التراحم هو التعرُّفُ على معاناة الآخرين من كثب، كما يُجسد
تعبيرًا ملموسًا عن الحب لأولئك الذين يعانون، ويعد وعيًا
وجدانيًا لفهم ضيق الآخرين مع الرغبة في تخفيفها.
يساعدنا التراحمُ على التواصل مع الآخرين وإصلاح العلاقات والمضي
قدمًا مع تعزيز الذكاء العاطفيّ، ويأخذ التراحم خطوةً أخرى إلى
الأمام؛ لأنه ينطوي على رغبة في أن يتحرر جميع الناس من
المعاناة.
للتراحم علاماتٌ تظهر لدى الشخص الرحوم بالآخرين، كالشعور
بالقواسم المُشتركة مع الآخرين، حتى لو كانت مختلفة من نواحٍ
كثيرة، والقدرة على فهم ما يمرون به والشعور بألمهم.
يمارس التراحم، بالخطوات التالية:
التحدث بلطف، والاستماع بعناية وبدون حكم.
الاعتذار عند ارتكاب خطأ.
تشجيع الآخرين وعرض المُساعدة عليهم.
إظهار السعادة لنجاح الغير.
قَبول الناس كما هم والعفو عن أخطائهم.
التعبير عن الامتنان والتقدير.
لكن ماذا لو اختفى التراحم بين البشر؟!
بحكم عالمنا المليء بالعنف والصراعات، قد يختفي التراحم، ونتيجة
لذلك قد تنشأ مشاكل في الاتصال والانعزال، وانخفاض في الصحة
النفسية، لذا من الضروري أن نهتم بالتراحم حتى لا تصبح فضيلة
غائبة.
وأود إضافة نوعٍ آخر من التراحم المنسي في مجتمعنا، وهو التراحم
مع الذات، وهذا ينطوي على معاملة النفس بنفس التعاطف واللطف الذي
نظهره للآخرين، بدلًا من قهر النفس بسبب الأخطاء التي ارتكبت في
الماضي، والشعور بالتفاهم واليقظة والقبول.
التراحم يدفعُنا إلى مُعالجة عدم المساواة والقسوة وصراعات
الآخرين، وتوفير مساحة لمُساعدتهم.