نجاح بيعي كتبت هذه المقالة بتاريخ 2016/09/29
ــ الى مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان .. مع التحية !.
لم يكن نبأ زيارة مسعود البرزاني المرتقبة الى بغداد , مفاجئا ً
بالنسبة لي على اقل تقدير . ولكني وما أن سألت نفسي عن سبب واقعي
لزيارته , أو قبوله دعوة رئيس الوزراء ( العبادي ) لزيارة العصمة مركز
القرار الإتحادي , حتى انثالت عليّ الأسباب تترى وتعددت , كما تعددت
جوانب شخصيته الغامضة , وتوزعت بين الداخل الكردي سلبا ً أم ايجابا ً
, أو الداخل العراقي , أو الإقليمي والدولي ! .
وبالإمكان أن نلحظ , ونعدّ اسباب زيارته المرتقبة من خلال عدّة نقاط
:
ــ لتلافي حدة الخلاف والانشقاق المتنامي في الصف الكردي وخصوصا ً مع
(الإخوة الأعداء ـ الاتحاد الوطني + التغيير + الاتحاد الاسلامي +
والجماعة الاسلامية ) !.
ــ وللحدّ من الدعم الإيراني الجاد للفرقاء السياسيين وأقصد بهم(
الأخوة الاعداء ) !.
ــ ولتفادي تصاعد الغضب الشعبي والحنق لعدم تحمل خزينة الإقليم
,وإعطاء رواتب للموظفين , فضلا عن تقديم الخدمات !.
ــ ربما لتراخي الدعم التركي والسعودي ( الخليجي ) له , لمتطلبات
الوضع السياسي والعسكري الإقليمي العام !.
ــ أو لوقف تدفق نفط كركوك عبر إيران , الذي تمّ بالإتفاق مع حزب
الاتحاد الكردستاني , وليس عبر تركيا حليفته !.
ــ ولإفلاس مشروعه وطموحه وحلمه بالإنفصال عن الدولة العراقيّة , بعدم
تجاوب الدول الإقليمية فضلا عن دول العالم , مع فكرة تكوين دولة كردية
!.
ــ ولخوفه من أن يدخل بصدام غير مبرر مع الحشد الشعبي ( إن لم يكن مع
bkk أيضا ً ) حول المناطق التي ضمّها للإقليم ( وكذا المناطق المتنازع
عليها ) اثناء عمليات تحرير الموصل من داعش , ولإبقاء ما بحوزته قدر
ما يستطيع , من أراضي عربية كان قد استحوذ عليها وضمّها سابقا ً
!.
ــ لتبديد مخاوف الشركاء ( السنّة ) ببغداد , خصوصا ًحلفائه الجدد (
متحدون مثلا ً ), بعد تصويت البرلمان على إرجاع حدود الموصل الى ما
قبل عام 2003 م !.
ــ ولجس النبض حلفاء وشركاء الأمس , وبالتحديد جبهة الممانعة للولاية
الثالثة ( المجلس الاعلى في بداية المشوار , والتيار الصدري والوفاق
وغيرهم ) بعد تزعم الحكيم التحالف الوطني . ودغدغة الحلم مجددا بإنشاء
تحالف جديد يقابل تحالف ( دولة القانون مع الاخوة الأعداء ـ الاتحاد
الوطني + التغيير + الاتحاد الاسلامي + والجماعة الاسلامية )
!.
ــ للتأكيد على أن منصب وزارة المالية هي من حصّة ( الديمقراطي
الكردستاني ) حكرا ً , بعد تعالي نغمة ( التعددية السياسية ) الجديدة
التي تبناها خصمه المالكي , والتي من بالإمكان أن تدق أسفينا ً بنعش
المحاصصة السياسية , والتي نوقشت بالإجتماع الأخير للتحالف الوطني
بزعامة الحكيم .
ــ ولإرضاء ربّة المعبد المقدس ( الولايات المتحدة ) . بعد ما ارتأت
واشنطن بأن لا يتم أي أمر ( يتعلق بالإقليم ) على أقل تقدير , إلا ّ
بالتنسيق مع بغداد وبعد حصول موافقتها !.
ــ ولنفخ الروح بمجمل الإتفاقيات مع بغداد وخصوصا ً المتعلقة بالنفط
وتصديره , وحصة الإقليم بموازنة 2017 م .
ــ وللتنسيق مع بغداد في موضوع إدارة الموصل , لما بعد تحريرها من
داعش ! ومستقبل الأراضي المتاخمة للإقليم . وحظوظ تطبيق المادة رقم (
140 ) من الدستور .
ــ للتهيئة والتحضير كغيره من الشركاء السياسيين للإنتخابات القادمة ,
بعد تصاعد حمّى التنسيق والتشاور والتبشير بانبثاق تحالفات جديد
ببغداد , من شانها ان ترسم مستقبل العراق لما بعد الانتخابات !.
ــ والقائمة تطول مع مسعود البرزاني تحديدا ً, وما خفي كان أعظم واطمّ
, اضطرّته لأن يلجأ الى بغداد , كما يلجأ الى مأواه الأبن الضال بعد
إفلاسه !. من غير أن يأمل المرء منه ولا من غيره من الأقران , في
العملية السياسية برمتها خيرا .
ــ لجأ الى بغداد حاضرة الفوضى الدموية , وحضيرة الأقران من الشذّاذ ,
وهو يقول بسرّه ( مــا حيلة المضطر إلاّ ركوبها ..!؟. ) !.