من دروس الحياة.. قاوم الاكتئاب واقتنص السعادة

2023/01/30

 

بقلم/هبة الرئيسي

النفسية.. هي كلمة لا تعني أنك مُصاب أو تمر بحالة اكتئاب أو حزن.. لا، وإنما هي كلمة عامية نستخدمها في وصف بعض من الفئات في المُجتمع، هي كلمة تعني أنك شخص لا تحب أن تبتسم، شخص فقط ينشر سلبيته بين المُجتمع، شخص تمر صدفة به وتبتسم بكل عفوية، ردة فعله تكون بالعكس، كذلك النفسية.. عندما تكون أنت مُستمتعًا بشيء يأتي هذا الشخص وبكل بساطة يُعكر كل شيء لماذا؟ لا يوجد سبب!.

هذا الشخص فقط مهمته الوحيدة التعكير على الآخرين بدون أي سبب، المشكلة أنك في ذهنك تقول إنه ينشر السلبية لنفسه، ولكنه في الحقيقة يؤثر على البقية وأنت لا تشعر. خصوصًا إذا كنت سعيدًا بشيء تفعله وتمارسه، هذا الشخص «النفسية» يخرب كل شيء، للأسف نحن في مُجتمعنا نهتم بأمور لا يجب أن ننظر إليها، ويجب أن نستمتعَ بها، وحتى إن كنا وصلنا لمرحلة كبيرة بالعمر، فمن الممكن ونحن كبار نحب أن نلعب بأشياء قد يعتقد البعض أنها للصغار فقط، فمثال على ذلك الرسوم المُتحركة أو الألعاب الإلكترونية وما شابه، أو هواية مُعينة كجمع كروت لشيء ما أو جمع ألعاب قديمة أو غيرها من الهوايات، أو عندما نُمارس الرياضة بلعب وبساطة وهذه الأمثلة البسيطة التي قد نمارسها تخرجنا من الأجواء الروتينية، وتخرج أيضًا الطاقة السلبية أو أيضًا إنني لا زلت أحب فعلها، ويأتي مِن فئة «النفسية» مَن يجعلك تشعر أنك فعلت شيئًا خطأً، وأنك لا يجب عليك الضحك واللعب والمرح لمجرد أنك كبرت.

وهنالك الفئة التي يجب فعل كل شيء ببرستيج، بمعنى أن كل شيء بحياتي يجب أن أفعله بالشوكة والسكين، ولا يجب عليّ فعل غير ذلك، لأنني لو فعلت غير ذلك فإنني شخص غير لبق وشخص دون المستوى، وكيف لشخص كبير بالعمر أن يفعل هذا وكيف يبتسم بين الجميع، ويكلم فلانًا بكل بساطة ويجب عليه وضع حدود ويجب عليه ألا يبتسم، وأن يبقى غاضبًا وعابسًا ويجب عليه ألا يجيب عن الآخرين ويظل غاضبًا وعابسًا طوال الوقت.

الحقيقة أننا بشر من حقنا أن نضحك ونلعب ونبتسم، ونعمل كل شيء ببساطة وعفوية لأنها لا تدل على شيء، وإن دلت فإنها تدل على أننا أشخاص يريدون فقط ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وإن الحياة لها تقلبات كثيرة، وكثير من الأحيان متعبة لدرجة كبيرة، فمن حقي عندما أرى أن الحياة تعطيني تقلباتها، فمن زاويتي أن أعيش عكس هذه التقلبات، بأن أبتسم وأضحك وأكلم الآخرين ببساطة واحترام، وأن أمارس رياضتي وأنا في قمة السعادة والفرح لأنني جئت لأمارسها وأخرج بها الطاقة السلبية، ولم آتِ لأراكمها بسبب وجود هذه الفئة التي تنظر إليّ وكأنني ليس من حقي أن أفرغ كل ما يجعلني سلبيًا حزينًا.

في النهاية.. لهذه الفئة عليك أن تعلم أن الآخرين لا يحتاجونك بحياتهم وسيكملون حياتهم من غيرك، ولو عبست بوجوههم سيذهبون لأشخاص يبتسمون بوجوههم وسيظلون يتمتعون ويظلون يُكافحون ويتعبون بحياتهم وأيضًا يُمارسون ما يحبون بكل بساطة وعفوية واحترام لأنهم ببساطة لا يُريدون مُقابلة هذه الفئة بحياتهم لأنهم مضيعة للوقت.

أخترنا لك
موكب من عدة طوائف يشارك باحياء المراسيم

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة