتكب الفعل الربيبة المُدللة إسرائيل. حركة أجساد الأطفال التلقائية ورؤوسهم توحي للمشاهد بأن هناك صوتًا يصدر من بينهم هو إلى الهمس أقرب يُخاطبهم قائلًا: إخوتي الصغار. لندعُ الله جميعًا قبل أن نُفارقَ هذه الحياة الفانية إلى دار الآخرة شهداء، أن ينصرَ الله سبحانه وتعالى أهلنا في غزة على العدو الصهيوني، وتعلو راية فلسطين خفاقة بين الأمم، قال تعالى «فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدخِلُهُم فِي رحمة مِّنهُ وَفَضل وَيَهدِيهِم إِلَيهِ صِرَٰطا مُّسقِيما» النساء (175).

لغة أجسادهم الطاهرة تقف عندها جميع لغات العالم عاجزة عن التعبير، يُحرّكون أيديهم وكأنهم يودّعون عالمهم الهمجي ليلتقوا في الجنة وأكاليل النصر تُزيّن رؤوسهم الصغيرة، الله يرحمهم برحمته الواسعة.

أخترنا لك
إبداع وتميز الأستاذة سهيلة الخفاجي في مجال الأعلام

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة