بقلم/فريدة العبيدلي
نعمةٌ أساسيةٌ تحتاج لتعاون الجميع ليستفيد منها أكبرُ عددٍ من المُحتاجين وهي نعمة الفائض من الطعام الذي يقدمُ في المناسبات السعيدة كحفلات الزواج والولائم الكبيرة التي تقامُ في الفنادق، وصالات الأفراح.
في الغالب يتراوحُ أعداد المدعوين في حفلات الزواج في مجتمعاتِنا بين ثلاثمئة إلى أربعمئة مدعو/ ة، وفي هذه الحفلات تتضمن ولائم الضيافة أشكالًا متنوعة من الأطعمة.
كَميات الأطعمة الفائضة عن حاجة المدعوين يكون مصيرها في نهاية الحفل وبالذات في بعض الفنادق حاويات القُمامة، وَفقًا لملاحظات بعض المدعوات.
وعند السؤال عن أسباب التعامل مع الطعام بهذا الشكل غير المستحب، ولماذا لا يوضع في أوانٍ خاصة للحفظ ويوزع على الفقراء والمحتاجين، تأتي الردود على لسان بعض العاملين في هذه الفنادق بأنَّهم ينفذون تعليمات الإدارة بعدم السماح بأخذ المتبقي من الأطعمة لخارج الفندق، ويبرر هذا السلوك بالتخوف من تحمل المسؤولية في هذا الجانب.
على الرغم من جهود جمعية حفظ النعمة التي لها دور بارز في هذا الجانب، وبالذات تبنيها توزيع الفائض من طعام الأعراس والولائم على الفقراء والمحتاجين، من خلال تواصل أصحاب الولائم مع خدمة الخط الساخن المتوفرة في الجمعية.
لماذا لا يتم عقد اتفاقيات بين الفنادق والجمعيات الخيرية المختصة في هذا الجانب كجمعية حفظ النعمة لتتسلم فائض الطعام بعد انتهاء الحفل في الفنادق وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين بعد التأكد من جودة الطعام وسلامته وطريقة حفظه.
تستحضرني وأنا أكتب هذه المقالة مقولة كانت أمهاتنا يرددنها باستمرار ونحن أطفال: «النعمة زوالة» ويتم توجيهنا لكيفية المحافظة على الأكل الفائض بدلًا من تركه مكشوفًا أو رميه في القمامة، وقتها لم نكن ندرك أهمية مثل هذه التوجيهات الحياتية القيمة، وبمرور الزمن عند رؤيتنا مآسي الأطفال والكبار التي تعرض في وسائل الإعلام عن الدول التي تعاني من مجاعات غذائية، نحمد الله ونشكره على النعم التي حبانا الله سبحانه وتعالى بها.
لذا حفظ النعمة مسؤولية مجتمعية يتحمل تبعاتها كافة أفراد المجتمع وقطاعاته على اختلاف أدوارهم (أسر، مدارس، وسائل إعلام، وجمعيات خيرية) وغيرهم من الجهات المجتمعيَّة التوعوية المختصة،
لما لهذه النعمة من قيمة دينية وإنسانية سامية.
ولنا في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف قيم وقدوة يجب أن تُحتذى في كيفية التعامل مع النعمة، نطبقها ونعلمها لأبنائنا وللأجيال القادمة.
