بقلم//فريدة العبيدلي
يومًا عن يومٍ يتكشف لشعوبِ العالم أجمعَ الوجهُ الآخر لعنصرية الديمقراطيات العالمية، حتى التي حظيت منها بمكانة متقدمة في عالم الديمقراطية المنادية بحقوق الإنسان وحرية التعبير، الإنسان الذي ترتكب باسمه وبحقه مختلف الأفعال اللاأخلاقية واللاإنسانية، وآخرها ما تفتقت عنه ذهنيةُ الديمقراطية السويدية في آخر مطافها للحريات بترخيص حكومتها لمتطرف قام بحرق المصحف الشريف أمام أنظار العالم أجمع، وتوفيرها الحماية له ضاربين بفعلهم المشين مفهوم الحريات الذي يسوقون له في عالم الديمقراطيات غير مكترثين بالأعراف العامة المتفق عليها في مفهوم الحرية «بأن حرية الفرد تنتهي عند المساس والتعدي على حرية وحقوق الآخرين» ، كم من السويديين المسلمين الذين يعيشون في بلد يزعم الحرية ويحملون جنسيته، ألا يستحقون مراعاة مشاعرهم الدينية واحترامها باعتبارهم رعايا في الدولة، أم هم لا يشكلون للحكومة السويدية أي اعتبار كونهم مسلمين؟
ماذا عن أمة الملياري مسلم لماذا يستهان بدينهم إلى حد حرق كتاب رب العالمين «القرآن الكريم» دستور الأمة ومصدر شريعتها السمحة «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا».. «الإسراء».
لماذا ترتكب هذه الأفعال التي تنم عن حقد وعداوة وتعصب وكره للآخر باسم الديمقراطية التي تعد من المبادئ الأساسية العالمية التي تنادي بها هيئة الأمم المتحدة، وتدعو لاحترامها كنظام سياسي وشكل من أشكال الحكم قائم على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
ألا تدرك الحكومة السويدية أن هذه الفعلة الشنيعة فيها استفزاز واستهتار لمشاعر مليارَي مسلم، أين مبادئ الديمقراطية التي ينادون بها؟
هل حرق المصحف الشريف أمام سفارة دولة مسلمة يشفي غليلهم ضد المسلمين؟
تعدَّى الأمر في هذا الفعل؛ فعل شخص إلى دعم دولة تنادي بالديمقراطية.
أين دور هيئة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الداعية للسلم والأمن الدوليين تجاه هذه الفعلة الشنيعة بحق المسلمين؟