خربشات قلم.. الكلام الجارح

2023/03/18

تُوفيت فتاة عربية في عمر السادسة عشرة بسبب نوبة قلبية إثر تنمر زميلاتها المُتواصل، بسبب وصفهن لها بالقبيحة، وكيف لها أن تتعايش مع هذا القبح.
تساءلت هل من الممكن أن يُسببَ الكلام الجارح، سواءً كان مقصودًا أو لا، الموت؟! الإجابة نعم، فالبشر لا يفقدون ذاكرتهم تجاه من جرحهم حتى وإن تظاهروا بعكس ذلك، فالكلمات القاسية أشبه بندبات لها ذكرى ستبقى دائمًا محفورة في قلوب المجروحين.
الهدف من جرح الآخرين هو جعلهم يعيشون صراعًا نفسيًا يتسم بعدم الراحة واليأس وعدم استحقاقهم أبسط حقوقهم، ويُبرر الطرف الجارح أن ما يقوم به من أجل مصلحة الضحية لأنه أعلم بالأنسب له، وعليه تقبل مثل هذه الإرشادات.
قد يولد البعض في ظروف قاسية، كالعيش مع والدين صعبين، قد أهانا وقللا من شأن أطفالهما عبر كلمات ساخرة تهدف لتقليل قدراتهم وطموحاتهم ومُقارنتهم المُستمرة بغيرهم، وهذه الكلمات تجعلهم مُحبطين، ما يدفعهم لإفراغ غضبهم بالقسوة على غيرهم بقصد أو دونه.
يمكن إصلاح ما تم كسره، وما يؤلمنا يمكن أن يشفى، وبغض النظر عن الظلام ستُشرق الشمس مرة أخرى، لذلك لا يجب مُعالجة الخطأ بخطأ، والوقوع في مُستنقع جرح الآخرين.
نصائح للتوقف عن جرح الآخرين:
1- ضع نفسك مكان الضحية وتخيل هذه الكلمات موجهة إليك، كيف سيكون شعورك؟ التوقف عن هذا التصرف لأنه غير مُنتج ولن يفيدك.
2- ابحث عن حل
بمجرد تحديد أن هذا السلوك خطأ، حدد مصدرًا لإيجاد طريقة مُثمرة يمكنك من خلالها حل الموقف، إذا وجدت هذا صعبًا، اطلب المُساعدة.
3- أعد تنظيم توترك
نشترك جميعًا بأننا نُعاني من ضغط، لكن من المُهم التعرف على التوتر والتعامل معه، يعني لا تخزنه بل
أفرغه في رياضة أو هواية وغيره.
الكلمات الجارحة كفيلة بإنهاء حياة إنسان، رفقًا بمن حولكم، فالحياة قد لا تُعطي فرصةً ثانيةً لطلب السماح.

أخترنا لك
زلزال بقوة 3.8 درجات يضرب تونس

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة