السلطان أولجايتو المغولي .. بمسجد النخيلة في الحلة ..!؟.

2020/02/08

السلطان أولجايتو المغولي .. بمسجد النخيلة في الحلة 

 

إن تناول إحدى الشخصيات التاريخية المغمورة , ونفض ما علق عليها من كدر السنين والنسيان , واستجلاء أبعادها , بإبراز حقيقتها كشخصية فاعلة , ذات تأثير واضح , على أكثر من صعيد , ثقافي واجتماعي وفكري وسياسي .
أو إظهار مَعـْلـَم من معالم بلدنا الحبيب , وتقديمه كصرح , يستحق أن نفخر به كعراقيين , خصوصا إذا كان هذا الصرح , يحوي رفات نبياً من الأنبياء , وخطت على أعتابه أقدام الأوصياء , كما جاست أركانه الرحبة , الطغاة والجبابرة .
لا يعدو الأمر , إلا كمن عَثر على لـُـقطةٍ نفيسة , أو جوهرة ثمينة , وراح صاحبها يبذل عليها من جهده ووقته , وعصارة فكره , ليخرجها تحفة نادرة , بعد أن أشبعها دراسة وتحقيقا , وجعلها بين أيدي , ومتناول الجميع , من باحثين ودارسين , وشغوفين بحب بلدهم العراق وتاريخه .
وهذا ما انبرى إليه الأخ د . سعد الحداد , بكتابه الأخير ( السلطان أولجايتو ـ ودوره في تجديد مسجد النخيلة التاريخي ) , عن دار الكفيل للطباعة والنشر .
حيث أبرز بكتابه , عدة نقاط مهمة , كفيلة أن يقف عندها الباحث والمتتبع , وجديرة أن تستجلب الإحترام . ومن هذه النقاط : 
1 ـ إن السلطان غياث الدين محمد , الملقب بـ (أولجايتو ) وهي كلمة مغولية معناها بالفارسي ( فرخنده ) أي : السلطان الكبير المبارك ـ هو أحد أحفاد ـ هولاكوـ الذائع الصيت .
2 ـ أولجايتو أعلن تشيعه , واعتناقه المذهب الجعفري , حين ورد بغداد عام 709 هـ , وأمر بذكر ونقش أسماء الأئمة الإثنيّ عشر (ع) في خطب الجمعة , والسكة . وبات الفقه الشيعي يدرس في المدارس . 
3 ـ كان تشيعه , بفضل السيد تاج الدين الآوي نقيب نقباء العلويين في الممالك بأسرها . الذي قتل هو ولديه , على شاطئ دجلة , بمؤامرة حيكت ضده , بتواطؤ من قاضي الحنابلة آنذاك عام 711 هـ , حيث قطعوه قطعا قطعا , وأكلوا لحمه ونتفوا شعره , وبيعت الطاقة من شعر لحيته بدينار .
4 ـ للسلطان أولجايتو حكاية تاريخية ظريفة مع العلامة الحلي ( الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الأسدي الحلي ) في قضية بطلان الطلاق ثلاثا المعروفة .
5 ـ ولمسجد النخيلة , ولما له من مكانة دينية وعقائدية سامية , فبالإضافة إلى كونه يضم مرقد النبي ذي الكفل (ع) وأصحابه , ومقام الأمام علي (ع) , بشّر به الأمام الباقر (ع) , بأن الأمام المهدي ( عج ) يصلي به ركعتان لقدسيته " أي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم (ع) بالنخيلة , فيصلي فيه ركعتين .. " .
هذه الأسباب دفعت السلطان أوليجايتو أن يهتم ويرعى المسجد , ويصدر أمره بالشروع ببناء هذا الصرح عام 703 هـ , لينتهي عام 716 هـ . 
6 ـ الكتاب يعد تحفة , وبالرغم من إيجازه , ألا إنه غني بالمعلومة التاريخية والثقافية والدينية والفنية , وقد أعتمد الكاتب على أكثر من ثلاثين مصدرا , ليستقي دراسته للمعلم الحضاري ( مسجد النخيلة . 
نشد على يد الكاتب , د . سعد الحداد , متمنين له التوفيق بدراسات أخر وهو أهل لذلك , لرفد الساحة الثقافية العراقية على وجه العموم , والحلية على وجه الخصوص , ما من شأنه أن يكون منارا ومفخرة نعتز بها .
أخترنا لك
ونصحت لكم ولكن لا تحبون النّاصحين ـ الحكومة والطبقة السياسية بين موقفين للمرجعية العليا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف