(17ـ أ) هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من د11عـش؟

2020/05/17

????(17ـ أ)ـ هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من د11عـش؟.
????️ـ بقلم: نجاح بيعي ـ حلقة رقم (17ـ أ) والمقال منشور بتاريخ 15/4/2018م:
????ـ مقال متسلسل يأخذ من عبارة (هل تعلم بأنّ المرجعيّة الدينيّة العليا) لازمة متكررة مُوجبة للعلم والفهم والإستدراك (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ـ ق 37) لمجمل مواقف المرجعية العليا المتنوعة حول موضوع عصابات د11عش, من فتاوى وأجوبة لإستفتاءات ووصايا وإرشادات وبيانات وبالتركيز على خطب منبر صلاة جمعة كربلاء المقدسة, مع مراعاة التسلسل الزمني التاريخي لذلك الموقف. وربما نلمس مِن خلال هذا السِفر جهاد وصبر وحكمة وألم المرجعية العليا في حفظ العراق وطناً وشعباً ومُقدسات .
ــــــــــــــ
????(85) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
كانت قد أصدرت بيانا ً هامّا ً جدّا ً في صبيحة يوم الثلاثاء الدامي الموافق 10/ 6/ 2014م أعربت فيه عن قلقها البالغ, تجاه التطور الخطير للإنهيار الأمني والحكومي الذي عصف في البلد فجأة, نتيجة سقوط محافظة الموصل ثاني أكبر مدن العراق وكذلك المناطق المجاورة لها بيد المجاميع الإرهابية والعصابات الإجراميّة المعروفة بـ(تنظيم الدولة) التي ما لبث أن أعلن زعيمه (أبو بكر البغدادي) بعد عدة أيام ـ في 4/7/2014م ومن على منبر جامع (النّوري) فيها عن اتخاذ مدينة ( نينوى) عاصمة لـ(الدولة الإسلامية في العراق والشام) والتي عُرفت اختصارا ً بـ(د11عـش)؟.
????️ـ فثلاثاء 10/6/2014م يوم لا يمكن للعراقيين أن ينسوه أو يتناسوه أبدا ً. فبضع مئآت من عناصر ومُقاتلي (التنظيم) الذين تسرّبوا من سوريا ليندمجوا مع آخرين لهم في المحافظة, كانوا قد تسبّبوا في الأيام الأولى من غزوهم الموصل, الى طرد وقتل وأسر أكثر من (50) ألف عنصر عسكري وأمني عراقي موجود هناك, والى الإستيلاء على كامل الأسلحة والعتاد والتجهيزات العسكرية التي قُدّرت بأكثر من (88) مليار دولار, والى نزوح أكثر من (500) ألف من سكان المحافظة من أصل (1,8) مليون , والسيطرة التامة على المرافق الحيوية للمحافظة فضلا ًعن (3) ثلاث محافظات أُخر, وبسط النفزذ على مساحة قُدّرت بثلث مساحة العراق الكليّة!. فد11عـش كيان ظلاميّ أسود يلغي الآخر أيّا ً كان صنفه وجبلته, ولا يُجيد لغة غير لغة الدم والحرب والخراب أينما حلّ ووجد.
في الحقيقة إن كان هذا الحدث الزلزال قد فاجأ الجميع (سواء مَن كان في الداخل العراقي أو الخارج) وأصيب حقا ً بالهلع والدهشة وغرِق فعلا ً بالحيرة, فهناك مَن هُم ليسوا كذلك البتّة ولم يُصابوا بالهلع وهُما بطبيعة الحال إثنان لا ثالث لهما:
????1ـ مَن أوجد عصابات تنظيم د11عش, وأشرف على ولادته واحتضانه. وهو صاحب المشروع الذي يهدف الى تمزيق المنطقة الى دويلات متناحرة, والى تمزيق السلم الأهلي لدى الشعوب بإذكاء نار فتنة الإحتراب الطائفي (سواء في الداخل العراقي ـ قوى سياسية وحواضن اجتماعيّة وغيرها, أم في الخارج ـ سواء أطرافا ً إقليمية أو دولية ).
????2ـ المرجعية الدينيّة العليا. ذلك الكيان الذي وقف ولا يزال يقف بالضد من ذلك المشروع (الفتنوي) بالكامل منذ أن شخص بقرنه (كإرهاب)بعد تغيير النظام بعد 2003م.
????️ـ ضدّان نوعيان . يُمثلان نموذجي لمُعسكري ـ الحق والباطل ـ والحرب بينهما سجال وهذا ما لا يخفى عن ذهن المًتتبع المنصف اللبيب. فبالإستطاعة أن يلمس المرء ويرى بوضوح, من كان ضد أو مع المشروع السوداوي, ومن تفاجأ حقا ً ومَن هو غير ذلك ـ بالرجوع الى مجمل مواقف كلا الطرفين المُصاحبة للحدث ولما بعده .
????️ـ ربما أعناق معظم الشعب العراقي قد اشرأبت في يوم 10/6/2014م الى جهتين أو كيانين مُنقِذين لا ثالث لهما في العراق. ويأمل من ورائهما النجاة من هذا الخطر العظيم المتنامي, الذي بات يُهدد العراق والبلدان المجاورة بلا استثناء. وهذين الجهتين أو الكيانين هما :
????1ـ المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف
????2ـ والحكومة الإتحادية العراقية في العاصمة بغداد
فعلى صعيد الحكومة الإتحادية آنذاك, كان حالها حال جميع القوى السياسية بزعاماتها وقياداتها (رغم الإنشطار الطولي الحاصل بينهم بين مؤيد ورافض للوضع الجديد , نتيجة الخلافات الحادة بينهم حول السلطة والنفوذ والمال, والتقاطعات السياسية الى حدّ الإحتراب والتخوين ويُضاف إلى ذلك الفساد المستشري في مفاصل الدولة المهمة بما في ذلك المؤسسة الأمنية والعسكرية) كانت الحكومة الإتحادية آنذاك شبه مشلولة وغارقة بالحيرة والضعف والإنكسار. وكانت لا تزال تعيش آثار الصدمة التي أرعبتهم وأعيتهم جميعا ً. بل ظلّت تسبح بمستنقع التخبط والعجز ولم يحظى منها العراق المستباح وشعبه يوم 10/6 ما يمكن أن ينعش لديهم الأمل, ولو بأجراء بسيط يُحسب كردّ حكوميّ للدفاع عن العراق وشعبه ضد العدو . بالرغم أن (رئيس مجلس الوزراء) آنذاك كان يُمسك بالملف الأمني كاملا ً, باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وكان يُمسك بوزارتي الدفاع والداخليّة وكالة. لم يكن يلحظ المراقب أو يرَ سوى التخبط العشوائي, والهلوسة السياسية القهريّة بـ(الرغبة العارمة في إنقاذ الموقف) والحفاظ على القدر الممكن لـ (ماء الوجه) والحيلولة دون سقوط العاصمة (بغداد) بأيدي الإرهابيين الذين ما لبثوا أن قرعوا أبوابها سريعا ًبعد ساعات من سقوط الموصل!.
فبعد مرور أكثر من (7) سبع ساعات على الحدث (وهو وقت كبير وخطير بالنسبة لعمل الحكومة) خرجت الحكومة الإتحاديّة (ببيان مًتلفز) بحزمة من قرارات ـ إرتجاليّة ـ لا تخلو من حسابات المصلحة الحزبية والسياسية والطائفية والفئويّة الضيقة المقيتة, التي عهدها الشعب بين الشركاء السياسيين, ومن حسابات توزيع القوّة والسلطة والمال والنفوذ في الدولة العراقية. لذا لم يُرَ منها إعلان حرب ٍ مثلا ً أو قتال ٍضد الإرهابيين, وإنما اكتفت ..
????️ـ بإعلان حالة التأهب القصوى الغير مجدية (مع الإنهيار الأمني المقابل وخيانة أغلب ضباط الجيش والأجهزة الأمنية المتواجدين هناك ـ وتردّي المعنويات في باقي قطعات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى).
ـ والطلب من مجلس النوّاب (هذا بعد استحصال موافقة رئيس الجمهوريّة ـ الرأس الثاني للسلطة التنفيذيّة) إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة (العقيمة) في البلاد .
كون هذا الطلب لا يندرج إلا ضمن (سيناريو الأحكام العرفيّة) التي تطلق حاكميّة الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون. ويكون بإعلان ـ حالة الطوارئ ـ لو تمّ فعلا ً تكون نار تعطيل الدولة والدستور والقانون والمحاكم القانوينة الشرعية, قد شبّت واشتعلت بالكامل, ولا أحد يمكنه أن يتنبّأ بكيفية أطفائها أو إنهائها في المستقبل. مع لحاظ التركيبة العدائيّة المعقدة التي منها انطلقت منها تشكيل الحكومة الإتحادية آنذاك. فرئيس مجلس النواب كان يُشكل الضد النوعي لرئيس مجلس الورزاء, وهناك حرب سجال (إعلامية واحتراب خفي) بينهما عطلت الكثير من دور مجلس النواب ومجلس الورزاء في آن واحد, والأخير كان يُشكل في الوقت ذاته الضد النوعي لرئاسة الجمهوريّة, وهلم جرّا في كافة مؤسسات الدولة المبنيّة على التوافقية والمحاصصة السياسية المقيتة.
ولكن الإجراء المهم الذي اتخذته الحكومة الإتحادية ومضت عليه على أرض الواقع, هو تسهيل كافة الإجراءات الحكومية لدعم استعداد المواطنين والعشائر لقتال الإرهابيين. والتعبئة السياسية والشعبية لإرجاع الوضع الطبيعي في العراق.
الأمر الذي فُسّر على أنه تحرّك (حكومي) أحاديّ, يُحسب على مكوّن طائفي واحد بعينه ألا وهو مكون(الشيعة). واعتبر على أنه استنفار سياسي حزبيّ مع الأجنحة المسلحة التابعة لها على نحو الحقيقة, ممّا يُعطي انطباع سهل بأن الذي يحدث هي (حرب طائفية بإمتياز) وهو ما كان فعلا ً لدى وسائل الإعلام المُسيّسة, والتي تمّ تصوير الأمر على أنه قمع حكومي مركزي (شيعي), مُستغلا ً أدوات الدولة بمؤسساتها, ضد الثوّار (السنّة) المتذمرين من نقص الخدمات ومن سياسات الحكومة المركزية التي تندرج ضمن التهميش والإقصاء حسب زعمهم.
????- ️ومن هنا نستنتج بأن الحكومة (المُحاصصاتيّة) كانت قد قرأت بإمعان ـ بيان ـ المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ـ الذي صدر بعد سويعات من إعلان نبأ سقوط الموصل بيد عصابات د11عش. وهذا يُفسر تأخير إعلانها للبيان لعدّة ساعات, واتخذت الإجراءات المغايرة لما تضمّنه البيان والهادفة إلى:
????ـ (أولا ً):الى حفظ كياناتها الحاكمة وأحزابها السياسية وأذرعها المسلحة الموصوفة بـ(الميليشيات) وبـ(المجاميع الخارجة عن القانون).
????ـ (ثانيا ً): البدء بوضع العراق وكل إمكانياته الحكومية والشعبية وجها ً لوجه مع صراع ـ إقليمي دولي ـ مع الإرهابيين ضمن مشروع عالمي راح يظهر ويتنامى.
????ـ (ثالثا ً): الإصطفاف بالعراق في محور دولي ضد محور دولي آخر هو في غنىً عنه بالمرة.
ـ
????️ـ يتبع الجزء ب..
ــــــــــ
????️ـ المقال كاملا ً على موقع (كتابات في الميزان):
http://kitabat.biz/subject.php?id=117995
أخترنا لك
????ـ العتبة العباسية المُقدسة تُعيد نشر تحذير المرجعية العليا..

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف