الله سبحانه وتعالى يوزع الأرزاق، أحيانًا نريد أن نأخذ كل شيء ما هو لنا وما هو لغيرنا، نريد أن نملك العالم كله، لا نفكر في أنه قد لا نحصل على كل ما نريد لسبب من الله هو عز شأنه أعلم به.
إن الإصرار على أخذ كل شيء قد يجعلنا نضيع كل شيء دون أن نعرف، قد نهدر طاقتنا ووقتنا فقط لأننا نفكر ونتحسر على ما هو ليس لنا.
أريد ما عند هذا وذاك، أريد أن أحصل على كل شيء في لحظة، أقارن نفسي بالآخرين أتحسر وأندم لأن الآخرين وصلوا أو نجحوا، لا أفكر كيف فعلوا، هذا كل ما يسيطر عليّ، أنني لم أصل إلى ما وصلوا له، يظل التفكير مُسيطرًا والنظرة السلبية، والإحباط
يزيد للانشغال بما ليس لك، نحن بشر نريد ونأمل أن ننجح وأن نكون كالآخرين، وضع طبيعي وشعور طبيعي، ولكن ماذا نفعل لنكون مثل هؤلاء؟ هل نظل نقارن فقط أو لا بد أن نأخذ خطوات وقرارات، هل سألنا أنفسنا؟ كيف أنجح؟ كيف أنافس نفسي؟ لا أريد أن أقلد الآخرين، لا أريد أن أنشغل بنجاح الآخر بل نجاحي.
إن تنافسك مع ذاتك سيجعلك تكتشف قدراتك وتعرف إمكاناتك.
لا تنظر كيف يسير الآخرون وتقلدهم، هناك من يقلد الضحكة والوقفة والحركة ظنًّا منه أنه سيكون صورة من الآخر لكي ينجح.
هناك من ينتقل من تخصص لآخر ومن عمل لآخر دون أن يُحدد هدفًا.
ثق أن هذا الشخص لا يعرف ما يريد والغريب أنه ينظر للآخرين على أنهم تقليديون وهناك فرق شاسع بين مُقلد وتقليدي.
يظل مُشتتًا لا يعرف ماذا يريد لأنه يريد أن يملك كل شيء وأن ينجح في كل شيء فستجده أسريًا عمليًا عاطفيًا ضائعًا لا يوجد لديه استقرار.
مشاكله مادية أسرية عملية غير مستقر نفسيًا لأن فكره مشغول، يريد كل شيء يحارب نفسه عدو نفسه في الحقيقة لم يرحها ولن يريحها.
لأنه يعتقد كل مرة أنه سيصل، يتعثر ويقع، ليس لديه قناعة أو رضا لأنه يرى أنه مميز وناجح ولا بد أن يحصل علي كل شيء، كيف يكون التميز هنا وأنت غير ثابت على أرض واضحة، أنت أساسًا لم تفعل شيئًا غير التقليد والتحسر والندم.
إذا صادفك شخص لديه نفس الصراعات اعلم أنه مشتت لا يعرف اتجاهه، لن يستقر على حال لأنه أناني ينتظر ما عند الغير غير مُقتنع بما لديه، تجده يخسر صداقات ووحيدًا حتى علاقاته العاطفية مُشتتة مُتنقلة مُتغيرة لا يعرف ما يريد، أن تقتنع بما لديك وترضى به نعمة لا يعرفها إلا من فقدها، لا تنظر للغير قد تخسر كل شيء.
بطاقة إرشادية
استمتع بما عندك واعلم أن ما تملك هو لك وما لا تملك هو ليس لك.
دكتوراه في الإرشاد النفسي
