اعتقال خمسة من جماعة القربان في ذي قار

2023/05/18

ظهرت جماعات منحرفة بعد عام 2003 كحركات ضالة في عموم العراق , وتفعلت بعضها جنوب العراق .

ويرجح بأنها مدعومة من بعض أجهزة المخابرات الدولية والعربية بهدف زعزعة الاستقرار في البلاد , إلا أن نشاط هذه الحركات في السنوات الأخيرة من عام 2023تركز في جنوب العراق .

وقد سبقت جماعة القربان مجموعة أخرى تدعى أصحاب القضية في محافظة النجف الجنوبية تدعي أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هو "المهدي المنتظر" الإمام الثاني عشر للشيعة الامامية الذين ينتظرون ظهوره "ليملآ الدنيا عدلا بعد أم مُلِئَت ظلمًا وجورًا".

وقد اضطر الصدر في 14 مايو الحالي إلى التبرؤ من "أصحاب القضية" قائلاً في تسجيل صوتي "ما أريد إلا أن أبرئ نفسي والمخلصين من أفعال الشواذ والمفسدين وذوي العقائد المنحرفة ممن يدعون بأنني الإمام المهدي وإن ذلك زوراً من القول وباطلاً وخطيراً".

وشدد " "ما أنا إلا مقتدى بن محمد بن محمد صادق ابن محمد مهدي ابن إسماعيل الصدر (...) ولا أدّعي ذلك وما كان لي أن أدعي ذلك أو يدعي لي ذلك أي أحد على الإطلاق، ولم أدعي لنفسي قدسية أو اجتهادًا أو زعامة، فما أنا إلا آمر بالمعروف ناه عن المنكر".

وأضاف الصدر "أفضل عقوبة لمثل هؤلاء الشرذمة المنافقين، وممن يدعمهم من الفاسدين والميليشيات الوقحة وأشباههم، هو حرمان الجميع من إقامة مراسم العزاء في ذكرى استشهاد السيد الوالد لهذا العام، ليكون من آل الصدر عمومًا ومني خصوصًا ومن المخلصين لنا آل الصدر إعلانًا للبراءة منهم ومن وجودهم بيننا ومن إدعاءاتهم حبنا آل الصدر".

وكانت محكمة تحقيق الكرخ في بغداد قد أعلنت في أبريل الماضي توقيف مجموعة من المتهمين من "أصحاب القضية" لترويجهم أفكارا تسبب إثارة الفتن والإخلال بالأمن المجتمعي. وأوضحت أنه "تم ذلك بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني باعتباره الجهة المختصة بالتحقيق".

وكان شخص معمم يُعرف بأنه زعيم الجماعة قد ظهر في تسجيل فيديو مؤخرا وهو يقول إن أفراد جماعته يتجهزون لحملة كبيرة في مسجد الكوفة بمحافظة النجف خلال الاعتكاف في رمضان من أجل مبايعة مقتدى الصدر والإعلان بأنه هو الإمام المهدي المنتظر.

أما جماعة القربان ظهرت بشكل مفاجئ , فأثارت هذه الجماعة في قصاء سوق الشيوخ من محافظة ذي قار  الرعب بصفوف المجتمع المحلي بعدما أقدم أحد أفرادها على الانتحار شنقاً مؤخراً بواسطة حبل داخل أحد المواكب الحسينية في القضاء المذكور.

وأفاد مصدر محلي،  في منتصف شهر أيار الجاري، أن "هذه الجماعة يقول أفرادها إنهم يعبدون الإمام علي (عليه السلام)، وإنهم بين الحين والآخر يجرون قرعة فيما بينهم، ومن يظهر اسمه يذهب قرباناً للإمام"، مؤكدا أن "لغاية الآن تم تسجيل 3 حالات انتحار في ذات المكان، والموكب الحسيني يقع جنوبي الناصرية".

بعدما أقدم أحد أفرادها على الانتحار شنقا مؤخرا بواسطة حبل أحد المواكب الحسينية في قضاء الناصرية التابع لمحافظة ذي قار.

وهذه الجماعة التي بدأت تنشط في جنوب العراق الشيعي وخاصة في محافظة ذي قار، عُرفت من خلال هتافاتها أثناء الزيارات الدينية بجملة "علي الله.. الله علي" والتي يرفضها رجال الدين والمجتمع العراقي.

والمثير للجدل في تصرفات هذه الجماعة هو عبادتهم إلى الإمام علي بن أبي طالب وإجراء أفرادها بين الحين والآخر قرعة فيما بينهم ومن يظهر اسمه يذهب منتحرا قرباناً له.

عن مصادر محلية قولها إن "عملية الانتحار، تعد طقسا لجماعة 'القربان'، وقد سجل لغاية الآن ثلاث حالات انتحار في ذات المكان".

وأشارت المصادر إلى أن "أفكار هذه الجماعة المتطرفة دينيا أثارت الرعب بصفوف المجتمع المحلي في ذي قار".

ولم تعلق السلطات العراقية لحد الآن على المعلومات حول حالات الانتحار تلك وكذلك على المجموعة التي لا يزال يلفها الغموض.

أما رجل الدين منتظر المياحي من محافظة ذي قار فقال إن "هذه المجموعة غير معروفة على نطاق واسع اذ لا يُعرف لغاية الآن رئيسها مثلاً أو المنظرين الخاصين بها كما أن تجمعاتهم تكون في السرّ باعتبارهم مخالفين للأعراف والقوانين والأديان".

وأضاف المياحي أن "هناك الكثير من الأفكار في الفضاء العام لكن هذا المسار ربما هو تابع للجماعات المنحرفة التي تؤله الإمام علي وتعتبره هو الله ما يستدعي إطلاق حملة واسعة لتعقب تلك الأفكار وإنهاء وجودها".

وتشير بيانات غير رسمية الى أن أكثر من 24 شخصا أقدموا على الانتحار في محافظة ذي قار منذ مطلع العام الحالي 2023 فيما تم تسجيل عشرات محاولات الانتحار التي لم يكتب لها النجاح.

من جهته قال سكرتير خلية أزمة الانتحار في المحافظة علي الناشي الذي يترأس أيضا منظمة التواصل والإخاء الإنسانية إن "مخاطر ظاهرة الانتحار أخذت تتفاقم وترتفع أعداد ضحاياها بشكل مطرد عاما بعد آخر".

وعلى أثر تلك المعلومات أفاد مصدر أمني عراقي رفيع، اليوم الخميس، بإلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص ينتمون لـ (جماعة القربان) الدينية.

وأبلغ المصدر وسائل إعلام محلية؛ إن قوة أمنية تابعة للاستخبارات العامة داهمت منازل قيادات تنتمي لـ (جماعة القربان)؛ بـ”قضاء سوق الشيوخ”؛ جنوبي محافظة “ذي قار”.

وأضاف المصدر، أن القوة الأمنية المختصة تمكنت من اعتقال: 05 أشخاص ينتمون لهذه الجماعة المنحرفة دينيًا، دون ذكر مزيد من التفاصيل عن العملية؛ وفيما إذا كان بين المعتقلين زعيم الجماعة من عدمه.

أخترنا لك
لماذا؟ …. أهمية مقارعة الحُجَّة بالحُجّة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة