(18) هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من د11عـش؟

2020/05/19

????(18)ـ هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من د11عـش؟.
.
????️ـ بقلم: نجاح بيعي ـ حلقة رقم (18) والمقال منشور بتاريخ 21/4/2018م:
????ـ مقال متسلسل يأخذ من عبارة (هل تعلم بأنّ المرجعيّة الدينيّة العليا) لازمة متكررة مُوجبة للعلم والفهم والإستدراك (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ـ ق 37) لمجمل مواقف المرجعية العليا المتنوعة حول موضوع عصابات د11عش, من فتاوى وأجوبة لإستفتاءات ووصايا وإرشادات وبيانات وبالتركيز على خطب منبر صلاة جمعة كربلاء المقدسة, مع مراعاة التسلسل الزمني التاريخي لذلك الموقف. وربما نلمس مِن خلال هذا السِفر جهاد وصبر وحكمة وألم المرجعية العليا في حفظ العراق وطناً وشعباً ومُقدسات .
????ـ ملاحظة مهمة:
تكمن أهميّة هذه الحلقة كونها تسبر غور مضمون الخطبة الأولى التي سبقت خطبة الجهاد الكفائي بحوالي نصف ساعة ولو بالشيء اليسير, وتكشف عن ما أرادته المرجعية العليا من المؤمنين خاصة بخطابها في هذا الظرف العصيب والحساس جدا ً, حيث لم تمض أكثر من (72) ساعة من اجتياح تنظيم د11عش الظلامي للأراضي العراقية. وهي تبين منطلقة من مناسبة ذكرى ولادة الإمام صاحب العصر والزمان (عج) الميمونة في (15) شعبان, وتتطرق لذلك الترتيب الهرمي في (الأمّة) والذي جاء بفعل تخطيط الإمام المعصوم (ع) ذاته. حيث الإمام المعصوم (عج) ومن ثمّ مقام النيابة المُقدسة المتمثلة بـ(المرجعية الدينية) الجامعة للشرائط, والقاعدة الشعبية العريضة المرتبطة بها والمتمثلة بـ(المؤمنين). وما يقع عليهم من واجبات ومسؤوليات حينما تُنتدب للقضايا المصيرية والتحديات التي تواجهها حينما تتعرض الأمّة للخطر.
ــــــــــــ
????ـ (86) ـ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا..
كانت قد تقدّمت بـ(6) ست وصايا مهمّة, هي بالحقيقة مُوطئة ومُقدِّمة لفتوى الجهاد الكفائي؟. وهذه الوصايا تضمّنتها (الخطبة الأولى) من صلاة جمعة كربلاء في 13/6/2014م. وكانت المرجعية العليا قد اتخذت من ذكرى ولادة الإمام الحجة (عج) منطلقا ً لتوضيح تلك الوصايا المهمّة, بهدف تنبيه الأمة واستقطاب أذهان المؤمنين لما سيكون ويحدث. فالوصايا جاءت في ظرف حسّاس ٍ جدا ً حيث لم تمض على سيطرة تنظيمات عصابات د11عش لمدينة الموصل أكثر من (72) ساعة فقط .
✴️ـ فما هي تلك الوصايا؟.
????️ـ بتصرف واختصار هي:
????ـ الوصية الأولى: أوصت بأن نستشعر شعورا ً وجدانيا ً عميقا ً بأنّ الإمام (عج) حيٌّ يراقب الأمور عن كثب ويتابع كلّ الظروف التي نعيشها ومُطّلع على أعمال الناس وسيرتهم وأحوالهم.
????ـ الوصية الثانية: على أن يكون كيان المؤمنين كيانُ الجماعة المؤمنة الصالحة.. ولكي نُبقي هذا الكيان على قوّته وقدرته على مواجهة التحديات نحتاج أن يوصي بعضُنا بعضا ًبـ(الصبر, والثبات, والصمود, والإستعداد للتضحية, والعمل على التمسّك بأحكام الشرع الحنيف, والتحلّي بمكارم الأخلاق, والإنقياد لتوجيهات الإمام (عج) وطاعته في كلّ شيء, وأن ننشر بيننا مشاعر التحابب والتوادد ونبعد عن أنفسنا وعن مجتمعنا التباغض والشحناء والتنازع والاختلاف).
????ـ الوصية الثالثة: يجب تقوية الإرتباط الوجداني بالإمام (عج) والتفاعل العملي مع أهدافه.. ويُقصد من ذلك مسألة التفاعل العملي مع أهداف القائد: (الإمامُ قائدُنا ـ الإمامُ قائدٌ لهذه الأمّة) فلابُدّ أن يكون لدينا دائماً الإستعداد العقائدي والنفسي والمعنويّ.. والمطلوب من كلّ إنسان مؤمن حتّى يكون ناصراً للإمام (عج) أن يدرّب نفسه على القتال وحمل السلاح في أيّ وقت لنصرة الإمام ( عج ) وللدفاع عن الحق.
????ـ الوصية الرابعة: على الجميع (المؤمنين) الإحساس ببركات وجود الإمام (عج) حتى لو كان غائباً فله عليه السلام بركات عظيمة. والإحساس بهذه البركات تعطي للإنسان المؤمن: (الأمل, والقوة, والاندفاع في مواجهة التحديات والمصاعب والمشاكل والمخاطر, وأنّه قادر على أن ينتصر).
????ـ الوصية الخامسة: هو العمل الجاد لطاعة الله تعالى والإنقياد للإمام (عج) والإنتظار. فقد ورد أن: (من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر.. وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل من أدركه).
????ـ الوصية السادسة الأخيرة والمهمّة: أن نكون مِن الذين وصلوا حبل الطاعة بحبل الإمام (عج) وبحبل النبي (ص وآله) وبحبل الله تعالى. ووصل حبل الطاعة والولاء للإمام (عج) الذي لا نتمكّن من الإتصال به مباشرة لـ(غيبته) يكون عن طريق ـ الفقهاء العدول ـ الذين هم مراجع الدين العظام الذين تتوفّر فيهم الشروط التي بيّنها الإمام ذاته(عج). وهؤلاء يجب طاعتهم ويجب الإلتزام ببرنامجهم وبمنهجهم وبإرشاداتهم وبتوجيهاتهم. فالمرجع الديني الجامع للشرائط: (ليس فقط في الإستفتاءات, وليس فقط في أحكام الحلال والحرام, كما ليس فقط في أحكام العبادات والمعاملات) بل في كلّ شيء يصدر منهم وفي كلّ مجالات الحياة.
لأنّ الإمام (عج) أطلق في عبارته حيث قال : (فإنّهم حجّتي عليكم) ولم يقيّد بمجال من مجالات الحياة أبدا ً وهو حجّة الله عليهم . لذلك يجب طاعتهم في كلّ ما يصدر منهم. ولذا لا يصحّ أن يكون للإنسان المُؤمن رأي في قبال منهج ورأي المرجع الديني الذي تتوفّر فيه الشروط التي بيّنها وأثبتها الإمام(سلام الله عليه)، ويجب احترامهم وتوقيرهم والبرّ بهم, وعدم التحدث عنهم بأيّ شيء لا يليق بمقامهم الذي بيّنه الإمام(عج) ـ يقول الإمام الهادي(عليه السلام):
(لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم - عليه الصلاة والسلام - من العلماء الداعين اليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمُنقذين لضعفاء عباد الله من شِباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتدّ عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل).
????️ـ وهنا ينبثق السؤال: مالذي يُمكن إذن أن نفهمه من خطاب المرجعية العليا أعلاه؟.
ـ يُمكن أن نفهم من خطاب المرجعية أعلاه بعض الأمور منها:
????1ـ أن هناك خطابان مُتمايزان للمرجعيّة العليا يستهدفان جهتين من الأمة, وإن كانا يبدوان واحدا ً في احيان كثيرة حيث يصعب التفريق بينهما عند المتلقي البسيط.
????-️ فالمرجعية العليا عودتنا حينما تتناول القضايا العامة للأمة, أوتُطالب بمطالب تخص (الشعب العراقي) أو تتعرض لتقييم الأداء الحكومي وعمل مجلس النوّاب مثلا ً, فإن خطابها يكون (عامّا ً) وينطلق من موقعها الإجتماعي لا الديني, بل من رصيدها الجماهيري وما تتملّكه من قلوب ملايين الناس وحبهم لها. وهذا ما بينته هي عبر منبر صلاة جمعة كربلاء المقدسة, وعلى لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 9/8/2013م حيث قالت:
(أن المرجعية الدينية العليا انطلاقا ً من رصيدها الجماهيري الناشئ من ثقة الجماهير بحصافة رأيها وسداده وحكمته. وأنها لا تبحث عن مصالح دنيوية في تحركها ومنهجها . فقد وضعت ثقتها المطلقة بالمرجعية الدينية العليا . فإنها تتحرك وتقيّم أداء الحكومة ومجلس النواب, إنطلاقا ً من كونها الصوت المعبّر عن هموم الناس وتطلعاتهم وآمالهم ومطالبهم. ولم تتحرك وتطالب وتنتقد وتقيّم الأداء من خلال موقعها الديني. بل من خلال رصيدها الجماهيري الذي استقطبته من خلال تلك الثقة). وهذا هو طبيعة الخطاب الأول والجهة المُستَهدَفه منه وهي (الأمّة) على الإطلاق. وهذا هو الخطاب الأول.
????️ـ أما طبيعة الخطاب الثاني والجهة المُستَهدَفه منه, فهو الخطاب الذي بين أيدينا ويشمل (المؤمنون) خاصة. ممن تتوفر بهم صفات ومزايا معينة قد لا تجدها في الأولى. وإذا أردنا أن نعرف عنهم أكثر فما علينا إلا أن نُمعن النظر ونُعيد قراءة الوصايا الـ (6) الستة أعلاه جيدا ً. ولكم أن تعرفوا ما دور (المؤمنين) خاصة في الخطاب العام الذي خاطبت به المرجعية العليا الأمّة حينما أعلنت فتوى (الجهاد الكفائي) في الخطبة الثانية. حيث كان دورهم كدور (القطب من الرحى) ريادي وقيادي في آن ٍ معا ً في الحرب على عصابات د11عش , وكانوا بحق قطب رحى الفتوى المُقدسة حتى كتب الله تعالى النصر على أيديهم.
????2ـ أن هناك تراتبيّة هرميّة في الأمة لم ولن تعدمها الظروف القاهرة المتمثلة بفترات الطغيان والاستبداد على مدى تاريخ وجود المرجعية الدينية. حيث تتمثل بالقاعدة الشعبية (المؤمنة) وبالقيادة المرجعية الدينية بالنيابة عن الإمام المعصوم الغائب عليه السلام .
????3ـ وجود كيان للمؤمنين في (الأمّة) في المجتمع. أسمته بـ (كيانُ الجماعة المؤمنة الصالحة).
????4ـ هذا الكيان المؤمن مرتبط إرتباطا ً وجدانيا ً بالإمام (عج) ومتفاعل عمليا ً مع أهدافه المقدسة وهذا سرّ ديمومة الأمّة والمذهب عبر التاريخ.
????5ـ هذا الكيان ينعم ُ ببركات وجود الإمام (عج) لإحساسهم وشعورهم برعايته لهم عليه السلام.
????6ـ كيان المؤمنين هم المنتظرون للإمام (عج) وهم على أهبة الإستعداد ورهن الإشارة على الدوام.
????7ـ الوصايا هي بالحقيقة تهيئة لأذهان المؤمنين خاصة و(الأمّة) عامّة لما سيحدث ولما سيصدر من المرجعية العليا (بلحاظ الوضع الخطير الذي مرّ به العراق وشعبه). أوبالأحرى هو نداء لـ(المؤمنين) ليكونوا على أهبة الإستعداد لتلقي ما يصدر من مقام النيابة عن المعصوم (ع).
????8ـ أن الإمتثال لأمر المرجعية العليا هو بالحقيقة امتثال للإمام المعصوم (عج) .
????9 ـ أن المرجعيّة العليا قائدة الأمّة بالنيابة عن المعصوم عليه السلام في فترة الغيبة الكبرى.
????10ـ المرجعيّة العليا تنتدب المؤمنين في قضايا (الأمة) المصيريّة الهامّة والتحديات الخطيرة العظمى حينما تتعرض لها, وبها تحفظ المصالح العليا للدين والمذهب والأمّة.
????11ـ كمحصلة ونتيجة لذلك : أن المرجعيّة العليا تُخاطب الأمّة من خلال الثلة المؤمنة الصالحة.
ــــــــــ
????️ـ خطبة جمعة كربلاء الأولى في 14شعبان 1435هـ الموافق 13حزيران 2014م . بإمامة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=164
ـ
????️ـ يتبع حلقة رقم (19).
ــــــــــــ
????️ـ المقال كاملاً على موقع (كتابات في الميزان):
http://kitabat.biz/subject.php?id=118199
أخترنا لك
تذكير بالحقيقة المرّة...

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف