إيهٍ أمير المؤمنين بقلم الشاعر طه الظاهري

2023/07/07

بقلم الشاعر طه الظاهري ال المختار/ اليمن

إيهٍ أمير المؤمنين

طُف بي على بطحاءِ مكة والصفا

سعياً   بقلبٍ لم يزل مُتَقَلّبا

واسلُك به سبلِ الفلاحِ لعله

يرقى الى سُبُلِ السلامة آيبا

نفسٌ لها بين الدروب متاهةٌ

وقفت تأمل هل ستُهدَى الصائبَ

سارت كما سار الحجيج بجمعهم

تنزل منازلهم خُطَى وجوانبا

رأت العباد وقد تساوت حالها

لا فرق إلا ما حوته مَناقِبا

يعلوا بها أهل الهُدى ويفوز من

أخلص وأما النفس عاش مراقِبا

نظرت الى الأهواء تُرجَم بالتقى

ورأت معاد الناس حقّاً واجبا

حتى اذا بلغ التفرق عودةً

قالت ألا هل من ختامٍ غائبا

فإذا النداء مجلجلاً يَحدو بهم

أمرٌ تنزل والحدوج مراتبا

يرقى عليها نور عينِ مؤملٍ

وبكفه كفٌ وقام مُخاطِبا

إني النبي أنا الأعز عليكم

وأنا وليكم ولم أك كاذبَ

قالوا بلى شهدت به أشخاصنا

وجموعنا ولنُبلغَنّ الغائبَ

نادى ألا من كنت مولاه فذا

مولاه حيدر راغبا أو راهبا

عادى الإله عدوه وغدا لمن

والاه مولى قد حباه رغائبا

سَألَت هنالك من عليٌ يا ترى

حتى غدا المولى المعزز جانبا

فأجابها سفرُ النبوةِ أنّه

نَهَلَ الهدى سَبقَاً فنالَ مراتبا

ورعاه أحمد نشأةً وشمائلا

واختَصّهُ علما يفيض عجائبا

وهو الذي ما لَوّثَته برجسها

الجاهليةُ أو أَمَالَ جوانبا

وفداء دين الله حين مبيتهِ

عِوَضَ النبي وللردى مُتَأهِبَا

وهو المُصَلّي القبلتين مُبَايِعاً

للبيعتين، مُهاجِراً ومُوَاكِبَ

وهو الشجاعة والبسالة ذائداً

صبراً غداة سواه وَلّى  هاربا

بأبي الذي حاز الشمائل كلها

خلصت له حتى أَتَم فأَوجَبَ

في أن يكون غدير خمٍ يومه

والله يشهده ودَامَ مُرَاقِبَ

يومٌ به تمتاز كل رزيةٍ

إن وافقته بسيرهِ فمراحبا

وإذا أتت عكس الغدير فإنها

زيغٌ عن الحق القويم مُجانبا

يوم الغدير به اعتلى من زاده

خبزٌ  وملح ما استساغ مشاربا

ولذاتِه كان المؤدب دائما

وعلى جهاد النفس أَفنَى دائبا

وهو الكَميُّ إذا الأعِنةُ زاحمت

يذروهم ذر الغبار شواحبَ

ولسان عدل الله كان وحكمه

فصلٌ فليس محابيا ومُوارِبَا

وهو الذي لله ما أعطى وما

اكتَسَبَ وما أظهر وما هو غَيّبَ

وهو الذي أعطى يراعي جرأةً

أقرع بها هام الفساد مؤدبا

من هدي سيرته ووضح طريقه

فيها أرى حقً وزيغاً واثبا

فأرى علياً لم يُداهِن دهرَه

طمعاً  بمصلحةٍ وصَدَّ أقاربَ

من نفسه أنصف عداه وغيرهم

هو قام فوق الفاسدين معاقبا

ما غض عن صهرٍ ولا ذي قربةٍ

طرفا ولا قال اتركوا لي صاحبا

إيهٍ أمير المؤمنين ألا ترى

في بعض من أهل الولاء عجائبا

ظنوا الولاية مكسباً وغنيمةً

يتقاسمون منافعاً ومناصبا

فيهم يُضَام ضعيفُهم وفقيرهم

قد أنشبوا في خافقيه مخالبا

وإذا أتى المظلوم يشكو حاله

انتفخوا بغيظٍ يقطبون حواجبا

هذا يمرره الى هذا وذا

يصرفه منكسرا فيرجع خائبا 

وإذا أتى رب الدراهم بادروا

يتملقوه حفاوةً ومآدبَ

وله أباحوا ما يريد ويسروا

في دربه ما قد يكون مصاعب

فهو الجميع وغيره لا شيء هم

حتى وإن أهدى الألوف مصائبَ

فحياته هي والمنافع همهم

 والناس تفنى عسرة ومتاعب

إيهٍ أمير المؤمنين ففيهم

من يستشيط من النصيحة غاضبا

فكأنما الكلمات سوط وقعها

يدمي ويهدم برج كبر كاذب

إيهٍ أمير المؤمنين ألم تقل

العلم سلطان يصول مُحاربا

نصرٌ لمن ملك العلوم ومنعةٌ

ولمن أضاع العلم يصبح خائب

قال الأمير لمالك كن عادلا

قرب إليك من الأفاضل صاحب

والناس إما أخوة في الدين أو

خلقٌ كمثلك نشأةً وترائبَ

فَبِمَ أرى المتكبرين تكبروا

وعتوا وزادوا في الضلال تكالبا

فليعلموا أن الغدير تواضعٌ

عدلٌ يعم مشارقا ومغاربا

إن لم نوالي المرتضى بفعالنا

حتى يراها الناس أمرا واجبَ

ونسير سيرة حيدرٍ بتمامها

حتى نكون من التولي أقرب

مالم فلم نعطي الولاية حقها

برئ الوصي فعالنا وتجنبَ

عذرا أمير المؤمنين فإنني

من حرقةٍ ها قد وقفت مخاطِبا

فلعل مُدكرٌ يعي نصحي لهم

يغدو لأهل الخير ألين جانبا

يا رب ألهمنا اتباع نبيك

وهدى الوصي مآثراً ومناقب

يا رب صل على الرفيع مقامه

ووصيه من في الغدير تنصبَ

 

أخترنا لك
هيئة بحرية بريطانية تؤكد تعرض سفينة لانفجار قرب سواحل اليمن

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة