الباب الاول
التحالف الاموي القرشي اليهودي يسعى لاستئصال بني هاشم والقضاء على الاسلام
الفصل الاول - اليهود والنصارى يعرفون محمدا (ص) كما يعرفون ابنائهم
الفصل الثاني - الحسد يقود الى الخطيئه
الفصل الثالث - هاشم بن عبد مناف وأميه
الفصل الرابع- عبد المطلب بن هاشم وحرب بن اميه
الفصل الخامس - محاولات قريش وبنو أميه واليهود قتل محمد (ص)
الباب الثاني- قريش تنقلب على أعقابها
الفصل الاول .... قريش تنقلب على أعقابها ..خطه الانقلاب
الفصل الثاني... لا تجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم
الفصل الثالث ....عمر بن الخطاب يمهد لبني اميه لاستلام الخلافه
الفصل الرابع .....عمر بن الخطاب يسلّم الخلافه لبني أُميَّه
الباب الثالث
لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه (7) - مَنْ قَتَلَ الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام) ؟
الفصل الاول .... محاولات قتل الامام علي (عليه السلام )
الفصل الثاني ... عمر يغير معالم الاسلام ويهيئ الامه لقتل الامام علي عليه السلام
الفصل الثالث ...عثمان يقطع الطريق على الامام علي للوصول للسلطه
الفصل الرابع ...معاويه يقتل الامام علي عليه السلام وعائشه تفرح وتنشد شعرا
الباب الرابع
معاويه يقتل علياً والحسن (عليهما السلام )
ويزيد يقتل الحسين (عليه السلام ) واهل بيت النبوه
الفصل الاول ..عثمان يهب أراضي وبساتين العراق لبني أميه وجلاوزتهم
الفصل الثاني .. معاويه خائن غادر نقض وثيقه الصلح مع الامام الحسن وإغتاله بالسم
الفصل الثالث ..قتله الامام الحسين (ع) ليسوا من الشيعه ..بل من اتباع الامويين في الكوفه
الفصل الرابع.. أصحاب الحسين (ع) أفضل من اصحاب الانبياء والرسل
االفصل الخامس ..وفي كربلاء ..رفع الامويون شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه)
الباب الخامس
الفصل الاول... لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه - إمحوا ذِكرَ محمد وال محمد
الفصل الثاني .... التحالف الثلاثي يغزو المدينه المنوره وينتقم من الانصار
الفصل
الاول
اليهود والنصارى يعرفون محمدا ( صلى الله عليه واله) كما يعرفون أبنائهم
روى أحمد بن حنبل بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه واله ) أنه قال:
كنت أنا و علي نورا بين يدي الرحمن قبل أن يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام
وقال الحمويني في فرائد السمطين (1)
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
خلقت انا وعلي بن أبي طالب من نور عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل ان يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر الف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين بجعل النصف في صلب أبي عبد الله وجعل النصف في صلب عمي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف الآخر، واشتق الله تعالى لنا من أسمائه، فالله عز وجل المحمود وانا محمد، والله الاعلى وأخي علي، والله الفاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة فانا رسول الله وعلي سيف الله.
نور محمد ينتقل مِن صُلبٍ إِلَي صُلبٍ فِي أَصلَابِ الطّاهِرِينَ وَ أَرحَامِ المُطَهّرَاتِ حَتّي انتَهَى إِلَي صُلبِ عَبدِ الله
عَن أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ :
سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ (صلى الله عليه واله) وَ هُوَ يَقُولُ خُلِقتُ أَنَا وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ مِن نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبّحُ اللّهَ يَمنَةَ العَرشِ قَبلَ أَن خَلَقَ آدَمَ بأِلَفيَ عَامٍ فَلَمّا أَن خَلَقَ اللّهُ آدَمَ (عليه السلام )جَعَلَ ذَلِكَ النّورَ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد سَكَنَ الجَنّةَ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد هَمّ بِالخَطِيئَةِ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد رَكِبَ نُوحٌ (عليه السلام) السّفِينَةَ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ وَ لَقَد قُذِفَ اِبرَاهِيمُ (عليه السلام ) فِي النّارِ وَ نَحنُ فِي صُلبِهِ فَلَم يَزَل يَنقُلُنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن أَصلَابٍ طَاهِرَةٍ إِلَي أَرحَامٍ طَاهِرَةٍ حَتّي انتَهَي بِنَا إِلَي عَبدِ المُطّلِبِ فَقَسَمَنَا بِنِصفَينِ فجَعَلَنَيِ فِي صُلبِ عَبدِ اللّهِ وَ جَعَلَ عَلِيّاً فِي صُلبِ أَبِي طَالِبٍ وَ جَعَلَ فِيّ النّبُوّةَ وَ البَرَكَةَ وَ جَعَلَ فِي عَلِيّ الفَصَاحَةَ وَ الفُرُوسِيّةَ وَ شَقّ لَنَا اسمَينِ مِن أَسمَائِهِ فَذُو العَرشِ مَحمُودٌ وَ أَنَا مُحَمّدٌ وَ اللّهُ الأَعلَي وَ هَذَا عَلِيّ (2)
عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ (عليه السلام )عَن قَولِهِ عَزّ وَ جَل:
(وَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ)
قَالَ يَرَي تَقَلّبَهُ فِي أَصلَابِ النّبِيّينَ مِن نبَيِّ إِلَي نبَيِّ حَتّي أَخرَجَهُ مِن صُلبِ أَبِيهِ مِن نِكَاحٍ غَيرِ سِفَاحٍ مِن لَدُن آدَمَ (عليه السلام )
إن الله أخذ ميثاق نبيه (صلى الله عليه و آله) على الأنبياء أن يؤمنوا به و ينصروه و يخبروا أممهم بخبره
قال تعالى:
(وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ ) (ال عمران 81 )
ومعنى ذلك إن الله أخذ ميثاق نبيه (صلى الله عليه و آله) على الأنبياء أن يؤمنوا به و ينصروه و يخبروا أممهم بخبره واتباعه عند ظهوره
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ )
ذكرالقرآن الكريم ان أهل الكتاب يعرفون محمدا (صلى الله عليه واله) في كتبهم السابقة، باسمه وصفته وهيئته كما يعرفون أبناءهم
قال تعالى:
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )( البقره 146)
كما يجدون إسمه مذكورا في كتبهم قال تعالى:
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)(ال عمران 157)
وقد بين الحق سبحانه وتعالى أن أهل الكتاب يعلمون حق اليقين نبوة محمد (صلى الله عليه واله) وصدق دعوته قال تعالى:
(وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )(البقره 146)
وأعلن عيسى بن مريم (عليه السلام ) إسم محمد
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بني إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ)(الصف6)
وقد أخبر القرآن الكريم أن هناك من آمن به من أهل الكتاب فقال:
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (القصص 52-53) 53
وقال ابن إسحاق :
حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:
أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله( صلى الله عليه واله) قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه ، فقال معاذ بن جبل، وبشر بن البراء بن معرور، وداود بن سلمة:
يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد (صلى الله عليه واله) ونحن أهل شرك، وتخبرونا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته ، فقال سلام بن مشكم، أخو بني النضير: ما جاءنا شيء نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم )
فأنزل الله تعالى:( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) ( البقره 89 )
نبّوة محمد (صلى الله عليه واله ) في الكتب السماوية
1- سفر التثنية
جاء في سفر التثنية في الإصحاح الثالث والثلاثين:
(جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سَعير، وتلأْلأ من جبال فَارَان، وأتى من ربْوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم )
قال د. فاضل السامرائي :
( وهذا النص ينطبق تماما على سيدنا محمد، فقد ذكرت هذه البشارة مواطن الرسالات الثلاث، فقد ذكرت (سيناء): وهو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى، و(ساعير ) في أرض الخليل، وهو موطن عيسى، و(فاران) وهي مكة كما هو معلوم من كتب اللغة، وكتب أهل الكتاب ) (3)
فذكر النص أن الرب سبحانه وتعالى استعلن من جبل فاران أي من جبل مكة، وهذا ما حصل فقد نزل الوحي على سيدنا محمد في أعلى جبال فاران، وهو جبل حرا فيه غار، وفاران باتفاق أهل العلم هي مكة
2- سفر أشعيا
وجاء في سفر (أشعيا) في الإصحاح الحادي والعشرين :
( 13 وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين 14 هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء، وافوا الهارب بخبزه 15 فإنهم من إمام السيوف قد هربوا، ومن أمام السيف المسلول، ومن أمام القوس المشدودة، ومن أمام شدة الحرب 16 فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قَيْدَار وبقية عدد قسي إبطال بني قيدار؛ لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم)
هذا النص فيه دلالة صريحة على نبوة محمد (صلى الله عليه واله) فقد نزل الوحي على محمد في الوعر في بلاد العرب في غار حراء وهو جبل وعر ولم ينزل في السهل (4)
وقوله :
(فإنهم من أمام السيوف قد هربوا، من أمام السيف المسلول، ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب)
ينطبق على محمد الله عليه وسلم فقد اجتمع عليه رجال من قريش لقتله (صلى الله عليه واله) فأنجاه الله منهم، وقد حاربته قريش حربا شديدة لا هوادة فيها مدة ثلاثة عشر عاما
ثم أشار هذا النص إلى وقعة بدر التي وقعت بعد سنة واحدة من الهجرة وذكر انتصار الرسول (صلى الله عليه واله ) فيها قال النص: « فإنه هكذا قال لي السيد مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل (5)
وهذا الذي حصل فإنه بعد سنة كسنة الأجير انتصر (صلى الله عليه واله ) وجبابرة قيدار قد هلكو
وبنو قيدار هم العرب ـ كما هو معلوم ـ فإن قيدار هو ابن إسماعيل
3- إنجيل يوحنا
جاء في إنجيل يوحنا في الإصحاح الرابع عشر 26 قول عيسى عليه السلام:
(والفَارْقلِيط روح القدس الذي يرسله الأب باسمي هو يعلمكم كل شيء ويذكركم كل ما قلته لكم )
وجاء في الأجوبة الفاخرة :
(والفارقليط عند النصارى الحماد، وقيل الحامد، وجمهورهم أنه المخلص، ونبينا (صلى الله عليه واله) مخلص الناس من الكفر ) (6)
والوصف بالحمد ينطبق تماما على سيدنا محمد (صلى الله عليه واله )، فمن أسمائه : محمد، وأحمد، كما جاء في الحديث قال النبي لي خمسة أسماء
(أنا محمَّدٌ، وأحمدُ، وأنا المَاحِي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحَاشِر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العَاقِب )
أي الذي يمحو الكفر ويعفي آثاره. (7)
4 - أنجيل برنابا
جاء في الإصحاح 39 :14 من هذا الإنجيل :
(فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها: لا إله إلا الله محمد رسول الله )
وجاء في الإصحاح الحادي والأربعين 29 :
(فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس 30: فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب: لا إله إلا الله محمد رسول الله )
وفي الإصحاح الرابع والخمسين يتكلم على يوم الحشر إلى أن يقول :
( ثم يجيئ الله بعد ذلك سائر الأصفياء الذين يصرخون: اذكرنا يا محمد )
وفي 97: 14: ( أجاب يسوع أن اسم مسيا عجيب) إلى أن يقول: ( قال الله: اصبر يا محمد…17 أن اسمه المبارك محمد
وفي 17 :112: (ولكني متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة
وفي 163: (أجاب التلاميذ: يا معلم من عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه الذي سيأتي إلى العالم؟: أجاب يسوع بابتهاج قلب: إنه محمد رسول الله )
اليهود يتوسلون الله بالنبي محمد (ص) قبل نبوته
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله تعالى أخبر رسوله بما كان من إيمان اليهود بمحمد (صلى الله عليه وعلى اله) قبل ظهوره، ومن استفتاحهم على أعدائهم بذكره،
قال (عليه السلام): ” و كان الله عز و جل أمر اليهود في أيام موسى (عليه السلام) و بعده إذا دهمهم أمر، أو دهتهم داهية أن يدعوا الله عز و جل بمحمد و آله الطيبين، و أن يستنصروا بهم، و كانوا يفعلون ذلك حتى كانت اليهود من أهل المدينة قبل ظهور محمد (صلى الله عليه وعلى اله) بسنين كثيرة يفعلون ذلك، فيكفيهم الله البلاء و الدهماء و الداهية
ثلثمائه يهودي ينتصرون على ثلاثه الاف بمحمد وال محمد(صلى الله عليه و اله)
وفي تفسير الامام العسكري (ص 393 )يقول:
و كانت اليهود قبل ظهور محمد( صلى الله عليه وعلى اله) بعشر سنين تعادي أسد و غطفان- قوم من المشركين- و يقصدون أذاهم، فكانوا يستدفعون شرورهم و بلاءهم بسؤالهم ربهم بمحمد و آله الطيبين، حتى قصدهم في بعض الأوقات أسد و غطفان في ثلاثة آلاف فارس إلى بعض قرى اليهود حوالي المدينة، فتلقاهم اليهود و هم ثلاثمائة فارس، و دعوا الله بمحمد و آله فهزموهم
فقالت أسد و غطفان بعضهما لبعضهم: تعالوا نستعين عليهم بسائر القبائل فاستعانوا عليهم بالقبائل و أكثروا حتى اجتمعوا قدر ثلاثين ألفا، و قصدوا هؤلاء الثلاثمائة في قريتهم، فألجئوهم إلى بيوتها، و قطعوا عنها المياه الجارية التي كانت تدخل إلى قراهم، و منعوا عنهم الطعام، و استأمن اليهود فلم يأمنوهم، و قالوا: لا، إلا أن نقتلكم و نسبيكم و ننهبكم
فقالت اليهود بعضها لبعض: كيف نصنع؟
فقال لهم ذوو الرأي منهم: أما أمر موسى أسلافكم و من بعدهم بالاستنصار بمحمد و آله الطيبين؟
أما أمركم بالابتهال إلى الله عز و جل عند الشدائد بهم ؟ قالوا: بلى
قالوا: فافعلوا
فقالوا: اللهم بجاه محمد و آله الطيبين لما سقيتنا، فقد قطع الظلمة عنا المياه حتى ضعف شباننا، و تماوت ولداننا، و أشرفنا على الهلكة فبعث الله تعالى لهم وابلا ، ملأ حياضهم و آبارهم و أنهارهم وأوعيتهم و ظروفهم،
فقالوا: هذه إحدى الحسنيين ثم أشرفوا من سطوحهم على العساكر المحيطة بهم، فإذا المطر قد آذاهم غاية الأذى، و أفسد أمتعتهم و أسلحتهم و أموالهم، فانصرف عنهم لذلك بعضهم، لأن ذلك المطر أتاهم في غير أوانه، في حمارة القيظ، حين لا يكون مطر
فقال الباقون من العساكر: هبكم سقيتم، فمن أين تأكلون؟ و لئن انصرف عنكم هؤلاء، فلسنا ننصرف حتى نقهركم على أنفسكم و عيالاتكم، و أهاليكم و أموالكم، و نشفي غيظنا منكم
فقالت اليهود: إن الذي سقانا بدعائنا بمحمد و آله قادر على أن يطعمنا، و إن الذي صرف عنا من صرفه، قادر على أن يصرف عنا الباقين
ثم دعوا الله بمحمد و آله أن يطعمهم، فجاءت قافلة عظيمة من قوافل الطعام قدر ألفي جمل و بغل و حمار محمله حنطة و دقيقا، و هم لا يشعرون بالعساكر، فانتهوا إليهم و هم نيام، و لم يشعروا بهم، لأن الله تعالى ثقل نومهم حتى دخلوا القرية، و لم يمنعوهم، و طرحوا أمتعتهم و باعوها منهم فانصرفوا و بعدوا، و تركوا العساكر نائمة ، فلما بعدوا انتبهوا، و نابذوا اليهود الحرب، و جعل يقول بعضهم لبعض: إن هؤلاء اشتد بهم الجوع و سيذلون لنا
قال لهم اليهود: هيهات، بل قد أطعمنا ربنا و كنتم نياما، جاءنا من الطعام كذا و كذا، و لو أردنا قتالكم في حال نومكم لتهيأ لنا، و لكنا كرهنا البغي عليكم، فانصرفوا عنا، و إلا دعونا عليكم بمحمد و آله، و استنصرنا بهم أن يخزيكم
فأبوا إلا طغيانا، فدعوا الله تعالى بمحمد و آله و استنصروا بهم، ثم برز الثلاثمائة إلى ثلاثين ألفا، فقتلوا منهم و أسروا واستوثقوا منهم بأسرائهم، فكان لا ينالهم مكروه من جهتهم، لخوفهم على من لهم في أيدي اليهود
المصادر:
1- الحمويني في فرائد السمطين ط النجف ص ٢٩ وفي ط بيروت ج ١ ص ٤١، باسناده
( كما أورد الذهبي في ميزان الاعتدال ج ١ ص ٧٠٥. والگنجي الشافعي في كفاية الطالب ط النجف ص 314 و 315. والرياض النضرة ج 2 ص 164، والقندوزي في ينابيع المودة، ص 10)
2 - (معاني الاخبار)
3 - ( نبوة محمد من الشك إلى اليقين(ص: 257)
4 - ( نبوة محمد من الشك إلى اليقين(ص: 261)
5 - ( نبوة محمد من الشك إلى اليقين(ص: 261)
6 - ( الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة: لشهاب الدين أحمد بن إدريس المالكي القرافي(ص: 424)
7 - (غريب الحديث لأبي عبيد 4 /305)
الفصل الثاني
بنو اميه واليهود وقريش والنصارى يحسدون محمدا على النبوه
دعونا نلقي نظره على الحسد وكيف فعل فعله في الامم السابقه والنتائج الكارثيه التي تسبب بها
فما هو الحسد ؟
الحسَد: هو أن يرى الإنسان لأخيه نعمةً، فيتمنى أن تزول عنه وتكون له دونه
اسباب او نتائج الحسد
النقاط التاليه هي أهم اسباب الحسد وقد ينشا الحسد من واحده او اكثر من هذه الاسباب وقد تكون بعض هذه النقاط ناتجه عن الحسد على راي الغزالي في كتاب احياء علوم الدين
أولا - العداوة والبغضاء
وهذه أشد أسباب الحسَد؛ فإن مَن آذاه شخص بسببٍ من الأسباب، وخالفه في أمرٍ ما بوجهٍ من الوجوه، أبغَضه قلبُه، وغضب عليه، ورسخ في نفسه الحقدُ، والحقد يقتضي منه التشفِّيَ والانتقام
وقد تكون العداوه والبغضاء من نتائج الحسد الذي حدث بفعل سبب اخر كالكبر والعصبيه العنصريه كما حدث لابليس حين تكبر وظن أن أصله من النار والنارأفضل من الطين فتكبر وحسد ادم وعصى الله ونصب العداوه والبغضاء لادم وبنيه الى يومنا هذا
(قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ) [الإسراء: 63]
(قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)(الحجر 39)
وقد تكون العداوه ناتج عن حسد حدث بسبب حب الرئاسه مثلا او خبث النفس وسوء الاصل والمنبت مثلما حصل لبني أميه مع بني هاشم حيث ناصب بنو اميه بني هاشم العداوه الى يومنا هذا وسالت بسبب ذلك الحسد الدماء الغزيره
ثانيا – التعزُّز والترفُّع
وهو أن يثقُلَ على الشخص أن يتقدم عليه غيرُه، فإذا أصاب أحدُ زملائه أو أقرانه مالًا أو منصبًا أو علمًا أو كرامه من الله حسده وتمنى زوال ذلك منه وهو ماتصفه الايه الكريمه
وقال سبحانه:
﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 54]
عن أبي جعفر (عليه السلام)، في تفسير قوله تبارك و تعالى:
{ أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ آتَٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ }: فنحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون الخلق جميعا
ثالثا – التكبُّر
ظن ابليس ان النار افضل من الطين وانه افضل من ادم فاصله من نار وأصل أدم من طين لذلك أحس التكبر في نفسه فحسد ادم وعصى امر الله سبحانه وتعالى
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) الاسراء 61
رابعا – التعجب والعجب
ان بعض الناس يرى غيرَه في نعمة، فيندهش ويتعجب كيف حصل عليها هذا الشخص، وهو مثله، أو انه أحق بها منه؟ فعند ذلك يقع في الحسَد؛ لتزول هذه النعمة عن الغير
قال تعالى:
(إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿ ١٤ ﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿ ١٥ ﴾ [يس: 15]،
: وقال تعالى
﴿ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 47]
في هذه الآيات المباركة تعجَّبَ المشركون أن يفوز بشرٌ مثلُهم برتبة الرسالة فحسَدوهم، وتمنَّوْا زوالَ النبوة والرساله عنهم
خامسا – الخوف من فَوْتِ المقاصد
هذا مِن أكثر أسباب الحسَد وقوعًا، وأوسعها انتشارًا، وهذا يقع بين أصحاب المهنة الواحدة؛ فالطبيب يزاحم طبيبًا غيره؛ حتى يحصل على شهرة أكبر مِن صاحبه، وهكذا بين العلماء والفلاحين والمدرسين والمهندسين وغيرهم، وكذلك الإخوة يتحاسدون من أجل نيل المنزلة العالية في قلوب الأبوَينِ،
وحسد اخوه يوسف اخاهم لما رأوا ان اباهم يهتم به اكثر منهم لموت امه
: قال تعالى
(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ﴿ يوسف ٥ ﴾
سادسا – حب الرياسة وطلب الجاه مِن أسباب الحسَد
وهذا الذي منَع كثيرًا من صناديد قريش أن يؤمنوا برسالة النبي صلى الله عليه واله وسلم؛
: قال تعالى
﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ [الزخرف: 31]،
حسدت قريش النبي (ص) على نبوته وتمنت النبوه لعروه بن مسعود الثقفي بدلا عن محمد (ص) والقريتين المقصودتين هما مكه والطائف
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في تفسير الايه السابقه قال: " أنه عروة بن مسعود الثقفي،
ولقد امتنع كثير من اليهود عن الإيمان بالنبي (ص) خشيةَ أن يفقدوا رياستهم، وكذلك هرقل ملك الروم، الذي أيقن نبوة الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ولكنه لم يؤمن به خشيةَ أن يفقد رياسته على الروم
سابعا – خُبْث النفس وسوء المنبت
كان تبني العبيد في الجاهليه شائعا وبالتبني تساوي الجاهليه بين العبد وبين الولد الشرعي ذو الشرف الرفيع والمكانه العاليه
وبذلك يطمح العبد ان يساويه بالرفعه والسمو ولكنه يعجز لفساد في طبعه سيما اذا كان من ابناء الزنا وذوات الرايات والعهر وهذه مهن تخلق الشر في النفوس وتبعث على الحسد وهذا ماحدث مع اميه العبد الذي تبناه عبد شمس ومع بني اميه عموما ذو المنبت السئ وابناء الزنا وذوات الرايات
كل هؤلاء يملكون نفوسا تميل بطبعها الى الحسد والخسه تحسد كل شريف ساد باخلاقه واصله او تكريم الله له وقد أضمر أميه وبنو أميه حسدا وحقدا رهيبا على بني هاشم
ابليس اول الحاسدين
عبد ابليس ربه اكثر من سبعه الاف سنه حتى ظن الملائكه انه منهم وحين خلق الله أدم أمر ابليس بالسجود له
: قال تعالى
(ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) الاعراف
تحركت العصبيه العنصريه والكبر في نفس ابليس فقادته الى الحسد فقال أنا خير من أدم خلقتني من نار وخلقته من طين
وقال تعالى :
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿ ٣٤ ﴾ البقره
(وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴿ ١١ ﴾ الاعراف
والحسد قاد ابليس الى عصيان امر الله والى أن يضمر العداء لادم وذريته الى يوم القيامه
قال تعالى:
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿ ١٦ ﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿ ١٧ ﴾ (الاعراف)
وقال :
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(الاسراء 62)
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
(إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ أَقْبَلَ إِبْلِيسُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ حَسَداً لِمَا يَرَى مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ الَّتِي تَغْشَاهُ )
قابيل يحسد اخاه فيقتله
: قال تعالى
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿ ٢٧ ﴾ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿ ٢٨ ﴾ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿ ٢٩ ﴾ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿ ٣٠ ﴾المائده
ويقول السيد هاشم الحسيني البحراني في البرهان في تفسير القرآن
عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)
جعلت فداك، فيم قتل قابيل هابيل؟
فقال: في الوصية
ثم قال لي: يا سليمان، إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية و اسم الله الأعظم إلى هابيل، و كان قابيل أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل فغضب، فقال: أنا أولى بالكرامة و الوصية
فأمرهما أن يقربا قربانا بوحي من الله إليه، ففعلا، فقبل الله قربان هابيل، فحسده قابيل، فقتله
اخوه يوسف يحسدون اخيهم فيرمونه في الجب
قال تعالى :
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴿ 4 ) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿ يوسف 5)
وحدث ماتوقعه يعقوب (ع) فكاد اخوه يوسف له وحاولوا قتله
(إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿ ٨ ﴾ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴿ ٩ ﴾ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿ ١٠ ﴾
استعر الحسد في قلب اخوه يوسف من حب ابيهم له فكادوا له ورموه في الجب ليموت هناك
اليهود والنصارى يحسدون رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم
قال تعالى
(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿ ٥٦ ﴾غافر
يقول الزمخشري في الكشاف
{ إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ } إلا تكبر وتعظم، وهو إرادة التقدّم والرياسة، وأن لا يكون أحد فوقهم، ولذلك عادوك ودفعوا آياتك خيفة أن تتقدّمهم ويكونوا تحت يدك وأمرك ونهيك، لأن النبوة تحتها كل ملك ورياسة. أو إرادة أن تكون لهم النبوّة دونك حسداً وبغياً
قال تعالى : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿ ١٠٥ ﴾البقره
قال البيضاوي في انوار التنزيل
وفسر الخير بالوحي. والمعنى أنهم يحسدونكم به وما يحبون أن ينزل عليكم شيء منه { وَٱللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء }
وقال علي بن ابي طالب (عليه السلام) ان المقصود بالرحمه هنا هي نبوه محمد (صلى الله عليه وعلى اله وسلم)
وقال الله تعالى:
﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109]
قال الإمام الحسن بن علي العسكري أبو القائم (عليهما السلام)، في قوله تعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً }. " بما يوردونه عليكم من الشبهة { حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ } لكم، بأن أكرمكم الله بمحمد و علي و آلهما الطيبين { مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ } المعجزات الدالات على صدق محمد (صلى الله عليه و آله وسلم)، و فضل علي (عليه السلام) و آلهما
وقال سبحانه :
﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 54]
عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
{ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَٰهِيمَ ٱلْكِتَاٰبَ } فهو النبوة { وَٱلْحِكْمَةَ } فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة، و أما الملك العظيم، فهو الأئمة الهداة من الصفوة
والمقصود ان الله انعم على محمد (صلى الله وسلم عليه وعلى اله) بالنبوه وعلى علي (عليه السلام) بالامامه وعلى الائمه الهداه من بعده بالملك العظيم اي الطاعه المفروضه
اليهود والنصارى يعرفون محمدا صلى الله عليه واله تمام المعرفه وتنكروا لهم حسدا
اليهود والنصاري يعرفون محمدا صلى الله عليه واله وسلم باسمه ويتوسلون به قبل نبوته تمنيا أن يكون منهم ولما بعث الله محمد من بني هاشم حسدوه وانكروه
يقول الله عز و جل: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } يعرفون محمدا في التوراة و الإنجيل، كما يعرفون أبناءهم في منازلهم { وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * }
اولا : تدل الايه على أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى يعرفون محمداً صلى الله عليه واله وسلم كما يعرفون أبناءهم
وهذه المعرفة لم تكن بسيطة ، بل كانت في أعلى مستويات المعرفة ، بدلالة الآية الكريمة
ثانيا : تصريح بعض أهل الكتاب باسمه فيما كانوا يبشرون به من خروج نبي آخر الزمان ، فقد كان بعض العرب قد سمى ابنه محمدا طمعا في أن يكون النبي المنتظر لما سمعوه من التبشير بخروجه
كما ان بعض اليهود سموا ابنائهم محمدا متمنين ان تكون النبوه فيه ومن هؤلاء محمد بن مسلمه
فأهل الكتاب يجدون ذكر نبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم في كتبهم التوراة والإنجيل
قال تعالى :
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }[ سورة الصف الآية :6]
وقال تعالى:
وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ(89)البقره
قال الإمام العسكري (ع):
” ذم الله اليهود، فقال: { وَلَمَّا جَآءَهُمْ } يعني هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم، و إخوانهم من اليهود، جاءهم { كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } القرآن { مُصَدِّقٌ } ذلك الكتاب لِما مَعَهُمْ من التوراة التي بين فيها أن محمدا الأمي من ولد إسماعيل، المؤيد بخير خلق الله بعده: علي ولي الله { وَكَانُواْ } يعني هؤلاء اليهود { مِن قَبْلُ } ظهور محمد (صلى الله عليه و آله) بالرسالة { يَسْتَفْتِحُونَ } يسألون الله الفتح و الظفر { عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أعدائهم و المناوئين لهم، و كان الله يفتح لهم و ينصرهم
قال الله عز و جل: { فَلَمَّا جَآءَهُمْ } جاء هؤلاء اليهود ما { عَرَفُواْ } من نعت محمد (صلى الله عليه و آله) و صفته { كَفَرُواْ بِهِ } جحدوا نبوته حسدا له، و بغيا عليه، قال الله عز و جل: { فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }
قريش وبنو اميه يحسدون بني هاشم على النبوه والامامه
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دَعَانِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الْأَقْرَبِينَ، فَضِقْتُ ذَرْعًا وَعَلِمْتُ أَنِّي مَتَى أُبَادِرُهُمْ بِهَذَا الْأَمْرِ أَرَ مِنْهُمْ مَا أَكْرَهُ، فَصَمَتُّ عَلَيْهِ حَتَّى جَاءَنِي جِبْرَائِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِلَّا تَفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ بِهِ يُعَذِّبْكَ رَبُّكَ. فَاصْنَعْ لَنَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِ رِجْلَ شَاةٍ، وَامْلَأْ لَنَا عُسًّا مِنْ لَبَنٍ، وَاجْمَعْ لِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أُكَلِّمَهُمْ وَأُبَلِّغَهُمْ مَا أُمِرْتُ بِهِ. فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ
فَأَكَلُوا، وَسَقَيْتُهُمْ ذَلِكَ الْعُسَّ، فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا جَمِيعًا وَشَبِعُوا، ثُمَّ تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فَقَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ شَابًّا فِي الْعَرَبِ جَاءَ قَوْمَهُ بِأَفْضَلَ مِمَّا قَدْ جِئْتُكُمْ بِهِ، قَدْ جِئْتُكُمْ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَدْ أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى أَنْ أَدْعُوَكُمْ إِلَيْهِ، فَأَيُّكُمْ يُؤَازِرُنِي عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَوَصِيَّتِي وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ؟ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ عَنْهَا جَمِيعًا، وَقُلْتُ - وَإِنِّي لَأَحْدَثُهُمْ سِنًّا، وَأَرْمَصُهُمْ عَيْنًا، وَأَعْظَمُهُمْ بَطْنًا وَأَحْمَشُهُمْ سَاقًا: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَكُونُ وَزِيرَكَ عَلَيْهِ. فَأَخَذَ بِرَقَبَتِي ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا أَخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا. قَالَ فَقَامَ الْقَوْمُ يَضْحَكُونَ فَيَقُولُونَ لِأَبِي طَالِبٍ: قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَسْمَعَ لِابْنِكَ وَتُطِيعَ (1)
سمعت قريش بنبا حديث الدار ووعته جيدا فالنبوه ستكون في بني هاشم والامامه و الخلافه من بعده لعلي اي لبني هاشم ايضا وانهم لانصيب لهم بذلك فاستعرت نار الحسد والحقد في قلوبهم
يقول احمد حسن يعقوب في كتابه المواجهه مع رسول الله
وهكذا برأى البطون (يعني بطون قريش) ينال الهاشميون شرف النبوه وشرف الملك معا، وتحرم من هذين الشرفين كافه بطون قريش، وفى ذلك اجحاف بحق البطون على حد تعبير عمر بن الخطاب
اعترضت قريش على رب العالمين كما اعترض ابليس على ربه
يورد لنا ابن الاثير في الكامل في التاريخ 3/24 محاوره ابن عباس مع عمر بن الخطاب في فتره خلافته وقد كشف عمرعن مكنونات قلبه وعن نوايا قريش حينها
قال عمر لابن عباس أثناء خلافته : يا ابن عباس أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ؟
قال ابن عباس : فكرهت أن أجيبه ، فقلت
إن لم أكن أدري فإن أمير المؤمنين يدري فقال عمر
كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة و الخلافة ، فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا فاختارت قريش لأنفسها فأصابت و وفقت
قال : فقلت : يا أمير المؤمنين إن تأذن لي في الكلام و تحط عني الغضب تكلمت ، قال : تكلم
قال ابن عباس فقلت : أما قولك يا أمير المؤمنين : اختارت لأنفسها فأصابت ووفقت فلو أن قريشا اختارت لأنفسها من حيث اختار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود و لا محسود
و أما قولك : إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة و الخلافة فإن الله عز و جل وصف قوما بالكراهية فقال : ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم
فقال عمر : هيهات يا ابن العباس قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن أقرك عليها فتزيل منزلتك مني فقلت : يا أمير المؤمنين فإن كان حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك ، و إن كان باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه
فقال عمر
بلغني أنك تقول صرفوها عنا حسدا و بغيا و ظلما
قال ابن عباس : فقلت : أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل و الحليم ، و أما قولك حسدا فإن آدم حُسد و نحن ولده المحسودون
فقال عمر : هيهات هيهات ، أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول
قال : فقلت يا أمير المؤمنين مهلا لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا
ان بقاء الدين الجديد الذي اتى به محمد (صلى الله عليه واله )سيخلد ذكر محمد وال محمد من بني هاشم وعدم محو ذكرهم فهذا محمد يرفع اسمه في الاذان خمس مرات وهؤلاء اهل البيت لا تتم الصلاه الا بهم ولذلك وللقضاء على بني هاشم يجب القضاء على محمد وال محمد ودينهم دين محمد ( صلى الله عليه واله وسلم)
حسد معاويه وحقده على لمحمد صلى الله عليه واله
قال في شرح النهج: 5 / 129: (وقد طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية، ولم يقتصروا على تفسيقه، وقالوا عنه إنه كان ملحدا لا يعتقد النبوة، ونقلوا عنه في فلتات كلامه، وسقطات ألفاظه، ما يدل على ذلك
روى الزبير بن بكار في الموفقيات، وهو غير متهم على معاوية، ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي عليه السلام والانحراف عنه قال المطرف بن المغيرة بن شعبة: دخلت مع أبي على معاوية فكان أبى يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتما فانتظرته ساعة وظننت أنه لأمر حدث فينا، فقلت: ما لي أراك مغتما منذ الليلة؟ فقال: يا بني، جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم! قلت: وما ذاك؟! قال: قلت له وقد خلوت به: إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا، فإنك قد كبرت. ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم، فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه، وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه. فقال: هيهات هيهات! أي ذكر أرجو بقاءه؟! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: أبو بكر! ثم ملك أخو عدي، فاجتهد وشمر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر. وإن ابن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات: أشهد أن محمدا رسول الله! فأي عمل لي يبقى، وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك! لا والله إلا دفنا دفنا
حسد ابو سفيان لمحمد صلى الله عليه واله
قال ابن عباس كنا في محفل فيه ابو سفيان فقال أبو سفيان وقد كف بصره وفينا علي (عليه السلام) فأذن المؤذن، فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال أبو سفيان: ههنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم: لا، فقال: لله در أخي بني هاشم، انظروا أين وضع اسمه؟ فقال علي (عليه السلام): أسخن الله عينك يا با سفيان، الله فعل ذلك بقوله عز من قائل: ورفعنا لك ذكرك
( ومعنى اسخن الله عينيك بمعنى ابكاك)
قريش تقول ..الموت ولا الاقرار بولايه علي عليه السلام
وفي تفسير فرات الكوفي ص 505
عن الحسين بن محمدالخارفي قال : سالت سـفـيان بن عيينة عن سال سائل , فيمن نزلت : قال يا ابن اخي سالتني عن شي ما سالني عنه احد قـبـلك , لقد سالت جعفر بن محمد (ع ) عن مثل الذي سالتني عنه , فقال : اخبرني ابي عن جدي عن ابـيـه عـن ابن عباس (رض ) قال :لما كان يوم غدير خم , قام رسول اللّه (ص ) خطيبا فاوجز في خـطـبته , ثم دعا علي بن ابي طالب (ع ) فاخذ بضبعه ثم رفع بيده حتى رئي بياض ابطيهما وقال : الم ابلغكم الرسالة ؟ الم انصح لكم ؟ قالوا : اللهم نعم , فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , وعـاد مـن عـاداه , وانصر من نصره واخذل من خذله ففشت في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري , فرحل راحلته ثم استوى عليها ورسول اللّه (صلى الله عليه واله ) اذ ذاك بمكة ـ حتى انتهى الى الابطح , فاناخ ناقته ثم عقلها ثم جاء الى النبي (صلى الله عليه واله ) فسلم فرد عليه النبي (صلى الله عليه واله ) فقال
يا محمد انك دعوتنا ان نقول لا اله الا اللّه فقلنا, ثم قلت صلوا فصلينا , ثم قلت صوموا فصمنا فاظمانا نهارنا واتعبنا ابداننا , ثم قلت حجوا فحججنا , ثم قلت اذا رزق احدكم ماتي درهم فليتصدق بخمسة كل سنة , ففعلنا
ثـم انك اقمت ابن عمك فجعلته علما وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عـاداه وانصر من نصره واخذل من خذله , افعنك ام عن اللّه ؟ قال : فنهض , وانه لمغضب وانه ليقول : اللهم ان كان ما قال محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء , تكون نقمة في اولنا وآية في آخرنا, وان كان ما قال محمد كذبا فانزل به نقمتك
ثـم اثـار نـاقته فحل عقالها ثم استوى عليها , فلما خرج من الابطح رماه اللّه تعالى بحجر من السماء فـسقط على راسه وخرج من دبره , وسقط ميتا فانزل اللّه فيه : (سال سائل بعذاب واقع , للكافرين ليس له دافع , من اللّه ذي المعارج )
جمع الحسد بين قلوب الحاسدين الثلاثه قريش واليهود وبني اميه وشكلوا حلفا لمحاربه محمد وبني هاشم والقضاء عليه وعلى الدين الجديد وعلى بني هاشم
الفصل الثالث
اميه يحسد هاشم بن عبد مناف
انتقل نور رسول الله صلى الله عليه واله بالاصلاب والارحام من نبي الى نبي حتى وصل الى هاشم
وكان اسمه عمروا العلى وكان نور محمد في وجهه وكان اذا اقبل تضئ منه الكعبه وتكتسي من نوره نورا شعشانيا ويرتفع من نور وجهه نور الى السماء (1)
ودانت العرب لهاشم
فَتَعَجَّبَ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ وَ سَارَتْ إِلَيْهِ الرُّكْبَانِ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ مَكَانَ وَ كَانَ هَاشِمٍ لَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَ لَا مَدَرٌ إِلَّا وَ يُنَادُونَهُ أَبْشِرْ يَا هَاشِمٍ فَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ وَ أَشْرَفَ الْعَالَمِينَ
وَ كَانَ كُلِّ يَوْمَ يَمْضِي إِلَى الْكَعْبَةِ وَ يَطُوفُ بِهَا سَبْعاً وَ يَتَعَلَّقُ بأستارها وَ كَانَ هَاشِمٍ إِذَا قَصْدُهُ قَاصِدٍ أَكْرَمَهُ وَ كَانَ يُكْسِي الْكَعْبَةِ وَ يُكْسِي الْعُرْيَانِ وَ يُطْعِمُ الْجَوْعَانَ وَ يُفَرِّجُ عَنْ الْمُعْسِرِ وَ يُوفِي عَنْ الْمَدْيُونِ وَ مَنْ أُصِيبَ بِدَمِهِ يَرْفَعُهُ عَنْهُ وَ كَانَ بَابَهُ لَا يَنْغَلِقَ عَنْ صادر وَ لَا وَارِدٌ وَ إِذَا أَوْلَمَ وَلِيمَةٍ أَوْ أَطْعَمَ طَعَاماً وَ فَضْلِ مِنْهُ شَيْئاً أَمَرَ أَنْ يُرْمَى إِلَى الْوَحْشِ وَ الطَّيْرِ حَتَّى تُحَدِّثُوا بجوده فِي الْآفَاقِ وَ سيدوه أَهْلِ مَكَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ وَ شرفوه وَ عَظِّمُوهُ وَ سَلَّمُوا إِلَيْهِ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ وَ السِّقَايَةَ وَ الْحِجَابَةِ وَ الرفادة وَ أُمُورِ النَّاسِ وَ لِوَاءَ نِزَارٍ وَ قَوْسٍ إِسْمَاعِيلَ وَ قَمِيصٌ إِبْرَاهِيمَ وَ نَعْلٌ شَيْثٍ وَ خَاتَمِ نُوحٍ فَلَمَّا احْتَوَى عَلَى ذَلِكَ كُلُّهُ ظَهَرَ فَخِرْهُ وَ مَجِّدْهُ
ودانت ملوك الارض لهاشم
ولما حضرت عبد مناف الوفاة أخذ العهد على هاشم أن يودع نور رسول الله (صلى الله عليه واله ) في الأرحام الزكية من النساء فقبل هاشم العهد و ألزمه نفسه و جعلت الملوك تتطاول إلى هاشم ليتزوج منهم و يبذلون إليه الأموال الجزيلة و هو يأبى عليهم
هاشم يرعى الحجيج ويطعمهم ويسقيهم
و كان يقوم بالحاج و يرعاهم و يتولى أمورهم و يكرمهم و لا ينصرفون إلا شاكرين
و كان هاشم إذا أهل هلال ذي الحجة يأمر الناس بالاجتماع إلى الكعبة فإذا اجتمعوا قام خطيبا و يقول معاشر الناس إنكم جيران الله و جيران بيته و إنه سيأتيكم في هذا الموسم زوار بيت الله و هم أضياف الله و الأضياف هم أولى بالكرامة و قد خصكم الله تعالى بهم و أكرمكم و إنهم سيأتونكم شعثا غبرا من كل فج عميق و يقصدونكم من كل مكان سحيق فأقروهم و احموهم و أكرموهم يكرمكم الله تعالى و كانت قريش تخرج المال الكثير من أموالهم و كان هاشم ينصب أحواض الأديم و يجعل فيها ماء من ماء زمزم و يملي باقي الحياض من سائر الآبار بحيث تشرب الحاج و كان من عادته أنه يطعمهم قبل التروية بيوم و كان يحمل لهم الطعام إلى منى و عرفة و كان يثرد لهم اللحم و السمن و التمر و يسقيهم اللبن إلى ان تصدر الناس من منى ثم يقطع عنهم الضيافة
هاشم ينقذ قريش من الموت جوعا
أن قريشا كانوا إذا أصابت واحدا منهم مخمصة ، جرى هو وعياله إلى موضع معروف ، فضربوا على أنفسهم خباء فماتوا
و كان هاشم بن عبد مناف سيد زمانه ، وله ابن يقال له أسد ، وكان له ترب من بني مخزوم ، يحبه ويلعب معه . فقال له : نحن غدا نعتفر ( اي يذهبون الى خباء ) ليموتوا به جوعا واحدا بعد واحد . قال : فدخل أسد ابن هاشم على أمه يبكي ، وذكر ما قاله له صاحبه . فأرسلت أم أسد إلى أولئك بشحم ودقيق ، فعاشوا به أياما . ثم إن صاحبه أتاه أيضا فقال : نحن غدا نعتفر ، فدخل أسد على أبيه يبكي ، وخبره خبر تربه ، فاشتد ذلك على هاشم ( عمرو بن عبد مناف) ، فقام خطيبا في قريش وكانوا يطيعون أمره ، فقال : إنكم أحدثتم حدثا تقلون فيه وتكثر العرب ، وتذلون وتعز العرب ، وأنتم أهل حرم الله جل وعز ، وأشرف ولد آدم ، والناس لكم تبع ، ويكاد هذا الاعتفار يأتي عليكم . فقالوا : نحن لك تبع . قال : ابتدئوا بهذا الرجل - يعني أبا ترب أسد - فأغنوه عن الاعتفار ، ففعلوا . ثم إنه نحر البدن ، وذبح الكباش والمعز ، ثم هشم الثريد ، وأطعم الناس ; فسمي هاشما . (2)
كان بعض العرب يعتقد ان هاشم هو النبي الموعود
ذكرأبو نعيم في (الدلائل) حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن زكرياء الغلابي، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي السوية المنقري، حدثنا عباد بن كسيب، عن أبيه، عن أبي عتوارة الخزاعي، عن سعير بن سوادة العامري قال:
كنت عشيقا لعقيلة من عقائل الحي، أركب لها الصعب والذلول، لا أبقي من البلاد مسرحا أرجو ربحا في متجر إلا أتيته، فانصرفت من الشام بحرث وأثاث أريد به كبة الموسم ودهماء العرب، فدخلت مكة بليل مسدف، فأقمت حتى تعرى عني قميص الليل، فرفعت رأسي فإذا قباب مسامته شعف الجبال مضروبة بأنطاع الطائف، وإذا جزر تنحر، وأخرى تساق، وإذا أكلة وحثثة على الطهاة يقولون: ألا عجلوا ألا عجلوا
وإذا رجل يجهر على نشز من الأرض ينادي: يا وفد الله ميلوا إلى الغداء، وأنيسان على مدرجة يقول: يا وفد الله من طعم فليرح إلى العشاء، فجهرني ما رأيت، فأقبلت أريد عميد القوم، فعرف رجل الذي بي فقال أمامك، وإذا شيخ كأن في خديه الأساريع، وكأن الشعرى توقد من جبينه، قد لاث على رأسه عمامة سوداء، قد أبرز من ملائها جمة فينانة كأنها سماسم
قال في بعض الروايات: تحته كرسي سماسم، ومن دونها نمرقة، بيده قضيب متخصر به، حوله مشايخ، جلس نواكس الأذقان ما منهم أحد يفيض بكلمة، وقد كان نمى إلى خبر من أخبار الشام أن النبي الأمي هذا أوان نجومه، فلما رأيته ظننته ذلك
فقلت: السلام عليك يا رسول الله. فقال: مه مه كلا، وكأن قد وليتني إياه
فقلت: من هذا الشيخ؟ فقالوا: هذا أبو نضلة، هذا هاشم بن عبد مناف، فوليت وأنا أقول
هذا والله المجد لا مجد آل جفنة - يعني ملوك عرب الشام من غسان كان يقال لهم آل جفنة - وهذه الوظيفة التي حكاها عن هاشم هي الرفادة: يعني إطعام الحجيج زمن الموسم (3)
هاشم يؤسس معاهدات سلام وأخوه مع شعوب وملوك العالم
اوجد هاشم مكانا لقريش بين الممالك والدول المجاوره و أبرم معاهدات سلام وإخوة مع ملوك الروم والفرس والأحباش وحكام اليمن ، وبذلك يكون قد بذر البذره الاولى للدوله العربيه في الجزيره العربيه وكان يتصرف وكانه رئيس دوله
رتب هاشم حراسة مكة
قالوا إن هاشماً جعل على رؤساء القبائل ضرائب يؤدونها إليه ليحمي بها أهل مكة، فإن ذؤبان العرب وصعاليك الأحياء وأصحاب الغارات وطلاب الطوائل، كانوا لا يؤمنون على الحرم، لا سيما وناس من العرب كانوا لايرون للحرم حرمة، ولا للشهر الحرام قدراً، مثل طيئ وخثعم وقضاعة وبعض بلحارث بن كعب، وكيفما كان الإيلاف فإن هاشماً كان القائم به دون غيره من إخوته) (4)
هاشم يؤسس رحلتي الشتاء والصيف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴿ ١ ﴾ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴿ ٢ ﴾ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ ﴿ ٣ ﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴿ ٤ ﴾
وَ قَدْ وَقَعَ بِمَكَّةَ ضِيقِ وَ جَدْبٍ وَ غَلَاءُ وَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ يزودون بِهِ الْحَاجُّ قَالَ فَبَعَثَ هَاشِمٍ أباعرا فَبَاعَهَا وَ اشْتَرَى بِثَمَنِهَا عَسَلًا وَ زَبِيباً وخبزا وَ سُمِّيَ هَاشِمٍ لِأَنَّهُ هَشَمَ الثَّرِيدِ لِقَوْمِهِ وَ لَمْ يُتْرَكُ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمٍ وَاحِدٍ بَلْ بَذَلَ ذَلِكَ لِلْحَاجِّ فَكَفَى ذَلِكَ الطَّعَامِ جَمِيعاً وَ صَدْرِ النَّاسِ يشكرونه فِي الْآفَاقِ وَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ وَ فِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرِ
يَا أَيُّهَا الرَّجُلِ الْمَجْدِ رحيله **هَلَّا مَرَرْتُ بِدَارٍ عَبْدِ مَنَافٍ
ثَكِلَتْكَ أُمِّكَ لَوْ مَرَرْتُ بِدَارِهِ** لَعَجِبْتَ مِنْ كَرْمٍ وَ مِنْ أَوْصَافِ
عَمْرِو الْعُلَا هَشَمَ الثَّرِيدِ لِقَوْمِهِ** وَ الْقَوْمِ فِيهَا مسنتون عجاف
بَسَطُوا إِلَيْكَ الرَّاحَتَيْنِ كِلَاهُمَا **عِنْدَ الشِّتَاءِ وَ رَحْلَةٍ الإيلاف
يقول الطبري في تفسيره
أن الذي سنّ الإِيلاف هو هاشم ، وهو المروي عن ابن عباس ، وذكر ابن العربي عن الهروي أن أصحاب الإِيلاف هاشم ، وإخوته الثلاثة الآخرون عبدُ شمس ، والمطلب ، ونوفل
وأن كان واحد منهم أخذ حبلاً ، أي عهداً من أحد الملوك الذين يمرون في تجارتهم على بلادهم وهم مَلِك الشام ، وملك الحَبشة ، وملك اليمن ، ومَلِك فارس ،
ثم جمع هاشم كل بني أب على رحلتين : في الشتاء إلى اليمن ، وفي الصيف إلى الشام للتجارات ، فما ربح الغني قسمه بينه وبين الفقير ، حتى صار فقيرهم كغنيهم ; فجاء الإسلام وهم على هذا ، فلم يكن في العرب بنو أب أكثر مالا ولا أعز من قريش ، وهو قول شاعرهم
والخالطون فقيرهم بغنيهم **حتى يصير فقيرهم كالكافي
نار الحسد تشب في قلب اميه
منافره اميه لهاشم
أن هاشما كانت إليه الرفادة مع السقاية وكان رجلا موسرا، وكان إذا حضر موسم الحج قام في قريش فقال: يا معشر قريس، إنكم جيران الله وأهل بيته، وإنكم يأتيكم في هذا الموسم زوار الله يعظمون حرمة بيته وهم ضيف الله وأحق الضيف بالكرامة ضيفه، وقد خصكم الله بذلك فأكرموا ضيفه وزواره وأغنوهم وأعينوهم فكانت قريش ترافد على ذلك كل على قدره، فيضمه هاشم إلى ما أخرج من ماله ويكمل العجز، وكان يخرج مالا كثيرا في كل سنة. وكان يطعم هؤلاء الضيوف ويثرد لهم الخبز واللحم والسمن والسويق والتمر ويحمل لهم الماء حتى يتفرق الناس لبلادهم. وكان هاشم هذا يسمى عمرا وإنما قيل له هاشم لهشمه الثريد بمكة،
وكان أمية بن عبد شمس ذا مال فتكلف أن يفعل كما فعل هاشم من إطعام قريش فعجز عن ذلك فشمت به ناس من قريش وعابوه فغضب ونافر هاشما على خمسين ناقة سود الحدق تنحر بمكة وعلى جلاء عشر سنين وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي جد عمرو بن الحمق الخزاعي فقال الكاهن فيما قال :
والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، من مخبر وغائر، لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر، أول منه وآخر، وأبو همهمة بذلك خابر
فأخذ هاشم الإبل فنحرها، وأطعم لحمها من حضر وخرج أمية إلى الشام منفيا فأقام به عشر سنين. فكان هذا أول عداوة وقعت بين بنى هاشم وبنى أمية
ولم يكن أمية في نفسه هناك، وإنما رفعه أبوه وبنوه، وكان مضعوفا وصاحب عهار )(5)
وكان اميه ديوثا زوج ابنه ابو عمرو من زوجته في حياته في فعله لم يفعلها احد من العرب غيره وسنتطرق لسيرته في الفصول القادمه بالتفصيل ان شاء الله
هاشم يتزوج من سلمى بنت عبدو النجار بامر من الله
و َبلَغَ خَبَرُهاشم إِلَى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الْحَبَشَةِ وَ إِلَى قَيْصَرَ مَلَكٍ الرُّومِ فكاتبوه وَ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَهْدُوا لَهُ بناتهم رَغْبَةً فِي النُّورِ الَّذِي فِي وَجْهِهِ وَ هُوَ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ (ص)لِأَنَّ كهانهم وَ رهبانهم أعلموهم بِأَنْ ذَلِكَ النُّورُ الَّذِي فِي وَجْهَهُ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ فَأَبَى هَاشِمٍ عَنْ ذَلِكَ وَ تَزَوَّجُ مِنْ نِسَاءِ قَوْمِهِ وَ رِزْقٍ مِنْهُمْ أَوْلَاداً وَ كَانَ أَوْلَادِهِ أَسَدٍ وَ نَضْرِ وَ عُرْوَةَ وَ أَمَّا الْبَنَاتِ فصفية وَ رُقَيَّةُ وَ خالدة وَ الشعثاء فَهَذِهِ جُمْلَةٍ الْإِنَاثِ وَ الذُّكُورِ وَ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ يَزَلْ فِي وَجْهَهُ فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَ كَبَّرَ لَدَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي وَ قَدْ طَافَ بِالْبَيْتِ
سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَهُ وَلَداً فِيهِ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ( ص ) فَأَخَذَهُ النُّعَاسُ فانضجع فَأَتَاهُ هَاتِفٌ يَقُولُ لَهُ عَلَيْكَ بسلمى بِنْتِ عَمْرِو النَّجَّارِ فَإِنَّهَا طَاهِرَةً مَطْهَرَةٌ الأذيال فَخُذْهَا وَ ادْفَعْ لَهَا الْمَالِ الْجَزِيلَ فَلَمْ تَجِدْ لَهَا شِبْهَ فِي النَّاسِ فَإِنَّكَ تُرْزَقْ سَيِّداً يَكُونُ مِنْهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه واله ) قَالَ فَانْتَبَهَ هَاشِمٍ فَأُحْضِرَ بَنِي عَمِّهِ وَ أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ وَ أَخْبَرَهُمْ بِمَا رَأَى فِي مَنَامِهِ وَ بِمَا قَالَ الهاتف فَقَالَ أَخُوهُ الْمُطَّلِبِ يَا ابْنِ أُمِّي إِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ الْمَعْرُوفَةِ فِي قَوْمِهَا كَبِيرَةً فِي نَفْسِهَا طَاهِرَةً مَطْهَرَةٌ وَ قَدْ كَمَلَتْ قدا وَ اعتدالا وَ هِيَ سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو النَّجَّارِ
المطلب يخطب سلمى لاخيه هاشم
و سَارَ هاشم هُوَ وَ بَنُو عَمِّهِ طَالِبِينَ يَثْرِبَ وَ سَهْلِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ سَفَرِهِمْ حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى يَثْرِبَ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَيْهَا تَهَلَّلَ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي غُرَّةِ هَاشِمٍ حَتَّى دَخَلَ المراقد وَ الْبُيُوتِ قَالَ فَلَمَّا رأوهم أَهْلِ يَثْرِبَ بَادِرُوا إِلَيْهِمْ مسرعين وَ قَالُوا لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّاسِ فَمَا رَأَيْنَا أَحْسَنَ مِنْكُمْ جَمَالًا وَ لَا سِيَّمَا صَاحِبُ هَذَا النُّورِ السَّاطِعُ وَ الضِّيَاءِ اللَّامِعِ
فَقَالَ لَهُمْ الْمُطَّلِبِ نَحْنُ وَفْدُ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ سُكَّانِ حَرَّمَ اللَّهُ وَ نَحْنُ بَنِي كَعْبٍ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ وَ هَذَا هَاشِمٍ وَ قَدْ خَطَبْتُ الْمُلُوكِ وَ الْأَكَابِرِ فَمَا رغبنا فِيهِمْ وَ رغبنا فِيكُمْ وَ فِي نِسَائِكُمْ وَ نُرِيدُ أَنْ ترشدونا عَلَى بَيْتِ عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ فأرشدوهم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ مَرْحَباً بِكُمْ يَا أَرْبَابِ الْعُلَا وَ الْمَآثِرِ وَ الشَّرَفَ وَ الْمَفَاخِرِ سَادَاتِ الْكِرَامِ وَ مطعمين الطَّعَامِ وَ نِهَايَةَ الْجُودِ وَ الْإِكْرَامِ فَلَكُمْ عِنْدَنَا مَا تُحِبُّونَ وَ أَفْضَلُ مَا تَطْلُبُونَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي خَرَجْتُمْ لِأَجْلِهَا وَ جِئْتُمْ طَالِبِينَ لَهَا هِيَ ابْنَتِي وَ قُرَّةُ عَيْنِي غَيْرِ أَنَّهَا مَالِكَةً نَفْسِهَا
(جمله اعتراضيه )
وهنا لا بد لنا ان نتساءل لماذا يخطب المطلب سلمى لهاشم ولا يحضر الخطبه ( اخويه ) عبد شمس و نوفل وهم اكبر سنا من المطلب ..هذه ماسنتطرق اليه ان شاء الله في فصل (بنو اميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم )
والد سلمى يرحب بهاشم والمطلب ويولم لهم
رحب عَمْرِو والد سلمى بضيوفه وَ سَبَقَ إِلَى قَوْمِهِ وَ نَحَرَ لَهُمْ الْإِبِلِ وَ صَنَعَ لَهُمْ الطَّعَامِ وَ خَرَجَتْ لَهُمْ الْعَبِيدِ الطَّعَامِ بالأجفان فَأَكَلَ الْقَوْمِ بِحَسَبِ الْكِفَايَةِ وَ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ إِلَّا وَ خَرَجَ يَنْظُرُ إِلَى هَاشِمٍ وَ إِلَى نُورٍ وَجْهَهُ وَ خَرَجُوا الْأَوْسِ وَ الْخَزْرَجِ وَ النَّاسِ متعجبين مِنْ ذَلِكَ النُّورِ
اليهود يتعرفون على هاشم
وَ خَرَجَ الْيَهُودِ فَلَمَّا نظروه وَ عَرَفُوهُ بِالصِّفَاتِ الَّتِي فِي التَّوْرَاةِ وَ الْعَلَامَاتِ قَالَ فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ كَبَّرَ لديهم وَ بَكَوْا بُكَاءً شَدِيداً فَقَالَ بَعْضِ الْيَهُودِ وَ كَانَ مِنْ أحبارهم مَا بُكَاؤُكُمْ؟
قَالُوا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ مِنْ صُلْبَهُ غُلَامٌ يَكُونُ فِيهِ سَفْكِ دِمَائِكُمْ وَ قَدْ جَاءَكُمْ السَّفَّاكُ الهتاك الَّذِي تُقَاتِلْ مَعَهُ الْأَمْلَاكِ الْمَعْرُوفِ فِي كُتُبُكُمْ أَنْوَارِهِ قَدْ ابْتَدَرَتْ وَ عَلَامَاتِهِ قَدْ ظَهَرَتْ قَالَ فبكوا الْيَهُودِ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ
اليهود يريدون قتل هاشم قبل ان يتزوج سلمى
ثُمَّ التفتوا إِلَى الْقَائِلُ لِهَذَا الْكَلَامِ فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَانَا إِنْ هَذَا الَّذِي ذَكَرْتُهُ فَهَلْ نَصْلٍ إِلَى قَتَلَهُ وَ نكفى شَرَّهُ فَقَالَ لَهُمْ هَيْهَاتَ حِيلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ مَا تَشْتَهُونَ وَ عَجَزْتُمْ عَمَّا تَأْمَلُونَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكُمْ تُقَاتِلْ مَعَهُ الْأَمْلَاكِ مِنْ الْهَوَاءِ وَ يُخَاطِبُ مِنْ السَّمَاءِ وَ يَقُولُ قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ فَقَالُوا هَذَا يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ فَقَالَ إِنَّهُ أَعَزُّ مِنْ الْوَلَدِ وَ أَكْرَمَ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَشْرَفَ خَلَقَ اللَّهِ فَقَالُوا لَهُ أَيُّهَا السَّيِّدُ الْكَرِيمِ نَحْنُ نسعو فِي إِطْفَاءِ هَذَا الْمِصْبَاحِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَكَّنْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٌ وَ أَظْهَرَ الْقَوْمِ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ وَ كَانَ سَبَبُ عَدَاوَةً الْيَهُودِ لِرَسُولِ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ (6)
تزوج هاشم سلمى بنت عبدو النجار
تَزَوَّجَ هَاشِمٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بسلمى بِنْتِ عَمْرِو النَّجَّارِ وَ انْتَقَلَ النُّورِ الَّذِي كَانَ مَعَهُ فِي وَجْهِ سَلْمَى وَ زَادَهَا حَسَناً وَ جَمَالًا وَ بَهَاءُ وَ كَمَالًا وَ قدا وَ اعتدالا حَتَّى كَانَ النَّاسِ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ حُسْنِهَا وَ جَمَالَهَا وَ شاع فِي جَمِيعِ الْآفَاقِ وَ كَانَتْ إِذَا مَشَتْ يهنئها الشَّجَرِ وَ الْمَدَرِ وَ الْحَجَرِ بِالتَّحِيَّةِ وَ الْإِكْرَامِ وَ تَسْمَعُ قَائِلًا يَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَلْمَى السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةً النِّسْوَانِ
ثُمَّ إِنْ هَاشِمٍ أَقَامَ فِي الْمَدِينَةِ أَيَّاماً حَتَّى اشْتَدَّ حَمَلَ سَلْمَى َثم خَرَجَ إِلَى غُرَّةِ الشَّامِ
وصيه هاشم لزوجته سلمى وتحذيرها من اليهود
يا سَلْمَى إِنِّي أُوَدِّعَكَ الْوَدِيعَةِ الَّتِي أَوْدَعَهَا اللَّهِ تَعَالَى آدَمَ ثُمَّ أَوْدَعَهَا آدَمَ شَيْثٍ ثُمَّ أَوْدَعَهَا شَيْثٍ وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ لَمْ يَزَالُوا يَتَوَارَثُونَهَا مِنْ وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا وَ قَدْ شَرَفِنَا اللَّهِ بِهَذَا النُّورِ وَ قَدْ أَوْدَعَهُ إِيَّاكَ وَ أَنَا آخُذُ عَلَيْكَ الْعَهْدِ وَ الْمِيثَاقَ بِأَنْ تَوَقِّيهِ وَ تحفظيه وَ إِنْ أَنْتَ أَتَيْتَ بِهِ وَ أَنَا غَائِبٌ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةِ الْحَدَقَةِ مِنْ الْعَيْنِ وَ الرُّوحُ بَيْنَ الْجَنْبَيْنِ وَ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ لَا تَرَاهُ الْعُيُونِ فَافْعِلِي فَإِنْ لَهُ حسادا وَ أضدادا وَ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْهِ عَدَاوَةً الْيَهُودِ وَ قَدْ رَأَيْتُ مَا جَرَى بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِالْأَمْسِ يَوْمَ خطبتك وَ إِنْ لَمْ أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي هَذَا فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ مُكَرَّماً مَحْفُوظاً إِلَى أَنْ يترعرع وَ احمليه إِلَى الْحَرَمِ دَارِ عِزُّهُ وَ نَصَرَهُ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ وَ حَفِظْتَ مَا قُلْتُ لَكَ.قَالَتْ نَعَمْ سَمِعْتُ وَ حَفِظْتَ غَيْرِ أَنَّكَ أَوْجَعْتِ قَلْبِي بكلامك وَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمِ أَنْ يُرِدْكَ سَالِماً
وصيه هاشم لاخيه المطلب وبنو عمومته
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ أَخِيهِ الْمُطَّلِبِ وَ أُقْبِلُ إِلَيْهِ وَ قَالَ يَا ابْنَ أَبِي وَ عَشِيرَتِي مِنْ بَنِي لُؤَيِّ اعْلَمُوا أَنْ الْمَوْتَ سَبِيلِ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ أَنَا رَاحِلٌ عَنْكُمْ وَ لَا أَدْرِي أَرْجِعَ أَمْ لَا وَ أَنَا أُوصِيكُمْ بِالاجْتِمَاعِ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّفَرُّقَ وَ الشَّتَاتِ فَتَذْهَبُ حميتكم وَ تُهَانَ مقدرتكم عِنْدَ الْمُلُوكِ وَ يَطْمَعُ فِيكُمْ الطَّامِعُ وَ هَذَا أَخِي الْمُطَّلِبِ أَعَزُّ إِخْوَتِي مِنْ أُمِّي وَ أَبِي وَ أَعَزُّ الْخَلْقِ عَلِيِّ فَإِنْ سَمِعْتُمْ نَصِيحَتِي فَقَدِّمُوهُ وَ سَلَّمُوا إِلَيْهِ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ وَ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَ لِوَاءَ نِزَارٍ وَ نَعْلٌ شَيْثٍ وَ قَمِيصٌ إِبْرَاهِيمَ وَ قَوْسٍ إِسْمَاعِيلَ وَ خَاتَمِ نُوحٍ وَ الْوِفَادَةِ وَ الرفادة وَ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ مَكَارِمِ الْأَنْبِيَاءِ وَ كُلُّ مَا كَانَ لِعَبْدِ مَنَافٍ فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَعِدْتُمْ وَ إِنِّي مُوصِيكُمْ بِوُلْدِي الَّذِي اشْتَمَلَتِ عَلَيْهِ سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو إِنَّهُ يَكُونُ لَهُ شَأْنِ عَظِيمٌ فَلَا تُخَالِفُوا قَوْلِي قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا غَيْرِ أَنَّكَ كُسِرَتْ قُلُوبَنَا بوصيتك وَ أزعجت فؤادنا بِقَوْلِكَ هَذَا
المصادر :
(1) احمد بن عبد الله البكري في كتابه الانوار ومفتاح السرور والافكار في مولد النبي المختار
(2) تفسيرالقرطبي
(3) البدايه والنهايه
(4) شرح النهج (١٥/٢٠٢)
(5) المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم فيما بين بنى أمية وبنى هاشم
(6) احمد بن عبد الله البكري في كتابه الانوار ومفتاح السرور والافكار في مولد النبي المختار
الفصل الرابع
عبد المطلب وحرب بن اميه
ولاده عبد المطلب
ثُمَّ إِنْ سَلْمَى بنت عمرو النجار اشْتَدَّ حَمْلَهَا وَ جَاءَهَا الْمَخَاضِ وَ هِيَ لَا تَجِدْ وَجَعاً وَ لَا أَلَماً إِذْ سَمِعْتُ هَاتِفاً َيَقُولُ
يَا زِينَةٌ النَّسَا مِنْ بَنِي النَّجَّارِ** بِاللَّهِ اسدلي عَلَيْهِ بِالْأَسْتَارِ
وَ احجبيه عَنْ أَعْيَنَ النظار** لتسعدي مِنْ جُمْلَةٍ الْأَقْطَارِ
فَلَمَّا سَمِعْتُ بِذَلِكَ أُغْلِقَتْ الْبَابِ عَلَيْهَا وَ كَتَمْتَ أَمْرَهَا فَبَيْنَمَا هِيَ تُعَالِجُ مَا هِيَ فِيهِ إِذْ نَظَرْتَ حِجَابٌ مِنْ نُورٍ قَدْ ضَرَبَ مِنْ حَوْلَهَا مِنْ الْأَرْضِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ فَوَلَدَتْ يَوْمَئِذٍ بشيبة فَقَامَتْ مِنْ وَقْتِهَا وَ سَاعَتِهَا وَ تَوَلَّتْ نَفْسِهَا و سَطَعَ مِنْ غَرَّتْهُ نُورٍ شعشعاني وَ كَانَ ذَلِكَ النُّورِ نُورٍ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه واله) وَ قَدْ ضَحِكَ الطِّفْلِ وَ تَبَسَّمَ فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ أُمِّهِ ثُمَّ نَظَرْتَ إِلَيْهِ وَ إِذْ فِي رَأْسَهُ شَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فَقَالَتْ نَعَمْ أَنْتَ شَيْبَةَ
ولما اتم عبد المطلب السابعه أرسل لاعمامه رساله
فَلَمَّا تَمَّ لَهُ سَبْعُ سِنِينَ اشْتَدَّ حِيَلِهِ وَ قَوِيَ بَأْسُهُ وَ تَبِينُ لِلنَّاسِ فَضْلِهِ
وَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي الْحَرْثِ جاء إِلَى يَثْرِبَ فِي حَاجَةٍ فَإِذَا بِابْنِ هَاشِمٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ وَ قَدْ عَمٍّ نُورِهِ الْبِلَادِ فَوَقَفَ الرَّجُلِ وَ هُوَ ينتدب بَيْنَ الْأَوْلَادِ وَ يَقُولُ أَنَا ابْنِ زَمْزَمَ وَ الصَّفَا وَ الْمَقَامِ أَنَا ابْنِ هَاشِمٍ وَ كَفَى فَنَادَاهُ الرَّجُلِ وَ قَالَ يَا فَتَى
فَقَالَ مَا تُرِيدُ يَا عَمٍّ؟
فَقَالَ مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ شَيْبَةَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَ قَدْ مَاتَ أَبِي وَ جفوني عُمُومَتِي وَ نساني أَهْلِي وَ بَقِيَتْ عِنْدَ أُمِّي وَ أَخْوَالِي فَمَنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا عَمِّ؟
قَالَ مِنْ مَكَّةَ
فَقَالَ وَ هَلْ ستحمل لِي بِرِسَالَةِ وَ تتقلد إِلَيَّ أَمَانَةٍ؟
فَقَالَ الْحَرْثِ وَ حَقٌّ أَبِيكَ وَ أَبِي أَفْعَلُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ ثُمَّ قَالَ يَا عَمٍّ إِذَا رَجَعْتَ إِلَى بَلَدُكَ سَالِماً وَ رَأَيْتَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ فَأَقْرِئْهُمُ عَنِّي السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُمْ إِنَّ مَعِي رِسَالَةِ مِنْ يَتِيمٍ قَدْ مَاتَ أَبُوهُ وَ جَفَوْهُ أَعْمَامِهِ ثُمَّ قُلْ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مَا أَسْرَعَ مَا نَسِيتُمْ وَصِيَّةِ هَاشِمٍ وَ ضَيَّعْتُمْ نَسْلِهِ
الحرث يبلغ الرساله
فَبَكَى الرَّجُلِ وَ اسْتَوَى عَلَى ظَهَرَ رَاحِلَتِهِ وَ أَرْسَلَ زِمَامَهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا رِسَالَةِ الْغُلَامُ ثُمَّ أَتَى إِلَى مَجْلِسٍ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ فوجدهم جُلُوساً فأنعمهم صَبَاحاً وَ قَالَ
يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَرَاكُمْ قَدْ غَفَلْتُمُ عَنْ عزكم وَ تَرَكْتُمْ مصباحكم يَسْتَضِيءُ بِهِ غَيْرِكُمْ فَقَالُوا مَا سَبَبُ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُمْ بِوَصِيَّةٍ الْغُلَامُ ابْنِ أَخِيهِمْ فَقَالُوا مَا شَاهَدْنَاهُ أَنَّهُ صَارَ إِلَى هَذَا الْأَمْرِ
فَقَالَ لَهُمْ الْحَرْثِ وَ اللَّهِ إِنَّهُ ليعجز مِنْهُ الْفُصَحَاءُ لفصاحته وَ يَعْجِزُ عَنْهُ اللَّبِيبِ لِكَلَامِهِ وَ عَنْ خطابه وَ إِنَّهُ لفصيح قَوِيَ الْجِنَانِ فَائِقٌ عَلَى الْغِلْمَانِ أَدِيبُ إِلَى عَقْلِهِ الْكِفَايَةِ وَ إِلَى جُودِهِ
قَالَ وَ كَانَ الْمُطَّلِبِ أَشَدُّ أَهْلِ زَمَانِهِ بَأْساً وَ أَعْظَمُ مِرَاساً فَقَالُوا لَهُ إِخْوَتَهُ نَخْشَى عَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمُ بِهِ أُمِّهِ سَلْمَى وَ لَا تَدَعْهُ يَخْرُجُ مَعَكَ لِأَنَّهَا شَرَطْتُ عَلَى أَخِيكَ بِذَلِكَ فَقَالَ يَا قَوْمٍ إِنْ لِي فِي ذلك أَمْراً دَبَّرَهُ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
خرج المطلب في طلب ابن اخيه
ثُمَّ إِنَّهُ تأهب لِلْخُرُوجِ وَ أَفْرَغَ عَلَيْهِ لِأُمِّهِ حَرْبِهِ وَ رَكِبَ مطيته وَ أَرْخَى زِمَامَهَا إِلَى أَنْ وَصَلَ يَثْرِبَ وَ أَخْفَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُشْعِرُ بِهِ أَحَدٌ فتخبر سَلْمَى عَنْهُ قَالَ وَ لَمْ يَزَلْ يُتَرَصَّدُ فَوَجَدَ شَيْبَةَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَعَرَفَهُ بِالنُّورِ السَّاطِعِ وَ الضِّيَاءِ اللَّامِعِ الَّذِي أَوْدَعَهُ اللَّهِ فِيهِ وَ قَدْ رَفَعَ صَخْرَةٍ عَظِيمَةٌ وَ قَالَ أَنَا ابْنِ هَاشِمٍ الْمَعْرُوفِ بالعطايا قَالَ فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامِهِ أَنَاخَ مطيته وَ نَادَى ادْنُ مِنِّي يَا ابْنَ أَخِي فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ شَيْبَةَ وَ قَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ يَا هَذَا؟ فَقَدْ مَالِ قَلْبِي إِلَيْكَ وَ أَظُنُّكَ مِنْ بَعْضِ عُمُومَتِي فَقَالَ لَهُ أَنَا عَمِّكَ الْمُطَّلِبِ فأسبل عِبْرَتِهِ وَ جَعَلَ يُقَبِّلُهُ وَ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي أَ تُحِبُّ أَنْ تَمْضِيَ مَعِي إِلَى بِلَادِ أَبِيكَ وَ أعمامك وَ تَكُونُ فِي دَارِ عِزِّكَ؟
فَقَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ أَسْرَعُ بِنَا بالمسير فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَعْلَمُوا بِنَا أُمِّي وَ عَشِيرَتِهَا فيلحقوا بِنَا وَ يأخذوني مِنْكَ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَرْكَبُ لركوبها أبطال الْأَوْسِ وَ الْخَزْرَجِ
فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي فِي اللَّهِ الْكِفَايَةِ مِنْ كُلِّ رَزِيَّةٍ ثُمَّ سَارُوا وَ رَكِبُوا الْجَادَّةِ الْكُبْرَى
اليهود يلحقون بالمطلب لقتل عبد المطلب
ثُمَّ إِنْ الْمُطَّلِبِ اسْتَوَى عَلَى ظَهَرَ نَاقَتِهِ وَ أَرْدَفَ ابْنِ أَخِيهِ قُدَّامَهُ وَ جَرَّدَ سَيْفَهُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا صَهِيلَ الْخَيْلِ وَ زعقات الرِّجَالِ وَ قَعْقَعَةَ اللجم وَ هَمْهَمَةً الْأَبْطَالِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَالَ الْمُطَّلِبِ يَا ابْنَ أَخِي دهمنا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ
وإِنَّ الَّذِي أَعْطَاكَ هَذَا النُّورِ يَقْدِرُ أَنْ يَصْرِفُ عَنَّا كُلِّ مَحْذُورٍ قَالَ فَبَيْنَمَا هُمْ يتخاطبون فِي الْكَلَامِ إِذْ أدركتهما الْخَيْلِ وَ إِذَا هُمْ خَيْلٌ الْيَهُودِ فَلَمَّا رَأَوْا شَيْبَةَ عَلِمُوا أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَ يَكُونُ هَلَاكَهُمْ عَلَى يَدِهِ وَ كَانَ قَدْ بَلَغَهُمْ أَنْ شَيْبَةَ خَرَجَ مَعَ عَمِّهِ فأدركهم الطَّمَعُ فِي قَتَلَهُ فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ يَقْدُمُهُمْ سَيِّدُ مِنْ ساداتهم يُقَالُ لَهُ دِحْيَةَ الْيَهُودِيِّ
عبد المطلب يدعو ربه
هنالك دعا عبد المطلب ربه حين رأى الخيل قد اقتربت منه فاستجاب الله دعاؤه وتوقفت الخبل في مكانها لاتتحرك فنزلوا عنها وتقدموا مشيا نحو عبد المطلب وعمه لقتلهما
فاخذ المطلب قوسه وهو قوس اسماعيل (عليه السلام ) فرماهم بالنبل وقتل منهم عددا عندها تقدم اليه كبير اليهود وفارسهم دحيه اليهودي و طال النزال بهما وفي اثناء ذلك سمعوا صهيل الخيول وقعقعه السلاح واذا بهم فرسان الاوس والخزرج تتقدمهم سلمى
فانسحب اليهود وتقدمت سلمى ورأت المطلب مع شيبه سالمين فسالت ابنها عبد المطلب ان كان يرغب باللحوق باعمامه فقال لها نعم ان رضيت
فاخذ المطلب ابن اخيه على ناقته وحث المسير الى مكه وعندما دخلها رأت قريش الفتى والنور يسطع من جبينه فسألو المطلب عنه فقال هذا عبدي فصار اسمه عبد المطلب
التفت قريش حول عبد المطلب تتبرك بنور رسول الله بين عينيه
فلما قدم المطلب بابن أخيه شيبة و نور رسول الله (صلى الله عليه واله ) لائح بين عينيه أتت قريش يتبركون به حتى إذا أصابتهم مصيبة أو نزل بهم قحط أو دهمهم عدو يأتون إليه و يتوسلون بنور رسول الله(صلى الله عليه واله ) فيفرج الله عنهم ما نزل بهم
ابرهه يهاجم الكعبه ليهدمها
و كان أعجب عجيبة و أعظم آية ظهرت لهم فيما جرى لأصحاب الفيل و أبرهة بن الصباح كان ملك اليمن و قيل ملك الحبشة و هو صاحب الفيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز و كان قد أشرفوا أهل مكة على الهلاك و كان منه أنه أراد أن يهدم الكعبة التي شرفها الله تعالى فكشف الله عن البيت و أهله ببركة عبد المطلب
وسبب ذلك ان جماعة من قريش ذهبت إلى بلاد الحبشه بتجارة فنزلوا في البلد و دخلوا في كنيسة من كنائس النصارى و أوقدوا فيها نارا يصطلون عليها و يصلحون لهم طعاما ثم إنهم خرجوا و لم يطفئوها فهبت عليها ريح فأحرقت كنيستهم و ما فيها فسأل النصارى عمن حرق الكنيسة فقالوا حرقوها تجار مكة
قال فلما علم الملك النجاشي أن العرب أحرقوا معبده غضب و أقسم إني لأحرق معبدهم جهارا بما فعلوا بمعبدنا فأرسل وزيره أبرهة بن الصباح و أرسل معه أربعمائة فيلا و مائة ألف مقاتل و قال امضوا إلى كعبتهم و خربوها و ارموا أحجارها في البحر و اقتلوا رجالهم و انهبوا أموالهم
قال تعالى :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿ ١ ﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿ ٢ ﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿ ٣ ﴾ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ﴿ ٤ ﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴿ ٥ ﴾
اقترب الجيش من مكه ونهبوا 80 جملا لعبد المطلب وجدوها في طريقهم وهرب أهل مكه خوفا من الجيش وقال لهم عبد المطلب ان للكعبه رب يحميها فلا تخافوا عليها وذهب لاسترداد ابله المنهوبه وقد اعدوا له فيلا ضخما مسلحا بسيفين في خرطومه ومركب على راسه قرنان من حديد مدرّب على القتال يمزق من يلاقيه ويقتله وقالوا لصاحب الفيل اطلق الفيل عند اقتراب عبد المطلب ولما اقترب عبد المطلب اطلقوا الفيل ولكن الفيل برك واخذ يتمرغ بالتراب امام عبد المطلب فدهش العسكر ودخل الرعب في قلوبهم من هيبه نور رسول الله (صلى الله عليه واله) في غره عبد المطلب وقابل عبد المطلب ابرهه وطلب اعاده ابله المنهوبه فاعادها اليه
تقدم الجيش لتدمير الكعبه وكان عبد المطلب قد بقى في ابتهال و دعاء و تضرع
و قال اللهم ببركة هذا النور الذي وهبتنا إياه اجعل لنا فرجا و مخرجا و انصرنا على عدونا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فاستجاب الله دعاؤه ببركة رسول الله (صلى الله عليه واله)
ثم ان الله ارسل على الجيش طيورا تحمل في افواها وارجلها احجارا صغيره قتلت جنود أبرهه وحمى الله الكعبه وقريش ببركه عبد المطلب
نظر أهل مكة الى الجيش المدمر والجنود القتلى والفيله الهاربه فرجعوا فرحين مسرورين و بقوا ينقلون اسلحه واموال الجيش المدمر و كان ذلك ببركه نور رسول الله (صلى الله عليه واله)
عاد
أميه بعد أن مات هاشم وصدره بركان يغلي حسداً وحقداً على بني
هاشم
يقول
الاستاذ جعفر الخليلي في ( موسوعه العتبات المقدسه) ان الكثير من
بني أمية قد حاولوا الاستظهار بعد ذلك على بني هاشم بمختلف الطرق ،
وكان صدر أمية نفسه يغلي بالحقد والغضب بعد رجوعه من جلائه ، وكان
هاشم قد مات ، ولكنّ بني هاشم أحياء وقد تزعمهم عبد المطّلب ، وعبد
المطّلب في ذلك اليوم ذو شأن كبيرجدا في قريش ، فإذا استطاع أمية أن
ينتقم لنفسه ويثأر منه فقد يعود له ولبنيه وأصحابه ما فقدوا من عِزّ
وما لحق بهم من عار في حدود أعرافهم يومذاك
فجاء
إلى عبد المطلب يراهنه في سباق فرسيهما مراهنة خرجت عن مألوف رهان
الخيل العام وانه كان واثقا من فرسه والا لم يقدم على هذه المراهنه
بل التحدّي لأخذ الثأر والانتقام فقد كان الشرط أن يدفع المغلوب
الذي تقصّر فرسه عن بلوغ الشرط مئة ناقة من الإبل وعشرة من
العبيد ، ومثلها من الإماء ، ثمّ استعباد سنة وذلك بأن يستعبد
السابق الغالب المتسابق المغلوب سنة كاملة ، يتّخذ منه عبداً ، وفوق
كل ذلك فللغالب أن يجزّ ناصية المغلوب
ومن
هذه الشروط القاسيه نفهم أنّ المقصود بذلك كله كان إذلال المغلوب
وتحقيره ، والمعتقد أنّ أمية كان واثقاً من فرسه ومعتقداً بفوزه ،
وإلاّ فليس هو من الغباوة بحيث يقدم على مثل هذه المغامرة مهما بلغ
حسده وغروره وكبرياؤه
وكانت
النتيجة أن جاءت على خلاف ما كان قد اعتقد أمية وجزم ؛ فدفع الرهان
كاملاً ، ولكنّه افتدى جزّ الناصية بمضاعفة استعباد عبد المطّلب له
وجعلها عشر سنين ، (1)
ويقول ابن ابي الحديد في شرح النهح
( أنّ
أمية بقي في حشم عبد المطلب وعضاريطه عشر سنين )
حرب
بن أميه يرث من أبيه حقده وحسده لبني هاشم
المنافرة الثانية
غدا
عبد المطلب سيداً مقدماً في قريش لحلمه وعقله وبسبب حلمه وحكمته ،
ورغبة منه في نسيان الماضي الأليم اقترب عبد المطلب من حرب بن أمية
، ونادمه ، واصطفاه خليلاً
وكان
في جوار عبد المطلب رجل تاجر، تآمر حرب بن أمية على قتله ، وألب
عليه فتيان قريش فقتلوه، ولما علم عبد المطلب بذلك ، وعلم بتحريض
حرب لقتله ، أتى حرباً فأنبه وطالبه بدية جاره، وبتسليم
قاتليه
رفض
حرب ، وأعلن أنه أجار قاتليه، ونشب الخلاف، وطارت شرارته ، فتداعيا
للمنافرة
واقترحا
أن يكون الحكم بينهما نجاشيّ الحبشة، فاعتذر النجاشي وأبى أن يدخل
بينهما، ثم اتفقا على أن يكون الحكم نفيل بن عبد العزى
العدوي
واجتمع
القوم ببابه ، فخرج عليهم معلناً حكمه
وقال
لحرب بن أمية
يا
أبا عمرو( ويقصد حرب بن اميه ) ؛ أتنافر رجلاً هو أطول منك قامة،
وأوسم منك وسامة ، وأعظم منك هامة ، وأقل منك لامة ، وأكثر منك
ولداً ، وأجزل منك صلة، وأطول منك مذوداً ( الذود المدافعة ) ، وإني
لأقول هذا وإنك لبعيد الغضب ، رفيع الصوت في العرب، جلد النزيرة (
الإلحاح في الطلب ) تحبك العشيرة ، ولكنك نافرت منفَّرا
ونفَّر
العدويّ عبد المطلب بن هاشم اي حكم لصالحه
وغضب
حرب بن أمية ، وأغلظ لنفيل القول ، وقال له : من انتكاس الدهر أن
جعلتك حكماً
ثم
إن عبد المطلب أخذ من حرب بن أمية دية جاره مئة ناقة
قريش تسمى عبد المطلب ابراهيم الثاني
وقيل إن عبد المطلب إذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين جميع
الشهر، وكان صعوده للتفكر في جلال الله وعظمته بعيدا عن
الناس
ويؤثر
عن عبد المطلب سنن جاء بها القرآن وجاءت بها السنّة ، منها الوفاء
بالنذر، والمنع من نكاح المحارم، وقطع يد السارق، والنهي عن قتل
الموءودة، وتحريم الخمر والزنا والحد عليه، وألا يطوف بالبيت
عُريان، وتعظيم الأشهر الحرم. وكانت قريش تصفه بانه ابراهيم
الثاني
ثم
وضع عبد المطلب للناس سنناً ، فجعل الطواف سبعاً، وكان بعض العرب
يطوفون عرايا لأن ثيابهم ليست حلالاً فحرم عبد المطلب ذلك ، ونهى عن
قتل المؤودة ، وأوجب الوفاء بالنذر ، وعظم الأشهر الحرم ، وحرم
الخمر والزنا وجعل عليه الحد ، ونفى البغايا ذوات الرايات إلى خارج
مكة ، وحرم نكاح المحارم ، وأوجب قطع يد السارق ، وشدد على القتل
وجعل ديته مئة من الإبل.. وأقر ذلك الإسلام مما يدل على أن عبد
المطلب كان مؤمناً ملهماً من ربه وله مقام عنده
عبد المطلب يحفر بئر زمزم
عن علي بن ابي طالب(ع) انه قال:
قال
عبد المطلب: إني لنائم في الحجر، إذ أتاني آت فقال لي: احفر طيبة.
قال: قلت وما طيبة؟
قال
ثم ذهب عني. قال فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي، فنمت فجاءني فقال:
احفر برة. قال: قلت وما برة؟ قال ثم ذهب عني
فلما
كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت، فجاءني فقال: احفر المضنونة. قال:
قلت وما المضنونة؟ قال ثم ذهب عني. فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي
فنمت فيه، فجاءني قال: احفر زمزم. قال: قلت وما زمزم؟
قال:
لا تنزف أبدا ولا تزم، تسقي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم عند
نقرة الغراب الأعصم عند قرية النمل. قال: فلما بين لي شأنها، ودل
على موضعها، وعرف أنه قد صدق، غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث بن عبد
المطلب، وليس له يومئذ ولد غيره، فحفر
لم
يكن لعبد المطلب يومئذ من الاولاد الا الحارث وكانت قريش تمر به
وتستهزء منه لحفره البئر ولقله اولاده نذر ان رزقه الله عشره اولاد
ليذبحن احدهم قربانا لله عند الكعبه
ومن
الله على عبد المطلب واتم حفر البئر وكان ماؤها وفيرا ووجد فيها
غزالين من ذهب واسياف وادرع (2)
نار الحسد والحقد الاموي تشب من جديد
المنافره الثالثه
قريش
بقياده بنو اميه بالامس لم تعاون عبد المطلب في الحفر لا بل كانت
تهزا منه واليوم اتته قائله:
يا
عبد المطلب إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقا، فأشركنا معك
فيها. قال: ما أنا بفاعل إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم، وأعطيته من
بينكم. قالوا له: فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك
فيها
قال:
فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه. قالوا: كاهنة بني سعد بن
هذيم. قال: نعم وكانت بأشراف الشام
فركب
عبد المطلب ومعه نفر من بني أمية، وركب من كل قبيلة من قريش نفر،
فخرجوا وفي الطريق نفد ماء عبد المطلب وأصحابه فعطشوا حتى استيقنوا
بالهلكة، فاستسقوا من معهم فأبوا عليهم وقالوا: إنا بمفازة وإنا
نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم
فقال
عبد المطلب: إني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما لكم الآن
من القوة، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته، ثم واروه حتى يكون
آخرهم رجلا واحدا، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب
جميعه
فقالوا:
نعما أمرت به. فحفر كل رجل لنفسه حفرة، ثم قعدوا ينتظرون الموت
عطشى، ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه: ألقينا بأيدينا هكذا للموت، لا
نضرب في الأرض، لا نبتغي لأنفسنا لعجز، فعسى أن يرزقنا االله ماء
ببعض البلاد
فارتحلوا
حتى إذا بعث عبد المطلب راحلته، انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب،
فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستسقوا حتى
ملئوا أسقيتهم. ثم دعا قبائل قريش وهم ينظرون إليهم في جميع هذه
الأحوال، فقال: هلموا إلى الماء فقد سقانا الله، فجاؤوا فشربوا
واستقوا كلهم
ثم
قالوا: قد قضى الله لك علينا والله ما نخاصمك في زمزم أبدا، إن الذي
سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم، فارجع إلى سقايتك
راشدا، فرجع ورجعوا معه ولم يصلوا إلى الكاهنة، وخلوا بينه وبين
زمزم
نار الحسد تشتعل من جديد
وجد
عبد المطلب في البئر غزالين من ذهب واسياف وادرع فعادت قريش تطالب
بحصه منها
فقالت
له قريش: يا عبد المطلب لنا معك في هذا شرك وحق
قال:
لا، ولكن هلم إلى أمر نصف بيني وبينكم، نضرب عليها
بالقداح
قالوا:
وكيف نصنع؟
قال:
أجعل للكعبة قدحين، ولي قدحين، ولكم قدحين، فمن خرج قدحاه على شيء
كان له ومن تخلف قدحاه فلا شيء له
قالوا:
أنصفت. فجعل للكعبة قدحين أصفرين، وله أسودين، ولهم أبيضين، ثم
أعطوا القداح للذي يضرب
قال:
وضرب صاحب القداح، فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة، وخرج
الأسودان على الأسياف والأدرع لعبد المطلب، وتخلف قدحا
قريش
فضرب
عبد المطلب الأسياف بابا للكعبة، وضرب في الباب الغزالين من ذهب،
فكان أول ذهب حلية للكعبة
ثم
إن عبد المطلب أقام سقاية زمزم للحاج
المصادر
(1) وقد جاء في ج 3 ص 466 من شرح نهج البلاغة
(2) البدايه والنهايه
الفصل الخامس
محاولات قريش وبنو أميه واليهود قتل محمد (صلى الله عليه واله)
سيف
بن ذي يزن يبشر عبد المطلب بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم
)
ويحذره من غدر اليهود وقريش وبنو أُميَّه
لما ظفر سيف بن ذي يزن الحميري بالحبشة وذلك بعد مولد النبي (صلى
الله عليه واله وسلم ) أتته وفود العرب وأشرافها وكان من جملتهم وفد
قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم جد النبي (صلى الله عليه واله وسلم )
وأمية بن عبد شمس وأسد بن عبد العزى وعبد الله بن جُدعان فقدموا
عليه وهو في قصر يقال له غُمدان فطلبوا الإذن عليه فأذن لهم وتكلم
عبد المطلب مهنئا. ولما فرغ أدناه وقربه ثم أُستنهضوا إلى دار
الضيافة وقاموا ببابه شهراً لا يصلون إليه ولا يؤذن لهم في
الانصراف، ثم إنتبه إليهم فدعا عبد المطلب من بينهم فخلا به وأدنى
مجلسه وقال
يا
عبد المطلب إني مفوض إليك من علمي أمراً لو غيرك كان لم أبح له به
ولكني رأيتك معدنه فأطلعتك عليه فليكن مصونا حتى يأذن الله فيه، فإن
الله بالغ أمره، إني أجد في العلم المخزون والكتاب المكنون الذي
إدخرناه لأنفسنا وإحتجبناه دون غيرنا خبراً عظيماً وخطراً جسيماً
فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة للناس كافة ولرهطك عامة ولنفسك
خاصة
قال
عبد المطلب :
مثلك يا أيها الملك برّ، وسرّ، وبشّر، ما هو؟ فداك أهل الوبر زمراً
بعد زمر
قال
إبن ذي يزن: (إذا
ولد مولود بتهامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، إلى يوم
القيامة)
قال
عبد المطلب :
(أبيت اللعن لقد أُبت بخير ما آب به أحد فلولا إجلال الملك
لسألته عما سارّه إلى ما ازداد به سرورا)
قال
ابن ذي يزن :
هذا
حينه الذي يولد فيه أو قد ولد، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه وقد
وجدناه مرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا يعز بهم
أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويفتتح كرائم الأرض، ويضرب بهم الناس عن
عرض، يخمد الأديان، ويكسر الأوثان ويعبد الرحمن، قوله حكم وفصل،
وأمره حزم وعدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر
ويبطله
فقال
عبد المطلب :
(طال عمرك، ودام ملكك، وعلا جدك، وعز فخرك، فهل الملك يسرني
بأن يوضح فيه بعض الإيضاح؟)
فقال
ابن ذي يزن :
(والبيت ذي الطنب، والعلامات والنصب، إنك يا عبد المطلب لجده من غير
كذب )
فخرَّ
عبد المطلب ساجدا، وقال ابن ذي يزن
إرفع
رأسك، ثلج صدرك، وعلا أمرك، فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك؟
فقال
عبد المطلب
أيها
الملك، كان لي إبن كنت له محباً وعليه حدباً مشفقاً، فزوجته كريمة
من كرائم قومه، يقال لها: آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فجاءت بغلام
بين كتفيه شامة فيه كل ما ذكرت من علامة، مات أبوه وأمه وكفلته أنا
وعمه
قال
ابن ذي يزن :
إن
الذي قلت لك كما قلت، فاحفظ
إبنك واحذر عليه اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه
سبيلا، إطوِ ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فإني لست آمن أن
تدخلهم النفاسة من أن تكون لكم الرياسة، فيبغون لك الغوائل وينصبون
لك الحبائل وهم فاعلون وأبناؤهم،
ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى
أصير بيثرب دار مهاجره. فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن
يثرب دار هجرته، وبيت نصرته، ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه
العاهات لأعلنت على حداثة سنّه وأوطأت أقدام العرب عقبه ولكني صارف
إليك ذلك عن تقصير مني بمن معك
ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد وعشر إماء سود وخمسة أرطال فضة
وحلتين من حلل اليمن وكرش مملوءة عنبرا، وأمر لعبد المطلب بعشرة
أضعاف ذلك وقال
(إذا
حال الحول فأنبئني بما يكون من أمره)
فما
حال الحول حتى مات ابن ذي يزن، فكان عبد المطلب بن هاشم
يقول
يا
معشر قريش لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك فإنه إلى نفاد ولكن
يغبطني بما يبقى لي ذكره وفخره ولعقبي
فإذا
قالوا له: وما ذاك؟ قال: سيظهر بعد حين ( 1)
بحيرى الراهب يحذر ابو طالب من غدر اليهود وسعيهم لقتل محمد
تهيأ أبو طالب للرحيل إلى الشام في تجارته، فكانت رحلته الأولى منذ كفل محمدًا (صلى الله عليه واله ) بعد موت جده وقد أمسك محمد بزمام ناقة عمه وقال:
يا عم، إلى من تكلني؟! لا أب لي ولا أم فرقَّ له قلبُ أبي طالب وقال: واللهِ لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدًا
سارت القافله وابو طالب ومحمد في مقدمتها ومرت بالقرب من دير راهب مشهور اسمه بحيرى والراهب يراقب سير القافله ويرى غيمه تظلل راس فرد من افرادها
عمل بحيرى طعاما للقافله ودعاهم اليه فلبوا الدعوه لكن الغيمه ظلت ساكنه فوق القافله
فسالهم الراهب هل بقى احد مع القافله قالوا نعم بقى غلاما صغيرا معها
قال احضروه فاحضروه والراهب يراقب مسير محمد والغيمه تظلله
تناولوا طعامهم وبحيرى يراقب محمد عن كثب وبعد الطعام اختلى به وسأله
عده اسئله وكشف عن كتفه فراى خاتم النبوه
عاد الراهب الى ابي طالب واخبره ان ابن اخيه هو النبي الموعود وانه سيصبح له شانا كبيرا ويجب ان تعود به الى مكه فاذا راه اليهود وعرفوه فانهم سيقتلونه
عاد ابو طالب مسرعا للحفاظ على ابن اخيه من غدر اليهود (2)
محاولات اليهود وقريش وبنو اميه لقتل رسول الله صلى الله عليه واله
المحاوله الاولى – محاوله استئصال بني هاشم دفعه واحده جوعا وعطشا
محاصره محمد( صلى الله عليه واله) وبني هاشم ليموتوا جوعاً وعطشاً في شعب أبي طالب
إجتمع زعماء قريش، وقرَّروا أنْ يقاطعوا أبا طالب وبني هاشم، ، مقاطعة اقتصاديّة واجتماعيّة، وكتبوا عهداً بذلك وعلّقوه في جوف الكعبة
مضمون الصحيفة
ممّا جاء في تلك الصحيفة الظالمة: ألاّ يبايعوا أحداً من بني هاشم، ولا يناكحوهم، ولا يعاملوهم، حتّى يدفعوا إليهم محمّداً فيقتلوه
ثمّ حصرتْ قريش رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته من بني هاشم، وبني عبد المطلّب في شِعب أبي طالب
شدَّة الحصار
استمرَّ الحصار ثلاث سنين حتّى أنفق أبو طالب (عليه السلام) والنبيّ (صلّى الله عليه وآله) مالهما، كما أنفقتْ خديجة أموالها الطائلة في هذا الحصار الظالم، وكان ذلك بعد ست سنين من مبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
وأشتدَّ خلالها الخطْب على المسلمين، وراحوا يعانون من الجوع والأذى، ويأكلون نباتات الأرض، ولم يكن يَصِلُهُم من الطعام شيء، إلاّ ما كان يتسرّب سرّاً من بعض المتعاطفين معهم
فقد عمد كفار قريش لمنع وصول المواد الغذائية للمحاصرين في الشعب، حتى إضطروا للتقوت بأوراق الشجر والجلود، وسمعت من خارج الشعب أصوات إستغاثة النسوة والأطفال من شدة الجوع
صبر بنو هاشم على الجوع والاذى وقد اشتدَّ العُسْر والأذى، عندها جاء الفرج، و النصر الإلهي، فأرسل الله حشرة الأُرضة على صحيفة المقاطعة فأكلتْها، ما عدا ما كان فيها من إسم الله سبحانه، فعندها هبط جبرائيل (عليه السلام) وأخبر محمّدا بذلكً
توفي ابو طالب وخديجه عليهما السلام نتيجه للحصار القاسي وكان المخطط أن يموت جميع بني هاشم جوعا وعطشا لولا تدخل العنايه الالهيه وإنهاء الحصار
إستمر الحصار التجويعي الظالم ثلاث سنوات، لم تسجل المصادر التاريخية فيها أي مساعدة من المسلمين الأوائل للرسول وأهل بيته وأقاربه، كان من المحتمل جداً أن يتوفى الرسول بسبب الحصار كما توفي عمه ابو طالب وزوجه الصديقة الكبرى خديجة، لكن ذلك لم يكن كافياً ليحاول هؤلاء المسلمون الأوائل كسر الحصار أو حتى الإلتفات عليه
ثلاث سنوات كانت فيها حياة الرسول مهددة، وخاف عمه أبو طالب عليه من القتل، فكان يتوقى ذلك بتغيير مضجع الرسول، ومع ذلك لم يتطوع أحد من هؤلاء المسلمين الأوائل للدخول مع الرسول واقاربه في الشعب، تعبيراً عن التعاطف والتآزر معهم، ولو حدث ذلك لربما أعادت قريش النظر في المقاطعة
ثلاث سنوات من الحصار إنقطعت فيها الصلة بين الرسول الأعظم والمسلمين الأوائل فلم يشتاقوا خلالها لرؤيته والاستماع لهديه وأخذ الأحاديث الشريفة منه ، وإقتصر المستفيدون من هدي الرسول في تلك السنوات الثلاث على إبن عمه الأمام علي عليه السلام وبقية المؤمنين من أهل بيته، وهذه ميزة عظيمة للإمام ينفرد بها من دون جميع المسلمين الأوائل، ولكنهم عند تدوين السيرة والأحاديث أهملوها
لم يخرق المسلمون الأوائل الحصار، بالرغم من كل ما يروى عن شجاعتهم وبذلهم المال في سبيل العقيدة، فانبرى لذلك اقارب زوج النبي الصديقة خديجة بنت خويلد، وتروي مصادر التاريخ بأن ابن اخيها كان ينقل الطعام للمحاصرين تحت جنح الظلام
كانت كلفة الحصار باهضة جداً بالنسبة للرسول والرسالة، ضياع ثلاث سنوات من عمر الدعوة، ووفاة حامي وسند الرسول عمه أبي طالب وزوجته الصديقة الكبرى خديجة رضي الله عنهما
الحقيقة التاريخية الناصعة هي أن بعض المسلمين الأوائل خذلوا الرسول الأعظم وأهل بيته ثلاث سنوات وتركوهم عرضة للمجاعة والهلاك ولم يقدموا لهم أي عون
إن كان أُميَّه قد حاول استئصال عبد المطلب في الرهان على سباق الخيل فان أحفاده بالتعاون مع قريش حاولوا إستئصال بني هاشم دفعه واحده ومحاصرتهم في شعب أبي طالب ليموتوا جوعا وعطشا ولولا تدخل العنايه الالهيه لكان لهم ما أرادوا ولكن الله نجى رسوله وبني هاشم من الموت جوعا ليتأجل هدف بنو اميه وقريش باستئصال بني هاشم الى يوم كربلاء فرفعوا شعار
(لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه) (3)
المحاوله الثانيه – محاوله يهود الشام زرير وتمام ودريس
محاولة اليهود قتل الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) في الشام
خرج رسول الله مع عمه ابو طالب في تجاره الى الشام وفي قصه طويله
عرف بحيرى الراهب إن هذا الذي مع أبو طالب هو النبي
الموعود
قال
بحيرى لأبي طالب: أرجع بابن أخيك إلى
بلده، وإحذر
عليه اليهود، فوالله
لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغينه شرا، فإنه
كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده
فخرج
به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته
بالشام
وكان
زريرا وتماما ودريسا، وهم نفر من أهل الكتاب قد رأوا من رسول الله
(صلى الله عليه واله وسلم ) مثلما رآه بحيرى في ذلك السفر الذي كان
فيه مع عمه أبي طالب
فأرادوا
قتله فردهم عنه بحيرى وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره
وصفته، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه
ولم
يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم، وصدقوه بما قال فتركوه وانصرفوا
عنه(4)
المحاوله الثالثه – محاوله قريش
قررت قريش قتل محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) فأتوا الى أبي طالب
وقالوا له نعطيك
عماره بن الوليد وإعطينا محمد لنقتله
فأبى
ذلك وقال: أتقتلون إبن أخي وأغذو لكم إبنكم، إن هذا لعجب
فقالوا: خير من أن نغتال محمدا (5)
فقال ابو طالب لمحمد
والله لنْ يصلوا إليك بجمعهم * حتّى أُغَيّبَ في التراب دفينا
ودعوتني وزعمتَ أنّك ناصحٌ * ولـقد صدقتَ وكنتَ ثمّ أمينا
وعرضتَ ديناً قد علمتُ بأنّه * مِـن خيرِ أديانِ البريّة دِيْنَا(6)
علمتْ قريش أنّهم لا يقدرون على قتْل رسول الله، وأنّ أبا طالب لا يسلمه،
وتوعّد أبو طالب زعماء بطون قريش قائلاً
والله لو قتلتموه ما أبقيتُ منكم أحداً حتّى نتفانى نحن وأنتم
ودار على أندية قريش ومعه فتيان بني هاشم ، وقال
بلغني انكم تريدون إغتيال محمد والله لو خدشتموه خدشا ما أبقيت منكم
أحدا إلا قتل (7)
المحاوله
الرابعه - محاوله عمر بن الخطاب
عن
أنس بن مالك قال جاء عمر متقلدا سيفه فلقيه رجل من بني زهرة، فقال:
أين تعمد يا عمر؟
فقال:
أريد أن أقتل محمدا
قال:
وكيف تأمن في بني هاشم، وبني زهرة، وقد قتلت محمدا؟
قال:
فقال عمر: ما أراك إلا صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه
قال:
أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن ختنك وأختك قد صبوا وتركوا دينك
الذي أنت عليه
وقال
ابن عساكر إن عمر كان قبل اسلامه شديد الاذى لرسول الله (صلى الله
عليه واله وسلم ) وقد انتدبته قريش لقتل رسول الله فجاء متقلدا سيفه
وطرق الباب فخرج اليه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فأخذ
رسول الله بمجامع ثيابه، ثم نتره نترة، فما تمالك أن وقع على
ركبتيه في الأرض. فقال: ما أنت بمنته يا عمر؟
حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل
بالوليد بن المغيرة فقال عمر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وباءت محاوله قريش هذه المره بالفشل
ايضا (8)
المحاوله
الخامسه–
ليله الهجره ونوم علي محله
قال تعالى :
﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ
يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ
وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ الانفال 30
وبعد
ان مات ابو طالب أجمعت قريش على قتل رسول الله (صلى الله عليه واله
وسلم )، وقالوا: ليس له اليوم أحد ينصره، وقد مات أبو طالب، فأجمعوا
جميعا على أن يأتوا من كل قبيلة برجل فيجتمعوا عليه فيضربوه
بأسيافهم ضربة رجل واحد، فلا يكون لبني هاشم قوة بمعاداة كل
قريش،نزل جبرائيل عليه السلام فاخبر رسول الله أنهم أجمعوا على أن
يأتوه في الليلة التي أتحدوا فيها، خرج وخلف عليا لرد الودائع التي
كانت عنده وصار إلى الغار فكمن فيه وأتت قريش فراشه فوجدوا عليا
فقالوا: أين ابن عمك؟
قال:
قلتم له أخرج عنا، فخرج عنكم. فطلبوا الأثر فلم يقعوا عليه، وأعمى
الله عليهم المواضع فوقفوا على باب الغار وقد عششت عليه
حمامة
فقالوا:
ما في هذا الغار أحد، وانصرفوا ونجى الله رسوله من
القتل
المحاوله السادسه – محاوله سراقه
تبع
سراقة بن جشعم المدلجي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فلما
لحقه قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ): اللهم إكفنا
سراقة
فساخت
قوائم فرسه، فصاح: يا بن أبي قحافة، قل لصاحبك أن يدعو الله بإطلاق
فرسي، فلعمري لئن لم يصبه مني خير لا يصبه مني شر
فلما
رجع إلى مكة أخبرهم الخبر فكذبوه، وكان أشدهم له تكذيبا أبو جهل،
فقال سراقة:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا لأمر جوادي حيث
ساخت قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمدا رسول الله (9)
المحاوله
السابعه – ابو سفيان والاعرابي
ذكر
البيهقي: كان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة: أما أحد
يغتال محمدا، فإنه يمشي في الأسواق فندرك ثأرنا، فأتاه رجل من العرب
فدخل عليه منزله، وقال له: إن أنت قويتني خرجت إليه حتى
أغتاله
قال:
أنت صاحبنا، فأعطاه بعيرا ونفقة، وقال: إطوِ أمرك، فإني لا آمن أن
يسمع هذا أحد فينمِه إلى محمد
قال
الأعرابي: لا يعلم به أحد
فخرج
ليلا على راحلته ثم أقبل يسأل عن رسول الله (صلى الله عليه واله
وسلم ) حتى أتى المصلى، فقال له قائل: قد توجه إلى بني عبد الأشهل،
فخرج يقود راحلته حتى انتهى إلى بني عبد الأشهل، فعقل راحلته، ثم
أقبل يؤمُ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فوجده في جماعة من
أصحابه يحدثهم في مسجدهم
فدخل،
فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قال لأصحابه: إن هذا
الرجل يريد غدرا، والله حائل بينه وبين ما يريد
فوقف،
فقال: أيكم إبن عبد المطلب؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه واله
وسلم ): أنا ابن عبد المطلب، فذهب ينحني على رسول الله (صلى الله
عليه واله وسلم )، كأنه يساره، فجذبه أسيد بن الحضير، وقال له: تنح
عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )، فإذا الخنجرتحت
إزاره
فقال
رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ): هذا غادر، وسقط في يدي
الأعرابي، وقال: دمي دمي يا محمد،
فقال
رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) أصدقني: ما أنت؟ وما أقدمك؟
فإن صدقتني نفعك الصدق، وإن كذبتني فقد أطلعت على ما هممت
به
قال
الأعربي: فأنا آمن؟
قال:
فأنت آمن
فأخبره
بخبر أبي سفيان وما جعل له
فأمر
به فحبس عند أسيد، ثم دعا به من الغد فقال: قد أمنتك فاذهب حيث شئت،
أو خير لك من ذلك
قال:
وما هو؟ قال (صلى الله عليه واله وسلم ): أن تشهد أن لا إله إلا
الله، وأني رسول الله
قال:
فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، والله يا محمد ما
كنت أفرق الرجال، فما هو إلا أن رأيتك فذهب عقلي، وضعفت نفسي، ثم
إطلعت على ما هممت به مما سبقت به الركبان، ولم يعلمه أحد، فعرفت
أنك ممنوع، وأنك على حق، وأن حزب أبي سفيان حزب
الشيطان
المحاوله
الثامنه – محاوله عمير بن وهب
وكان
عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله (صلى
الله عليه واله وسلم ) وأصحابه، ويلقون منه عناء وهو بمكة، وكان
إبنه وهب بن عمير في أسارى بدر
فذكر
عمير أصحاب القليب ومصابهم
فقال
صفوان: والله لا خير في العيش بعدهم
قال
له عمير: صدقت والله، أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاءه،
وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي، لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن ابني
أسير في أيديهم
قال:
فاغتنمها صفوان وقال
علي
دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شئ
ويعجز عنهم
فقال
له عمير: فاكتم عني شأني وشأنك، قال: أفعل
قال:
ثم أمر عمير بسيفه، فشحذ له وسمّ، ثم إنطلق حتى قدم المدينة فدنا من
النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ثم قال
أنعموا
صباحا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم
فقال
رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ): قد أكرمنا الله بتحية خير من
تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة
فقال:
أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد
قال
(صلى الله عليه واله وسلم ): فما جاء بك يا عمير؟
قال:
جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه
قال
(صلى الله عليه واله وسلم ): فما بال السيف في عنقك؟
قال:
قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شيئاً
قال
(صلى الله عليه واله وسلم ): أصدقني، ما الذي جئت له؟
قال:
ما جئت إلا لذلك
قال
(صلى الله عليه واله وسلم ): بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر،
فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت لولا دين علي وعيال عندي
لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك، على أن تقتلني
له، والله حائل بينك وبين ذلك
قال
عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت
تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم
يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لا أعلم ما أتاك به إلا الله،
فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة
الحق
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ):
فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره، ففعلوا
(10)
المحاوله
التاسعه – محاوله عصابه من زعماء قريش
قال
الله تعالى:
(وَمَا
أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا(النساء 64)
ذكر
الحسن (ع) في تفسير هذه الآية أن اثني عشر رجلاً من المنافقين
إئتمروا فيما بينهم واجتمعوا على مكيدة لرسول الله فأتاه جبرائيل
فأخبره بها فقال (صلى الله عليه واله وسلم ) إن قوماً دخلوا يريدون
أمراً لا ينالونه فليقوموا وليستغفروا الله وليعترفوا بذلك حتى أشفع
لهم فلم يقوموا فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) مراراً
الا تقومون فلم يقم أحد منهم فقال (صلى الله عليه واله
وسلم)
قم
يا فلان قم يا فلان حتى عدّ اثني عشر رجلاً ، فقاموا وقالوا: كنا
عزمنا على ما قلت ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا، فاشفع
لنا
فقال:
الآن أخرجوا أنا كنت في بدء الأمر أقرب إلى الاستغفار وكان الله
أقرب إلى الإجابة، أخرجوا عني (11)
الواضح
من هذا النص أن الذين اشتركوا في محاولة قتل النبي (صلى الله عليه
واله وسلم ) هنا من أعمدة الحزب القرشي، بحيث أبدل الراوي أو الناشر
اسمهم إلى فلان وفلان وفلان
المحاوله
العاشره – محاوله رجال قريش الذين دخلواالاسلام لغرض القضاء عليه من
الداخل
حاول
المتسترين بالاسلام من قريش من الطلقاء وابناء الطلقاء قتل النبي
اثناء المعركه ومن بين هؤلاء القوم شيبه بن عثمان
ففي
معركة حنين أراد البعض من الطلقاء اغتيال النبي (صلى الله عليه واله
وسلم ) فلم يفلحوا ومنهم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد
الدار، وكان أبوه قد قتله علي (ع) في معركة أحد
وقال
اليعقوبي
وأبدى
بعض قريش ما كان في نفسه. فقال أبو سفيان: لا تنتهي والله هزيمتهم
دون البحر، وقال كلدة بن حنبل: اليوم بطل السحر، وقال شيبة بن
عثمان: اليوم أقتل محمدا
فقال
رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) للعباس: صح يا للأنصار، وصح
يا أهل بيعة الرضوان، صح يا أصحاب سورة البقرة، يا أصحاب السمرة. ثم
انفض الناس وفتح الله على نبيه وأيده بجنود من الملائكة ومضى علي بن
أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله، وكانت
الهزيمة
المحاوله
الحاديه عشره – محاولة يهود بني النضير
بعد
وصول النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) إلى المدينة، حاولت
طوائف اليهود اغتياله، فخطط يهود بني النضير لإلقاء صخرة عليه أثناء
زيارته لهم، فأخبره الله تعالى بذلك
خرج
رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) إلى بني النضير يستعينهم في
الدية، قالوا: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت، ثم خلا بعضهم
ببعض فقالوا إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله (صلى
الله عليه واله وسلم ) إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد
فقالوا:
اما من رجل يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيقتله بها فيريحنا منه،
فانتدبوا لذلك عمرو بن جحاش بن كعب فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه
صخرة
فأتى
النبي الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وقال لأصحابه: لا
تبرحوا، فخرج راجعا إلى المدينة
فلما
استبطأ النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) أصحابه قاموا في طلبه،
فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عنه فقال: رأيته داخلا المدينة.
فأقبل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) حتى انتهوا إليه
فأخبرهم الخبر بما أرادت اليهود من الغدر، وأمر رسول الله (صلى الله
عليه واله وسلم ) بحربهم والسير إليهم، فسار بالناس حتى نزل بهم
فتحصنوا منه في الحصون (12)
المحاوله
الثانيه عشره – محاولة يهود خيبر
واستمر
اليهود في محاولاتهم لقتل الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) وفي
السنة السابعة وبعد معركة خيبر أهدت زينب بنت الحارث امرأة سلام بن
مشكم للنبي (صلى الله عليه واله وسلم ) شاة مصلية وكانت قد سألت أي
عضو من الشاة أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فقيل
لها الذراع فأكثرت فيها السم، وسمت سائر الشاة ثم جاءت بها، فلما
وضعتها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) تناول الذراع
فأخذها فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور، وقد
أخذ منها كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فأما بشر
فأساغها، وأما رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فلفظها ثم قال:
إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم ثم دعا بها فاعترفت
فمات
بشر بن البراء من أكلته ولم يأكل رسول الله (صلى الله عليه واله
وسلم ) من ذلك السم شيئا (13)
المحاوله الثالثه عشره – محاوله ليله
العقبه
وكانت
غزوة تبوك بعد انتصار المسلمين على المشركين، وسيطرتهم على جزيرة
العرب، فوجد المنافقون أن ملك المسلمين أصبح عظيما، وبلادهم واسعة،
فسعوا لقتل النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) للسيطرة على
خلافته
ورجع
رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قافلا من تبوك إلى
المدينة
وقال
لاصحابه من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم، وأخذ النبي
(صلى الله عليه واله وسلم ) العقبة(والعقبه هي الجبل الذي يعترض
الطريق وطريقه صعب ) وأخذ الناس بطن الوادي إلا النفر الذين مكروا
برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) لما سمعوا بذلك استعدوا
وتلثموا، وقد هموا بأمر عظيم، وأمر رسول الله (صلى الله عليه واله
وسلم ) حذيفة بن اليمان، وعمار بن ياسر، فمشيا معه مشيا، وأمر عمارا
أن يأخذ بزمام الناقة، وأمر حذيفة أن يسوقها فبينا هم يسيرون إذ
سمعوا بالقوم من ورائهم قد غشوهم فغضب رسول الله (صلى الله عليه
واله وسلم )، وأمر حذيفة أن يردهم، فرجع ومعه محجن، فاستقبل وجوه
رواحلهم، فضربها ضربا بالمحجن، وأبصر القوم وهم متلثمون، فرعبهم
الله عزوجل حين أبصروا حذيفة، وظنوا أن مكرهم قد ظهر عليه، فأسرعوا
حتى خالطوا الناس، وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول الله (صلى الله عليه
واله وسلم )، فلما أدركه، قال: اضرب الراحلة يا حذيفة، وامش أنت يا
عمار، فأسرعوا حتى خرجوا من العقبة ينتظرون الناس،
وكان
النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) قد قال لحذيفة: هل عرفت من هؤلاء
الرهط أو الركب، أو أحدا منهم؟ قال حذيفة: عرفت راحلة فلان وفلان،
وقال: كانت ظلمة الليل، وغشيتهم وهم متلثمون، فقال (صلى الله عليه
واله وسلم ): هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا؟ قالوا: لا
والله يا رسول الله، قال: فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا أظلمت في
العقبة طرحوني منها، قالوا: أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاءك
الناس فتضرب أعناقهم؟
قال:
أكره أن يتحدث الناس ويقولوا إن محمدا قد وضع يده في أصحابه، فسماهم
لهما، وقال: اكتماهم (ابن كثير في البدايه والنهايه)
ولما
جمعهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وأخبرهم بما قالوه
وأجمعوا له فحلفوا بالله ما قالوا
فأنزل
الله تعالى الايه ( 74) سوره التوبه
(يَحْلِفُونَ
بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ
وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا
وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ
فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا
يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا
نَصِيرٍ ﴿ ٧٤ ﴾
كتم
حذيفه الخبر ولم يبح باسماء هؤلاء النفر من قريش ولكي تعرف مدى قوه
هؤلاء القوم في قريش اليك حديث حذيفه التالي
قال
حذیفة:
لو
كنت على شاطئ نھر، وقد مددت یدي لاغترف فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت
یدي إلى فمي حتى أقتل
فلا
عجب اذن ان يقول المؤرخون فلان وفلان ويتحاشون ذكر اسمائهم خوفا على
حياتهم(14)
المحاوله الرابعه عشره - محاوله عامر بن الطفيل
وفي تفسير الثعلبي(5/276):
(قال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يا رسول الله هذا عامر بن الطفيل وهو مشرك. فقال: دعه فإن يرد الله به خيراً يهده، فأقبل حتى قام عليه فقال: يا محمد ما لي إن أسلمت؟ قال: لك ما للمسلمين وعليك ما على المسلمين، قال: تجعل لي الأمر بعدك. قال: ليس ذلك إليَّ إنما ذاك إلى الله يجعله حيث يشاء. قال: فاجعلني على الوبر وأنت على المدر، قال الرجل: فماذا يجعل لي؟ قال: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها.قال: أوليس ذلك لي اليوم؟ قال: لا. قال: قم معي أُكلمك، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يوصي إلى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فَدُرْ من ورائهِ بالسيف، فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وآله فدار أربد بن ربيعة خلف النبي ص ليضربه فاخترط من سيفه شبراً ثم حبسه الله عنه فلم يقدر على قتله،وعامر يومئ إليه فالتفت رسول الله ص فرأى أربد وما منع بسيفه! فقال: اللهم أكفنيهما بما شئت، فأرسل الله على أربد صاعقة في يوم صاح صائف. وولى عامر هارباً، وقال: يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملأنها عليك خيلا جرداً وفتياناً مرداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يمنعك الله من ذلك وأبناء قيلة
المحاولة الخامسه عشره - محاوله دعثور بن الحارث
روى الكليني في الكافي (8/127):
( عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه، فرآه رجل من المشركين، والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل، فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمداً، فجاء وشد على رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف ثم قال: من ينجيك مني يا محمد؟ فقال: ربي وربك، فنسفه جبرئيل عن فرسه فسقط على ظهره، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ السيف، وجلس على صدره وقال: من ينجيك مني يا غورث؟ فقال: جودك وكرمك يا محمد! فتركه، فقام وهو يقول: والله لأنت خير مني وأكرم
المحاولة السادسه عشره - محاوله النضر بن الحارث العبدري
في المناقب (1/68):
(الواقدي: خرج النبي صلى الله عليه وآله للحاجة في وسط النهار بعيداً فبلغ إلى أسفل ثنية الحجون فاتبعه النضر بن الحارث يرجو أن يغتاله، فلما دنا منه عاد راجعاً فلقيه أبوجهل فقال: من أين جئت؟قال:كنت طمعت أن أغتال محمداً فلما قربت منه فإذا أساود تضرب بأنيابها على رأسه فاتحة أفواهها. فقال أبوجهل: هذا بعض سحره
المحاوله السابعه عشره - قريش تقتل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وتستلم السلطه
أمر رسول الله بتجهيز حمله أسامه وأمر كبار الصحابه من قريش بالانضمام للحمله
اتخذت قريش قرارا عاجلا بقتل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )
وذلك للاسباب التاليه:
اولا
: إن
الحزب القرشي قد عرف هدف الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) من حمله
أسامه التي وضع فيها كبار وجوه قريش
ثانيا
: كان
مقصد الحملة بلاد الشام وهي بلاد بعيدة عن المدينة تحتاج إلى فترة
طويلة للذهاب والعودة
ثالثا: كان
النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) قد عين عليا (ع) وصياً له في يوم
الغدير أي في تلك الفترة الزمنية
رابعا
: لقد
أخبر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) عن وفاته القريبة وهذا يعني
ذهاب الخلافة إلى علي بن أبي طالب الذي بايعه النبي وجميع المسلمين
في غدير خم
وهذا
مالا تقبله قريش ابدا كما اعترف بذلك عمر بن الخطاب حيث
قال
(لاتجتمع
النبوه والامامه في بني هاشم ابدا) (15)
لذلك
صدر قرار قريش في التخلف عن الحمله او التريث في الخروج وقتل محمد
(صلى الله عليه واله وسلم ) بصوره سريه وعاجله وذلك بدسم السم له
لكي يتسنى لهم اختطاف السلطه
تفاصيل
الخطه
طلبت
عائشه ان يكون تمريض رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) في بيتها
وكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) يغمى عليه ويفيق من شده
الحمى وقد حاولوا أن يلدّوه ( واللدود هو نوع من الادويه يعطى
للمريض)
ولكن
اللدود الذي أُعطي للرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) كان ممزوجا
بسم من الحبشه
فعندما
أفاق الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) نهاهم عن ذلك وقال
لهم
(الم
أقل لكم لا تلدوني)
فقالوا
لدفع التهمه عنهم إن العباس هو من أعطاك اللدود
(16)
وعن
عائشة قالت: لددنا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) في مرضه
فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني
قلنا:
كراهية المريض للدواء
وأيد
الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين مقتل الرسول (صلى الله عليه
واله وسلم ) بالسم
وقال
الشعبي:
والله
لقد سمَّ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )(17)
وقبل ان يفارق الدنيا أراد أن يكتب للامه وصيه لاتضل بعدها
أبدا
فهم
عمر ومجموعه من قريش كانوا حول سرير رسول الله (صلى الله عليه واله
وسلم ) مايريد فمنعوه من كتابه الكتاب وقالوا حسبنا كتاب الله ان
النبي غلبه الوجع وفي لفظ اخر إن النبي يهجر
عن
إبن عباس (ر) قال : لما حضر رسول الله (صلى الله عليه واله
وسلم ) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي (صلى
الله عليه واله وسلم ) : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال
عمر : أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) قد غلب عليه الوجع
وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من
يقول : قربوا يكتب لكم النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) كتابا
لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو
والاختلاف عند النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ، قال رسول
الله:
قوموا ، قال عبيد الله : فكان ابن عباس ، يقول إن
الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم
) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم
ولغطهم(18)
وفي
لفظ اخر ..وعن ابن عباس يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول
الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وجعه ، فقال : ائتوني أكتب لكم
كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، فقالوا : ما شأنه أهجر؟
استفهموه فذهبوا يردون عليه ، فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما
تدعوني إليه ،(19)
إنقلب
اليهود على موسى (ع) وعبدوا العجل وإنقلب النصارى على المسيح وباعوه
بدراهم معدوده لليهود وإنقلبت امه محمد (صلى الله عليه واله وسلم )
بدافع الحسد والنزاع على السلطه وكره الدين الجديد على نبيها محمد
(صلى الله عليه واله وسلم)
وقال
الله تعالى:
(وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ
أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ
وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ
وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ( ال عمران)144
وقال
تعالى :
(أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا
يُفْتَنُونَ ﴿ 2 ﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
الْكَاذِبِينَ) ﴿ العنكبوت3 ﴾
سقطت
قريش في الفتنه بدافع الحسد والتنازع على السلطه و العصبيه القبليه
وكرهها لبني هاشم
رفضت
قريش ان يكتب لهم رسول الله وصيه لن يضلوا بعدها ابدا
وقالوا
(حسبنا
كتاب الله )
وذلك
يعني تخلي صريح عن الحديث والسنه النبويه فرفضوا الحديث ومنعوا
تدوينه وحرقوا المدون منه ومنعوا التحديث بما يعارض مصالحهم عقودا
وسنتطرق لذلك بالتفصيل لاحقا ان شاء الله
محاولات اليهود قتل رسول الله وهو في صلب ابيه
واجداده
المحاوله
الثامنه عشره - محاوله قتل عبد الله والد النبي
رأى الكهنة و أحبار اليهود عبد الله و قد تخلص من الذبح و خاب أملهم و بطل عملهم فامتلئوا عليه غيظا و حنقا و كانوا فرحين بذبح عبد الله فلما فداه الله خاب أملهم قال بعضهم لبعض نعمل حيلة تكون في هلاكهم فقال كبيرهم و كان اسمه طيبون و قيل ربيبان و كانوا يسمعون كلامه و يطيعون أمره و قال لهم نعمل طعاما و نضع فيه سما و نهديه إلى عبد المطلب و نقول له هذا طعام عملناه كرامة و إجلالا لعبد الله لخلاصه من الذبح فإن أكلوا انقطعت آثارهم و عدمت شوكتهم التي كنا نخشى منها و هاشم أصلها و تخشى منها الأحبار و الكهان و عبد المطلب فرعها الذي يتوالدون منه و ثمرها قال فعزم القوم على ذلك و صنعوا طعاما و مزجوه بالسم و أرسلوه إلى دار عبد المطلب مع نساء من نسائهم مختفيات مبرقعات ليخفى أمرهم و لا يعلم أحد من أين أتين قال و كان عبد المطلب و أولاده مجتمعين في دار فاطمة ام عبد الله بن عبد المطلب فقرعن الباب و خرجت فاطمة إليهن و رحبت بهن و قالت لهن من أين أقبلتن قلن نحن من أقاربكم من بني عبد مناف و قد دخل علينا السرور لخلاص ولدكم و قد عملنا وليمة و بعثنا ببعضها ثم دفعن ذلك لفاطمة فأخذت فاطمة منهن الطعام و دخلت به إلى عبد المطلب فذكرت له ما قالت لها النساء فلم ينكر شيئا من ذلك فغسلوا أيديهم و قال هلموا إلى ما خصكم به أقاربكم ثم إنهم هموا بالأكل و كان أول دلالة ظهرت من نور رسول الله ( ص) إن الله سبحانه و تعالى أنطق الطعام و قال لا تأكلوني فإني مسموم
فتفرقوا عنه القوم و خرجوا يطلبون النساء فلم يقفوا لهن على أثر فعلموا أنهن من أعدائهم اليهود ثم إنهم حفروا للطعام حفيرة و ألقوه فيها ( 20)
المحاوله التاسعه عشره – المحاوله الثانيه لقتل عبد الله والد النبي
كانت عند اليهود جبه بيضاء ليحيى بن زكريا ملطخه بدمه وقد اخبر رهبان واحبار اليهود بعضهم بعضا انه متى قطر دم من الجبه فان النبي الموعود الذي يقتل اليهود سيظهر
ولما رأى اليهود ان الجبه قطرت دما علموا ان النبي الموعود قد ظهر
اجتمع الأحبار بأرض الشام و تكلموا في مولد رسول الله (ص) الذي جرى من جبة يحيى بن زكريا فلما تحققوا و علموا أنه قد قرب خروج السيف المسلول و تظاهرت أنواره تشاوروا فيما بينهم من المشورة أن يسيروا إلى حبرهم و كان في قرية من قرى الأزد و كانوا يقتبسون من نوره و كان قد بلغ من العمر مائة سنة فقصده القوم فلما وصلوا إليه قال ما قدوم الأحبار و علماء الأمصار؟ فقالوا قد أخبرنا في كتبنا من هذا الرجل الذي يقال له السفاك الهتاك الذي تقاتل معه الأملاك يقال له محمد بن عبد الله من آل عبد مناف و ما نلقى عند ظهوره من الأهوال و قد قرب ظهوره و قد جئناك لنشاورك في أمره قبل انتهائه
فقال يا قوم اعلموا أن من أراد إبطال ما أراد الله جاهل مغرور و إنه لكائن بكم و هذا الرجل الذي ذكرتموه فقد سبق عند الله علمه فكيف تقدرون على إبطاله و هو يبطل سحرة الكهان و يزيل دولة الأصنام و سيكون له وزير و قرين و شأن و أي شأن
فلما سمعوا كلامه حاروا و كان لهم حبر من أحبارهم يقال له هيوبا بن داحورا و كان متمردا قويا شديد البأس عظيم المراس قال يا قوم إن هذا الرجل قد كبر و خرف و قد قل عقله إياكم أن تسمعوا قوله ثم قال لهم أرأيتم الشجرة إذا انقطع أصلها فهل تعود خضراء؟ قالوا لا قال فإن قتلتم صاحبكم الذي يخرج من صلبه هذا المولود فما الذي تخافون منه فتفرقوا من وقتكم و ساعتكم و خذوا معكم تجارة و سيروا إلى البلد الذي هو فيها يعني مكة فإذا حصلتم في مكة دبروا الحيلة في هلاك هذا الرجل
فقصدوا قوله و قالوا أنت سيدنا و عمادنا فقال لهم انظروا بما أفعل و ما آمركم به ثم أريد أن آخذ عليكم العهد و الميثاق و أنا معكم بسيفي و رمحي و أسير معكم حتى تعاهدوني و لا تخالفوني فليعمد كل واحد منكم إلى سيفه و يسقيه من السم فهو أشفى لعلتكم قال فأجابوه إلى ذلك و عاهدوه على أنهم يجتمعون قال و خرجوا بجمالهم و حملوا ما يصلح ما يحتاجوا إليه في السفر ثم إنهم ساروا حتى قدموا مكة و إذا بهاتف يسمعون صوته و لا يرونه و هو ينشد و يقول أفلح من يصلي على الرسول
فلما سمعوا كلام الهاتف هموا بالرجوع فقال لهم هيوبا يا قوم اعلموا أن هذا الوادي قد كثرت فيه الكهان و الشياطين و أن هذا الهاتف شيطان قد أخذ سركم و علم قصدكم فلا تخلفون فعند ذلك تبادر القوم و كان كل من لقيهم يحدثهم بحسن عبد الله و جماله فوقع الكمد في قلوبهم إلى أن وصلوا مكة فلم ينكر عليهم أحد مما في قلوبهم و ظنوا أنهم تجار و جعلوا يسومون متاعهم و لا يبيعون منه شيئا و إنما يريدون بذلك المقام في مكة و الحيلة في قتل عبد الله بن عبد المطلب
كان عبد الله مولعا بالصيد و القنص و كان إذا خرج إلى الصيد لا يرجع إلا ليلا و كان خروجه من عند أبيه عبد المطلب فلم يجدوا إليه سبيلا حتى خرج ذات يوم وحده فطمعوا به و خرجوا في أثره و جدوا المسير عازمين على أن يظفروا به فقال بعضهم لبعض إننا نخاف من فتيان بني هاشم و هم رجال لا يطاقون و قد ذلت لهم العمالقة و فزعت من سيوفهم الجبابرة و نخشى أن يشعروا بنا فيخرجون وراءنا فلما سمع هيوبا مقالتهم قال لهم خاب سعيكم فإن كنتم هكذا فما الذي أتى بكم إلى هاهنا؟ ثم قال لا بد من قتل هذا الغلام و لو طال عليكم المقام فلم تجدوا يوما أحسن من هذا اليوم فإن قتلناه و اتهمونا بديته فأنا أسلمه من مالي
و بعثوا عبدا من عبيدهم ينظر إلى أين يتوجه عبد الله فرجع العبد و أخبرهم أن عبد الله غاب بين الشعاب و الجبال و قد خرج من العمران و ليس معه إنسان قال فعزم القوم على ما أملوه و جعلوا نصفا منهم عند متاعهم و النصف الآخر جعلوا سيوفهم تحت ثيابهم و خرج العبد الذي أخبرهم بأي مكان و ساروا حتى أوقفهم على رأسه ثم قال يا قوم دونكم ما تطلبون و كان عبد الله قد صاد حمار وحش و هم أن يسلخه و إذا بالقوم قد أقبلوا إليه قاصدين فقال لهم هيوبا بن داحورا هذا صاحبكم الذي خرجتم لأجله فما أحس عبد الله إلا و القوم قد أحاطوا به و كانوا قد تفرقوا فرقتين و قد قالوا للذين تركوهم عند متاعهم إذا دعوناكم أجيبونا مسرعين
فلما أشرفوا على عبد الله و قد سدوا الطريق عليه و زعموا أنهم حكموا عليه فرفع رأسه و نظرهم و إذا هم محدقين به فعلم أنهم يريدون قتله فترك ما كان في يده و أقبل عليهم و قال يا قوم ما شأنكم؟ فو الله ما سبقت يدي على أحد بمكروه أبدا فتطلبوني به و لا مال غصبته و لا قتلت أحدا فتقتلوني فما حاجتكم؟ فإن يكن سبق مني إليكم ذنب فأخبروني حتى أعرف ما هو وكان اليهود قد تلثموا و لم يبين منهم إلا حماليق الحدق فلم يردوا عليه جوابا فأشار بعضهم إلى بعض و هموا أن يهجموا عليه قال فوضع عبد الله سهما في قوسه و رمى به نحوهم فأصاب واحدا منهم فوقع ميتا بحينه ثم رماهم بأربع نبال أصاب بها أربعة رجال قال فاشتغلوا عنه بأنفسهم فأخذ الخامسة و أنشأ يقول أفلح من يصلي على الرسول
فعندها صاح بهم هيوبا بن داحورا فبادرواإليه و اجتمعوا عليه و هو يكر عليهم يمينا و شمالا و كلما رمى رجلا خر صريعا و نزل عبد الله و استند إلى جانب المضيق و قد هجموا عليه بأجمعهم و هم يرمونه بالحجارة من كل جانب و مكان فبينما هم بالمعركة و إذا هم برجال قد أقبلوا و بأيديهم السيوف الهندية متقلدين الرماح الخطية لابسين الدروع المجلية و هم مسرعين نحوهم فتأملوهم و إذا هم بنو هاشم و بنو عبد مناف و فتيان مكة و كان أولهم أبو طالب و الحمزة و العباس
و كان أخبرهم بخبره رجل يقال له وهب لأنه قد أشرف عليهم و هم بالمعركة فهم أن ينزل عليهم بنفسه فقال ما أصنع بأعداء الله و أنا واحد ثم أقبل إلى الحرم و صاح يا بني عبد المطلب فبادروا إليه مسرعين فأخبرهم بخبر عبد الله و أقبلوا إليه مسرعين فلما رآهم اليهود أيقنوا بالهلاك و نزل بهم من الله ما لا يرد ثم قال لهم ما شأنكم؟ قالوا إنما أردنا أن نعلم بحقيقة الحال فقال لهم هيهات قد علمناكم و جاهدتم أنفسكم بالهلاك
وأما الفرقة التي كانت عندالأمتعة فإنهم هموا بالفرار من المضيق حتى ظنوا أنهم نجوا فأتاهم أمر الله فسقطت عليهم من الجبل قطعة فسدت عليهم المضيق فلم يجدوا مهربا من الله فلحقهم عبد المطلب و أصحابه و أهل مكة و أما الفرقة الأخرى التي كانت من الجانب الآخر مع هيوبا عدو الله قتلوا منهم ما شاء الله ثم قال رجل من اليهود دعونا نصل إلى البلد و افعلوا بنا ما تشاءون فإن لنا مع الناس متاع و مال و أشياء كان خلفناها و أنتم أحق به فخذوه و لا تقتلونا حتى نصل إلى البلد فكتفوهم عن آخرهم و أقبلوا على ناحية الطريق و ساقوا الجميع إلى مكة و أقبل عبد المطلب إلى مكة و أقبل على ولده و هو يقول يا ولدي لولا وهب بن عبد مناف أخبرنا بما كان خبرك ما علمنا بخبرك و لكن الله يكفيك و يقيك من كل سوء ثم ساقوا اليهود مكتفين و ساروا إلى مكة فلما أشرفوا على مكة خرج الناس يهنئونهم بالسلامة و إذا باليهود مصفدين أسارى فجعل الناس يرمونهم بالحجارة و هموا أن يقتلوهم (21)
المحاوله العشرون - محاوله اليهود قتل عبد المطلب بن هاشم
حاول اليهود جاهدين منع زواج هاشم بسلمى بنت عمرو النجار وبعد ان تزوج هاشم بسلمى بنت عمرو النجار وولدت شيبه (عبد المطلب ) كانوا يتحينون الفرص لقتله لمعرفتهم بانه جد الرسول محمد بن عبد الله
فَلَمَّا تَمَّ لَهُ سَبْعُ سِنِينَ اشْتَدَّ حِيَلِهِ وَ قَوِيَ بَأْسُهُ وَ تَبِينُ لِلنَّاسِ فَضْلِهِ
(مر بنا سابقا ان المطلب ذهب لاخذ ابن اخيه من امه ولاباس باعادتها باختصار لتوضيح محاوله قتل عبد المطلب )
جاء رَجُلًا مِنْ بَنِي الْحَرْثِ إِلَى يَثْرِبَ فِي حَاجَةٍ فَإِذَا بِابْنِ هَاشِمٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ وَ قَدْ عَمٍّ نُورِهِ الْبِلَادِ فَوَقَفَ الرَّجُلِ وَ هُوَ ينتدب بَيْنَ الْأَوْلَادِ وَ يَقُولُ أَنَا ابْنِ زَمْزَمَ وَ الصَّفَا وَ الْمَقَامِ أَنَا ابْنِ هَاشِمٍ وَ كَفَى فَنَادَاهُ الرَّجُلِ وَ قَالَ يَا فَتَى
فَقَالَ مَا تُرِيدُ يَا عَمٍّ؟
فَقَالَ مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ شَيْبَةَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَ قَدْ مَاتَ أَبِي وَ جفوني عُمُومَتِي وَ نسوني أَهْلِي وَ بَقِيَتْ عِنْدَ أُمِّي وَ أَخْوَالِي فَمَنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا عَمِّ؟
قَالَ مِنْ مَكَّةَ
فَقَالَ وَ هَلْ ستحمل لِي بِرِسَالَةِ وَ تتقلد إِلَيَّ أَمَانَةٍ؟
فَقَالَ الْحَرْثِ وَ حَقٌّ أَبِيكَ وَ أَبِي أَفْعَلُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ ثُمَّ قَالَ يَا عَمٍّ إِذَا رَجَعْتَ إِلَى بَلَدُكَ سَالِماً وَ رَأَيْتَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ فَأَقْرِئْهُمُ عَنِّي السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُمْ إِنَّ مَعِي رِسَالَةِ مِنْ يَتِيمٍ قَدْ مَاتَ أَبُوهُ وَ جَفَوْهُ أَعْمَامِهِ ثُمَّ قُلْ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مَا أَسْرَعَ مَا نَسِيتُمْ وَصِيَّةِ هَاشِمٍ وَ ضَيَّعْتُمْ نَسْلِهِ
الحرث يبلغ الرساله
فَبَكَى الرَّجُلِ وَ اسْتَوَى عَلَى ظَهَرَ رَاحِلَتِهِ وَ أَرْسَلَ زِمَامَهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا رِسَالَةِ الْغُلَامُ ثُمَّ أَتَى إِلَى مَجْلِسٍ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ فوجدهم جُلُوساً فأنعمهم صَبَاحاً وَ قَالَ
يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَرَاكُمْ قَدْ غَفَلْتُمُ عَنْ عزكم وَ تَرَكْتُمْ مصباحكم يَسْتَضِيءُ بِهِ غَيْرِكُمْ فَقَالُوا مَا سَبَبُ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُمْ بِوَصِيَّةٍ الْغُلَامُ ابْنِ أَخِيهِمْ فَقَالُوا مَا شَاهَدْنَاهُ أَنَّهُ صَارَ إِلَى هَذَا الْأَمْرِ
فَقَالَ لَهُمْ الْحَرْثِ وَ اللَّهِ إِنَّهُ ليعجز مِنْهُ الْفُصَحَاءُ لفصاحته وَ يَعْجِزُ عَنْهُ اللَّبِيبِ لِكَلَامِهِ وَ عَنْ خطابه وَ إِنَّهُ لفصيح قَوِيَ الْجِنَانِ فَائِقٌ عَلَى الْغِلْمَانِ أَدِيبُ إِلَى عَقْلِهِ الْكِفَايَةِ وَ إِلَى جُودِهِ
قَالَ وَ كَانَ الْمُطَّلِبِ أَشَدُّ أَهْلِ زَمَانِهِ بَأْساً وَ أَعْظَمُ مِرَاساً فَقَالُوا لَهُ إِخْوَتَهُ نَخْشَى عَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمُ بِهِ أُمِّهِ سَلْمَى وَ لَا تَدَعْهُ يَخْرُجُ مَعَكَ لِأَنَّهَا شَرَطْتُ عَلَى أَخِيكَ بِذَلِكَ فَقَالَ يَا قَوْمٍ إِنْ لِي فِي ذَلِكَ أَمْراً دَبَّرَهُ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
خرج المطلب في طلب ابن اخيه
ثُمَّ إِنَّهُ تأهب لِلْخُرُوجِ وَ أَفْرَغَ عَلَيْهِ لِأُمِّهِ حَرْبِهِ وَ رَكِبَ مطيته وَ أَرْخَى زِمَامَهَا إِلَى أَنْ وَصَلَ يَثْرِبَ وَ أَخْفَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُشْعِرُ بِهِ أَحَدٌ فتخبر سَلْمَى عَنْهُ وَ لَمْ يَزَلْ يُتَرَصَّدُ فَوَجَدَ شَيْبَةَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَعَرَفَهُ بِالنُّورِ السَّاطِعِ وَ الضِّيَاءِ اللَّامِعِ الَّذِي أَوْدَعَهُ اللَّهِ فِيهِ وَ قَدْ رَفَعَ صَخْرَةٍ عَظِيمَةٌ وَ قَالَ أَنَا ابْنِ هَاشِمٍ الْمَعْرُوفِ بالعطايا قَالَ فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامِهِ أَنَاخَ مطيته وَ نَادَى ادْنُ مِنِّي يَا ابْنَ أَخِي فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ شَيْبَةَ وَ قَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ يَا هَذَا؟ فَقَدْ مَالِ قَلْبِي إِلَيْكَ وَ أَظُنُّكَ مِنْ بَعْضِ عُمُومَتِي فَقَالَ لَهُ أَنَا عَمِّكَ الْمُطَّلِبِ فأسبل عِبْرَتِهِ وَ جَعَلَ يُقَبِّلُهُ وَ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي أَ تُحِبُّ أَنْ تَمْضِيَ مَعِي إِلَى بِلَادِ أَبِيكَ وَ أعمامك وَ تَكُونُ فِي دَارِ عِزِّكَ؟
فَقَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ أَسْرَعُ بِنَا بالمسير فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَعْلَمُوا بِنَا أُمِّي وَ عَشِيرَتِهَا فيلحقوا بِنَا وَ يأخذوني مِنْكَ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَرْكَبُ لركوبها أبطال الْأَوْسِ وَ الْخَزْرَجِ
فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي فِي اللَّهِ الْكِفَايَةِ مِنْ كُلِّ رَزِيَّةٍ ثُمَّ سَارُوا وَ رَكِبُوا الْجَادَّةِ الْكُبْرَى
اليهود يلحقون بالمطلب لقتل عبد المطلب
ثُمَّ إِنْ الْمُطَّلِبِ اسْتَوَى عَلَى ظَهَرَ نَاقَتِهِ وَ أَرْدَفَ ابْنِ أَخِيهِ قُدَّامَهُ وَ جَرَّدَ سَيْفَهُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا صَهِيلَ الْخَيْلِ وَ زعقات الرِّجَالِ وَ قَعْقَعَةَ اللجم وَ هَمْهَمَةً الْأَبْطَالِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَالَ الْمُطَّلِبِ يَا ابْنَ أَخِي دهمنا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ
وإِنَّ الَّذِي أَعْطَاكَ هَذَا النُّورِ يَقْدِرُ أَنْ يَصْرِفُ عَنَّا كُلِّ مَحْذُورٍ قَالَ فَبَيْنَمَا هُمْ يتخاطبون فِي الْكَلَامِ إِذْ أدركتهما الْخَيْلِ وَ إِذَا هُمْ خَيْلٌ الْيَهُودِ فَلَمَّا رَأَوْا شَيْبَةَ عَلِمُوا أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَ يَكُونُ هَلَاكَهُمْ عَلَى يَدِهِ وَ كَانَ قَدْ بَلَغَهُمْ أَنْ شَيْبَةَ خَرَجَ مَعَ عَمِّهِ فأدركهم الطَّمَعُ فِي قَتَلَهُ فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ يَقْدُمُهُمْ سَيِّدُ مِنْ ساداتهم يُقَالُ لَهُ دِحْيَةَ الْيَهُودِيِّ
هنالك دعا عبد المطلب ربه
هنالك دعا عبد المطلب ربه حين رأى الخيل قد اقتربت منه فاستجاب الله دعاؤه وتوقفت الخبل في مكانها لاتتحرك فنزلوا عنها وتقدمو مشيا نحو عبد المطلب وعمه لقتلهما
فاخذ المطلب قوسه وهو قوس اسماعيل (عليه السلام ) فرماهم بالنبل وقتل منهم عددا عندها تقدم اليه كبير اليهود وفارسهم دحيه اليهودي و طال النزال بهما وفي اثناء ذلك سمعوا صهيل الخيول وقعقعه السلاح واذا بهم فرسان الاوس والخزرج تتقدمهم سلمى
فانسحب اليهود وتقدمت سلمى ورات المطلب مع شيبه سالمين فسالت ابنها عبد المطلب ان كان يرغب باللحوق باعمامه فقال لها نعم ان رضيت
فاخذ المطلب ابن اخيه على ناقته وحث المسير الى مكه وعندما دخلها رأت قريش الفتى والنور يسطع من جبينه فسألو المطلب عنه فقال هذا عبدي فصار اسمه عبد المطلب
التفت قريش حول عبد المطلب تتبرك بنور رسول الله بين عينيه
فلما قدم المطلب بابن أخيه شيبة و نور رسول الله (صلى الله عليه واله ) لائح بين عينيه أتت قريش به يتبركون حتى إذا أصابتهم مصيبة أو نزل بهم قحط أو دهمهم عدو يأتون إليه و يتوسلون بنور رسول الله(صلى الله عليه واله ) فيفرج الله عنهم ما نزل بهم (22)
المحاوله الواحده والعشرون – قتل هاشم بن عبد مناف
ثُمَّ إِنْ هَاشِمٍ سَافَرَ إِلَى غُرَّةِ الشَّامِ بِالتِّجَارَةِ وَ حَضَرَ موسمها فَبَاعَهَا جَمِيعاً وَ لَمْ يَبْقَ مِنْ بِضَاعَتَهُ شَيْءٌ وَ اشْتَرَى مَا يَصْلُحُ لَهُ وَ اشْتَرَى لسلمى طَرَفاً وَ تُحَفاً ثُمَّ إِنَّهُ تَجَهَّزْ لِلسَّفَرِ
فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي عَزَمَ فِيهَا عَلَى السَّفَرِ وَ الرُّجُوعِ إِلَى وَطَنِهِ طَرَقَتْهُ الْعِلَّةُ وَ الفجعة وَ جَاءَتْهُ السُّرْعَةَ وَ حَوَادِثِ الزَّمَانِ فَأَصْبَحَ مُثَقَّلًا فارتحلت الْقَافِلَةُ وَ بَقِيَ هَاشِمٍ وَحْدَهُ مَعَ عَبِيدِهِ وَ غِلْمَانِهِ وَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ الْحَقُوا برفقتكم فَإِنِّي هَالِكٌ لَا مَحَالَةَ ارْجِعُوا إِلَى مَكَّةَ وَ إِنْ مررتم بِيَثْرِبَ فأقرءوا زَوْجَتِي مِنِّي السَّلَامَ وَ أَخْبَرُوهَا بِخَبَرَيْ وَ عزوها بشخصي وَ وصوها بِوُلْدِي فَهُوَ أَكْبَرُ هَمِّي وَ لَوْلَاهُ مَا نِلْتَ أَمْرِي قَالَ فبكوا الْقَوْمِ بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالُوا مَا نبرح مِنْ عِنْدِكَ حَتَّى نَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنْ أَمَرَكَ ثُمَّ أَقَامُوا تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا أَصْبَحَ الصَّبَّاحِ عَلَى هَاشِمٍ ترادف عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْقَلَقِ فَقَالُوا لَهُ كَيْفَ تَجِدْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَا مَقَامَ لَكُمْ عِنْدِي أَكْثَرُ مِنْ يَوْمِي هَذَا وَ غَداً توسدوني التُّرَابِ قَالَ فبكوا الْقَوْمِ وَ عَلِمُوا أَنَّهُ مُفَارِقٍ الدُّنْيَا وَ لَمْ يَزَالُوا يساهرونه إِلَى الْفَجْرِ
الوصيه الاخيره لهاشم
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أقعدوني وَ ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ ثُمَّ إِنَّهُمْ أَتَوْهُ بِمَا طَلَبِ وَ جَعَلَ يُكْتَبُ وَ أَصَابِعَهُ تَرْتَعِدُ وَ هُوَ يَقُولُ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ هَذَا كِتَابِ كَتَبَهُ عَبْدِ ذَلِيلٌ وَ قَدْ جَاءَهُ أَمَرَ مَوْلَاهُ بِالرَّحِيلِ
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ لَكُمْ هَذَا الْكِتَابِ وَ رُوحِي مِنْ الْمَوْتِ تجذب وَ مَا لِي لَا أَجِدُ مِنْ الْمَوْتِ مَهْرَبٌ وَ إِنِّي نَفَذَتْ إِلَيْكُمْ جَمِيعِ أَمْوَالِي وَ ضَيْعَتِي يَا إِخْوَانِي تقاسموها بَيْنَكُمْ بِالسَّوِيَّةِ وَ لَا تَنْسَوُا الْبَعِيدَةِ الْغَائِبَةِ الَّتِي أَخَذَتْ جمالكم وَ احتوت عَلَى عزكم وَ جمالكم سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو فَلَا تنسوها وَ أُوصِيكُمْ بِوُلْدِي الَّذِي مِنْهَا وَ قُولُوا لِخَالِدَةَ وَ صَفِيَّةَ وَ رُقَيَّةُ وَ بَاقِي النِّسَاءِ يَبْكُونَ بالفجيعة وَ يندبوني نَدَبَ الثَّكْلَى وَ بَلَغُوا سَلْمَى عَنِّي أَفْضَلُ السَّلَامِ وَ قُولُوا لَهَا آهِ ثُمَّ آهِ إِنِّي لَمْ أَشْبَعَ مِنْ قَرِبَهَا وَ لَا مِنْ النَّظَرِ إِلَيْهَا وَ لَا إِلَى وُلْدِي وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ إِلَى يَوْمَ النُّشُورُ ثُمَّ طُوًى الْكِتَابِ وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ وَ دَفَعَهُ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ أضجعوني فأضجعوه فشخص بِبَصَرِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ رِفْقاً بِي أَيُّهَا الرَّسُولِ بِمَا حَمَلَتْ مِنْ نُورٍ الْمُصْطَفَى
التحالف الاموي اليهودي ينفذ اول جريمه تحت شعار ( لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه )
عدوان حاقدان على هاشم يتحينان الفرص لقتله اميه واليهود
يقول البلاذري
وَمَاتَ هَاشِمٌ بِغَزَّةَ مِنْ بِلادِ الشَّامِ، فَقَبْرُهُ بِهَا. وَقَدِمَ بِتَرِكَتِهِ وَمَتَاعِهِ أَبُو رُهْمِ بْنُ عَبْد العزى بْن أَبِي قَيْس، من بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَكَانَ لِهَاشِمٍ يَوْمَ مَاتَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً. وَيُقَالُ عِشْرُونَ سَنَةً
وقال مطرود الخزاعي يرثيه
مات الندى بالشام لما أن ثوى... أودى بغزة هاشم لا يبعد
لا يبعدن ربّ الفناء نعوده ... عود السقيم يجود بين العوّد
فجفانه رذم لمن ينتابه ... والنصر منه باللسان وباليد
مَن قتل هاشم بن عبد مناف
اعتقد ان اميه قد دس السم بمساعده يهود الشام لهاشم وسبب هذا الاعتقاد مايلي
اولا
لنعد قراءه المقطعين التاليين:
( فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي عَزَمَ فِيهَا عَلَى السَّفَرِ وَ الرُّجُوعِ إِلَى وَطَنِهِ طَرَقَتْهُ الْعِلَّةُ وَ الفجعة وَ جَاءَتْهُ السُّرْعَةَ وَ حَوَادِثِ الزَّمَانِ فَأَصْبَحَ مُثَقَّلًا فارتحلت الْقَافِلَةُ وَ بَقِيَ هَاشِمٍ وَحْدَهُ مَعَ عَبِيدِهِ وَ غِلْمَانِهِ وَ أَصْحَابِهِ )
(ثُمَّ أَقَامُوا تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا أَصْبَحَ الصَّبَّاحِ عَلَى هَاشِمٍ ترادف عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْقَلَقِ فَقَالُوا لَهُ كَيْفَ تَجِدْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَا مَقَامَ لَكُمْ عِنْدِي أَكْثَرُ مِنْ يَوْمِي هَذَا وَ غَداً توسدوني التُّرَابِ قَالَ فبكوا الْقَوْمِ وَ عَلِمُوا أَنَّهُ مُفَارِقٍ الدُّنْيَا وَ لَمْ يَزَالُوا يساهرونه إِلَى الْفَجْرِ)
من هذين المقطعين يتبين ان العله لم تمهل هاشم اكثر من يوم وليله وان السم الذي سقي لهاشم كان مفعوله سريعا وقويا واليهود في الشام يمتازون بامتلاكهم تلك السموم التي راينا اثارها في كبد الحسن ومالك الاشتر وغيرم ممن قتل بالسم من اهل البيت
ثانيا
كان اميه منفيا الى الشام لعشر سنين ولاعوده له الا بقتل هاشم فهو صاحب المصلحه الحقيقيه بموت هاشم واذا قتل هاشم فانه سيعود سريعا ويصفو له الجو فلا منافس له
ثالثا
يقول البلاذري
وَمَاتَ هَاشِمٌ بِغَزَّةَ مِنْ بِلادِ الشَّامِ، فَقَبْرُهُ بِهَا. وَقَدِمَ بِتَرِكَتِهِ وَمَتَاعِهِ أَبُو رُهْمِ بْنُ عَبْد العزى بْن أَبِي قَيْس، من بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَكَانَ لِهَاشِمٍ يَوْمَ مَاتَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً
وهذا يعني انه في ريعان شبابه ولا يعاني من ازمات صحيه
رابعا
وفي روايه طويله يرويها احمد بن عبد الله البكري في كتابه الانوار ومفتاح السرور والافكار في مولد النبي المختار الجزء الاول صفحه 33 حضر اليهود برئاسه ارمون بن يقطون مع 400 من اليهود مجلس خطبه سلمى بنت عمرو النجار وحاولوا عرقله الخطبه وقتل هاشم ومنع زواج هاشم من سلمى وانتقال نور رسول الله الى سلمى بنت عمرو النجار وحدثت معركه انتهت بمقتل ارمون وهرب اليهود وتمت الخطبه
من هذا يتبين سعي اليهود الحثيث لقتل هاشم وتحين الفرص لذلك
خامسا
لنستعرض وصيه هاشم لسلمى وتحذيرها من اليهود
يا سَلْمَى إِنِّي أُوَدِّعَكَ الْوَدِيعَةِ الَّتِي أَوْدَعَهَا اللَّهِ تَعَالَى آدَمَ ثُمَّ أَوْدَعَهَا آدَمَ شَيْثٍ ثُمَّ أَوْدَعَهَا شَيْثٍ وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ لَمْ يَزَالُوا يَتَوَارَثُونَهَا مِنْ وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا وَ قَدْ شَرَفِنَا اللَّهِ بِهَذَا النُّورِ وَ قَدْ أَوْدَعَهُ إِيَّاكَ وَ أَنَا آخُذُ عَلَيْكَ الْعَهْدِ وَ الْمِيثَاقَ بِأَنْ تَوَقِّيهِ وَ تحفظيه وَ إِنْ أَنْتَ أَتَيْتَ بِهِ وَ أَنَا غَائِبٌ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةِ الْحَدَقَةِ مِنْ الْعَيْنِ وَ الرُّوحُ بَيْنَ الْجَنْبَيْنِ وَ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ لَا تَرَاهُ الْعُيُونِ فَافْعِلِي فَإِنْ لَهُ حسادا وَ أضدادا وَ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْهِ عَدَاوَةً الْيَهُودِ وَ قَدْ رَأَيْتُ مَا جَرَى بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِالْأَمْسِ يَوْمَ خطبتك وَ إِنْ لَمْ أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي هَذَا فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ مُكَرَّماً مَحْفُوظاً إِلَى أَنْ يترعرع وَ احمليه إِلَى الْحَرَمِ دَارِ عِزُّهُ وَ نَصَرَهُ
سادسا
من يستعرض محاولات اليهود العديده لقتل محمد صلى الله عليه واله بعد ولادته ولحين استشهاده ومحاولات اليهود المستميته لقتل جده عبد المطلب ووالده عبد الله لا يبق لديه اي شك بان جنودا من عسل امويه يهوديه قد قتلت هاشم بن عبد مناف (23)
المصادر
1 - البدايه والنهايه
2 - الترمذي في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه والحاكم في مستدرك
3 - تاريخ اليعقوبي 2 / 31
4 - تاريخ ابن الوردي
5 - زيني دحلان الشافعي في ( اسنى المطالب ( ص18 )
6- تاريخ اليعقوبي: 2/31
7 - طبقات ابن سعد1/186
(8)( 8 - مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 18 / 269
(9)(البدايه والنهايه لابن كثير) 9-
10 - الاستيعاب في معرفه الاصحاب ص 1221)
11 - جواهر التاريخ ج3 ص 211
(12)دلائل النبوه للبيهقي 3 / 354 12 -
13- الطبقات 2/201
14 - تهذيب الكمال 5/507
15 - تاريخ الطبري 2/438
16 - سنن البخاري 7/17
17 - مستدرك الحاكم 3/60
18 - صحيح البخاري ج7 ص 9
19 - صحيح البخاري ج5
20 - الأنوار و مفتاح السرور و الأفكار في مولد النبي المختار المؤلف : البكري، أحمد بن عبد الله
21 - المصدر السابق
22 - المصدر السابق
23 - المصدر السابق
الباب الثاني
قريش تنقلب على أعقابها
الفصل الاول .... قريش تنقلب على أعقابها ..خطه الانقلاب
الفصل الثاني... لا تجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم
الفصل الثالث ....عمر بن الخطاب يمهد لبني اميه لاستلام الخلافه
الفصل الرابع .....عمر بن الخطاب يسلّم الخلافه لبني أُميَّه
الفصل الاول
قريش تنقلب على أعقابها
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْـًٔا ۗ وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ )
(ال عمران 144 )
أبو عبيده أمين الامه
إجتمع قوم من قريش و تحالفوا و تعاقدوا على أن لا يطيعوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فيما عرض عليهم من ولايه على بن أبى طالب (ع) بعده يوم غدير خم. فلما رجعوا من الحج و دخلوا المدينه كتبوا صحيفه بينهم وكان أول ما فى الصحيفه النكث لولايه على بن ابى طالب (ع) و إن الامر الى أبى بكر و عمر و أبى عبيده و سالم مولى حذيفه ومعاذ بن جبل و هذا هو السر فيما قاله عمر قبل وفاته لو كان ابو عبيده حيا استخلفته... ولو كان سالم حيا استخلفته ولو كان معاذ بن جبل حيا لاستخلفته
و إستودعوا الصحيفه أبا عبيده بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها
قال حذيفه: حدثتنى اسماء بنت عميس الخثعيمه إمراه ابى بكر: ان القوم إجتمعوا فى منزل أبى بكر فتامروا فى ذلك، و أسماء تسمعهم و تسمع جميع ما يدبرونه فى ذلك حتى إجتمع رايهم على ذلك، فامروا سعيد بن العاص الاموى فكتب هو الصحيفه باتفاق منهم
و أهم ما فيها
هذا ما اتفق عليه الملا من أصحاب محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) من المهاجرين و الانصار بعد ان أجهدوا فى رايهم و تشاوروا فى أمرهم نظرا منهم الى الاسلام و أهله، ليقتدى بهم من ياتى بعدهم
ان الله لما اكمل دينه قبض النبى (صلى الله عليه واله وسلم ) اليه من غير أن يتسخلف أحدا و جعل الاختيار الى المسلمين يختارون لانفسهم من وثقوا برأيه و نصحه لهم، والذى يجب على المسلمين عند مضى خليفه من الخلفاء أن يجتمع ذووا الراى و الصلاح فيتشاوروا فى امورهم، فمن راوه مستحقا للخلافه ولوه امورهم
و لا يكون قربى النبى (صلى الله عليه واله وسلم ) سبب إستحقاق الخلافه و الامامه لان الله يقول: (إن اكرمكم عند الله اتقاكم)
فمن كره ما ذكر و فارق جماعه المسلمين فاقتلوه كائنا من كان
ثم دفعت الصحيفه الى أبى عبيده بن الجراح ليوجه بها الى مكه
فلم تزل الصحيفه فى الكعبه مدفونه الى أوان عمر بن الخطاب فاستخرجها من موضعها وهى الصحيفه التى اشار اليها اميرالمومنين (ع) لما توفى عمر، فوقف به و هو مسجى بثوبه، فقال: ما أحب الى أن القى الله بصحيفه هذا المسجى
ويروى إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) صلى بالناس صلاه الفجر، ثم جلس فى مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت الى ابى عبيده بن الجراج فقال له
بخ بخ من مثلك و قد أصبحت أمين هذه الامه، ثم تلا
(فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم و ويل لهم مما يكسبون) (البقره: 79)
لقد أشبه هولاء رجال فى هذه الامه (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴿١٠٨﴾) (النساء)
ثم قال: لقد أصبح فى هذه الامه فى يومى هذا قوم ضاهوهم فى صحيفتهم التى كتبوها علينا فى الجاهليه و علقوها فى الكعبه، و إن الله تعالى يمتعهم ليبتليهم و يبتلى من ياتى بعدهم تفرقه بين الخبيث و الطيب و لولا انه سبحانه أمرنى بالاعراض عنهم للامر الذى هو بالغه لقدمتهم فضربت أعناقهم
قال حذيفه: فوالله لقد راينا هولاء النفر عند قول رسول الله ( ص) هذه المقاله و قد اخذتهم الرعده فما يملك أحد منهم نفسه شيئا، و لم يخفِ على أحد ممن حضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ذلك اليوم إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )إياهم عنى بقوله و لهم ضرب تلك الامثال ( البحار 106)
و الى هذا اشار أبى بن كعب فى كلمته المشهوره
(الا هلك اهل العقد فو الله ما أسى عليهم إنما اسى على من يضلون)
حسبنا كتاب الله
عن ابن عباس إنه قال : لمّا حضر النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم ) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال: هلمّ أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده، قال عمر: إنّ النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم ) غلبه الوجع وعندكم كتاب اللّه، فحسبنا كتاب اللّه، وإختلف أهل البيت وإختصموا فمنهم من يقول ما قال عمر،ومنهم من يقول قدموا له كتابا فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف قال: قوموا عنِّي ولا ينبغي عندي التنازع) ( 1)
نجح الخليفه عمر بمساعدة أكثر الصحابة الحاضرين حول سرير رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) من تحقيق هدفين ضخمين حول القرآن والسنة
الأول :
أن القرآن هو المصدر الرسمي للإسلام فقط، والسنة ليست مصدرا إلى جنب القرآن وفي مستواه، بل هي مصدر انتقائي يختار منه عمر ورؤساء قريش ما يناسبهم، ويتركون ما لا يناسبهم، أو يمنعون صدوره
الثاني :
أن عمر الزعيم المقبول من كافة قبائل قريش - ما عدا بني هاشم - هو المفسر الرسمي للقرآن، وله الحق أن يمنع النبي صلى الله عليه وآله من كتابة وصيته التي قد تلزم المسلمين بمفسر رسمي من بني هاشم
وقد إضطر الخليفة عمر من أجل تحقيق هذين الهدفين الضخمين، وفي تلك اللحظات الحاسمة من حياة النبي صلى الله عليه وآله.. أن يستعمل الغلظة والشدة، ويجابه نبيه بقرار أكثرية الصحابة ويقول له بصراحة ما معناه :
أيها الرسول، لا حاجة بنا إلى وصيتك، فالقرآن كاف شاف، ولا نحتاج أن تنصب له مفسرا من بني هاشم لأن تفسيره من حقنا نحن
لقد قبلنا نبوتك والقرآن الذي أنزله الله عليك، ولكن قريشا تشاورت فيما بينها وقررت أن لا يستأثر بنو هاشم بالنبوة والخلافة فلا يبقى لقبائل قريش شئ
وبما أن الوصية التي تريد أن تكتبها لا تنسجم مع هذا القرار، فليس فيها إلا الضرر علينا من بعدك، فنشكرك أيها الرسول، فإنا لا نخاف على أنفسنا الضلال من بعدك حتى تؤمننا منه
وقد قلتُ للحاضرين بلسان قريش: لا تقربوا له شيئا، لا دواة وقرطاسا، فخير لك أن تصرف النظر عن كتابة الوصية، وإلا فإني سأشهد الحاضرين عليك بأنك تهجر وأن كلامك لم يعد وحيا، بل هذيان )(2 )
رأي علماء السنه في الكتاب والحكمه
إن الدين الاسلامي يرتكز على ركيزتين هما (الكتاب والحكمه) أي الكتاب والحديث ( السنه ) فماذا يعني اسقاط احدهما ؟
يقول علماء أهل السنه في تفسير( كتاب الله والحكمه)
يقول ابن القيم الجوزيه في كتاب الروح ج1ص218
أن الله سبحانه وتعالى أنزل على رسوله وحيين وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما وهما الكتاب والحكمة وقال تعالى :
(وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) (النساء 11)
وقال تعالى :
( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) (الجمعه 2)
وقال تعالى :
(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) (الاحزاب 34 )
والكتاب هو القرآن والحكمة هى السنة باتفاق السلف وما أخبر به الرسول عن الله فهو في وجوب تصديقه والإيمان به كما أخبر به الرب تعالى على لسان رسوله.. هذا أصل متفق عليه بين أهل الإسلام لا ينكره إلا من ليس منهم وقد قال النبي إنى أوتيت الكتاب ومثله معه
الاحاديث وحي من الله ومنكر السنه كافر
قال الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنه ص 177
فالاحاديث وحي من الله وإن كانت ألفاظها من الرسول أما القران فلفظه ومعناه من الله
أما السنه والاحاديث النبويه فمعناها من الله والفاظها من كلام رسول الله الذي لاينطق عن الهوى فالفاضه معصومه وصدق ولا يتطرق اليها الشك
فمن أنكر السنه فانه كافرلانه عطل الاصل الثاني والقران لابد له من السنه تبينه وتوضحه (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾ النحل
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الحشر7)
( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى" ) النجم 3-4
والذي يعمل بالقران ولايعمل بالسنه فانه كذاب لم يعمل بالقران لان القران فيه
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )(الحشر7 )
وقد يأمر الرسول بأشياء لم ترد في القران مثل تحريم الجمع بين المرأه وعمتها والمراه وخالتها والقران نهى عن الجمع بين الاختين
منكر السنه زنديق
ويقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في شرح السنه للبربهاري ص372
وإذا سمعت الرجل تاتيه بالاثر فلا يريده ويريد القران فلا تشك إن هذا الرجل قد إحتوى على الزندقه فقم من عنده ودعه
ويشرح قائلا :
هناك جماعه يسمون بالقرانيه لايحتجون الا بالقران بزعمهم ويرفضون السنه وهؤلاء زنادقه لان العمل بالسنه عمل بالقران قال تعالى:
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )( الحشر 7)
لان السنه مفسره للقران ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾ النحل
وهؤلاء القرانيه قد أخبر عنهم النبي بقوله
رب رجل شبعان على أريكته يقول بيننا وبينكم كتاب الله فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه
قال( ص) الا واني اوتيت القران ومثله معه والله يقول
( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى" ) النجم 3-4
فالاحاديث وحي من الله وإن كانت الفاظها من الرسول لكن معانيها من الله فهذا الذي يحتج بالقران بزعمه ولا يحتج بالسنه زنديق يعني منافق
قريش تمنع كتابه حديث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
اولا- قريش تنهى عن كتابه حديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )
قال عبد اللّه بن عمرو بن العاص :
كنت أكتب كلّ شيء أسمعه من رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) فنهتني قريش وقالوا
تكتب كلّ شيء تسمعه من رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) ورسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) بشر يتكلّم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتابة فذكرت ذلك لرسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) فأومأ بإصبعه إلى فيه وقال :
اُكتب ! فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلاّ حق
ثانيا- ابو بكر يجمع احاديث رسول الله ويحرقها
ورد عن عائشة أنَّها قالت:
جَمَع أبي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلّب كثيراً
قالت: فغمّني، فقلت: أتتقلّب لشكوى أو لشيء بَلَغك؟
فلمّا أصبح قال: أي بُنيّة، هَلُمِّي الاَحاديث التي عندك
فجئته بها، فدعا بنار فحرقها
فقلت: لِمَ أحرقتها؟
قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنتُه ووثقتُ [به]، ولم يكن كما حدّثني فأكون نقلت ذلك (3)
ولا ندري لماذا احرق الصديق الاحاديث التي سمعها من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) مباشره وكتبها بيده
ثالثا- ابو بكر يمنع الناس من التحديث باحاديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)
أنّ الصدِّيق جمع الناس بعد وفاة نبيّهم، فقال
إنَّكم تحدّثون عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشدّ اختلافاً، فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً. فمن سألكم فقولوا
بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه (4)
رابعا – عمر يأمر المسلمين بجلب مالديهم من أحاديث مكتوبه ويحرقها
وحدهم بني هاشم لم يمتثلوا لامره واحتفظوا بما لديهم من أحاديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )
عن عبد الله بن العلاء قال سألت القاسم يملي علي أحاديث فقال: (انّ الاحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها فلمّا أتوه بها أمر بتحريقها ) (5)
خامسا – عمر ينهى الصحابه من التحديث باحديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )
فلمّا قدم قرظة بن كعب قالوا: حدّثنا، فقال: نهانا عمر (6)
سبحان الله.. ينهى صحابه رسول الله من نشر الاحاديث التي سمعوها من رسول الله ويجيز لكعب الاحبار وتميم الداري التحديث عن رسول الله من على منبره علما لم يلتقي كعب الاحبار بالرسول واسلم في خلافه عمر
سادسا – عمر يفرض الاقامه الجبريه على الصحابه الذين يرفضون كتمان احاديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)
وكان في الصحابة من خالف سنّة الخلفاء وروى سنّة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) وأحاديثه فلقي من الارهاق مالقي ونذكر أمثلة في ما يأتي
عن عبدالرّحمن بن عوف قال: ما مات عمر بن الخطاب حتّى بعث إلى أصحاب رسول اللّه فجمعهم من الافاق عبداللّه بن حذيفة وأبا الدرداء وأباذرّ وعقبة بن عامر، فقال
ما هذه الاحاديث الّتي أفشيتم عن رسول اللّه في الافاق؟
قالوا: تنهانا؟
قال: لا، أقيموا عندي، لا واللّه لاتفارقوني ما عشت، فنحن أعلم نأخذ منكم ونردّ عليكم، فما فارقوه حتّى مات (7)
عمر حبس ثلاثه من الصحابه
وروى الذهبي أنّ عمر حبس ثلاثة ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الانصاري فقال
أكثرتم الحديث عن رسول اللّه (8)
سابعا-عثمان يسير على خطى ابو بكر وعمر ويمنع نشر الحديث
حيث قال على المنبر:
(لا يحلّ لاحد يروي حديثا لم يسمع به على عهد أبي بكر ولا على عهد عمر) (9)
ثامنا - على عهد معاوية
عن عبداللّه بن عامر اليَحْصُبِيّ قال: سمعت معاوية على المنبر، بدمشق، يقول
أيُّها النّاس : إيّاكم وأحاديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) إلاّ حديثا كان يُذكَرُ على عَهْدِ عمر (رض) فإن عمر كان يخيف الناس في اللّه عزّ وجلّ (10)
وعن رجاء بن أبي سلمة قال: بلغني أنّ معاوية كان يقول: عليكم من الحديث بما كان في عهد عمر فانّه كان قد أخاف الناس في الحديث عن رسول اللّه(صلى الله عليه واله وسلم )(11)
وروى المدائني في كتاب الاحداث وقال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة
(أن برئت الذمّة ممّن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته، وكان أشدّ البلاء حينئذ أهل الكوفة)
وفي هذا السبيل قتل حجر بن عدي وأصحابه صبرا، وقتل وصلب رشيد الهجري وميثم التمّار
انّ مدرسة الخلفاء حين أغلقت على المسلمين باب التحديث عن رسول اللّه(صلى الله عليه واله وسلم ) فتحت لهم باب الاحاديث الاسرائيليّة على مصراعيه. وذلك بالسماح لتميم الداري النصراني، وكعب أحبار اليهود وأمثالهما وكانا قد أظهرا الاسلام بعد انتشاره، وتقرّبا إلى الخلفاء بعد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ففسحت مدرسة الخلفاء لهما ولامثالهما المجال أن يبثّوا الاحاديث الاسرائيليّة بين المسلمين كما يشاؤون، وقد خصّص الخليفة عمر لتميم الداري ساعة في كل اُسبوع يتحدّث فيها قبل صلاة الجمعة بمسجد الرسول، وجعلها عثمان على عهده ساعتين في يومين
أمّا كعب أحبار اليهود فكان الخلفاء عمر وعثمان ومعاوية يسألونه عن مبدأ الخلق وقضايا المعاد، وتفسير القرآن، إلى غير ذلك
وروى عنهما صحابة أمثال أنس بن مالك وأبي هريرة وعبداللّه بن عمر بن الخطاب وعبداللّه بن الزُّبير ومعاوية ونظرائهم من الصحابة والتابعين (12)
وعمد معاويه الى بعض بقايا الصحابة ممّن كان في دينه رقّة، وفي نفسه ضعف من أمثال عمرو بن العاص، وسمرة بن جندب، وأبي هريرة، فاستجابوا له ووضعوا له من الحديث ما يساعده، ثمّ رووه عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم)
وللامعان في نسيان حديث رسول الله اخترعوا قضيه القصاصين الذين يجلسون في المساجد لنشر القصص الخرافيه بدلا من التحدث باحاديث الرسو(صلى الله عليه واله وسلم)
ورد في مسند أحمد بن حنبل ج ٤ ص ٤٢١ ان العنزي يقول :
سمعت أبا برزة وقد خرج من عند عبيد الله بن زياد ، وهو مغضب فقال:
(ما كنت أظن أن أعيش حتى أخلف في قوم يعيروني بصحبة محمد (صلى الله عليه وآله)
قالوا : إن محمديّكم هذا الدحداح الخ ..)
على عهد عمر بن عبدالعزيز
لمّا ولي عمر بن عبدالعزيز الاموي أمر برفع الحظر عن كتابة سنّة الرسول(صلى الله عليه واله وسلم )، وكتب إلى أهل المدينة (أن انظروا حديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) فاكتبوه فإنِّي خفت دروس العلم وذهاب أهله)
غير أنّه لم يتمّ الامر؛ وقتل مسموماً عام (101ه )، وفُقد ما كان دوّن في عصره
وكذلك لم يبق ما دوّن غيره من العلم، حتّى ولي أبو جعفر المنصور وحرض العلماء على التدوين، وذلك في سنة 143
وهكذا وبعد مرور اكثر من 125 سنه على وفاه الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) تم تدوين هذا الكم الهائل من الاسرائيليات والاحاديث الموضوعه او الناقصه او المحرفه والقليل القليل من احاديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) ممن سلمت من الضياع بعد وفاه جيل الصحابه وقسم كبير من جيل التابعين على انها سنه الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)
المصادر
1 - البخاري، كتاب العلم، باب العلم 1 /2
2 - الشيخ علي الكوراني في كتابه تدوين القران ص60 و احمد حسن يعقوب في كتابه نظريه عداله الصحابه
3 - تذكرة الحفّاظ 1: 5، والاعتصام بحبل الله المتين 1: 30،و حجّيّة السنّة: 394
4 - تذكرة الحفّاظ للذهبي بترجمة أبي بكر 1 / 2 و 3
5 - طبقات ابن سعد 5 / 140 بترجمة القاسم بن محمّد بن أبي بكر
6 - تذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 4 و5 )
7 - الحديث رقم 4865 من كنز العمال
8 - تذكرة الحفّاظ 1 / 7 بترجمة عمر
9 - منتخب الكنز بهامش مسند أحمد 4 / 64)
10 - مخطوطة تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر
11 - تذكرة الحفاظ للذهبي
12 - مرتضى العسكري في كتابه معالم المدرستين ج2 ص48
لا تجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :
(إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )
تعاهدت قريش فيما بينها وكتبت الصحيفه الملعونه الثانيه برفض بيعه الغدير وعدم قبول تولى علي عليه السلام الولايه والخلافه ونجحت في ذلك ولكن بقاء علي وأهل البيت أحياء يؤرقهم ويفسد عليهم خططهم بتغيير سنه رسول الله وتغيير معالم الدين ليتناغم مع مصالحهم ولذلك قرروا قتل علي واهل بيته جميعا
إحرقوا بيت فاطمه وإقتلوا من فيه
إنقلبت الامه على أعقابها وإرتدت عن دينها وهاجمت بيت بنت نبيها لاحراقه بمن فيه من ال البيت
عن أبي سعيد الخدري قال : أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قال:
(لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ (1)
غاب موسى (ع) اربعين ليله فارتد اليهود وعبدوا العجل ..وإرتد النصارى وباعوا السيد المسيح (ع) ب( 29) دينارا لليهود وإرتد المسلمون بعد وفاه نبيهم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) وحرقوا بيت بنت نبيهم وضربوها وأسقطوا جنينها وهموا بقتل وصي هذه الامه الامام علي (ع) واهل بيته
البيعه او القتل .. سنه عمريه
جاء في كتاب الإمامة والسياسة – لابن قتيبه الدينوري
مايلي
إن أبابكر أخبر بقوم تخلفوا ، عن بيعته عند علي ، فبعث إليهم عمر بن الخطاب ، فجاء فناداهم وهم في دار علي وأبوا أن يخرجوا ، فدعا عمر بالحطب فقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها عليكم على ما فيها
فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ، فقال : وإن
فخرجوا وبايعوا إلاّ علياً ، فزعم أنه قال : حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي عن عاتقي حتى أجمع القرآن ، فوقفت فاطمة على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم جنازة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تروا لنا حقاً ، فأتى عمر أبابكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ ، فقال أبوبكر : يا قنفذ ـ وهو مولى له : إذهب فإدع علياً قال فذهب قنفذ إلى علي ، فقال : ما حاجتك ؟ ، قال : يدعوك خليفة رسول الله ، قال علي لسريع ما كذبتم على رسول الله ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة قال : فبكى أبوبكر طويلاً ، فقال عمر الثانية : لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ ، فقال أبوبكر : لقنفذ : عد إليه فقل : أمير المؤمنين يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفذ فنادى ما أمر به ، فرفع علي صوته فقال : سبحان الله لقد أدعي ما ليس له ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، قال : فبكى أبوبكر طويلاً ، ثم قام عمر فمشى ومعه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصوإتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا رسول الله ما ذا لقينا بعدك من إبن الخطاب وأبن أبي قحافة
فلما سمع القوم صوتها وبكاءها إنصرفوا باكين ، فكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع ، فقال : إن لم أفعل فمه ؟ ، قالوا : إذاً والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك ، قال إذاً تقتلون عبدالله وأخا رسوله ،
قال عمر : أما عبدالله فنعم وأما أخو رسوله فلا ، وأبوبكر ساكت لا يتكلم ، فقال عمر إلاّ تأمر فيه بأمرك ؟
فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي بقبر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) يصيح ويبكي وينادي : (يا إبن أم إن القوم إستضعفوني وكادوا يقتلونني)(2)
ويقول ابن أبي شيبة فی المصنف
عن عُبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلَم عن أبيه أسلم أَنَّهُ حِينَ بُويِعَ لأِبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ يَدْخُلان عَلي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) فَيُشَاوِرُونَهَا وَيَرْتَجِعُونَ في أَمرِهِمْ، فَلَمَّا بَلَغَ ذلِكَ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ خَرَجَ حَتَّي دَخَلَ عَلي فَاطِمَةَ، فَقَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم ) مَا مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَينا مِنْ أَبِيكِ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا بَعْدَ أَبِيكِ مِنْكِ، وَايْمُ اللَّهِ مَا ذَاكَ بِمَانِعِيَّ إِنِ اجْتَمَعَ هؤُلاَءِ النَّفَرُ عِنْدَكِ أَنْ آمُرَ بِهِمْ أَنْ يُحْرَقَ عَليْهِمُ الْبَيتُ، قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاؤُوهَا فَقَالَتْ: تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَقَدْ حَلَفَ بِاللَّهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيَحْرِقَنَّ عَلَيكُمُ الْبَيْتَ، وَايْمُ اللَّهِ لَيُمْضِيَنَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ، فِرُّوا رَأْيَكُمْ وَلاَ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، فَانْصَرَفُوا عَنْهَا وَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهَا حَتَّي بَايَعُوا لأَبِي بَكْرٍ (3)
من هاتين الروايتين نستنتج مايلي
اولا- ان عمر كان مصمما على حرق بيت فاطمه بمن فيه
ان عمر كان مصمما على إحراق بيت فاطمه (ع) بمن فيه وقد حلف على ذلك وان بعض أفراد القوه العسكريه الذين كانوا معه حين رأوا تصميمه على حرق البيت قالوا له إن في البيت فاطمه فقال (وإن) يعني وإن كانت فاطمه في البيت فاني ساحرقه وقد حلف
(فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاؤُوهَا فَقَالَتْ: تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَقَدْ حَلَفَ بِاللَّهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيَحْرِقَنَّ عَلَيكُمُ الْبَيْتَ،)
وتحلف فاطمه (ع) بانها متاكده من تصميمه على حرق البيت بمن فيه لذلك طلبت منهم عدم الحضور لكي لا يحرقوا البيت عليهم فقالت:
(وَايْمُ اللَّهِ لَيُمْضِيَنَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ فَانْصَرِفُوا رَاشِدِين)
ثانيا- تصميم عمر على قتل علي (ع)
(فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع ، فقال : إن لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذاً والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك)
تيقن على (ع) من نيه قريش بقياده عمر من قتله فالتجا الى قبر اخيه وإبن عمه محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) يصيح ويبكي ( يا إبن أم إن القوم إستضعفوني وكادوا يقتلونني) كما قال هارون لموسى (ع)
ثالثا – تنفيذ الهجوم
جاء في مروج الذهب للمسعودي
قال : في كتابه إثبات الوصية عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : فهجموا على علي وأحرقوا بابه ، وإستخرجوه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً (4)
رابعا - انسحاب بعض افراد القوه العسكريه حين راوا جديه عمر بحرق البيت بمن فيه
ثم قام عمر فمشى ومعه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصوإتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا رسول الله ما ذا لقينا بعد أبي من إبن الخطاب وأبن أبي قحافة ! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها إنصرفوا باكين ، فكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر)(5)
وبقي عمر ومعه قوم
ادرك عمر ان الامه التي ساعدته على مواجهه بني هاشم وتحقيق هدفه الاول (لاتجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم ) لا تساعده في تحقيق هدفه الثاني في حرق بيت فاطمه بمن فيه من ال الرسول
فانسحب من المواجهه وقرر تاجيل تحقيق هذا الهدف لحين تحقيق الارضيه الاجتماعيه اللازمه لتنفيذه وإن ذلك يتطلب عملا دؤوبا وطويلا يقوم به ويكمله التحالف الثلاثي من بعده
وأشير هنا الى الاعمال التي قام بها عمر ليتمكن خلفه في زعامه التحالف القرشي الاموي من إبعاد بني هاشم عن الخلافه وتنفيذ شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه ) وإبادتهم عن بكره ابيهم ومن تلك الاعمال :
اولا- تجريد اهل البيت من الموارد الماليه
أعطى رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ) فدكا لفاطمه (ع) وهي مزارع وبساتين تدر أرباحا كثيره تنفقها فاطمه وعلي عليهما السلام في أوجه الخير . قرر عمر بعد اقتحام بيت فاطمه (ع) مصادره فدك بحجه ان رسول الله لايورث وماتركه الانبياء صدقه والهدف الحقيقي هو تجريد أهل البيت من أي مصدر مالي قد يساعدهم في النهوض بوجه الخليفه إذا فكروا في ذلك كما أن مصادره فدك له دلالات عميقه اخرى ساتطرق اليها في فصل منفصل
ثانيا – رفع الله اهل البيت مكانه عاليه يجب حرمانهم منها
لاهل البيت مكانه عاليه في قلوب المسلمين رفعهم الله اليها بموجب أيات بينات وأحاديث نبويه شريفه وجعل منهم سفينه النجاه التي من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك وجعل منهم ائمه وقاده لهذه الامه ويريد عمر أن يعكس الصوره ليصبحوا مجرد مواطنين عاديين قد يصدقون وقد يكذبون ويطلب منهم شهود كما يطلب من اي شخص عادي وتصبح تلك الميزات للخليفه والسلطان الحاكم بأمر الله فهو خليفه الله في أرضه وأوامره أمر الله
ثالثا – اضعاف القوى المعارضه
لازالت سيوف الصحابه ممن حارب قريش وأعلى شان الاسلام من الانصار وبعض المهاجرين من قريش بايديهم ويجب تحجيم دور الانصار وهؤلاء الصحابه من قريش الذين يوالون عليا عليه السلام
ليتمكن تحالف قريش بقياده عمر من السيطره على الامور بدون مقاومه
رابعا – إفراغ الاسلام من محتواه الفكري والعقائدي
التشريع الاسلامي يجب ان يكون طوع بنان الخليفه وأن يشرع مايراه مناسبا ويلغى مايراه معارضا لخطته وأول خطوه في هذا الاتجاه كانت (حسبنا كتاب الله) وتم جمع الحديث واحراقه وقد تطرقنا لذلك
خامسا – خلق هاله قدسيه على الصحابه الموالين للسلطه
هناك إرثا إسلاميا كبيرا يرفع مكانه اهل البيت ويجب تذويب هذا الارث وخلق فكر جديد يعاكسه وخلق ميزات لبعض الصحابه الموالين للسلطه تشابه ميزات وفضل أهل البيت وتمنع تفرد أهل البيت بها وبدلا من اتباع سفينه اهل البيت للنجاه أصبح أتباع أي صحابي يقود للنجاه ( اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم )
سادسا – دعم بني أُميَّه حتى يتمكنوا من مقاومه بني هاشم ويحرمونهم من إستلام السلطه
( لاتجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم)..شعار أرق عمر كثيرا والى على نفسه تحقيقه في حياته أو بعد مماته وذلك يتطلب تاهيل الحزب الاموي المعارض والمقاوم العنيد لبني هاشم لاستلام السلطه قبل أن تغمض عينيه و إعداد معاويه لاكمال المهمه لتبقى الخلافه والسلطه بيد بني أُميَّه لا ينازعهم فيها منازع وفي ذلك ابعاد بني هاشم عن السلطه وتصفيتهم جسديا
المصادر
1 - البخاري 2669ومسلم (3456)
2 - الإمامة والسياسة – لابن قتيبه الدينوري ج1 ص 30
3 - ابن أبي شيبة فی المصنف ج20ص579 روايه 38200
4 - مروج الذهب للمسعودي
5 -الإمامة والسياسة – لابن قتيبه الدينوري ج1 ص 30
عمر بن الخطاب يمهد لبني اميه لاستلام الخلافه
البيعه او القتل ...سنه عمريه
راينا فيما سبق كيف ان عمر وأبو بكر قررا قتل على (ع) إن لم يبايع وإحراق بيت فاطمه وفيه فاطمه والحسن والحسين
وقد صور لنا شاعر النيل حافظ ابراهيم الموقف في قصيدته العمريه قائلا
و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر **** أكرم بسامعها أعظم بملقيـها
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها **** إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبى حفص يفوه بها**** أمام فارس عدنـان وحاميَّها
عمر بن الخطاب يقتل سعد بن عباده
رفض سعد بن عباده مبايعه أبو بكر وعمر وبعد وصول عمر بن الخطاب للخلافه ، قرر سعد بن عبادة ترك المدينة والرحيل إلى الشام بسبب العلاقة المتوترة مع الخليفة الجديد
يروي البلاذري في تاريخه أن عمر بعث محمّد بن مسلمة ، وخالد بن الوليد وقيل المغيره بن شعبه من المدينة الى الشام ليقتلا سعد بن عباده اذا لم يبايع . رفض سعد المبايعه فرماه كلّ منهما سهماً فقتلاه
وقالوا إن الجن قتلته لانه كان يبول واقفا وأنشدوا بيتين من الشعر على لسان الجن
قتلنا سيد الخزرج ....سعد بن عبادة
رميناه بسهمين.... فلم تخط فؤاده
وجاء في "الاحتجاج" للطبرسي: "كانت لأبي جعفر مؤمن الطاق مقامات مع أبي حنيفة، فسأله لمَ لمْ يطالب علي بن أبي طالب بحقه بعد وفاة رسول الله إن كان له حق؟
فأجابه مؤمن الطاق: خاف أن يقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة
وقد أمر عمر بن الخطاب بقتل أصحاب الشورى جميعاً، إن لم يتفقوا، وإن اتفق ثلاثة فالذين ليس فيهم عبد الرحمن بن عوف يقتلون. وإن اتفق أربعة أو خمسة، يقتل الإثنان، أو الواحد
وقال علي (ع) إن عمر كان جاداً حين أمر بقتلهم وذكر (عليه السلام) أن عمر كان يتوقع أن يُقتل علي (عليه السلام ) على كل حال، ومعه الزبير.
وسارت الامه على سنه عمر (البيعه ..او القتل) وبذلك أعطى عمر الشرعيه ليزيد لقتل الحسين واهل بيته جميعا
مصادره فدك
فدك: قرية في الحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وهي أرض كان يسكنها اليهود، قذف الله الرعب في قلوبهم فصالحوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )على النصف من فدك وقيل عليها كلها
ثم قدمها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بامر من الله لابنته الزهراء ، وبقيت عندها حتى توفي أبوها (صلى الله عليه واله وسلم ) فانتزعها أبو بكر وعمر وأصبحت من مصادر المالية العامة حتى تولى عمر الخلافة فدفع فدكا إلى ورثة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) إلى أن تولى الخلافة عثمان بن عفان فأقطعها مروان بن الحكم (1)
أسباب مصادره فدك
أولا- حتى لا يستعين علي (ع) بموارد فدك في مقاومه الخليفه
يفكر الحاكم المغتصب للحكم بتجريد خصمه من المال الذي يساعده على شراء السلاح وتمويل المقاتلين لمقاتلته
يقول المأمون :
دخل موسى بن جعفر على الرشيد يوماً فقام إليه الرشيد وإستقبله وأجلسه في صدر المجلس وقعد بين يديه ،
ثم قال موسى بن جعفر لأبي : إن الله عزَّ وجلَّ قد فرض على وُلاةِ عهده أن ينعشوا فقراء الأُمَّة ، ويقضوا عن الغارمين ، ويؤدوا عن المثـقل ، ويكسوا العاري ، ويحسنوا إلى العاني – الأسير – ، وأنت أولى من يفعل ذلك
فقال الرشيد : أفعل يا أبا الحسن
ثم قام موسى بن جعفر فقام الرشيد لقيامه ، وقبَّل ما بين عينيه ووجهه ، ثم أقبل عليَّ وعلى الأمين وعلى المؤتمن فقال : يا عبد الله ، ويا محمد ، ويا إبراهيم ، امشوا بين يدي إبن عمِّكم وسيِّدكم ، خذوا بركابه وَسَوُّوا عليه ثيابه وشيِّعوه إلى منزله
وكنت أجرأ ولد أبي عليه ، فلما خلا المجلس قلت : يا أمير المؤمنين ، من هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته ، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له ؟
قال : هذا إمام الناس ، وحجة الله على خلقه ، وخليفته على عباده
فقلت : يا أمير المؤمنين : أَوَ ليست هذه الصفات كلها لك وفيك ؟
فقال : أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حقٍّ
فلما أراد الرحيل من المدينة إلى مكة أمر بِصرَّة سوداء فيها مائتا دينار ، ثم أقبل على الفضل فقال له : إذهب إلى موسى بن جعفر وقُل له : يقول لك أمير المؤمنين : نحن في ضيقة ، وسيأتيك بِرّنا بعد هذا الوقت
فقمت في وجهه فقلت : يا أمير المؤمنين ، تعطي أبناء المهاجرين والأنصار ، وسائر قريش وبني هاشم ، ومن لا تعرف حسبه ونسبه خمسة آلاف دينار إلى ما دونها ، وتعطي موسى بن جعفر وقد عظَّمته وأجللته مائتي دينار ، وأخسَّ عطيةٍ أعطيتها أحداً من الناس
فقال : اسكت لا أمَّ لك ، فإني لو أعطيته هذا ما ضمنته له ، وما كنت آمنه أن يضرب وجهي غداً بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه
وفقرُ هذا وأهل بيته أَسْلَمُ لي ولكم من بسط أيديهم وإغنائهم (2)
ثانيا – رفع الله اهل البيت (ع) مكانا عليا وجعلهم ائمه وقاده للمجتمع طاهرين مطهرين وجعل منهم وصي هذه الامه وهذا لا يروق لقريش لذلك يريد الخليفه أن يجعلهم مواطنين عاديين يطلب منهم الشهود لتصديق دعواهم حتى وان تطلب ذلك مخالفه الايات والاحاديث الوارده بفضلهم
انه الحسد والنزاع على السلطه الذي يدفع قريش الى مجابهه الله ورسوله ورفض الايات والحديث النبوي
يقول الله سبحانه وتعالى
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(الاحزاب 33)
ويرفض ابو بكر وعمر شهاده الله بحق فاطمه وعلي ويقبل شاهدين من الاعراب البوالين على أعقابهم لتصديق اقوال من طهرهم الله واذهب عنهم الرجس
ويقول الله سبحانه وتعالى
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)( الانفال 41)
ويقول عمرلابي بكر:
فأمنع عن علي وأهل بيته الخمس والفيء وفدكا
ويقول رسول الله اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي
فاما السنه (الاحاديث ) فجمعت وحرقت وخصوصا تلك الوارده بفضل اهل البيت (ع) والتي لاتنسجم مع مشروع الانقلابيين
واما العتره فاحرق بيت فاطمه (ع) وضربت واسقط جنينها وتم تهديد علي (ع) بالقتل إن لم يبايع
وأكتفي بهذا القدرمن مئات الايات والاحاديث النبويه الوارده بفضل علي (ع) وفاطمه والتي أما خولفت أو أولت أو أشرك فيها من غير أهل البيت لتمييعها
وخلال الفتره التي حكم بها عمر خالف الكثير من الايات واستبدل احكام الله باحكام اخرى
ثالثا – فصل الامه عن اهل البيت
وعن المفضل بن عمر، عن الصادق (ع)، قال: (لما ولّي أبو بكر قال له عمر:
(إنّ الناس عبيد هذه الدنيا لا يريدون غيرها، فامنع عن علي وأهل بيته الخمس والفيء وفدكاً، فإنّ شيعته إذا علموا ذلك تركوا علياً وأقبلوا إليك رغبة في الدنيا وإيثاراً لها ومحاماة عليها، ففعل أبو بكر ذلك وصرف عنهم جميع ذلك)
فإن الفقير الذي لا مال له تضعف همته، ويتصاغر عند نفسه، ويكون مشغولاً بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرئاسة (3)
لقد تجرأ عمر على الله ورسوله وخالف صريح ايات القران الكريم اذا يقول الله سبحانه وتعالى:
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(الانفال41)
عمل ابو بكر بتوصيه عمر فصادر فدكا وحجب حصه ذوي القربى من الخمس والانفال مخالفا بذلك صريح الايه الكريمه (4)
الامه تخاذلت وخذلت اهل البيت
كان علي (ع) يحمل السيدة فاطمة الزهراء على أتان فيدور بها أربعين صباحا على بيوت المهاجرين والأنصار، والحسن والحسين معها، وهي تقول: يا معشر المهاجرين والأنصار. انصروا الله وابنة نبيكم، وقد بايعتم رسول الله يوم بايعتموه أن تمنعوه وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم. ففوا لرسول الله ببيعتكم . فما أعانها أحد، ولا أجابها ولا نصرها. فانتهت إلى معاذ بن جبل فقالت: يا معاذ بن جبل! إني قد جئتك مستنصرة، وقد بايعت رسول الله على أن تنصره وذريته، وتمنعه مما تمنع منه نفسك وذريتك، وإن أبا بكر قد غصبني فدك، وأخرج وكيلي منها . قال
فمعي غيري؟
قالت: لا، ما أجابني أحد
قال: فأين أبلغ أنا من نصرك؟
وبذلك فصل عمر الامه عن اهل البيت وتحولت الامه بفعل نصيحه عمر الى ابي بكر الى أمه خامله لاتامر بمعروف ولا تنهي عن منكر خوفا وطمعا مما في يد السلطان
ثلاثه ايام سوداء غيرت تاريخ الامه الاسلأُميَّه
الاول هو يوم الخميس (رزيه الخميس) حيث وقفت قريش في وجه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ورفضت امره وادخلت الغم والحزن على قلبه في اخر ساعات حياته واختطفت السلطه الشرعيه من الوصي المنصوص عليه بامر الله سبحانه وتعالى
والثاني يوم اقتحام بيت بنت نبيه وضربها واسقاط جنينها وحرق باب بيتها ومحاوله حرق البيت بمن فيه وفيه فاطمه والحسنان وتهديد علي بالقتل ان لم يبايع
واليوم الثالث يوم مصادره فدك ومنع اهل البيت حقهم في الخمس والفئ
ومن نتائج الايام الثلاثه السوداء
1- تجرؤ الخليفه على الله ورسوله ورفض الايات والاحاديث الوارده بحق اهل البيت وتحول الخليفه الى مشرع بدلا عن الله سبحانه وتعالى
2- تحول الامه من امه رساليه الى امه خانعه للخليفه مؤتمره بامره تنظر الى عطاياه وتخشى من سيفه ودرته
3- تجرؤ الخليفه على النبي وأهل بيته ورفع القدسيه عنهم وضربهم ومحاوله قتلهم وعزلهم عن الامه
4- وضع عمر بن الخطاب حجر الاساس لمذبحه اهل البيت في كربلاء
والى تحقيق امنيه قريش وبني أُميَّه (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه) في كربلاء
إستنصرت فاطمه (ع) القوم فما من ناصر واستنصر الحسين (ع) القوم فما من ناصر.أحرقوا خيام الحسين يوم عاشوراء وقبله أحرق باب بيت امه الزهراء, قتل هو وأهل بيته وقبله أراد عمر أن يقتله وأمه وأبيه وأخوه الحسن حرقا
مصادره فدك تحقق اهدافها
وبعد ان تحققت كل الاهداف المرجوه من مصادره فدك ومنع الفي والخمس عن اهل البيت وبعد ان خذلت الامه عليا ولم تنصره وبعد أن بايع عليا أبو بكر تحت حد السيف ..أعاد عمر فدكا لال الرسول لينسف بذلك الاسس التي بني عليها قرار المصادره
ومن مهازل هذه الامه أن تسلب فدكا من فاطمه (ع) لتعطى للملعون ابن الملعون طريد رسول الله مروان بن الحكم
لحظات الموت
عندما ضرب ابن ملجم الامام علي (صلى الله عليه واله وسلم ) على راسه صاح الامام عندما أحس بقرب استشهاده (فزت ورب الكعبه )
وفي لحظات الموت تمنى أبو بكر وعمر أن يكونا بعره لسوء ماعملوا بانفسهم وبامه محمد (صلى الله عليه واله وسلم)
(وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون )الجاثية33
وقد سجل التاريخ لعمر أيضا قوله: ليتني كنت كبش أهلي يسمنونني مابدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وقطعوني قديدا ثم أكلوني وأخرجوني عذرة ولم أكن بشرا (6)
كما سجل التاريخ لابي بكر مثل هذا، قال لما نظر أبوبكر إلى طائر على شجرة: طوبى لك ياطائر تأكل الثمر وتقع على الشجر وما من حساب ولا عقاب عليك، لوددت أني شجرة على جانب الطريق مر علي جمل فأكلني وأخرجني في بعره ولم أكن من البشر(7)
المصادر
1 - فدك في التاريخ للسيد محمد1-
1- فدك لمجمد باقر الصدر
2 - بحار الانوار ج48 ص131
3 - شرح نهج البلاغة: ج16 ص236
4- الدر المنثور ج: ص186 سورة الأنفال
5 - بحار الأنوار : 44 / 1952
6 - منهاج السنة لابن تيمية ج 3 ص 131. حلية الاولياء لابي نعيم ج 1 ص 52
7 - تاريخ الطبري ص 41. الرياض النضرة ج 1 ص 134
عمر بن الخطاب يسلّم الخلافه لبني أُميَّه
قال الله تعالى:
(لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ ( المجادله 22)
يعني لا تجد يا محمد قوماً يصدّقون الله، ويقرّون باليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله وشاقَّهما وخالف أمر الله ونهيه { وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ } (1)
بعد صلح الحديبيه اصبح الناس يتنقلون بين مكه والمدينه فاتى ابو سفيان على سلمان وصهيب وبلال في نفر ، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها،
فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) فأخبره، فقال: "يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك" فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي (2)
إن رد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) على أبي بكر لهو أكبر دلالة على أن موقف هؤلاء الصحابة من أبي سفيان هو الموقف الشرعي وأن أبا بكر تجاوز الموقف الشرعي وانحرف عنه بمودته لمن حاد الله ورسوله وانه لازال ينظر لابو سفيان بانه سيد قريش وليس كبير المشركين وقائدهم (3)
إبعاد بني هاشم عن أي منصب أو وظيفه في الدوله
لم تكتف بطون قريش بالحيلولة بين علي والخلافه بل حرمت على أي هاشمي ممارسة أي وظيفة عامة في الدوله، فأبو بكروعمر وعثمان لم يستعملوا أي هاشمي اثناء مده خلافتهم
وأثناء مداولات الشورى بعد مقتل عمر
قال عبد الرحمن بن عوف لعلي بن ابي طالب: " أبايعك على شرط أن لا تجعل أحدا من بني هاشم على رقاب الناس "، أي عدم توليه هاشمي، فقال علي عند ذلك:
" ما لك ولهذا إذا قطعتها في عنقي فإن علي الاجتهاد لأمة محمد حيث علمت القوة والأمانة إستعنت بها كان في بني هاشم أو غيرهم "،
قال عبد الرحمن: " لا والله حتى تعطيني هذا الشرط "، قال علي: " والله لا أعطيكه أبدا ". ومعنى ذلك أنه لا يجوز للخليفة أن يستعمل هاشميا حتى ولو كان ذا قوة وذا أمانة وقد نفذ عبد الرحمن تعليمات عمر بدقه
أن عمر يريد أن يطمئن بان لا تؤول الخلافه لعلي أو لأي هاشمي بعد موته
وقد وجد ان لا احد يستطيع تحقيق حلمه هذا الا بنو أُميَّه فهم الجناح المعادي العتيد لبني هاشم وعداوتهم متجذره من زمن هاشم وعبد المطلب فلجأ اليهم وقواهم وهيأهم لتاسيس الدوله الامويه
سنه الشيخين بديلا عن سنه الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) في كل مرافق الحياه
قال عمر بن الخطاب في يوم الرزيه حين رفض ان يكتب رسول الله وصيته (حسبنا كتاب الله) وذلك اعلان صريح على رفض سنه الرسول وفعلا فقد استبدلت سنه الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) بسنه الشيخين ابو بكر وعمر فأصبح لها القول الفصل بدلا عن سنه الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) في جميع امور الحياه ومنها قبول او رفض توليه الخلفاء
جاء في تاريخ الطبري ج4 ص 238
(فأخذ عبد الرحمن بيد علي ، فقال : هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر ، قال : اللهم لا ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي ،)
اشترط عبد الرحمن على قبول تولي علي الخلافه أن يسير بسنه الشيخين أبو بكر وعمر ولما كانت سنه الشيخين منحرفه عن سنه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) رفض علي (ع) هذا الشرط الذي يؤسس لخلافه بني أُميَّه
عمر بن الخطاب يهيأ معاويه لتاسيس الدوله الامويه
عمر يلمع صوره معاويه
ذُكر معاوية عند عمر بن الخطّاب فقال دعوا فتي قريش وإبن سيّدها ; إنّه لمن يضحك فى الغضب ، ولا ينال منه إلاّ علي الرضا ، ومن لا يؤخذ من فوق رأسه إلاّ من تحت قدميه (4)
وقال عمر إذ دخل الشام ورأى معاوية : هذا كسرى العرب (5)
وقال عمر بن الخطاب : تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية (6)
لقد هيأ عمر لمعاوية الشام كأقليم مستقل عن دولة الخلافة فكان لايأمره ولاينهاه .
روى الطبري
( خرج عمر بن الخطّاب إلي الشام ، فرأى معاوية فى موكب يتلقّاه ، وراح إليه فى موكب ، فقال له عمر : يا معاوية ! تروح فى موكب وتغدو فى مثله ، وبلغنى أنّك تصبح فى منزلك وذوو الحاجات ببابك ! قال : يا أمير المؤمنين إنّ العدوّ بها قريب منّا ولهم عيون وجواسيس ، فأردت يا أمير المؤمنين أن يروا للإسلام عزّاً ، فقال له عمر : إنّ هذا لَكيد رجل لبيب أو خدعة رجل أريب)(7)
وفي رواية الذهبي يقول عمر لمعاوية ( فقال معاوية يا أمير المؤمنين مُرنى بما شئت أصِر إليه ، قال : ويحك ! ما ناظرتك فى أمر أعيب عليك فيه إلاّ تركتنى ما أدرى آمرك أم أنهاك)(8)
ويروي الذهبي كذلك: (لمّا قدم عمر الشام ، تلقّاه معاوية فى موكب عظيم وهيئة ، فلمّا دنا منه ، قال : أنت صاحب الموكب العظيم ؟
قال : نعم . قال : مع ما بلغنى عنك من طول وقوف ذوى الحاجات ببابك ؟ قال : نعم . قال : ولِمَ تفعل ذلك ؟ قال : نحن بأرض جواسيس العدوّ بها كثير ، فيجب أن نُظهر من عزَّ السلطان ما يُرهبهم ، فإن نهيتنى انتهيت ، قال : يا معاوية ! ما أسألك عن شىء إلاّ تركتنى فى مثل رواجِب الضَّرِس لئن كان ما قلت حقّاً , إنّه لرأى أريب ، وإن كان باطلا فإنّه لخدعة أديب قال : فمُرنى . قال : لا آمرك ولا أنهاك )
تأمل قول عمر لمعاوية : لاآمرك ولا أنهاك! فكأن معاوية صار مستقلاً عن أوامر الخليفة. أستطاع معاوية بدهاءه ومكره من قهر تسلط عمر ونقول إن لعقدة النقص الطبقية دور في ذلك فكان عمر يرى أن معاوية أفضل منه لأنه إبن سيد قريش وكان معاوية حتما يشعر بذلك فاستغل تلك العقدة وفاز بتطويع عمر وتليينه
ففي عهد ابي بكر كان دأب عمر هو إقناع أبا بكر بتولية بني أمية لبلاد الشام وتم له ذلك.
الرواية الاتية تبين تخطيط عمر للقضاء على خصومه وتقريب بني أمية
(أن خالد بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )تربص ببيعته لأبى بكر شهرين ولقى على بن ابى طالب وعثمان بن عفان وقال يا بنى عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم, فأما أبو بكر فلم يحفل بها وأما عمر فاضطغنها عليه, فلما بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميرا على ربع من ارباع الشام وكان أول من استعمل عليها فجعل عمر يقول أتؤمره وقد قال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبى سفيان)(9)
عمر اول الممهدين لسلطان بني اميه
لقد مهد عمربن الخطاب لبني أمية , فقد أعطى ولاية الشام لمعاوية بن أبي سفيان وسن معاوية حينها أقل من عشرين سنة على قول بعض الروايات , وقبل ذلك كان أخو معاوية على الشام وهو يزيد بن أبي سفيان ,وولى عمر كذلك الوليد بن عقبة بن أبي معيط صدقات بني تغلب وقربه, وولى عبد الله بن أبي سرح وهو أخو عثمان من الرضاعة صعيد مصر , وجعل المغيرة بن شعبة الصديق الحميم لمعاوية أميرا على الكوفة . وولى عمرو بن العاص الصديق القريب لمعاوية ولاية فلسطين والاردن
وكان والي الطائف في عهد عمر هو عنبسة بن أبي سفيان الاخ الاخر لمعاوية
أن أباسفيان كان من المعارضين لخلافة ابوبكر و جاء الى علي بن أبي طالب معترضا على خلافة ابوبكر , وعندها إسترضى أبوبكر أباسفيان بالمناصب لاسكاته ,وعلى ذلك النهج مشى عمر بن الخطاب
الرواية الاتية ترينا ترضية عمر بن الخطاب لابي سفيان وكأن أبوسفيان هو صاحب الامر وليس عمر, وفيها يُعزي عمر أباسفيان بوفاة أبنه يزيد حاكم الشام :
( دخل أبوسفيان على عمر بن الخطاب فعزاه عمر بابنه يزيد، فقال: آجرك الله في ابنك يا أبا سفيان. فقال: أي بني يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: يزيد. قال أبو سفيان: فمن بعثت على عمله؟ قال عمر: معاوية أخاه، وقال عمر: ابنان مصلحان، وإنه لا يحل لنا أن ننزع مصلحا )(10)
وهكذا استحكم بني أمية تدريجيا في بناء الدولة في عهد ابوبكر وعمر فلما جاء عهد عثمان صارت لهم
أن عمر بن الخطاب كان يعلم تماما من هم بني أمية ويعلم مواقفهم من النبي محمد , فقد أسلم أبو سفيان ومعاوية بعد فتح مكة وكان يسمون بالطلقاء الذين اطلقهم النبي وفرَّق القران الكريم بين المسلمين في درجات الايمان
( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا)( الحديد10),
عمر يسلم الدوله لبني أُميَّه لتفقأ عين الاسلام
الشوري محسومه النتائج سلفا
شارك علي بن أبي طالب في الشورى، وحاول الوصول إلى منصب الخلافة وفق الضوابط التي أقرها عمر بن الخطاب قبيل وفاته، لكن الروايات الواردة في المصادر السنية والشيعية تدل على أن قبول علي بالمشاركة لم يكن باقتناع كامل أو رضا تام لان الشورى محسومه النتائج سلفا وعدم دخوله فيها يعني قتله
وفقًا لما يذكره ابن مسكويه في «تجارب الأمم» والطبري في تاريخه، كان علي بن أبي طالب يعرف أن الشروط التي وضعها عمر لاختيار الخليفة الجديد تصب في غير مصلحته. يظهر ذلك في نقاشه مع عمه العباس بن عبد المطلب، فقد ورد أن عليا بعدما عرف بأمر الشورى قابل عمه فقال له
عَدَلَتْ الخلافة عنا. فقال العباس: وما علمك؟
قال: قرن بي عثمان، وقال: كونوا مع الأكثر، فإن رضى رجلان رجلًا، ورجلان رجلًا، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن، وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفون، فيوليها عبد الرحمن عثمان، أو يوليها عثمان عبد الرحمن، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني
ويستذكر علي بن أبي طالب حادثة الشورى فيقول: «فجعلني سادس ستة كَسَهْمِ الجدة (أي مثل نصيب الجدة من ميراث الحفيد)، وقال إقتلوا الأقل وما أراد غيري، فكظمت غيظي وإنتظرت أمر ربي وألصقت كلكلي بالأرض (الامالي للشيخ المفيد)
أن عليا كان يرى في ترتيب قواعد الشورى مؤامرة ضده. فقد قال لعبد الرحمن بن عوف بعد أن اختار عثمان بن عفان لشغل منصب الخلافة
(ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. والله ما ولَّيت عثمان إلا ليرد الأمر إليك، والله كل يوم في شأن) (11)
يعلم عمر إن بني أُميَّه سيفقأون عين دوله الاسلام ويعلم ان عثمان لو ال الامر اليه ليحملن بني ابي معيط على رقاب الناس ومع ذلك سلمهم الخلافه
عن المغيرة بن شعبة أنه قال:
قال لي عمر بن الخطاب يوما : يا مغيرة هل أبصرت بعينك العوراء منذ اصيبت؟ قلت لا. قال: أما والله ليعورون بنو امية الاسلام كما أعورت عينك هذه.ثم ليعمينه حتى لا يدري أين يذهب ولا أين يجيء) (12)
وروي أن ابن عباس سأل الخليفة عمر عن رأيه بعثمان بن عفان فقال عمر: (أوه ثلاث مرات، والله لئن كان الأمر إليه ليحملن بني أبي معيْط على رقاب الناس، ووالله لئن فعل لَيَنْهَضُنّ إليه فلَيَقْتُلُنَه، واللّه لئن فعل ليفْعَلَن، والله لئن فعَلَ ليفْعَلن) (13)
ومع ذلك وضع عمر شروط الشوري بحيث تصل الخلافه لعثمان بن عفان الاموي حتما كما افصح عن ذلك علي بن ابي طالب (ع)
فليستلم عثمان الخلافه ولتفقأ بنوا أُميَّه عين الاسلام طالما أن عليا لايصل الى الخلافه
انها العصبيه القبليه والحسد القاتل لبني هاشم الذي دمر حياه المسلمين ودينهم وجر عليهم الويلات والنكبات وسفك الدماء
المصادر
1 -تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
2 - صحيح مسلم 1/2504، باب فضائل سلمان وصهيب وبلال
3 - صالح الورداني في كتابه رحلتي من السنه الى الشيعه ص59
4 -البداية والنهاية لابن كثير المدشقي ج8 ص 124
5 - الاستيعاب ج3 ترجمة معاوية, لابن عبد البر
6 -تاريخ الطبري ج3 ص224, أحداث سنة 60
7 - تاريخ الطبري ج3 ص224 أحداث سنة ستين
8 - سير أعلام النبلاء للذهبي , ترجمة معاوية
9 - الاستيعاب لابن عبد البر , ج3 ص 975, باب سيرة أبوبكر
10 - كنز العمال ج13 ص 607, 329
11 - شرح النهج لابن أبي الحديد , وعن الموفقيات لابن بكار
12- تاريخ الطبري وابن الأثير في الكامل
13 - تاريخ المدينة لابن شبة ص 311
الباب الثالث
لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه (7) - مَنْ قَتَلَ الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام) ؟
بحث تاريخي تحليلي لكشف هويه قتله الامام علي عليه السلام
الفصل الاول .... محاولات قتل الامام علي (عليه السلام )
الفصل الثاني ... عمر يغير معالم الاسلام ويهيئ الامه لقتل الامام علي عليه السلام
الفصل الثالث ...عثمان يقطع الطريق على الامام علي للوصول للسلطه
الفصل الرابع ...معاويه يقتل الامام علي عليه السلام وعائشه تفرح وتنشد شعرا
الفصل الاول .... محاولات قتل الامام علي (عليه السلام)
أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه واله الى قريش لهدايتهم وإنقاذهم من الجاهليه وعباده الاوثان ووأد البنات وإنتهاك الحرمات
قال تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ﴿ ٩الصف ﴾
وتنبأ اليهود بقرب ظهور النبي الموعود وقد علموا إسمه ومحل مبعثه وهجرته فسموا بعض مواليدهم في تلك السنين( محمد) وهاجروا الى مكه وماحولها لعل النبي يكون منهم والا فانهم سيقتلونه ويتخلصون منه لكي لا يسلبهم ملكهم
قال تعالى :
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿ ٨٩ ﴾ البقره
وإستنكرت قريش أن تكون النبوه في محمد صلى الله عليه واله
قال تعالى:
(وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) ﴿ ٣١ ﴾ الزخرف
يقول الطبري في تفسير هذه الايه :
قال هؤلاء المشركون بالله من قريش لما جاءهم القرآن من عند الله: هذا سحر, فإن كان حقا فهلا نـزل على رجل عظيم من إحدى القريتين مكة أو الطائف
وأختلفوا في الرجل الذي وصفوه بأنه عظيم فقال بعضهم: هوالوليد بن المُغيرة المخزومي من أهل مكة, أو حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي من أهل الطائف؟
وأما بنو أميه فقد كانت صدورهم تغلي حسداً وحقداً على بني هاشم عند سماعهم خبر النبوه في محمد من بني هاشم وقد أوردنا تفاصيل النزاع والصراع الدموي بينهم وبين بني هاشم في الفصل الاول من كتابنا (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه )
جمع الحقد و الحسد الحاسدون الثلاثه اليهود وقريش وبنو أميه في حلف ثلاثي للقضاء على محمد صلى الله عليه واله وعلى وصيه علي بن ابي طالب عليه السلام و على الدين الاسلامي
قرار قتل محمد صلى الله عليه واله وعلي بن أبي طالب عليه السلام صدر يوم الدار
يروي علياً (عليه السلام) أحداث يوم الدار فيقول:
دعا رسول الله (صلى الله عليه واله) بني هاشم يوم الدار وقام فيهم خطيبا قائلا:
(يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ شَابًّا فِي الْعَرَبِ جَاءَ قَوْمَهُ بِأَفْضَلَ مِمَّا قَدْ جِئْتُكُمْ بِهِ، قَدْ جِئْتُكُمْ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَدْ أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى أَنْ أَدْعُوَكُمْ إِلَيْهِ، فَأَيُّكُمْ يُؤَازِرُنِي عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَوَصِيَّتِي وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ؟ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ عَنْهَا جَمِيعًا، وَقُلْتُ - وَإِنِّي لَأَحْدَثُهُمْ سِنًّا، وَأَرْمَصُهُمْ عَيْنًا، وَأَعْظَمُهُمْ بَطْنًا وَأَحْمَشُهُمْ سَاقًا: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَكُونُ وَزِيرَكَ عَلَيْهِ. فَأَخَذَ بِرَقَبَتِي ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا أَخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا. قَالَ فَقَامَ الْقَوْمُ يَضْحَكُونَ فَيَقُولُونَ لِأَبِي طَالِبٍ: قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَسْمَعَ لِابْنِكَ وَتُطِيعَ)
سمعت قريش بنبا حديث الدار ووعته جيدا فالنبوه ستكون في بني هاشم والامامه و الخلافه من بعده لعلي اي لبني هاشم ايضا وانهم لانصيب لهم بذلك فاستعرت نار الحسد والحقد في قلوبهم وتوحدت صفوفهم وكلمتهم بقياده بني اميه على مقاومه الدين الجديد ومقاومه محمد (ص) بكل الاساليب ومحاوله قتله وقتل علي والتخلص منهما ومن الدين الاسلامي
يقول احمد حسن يعقوب في كتابه المواجهه مع رسول الله :
وهكذا برأى البطون (يعني بطون قريش) ينال الهاشميون شرف النبوه وشرف الملك معا، وتحرم من هذين الشرفين كافه بطون قريش، وفى ذلك اجحاف بحق البطون على حد تعبير عمر بن الخطاب
ولسنتعرض أهم المحطات التي مرَ بها المسلمون بعد حجه الوداع
1- يوم غدير خم
عاد رسول الله (صلى الله عليه واله) من الحج وفي منطقه غدير خم نزلت الايه الكريمه
۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67 المائده)
فجمع الرسول (صلى الله عليه واله) المسلمين وخطب خطبته المعروفه وبلَغ أمر الله بتنصيب الامام علي (عليه السلام) إماما ووليا وخليفه من بعده
وقد روى النسائي في سننه عن محمد بن المثنى ، عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال :
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال :
(كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ثم قال : ( الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن ) . ثم أخذ بيد علي فقال : ( من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) .
فقلت لزيد : أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه (1)
وقال الحافظ ابن الجوزي : في حديث 356
( أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَلَسْتَ وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ). فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَخٍ بَخٍ لَكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}
وقال الامام الالباني :
لما أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد علي بن أبي طالب فقال: (ألست ولي المؤمنين؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب:
( بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم)(2)
2- قاده من قريش نكثوا البيعه بعد رجوعهم للمدينه
( اصحاب الصحيفه الملعونه)
ولما رجع المسلمون من الحج ودخلوا المدينه إجتمع قسم من قاده قريش ونكثوا بيعه علي وتحالفوا وتعاقدوا على أن لايطيعوا رسول الله (صلى الله عليه واله ) فيما عرض عليهم من ولايه علي بن ابي طالب بعده وكتبوا صحيفه بينهم وكان أول ما فى الصحيفه النكث لولايه على بن ابى طالب عليه السلام و إن الامر الى ابى بكر و عمر و أبى عبيده و سالم مولى حذيفه ومعاذ بن جبل و هذا هو السر في قول عمر قبل وفاته لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته... لو كان سالم حيا لاستخلفته .
و شهد بذلك أربعه و ثلاثون رجلا أصحاب العقبه و عشرون رجلا آخر، و إستودعوا الصحيفه أبا عبيده بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها (3)
قال حذيفه: حدثتنى أسماء بنت عميس الخثعيمه إمراه أبى بكر: إن القوم إجتمعوا فى منزل أبى بكر فتامروا فى ذلك، و أسماء تسمعهم و تسمع جميع ما يدبرونه فى ذلك حتى إجتمع رأيهم على ذلك، فأمروا سعيد بن العاص الاموى فكتب الصحيفه باتفاق منهم
ثم دفعت الصحيفه الى أبى عبيده بن الجراح ليتوجه بها الى مكه
ثم إنصرفوا و صلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالناس صلاه الفجر، ثم جلس فى مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت الى أبى عبيده بن الجراج فقال له:
بخ بخ من مثلك و قد أصبحت امين هذه الامه، ثم تلا:
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) [البقره: 79.]
لقد أشبه هولاء رجال فى هذه الامه ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ) [النساء: 108.]
ثم قال: لقد أصبح فى هذه الامه فى يومى هذا قوم ضاهوهم فى صحيفتهم التى كتبوها علينا فى الجاهليه و علقوها فى الكعبه، و إن الله تعالى يمتعهم ليبتليهم و يبتلى من ياتى بعدهم تفرقه بين الخبيث و الطيب و لولا إنه سبحانه أمرنى بالاعراض عنهم للامر الذى هو بالغه لقدمتهم فضربت اعناقهم
قال حذيفه: فوالله لقد راينا هولاء النفر عند قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هذه المقاله و قد أخذتهم الرعده فما يملك أحد منهم نفسه شيئا، و لم يخف على أحد ممن حضر مجلس رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذلك اليوم إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إياهم عنى بقوله و لهم ضرب تلك الامثال (4)
محاولات قتل الامام علي (عليه السلام)
وتعرض الامام علي (عليه السلام) الى محاولات القتل التاليه:
1-المحاوله الاولى - محاوله مهلع غلام حنظله بن أبي سفيان
ورد في المناقب ج2 ص59
لَمَّا عَزَمَ علي عليه السلام عَلَى اَلْهِجْرَةِ قَالَ لَهُ اَلْعَبَّاسُ إِنَّ مُحَمَّداً مَا خَرَجَ إِلاَّ خَفِيّاً وَ قَدْ طَلَبَتْهُ قُرَيْشٌ أَشَدَّ طَلَبٍ وَ أَنْتَ تَخْرُجُ جِهَاراً فِي إِنَاثٍ وَ هَوَادِجَ وَ مَالٍ وَ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ وَ تُقْطَعُ بِهِمُ اَلسَّبَاسِبُ وَ اَلشِّعَابُ مِنْ بَيْنِ قَبَائِلِ قُرَيْشٍ مَا أَرَى لَكَ أَنْ تَمْضِيَ إِلاَّ فِي خفاره خزاعه فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَم :
إِنَّ اَلْمَنِيَّةَ شَرْبَةٌ مَوْرُودَةٌ لاَ تَنْزِعَنَّ وَ شُدَّ لِلتَّرْحِيل
إِنَّ اِبْنَ آمِنَةَ اَلنَّبِيَّ مُحَمَّداً رَجُلٌ صَدُوقٌ قَالَ عَنْ جِبْرِيل
أَرْخِ اَلزِّمَامَ وَ لاَ تَخَفْ مِنْ عَائِق ٍفَاللَّهُ يُرْدِيهِمْ عَنِ اَلتَّنْكِيلِ
إِنِّي بِرَبِّي وَاثِقٌ وَ بِأَحْمَدٍ وَ سَبِيلُهُ مُتَلاَحِقٌ بِسَبِيلِي
قَالُوا فَكَمَنَ مَهْلَعٌ غُلاَمُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي طَرِيقِهِ بِاللَّيْلِ فَلَمَّا رَآهُ سَلَّ سَيْفَهُ وَ نَهَضَ إِلَيْهِ فَصَاحَ عَلِيٌّ صَيْحَةً خَرَّ عَلَى وَجْهٍ وَ جَلَّلَهُ بِسَيْفِهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ تَوَجَّهَ نَحْوَ اَلْمَدِينَةِ
2- المحاوله الثانيه - محاوله مشركي قريش
خرج الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) مهاجراً بالفواطم وهن فاطمة بنت رسول الله (عليهما السلام) وفاطمة بنت أسد (أمه) وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب من مكة باتجاه المدينة
فأدركه المشركون قرب ضجنان وهم سبعة فرسان وثامنهم جناح مولى الحارث بن أمية. فأنزل علي (عليه السلام) النسوة وأقبل على القوم منتضيا سيفه فأمروه بالرجوع
فقال (عليه السلام): فإن لم أفعل؟
قالوا: لترجعن راغما، أو لنرجعن بأكثرك شعرا، وأهون بك من هالك. ودنا الفوارس من المطايا ليثوروها، فحال علي (عليه السلام) بينهم وبينها فأهوى جناح بسيفه، فراغ علي (عليه السلام) عن ضربته، وضربه علي (عليه السلام)على عاتقه فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس كاتبة فرسه، وشد عليهم بسيفه وهو يقول
خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت لا أعبد غير الواحد
فتصدع القوم عنه وقالوا: أغن عنا نفسك يا بن أبي طالب
قال: فإني منطلق إلى ابن عمي رسول الله بيثرب فمن سره أن أفري لحمه، وأهريق دمه
فليتبعني (5)
3- المحاوله الثالثه – محاوله عمر بن الخطاب
جاء في كتاب الإمامة والسياسة – لابن قتيبه الدينوري
مايلي:
إن أبابكر أُخبر بقوم تخلفوا ، عن بيعته عند علي ، فبعث إليهم عمر بن الخطاب ، فجاء فناداهم وهم في دار علي وأبوا أن يخرجوا ، فدعا عمر بالحطب فقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها عليكم على ما فيها
فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ، فقال : وإن
فوقفت فاطمة على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم جنازة رسول الله (صلى الله عليه واله) بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تروا لنا حقاً ، فأتى عمر أبابكر فقال له ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ ، فقال أبوبكر : يا قنفذ ـ وهو مولى له : إذهب فإدع علياً قال فذهب قنفذ إلى علي ، فقال : ما حاجتك ؟ ، قال : يدعوك خليفة رسول الله ، قال علي لسريع ما كذبتم على رسول الله ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة قال : فبكى أبوبكر طويلاً ، فقال عمر الثانية : لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ ، فقال أبوبكر : لقنفذ : عد إليه فقل : أمير المؤمنين يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفذ فنادى ما أمر به ، فرفع علي صوته فقال : سبحان الله لقد أدعي ما ليس له ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، قال : فبكى أبوبكر طويلاً ، ثم قام عمر فمشى ومعه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب ، فلما سمعت أصوإتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا رسول الله ما ذا لقينا بعدك من إبن الخطاب وأبن أبي قحافة
فلما سمع القوم صوتها وبكاءها إنصرفوا باكين ، فكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع ، فقال : إن لم أفعل فمه ؟ ، قالوا : إذاً والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك ، قال إذاً تقتلون عبدالله وأخا رسوله ،
قال عمر : أما عبدالله فنعم وأما أخو رسوله فلا ، وأبوبكر ساكت لا يتكلم ، فقال عمر إلاّ تأمر فيه بأمرك ؟
فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي بقبر رسول الله (صلى الله عليه واله) يصيح ويبكي وينادي : (يا إبن أم إن القوم إستضعفوني وكادوا يقتلونني)(6)
إن عمر كان مصمما على إحراق وقتل كل من كان في البيت وفي البيت علي وفاطمه والحسن والحسين (عليه السلام)
كما أن عمر هدده بالقتل ان لم يبايع وهو جاد بما يقول وان الذي منعه من ذلك انسحاب فريق من القوه المهاجمه لبيت فاطمه بعد إدراكهم جديه عمر بتنفيذ القتل وحرق البيت وعند ذلك أدرك عمر إن الامه ستعارضه في قتل علي (عليه السلام). فأجّل القتل لحين توفر الارضيه الملائمه
4- المحاوله الرابعه - عمر يحاول من جديد قتل علي (عليه السلام)
حبك عمر شروط شورى إختيار الخليفه من بعده والتي ستؤدي الى قتل علي (عليه السلام) او على أقل تقدير إبعاده عن الخلافه
شارك علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الشورى مرغما ، وحاول الوصول إلى منصب الخلافة وفق الضوابط التي أقرها عمر بن الخطاب قبيل وفاته، لكن الروايات الواردة في المصادر السنية والشيعية تدل على أن قبول علي بالمشاركة لم يكن باقتناع كامل أو رضا تام لان الشورى محسومه النتائج سلفا وعدم دخوله فيها يعني قتله
يقول إبن مسكويه في «تجارب الأمم» والطبري في تاريخه، كان علي بن أبي طالب يعرف أن الشروط التي وضعها عمر لاختيار الخليفة الجديد تصب في غير مصلحته. يظهر ذلك في نقاشه مع عمه العباس بن عبد المطلب، فقد ورد أن عليا بعدما عرف بأمر الشورى قابل عمه فقال له :
عَدَلَتْ الخلافة عنا. فقال العباس: وما علمك؟
قال: قرن بي عثمان، وقال: كونوا مع الأكثر، فإن رضى رجلان رجلًا، ورجلان رجلًا، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن، وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفون، فيوليها عبد الرحمن عثمان، أو يوليها عثمان عبد الرحمن، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني
ويستذكر علي بن أبي طالب حادثة الشورى فيقول:
«فجعلني سادس ستة كَسَهْمِ الجدة (أي مثل نصيب الجدة من ميراث الحفيد)، وقال اقتلوا الأقل وما أراد غيري، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربي وألصقت كلكلي بالأرض (7)
5- المحاوله الخامسه - خطه عمر وأبو بكر وتنفيذ خالد بن الوليد
: قال إبن عباس
ثم تآمروا وتذاكروا، فقالوا: لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حياً
فقال أبو بكر: من لنا بقتله؟
فقال عمر: خالد بن الوليد
فأرسلا إليه، فقالا: يا خالد، ما رأيك في أمر نحملك عليه؟
فقال: إحملاني على ما شئتما، فوالله، لو حملتماني على قتل إبن أبي طالب لفعلت
فقالا: والله ما نريد غيره
قال: فإني له
فقال أبو بكر: إذا قمنا في الصلاة، صلاةالفجر، فقم إلى جانبه، ومعك السيف، فإذا سلَمت، فاضرب عنقه
قال: نعم
فافترقوا على ذلك
فسمعت ذلك اسماء بنت عميس وهي في خدرها، فبعثت خادمتها إلى الزهراء (عليها السلام)، وقالت لها
إذا دخلت الباب، فقولي:
{إِنَّ المَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}
فلما أرادت أن تخرج قرأتها
فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): اقرئي مولاتك مني السلام وقولي لها: إن الله عز وجل يحول بينهم وبين ما يريدون.. إن شاء الله
ثم إن أبا بكر لما فكَّر فيما أمر به من قتل علي (عليه السلام). عرف إن بني هاشم يقتلونه، وستقع حرب شديدة، وبلاء طويل. فندم على ما أمره به، فلم ينم ليلته تلك حتى أصبح، ثم أتى المسجد، وقد أقيمت الصلاة. فتقدم فصلى بالناس مفكراً، لا يدري ما يقول
وأقبل خالد، وتقلد السيف حتى قام إلى جانب علي (عليه السلام). وقد فطن علي (عليه السلام) ببعض ذلك
فلما فرغ أبو بكر من تشهده جلس يفكر وخاف الفتنة، وخاف على نفسه، فقال قبل أن يسلم في صلاته
(يا خالد، لا تفعل ما أمرتك، فإن فعلت قتلتك)، ثم سلّم عن يمينه وشماله
قال الصدوق رحمه الله :
فقال (عليه السلام):
ما هذا الأمر الذي أمرك به، ثم نهاك قبل أن يسلّم؟
قال: أمرني بضرب عنقك، وإنما أمرني بعد التسليم
فقال: أوكنت فاعلاً؟
فقال: أي والله، لو لم ينهني لفعلت.. إلخ
فوثب علي (عليه السلام)، فأخذ بتلابيب خالد، وانتزع السيف من يده، ثم صرعه، وجلس على صدره، وأخذ سيفه ليقتله
واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالداً، فما قدروا عليه
فقال العباس: حلفوه بحق القبر وصاحبه لما كففت..فتركه )(8)
ومن الملاحظ ان هذه الخطه بقيت في الادراج لحين تسخير عبد الرحمن بن ملجم لتنفيذها كما رسمت
وكتب معاوية في جواب محمد بن أبي بكر مايؤكد نيه ابو بكر وعمر قتل علي (عليه السلام )
(فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل بن أبي طالب وحقه لازما لنا، مبرورا علينا، فلما أختار الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده وأتم له ما وعده وأظهر دعوته وأبلج حجته وقبضه إليه صلوات الله عليه، فكان أبوك وفاروقه أول من إبتزه حقه وخالفه على أمره، على ذلك اتفقا، ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما، وتلكأ عليهما فهما به الهموم، وأرادا به العظيم - إلى أن قال: - ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب، ولسلمنا إليه )(9)
6 - المحاوله السادسه - محاوله اخرى لخالد بن الوليد
ثم كان خالد بعد ذلك يرصد الفرصة والفجأة لعله يقتل علياً (عليه السلام) غِرَّةً، ومن حوله شجعان، قد أمروا أن يفعلوا كلما يأمرهم خالد به
فرأى علياً (عليه السلام) يجيء من ضيعة له منفرداً بلا سلاح، فقال خالد في نفسه: الآن وقت ذلك
فلما دنا منه (عليه السلام)، وكان في يد خالد عمود من حديد، فرفعه ليضرب به على رأس علي، فوثب علي (عليه السلام) إليه، فانتزعه من يده، وجعله في عنقه، وقلّده كالقلادة،
وفتله
فرجع خالد إلى أبي بكر، واحتال القوم في كسره فلم يتهيأ لهم ذلك، فأحضروا جماعة من الحدادين، فقالوا: لا نتمكن من إنتزاعه إلا بعد جعله في النار، وفي ذلك هلاك خالد
ولما علموا بكيفية حاله، قالوا: علي هو الذي يخلصه من ذلك، كما جعله في جيده. وقد ألان الله له الحديد، كما ألانه لداود
(10) فشفع أبو بكر إلى علي (عليه السلام)، فأخذ العمود، وفك بعضه من بعض
7- المحاوله السابعه والاخيره
محاوله عبد الرحمن بن ملجم
بعد فشل محاولات الاغتيال السابقه أيقنت قريش إنه لايمكن قتل علي ( عليه السلام) الا وهو في حاله سجود عند الصلاه وأفضل الاوقات صلاه الصبح فبقيت تلك الخطه في أدراج قريش تنتظر من يمهد الرأي العام لتقبلها ومن يمولها ومن ينفذها ولا يحمّل قريش تبعاتها مع بني هاشم
وهذا ماسنتطرق اليه تفصيلا في الفصول القادمه ان شاء الله
المصادر
(1) البدايه والنهايه - وورد في مصادر كثيره اخرى
(2) أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 290) ،
(3) الامامه و السياسه: 28:1؛ الطبرى: 277:4؛ الكامل لابن الاثير: 65:3؛
(4) ارشاد القلوب: ص 336_333 عنه البحار 106_101:28
(5) أزواج النبي وبناته - الشيخ نجاح الطائي - الصفحة ٣٩
(6) الإمامة والسياسة – لابن قتيبه الدينوري ج1 ص 30
(7) الامالي للشيخ المفيد
(8) الصحيح من سيره الامام علي (عليه السلام ) جعفر مرتضى العاملي ج11
(9) مروج الذهب: 3 / 12
(10) الصحيح من سيره الامام علي (عليه السلام ) جعفر مرتضى العاملي ج11
الفصل الثاني
عمر يغيّر معالم الاسلام ويهيئ الامه لقتل علي عليه السلام
أدرك عمر بن الخطاب انه لايمكن قتل علي بن ابي طالب في هذا الوقت فلا زالت الامه تقرأ القران الكريم وتعرف الايات الكريمه النازله في حق علي وتحفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله في فضل علي ووجوب إتباعه كوصي لرسول الله مٌنصب من الله سبحانه وتعالى
أولا – القران الكريم
يقول إبن عباس :
نزلت في علي ثلثمائه ايه من القران الكريم لايشاركه فيها أحد هذا من غير الايات التي شاركه فيها أهل البيت ولعل من أبرزها ايه التطهير والموده والمباهله فقامت قريش بقياده أبو بكر وعمر أما بمخالفه تلك الايات أو تأويلها أو إشراك غيرهم معهم لكي لا يبقي عليا متفردا بفضيله ولكي يصبح حاله حال اي شخص عادي من الرعيه يطلب منه شاهد على ما يقول ويدعي ولكي تنسى الامه بان الله قد شهد لاهل البيت بالفضل والتطهير
قال تعالى :
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا( الاحزاب 33 )
وحين صادر أبو بكر فدكا طالبت فاطمه (عليها السلام ) بحقها وقالت ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أعطانيها
فطلبا منها شهودا وهي التي شهد الله لها وطهرها تطهيرا فقدمت علي والحسن والحسين الذين شملتهم ايه التطهير وأم ايمن التي شهد لها رسول الله (صلى الله عليه واله) بانها من أهل الجنه
رد أبو بكر وعمر شهاداتهم جميعا مخالفاً بذلك صريح أيات القران الكريم حيث يشهد الله بطهارتهم
وقال تعالى :
( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )(الشورى23)
ولا ادري أين الموده في حرق باب بيت فاطمه وضغطها خلف الباب وإسقاط جنينها وأخذ علي (عليه السلام ) مكبلا بحمائل سيفه للبيعه او القتل
وذلك مخالفه صريحه لايات القران التي تصرح بتطهيرهم ومودتهم ودرس غير مباشر للامه بترك موده اهل البيت
ولكي يتساوى قاده قريش مع علي (عليه السلام ) في المنزله يتطلب في المرحله الاولى تأويل الايات القرانيه النازله بحقه أو مخالفتها أو اشراك غيره فيها لكي لايبقى على (عليه السلام ) متفردا بفضيله وهذا ما عملت عليه قريش في خلافه ابو بكر وعمر وسار عليه عثمان ومعاويه
واكتفي بهذين المثلين من عشرات الامثله التي خالف بها ابو بكر وعمر كتاب الله
ثانيا – احاديث رسول الله (صلى الله عليه واله) وسنته توجب إتباع علياً وأهل بيته وعدم مخالفتهم والسير على نهجهم
قبل أن يغمض رسول الله عينيه أراد أن يكتب وصيته بامامه وخلافه علي (عليه السلام ) صاح عمر (حسبنا كتاب الله) رافضا بذلك سنه رسول الله (صلى الله عليه واله) وأحاديثه
وجمع ابو بكر وعمر أحاديث رسول الله (صلى الله عليه واله) وأحرقوها وسمحوا بتداول أحاديث محدده يختارونها بعنايه فائقه ومعاقبه من يروي غيرها بالقتل
روى الحاكم: 2 / 226: (عن جندب قال: أتيت المدينة لأتعلم العلم، فلما دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إذا الناس فيه حلق يتحدثون، قال: فجعلت أمضي حتى انتهيت إلى حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر، فسمعته يقول: هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ولا آسى عليهم، يقولها ثلاثا، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة، هلك أصحاب العقد ورب الكعبة
قال: فجلست إليه فتحدث ما قضي له ثم قام، فسألت عنه فقالوا: هذا سيد الناس أبي بن كعب قال فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث المنزل رث الكسوة رث الهيئة، يشبه أمره بعضه بعضا فسلمت عليه فرد علي السلام، قال: ثم سألني ممن أنت؟ قال قلت من أهل العراق، قال أكثر شئ سؤالا وغضب! قال: فاستقبلت القبلة ثم جثوت على ركبتي ورفعت يدي هكذا ومد ذراعيه فقلت: اللهم إنا نشكوهم إليك، إنا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرحل مطايانا ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم تجهموا لنا وقالوا لنا، قال: فبكى أبي وجعل ترضاني ويقول: ويحك إني لم أذهب هناك، ثم قال أبي
أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله لا أخاف فيه لومة لائم. قال ثم انصرفت عنه وجعلت أنتظر يوم الجمعة فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا الطرق مملوءة من الناس، لا آخذ في سكة إلا استقبلني الناس، قال فقلت ما شان الناس؟ قالوا إنا نحسبك غريبا؟ قال قلت: أجل، قالوا مات سيد المسلمين أبي بن كعب،قال فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته، فقال: هلا كان يبقى حتى تبلغنا مقالته؟ هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه). انتهى
ولقد كان ابو هريره أوفر حظا إذا إنه لم يتكلم
ورد في البخاري أن أبو هريره قال :
(حَفِظْتُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وِعَاءَيْنِ: فأمَّا أحَدُهُما فَبَثَثْتُهُ، وأَمَّا الآخَرُ فلوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هذا البُلْعُومُ )
فماهو الحديث الذي قاله رسول الله واصحابه يقطعون بلعوم من يتحدث به ؟
وهكذا حجبت الاحاديث التي توجب اتباع أهل البيت ومحاسبه من يرويها من الصحابه ووضعهم قيد الاقامه الجبريه وتعميم تلك التعليمات على الولايات
وقد ذكرت تفاصيل ذلك في كتاب (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه - حسبنا كتاب الله ) لمن يود المزيد من التفصيل
وبذلك تم تجريد علي (عليه السلام ) واهل بيته من كل ايه أو حديث يمتدحهم ويرفع مكانتهم ويوجب إتباعهم
ثالثا - ابو بكر وعمر لم يستعملا أحدا من بني هاشم في أي من وظائف الدوله ولم يولوهم أي ولايه وفي المقابل يتم توليه يزيد بن ابي سفيان على الشام وبعد موته يولى معاويه على الشام وهو الطليق ابن الطليق الملعون ابن الملعون على لسان رسول الله في عده مواقع
رابعا – تحريض الامه على علي عليه السلام ووصفه ب (قتال العرب )
متناسين بذلك ان الاسلام انما قام بسيف علي بن ابي طالب في قتال المشركين وان هذه الدوله التي تربعوا على كرسي خلافتها انما قامت بتضحيات وسيف علي عليه السلام
الامام علي (عليه السلام ) أقام الاسلام بسيفه وقتل مشركي قريش في بدر واحد وتصدى لعمر بن ود العامري في معركه الخندق حين جبن الاخرون عن ملاقاته ويوم خيبر استلم ابو بكر الرايه وعاد خائبا يجبن اصحابه ويجبنونه ثم اعطاها رسول الله (صلى الله عليه واله) عمر في اليوم الثاني وعاد كما عاد ابو بكر وفي اليوم الثالث قال رسول الله ساعطي الرايه غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله واعطاها عليا وفتح الله خيبر على يديه
هذه البطولات لاتروق لمن يتخلف عن بدر ويهرب في احد ويجلس يشرب الخمر ويتذكر قتلى المشركين من قريش ويبكي وينظم الشعر في حادثه أوردتها كتب السير بالتفصيل
أقول هذا النفر من قريش لايروق لهم أن تذكر الامه بطولات علي (عليه السلام ) ولذلك وصفوه بانه قتال العرب لكي يتحول الامام علي (عليه السلام ) في نظر العرب من باني مجد الاسلام بشجاعته الى قتال العرب بسيفه وتتحول المحبه الى كره وعداء مثيرين بذلك احقاد الجاهليه ونعراتها
ويحرض عمر قريشا على علي عليه السلام مذكراً إياهم بانه قاتل ابائهم أو إخوانهم وقد حرض خالد بن الوليد لكي يثور ويقتل علياً، فكان عمر يقول لخالد أنا لم اقتل أبا قيس بن الوليد أخوك،وقد قتله علياً
ويترسخ هذا المفهوم في عقول العرب فيخاطب عمر بن سعد جيشه يوم كربلاء عند قتال الامام الحسين (عليه السلام ) قائلا:
الويل لكم أتدرون لمن تقاتلون؟ هذا إبن قتال العرب فاحملوا عليه من كل جانب، وكانت الرماة أربعة آلاف، فرموه بالسهام
خامسا - عمر حوًل المجتمع الاسلامي الى مجتمع طبقي
كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يوزع العطاء بين المسلمين بالتساوي وسار أبو بكر سيره الرسول (صلى الله عليه واله) في توزيع العطاء وعندما تولى عمر الخلافه قسم الناس الى طبقات في العطاء ونشأت لذلك طبقه برجوازيه تكنز الذهب والفضه وطبقات معدمه محرومه من الموالي وسار عثمان على سيره عمر وزاد وحينما تولى علي (عليه السلام ) الخلافه أعاد الامور الى نصابها مثلما كانت على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) فكان يستلم مثلما يستلم خادمه قنبر وقد أغضب ذلك كبار الصحابه ممن تعودوا على استلام الرواتب العاليه مثل طلحه والزبير وغيرهم مما دفعهم الى نكث بيعتهم والخروج على علي (عليه السلام ) وإن كان الامام علي لم يقتل بهذا التمرد لكن المسلمين خسروا عشره الاف من القتلى بين الجانبين جراء إعاده العطاء على ماكان عليه في عهد الرسول وابو بكر
وكان عمر قد قسم المسلمين في العطاء الى إثنتى عشره طبقه
الطبقه الاولى – زوجات الرسول – إثنا عشر الف درهم في السنه
الطبقه الثانيه – العباس بن عبد المطلب خمسه الاف وقيل سبعه
الطبقه الثالثه – من شهد بدراً خمسه الاف درهم في السنه ولحق بهم الحسن والحسين
الطبقه الرابعه – من كان له إسلام كاسلام أهل بدر ومن مهاجره الحبشه وأهل احد اربعه الاف درهم والحق بهم إسامه بن زيد وعمر بن أبي سلمه
الطبقه الخامسه – من هاجر قبل الفتح ثلاثه الاف درهم
الطبقه السادسه – ابناء البدريين ومسلمه الفتح الفي درهم
الطبقه السابعه – روى أنه فرض للنساء المهاجرات ثلاثة آلاف درهم لكل واحدة ففرض لصفية بنت عبد المطلب ستة آلاف درهم، ولأسماء بنت عميس ألف درهم، ولام كلثوم بنت عقبة ألف درهم، ولأم عبد الله بن مسعود ألف درهم
الطبقه الثامنه – وفرض لأهل اليمن وقيس بالشام والعراق لكل رجل ما بين ألفين إلى ألف إلى تسعمائة إلى خمسمائة إلى ثلاثمائة، ولم ينقص أحدا عن ثلاثمائة
الطبقه التاسعه – ثم فرض للناس على منازلهم وقراءتهم القرآن وجهادهم
الطبقه العاشره - من جاءه من المسلمين بالمدينة في خمسة وعشرين لكل رجل وحرم الموالي من العطاء(1)
وهو يعلم أن لا احد بعده يستطيع الغاء سنته في توزيع العطاء والعوده الى سنه رسول الله في توزيع العطاء الا علي وان فعلها فسوف يقتل
سادسا - عمر يؤسس لنظام تمييز عنصري
قال الله تعالى في سوره الحجرات ايه 13
(إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى(2)
وخالف عمر القران الكريم وأمر الله سبحانه وتعالى وأمر رسوله (صلى الله عليه واله) وأسس لسياسه التمييز العنصري في الامه الاسلاميه باتخاذ اجراءات وأوامر تتناقض ودين الله سبحانه وتعالى بتفضيله العرب على الاعاجم والمقصود بالاعاجم كل الشعوب غير العربيه سواء كانت فارسيه أو روميه أو تركيه أو غيرها
ونستعرض فيما ياتي أهم قرارات عمر في هذا الخصوص
اولا- تحريم المدينة على غير العرب
كان عمر لا يترك أحداً من العجم يدخل المدينة(3)
ثانيا- بيع الجار النبطي
وقد نقل المأمون العباسي : أن عمر بن الخطاب كان يقول : من كان جاره نبطياً ، واحتاج إلى ثمنه فليبعه (4)
ثالثا - لاقود لغير العربي من العربي
وقد طلب عبادة بن الصامت من نبطي : أن يمسك له دابته ، فرفض ،
فضربه عبادة؛ فشجه ؛ فأراد عمر أن يقتص له منه؛ فقال له زيد بن ثابت
أتقيد عبدك من أخيك؟
فترك عمر القود ، وقضى عليه بالدية (5)
رابعا- زيّ العجم
وقد كتب عمر إلى من كان مع عتبة بن فرقد بآذربايجان : (وإياكم والتنعم ، وزيّ العجم)
فإن الناس كانوا يتوافدون على الدخول في الاسلام من جميع الامم ، وما كانوا يؤمرون بتغيير زيّهم إلى زيّ آخر خاص بالمسلمين(6)
خامسا - رطانة الاعاجم ، ونقش الخاتم بالعربية
وعن عمر بن الخطاب ، أنه قال : لا تتعلموا رطانة الاعاجم (7)
سادسا- منع ولاية الموالى على العرب
سابعا - التفضيل بالعطاء
وقد سبق ذكره
وقد أجرى سياسة التمييز هذه حتى بالنسبة لنساء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال الجاحظ فضل القرشيات من نساء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على غيرهن
ويكفي أن نشير هنا إلى أنه قد أعطى جويرية ستة آلاف درهم ، بينما أعطى عائشة اثنا عشر ألف درهم ، وقال : لا أجعل سبية كابنة أبي بكر الصديق (8)
ثامنا - الكفاءة في النكاح
نهى : أن يتزوج العجم في العرب ، وقال : لامنعن فروجهن إلا من الاكفاء
وصاروا يفرقون بين العربية والموالي
وقد إنعكس ذلك على الفقه أيضاً ، فقد : قالت الحنفية : قريش بعضها اكفاء لبعض ، ومن كان له أبوان في الاسلام فصاعداً من الموالي ، فهم اكفاء
وفي التذكرة : أن الحنفية ، وبعض الشافعية ، قد أفتوا بأن العجم ليسوا اكفاء للعرب. أما الثوري ، فكان يرى التفريق بين المولى والعربية وشدد فيه
ويقول ابو الفرج الاصفهاني في كتابه الاغاني :
قدم أعراب من بني سليم أقحمتهم السنة إلى الرّوحاء، فخطب إلى بعضهم رجل من الموالي من أهل الروحاء، فزوّجه. فركب محمد بن بشير الخارجيّ إلى المدينة، و واليها يومئذ إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة، فاستعداه الخارجيّ على المولى. فأرسل إبراهيم إليه و إلى النفر السّلميين، و فرق بين المولى و زوجته، و ضربه مائتي سوط، و حلق رأسه و لحيته و حاجبيه
وقال ابن رشد : قال سفيان الثوري وأحمد : لا تزوج العربية من مولى ، وقال أبو حنيفة واصحابه : لا تزوج قرشية إلا من قرشي ، ولا عربية الا من عربي (9)
تاسعا – قرر الخليفه بيع نساء الفرس وجعل رجالهم عبيدا
ولما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر أن يبيع النساء ، ويجعل الرجال عبيداً للعرب ، وعزم على أن يحملوا الضعيف ، والشيخ الكبير في الطواف حول البيت على ظهورهم
ولكن أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام رفض ذلك ، وأعتق نصيبه ، ونصيب بني هاشم ، فتبعه المهاجرون والانصار ، ففات على عمر ما كان أراده (10)
عاشرا – معاويه يوضح لزياد بن أبيه سياسه عمر بن الخطاب في الموالي ويامره بالاقتداء بها فيقول :
وانظر إلى الموالي ، ومن أسلم من الاعاجم؛ فخذهم بسنة عمر بن الخطاب ؛ فان في ذلك خزيهم وذلّهم
ان تنكح العرب فيهم ولا تنكحوهم
وأن يرثهم العرب ولا يرثونهم
ولا تقصر بهم في عطائهم ، وأرزاقهم
وأن يقدموا في المغازي : يصلحون الطريق ، ويقطعون الشجر
ولا يؤم أحد منهم العرب في صلاة
ولا يتقدم أحد منهم في الصف الاُول ، إذا حضر العرب ، إلا أن يتموا الصف
ولا تولّ أحداً منهم ثغراً من ثغور المسلمين ، ولا مصراً من أمصارهم
ولا أحكامهم ولا يلي أحد منهم قضاء المسلمين
فان هذه سنة عمر فيهم ، وسيرته
: إلى أن قال
يا أخي لولا أن عمر سنّ دية الموالي على النصف من دية العرب ـ وذلك أقرب للتقوى ـ لما كان للعرب فضل على العجم
فاذل العجم واهنهم واقصهم ولا تستعن باحد منهم ولا تقض له حاجه(11)
احد عشر-عمر منع وراثه الاعجمي للعربي
أن العرب يرثون العجم والموالي ، ولا يرث هؤلاء اولئك(12)
اثنا عشر- تقليم أظفار العجم
سابعا – عمر يسلَم السلطه لبني اميه
بعد وفاه يزيد بن ابي سفيان والي الشام من قبل عمر عيًن عمر أخيه معاويه بن أبي سفيان الطليق إبن الطليق الملعون ابن الملعون في مواقع عده ليصبح الوالي المدلل المطلقه يداه فيما يفعل وذلك لان الحزب الاموي المنافس العنيد لبني هاشم هو الوحيد القادر على إبعاد علي (عليه السلام ) عن الخلافه وقهر بني هاشم وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في الفصل الثالث من كتاب (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه - عمر بن الخطاب يسلًم الخلافه لبني اميه )
عن المغيرة بن شعبة أنه قال:
قال لي عمر بن الخطاب يوما : يا مغيرة هل أبصرت بعينك العوراء منذ أصيبت؟ قلت لا. قال: أما والله ليعورون بنو امية الاسلام كما أعورت عينك هذه.ثم ليعمينه حتى لا يدري أين يذهب ولا أين يجيء (13)
وروي أن ابن عباس سأل الخليفة عمر عن رأيه بعثمان بن عفان فقال عمر:
(أوه ثلاث مرات، والله لئن كان الأمر إليه ليحملن بني أبي معيْط على رقاب الناس، ووالله لئن فعل لَيَنْهَضُنّ إليه فلَيَقْتُلُنَه، واللّه لئن فعل ليفْعَلَن، والله لئن فعَلَ ليفْعَلن)(14)
ومع ذلك وضع عمر شروط الشوري بحيث تصل الخلافه لعثمان بن عفان الاموي حتما كما افصح عن ذلك علي بن ابي طالب (عليه السلام )
فليستلم عثمان الخلافه ولتفقأ بنوا أميه عين الاسلام طالما إن عليا لايصل الى الخلافه
إنها العصبيه القبليه والحسد القاتل لبني هاشم الذي دمر حياه المسلمين ودينهم وجرً عليهم الويلات والنكبات وسفك الدماء
تمكن الوالي المدلل معاويه من الامتناع عن بيعه علي (عليه السلام ) وأغار على اطراف الدوله الاسلاميه في الانبار واليمن والتي كانت تحت حكم الامام علي (عليه السلام ) وعاث فيها الفساد والقتل والجرائم التي يندى لها جبين الانسانيه ثم معركه صفين التي قتل فيها مايزيد عن سبعين الفا من المسلمين
فمن المسؤول عن دماء مايزيد عن ثمانين الفا من المسلمين في الجمل وصفين ..؟؟
وفي محاوره بين عمر وإبن عباس وصف بها عمر كل من المرشحين السته للخلافه الى ان جاء دور علي (عليه السلام ) فقال :
(أجرؤهم والله إن وليها أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك - يعني علي عليه السلام - أما إن ولي أمرهم حملهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم) ( 15)
يقسم عمر بان عليا سيعمل بسنه الله ورسوله ومعنى ذلك ان عليا ان وصل للخلافه سيغيّر كل القرارات المخالفه لسنه رسول الله (صلى الله عليه واله) التي بدلها عمر وذلك بالتاكيد سيؤدي الى أن تنفض الناس عنه ويقتلونه وهذا ماحصل فقد إنفض عنه اول من بايعاه وهما طلحه والزبير
المصادر
(1)كتاب فتوح البلدان للبلاذري -حديث 1021
(2) مسند أحمد ج5 ص411
(3)مروج الذهب ج2ص320
(4) عيون الاخبار لابن قتيبه ج1ص130 )
(5)(تهذيب تاريخ دمشق ج5ص446)
(6)( السنن الكبرى ج10 ص14 )
(7) السنن الكبرى ج9 ص234)(7)
(8) تاريخ الامم والملوك ج2 صد614
(9) السنن الكبرى ج6 ص350 و349
(10)المناقب لابن شهرآشوب ج4 ص48
(11) سفينة البحار ج2 ص165
(12) تيسير الوصول ج2 ص188
(13) البصائر والذخائر ج1 ص 195
(14) تاريخ الطبري وابن الأثير في الكامل
( 15) شرح نهج البلاغة 12: 51 - 52
الفصل الثالث
عثمان يقطع الطريق على علي للوصول الى الخلافه
حيتان الفساد تبتلع العراق
أرض السواد (العراق) بستان قريش
كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي والي عثمان على الكوفه صاحب خمارة ومبغى في مكة وعدوا لدوداً للنبي صلى الله عليه وآله، وكان مدمن خمر حتى صلى الصبح ثمان ركعات وتقيأ في محراب المسجد
شكاه المسلمون الى الخليفه عثمان بن عفان فاستدبله عثمان باموي اخر هو سعيد بن العاص
قدم سعيد بن العاص الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وسمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة وفيهم مالك الأشترفقال سعيد:
إنما هذا السواد (العراق) بستانٌ لقريش(1)
فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك؟
سار عثمان على منهج عمر بتحويل المجتمع الاسلامي الى مجتمع طبقي والى زرع التفرقه العنصريه في صفوفه
ان كان عمر قد اسس للتفرقه العنصريه بين العرب والاعاجم فقد زاد عثمان بان جعل الدوله بكل ثرواتها وولاياتها ومنها أرض السواد (اي العراق) ملكا لقريش وبالتحديد لبني أميه
فكان ولاه الامصار من بني أميه فقط
1-الوليد بن عقبه (أموي) والي الكوفه وكان خماراً صلى بالمسلمين صلاه الصبح ثماني ركع وتقيا بالمحراب
2- سعيد بن العاص (أموي) خلف الوليد بن عقبه على الكوفه وهو الذي قال (إن ارض السواد بستان قريش)
3- عبد الله بن عامر بن كريز هو إبن خال عثمان والى البصره
4- معاويه بن أبي سفيان (أموي ) كان والي عمر على الشام وضم اليه عثمان فلسين وحمص والاردن لتصبح أرض الشام بكاملها تحت امرته
5-عبد الله بن سعد بن أبي سرح - واليا على مصر
وهو أخو عثمان من الرضاعة وكان من أخطر المشركين، وأكثرهم عداءا للنبي (صلى الله عليه واله) وسخرية منه
وقد أهدر النبي دمه، وإن وجد متعلقا بأستار الكعبة، وقد هرب بعد فتح مكة
عثمان يوزع أموال الدوله على بني أميه
خص عثمان بني امية بالاموال، ومنحهم الهبات الضخمة
و كما يلي (2)
1- وهب عثمان الحارث بن الحكم صهره من عائشة ثلثمائه الف درهم وإبل الصدقات التي وردت المدينه وسوق تهروز في المدينه الذي تصدق به النبي على جميع المسلمين
2- وهب ابوسفيان راس المنافقين مائتي الف درهم من بيت المال
3- وهب سعيد بن العاص مائه الف درهم
4- تزوج عبد الله بن خالد بن أسيد بنت عثمان فامر له بستمائة ألف درهم وكتب إلى عبد الله بن عامر واليه على البصرة أن يدفعها اليه من بيت المال
5- الوليد بن عقبة أخو عثمان من أمه
إستقرض من عبد الله بن مسعود أموالا طائلة من بيت المال فأقرضه، وطلبها منه عبد الله فأبى أن يدفعها ورفع رسالة إلى عثمان يشكوه اليه، فكتب عثمان إلى عبد الله رسالة جاء فيها
(انما أنت خازن لنا فلا تتعرض للوليد فيما أخذ من المال) فغضب ابن مسعود، وطرح مفاتيح بيت المال وقال :
كنت أظن اني خازن للمسلمين، فاما اذا كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك وأقام بالكوفة بعد أن إستقال من منصبه
فبيت المال في عرف السياسة العثمانية ملك للامويين، وليس ملكا للمسلمين،
6- الحكم بن العاص
كان هذا الرجس الخبيث من ألد اعداء رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد نفاه (صلى الله عليه واله) إلى الطائف، وقال (لايساكنني )
ولم يزل منفيا هو وأولاده طيلة خلافة الشيخين، ولما انتهى الحكم إلى عثمان أصدر عنه العفو فقدم إلى يثرب، وهو يسوق تيساً، وعليه ثياب خلقة فدخل على عثمان فكساه جبة خز وطيلسان ووهب له من الاموال مائة الف وولاه على صدقات قضاعة فبلغت ثلاثة مائة الف، فوهبها له
7- مروان بن الحكم
أما مروان بن الحكم فهو وزيره ومستشاره الخاص، وجميع مقدرات الدولة تحت تصرفه، وقد منحه الثراء العريض، ووهبه من الاموال ما يلي
أ - أعطاه خمس غنائم افريقية، وقد بلغت خمسمائة الف دينار
ب - أعطاه ألف وخمسين أوقية، لا نعلم أنها من الذهب أو الفضة وهي من الامور التي أشاعت التذمر والنقمة عليه
ج - أعطاه مائة الف من بيت المال، فجاء زيد بن أرقم خازن بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وجعل يبكي فنهزه عثمان وقال له
أتبكي إن وصلت رحمي ؟
قال ولكني أبكي لاني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله، في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) ولو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيراً
فصاح به عثمان
الق المفاتيح يا أبن أرقم فانا سنجد غيرك
د - أقطعه فدكا
هـ - كتب له بخمس مصر
حيتان الفساد تبتلع العراق
وأقطع عثمان أراضي في الكوفة مع العلم إنها ملك للمسلمين لانها مما فتحت عنوة فقد أقطع أراضي في داخل الكوفة وخارجها، أما التي في داخل الكوفة فقد أقيمت فيها الدور والمساكن، وسميت (مساكن الوجوه) وقد أقطع لجماعة من الصحابة وهم :
1- طلحة، وسميت دار الطلحيين، وكانت في الكناسة
2- عبيد الله بن عمر، وسميت (كويفة ابن عمر)
3- اسامة بن زيد
4- سعد، وابن أخيه هاشم بن عتبة
5- أبا موسى الاشعري
6- حذيفة العبسي
7-عبد الله بن مسعود
8- سلمان الباهلي
9- المسيب الفزاري
10- عمرو بن حريث المخزومي
11- جبير بن مطعم الثقفي
12-عتبة بن عمر الخزرجي
13- أبا جبير الانصاري
14-عدي بن حاتم الطائي
15- جرير البجلي
16- الاشعث الكندي
17- الوليد بن عتبة
18- عمار بن عتبة
19- الفرات بن حيان العجلي
وأقطع أراضي واسعة تدر بالربح الكثير لجماعة وهم :
1 - طلحة بن عبد الله أقطعه (النشاستج) .
2 - عدي بن حاتم منحه (الردحاء) .
3 - وائل بن حجر الحضرمي منحه (رضيعة زادر) .
4 - خباب بن الارت منحه (صعبنا) .
5 - خالد بن عرفطة أقطعه أرضا عند (حمام اعين) .
6 - الاشعث الكندي أعطاه (ظيزنابار) .
7 - جرير بن عبد الله البجلي أقطعه أرضا على شاطئ الفرات ( الجرفين)
8 - عبد الله بن مسعود أقطعه أرضا بالنهرين .
9 - عبد الله بن مالك الزهري أعطاه قرية (هرمز) .
10 - الزبير بن العوام أقطعه ارضا .
11 - أسامة بن زيد أقطعه أرضا ثم باعها .
هذه بعض الاراضي التي أقطعها عثمان، وقد إندفع جماعة من الطبقة الارستقراطية إلى شراء أرض العراق الخصبة فاشترى طلحة ومروان بن الحكم، والاشعث بن قيس حتى شاع الاقطاع وظهرت الملكيات الواسعة والاقطاعات الكبيرة وقام بزراعتها الموالي والرقيق والاحرار، وظهر تضخم المال وكثرة الاتباع عند فريق خاص من الناس
لقد أوجدت هذه السياسة المالية طبقتين من الناس
الاولى
الطبقة الفاحشة في الثراء التي لا عمل لها إلا اللهو والعبث ومجالس الخمور والغناء
الثانيه
وهي الطبقة الكادحة التي تزرع الارض، وتعمل في الصناعة وتشقى في سبيل اولئك السادة، ومن أجل الحصول على فتات موائدهم ، وترتب على فقدان التوازن في الحياة الاقتصادية إنعدام الاستقرار في الحياة السياسية والاجتماعية على السواء، وقد سارت الدولة الاموية في أيام حكمها على هذه السياسة فاخضعت المال للتيارات السياسية، وجعلوه سلاحا ضد أعدائهم، ونعيما مباحا لانصارهم
واصبح لكل واحد من هؤلاء الاقطاع البرجوازين حشما وخدما واتباع وعبيد وقاموا بالاتصال بالجند وكبار قاده الجيش لاستمالتهم ولتكوين اتباع يناصرونهم ويعملون من أجل وصولهم لمراكز عليا في الدوله
قتل عثمان وتولى علي (عليه السلام ) الخلافه
لقد خافت قريش على ثرواتها، وخافت على نفوذها ومكانتها، فقد عرفت الامام، وعرفت مخططاته الهادفة إلى إقامة الحق، والعدل، وتحطيم الامتيازات الغير المشروعة، وانه سيعاملهم كبقية أفراد الشعب
وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول فقد أيقنت ان الامام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حق، فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها
(ما كنت صانعا فاصنع إذا قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقش عن العصا لحاها)
لقد راح الحسد ينهش قلوب القرشيين، والأحقاد تنخر ضمائرهم فاندفعوا إلى اعلان العصيان والتمرد على حكومة الامام (3)
الامام علي (عليه السلام ) يصادر الاقطاعيات ويعيد الاموال المنهوبه الى بيت المال
صادر الامام علي جميع الاقطاعيات الممنوحه بغير وجه حق وان أرض العراق أرض مفتوحه عنوه فهي ملك لكل المسلمين المولودين والذين يولدون لاحقا ولا يجوز تملكها أو بيعها كما صادر الاموال المنهوبه
مدَ معاويه جسور الاتصال مع أصحاب الاقطاعيات المصادره في العراق والذين أغلبهم من بني اميه أو مناصري بني أميه والذين يشكلون قوه كبيره في جيش الامام علي (عليه السلام ) للعمل معا على قتل الامام علي
وسنرى في الفصل القادم ماذا عملت حيتان الفساد الكبيره أصحاب الاقطاعيات المصادره والاموال المنهوبه والذين شكلوا طابورا خامسا في جيش الامام علي (عليه السلام)
المصادر
(1) الطبري: 3 / 365
(2)باقر شريف القرشي في كتابه حياه الامام الحسين ج1
(3)المصدر السابق
الفصل الرابع
معاويه يقتل الامام علي عليه السلام وعائشه تفرح وتنشد شعراً
خطه أبو بكر وعمر لاغتيال علي عليه السلام على الطاوله من جديد
نعود الى خطه (أبو بكر وعمر لاغتيال الامام علي (عليه السلام ) بتنفيذ خالد التي أوقفت في اللحظات الاخيره لعدم توفر الارضيه الاجتماعيه لتنفيذها
الان وبعد أن عملت قرارات أبو بكر وعمر وعثمان عملها في تدمير الامه الاسلاميه وبعد تكدس الثروات بيد الامويين وشراء ذمم قاده الجيش والجند أصبح ثلاثه أرباع جيش الخلافه في الكوفه أموي الهوى وصار قاده الجيش من أمثال الاشعث بن قيس يستطيعون أن يوقفوا حرب أو يغيّروا أوامر الخليفه وإن لم يوافق الامام علي يهددوه بالقتل وهذا ماحدث مع الامام علي (عليه السلام ) والامام الحسن من بعده
كان الاشعث بن قيس كبير هؤلاء المنافقين التابعين لمعاويه والذين أغدق عليهم عثمان أموالا طائله والذي غيروا مسار الحرب في صفين وفرضوا على الامام علي شخصيه معاديه للامام وهو أبو موسى الاشعري ليمثل جيش الامام في التحكيم
دور الاشعث في معركه صفين
الاشعث منافق إبن كافر
وكان الأشعث من المنافقين في خلافة علي عليه السلام ، وهو في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله)، كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه (1)
الاشعث أموي الهوى
الاشعث أموي الهوى من أتباع عثمان ومن الذين وهبهم عثمان الاراضي الكبيره في العراق بدون وجه حق والذين ذكرناهم في الفصل السابق
عينه عثمان واليا على أذربيجان وبعد مقتل عثمان إستدعاه الامام علي (عليه السلام ) الى الكوفه
الاشعث عميلا لمعاويه
وقد ذُكر أنَّ الأشعث كان ينوي أن يلتحق بـمعاوية قبل معركة صفين إلا أن أصحابه إعترضوا عليه، وصرفوه عن قصده (2)
روي أنَّ الأشعث بن قيس كان على رجال كندة وربيعة في جيش الإمام علي (عليه السلام ) في معركة صفين، فعزله الإمام، وولّى قيادتهما لحسان بن مخدوج، فاعترض على الإمام بعض أصحابه اليمنيين، مما أدى إلى خلاف في جيش الإمام، فاستغل معاوية الفرصة وسعى لجذب الأشعث إلى معسكره، إلا أنَّ الإمام عيّنه قائداً على ميمنة جيشه (3)
وبعد أن إشتدت الحرب على جيش الشام أرسل معاوية أخاه عتبة بن أبي سفيان إلى الأشعث بن قيس ليُقنعه بترك القتال، فتكلم عتبة مع الأشعث، ورغّبه بترك القتال، وفي ليلة الهرير حيث قُتل الكثير من جيش معاوية وكاد جيش الإمام علي (عليه السلام ) أن ينتصر في المعركة قام الأشعث خطيباً في أصحابه وتكلم معهم لوقف القتال. وبنفس الوقت رفع جيش معاويه المصاحف على أسنة الرماح مطالباً وقف القتال والتحكيم لكتاب الله، فعندما أرتفعت المصاحف على الرماح طالب الأشعث الإمام بوقف القتال وقبول التحكيم وهددَ عليا بالقتل كما قتل عثمان(4)
عمرو بن العاص ينفذ مكيدته برفع المصاحف والاشعث يدعو لوقف القتال
ويقول اليعقوبي في تاريخه
وزحف أصحاب علي وظهروا على أصحاب معاوية ظهورا شديدا، حتى لصقوا به، فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه، فقال له عمرو بن العاص:
إلى أين؟
قال: قد نزل ما ترى، فما عندك؟
قال: لم يبق إلا حيلة واحدة، أن ترفع المصاحف، فتدعوهم إلى ما فيها، فتستكفهم وتكسر من حدهم، وتفت في أعضادهم. قال معاوية: فشأنك! فرفعوا المصاحف، ودعوهم إلى التحكيم ، وقالوا: ندعوكم إلى كتاب الله. فقال علي: إنها مكيدة، وليسوا بأصحاب قرآن. فاعترض الأشعث بن قيس الكندي، وقد كان معاوية استماله، وكتب إليه ودعاه إلى نفسه
وقال الاشعث: قد دعا معاويه القوم إلى الحق
) : فقال علي (عليه السلام
إنهم إنما كادوكم، وأرادوا صرفكم عنهم. فقال الأشعث: والله لئن لم تجبهم انصرفت عنك. ومالت اليمانية مع الأشعث، فقال الأشعث: والله لتجيبنهم إلى ما دعوا إليه، أو لندفعنك إليهم برمتك، فتنازع الأشتر والأشعث في هذا كلاما عظيما، حتى كاد أن يكون الحرب بينهم، وحتى خاف علي عليه السلام أن يفترق عنه أصحابه. فلما رأى ما هو فيه أجابهم إلى التحكيم
الامام علي (عليه السلام ) أمام خيارين أحلاهما مر
تمرد الاشعث وجماعته على الامام علي وكان المتمردون ثلاثه ارباع الجيش ويتوجب على علي (عليه السلام ) قتال جيش الشام زائدا ثلاثه ارباع جيشه وهذا إنتحار فوافق مكرها على التحكيم
ويتبين لك اخي القارئ بان جيش العراق الذي كان بأمره الامام علي (عليه السلام ) هو باغلبيته أموي الهوى وهذا يفسر سر شكوى الامام من جيش العراق أنذاك والمناصرون لعلي فيه أقل من الربع
الاشعث يفرض على علي (عليه السلام ) أختيار ابو موسى الاشعري للتحكيم
يقول اليعقوبي في تاريخه
وقال علي:
أرى أن أوجه بعبد الله بن عباس. فقال الأشعث: إن معاوية يوجه بعمرو بن العاص، ولا يحكم فينا مضريان، ولكن توجه أبا موسى الأشعري، فإنه لم يدخل في شئ من الحرب. وقال علي: إن أبا موسى عدو، وقد خذل الناس عني بالكوفة، ونهاهم أن يخرجوا معي. قالوا: لا نرضى بغيره
الاشعث يبايع ضبّا أميراً بدلا عن علي (عليه السلام )
بايع هذا اللعين مع جماعة منهم عمرو بن حريث ، و شبث بن ربعي ضبّا ، خارج الكوفة و ذلك أنه رأى في جبانة الكوفة ضبا يعدو ، فنادى : يا ابا الحسن هلمّ يدك نبايعك بالخلافة
فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إنهما يحشران و إمامهما الضب
الاشعث بن قيس.. يشرف على تنفيذ الجريمه بالاتفاق مع معاويه
الاشعث يأمر بتنفيذ الاغتيال
و قد كان إبن ملجم لعنه اللّه أتى الأشعث بن قيس في هذه اللّيلة فخلا به في بعض نواحي المسجد و مرّ بهما حجر بن عديّ فسمع الأشعث و هو يقول لابن ملجم النّجا النّجا بحاجتك فقد فضحك الصّبح ، قال له حجر : قتلته يا أعور ،
وإنَّ الأشعث هو الذي شجع إبن ملجم أن يُقدم على اغتيال الإمام قبل طلوع الفجر حتى لا يُفتضح. وبعد أن ضُرب الإمام بعث الأشعث إبنه ليستطلع عن حاله (5)
الاشعث مشرفا على تنفيذ عمليه الاغتيال
يظهر من المصادر التأريخية أنَّ الأشعث بن قيس كان المخطط والمشرف على التنفيذ بالاتفاق مع معاويه
وأن عبد الرحمن بن ملجم عندما دخل الكوفة ليقتل الإمام أقام شهراً في بيت الأشعث وكان خلال هذه المدة يشحذ سيفه ويسمّها (6)
الامام الصادق يؤكد اشتراك الاشعث بالجريمه
وقد ورد في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنَّ الأشعث شَرِك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام ). كما ورد في بعض الروايات أنَّه كان قد هدَّد الإمام بالموت والفتك(7)
فمن هو الاشعث بن قيس
إنه رئيس قبيله كنده أسلم وإرتد وبعث اليه أبو بكر جيشا لمقاتلته وإقتيد أسيراً مكبلا بالحديد فعفا عنه أبو بكر وزوجه أخته أم فروه
وندم أبو بكر بعد ذلك ندماً شديداً على فعلته تلك
وإسم الأشعث : معدي كرب ، وكان الأشعث أشعث الرأس فسمي الأشعث وغلب عليه حتى نُسي إسمُهُ
الاشعث خائن غادر
وقد قال الامام علي فيه
(و إنّ امرء دلّ على قومه السّيف ، و ساق إليهم الحتف ، لحرىّ أن يمقته الأقرب ، و لا يأمنه الأبعد .)(8)
وكان المسلمون يلعنون الأشعث ويلعنه الكافرون أيضاً وسبايا قومه ، وسماه نساء قومه عرف النار ـ وهو اسم للغادر عندهم (9)
عائله الاشعث عائله خبيثه
وقد أنجب الاشعث من أم فروه أخت أبو بكر بنتا وولدين ورثوا عن أبيهم مشايعه الامويين وقتل بني هاشم وهم
محمد بن الأشعث : وكان له دور في إعتقال حجر بن عدي من أصحاب الإمام علي (عليه السلام )، وقد شارك في قتل هاني بن عروة ومسلم بن عقيل في الكوفة وشارك في دم الإمام الحسين (عليه السلام )
قيس بن الأشعث: وكان قيس من الذين كتبوا للإمام الحسين (عليه السلام ) يدعونه للقدوم إلى الكوفة، إلا أنَّه التحق بـجيش عمر بن سعد، وأنكر مكاتبته للإمام الحسين (عليه السلام ) وهو الذي سلب قطيفتة
جعدة بنت الأشعث: تزوجت من الإمام الحسن (عليه السلام )، وكان زواجها منه باقتراح من الأشعث وقد دست السم للإمام الحسن (عليه السلام ) بإغراء من معاوية
معاويه يرسم خطه الاغتيال
خلقت سياسات أبو بكر وعمر وعثمان جبهه رفض واسعه لعلي في العراق وفي جيش الدوله الاسلاميه فالعوده الى سنه رسول الله (صلى الله عليه واله) بتوزيع العطاء بالتساوي الًبت عليه كبار الصحابه الذين يستلمون رواتب طائله وتعودوا على حياه الترف والبذخ وفي مقدمتهم طلحه والزبير كما إن العوده الى سنه رسول الله بمساواه العرب بالاعاجم المسلمين لم يتقبلها زعماء وساده قريش الذين لم يتغلغل الاسلام في قلوبهم
وهناك أصحاب الاقطاعيات الكبيره التي وهبها عثمان لاصحابه ولبني أميه من أرض العراق بدون وجه حق والتي أدت الى أن يصبح هؤلاء من الطبقه البرجوازيه المترفه وإستمالوا الجيش بالمال لموالاتها وقد صادر الامام علي مقاطعاتهم واموالهم
كل اؤلئك نقموا على علي (عليه السلام ) نتيجه لعودته الى سنه رسول الله التي خالفها أبو بكر وعمر وعثمان وهم طوع بنان معاويه بما يأمرهم به في اغتيال علي (عليه السلام)
كما ان عمرو بن العاص الذي ساعد معاويه في حرب صفين شرط توليته مصر أصبح متفردا بخراج مصر ولا يبعث منه شيئا لمعاويه مما أدى الى أن يفكر معاويه للتخلص منه ومن الامام علي (عليه السلام ) مره واحده وتسخير فئه الخوارج الذين يكنون العداء للامام علي (عليه السلام ) في الكوفه ولدفع الشبهه عنه رتّب إعلامه مسرحيه بائسه بان الخوارج إستهدفوا علي ومعاويه وعمرو بن العاص وإعلامه انذاك يغطي الشام ومصر والعراق
معاويه يحاول التخلص من عمروا بن العاص
إنضم عمرو بن العاص إلى صفِّ معاوية بن أبي سفيان في حربه ضدَّ الإمام علي (عليه السلام )، وقد اشترط عمرو على معاوية حكم مصر جزاء وقوفه بصفّه، وقد كان دور عمرو بن العاص في تثبيت ملك معاوية بن أبي سفيان يمثِّل الأساس الذي لولاه لقُتل معاوية وأتباعه في صفين، وقد وفى معاوية لعمر بعد أن استتبَّ له الأمر، إلَّا أنَّه بعد مرور مدَّة من الزمن طالبه بخراج مصر الذي كان من ضمن الاتفاق أن يكون لعمرو بن العاص، فأجابه عمرو بقصيدة طويلة فضح فيها ما كان بينهما، ونطق بالحق وشهد لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام)
وممَّا جاء في القصيدة قوله
معاويةُ الحالَ لا تجهلِ وعن سُبُلِ الحَقِّ لا تعدِلِ
نسيتَ احتياليَ في جِلّق على أهلِها يوم لُبْسِ الحُلي
إلى أن يقول:
نصرناك من جَهْلِنا يا ابن هند على النبأ الأعظمِ الأفضلِ
وحيث رفعناك فوقَ الرؤوسِ نَزَلْنا إلى أسفلِ الأسفَلِ
معاوية الحال لا
تجهل
وعن سبل الحق لا تعدل
خلعت
الخلافة من
حيدر كخلع
النعال من الأرجل
وألبستها
فيك بعد
الأياس كلبس
الخواتيم بالأنمل
وجهلك
بي يا بن آكلة
الكبودلأعظم
ما أبتلي
فلولا
موازرتي لم
تطع
ولولا وجودي لم تقبل
ولولاي
كنت كمثل النساء تعاف
الخروج من المنزل
وكم
قد سمعنا من المصطفى وصايا مخصصة في
علي؟
وفي
يوم " خم " رقى منبرا يبلغ والركب لم
يرحل
فإنك
من إمرة
المؤمنين
ودعوى الخلافة في معزل
ومالك
فيها ولا
ذرة
ولا لجدودك بالأول
اضمر معاويه في نفسه التخلص من عمرو بن العاص وعلي بن ابي طالب في أقرب فرصه ممكنه لذلك (10)
عبد الرحمن بن ملجم يسرب خطه الخوارج الى عمرو بن العاص
يقول ابن حجر العسقلاني في كتابه «لسان الميزان»
أن الخليفة عمربن الخطاب طلب من عمرو بن العاص أن يقرِّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلِّم الناس القرآن والفقه فوسَّع له فكانت داره إلى جانب دار عبد الرحمن بن عديس أي إنه كان جاراً لسيد قبيلة (بَلِيّ) أحد قادة الفتح ومن أهل الراية شديدي اللصوق بعمرو بن العاص
ولان عبد الرحمن بن ملجم تربطه علاقه صداقه قويه بعمرو بن العاص فقد سرب المعلومات الى عمرو بن العاص للتغيب تلك الليله عن الصلاه فتظاهرعمرو بن العاص بالمرض وخرج قائد الشرطه محله فقتل
قاتل معاويه
ولكي يتم اقناع الخوارج بتحقيق هدفهم بقتل علي ومعاويه وعمرو بن العاص وايهام الرأي العام بان العمليه من تخطيط وتنفيذ الخوارج ولادخل لمعاويه فيها تم اختيار البرك لقتل معاويه بمسرحيه هزيله فمره يقولون ضربه البرك بن عبد الله بسيف ومره بخنجر ومره في يده ومره في فخذه ومره في اليته مما يفسر هزاله المسرحيه
صدرت الاوامر للاشعث بن قيس بالتهيؤ لتنفيذ العمليه
منحت الحريه التي منحها الامام علي (عليه السلام ) للمسلمين حريه الحركه فحبكت المؤامرات وتم اختيار موسم الحج لاجتماع الاشعث بعبد الرحمن بن ملجم وبعض وجوه الخوارج والتباحث في عمليه الاغتيال
الاجتماع في مكه
إستطاع الاشعث أن يقيم مؤتمرا للخوارج الفئه الساذجه التي تطالب بقتل علي ومعاويه وعمر بن العاص في مكه وبحضور ممثلي معاويه بصفه حجيج من الشام في موسم الحج لتمويل وتجهيز مستلزمات الجريمه من دون الكشف عن إرتباطاتهم بمعاويه
أرسل معاويه ممثليه الى اجتماع مكه وزودهم بالاموال وخطه الجريمه
دبرَ معاويه خطه محكمه فاستغل غباء وحقد الخوارج عليه وعلى علي (عليه السلام ) وعمر بن العاص ليكونوا الاداه المنفذه لقتل علي بن ابي طالب (عليه السلام ) وعمروا بن العاص وانما ضم نفسه الى علي وعمرو بن العاص في الاغتيال لاقناع الخوارج لتنفيذ الخطه وإبعاد الشبهه عنه
وتذكر الروايات أن ابن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي إجتمعوا في مكة المكرمة في أثناء الحج (فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم، ثم ذكروا أهل النهروان وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً…، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا البلاد منهم وثأرنا لإخواننا)
فتكفل عبد الرحمن بن ملجم بقتل الخليفة علي بن أبي طالب، وتكفل البرك بن عبد الله بقتل معاوية والي الشام، وعمرو بن بكر بقتل عمرو بن العاص والي مصر، ثم تعاهدوا وتواثقوا بالله واتعَّدوا لسبع عشرة من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه، وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلبه
فأما إبن ملجم لعنه الله فإنه لما أتى الكوفة اقام شهراً في بيت الاشعث بن قيس للتهيئه لشراء السيف وسمه
قطام وعبد الرحمن
وقد تم وضع قطام في طريق عبد الرحمن بن ملجم وهي حسناء قتل أبوها وأخوها في النهروان ومن أشد الحاقدين على علي وقامت بتمثيل العاشقه لعبد الرحمن بن ملجم وقد سقط عبد الرحمن بن ملجم بغرامها سريعا وطلب يدها الا إنها اشترطت مهرا ثلاثه الاف دينار وعبدا وقينه وقتل الامام علي (عليه السلام)
يصور لنا الاعلام الاموي في الروايه التاليه بان عبد الرحمن بن ملجم انما أقدم على قتل علي بسبب عشقه لقطام لا عن اتفاق مسبق برعايه الاشعث:
(قال عبد الرحمن بن ملجم لقطام :
ويحك! ومن يقدر على قتل علي وهو فارس الفرسان وواحد الشجعان؟ فقالت
لا تكثر، فذلك أحب إلينا من المال، إن كنت تفعل ذلك وتقدر عليه وإلا فاذهب إلى سبيلك؟ فقال لها: أما قتل علي بن أبي طالب فلا، ولكن إن رضيتي ضربته بسيفي ضربة واحدة وانظرى ماذا يكون؟ قالت: رضيت ولكن ألتمس غرته لضربتك، فإن أصبته انتفعت بنفسك وبي، وإن هلكت فما عند الله خير وأبقى من الدنيا وزينة أهلها،)
فقال لها: والله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب،
قالت
فإذا كان الأمر على ما ذكرت دعني أطلب لك من يشد ظهرك ويساندك ، فقال لها: افعلي
فبعثت إلى رجل من أهلها يقال له وردان (وهو ابن عمها ) من تيم الرباب وشبيب بن بجرة من الخوارج،
تفاصيل لقاء قطام بابن ملجم
ويظهر بوضوح ان اللقاء مرتب وانها وضعت في طريقه لسلب لبه وشحذ همته ودفعه لتنفيذ ما اتفق عليه مع اصحابه بدون تردد وتشجيعه بتجنيد مساعدين له وهما وردان وشبيب بن بجره
فقال لها إبن ملجم
يا هذه كفي عني فقد أفسدت علي ديني وأدخلت الشك في قلبي وما أدري ما أقول وقد عزمت على رأيي ثم أنشد
ثـلاثـة آلاف وعبـد وقيـــــــــــــــنـة وقتـل عـلي بالحسام المصـــــــمم
فلا مهر أغلى من علي وإن غـلى ولا فتك إلا دون فتك بن ملجم
فأقسمت بالبيت الحرام و من أتى إليه جهارا من حــل ومحــــــــــرم
لقد أفسدت عقلي قطام وإننـــــــي لمنها على شـك عظيم مذمــــــــم
لقتل علي خير من وطئ الــــــثرى أخ البدر الـهادي النبي المكــــرم
وحتى هذه الابيات الشعريه مكذوبه ومنسوبه لعبد الرحمن بن ملجم لصرف انتباه المسلمين عن الدافع الحقيقي لخطه الاغتيال ومن رعاها ومن مولها
قطام... وجهاد النكاح
يروي العلامه المجلسي في بحار الانوار -ج42-الصفحه 273
تفاصيل لقاء عبد الرحمن بن ملجم بالفاسقه الملعونه قطام فيقول :
(وسار ابن ملجم حتى وصل إلى دار قطام فلما طرق الباب قالت: من الطارق؟ قال: أنا عبد الرحمن ففرحت قطام به وخرجت إليه واعتنقته وأدخلته دارها، وفرشت له فرش الديباج وأحضرت له الطعام والمدام، فأكل وشرب حتى سكر، وسألته عن حاله فحدثها بجميع ما جرى له في طريقه، ثم أمرته بالاغتسال وتغيير ثيابه، ففعل ذلك، وأمرت جارية لها ففرشت الدار بأنواع الفرش، وأحضرت له شرابا وجواري، فشرب مع الجواري وهن يلعبن له بالعيدان والمزامير والمعازف والدفوف، فلما أخذ الشراب منه أقبل عليها وقال: ما بالك لا تجالسيني ولا تحادثيني ولا تمازحيني يا قرة عيني؟
فقالت له: بلى سمعا وطاعة، ثم إنها نهضت ودخلت إلى خدرها، ولبست أفخر ثيابها وتزينت وتطيبت وخرجت إليه، وقد كشفت له عن رأسها وصدرها ونهودها وأبرزت له عن فخذيها، وهي في طاق غلالة رومي يبين له منها جميع جسدها وهي تتبختر في مشيتها، والجوار حولها يلعبن، فقام الملعون وأعتنقها وترشفها و حملها حتى أجلسها مجلسها، وقد بهت وتحير، واستحوذ عليه الشيطان، فضربت بيدها على زر قميصها فحلته، فلما أراد مجامعتها لم تمكنه من ذلك، فقال: لم تمانعيني عن نفسك وأنا وأنت على العهد الذي عاهدتك عليه من قتل علي؟ ولو أحببت لقتلت معه شبليه الحسن والحسين! ،ثم ضرب يده على هميانه فحله من وسطه ورماه إليها، وقال: خذيه فإن فيه أكثر من ثلاثة آلاف دينار وعبد وقينة، فقالت له: والله لا أمكنك من نفسي حتى تحلف لي بالايمان المغلظة أنك تقتله، فحملته القساوة على ذلك، وباع آخرته بدنياه! و تحكم الشيطان فيه بالايمان المغلظة أنه يقتله ولو قطعوه إربا إربا، فمالت إليه عند ذلك وقبلته وقبلها، فأراد وطيها فمانعته، وبات عندها تلك الليلة من غير نكاح، فلما كان من الغد تزوج بها سرا)
وفي اعتقادي ان الاهداف التي توخاها منظمو اللقاء هي مايلي :
الاول : قطع الطريق على عبد الرحمن بن ملجم اذا تردد في تنفيذ جريمه القتل بايجاد دافع اخر وهو دافع العشق والغرام الذي اعمى قلبه وإستحوذ على تفكيره فدفعه دفعا لتنفيذ الجريمه
الثاني : يروج الاعلام الاموي للقاء عبد الرحمن بقطام التي قتل أبوها وأخوها في النهروان عند قتال علي عليه السلام للخوارج الى إن الدافع لجريمه الاغتيال هو كره الخوارج لعلي بن طالب وطلب قطام الثار لابيها واخيها ولينصرف ذهن الناس عن معاويه والاشعث ومكيدتهما
الثالث :كما يروج الاعلام الاموي الى ان دافع عبد الرحمن الاضافي لقتل علي عليه السلام هو عشقه لقطام وطلبها منه قتل علي كمهر لزواجها منه وإبعاد الشبهه عن معاويه والاشعث بن قيس
معاويه
بن ابي سفيان يغتال علي بن ابي طالب (عليه السلام ) في المسجد بسيف
عبد الرحمن بن ملجم
فلما كانت الليلة المتفق عليها من رمضان أخذ المجرمون الثلاثه أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكانت ليلة الجمعة،
المشرف على العمليه يصدر أمر التنفيذ
وكان الاشعث بن قيس مشرفا عاما على العمليه وكان تلك الليله في المسجد لمراقبه التنفيذ وقد أيقظ الثلاثه من النوم لتنفيذ العمليه وهم:
عبد الرحمن بن ملجم و وردان (ابن عم قطام ) وشبيب بن بجره
وقال لعبد الرحمن بن ملجم
(النجا فقد فضحك الصبح )
قال أبو الفرج: وقد كان ابن ملجم أتى الأشعث بن قيس في هذه الليلة، فخلا به في بعض نواحي المسجد، ومر بهما حجر بن عدي، فسمع الأشعث وهو يقول لابن ملجم، النجاء النجاء بحاجتك! فقد فضحك الصبح
ضرب اللعين عبد الرحمن بن ملجم الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) على راسه وهو يصلي في محراب الكوفه بسيف إشتراه بالف وسمه بالف وإستشهد الامام بعد الضربه بثلاثه أيام أما عمرو بن العاص فانه لم يخرج للصلاه كما مر بنا وخرج بدلا عنه قائد الشرطه فقتل وأما معاويه فصّور للناس إنه أصيب بجرح في مسرحيه بائسه كما مر بنا
الادله التي تثبت تورط معاويه بن أبي سفيان بقتل علي بن ابي طالب(عليه السلام)
كانت مؤامرة قتل الإمام علي (عليه السلام ) من تخطيط وتمويل معاويه بن أبي سفيان وفيما ياتي الادله على ذلك
1-الدليل الاول
ان أبا الأسود الدؤلي ألقى تبعة مقتل الامام على بني أمية، وذلك في مقطوعته التي رثا بها الامام فقد جاء فيها
الا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طراً أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا * ورحلها ومن ركب السفينا
ومعنى هذه الأبيات ان معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الامام الذي هو خير الناس، فهو مسؤول عن إراقة دمه، ومن الطبيعي ان أبا الأسود لم ينسب هذه الجريمة لمعاوية الا بعد التأكد منها، فقد كان الرجل متحرجا أشد التحرج فيما يقول(1)
2-الدليل الثاني
إن القاضي نعمان المصري، وهو من المؤرخين القدامى قد ذكر قولا في أن معاوية هو الذي دس ابن ملجم لاغتيال الامام، قال ما نصه
وقيل إن معاوية عامله - اي عامل ابن ملجم - على ذلك - أي على اغتيال الامام - ودس إليه فيه، وجعل له مالا عليه.. (2)
3 – الدليل الثالث
ومما يؤكد اشتراك الحزب الأموي في المؤامرة هو ان الأشعث ابن قيس قد ساند ابن ملجم، ورافقه أثناء عملية الاغتيال، فقد قال له: " النجا فقد فضحك الصبح " ولما سمعه حجر بن عدي صاح به " قتلته يا أعور " وكان الأشعث من أقوى عملاء معاويه في العراق، فهو الذي أرغم الامام على قبول التحكيم وهدد الامام بالقتل قبل قتله بزمان قليل كما كان عينا لمعاوية بالكوفة
4- الدليل الرابع
والذي يدعو إلى الاطمئنان في أن الحزب الأموي كان له الضلع الكبير في هذه المؤامرة هو ان ابن ملجم كان معلما للقران (3)
وكان يأخذ رزقه من بيت المال، ولم تكن عنده اية سعة مالية فمن أين له الأموال التي اشترى بها سيفه الذي اغتال به الامام بألف وسمه بألف؟؟
ومن أين له الأموال التي أعطاها مهراً لقطام وهو ثلاثة آلاف وعبد وقينة؟
كل ذلك يدعو إلى الاعتقاد أنه تلقى دعما ماليا من معاويه إزاء قيامه باغتيال الامام
5-الدليل الخامس
إفتخر بعض الأمويين عندما أدخلوا السبايا في مجلس يزيد بن معاوية لعنه الله بقوله
نحن قتلنا عليا وبني علي
بسيوف هنـدية ورماح
وسبينا نساءهـم سبي ترك
ونطحناهم فأي نطاح (4)
فهو أوضح دليل على أن للأمويين يداً طولى في قتل سيد الوصيين صلوات الله وسلامه عليه
إختيار قاتل الامام علي (عليه السلام ) تم بعنايه فائقه
فشلت قريش في خمس محاولات لقتل الامام علي عليه السلام وقد درس معاويه أسباب فشل قريش وتجنب أخطائهم في المحاولات السابقه فرسم خطه محكمه تجنبه المسؤوليه وإختار القاتل بعنايه فائقه
اولا :
القاتل يجب ان يكون من فئه مكروهه في المجتمع ومعاديه للامام علي عليه وكانت فئه الخوارج هي التي تنطبق عليها المواصفات فقد حاربهم الامام علي عليه السلام وقتل رجالهم ولذلك حين تسمع الامه ان القاتل من الخوارج لاتسأل عمن دفعه لذلك ولا من موله ولا من خطط له ويبقى معاويه في مأمن من توجيه اي اتهام
ثانيا:
القاتل يجب ان يكون من فئه متحجره فكريا وتقاد كما تقاد البهيمه الى الجزار بدون عناء وممانعه وهذا ينطبق على فئه الخوارج ايضا ولعل في مجتمعنا اليوم الكثير من أشباه هؤلاء الهمج الرعاع الذين ينقادون لتنفيذ الجريمه بابسط الحجج
ثالثا:
لعل سبب فشل المحاولات السابقه لقتل الامام علي يرجع الى اختيار افراد من قريش لتنفيذ العمليه ففي المحاوله الثانيه انسحبت مجموعه من القوه المهاجمه لحرق بيت الزهراء بما فيه عندما عرفوا ان القصد من العمليه هو حرق بيت الزهراء بمن فيه إن لم يخرج علي ويبايع أبو بكر وتراجع عمر عندما عرف ان الامه لا تطاوعه في ذلك
وفشلت المحاوله الرابعه لان قريش كلفت خالد بن الوليد بقتل علي اثناء الصلاه وبعد ان يسلم ابو بكر ولكن ابو بكر خاف عواقب هذه العمليه المكشوفه للنزاع العلني مع بني هاشم فقال قبل ان يسلم في صلاته (ياخالد لا تفعل وان فعلت قتلتك ) متراجعا عن تنفيذ العمليه
وعليه فيجب اختيار منفذ للعمليه من خارج قريش وهذا ماكان فاختار معاويه الخوارج لذلك وبقت قريش خارج الاضواء والملاحقه
رابعا:
فشلت المحاولات الثلاثه الاخرى في قتل الامام علي عليه لان القاتل واجه الامام علي وجها لوجه وقد أفشلها الامام علي بشجاعته وبسالته وعليه يجب ان تتم العمليه القادمه غدرا واثناء سجود الامام علي لنجاح التنفيذ
خامسا :
ولمزيد من التحوط وعدم كشف القاتل الحقيقي المخطط والممول للعمليه فقد تم رسم مسرحيه بائسه توحي للامه ان القاتل إندفع بدافع العشق والغرام من أول نظره لفاجره حسناء تدعى قطام الموتوره بقتل والدها في المعركه مع علي عليه السلام ورسمت فصول تلك المسرحيه باحكام كما مر بنا
وهكذا يكون القاتل من الخوارج ومدفوعا بدافع العشق اضافه لعداءه للامام علي عليه السلام ..فلا يتسائل الناس بعد ذلك عن المخطط والممول للعمليه
سادسا :
ولابعاد الشبهه تماما عن معاويه وعمر بن العاص تم رسم خطه تقول ان معاويه وعمر بن العاص كانا مستهدفين في العمليه واوحي الى الناس ان معاويه جرح في العمليه وان عمرو بن العاص تمرض تلك الليله وخرج قائد شرطته للصلاه فالسلطه بيدهم والاعلام طوع بنانهم ومايقوله معاويه لاتناقشه الرعيه فهو (خال المؤمنين وكسرى العرب وبيده المال وفي اليد الاخرى جنودا من عسل )
نجح معاويه بقتل علي عليه السلام وفرحت عائشه وأنشدت شعرا وأعتقت عبداً
وروى الطبري في تاريخه (15)
أنه لما انتهى خبرقتل أمير المؤمنين عليه السلام إلى عائشة قالت:
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قرّ عينا بالإياب المسافر
ثم قالت: من قتله؟ فقيل: رجل من مراد. فقالت
فإن يك نائيا فلقد نعاه * غلام ليس في فيه التراب
وقد بشرها بعض عبيدها بقتل علي عليه السلام
ثم قالت للعبد: من قتله ؟ قال: عبد الرحمن بن ملجم، قالت: فأنت حر لوجه الله، وقد سميتك عبد الرحمن
و احست بانها اصبحت حرة طليقة في تصرفاتها وافعالها لما بلغها قتل علي (عليه السلام) فقالت :
لتصنع العرب ما شاءت؛ فليس أحد ينهاها (16)
ولا بد لنا ان نتساءل ماذا تقصد عائشه بذلك فماذا تريد من العرب ان يصنعوا..وماهي الاشياء التي كان ينهاهم عنها علي ؟
وفرح معاويه بنجاح خطته بمقتل علي عليه السلام
(ولما بلغ نعي أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية فرح فرحا شديدا... وفي رواية الراغب عن شريك أنه كان متكئا فاستوى جالسا، ثم قال: يا جارية غنيني، فاليوم قرت عيني) (17)
قتل امير المؤمنين علي عليه السلام وسجلت الجريمه ضد الخوارج وصار القاتل ملكا
مات رسول الله صلى الله عليه واله مسموما وقتل علي عليه السلام في محراب صلاته وإستولى التحالف الثلاثي ( قريش واليهود وبنو أميه) الذي اندحر عسكريا في غزوه الاحزاب على دوله رسول الله فاصبح معاويه بن ابي سفيان ملكا وتربع كعب الاحبار على منبر رسول الله وإنتقم معاويه من الانصار الذين دافعوا عن رسول الله صلى الله عليه واله في كل حروبه ضد قريش
ورميت الكعبه بالمنجنيق وأحرقت أستارها ولم يكن نصيب المدينه المنوره أفضل حالا من الكعبه فقد استبيحت ثلاثه ايام و قتل عشرة الاف صحابي وتابعي وإستباحوا نسائهم حتى ولدت الف بكر من سفاح وختموا أعناق 700 صحابي على أن يكونوا عبيدا وخولا ليزيد
وتم قتل الحسين ومن معه من أهل البيت عليهم السلام ورفعت رؤسهم على الرماح وسيقت بنات رسول الله سبايا للشام
فلما وصل الامر الى الوليد بن يزيد جعل القران هدفا ورماه بالنشاب وأنشد شعراً
إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل يا رب مزقني الوليد
عن الزُّهْرِيّ قال : دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ ؟ فَقَالَ : لاَ أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلاَةَ ، وَهَذِهِ الصَّلاَةُ قَدْ ضُيِّعَتْ
عَنْ غَيْلَانَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قِيلَ الصَّلَاةُ ؟ قَالَ أَلَيْسَ ضَيَّعْتُمْ مَا ضَيَّعْتُمْ فِيهَا ؟ (البخاري 529 و530 )
وانا لله وانا اليه راجعون
المصادر
(1)راجع شرح النهج 1 / من ص 292 ـ 927
(2)المنقري، وقعة صفين، ص 21
(3)المنقري، وقعة صفين، ص 138-140
(4)شرح نهج البلاغه للحائري ج2
(5)ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 27
(6)اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 212
(7)الكافي، ج 8، ص 167، ح187
(8)اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 188-189
(9)الطبري 3: 275
(10) المصدر عمر بن العاص وشعره في الغدير للعلامه الاميني
(11)تاريخ ابن الاثير 3/198
(12) المناقب والمثالب (ص 98) للقاضي نعمان المصري
(13) لسان ميزان 3 / 440
(14) الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج2، ص28
(15) تاريخ الطبري – ج4 ص 115
(16)الاستيعاب: 3 / 218 / 1875، ذخائر العقبى: 201، الرياض النضرة: 3 / 237
(17)نهج السعادة: 8 / 507
الباب الرابع
معاويه يقتل علياً والحسن (عليهما السلام )
ويزيد يقتل الحسين (عليه السلام ) واهل بيت النبوه
الفصل الاول ..عثمان يهب أراضي وبساتين العراق لبني أميه وجلاوزتهم
الفصل الثاني .. معاويه خائن غادر نقض وثيقه الصلح مع الامام الحسن وإغتاله بالسم
الفصل الثالث ..قتله الامام الحسين (ع) ليسوا من الشيعه ..بل من اتباع الامويين في الكوفه
الفصل الرابع.. أصحاب الحسين (ع) أفضل من اصحاب الانبياء والرسل
االفصل الخامس ..وفي كربلاء ..رفع الامويون شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه)
الفصل الاول
ورد في شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد ج20 ص10 ان عليا (عليه السلام ) قال :
( والله يود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة (نار) إلا طعن في بطنه إطفاء لنور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )
وقال الشاعر:
عبد شمس قد أضرمت لبني * هاشم نارا يشيب منها الوليد
فابن حرب للمصطفى وابن هند * لعلى وللحسين يزيد
وقد فات الشاعر ان يقول وابن هند لعلي والحسن (عليهما السلام )
عثمان يهب أراضي وبساتين العراق لبني أميه وجلاوزتهم
حيتان الفساد تبتلع العراق
أرض السواد (العراق) بستان قريش
كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي والي عثمان على الكوفه صاحب خمارة ومبغى في مكة وعدوا لدوداً للنبي( صلى الله عليه وآله )، وكان مدمن خمر حتى صلى الصبح ثمان ركعات وتقيأ في محراب المسجد
شكاه المسلمون الى الخليفه عثمان بن عفان فاستبدله عثمان باموي اخر هو سعيد بن العاص
قدم سعيد بن العاص الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وسمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة وفيهم مالك الأشترفقال سعيد:
إنما هذا السواد (العراق) بستانٌ لقريش (الطبري: 3 / 365)
فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك؟
سار عثمان على منهج عمر بتمزيق البنيه الاجتماعيه التي ارساها رسول الله (صلى الله عليه واله ) للمجتمع لاسلامي وحوّل المجتمع الى مجتمع طبقي و زرع التفرقه العنصريه في صفوفه
ان كان عمر قد اسس للتفرقه العنصريه بين العرب والاعاجم وبين قبائل العرب نفسها وقسّم المجتمع الى اثنتى عشره طبقه متفاوته بالعطاء فقد زاد عثمان بان جعل الدوله بكل ثرواتها وولاياتها ومنها أرض السواد (اي العراق) ملكا لقريش وبالتحديد لبني أميه
فكان ولاه الامصار من بني أميه فقط
1-الوليد بن عقبه (أموي) والي الكوفه وكان خماراً صلى بالمسلمين صلاه الصبح ثماني ركع وتقيأ بالمحراب
2- سعيد بن العاص (أموي) خلف الوليد بن عقبه على الكوفه وهو الذي قال (إن ارض السواد بستان قريش)
3- عبد الله بن عامر بن كريز هو إبن خال عثمان والى البصره
4- معاويه بن أبي سفيان (أموي ) كان والي عمر على الشام وضم اليه عثمان فلسطين وحمص والاردن لتصبح أرض الشام بكاملها تحت امرته
5-عبد الله بن سعد بن أبي سرح - واليا على مصر
وهو أخو عثمان من الرضاعة وكان من أخطر المشركين، وأكثرهم عداءا للنبي (صلى الله عليه واله) وسخرية منه
وقد أهدر النبي دمه، وإن وجد متعلقا بأستار الكعبة، وقد هرب بعد فتح مكة
عثمان يوزع أموال الدوله على بني أميه
خص عثمان بني امية بالاموال، ومنحهم الهبات الضخمة
و هي كما وردت في كتاب حياه الامام الحسن ج1 للسيد باقر شريف القرشي :
1- وهب عثمان الحارث بن الحكم صهره من عائشة ثلثمائه الف درهم وإبل الصدقات التي وردت المدينه وسوق تهروز في المدينه الذي تصدق به النبي على جميع المسلمين
2- وهب ابوسفيان راس المنافقين مائتي الف درهم من بيت المال
3- وهب سعيد بن العاص مائه الف درهم
4- تزوج عبد الله بن خالد بن أسيد بنت عثمان فامر له بستمائة ألف درهم وكتب إلى عبد الله بن عامر واليه على البصرة أن يدفعها اليه من بيت المال
5- الوليد بن عقبة أخو عثمان من أمه
إستقرض من عبد الله بن مسعود أموالا طائلة من بيت المال فأقرضه، وطلبها منه عبد الله فأبى أن يدفعها ورفع رسالة إلى عثمان يشكوه اليه، فكتب عثمان إلى عبد الله رسالة جاء فيها
(انما أنت خازن لنا فلا تتعرض للوليد فيما أخذ من المال) فغضب ابن مسعود، وطرح مفاتيح بيت المال وقال :
كنت أظن اني خازن للمسلمين، فاما اذا كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك وأقام بالكوفة بعد أن إستقال من منصبه
فبيت المال في عرف السياسة العثمانية ملك للامويين، وليس ملكا للمسلمين،
6- الحكم بن العاص
كان هذا الرجس الخبيث من ألد اعداء رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد نفاه (صلى الله عليه واله) إلى الطائف، وقال (لايساكنني )
ولم يزل منفيا هو وأولاده طيلة خلافة الشيخين، ولما انتهى الحكم إلى عثمان أصدر عنه العفو فقدم إلى يثرب، وهو يسوق تيساً، وعليه ثياب خلقة فدخل على عثمان فكساه جبة خز وطيلسان ووهب له من الاموال مائة الف وولاه على صدقات قضاعة فبلغت ثلاثة مائة الف، فوهبها له
7- مروان بن الحكم
أما مروان بن الحكم فهو وزيره ومستشاره الخاص، وجميع مقدرات الدولة تحت تصرفه، وقد منحه الثراء العريض، ووهبه من الاموال ما يلي
أ - أعطاه خمس غنائم افريقية، وقد بلغت خمسمائة الف دينار
ب - أعطاه ألف وخمسين أوقية، لا نعلم أنها من الذهب أو الفضة وهي من الامور التي أشاعت التذمر والنقمة عليه
ج - أعطاه مائة الف من بيت المال، فجاء زيد بن أرقم خازن بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وجعل يبكي فنهزه عثمان وقال له
أتبكي إن وصلت رحمي ؟
قال ولكني أبكي لاني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله، في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) ولو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيراً
فصاح به عثمان
الق المفاتيح يا أبن أرقم فانا سنجد غيرك
د - أقطعه فدكا
هـ - كتب له بخمس مصر
حيتان الفساد تبتلع العراق
وأقطع عثمان أراضي في الكوفة مع العلم إنها ملك للمسلمين لانها مما فتحت عنوة فقد أقطع أراضي في داخل الكوفة وخارجها، أما التي في داخل الكوفة فقد أقيمت فيها الدور والمساكن، وسميت (مساكن الوجوه) وقد أقطع لجماعة من الصحابة وهم :
1- طلحة، وسميت دار الطلحيين، وكانت في الكناسة
2- عبيد الله بن عمر، وسميت (كويفة ابن عمر)
3- اسامة بن زيد
4- سعد، وابن أخيه هاشم بن عتبة
5- أبا موسى الاشعري
6- حذيفة العبسي
7-عبد الله بن مسعود
8- سلمان الباهلي
9- المسيب الفزاري
10- عمرو بن حريث المخزومي
11- جبير بن مطعم الثقفي
12-عتبة بن عمر الخزرجي
13- أبا جبير الانصاري
14-عدي بن حاتم الطائي
15- جرير البجلي
16- الاشعث الكندي
17- الوليد بن عتبة
18- عمار بن عتبة
19- الفرات بن حيان العجلي
وأقطع أراضي واسعة تدر بالربح الكثير لجماعة وهم :
1 - طلحة بن عبد الله أقطعه (النشاستج) .
2 - عدي بن حاتم منحه (الردحاء) .
3 - وائل بن حجر الحضرمي منحه (رضيعة زادر) .
4 - خباب بن الارت منحه (صعبنا) .
5 - خالد بن عرفطة أقطعه أرضا عند (حمام اعين) .
6 - الاشعث الكندي أعطاه (ظيزنابار) .
7 - جرير بن عبد الله البجلي أقطعه أرضا على شاطئ الفرات ( الجرفين)
8 - عبد الله بن مسعود أقطعه أرضا بالنهرين .
9 - عبد الله بن مالك الزهري أعطاه قرية (هرمز) .
10 - الزبير بن العوام أقطعه ارضا .
11 - أسامة بن زيد أقطعه أرضا ثم باعها .
هذه بعض الاراضي التي أقطعها عثمان، وقد إندفع جماعة من الامويين واتباعهم إلى شراء أرض العراق الخصبة فاشترى طلحة ومروان بن الحكم، والاشعث بن قيس اقطاعيات واسعه حتى شاع الاقطاع وظهرت الملكيات الواسعة والاقطاعات الكبيرة وقام بزراعتها الموالي والرقيق والقبائل التابعه لهم، وظهر تضخم المال وكثرة الاتباع عند فريق خاص من الناس
لقد أوجدت هذه السياسة المالية طبقتين من الناس
الاولى
الطبقة الفاحشة في الثراء التي لا عمل لها إلا اللهو والعبث ومجالس الخمور والغناء
الثانيه
وهي الطبقة الكادحة التي تزرع الارض، وتعمل في الصناعة وتشقى في سبيل اولئك السادة، ومن أجل الحصول على فتات موائدهم ، وترتب على فقدان التوازن في الحياة الاقتصادية إنعدام الاستقرار في الحياة السياسية والاجتماعية على السواء، وقد سارت الدولة الاموية في أيام حكمها على هذه السياسة فاخضعت المال للتيارات السياسية، وجعلوه سلاحا ضد أعدائهم، ونعيما مباحا لانصارهم
قُتل عثمان وتولى علي (عليه السلام ) الخلافه
لقد خاف الامويون واتباعهم في العراق على ثرواتهم التي منحها لهم عثمان، وخافوا على نفوذهم ومكانتهم واقطاعياتهم ، فقد عرفوا الامام، وعرفوا مخططاته الهادفة إلى إقامة الحق، والعدل، وتحطيم الامتيازات الغير المشروعة، وانه سيعاملهم كبقية أفراد الشعب ويسترد منهم الاموال والاقطاعيات المنهوبه
وفزعت القبائل المواليه لبني اميه وأصابها الذهول فقد أيقنت ان الامام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حق، فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها
(ما كنت صانعا فاصنع إذا قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها)
الامام علي (عليه السلام ) يصادر الاقطاعيات ويعيد الاموال المنهوبه الى بيت المال
صادر الامام علي جميع الاقطاعيات الممنوحه بغير وجه حق لان أرض العراق أرض مفتوحه عنوه فهي ملك لكل المسلمين المولودين والذين يولدون لاحقا ولا يجوز تملكها أو بيعها كما صادر الاموال المنهوبه
مدَ معاويه جسور الاتصال مع أصحاب الاقطاعيات المصادره في العراق والذين أغلبهم من بني اميه أو مناصري بني أميه والذين يشكلون قوه كبيره في جيش الخلافه بقياده الامام علي (عليه السلام ) للعمل معا والتمرد على علي (عليه السلام ) وقتله
الفصل الثاني
معاويه خائن غادر نقض وثيقه الصلح مع الامام الحسن وإغتاله بالسم
تصف لنا السيده فاطمه الزهراء عليها السلام حال العرب البائس قبل الاسلام في خطبتها الفدكيه المشهوره فتقول :
(وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطّامِعِ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، {تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ} فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله بَعْدَ اللّتَيّا وَالَّتِي )
وقد إستطاع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )أن ينقذهم من وضعهم البائس وأن يبنى مجتمعا إنسانيا لايفرق بين الابيض والاسود ولا بين الفقير والغني ولا بين العربي والاعجمي ولا بين العبد والحر
قال الله تعالى في سوره الحجرات ايه 13
(إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)
وما أن أغمض رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) عينينه حتى عاد العرب الى جاهليتهم فقسًمَ عمر المجتمع الى إثنتى عشره طبقه اجتماعيه متباينه في العطاء و فرق بين العرب والعجم وأبطل أوامر الله وخالف أياته و أحرق سنه رسوله واحاديثه المكتوبه وتبعه عثمان في تخريب البنيه الاجتماعيه فقسًمَ بيت مال المسلمين بين بني أميه والقبائل المواليه لهم والسائره في ركابهم وقد تطرقنا لذلك بالتفصيل في الفصل السابق
ولما ولي الامام علي عليه السلام الخلافه أعاد الامور الى نصابها عملا بكتاب الله وسنه نبيه ولكن ذلك البً عليه بني أميه وجمهور المستفيدين من نهب ثروات المسلمين من الامويين والقبائل المؤيده لهم والذين يشكلون ثلاثه أرباع جيش الخلافه أنذاك وقد عانى الامام علي عليه السلام منهم كثيرا حتى ذمهم في موارد كثيره
أدت سياسيه عمر وعثمان الى تمزيق البنيه الاجتماعيه للمسلمين والى خلق مجتمع ناقم على علي وبنيه (عليهم السلام )لانه أعاد العمل بسنه رسول الله
وكان أول الناقمين طلحه والزبير وقد خرجا الى البصره لمحاربه الامام علي في حرب زهقت فيها أرواح ثلاثين الف مسلم في معركه الجمل يتحمل مسؤليه الدماء فيها طلحه والزبير وعائشه وأبو بكر وعمر وعثمان وبني أميه
المسلمون يبايعون الامام الحسن عليه السلام للخلافه
وبعد اغتيال الامام علي بايع المسلمون الامام الحسن للخلافه في وقت عصيب فالشام بيد الطليق إبن الطليق معاويه بن أبي سفيان وغالبيه جيش الخلافه أمويه الهوى وأنصار الامام علي والامام الحسن يشكلون نسبه قليله من الجيش
جيش الامام الحسن هو نفس الجيش الذي شكا منه الامام علي
إشتكى الامام علي (عليه السلام ) من جيش الخلافه الذي جُله من القبائل التي إشتراها عثمان وبني أميه بالاقطاعيات الواسعه والاموال الضخمه وقد إسترجعها منهم الامام عليه السلام وأعادها لبيت مال المسلمين فنقموا عليه وعصوا أمره وتخاذلوا عن قتال معاويه.
ويقول الامام في احدى خطبه مشتكيا من جيش الخلافه :
أَمَّا بَعْدُ فَإنَّ الْجِهَاد بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللّهُ لَخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ.
فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ الْبَسَهُ اللّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَشَمْلَةَ الْبَلَاءِ. وَدُيِّثَ بَالصِّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بَالْاءَسْدَادِ وَ ادِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ وَسِيمَ الْخَسْفَ وَمُنِعَ النَّصْفَ.
ألَا وَإنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إلَى قِتَالِ هوُلَاءِ الْقَومِ لَيْلاً وَنَهَارا، وَسِرا وَإعْلَانا، وَقُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَعْزُوكُمْ، فَوَاللّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إلَّا ذَلُّوا. فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتِ الْغَارَاتُ عَلَيْكُمْ وملكت عَلَيْكُمُ الْأَوْطَانُ. وَهْذَا اخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الْأَنبَارَ وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ ابْنِ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مَنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَالْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا وَرِعَاثَهَا.
مَا تَمْتَنع مِنْهُ إلَّا بِاِلاسْتِرْجَاع وَالاِسْتِرْحَامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلاً مَنْهُمْ كَلْمٌ وَلَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ. فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِما مَاتَ مَنْ بَعْدِ هذَا اسَفا مَا كَانَ بَهِ مَلُوما بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيرا.
فَيَا عَجَبا وَاللّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَيَجْلِبُ الهمَّ مِنِ اجْتِمَاعِ هؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ فَقُبْحا لَكُمْ وَتَرَحا حِينَ صِرْتُمْ غَرَضا يُرْمَى يُغارُ عَيْكُمْ وَلَا تُغِيرُونَ. وَتُغْزَوْنِ وَلَا تَغْزُونَ. وَيُعْصَى اللّهُ وَتَرْضَوْنِ فَاذَا أَمَرْتُكُم بِالسَّيْرِ إلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرَّ قُلْتُمْ هذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ وَإذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إلَيْهِم فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ أمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبِرْدُ. كُلُّ هْذَا فِرَارا مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ فَإذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ تَفِرُّونَ فَإذا أَنْتُمْ وَاللّهِ مِنَ السَّيْفِ أفَرُّ.
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَارِجَالَ. حُلُومُ الْأَطْفَالِ. وَعُقُولُ ربَّاتِ الْحِجَالِ. لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ . مَعْرِفَةٌ وَاللّهِ جَرَّتْ نَدَما وَاعْقَبَتْ سَدَما. قَاتَلَكُمُ اللّهُ لَقَدْ مَلاُتُمْ قَلْبِي قَيْحا. وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظا. وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاسا. وَأفَسَدْتُمْ عَلَيِّ رَأيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ إنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ وَلكِنْ لَاعِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ. للّهِ أَبُوهُمْ! وَهَلْ أَحَدٌ مَنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاسا وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاما مِنِّي؟ لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ، وَهَا أَنَاذَا قَدْ ذَرِّفْتُ عَلَي السِّتِّينَ. وَلكِنْ لَا رَأيَ لَمِنْ لَا يُطَاعُ
ويصف لنا الشيخ المفيد جيش الامام الحسن لقتال معاويه
فيقول
يتكون
الجيش من أربعه اقسام:
اولا - الشيعه
وهؤلاء فيما يظهر عدد قليل في الجيش ولو كانوا عددا كثيرا فيه ، لما أُجبر أمير المؤمنين (ع) على التحكيم في صفين ولما صالح الحسن معاوية
ثانيا - الخوارج
وهم الذين كانوا ضمن جيش الامام وكانوا يرومون قتال معاوية بكل حيلة ووسيلة لا إيمانا منهم بقضية الحسن وباطل معاوية ، بل كانوا يرون الحسن ومعاوية في صعيد واحد ، وإنهما لا يستحقان الخلافة وإنما كانوا يستعجلون حرب معاوية ومناجزته لأنهم يعلمون انه أوفر قوة من الامام فرأوا أن ينضموا الى جيشه مؤقتا حتى ينهوا أمره ، فان قضي عليه فيكون أمر الحسن سهلا لأن اغتياله ليس بالعسير عليهم
ثالثا – اصحاب المطامع
وهم فصيلة من الجند لا تؤمن بالقيم الروحية ولا تقدس العدل ولا تفقه الحق وإنما كانوا ينشدون مصالحهم وأطماعهم وكانوا يرقبون عن كثب أي الجهتين قد كتب لها النصر والظفر حتى يلحقوا بها
رابعا - الشكاكون
وأكبر الظن ان الشكاكين هم الذين أثرت عليهم دعوة الخوارج ودعاية الأمويين حتى شككوا في مبدأ أهل البيت (عليه السلام) ، وفي رسالتهم الإصلاحية ولو اندلعت نيران الحرب لما ساعدوا الإمام بشيء ، لأنهم لم يكونوا مدفوعين بدافع الإيمان والعقيدة
خامسا – اتباع الرؤساء
وهم أكثر العناصر عددا ، وأعظمهم خطرا ، فهم يتبعون زعماءهم ورؤساءهم اتّباع أعمى لا إرادة لهم ولا تفكير ولا شعور بالواجب ، وهم المعبر عنهم بالهمج الرعاع. وكان أغلب سواد العراق قد انتمى الى أحد الزعماء على غرار العشائر العراقية في هذا الوقت ، وأكثر زعماء العراق ممن كاتب معاوية بالطاعة والانقياد كقيس بن الأشعث ، وعمرو بن الحجاج وحجار بن أبجر وأضرابهم من الخوارج والمنافقين الذين اشتركوا في أعظم مأساة سجلها التأريخ وهي قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين (ع) وهؤلاء هم من إشتراهم عثمان بالاموال الكبيره والاقطاعيات الواسعه والتي صادرها الامام علي لاحقا فنقموا عليه وعلى أهل بيته
هذه هي العناصر التي تكوّن منها الجيش ، بل العراق كله من نفر منه الى الحرب ومن لم ينفر ينطبق عليه أحد هذه العناوين التي ذكرها الشيخ المفيد رحمه الله في كلامه القيم ، وأكثر هؤلاء لا يؤمن من شرهم فى السلم فضلا عن الحرب
وعليه فان الجيش العراقي انذاك(جيش الخلافه ) قد كان اموي الهوى في الغالب
سياسه معاويه لتمزيق جيش العراق (جيش الخلافه)
1- بث الجواسيس
وكانت باكورة الدسائس الخطيرة التي قام بها معاوية فى إفساده مقدمه الجيش، انه بعث الجواسيس ، ونشر العيون ليذيعون الذعر والإرهاب ويقومون بخذلان الجيش ، وكانت دعايتهم ذات طابع واحد وهي
إن الحسن يكاتب معاوية على الصلح فلم تقتلون أنفسكم؟ (1)
وتركت هذه الموجة من الافتراء إضطرابا فظيعا ، وخوفا بالغا فى النفوس ، وأحدثت تمردا شاملا في جميع الوحدات العسكرية
2- رشوة الوجوه
ولم يقتصر معاوية في عمليات التخريب على ذلك ، فقد صنع ما هو أفتك منها وهو شراؤه الضمائر الرخيصة من قادة الجيش وزعمائه المقيمين في « مسكن » فقد بذل لهم أموالا ضخمة ، ومناهم بالوظائف والمراتب ، فأجابوه الى ذلك ، وتسللوا إليه ، والتحقوا بمعسكره في غلس الليل وفى وضح النهار (2)
3- إغراؤه لعبيد الله بن العباس
ولما رأى معاوية إن عملية الرشوة قد نجح بها الى حد كبير راح يعمل بنشاط فى اغرائه لذوي الضمائر القلقة ، والنفوس المريضة ، فمدّ أسلاك مكره الى عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب إبن عم الامام الحسن عليه السلام وقائد جيشه فجذبه إليه ، وصار العوبة بيده ، وقد خان عبيد الله بذلك ثقل رسول الله ، وترك موكب الحق والهدى ، وإنضم الى معسكر الخيانة والجور ،
أما نص رسالة معاوية التي خدعه بها فهي
( إن الحسن قد راسلني فى الصلح ، وهو مسلم الأمر إليّ فان دخلت فى طاعتي الآن كنت متبوعا ، وإلا دخلت وأنت تابع ، ولك إن أجبتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم ، أعجل لك في هذا الوقت نصفها ، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر )
غدر وخيانة
وتمثلت أمام عبيد الله ( المادة ) التي منّاه بها معاوية و سولت له نفسه الأثيمة بالغدر ونكث العهد ، فاستجاب لدنيا معاوية ، ومال عن الحق ، وانحرف عن الطريق القويم ، وخان الله ورسوله ، وترك سبط النبي (ص) وريحانته ، والتحق بمعسكر الظلم والجور ، وقد تسربل بثياب العار والخزي
لقد تسلل عبيد الله الى معاوية فى غلس الليل البهيم ومعه ثمانية آلاف من الجيش والأهواء الذين لم ينطبع الدين في قلوبهم ففي عنق عبيد الله الخائن الأثيم تقع المسئولية الكبرى فقد أدت خيانته الى زعزعة الجيش واضطرابه
إن هذه الخطة التي سلكها معاوية كانت من أهم الأسباب التي مهدت نجاحه ، وفوزه بالموقف وتغلبه على الأحداث ، فقد سببت إندحار جيش الإمام ، وقضت على عزائمه ، وفتحت باب الخيانة ، والغدر على مصراعيهما
وحين كان عبيد الله بن العباس واليا لعلي على اليمن هاجمت مجاميع من جيش معاويه اليمن فهرب عبيد الله بن العباس وترك اهله فذبح جيش معاويه طفلين له ذبحا امام امهما.
ولا آدرى كيف أنساه بريق الذهب أن يثأر من معاويه لذبحه طفليه
لم يجد الحسن بعد ذلك بدا من الصلح لان استمرار الحرب معناه اباده الفئه الصالحه من المؤمنين التي بقيت من الجيش
وثيقه صلح الحسن مع معاويه
صورة المعاهدة التي وقعها الفريقان
المادة الأولى : تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله و سنة رسوله ( صلّى الله عليه وآله ) و بسيرة الخلفاء الصالحين
المادة الثانية : أن يكون الأمر للحسن من بعده فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين و ليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد
المادة الثالثة : أن يترك سب أمير المؤمنين و القنوت عليه بالصلاة و ان لا يذكر عليا إلا بخير
المادة الرابعة : استثناء ما في بيت مال الكوفة و هو خمسة آلاف ألف يشمله تسليم الأمر و على معاوية أن يحمل إلى الحسن كل عام ألفي ألف درهم و أن يفضل بني هاشم في العطاء و الصلات على بني عبد شمس و أن يفرق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل و أولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم و ان يجعل ذلك من خراج دار أبجرد ( مدينة داراب ولاية بفارس على حدود الأهواز )
المادة الخامسة : على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم و عراقهم و حجازهم و يَمَنهم و أن يؤمّن الأسود و الأحمر و أن يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم و أن لا يتبع أحد بها بما مضى و أن لا يأخذ أهل العراق بأحنة و على أمان أصحاب علي حيث كانوا و ان لا ينال أحد من شيعة علي بمكروه و أن أصحاب علي و شيعته آمنون على أنفسهم و أموالهم و نسائهم و أولادهم و ان لا يتعقب عليهم شيئاً و لا يتعرض لأحد منهم بسوء و يوصل إلى كل ذي حق حقه و على ما أصاب أصحاب علي حيث كانوا . و على أن لا ينبغي للحسن بن علي و لا لأخيه الحسين و لأحد من أهل بيت رسول الله غائلة سراً و لا جهراً و لا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق
معاويه غادر خائن
وبعد ان تم توقيع معاهده الصلح خطب معاويه في الكوفه فقال :
(يا أهل الكوفة أترونني قاتلتكم على الصلاة و الزكاة و الحج و قد علمت أنكم تصلون و تزكون و تحجون ؟ و لكني قاتلتكم لأتأمر عليكم و ألي رقابكم و قد آتاني الله ذلك و انتم كارهون ألا أن كل دم أصيب في هذه الفتنة مطلول و كل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين )
و ذكر صاحب شرح النهج أن معاوية قال في خطبته
( ألا أن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به )
و ذكر أن معاوية ذكر علياً ( عليه السلام ) فنال منه ثم نال من الحسن فقام الحسين ( عليه السلام ) ليرد عليه فأخذه الحسن بيده فأجلسه ثم قام فقال أيها الذاكر علياً أنا الحسن و أبي علي و أنت معاوية و أبوك صخر و أمي فاطمة و أمك هند و جدي رسول الله و جدك عتبة بن ربيعة و جدتي خديجة و جدتك قتيلة فلعن الله أخملنا ذكراً و ألأمنا حسباً و شرّنا قديماً و حديثاً و أقدمنا كفراً و نفاقاً ، فقال طوائف من أهل المسجد آمين )
معاويه ينقض العهود
نقض البند الاول
فأين معاوية من العمل بكتاب الله و سنة رسوله و الشواهد على مخالفته لكتاب الله و سنة رسوله لا تحصى و قد صنفت مؤلفات لعرض هذه المخالفات ربما أهمها موسوعة الغدير للعلامة الأميني ج10 و ج11
نقض البند الثاني
لقد نقض معاوية هذا البند عندما نصب ولده يزيد وليا للعهد وأكره الناس عليه
نقض البند الثالث
كان معاوية يعلم أن الأمر لن يستتب له و لبني أمية لو عرف المسلمون القادة الربانيين الحقيقيين ، من هنا لم يفتأ يفتري و يروج الأكاذيب عن علي و آله . و رغم التزامه بعدم سب علي في عهد الصلح مع الحسن لكنه لم يف بعهده « فقد دأب على لعن علي ( عليه السلام ) ويقنت في صلاته و جعلها سنة في خطب الجمعة و الأعياد و بدل سنة محمد ( صلّى الله عليه و آله ) في خطبة العيدين المتأخرة عن صلاتهما و قدمها عليه لإسماع الناس لعن الإمام الطاهر »
نقض البند الرابع
أورد الشيخ راضي آل يس ما رواه الطبري من أن أهل البصرة قد حالوا بين الحسن و بين خراج دار أبجرد وقالوا : فيئنا
أما ابن الأثير فقد أشار إلى أن منعهم كان بأمر من معاوية
نقض البند الخامس
لقد نصّت المعاهدة على الأمن العام لشيعة علي وأنصار الحسن حيثما كانوا ، وعدم التعرض بسوء للحسن والحسين ولا لأحد من أهل البيت ولكنها سنة معاوية في الغدر ، ونقض العهود فالتاريخ يعج بالقصص والأحداث التي تحكي ما فعله معاوية بشيعة علي من تجويع وتعذيب وقتل وسجن وتشريد . ومن الأسماء البارزة التي نالت شرف الشهادة فداء لعلي (عليه السلام ) وارتقت إلى سماء الشهادة تحت بطش معاوية و أعوانه : حجر بن عدي الكندي وأصحابه رشيد الهجري و عمرو بن الحمق الخزاعي و جويرية بن مسهر العبدي و أوفى بن حصن
و أما الذين روعوا و عذبوا فلا مجال لإحصائهم
فكان أول رأس يطاف به في الإسلام (من أصحاب علي) بأمر ( معاوية ) يطاف به و كان أول إنسان يدفن حيا في الإسلام منهم و كانت أول امرأة تسجن في الإسلام منهم و هو الآمر بسجنها و كان أول شهداء يقتلون صبراً في الإسلام منهم و هو الذي قتلهم
معاويه يغتال الامام الحسن بالسم
دعا (معاوية) (مروان بن الحكم) إلى إقناع (جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي) ـ وكانت من زوجات الإمام الحسن(عليه السلام) ـ بأن تسقي الحسن السمّ وكان شربة من العسل بالماء فإن هو قضى نحبه زوّجها بيزيد، وأعطاها مئة ألف درهم
وكانت (جعدة) هذه بنت الأشعث بن قيس ـ المنافق المعروف الذي أسلم مرتين بينهما ردّة منكرة ـ أقرب الناس روحاً إلى قبول هذه المعاملة النكراء
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) :
إنّ الأشعث شرك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وابنته (جعدة) سمّت (الحسن)، وابنه (محمّد) شرك في دم الحسين (عليه السلام)
تشييع جنازة الإمام عليه السلام
تولى الإمام الحسين (عليه السلام) مهمّة تغسيل الجسد الطاهر لأخيه الحسن عليه السلام و تكفينه ولفّه وبعدها حملت جنازة الإمام الحسن عليه السلام إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله ولمّا وصلوا المسجد اعترض مروان طريق الجنازة للحيلولة دون الدخول بها إلى المسجد ، ثمّ مضى إلى عائشة يحرضها على منع دفن الإمام الحسن عليه السلام عند جدّه ،
دفن الإمام(عليه السلام) وفتنة عائشة وحقد بنو اميه
ولم يشكَّ (مروان) ومن معه من بني أمية أنّهم سَيَدْفُنونَه عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فتجمَّعوا لذلك ولبسوا السلاح ، فلمّا توجّه به الحسين(عليه السلام) إلى قبر جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) ليجدّد به عهداً أقبلوا إليهم في جمعهم، ولحقتهم (عائشة) على بغل وهي تقول: ما لي ولكم تريدون أن تُدخلوا بيتي من لا أحب، وجعل مروان يقول : يا رُبَّ هيجا هي خير مِن دَعَة، أَيُدْفَنُ عثمانُ في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبيّ؟ لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف
ورموا نعش الامام الحسن عليه السلام بالسهام ...انه حقد قريش وبني أميه الاعمى الذي لاتسلم معه حتى جثث القتلى فجثه الحسن عليه السلام ترمى بالسهام وجثه الحسين عليه السلام تداس بحوافر الخيل
وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم وبني أمية فبادر (ابن عباس) إلى (مروان) فقال له : ارجع يا مروان من حيث جئت فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) لكنّا نريد أن نجدّد به عهداً بزيارته ثم نردّه إلى جدّته (فاطمة بنت أسد) فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان أوصى بدفنه مع النبي(صلى الله عليه وآله و سلم) لعلمت أنّك أقصر باعاً من ردّنا عن ذلك ، لكنّه(عليه السلام) كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدماً ، كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه
ثم أقبل على (عائشة) وقال لها: وا سوأتاه! يوماً على بغل ويوماً على جمل، تريدين أن تطفِئي نور الله وتقاتلي أولياء الله، ارجعي فقد كُفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين والله منتصر لأهل البيت ولو بعد حين
وقال الحسين(عليه السلام) : والله لو لا عهد الحسن بحقن الدماء وأن لا أُهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم وأبطلتم ما أشترطنا عليكم لأنفسنا
ومضوا بالحسن فدفنوه بالبقيع عند جدّته (فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف) -رضي الله عنها-
وهكذا تمّ لمعاوية ما أراد، وكانت شهاده الحسن (عليه السلام) بالمدينة
وورد بريد (مروان) إلى (معاوية) بتنفيذ الخطّة المسمومة فلم يملك نفسه من إظهار السرور بموت الإمام الحسن(عليه السلام) وكان بالخضراء فكبّر وكبّر معه أهل الخضراء، ثم كبّر أهل المسجد بتكبير أهل الخضراء،
المصادر
(1) شرح ابن أبي الحديد ٤ / ٢١٥
(2) شرح ابن أبي الحديد ٤ / ٢٨
الفصل الثالث
قتله الامام الحسين (ع) ليسوا من الشيعه ..بل الامويين في الكوفه
إن الكوفه وماحولها من الاراضي وهبها عثمان لبني أُميَّه والقبائل المواليه لبني أُميَّه ولعل غالبيه هذه القبائل نجديه وليست عراقيه وإن جيش عمر بن سعد تشكل من هذه القبائل المواليه لبني اميه لقتال الحسين (ع)
إن قاده جيش عمر بن سعد ممن شارك في قتل الحسين وأهل بيته يشتركون في ثلاثة خصال، وهي :
اولا: كونهم من قبائل نجد الملعونة على لسان النبي (صلى الله عليه واله وسلم)
ثانياً : اولاد عهر و حرام
ثالثاً : العداء والبغض بامتياز لآل النبي عليهم السلام والموالاه لبني أُميَّه
جيش عمر بن سعد لقتال الامام الحسين (ع)
كان عمر بن سعد قبل حدوث واقعة كربلاء معسكرا خارج الكوفة في منطقة تسمّى حمام أعين، متوجّها بجيشه إلى الريّ لقتال الديلم، ولمّا توقف الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء أمر عبيد الله بن زياد - حاكم البصرة والكوفة - عمر بن سعد بالتوجه نحو كربلاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام، فرفض عمر في بداية الأمر، ولكن حينما خيّره عبيد الله بين حكومة الري وقتال الإمام الحسين عليه السلام، إختار حكومة الري، وتوجه بجيشة صوب كربلاء
ذكرت معظم المصادر التاريخية أن عدد الجيش كان أكثر من 20000 شخص، وقد شارك فيه أهالي الكوفة بمختلف أطيافهم، فبعضهم كان عثماني الميل، والبعض الآخر من الخوارج، والبعض من النواصب، ومنهم من يحمل العداء لأهل البيت عليهم السلام، والبعض جاء للقتال بالتهديد والطمع من قبل ابن زياد
تقوية إبن زياد للجيش
بعدما توجه عمر بن سعد نحو كربلاء التحق به الكثير من الكوفيين، بسبب أسلوب الترغيب والتهديد الذي استعمله إبن زياد، حيث جمع الناس في مسجد الكوفة، وعرض على كبارهم الهدايا، وطلب منهم أن يخرجوا لقتال الإمام الحسين عليه السلام
كما بعث بقوات اخرى كالتالي
الحصين بن تميم الذي كان في القادسية مع 4000 مقاتل
شمر بن ذي الجوشن مع 4000 مقاتل
والحصين بن نُمَير مع 4000 مقاتل
ومضاير بن رهينة المازني في 3000 مقاتل
ويزيد بن ركاب الكلبي مع 2000 مقاتل
ونصر بن حربة مع 2000 مقاتل
ثم انضم إليهم شبث بن ربعي 1000 مقاتل
وحجار بن أبجر 1000 مقاتل
ومحمد بن الأشعث 1000 مقاتل
ويزيد بن الحارث 1000 مقاتل
قياده الجيش
عمر بن سعد قائد الجيش
شمر بن ذي الجوشن على الميسرة
وعمرو بن الحجاج الزبيدي على الميمنه
وعزرة بن قيس على الرُّكّاب
وشبث بن ربعي على الرُجّال
وكانت راية العسكر بيد زيد مولى ابن سعد
نستعرض فيما يلي أسماء قاده الجيش والمشاركين فيه مع سيره كل منهم الذاتيه والتي تعج بالرذيلة والسقوط والحـرام والاجـرام والعشيره التي ينتمي اليها او يقودها كما وردت في كتاب الجريمه الكبرى للسيد الدكتور محمد رضا الهاشمي
1-عمر بن سعد بن ابي وقاص
إن سعد بن ابي وقاص كان يُـنسب الى أُمه دون أبيه حيث كانت أمه حمنه بنت ابي سفيان مشهوره بالزنا وشهد بذلك معاويه حين قال له سعد بن أبي وقاص أنا احق منك بالخلافه فقال له معاويه يابى عليك بنو عذره ذلك
فقد كان جُـبير بن حفـش من بني عـذرة (من قبائل نجد)، خدناً (اي عشيقا وصديقا) لامه
اما عمـر بن سعد فهو ايضاً ليس لابيه سعـد، بل الاصح كما رواه أبـو زكـريـا الـنـووي في كتابه" تهذيب الاسماء واللغات" ، إن اباه هو عـروة بن مهـان بن حصن من بني حنيفـة، قبيلة مسيلمة الكـذّاب، من قبائل نجد المشؤمة. كان يـراود امـه (ماوية بنت قيس من قبيلة كندة النجدية)، ويعـلم الناس بذلك، ولم يحـرّك سـعـد سـاكـنـاً. ويصل الدور الى جدة سعد بن أبي الوقاص (ام جميل) ، وهي من (ذوات الاعلام)،
وكان عمر بن (سعد)، قائد جـيـش الكـفـر في معركة كربلاء، وهو الذي أمـر بقتل الامام الحسين ورضّ صدره وسبي عياله عليهم السلام،
2- شمر بن ذي الجوشن
شمر بن ذي الجوشن بن عمرو بن صعصعة الضبابي من بني كـلب الضبابية من أعراب نجد، وكانت العرب تستـنـكـف من الانتساب الى هذه القبيلة، وقـد قال الشاعر فيهم
لو قيل للكلب يا باهلي عـوى ** الكلب من لؤم هذا النسـب
ويقول الكتور السيد محمد رضا الهاشمي في كتابه الجريمه الكبرى ذكر بعض المؤرخين انه كان يهودياً، وأسم شمر من اسماء اليهود في الجاهلية والاسلام،
وقد نادى عليه بعض اصحاب الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، بـ (ابن اليهودية)، او ابن البوالة على عقبيها
سكن الكوفة مع اقوام من قبيلته الكلبية الضبابية، وكان رجلا مجدوراً قبيح المنظر وسيئ السيرة، قاسياً فظاً غليظاً، وهو احد قادة الجيش الاموي، مشهوراً بانه ابن زنـا ، وقد ذكر المؤرخون إن أمه كانت فاحشة يهودية، كثيرة الغلمة، شديدة الهوى، تحب الفتيان ، ويُنـسب شـمـر الى عمه، أخو أبيه، وهو متراس بن عمرو بن صعصعة الضبابي من بني كلب النجدية ، كان يهواها ويراودها كثيراً. ويروى عن النسابة ابن هشام السائب الكلبي، قصة اخرى لإم الشمر، وتمكينها رجلاً من جبانة كندة (النجدية)، لفترة طويلة، فجاءت بالشمر اللعين سفاحاً
والعائلة كما ذكرنا من بني كلب الضبابية من أبخس وأنجس القـبـائـل النـجـديـة. وهذه القبيلة النجدية غير قبيلة الكلابية الحجازية، كما إدعى ذلك شـمـر يوم عـاشوراء، زوراً وبـهـتانا
وهو ممن كاتبوا الامام الحسين عليه السلام، ووقف مع عبيدالله بن زياد ضد مسلم بن عقيل عليه السلام ، ووقـف مـواقـف ضد الحسين وأهل بيته وانصاره عليهم السلام، ونافـس عمر بن سعد في طاعة عبيـدالله بن(زياد)، كما يقول الطبري في تاريخه ، وكان سليط اللسان على الامام الحسين عليه السلام ومن أشـد المحرضين على قتله، وصاحب الاقـتـراح بحـرق بـيـوت الامام الحسين عليه السلام
وكان على رأس 4000 مقاتل ، على ميسرة جيش إبن سعد في الهجوم على معسكر الامام عليه السلام
ومن جملة جرائمه جلوسه على صدر الحسين عليه السلام لاحـتـزاز رأسه الشريف، وورد إسمه في زيارة عاشوراء ملعونآ. وقد أوفده عبيدالله بن زياد مع السبايا الى يزيد، فـأذاقهم الويلات والمصائب في طريق الشام. كما يرويها الطبري في تاريخه
3- عمروبن الحجاج
عمرو بن الحجاج الزبـيـدي إرتد عمرو مع قبيلته إذ دعـاهـم الاشعث بن قيس، ثم كان مع الخوارج ضد الامام عـلـي عليه السلام ، وهو أيضاً ممن شهد على الصحابي الجليل حجر بن عدي عند معاوية وتسبب في قـتـله، وهـو الذي غدر بهاني بن عروة عندما سجنه عبيد الله بن(زياد)،
وكان من رؤساء الحزب الاموي في الكوفة، وهو ممن كاتب الامام الحسين عليه السلام للقدوم على الكوفة، ثم خرج لمقاتلة معسكـر الايمان، وتولى ميمنة جيش ابن سعد، ثم قاد العسكـر لاحتلال الفرات، وأصبح مسؤولاً بحفظ المشرعة لمنع الماء عن الامام واهله واصحابه عليهم السلام يوم عاشوراء، كما يسجلها ابن كـثيـر في" البداية والنهاية". وقد لعب دوراً متميزاً في الهجوم على معسكر الحسين عليه السلام، واتهم الامام عليه السلام بالمروق عن الدين، ووصف يـزيـد بالامام العادل ، وخاطب الامام الحسين عليه السلام بقوله:
ياحسين هذا الفرات تـلغ فيه الكلاب وتشرب منه الحمير والخنازير، والله لاتـذوق منه جـرعة حتى تذوق الحميم في نار جهنم، حسب قول البلاذري في" انساب الاشراف" ، ثم خرج مع الوافـدين مع السبايا والضحايا الى عبيد الله بن (زياد) في الكوفة. وذكرت مصادر تاريخية إن عمرو ابن زنـا، وكان يتاجـر بامـه وزوجتـه عند الراغبين بهـن،
4-عزره بن قيس
كتب عزره إبن قيس وشبث بن ربعى وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعمرو بن الحجاج الزبيدى ومحمد بن عمير التميمي أما بعد فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار وطمت الجمام فإذا شئت فاقدم على جند لك مجند والسلام عليك
وهو من رؤساء بني أحمس من قبيلة وهـن، احدى قبـائل بـجـلي، من قبائـل نجـد،
إرتـد عن الاسلام مع بني حنيفة ونبيهم مسيلمة الكذاب، وكان حاجبه ، ثم تاب وعـفى عـنه الخليفة الاول، ثـم اشترك مع الخـوارج في حربهم ضد الامام علي عليه السلام
وكان من اهم رجالات الحزب الاموي في الكوفة، وممن كتب للامام الحسين (عليه السلام ) يدعوه الى الكوفة، ،. ثم عكف على قتاله، وكان من رؤساء قـتلة الحسين (عليه السلام) وقائد الفرسان ويقود خيالة جيش عمر بن سعد، وهـو ممن وفـد بالـرؤوس على عبيدالله بن زياد، كما يقول ابن كثير في" البداية والنهاية"
ويـنـقـل ابو بكر التميمي في كتابه" تاريخ الخلافة الاموية": ان عـزرة كان ابن زنـا، وقتل امه هودة بنت حفش بن شحنة من بني هوازن، بعد ان أخذ اموالها التي اكتسبها من الزنا، وقد تجاهـر بالفسوق والعصيان، وكان يبيع الخـمـرة في سـكك الكـوفـة
5- شبث بن ربعي
شبث بن ربعي بن حصين بن عثيم بن ربيعة بن زيد بن رياح من بني يربوع بن حنظلة النجدية (من قبائل نجد) من رؤساء الكوفة ومن الشخصيات المُتذَبذِبة في تاريخ الإسلام، وكان من تصرفاته وتقلّبات أحواله أن لحق بسجاح اليربوعية المُدَّعية للنبوة بعد وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وكان مؤذنها ثم عاد إلى الإسلام، وأصبج من قاده الخوارج
وكان ممن شهد على حجر بن عدي، وإنقلب على الحسين (ع) بعد ما راسله أيام يزيد وسأله القدوم إلى الكوفة، ففرّق الجموع عن مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إليها، واستلم قيادة الرجّالة في جيش عمر بن سعد يوم عاشوراء وكان على راس الف مقاتل
كان شبث إلى جنب إبن الأشعث وشمر بن ذي الجوشن ممّن شهِدوا على حجر بن عدي بالكفر وخلْع الطاعة ومفارقة الجماعة
وقد جدد مسجده بالكوفة فرحاً بقتلالحسين عليه السلام وقد نهى أمير المؤمنين علي عليه السلام بالكوفة عن الصلاة في خمسة مساجد جددت أربعة منها فرحا بقتل الحسن فيها مسجد شبث بن ربعي
وقد كان ابن زنا، منسوباً الى سبعة كلهم من أعراب نجد، وأمه لضوة بنت شاهر من بني حنيفة النجدية، صاحبة صوت وغناء. إختارت ربعي من بينهم، كما ورد في كتاب" الاكليل في أخبار أنساب العرب"، للحارث بن محي الدين الفهري ، و" تاريخ الخلافة الاموية"، لابو بكر جمعة التميمي. وقد كان شبث متجاهراً بالفسق والعصيان، مبغضاً لال النبي صلّى الله عليه وآله، شديداً على الشيعة في الكوفة وهومن الذين بايعوا ضبا في الصحراء بدلا من بيعه الامام علي (عليه السلام)
6 - محمد بن الاشعث
وكان الأشعث من المنافقين في خلافة علي عليه السلام ، وهو في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )، كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه
وكان الاشعث أموي الهوى من أتباع عثمان ومن الذين وهبهم عثمان الاراضي الكبيره في العراق بدون وجه حق
عينه عثمان واليا على أذربيجان وبعد مقتل عثمان استدعاه الامام علي (ع) الى الكوفه
الاشعث عميلا لمعاويه
وقد ذُكر أنَّ الأشعث كان ينوي أن يلتحق بـمعاوية قبل معركة صفين إلا أن أصحابه اعترضوا عليه، وصرفوه عن قصده الى خسته وتعاونه مع معاويه وتسببه في تمزيق جيش الامام علي
عائله الاشعث عائله خبيثه
وقد أنجب الاشعث من أم فروه أخت ابو بكر بنتا وولدين ورثوا عن ابيهم مشايعه الامويين وقتل بني هاشم
7- الحصين بن نمير
الحصين بن نمير بن اسامة بن نائل بن لبيد بن جعثـنة بن الحارث، ينتسب الى قبيلة كندة، من أهم قبائل نجد،
وأبوه الذي سئل امير المؤمنين عليه السلام عن عدد شعر راسه حينما قال عليه السلام: سلوني قبل ان تفقدوني. وان أباه طرد أمه وأخـوته لما علم من حالها في الـزنا، وشـك في طهارة مـولـد أبنائه
كان الحصين من قادة الامويين، يتابع معاوية، وأصبح أميراً على جند حمص، ، وكان مبغضا للامام علي عليه السلام، ثم تمخضت سريرته ليكون مع الخوارج
أصبح الحصين صاحب الشرطة، وسلطه عبيدالله بن(زياد) على دور أهل الكوفة الشيعة، لبث الخوف والـقـتـل فيهم حتى لايكونوا مع مسلم بن عقيل عليه السلام، وهو ممن قتل سليمان بن صُـرد الخزاعي (رضوان الله تعالى عليه)، وأخيراً صار من أشـد المعاندين للحسين عليه السلام، والمؤلّـبـين عليه ومقاتليه،
وكان على رأس 4000 مقاتل،
وايضاً، من سوء عاقبة هذا المجرم الكافر، أن يكون من قادة جيش يزيد لاستباحة المدينة المنورة، حيث قتلوا المسلمين فيها وإفتضوا الابكار، وهو الذي أمـر بنصب المنجنيق على جبل أبي قُـبـيس ورمى الكعبة بالنار لما تحصن بها إبن الزبير في المسجد الحرام،
8 - حجار بن ابجر
حجار إبن أبجر بن عـايذ العجـلي النصراني، من قبيلة ربيعة النجدية. وكان أبوه نصرانيآ مات في زمن الامام علي عليه السلام على الملـة النصرانية، ، و كان رجل فاسقاً متجاهراً بالمعاصي. وهو إبن زنا، وولد حجّار كما يقول إبن الفطاح في" كتاب البيوتات"، والوزير المغربي في كتابه " الايناس بعلم الانساب"، على غير فراش أبيه، وأمه سلوى بنت سلول من قبيلة تيم الرباب، صاحبة علم في العهر والزنا، وبيتها مركزاً للهو والمجون
وكان مع الخوارج وقاتل ضمن قبيلته النجدية، وعمل جاسوساً مـزدوجاً بين الامـويـين والخـوارج، ثم سكن الكوفة بعد شهادة الامام علي عليه السلام،وأصبح من أعمدة الحزب الاموي في الكوفة كما إنه مارس أدواراً قـذرة في إرهـاب الشيعة في الكـوفة، وتخـويف المخالفين للنظام الامـوي،ثـم كان ضمن الجـماعـة التي كاتبت الامام الحسين عليه السلام، ليقـدم الى الكـوفة، ثم خرج لقـتـاله (سلام الله عليه)، وكان على راس 1000 مقاتل
9- حرمله بن كاهل
حرملة بن كاهل بن حصن من قبيلة بني أسد بن خزيمة بن مدركة، إحدى قبائل نجد ، وهم بدو صرفاً وأعراب همج
كان من قيادات الطبقة الثانية من الخوارج، وقد كان شديد العداء للامام علي عليه السلام وشيعته الابرار. ثم إنخرط في صفوف الامويين، وظهرت منه الجرائم الدواهي، والموبقات العظيمة، حينما سلطه إبن زياد على شيعة أهل الكوفة ودورها، في واقعة مسلم بن عقيل عليه السلام. ثم أكمل المسيرة الشيطانية ليكون أمير الرماة في جيش إبن سعد الذي جاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام
وله مواقف خبيثة ودنيئة تنم عن ذات شيطانية كافرة، حيث آذى قلوب الفواطم من آل الرسول عليهم السلام، حينما رمى الطفل الرضيع (علي الاصغر عليه السلام) بسهم، فذبحه من الوريد الى الوريد، وهو في حضن أبيه ورمى الحسين عليه السلام بسهم في قلبه الشريف حينما ضعف عن القتال وكذلك رمى عبد الله بن الحسن، بسهم فقتله في حجر عمه عليهم السلام. وقد حمل رأسي الحسين والعباس عليهما السلام متناوباً على القنا، قادماً على ابن زياد في الكوفة
كان حرملة من زعماء قبيلة أسد النجدية، ومن قيادات الجيش الأموي - النجدي، وهو صاحب المعاصي الكثيرة حتى تبرأ منه أهله وقومه، يتجاهر بالفسق والزنا واللواط وشرب الخمر في سكك الكوفة، ويتعداه إلى سب آل البيت عليهم السلام، وإيذاء شيعتهم الأبرار ، وهو ابن زنا كما قال النسابة الأهوازي في كتابه "الأنساب والأحساب"، وأمه فتوة بنت كاهل الأسدي، كانت بالأصل أخته، وقد جامعها أبوها فولدت له أخيها. ومثل هؤلاء يكونوا من أعداء الإمام الحسين عليه السلام ويقاتلوه ويأخذون الدراهم والدنانير على جرائمهم هذه، كما يقول الشيخ أبو حمزة الأثري في كتاب "أوضح البيان بشرح حديث نجد قرن الشيطان
10- سنان بن ابي أنـس الآشجـعي
سنان بن ابي أنـس الآشجـعي من قبيلة أشجع، وهي من بطون غـطفان إحدى قبائل نجد التي قاتلت النـبي صلّى الله عليه وآله في معركة الخندق ، وهم أعراب من قبيلة فزارة، وفزارة من غطفان، وهي من مضر، ومضر هي احدى القبيلتين النجديتين المذمومتين على لسان سيد المرسلين محمد صلّى الله عليه وآله.
ويُـنـسـب سـنان الى أخيـه الاكـبر من غير أمه، ويدعى حجـر بن أبي أنـس، حيث كان هذا الاخيـر متعلـقـاً بام سنان يـراودها دائماً. وهي نهلة بنت صهيل الاشجعي (من قبائل نجد)، وكانت إحـدى عـواهـر زمانها ، حتى قدمت العراق مع قبيلتها، وسكـنـت الكـوفـة، وكانت صاحبة علم ومجون، حيث قدمت اولادها وبناتها لمن أحب اللواط أو الزنا ، فشكت الكوفة منها.
لقد كان سنان كوسج اللحية قصيراً، أبـرص اشـبـه الخـلـق بالشمـر اللعين. أشـتـرك مع الخـوارج ، وأبـلى البلايـا الكـثيرة مع شيعـة العراق وبالاخص الكـوفـة، حتى لعـنـتـه الناس ولعنوا اُمـه ، ثـم جـاء في يـوم عاشـوراء، ليصب جـام غـضـبه الشيطاني النجدي ضـد الحسين وأهلـه وأصحابه عليهم السلام
وإنـه طعن الامام الحسين عليه السلام في تـرقـوتـه ثم إنـتـزع الرمح فطعنه في بواني صدره، وكثير من الرواة يقولون إنه هـو الملعون الذي ضرب الحسين عليه السلام بالسيف في حلقه وإحتز رأسه عليها السلام،
11- حـكـيم بن طفيل بن عمرو
حـكـيم بن طفيل بن عمرو من بني السنبسي، وسنبس من قبائل نجـد ، إرتـد مع قـومـه عـن الاسلام، وأصبح مع مسيلمة الكذاب، وكان على جبايته، وثم صار مع الخوارج في حروراء، بعد معركة صفين ، ثم رجع الى الكوفة، والتصق بعبيـد الله ابن زيـاد. ثـم شارك في قتال الحسين عليه السلام، كَـمِـن لابي الفضل العباس عليه السلام وضربه بالسيف على يده اليسرى فقطعها. وهو ممن رمى الحسين عليه السلام بسهـم في يوم عاشوراء، وكان أحد العشرة الذين رضّوا صدره الشريف
ذكـر ابن عبـد البر في" الاستيعاب" بعض مفاسـد هذه العائلة ونسب حكيم الى غير ابيه، بل قال المؤرخ عمر خالد العربي في كتابه" معجم قبائل الكوفة وحواضرها ": إن امه هي خالته بالاصل
12- مالك بن (بسر) من بني بداء من قبيلة كندة
هو مالك بن (بسر) من بني بداء من قبيلة كندة من أعراب نجد. إرتد مع قـومه ليكـونوا في جيش طليحة الاسدي المتـنـبىْ، وكان على رأس ميمنـة جـيـشه ، في قتال المسلمين، ثـم تاب على يـديّ الخليفـة الاول ، ثـم إنتـقـل الى البصرة ليكون مع جيش عائشة بنت ابي بكـر، وعاش فيها بعد وقـعـة الجمل مع كثير من بني قومه
جلبه عـبيـد الله (ابن زياد) معه من البصرة، حينما قـدم الكوفة. وكان شـديداً مع الشيعـة وسادتها، واذاقهـم المـوت الـزوأم، مدافعـاً عن آل أُمية، فتاكاً لا يبالي على ما أقدم عليه. وكان من بـؤس عـاقـبته أن اشتـرك في قـتال الامام الحسين وضربه على راسه المبارك عليه السلام بعد أن شتمه، فالقى الامام القلنسوة ودعا بخـرقـة فـشدّ رأسـه بالخـرقـة، وقـد أخذ مالك برنـس الامام عليه السلام
وكان إبن زنـا ، وأمـه سـودة بنت جبيل من بني مـري النجـدية، وهي من العـواهـر الفاحشات قـتـلـت زوجها، حينما إتهمها بمولودها (مالك)، حسب قـول الحارث الفهري في كتابه" الاكليل في اخبار انساب العرب"
هؤلاء هم قتله الحسين (عليه السلام ) فهل وجدتم فيهم شيعيا من اهل الكوفه اومن اهل العراق او شخصا شريف النسب ؟
الفصل الرابع
أصحاب الحسين (ع) أفضل من اصحاب الانبياء والمرسلين
بعد ان تطرقنا في الفصل السابق الى جيش عبيد الله بن زياد دعونا نلقي نظره على أصحاب الحسين
قال الحسين (ع)
(فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)
فبماذا إمتاز اصحاب الحسين عن أصحاب الانبياء والمرسلين ؟
لو أخترنا اصحاب موسى (ع) وعيسى (ع) ومحمد (صلى الله عليه واله وسلم ) لنقارن بينهم وبين اصحاب الحسين (ع) لنرى عظمه اصحابه مقارنه بغيرهم
اولا:اصحاب موسى (ع)
إن أصحاب موسى (ع) قالوا له إذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون
قال الله تعالى:
(قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائده 24)
ثانيا :أصحاب عيسى (ع)
ولناخذ عينه من صفوه اصحاب عيسى (ع) وأحد تلاميذه الاثنى عشر وهو يهوذا الاسخريوطي
وإن قصه يهوذا الإسخريوطي واحدة من أشهر قصص الخيانة على مر التاريخ، خاصة أنها إرتبطت بسيدنا عيسى (ع)، وهو واحد من تلاميذ عيسى (ع) الاثنى عشر، وبحسب معظم الروايات فإن «يهوذا الإسخريوطي» هو من خان عيسى (ع) وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة
ثالثا: أصحاب محمد (صلى الله عليه واله وسلم)
وإذا تكلمنا عن صفوه اصحاب عيسى (ع) يهوذا الاسخريوطي فلنتكلم عن صفوه اصحاب محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ومن صار خليفه بعده وصعد على منبره وأقصد بذلك عمر وعثمان
قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ(ال عمران 155)
نزلت هذه الايه في المنهزمين يوم احد
ورد في تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي
ومن المنهزمين عمر، ، ومنهم أيضا عثمان إنهزم مع رجلين من الانصار يقال لهما سعد وعقبة، إنهزموا حتى بلغوا موضعا بعيدا ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (لقد ذهبتم فيها عريضة)
وأما الذين ثبتوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فكانوا أربعة عشر رجلا، سبعة من المهاجرين، وسبعة من الانصار،
وفي تفسير جامع البيان للطبري :
خطب عمر يوم الـجمعة، فقرأ آل عمران، وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها، فلـما انتهى إلـى قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ }
قال:
لـما كان يوم أحد هُزمنا، ففررت حتـى صعدت الـجبل، فلقد رأيتنـي أنزو كأننـي أَرْوَى
ويستمر الطبري فيقول :
عن إبن إسحاق، قال فرْ عثمان بن عفـان، وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان ـ رجلان من الأنصار ـ حتـى بلغوا الـجَلَعْب، جبل بناحية الـمدينة مـما يـلـي الأعوص. فأقاموا به ثلاثاً، ثم رجعوا
وقال البخاري في صحيحه الحديث رقم 76 الجزء(3 -1352 )
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان هو ابن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر وحج البيت فرأى قوما جلوسًا فقال:
من هؤلاء القوم؟
فقالوا: هؤلاء قريش.
قال: فمن الشيخ فيهم؟
قالوا: عبد الله بن عمر.
قال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني: هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟
قال: نعم،
فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟
قال: نعم.
قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهد؟
قال: نعم
هذا عن غالبيه صفوه الاصحاب فماذا عن غالبيه عامه اصحاب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )
سار الرسول بالف مقاتل للقتال يوم احد وقبل المعركه تسرب منهم ثلثمائه من المتخاذلين والمنافقين وبدات المعركه بسبعمائه استشهد منهم سبعون وثبت مع الرسول اربعه عشر صحابيا فقط وبذلك يكون مجموع الشهداء والثابتين مع الرسول 84 شخصا اي ان مجموع الثابتين مع الشهداء يشكلون نسبه 84/700 =12% فقط
اما الثابتين مع الحسين فكانوا 100% ولم يتسرب منهم ولا صحابي واحد ولنستمع لما قالوا لما طلب منهم الحسين ان يتركوه ويتخلوا عنه ويتخذوا الليل جملا ويغادروا ساحه المعركه
قال الحسين (ع) :
(فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)
جمع الإمام الحسين عليه السلام أصحابه ليلة العاشر من محرّم, وقام خطيباً فيهم فقال بعد الحمد والثناء:
(أمّا بعد: فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عنّي خيراً، ألا وإنّي لأظنّ أنّه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً خيراً ثمّ تفرقوا في البلاد في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرج الله فإنّ القوم يطلبوني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري )
وبذلك أسقط عنهم التكليف الشرعيّ وأحلّهم من بيعته, فماذا كان موقفهم؟ وكيف اجتازوا هذا الامتحان الخطير؟
يقول الشيخ المفيد رحمه الله
قال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وإبنا عبد الله بن جعفر: لمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً. بدأهم بهذا القول العبّاس بن عليّ رضوان الله عليه واتبعته الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه
فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم
قالوا: سبحان الله، فما يقول الناس؟! يقولون: إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا- خير الأعمام- ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا؟! لا والله ما نفعل ذلك، ولكن (تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا)، ونقاتل معك حتّى نرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك
وقام إليه مسلم بن عوسجة فقال:
أنحن نخلّي عنك ولمّا نعذر إلى الله سبحانه في أداء حقّك؟! أما والله حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أن قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيا ثمّ أحرق ثمّ أحيا ثمّ أذرى، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا
وقام زهير بن القين البجليّ - رحمة الله عليه - فقال: والله لوددت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك
عند ذلك أخبرهم بمقتلهم جميعاً, فقد روي أنّه قال لهم: "يا قوم إنّي في غد أقتل وتقتلون كلّكم معي، ولا يبقى منكم واحد".
فقالوا:
الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك، وشرّفنا بالقتل معك، أو لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا بن رسول الله؟ فقال: "جزاكم الله خيراً"، ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعين
وهنا انبرى القاسم بن الحسن ليسأل الإمام عليه السلام: وأنا فيمن يقتل؟ فأشفق عليه. فقال له: "يا بني, كيف الموت عندك؟!"
قال: يا عمّ أحلى من العسل. فقال: إي والله, فداك عمّك, إنّك لأحد من يقتل من الرجال معي، بعد أن تبلو ببلاء عظيم
وتقدم عابس بن أبي شبيب الشاكريّ, يوم العاشر من المحرّم إلى الحسين عليه السلام فسلّم عليه وقال: يا أبا عبد الله, أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ عليّ ولا أحبّ إليّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته، السلام
ثمّ تقدّم جون مولى أبي ذرٍّ الغفاريّ فقال له الحسين:
أنت في إذن منّي فإنّما تبعتنا طلباً للعافية، فلا تبتل بطريقنا،
فقال: يا بن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدّة أخذلكم.. لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم
حين حان وقت صلاه الظهروقف الحسين (ع) مع اصحابه لاداء الصلاه في ساحه المعركه فانهالت عليهم السهام من كل جانب وهنا وقف احد اصحاب الحسين واسمه سعيد الحنفي ليقي الحسين من السهام بجسمه وما ان انتهت الصلاه حتى سقط سعيد الحنفي شهيدا متاثرا بكثره السهام التي صدها عن الحسين
التفت سعيد الى الحسين (ع) قائلا
اوفيت يا ابن رسول الله
قال نعم وانت امامي في الجنه
هنيئا لكم يا خير الاصحاب ..لقد فزتم والله بالشهاده والدرجه الرفيعه عند الحسين (ع) وجده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )
وصدق إبن رسول الله حين قال .. (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي )
الفصل الخامس
وفي كربلاء ..رفع الامويون شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه)
إستولى بنو أُميَّه على السلطه وخرج الحسين (ع) للعراق مع أبناءه وإخوته وجمع من بني هاشم وأصحابه بعد ان رفض البيعه ليزيد فكانوا سبعه وسبعين فارسا فارسل لهم يزيد جيشا في ثلاثين الفا
أسباب نهظه الحسين (ع)
يوضح الحسين (ع) اسباب الثوره فيما يلي :
(إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين )
ويقول :
أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلا لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنه رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله ان يدخله مدخله
ويوضح رده قريش وبني أُميَّه عن الاسلام فيقول :
(ألا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود، وإستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله)
وتوجه الى القوم قائلا :
(ويلكم على مَ تقاتلونني؟ على حقٍّ تركته؟ أم على شريعة بدّلتها؟ أم على سنّة غيّرتها؟
فقالوا:( نقاتلك بغضاً منّا لأبيك و ما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين )
وكما تقدم فقد قتل الامام علي (ع) كبار المشركين من قريش
في معركه بدر وإنما القوم يقاتلون الحسين ليثأروا من قتل علي (ع) للمشركين
وحين وضعوا راس الحسين (ع) أمام يزيد
قال يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحاً ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
وضح لنا يزيد في هذه الابيات اسباب رفعهم شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه )
انها الرده عن الاسلام والانتقام من محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) بقتل أهل بيته عن بكره أبيهم وحتى الطفل الرضيع لكي لا تبقى لهم باقيه
اولا - قتل الحسين (ع) واخوته وابنائه واهل بيته وقطع رؤوسهم ورفعها على الرماح يطوفون بها في البلدان من كربلاء الى الشام
ثانيا – قتل الاطفال
لقد كان ذبح الاطفال وقتلهم بالسيف في ساحه الطف أوعطشاً أو سحقاً بحوافر الخيل أو تتبع من هرب وذبحه لترجمه دقيقه لشعار بني أُميَّه
(لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه )
ونستعرض فيما يلي أسماء الاطفال القتلى من نسل أبو طالب
1-عاتكة بنت مسلم بن عقيل
بعد أن إستشهد الحسين (ع) هجم جيش يزيد على المخيم للسلب والنهب فسحقتها الخيول وماتت وكان عمرها سبع سنين (1)
2- محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب (ع) قتل وعمره اثنتى عشرة سنة ( 2)
3 و4 - محمد وإبراهيم إبنا مسلم بن عقيل
روى الشيخ الصدوق(قدس سره) بسنده عن حمران بن أعين الشيباني عن أبي محمّد شيخ لأهل الكوفة، قال:
«لمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ(ع) أُسِرَ مِنْ مُعَسْكَرِهِ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ، فَأُتِيَ بِهِمَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، فَدَعَا سَجَّاناً لَهُ فَقَالَ: خُذْ هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ إِلَيْكَ، فَمِنْ طَيِّبِ الطَّعَامِ فَلَا تُطْعِمْهُمَا، وَمِنَ الْبَارِدِ فَلَا تَسْقِهِمَا، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمَا سِجْنَهُمَا
وَكَانَ الْغُلَامَانِ يَصُومَانِ النَّهَارَ، فَإِذَا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أُتِيَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، فَلَمَّا طَالَ بِالْغُلَامَيْنِ المَكْثُ حَتَّى صَارَا فِي السَّنَةِ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا أَخِي قَدْ طَالَ بِنَا مَكْثُنَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَفْنَى أَعْمَارُنَا، وَتَبْلَى أَبْدَانُنَا، فَإِذَا جَاءَ الشَّيْخُ فَأَعْلِمْهُ مَكَانَنَا، وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ بِمُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، لَعَلَّهُ يُوَسِّعُ عَلَيْنَا فِي طَعَامِنَا، وَيَزِيدُنَا فِي شَرَابِنَا
فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أَقْبَلَ الشَّيْخُ إِلَيْهِمَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ الصَّغِيرُ: يَا شَيْخُ، أَتَعْرِفُ مُحَمَّداً؟ قَالَ: فَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ مُحَمَّداً وَهُوَ نَبِيِّي
قَالَ: أَفَتَعْرِفُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ جَعْفَراً، وَقَدْ أَنْبَتَ اللهُ لَهُ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ كَيْفَ يَشَاءُ
قَالَ: أَفَتَعْرِفُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ(ع)؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ عَلِيّاً وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نَبِيِّي وَأَخُو نَبِيِّي
قَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ، فَنَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، وَنَحْنُ مِنْ وُلْدِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِكَ أُسَارَى، نَسْأَلُكَ مِنْ طَيِّبِ الطَّعَامِ فَلَا تُطْعِمُنَا، وَمِنْ بَارِدِ الشَّرَابِ فَلَا تَسْقِينَا، وَقَدْ ضَيَّقْتَ عَلَيْنَا سِجْنَنَا، فَانْكَبَّ الشَّيْخُ عَلَى أَقْدَامِهِمَا يُقَبِّلُهُمَا وَيَقُولُ: نَفْسِي لِنَفْسِكُمَا الْفِدَاءُ، وَوَجْهِي لِوَجْهِكُمَا الْوِقَاءُ، يَا عِتْرَةَ نَبِيِّ اللهِ المُصْطَفَى، هَذَا بَابُ السِّجْنِ بَيْنَ يَدَيْكُمَا مَفْتُوحٌ، فَخُذَا أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتُمَا
فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أَتَاهُمَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ، وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، وَوَقَّفَهُمَا عَلَى الطَّرِيقِ، وَقَالَ لَهُمَا: سِيرَا يَا حَبِيبَيَّ اللَّيْلَ، وَاكْمُنَا النَّهَارَ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمَا مِنْ أَمْرِكُمَا فَرَجاً وَمَخْرَجاً. فَفَعَلَ الْغُلَامَانِ ذَلِكَ
فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ انْتَهَيَا إِلَى عَجُوزٍ عَلَى بَابٍ، فَقَالا لَهَا: يَا عَجُوزُ إِنَّا غُلَامَانِ صَغِيرَانِ غَرِيبَانِ حَدَثَانَ غَيْرَ خَبِيرَيْنِ بِالطَّرِيقِ، وَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ جَنَّنَا، أَضِيفِينَا سَوَادَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ، فَإِذَا أَصْبَحْنَا لَزِمْنَا الطَّرِيقَ
فَقَالَتْ لَهُمَا: فَمَنْ أَنْتُمَا يَا حَبِيبَيَّ؟ فَقَدْ شَمِمْتُ الرَّوَائِحَ كُلَّهَا فَمَا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكُمَا
فَقَالا لَهَا: يَا عَجُوزُ، نَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكِ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، هَرَبْنَا مِنْ سِجْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ مِنَ الْقَتْلِ
قَالَتِ الْعَجُوزُ: يَا حَبِيبَيَّ، إِنَّ لِي خَتَناً فَاسِقاً قَدْ شَهِدَ الْوَاقِعَةَ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، أَتَخَوَّفُ أَنْ يُصِيبَكُمَا هَاهُنَا فَيَقْتُلَكُمَا
قَالا: سَوَادَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ، فَإِذَا أَصْبَحْنَا لَزِمْنَا الطَّرِيقَ، فَقَالَتْ: سَآتِيكُمَا بِطَعَامٍ، ثُمَّ أَتَتْهُمَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَا وَشَرِبَا، وَلَمَّا وَلَجَا الْفِرَاشَ، قَالَ الصَّغِيرُ لِلْكَبِيرِ: يَا أَخِي، إِنَّا نَرْجُو أَنْ نَكُونَ قَدْ أَمِنَّا لَيْلَتَنَا هَذِهِ، فَتَعَالَ حَتَّى أُعَانِقَكَ وَتُعَانِقَنِي، وَأَشَمَّ رَائِحَتَكَ وَتَشَمَّ رَائِحَتِي، قَبْلَ أَنْ يُفَرِّقَ المَوْتُ بَيْنَنَا. فَفَعَلَ الْغُلَامَانِ ذَلِكَ وَاعْتَنَقَا وَنَامَا
فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ أَقْبَلَ خَتَنُ الْعَجُوزِ الْفَاسِقُ حَتَّى قَرَعَ الْبَابَ قَرْعاً خَفِيفاً، فَقَالَتِ الْعَجُوزُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَنَا فُلَانٌ. قَالَتْ: مَا الَّذِي أَطْرَقَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَلَيْسَ هَذَا لَكَ بِوَقْتٍ؟
قَالَ: وَيْحَكِ افْتَحِي الْبَابَ قَبْلَ أَنْ يَطِيرَ عَقْلِي، وَتَنْشَقَّ مَرَارَتِي فِي جَوْفِي، جَهْدَ الْبَلَاءِ قَدْ نَزَلَ بِي. قَالَتْ: وَيْحَكَ مَا الَّذِي نَزَلَ بِكَ؟
قَالَ: هَرَبَ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ مِنْ عَسْكَرِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، فَنَادَى الْأَمِيرُ فِي مُعَسْكَرِهِ: مَنْ جَاءَ بِرَأْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَلَهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ، وَمَنْ جَاءَ بِرَأْسِيهِمَا فَلَهُ أَلْفَا دِرْهَمٍ، فَقَدْ أَتْعَبْتُ وَتَعِبْتُ وَلَمْ يَصِلْ فِي يَدِي شَيْءٌ
فَقَالَتِ الْعَجُوزُ: يَا خَتَنِي، احْذَرْ أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ خَصْمَكَ فِي الْقِيَامَةِ، قَالَ: وَيْحَكِ إِنَّ الدُّنْيَا مُحَرَّصٌ عَلَيْهَا
فَقَالَتْ: وَمَا تَصْنَعُ بِالدُّنْيَا وَلَيْسَ مَعَهَا آخِرَةٌ! قَالَ: إِنِّي لَأَرَاكِ تُحَامِينَ عَنْهُمَا، كَأَنَّ عِنْدَكِ مِنْ طَلَبِ الْأَمِيرِ شَيْءٌ، فَقُومِي فَإِنَّ الْأَمِيرَ يَدْعُوكِ
قَالَتْ: مَا يَصْنَعُ الْأَمِيرُ بِي، وَإِنَّمَا أَنَا عَجُوزٌ فِي هَذِهِ الْبَرِّيَّةِ، قَالَ: إِنَّمَا لِيَ الطَّلَبُ افْتَحِي لِيَ الْبَابَ حَتَّى أُرِيحَ وَأَسْتَرِيحَ، فَإِذَا أَصْبَحْتُ فَكَّرْتُ فِي أَيِّ الطَّرِيقِ آخُذُ فِي طَلَبِهِمَا، فَفَتَحَتْ لَهُ الْبَابَ، وَأَتَتْهُ بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ
فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ سَمِعَ غَطِيطَ الْغُلَامَيْنِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَأَقْبَلَ يَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ الْبَعِيرُ الْهَائِجُ، وَيَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثَّوْرُ، وَيَلْمِسُ بِكَفِّهِ جِدَارَ الْبَيْتِ حَتَّى وَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى جَنْبِ الْغُلَامِ الصَّغِيرِ
فَقَالَ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَصَاحِبُ المَنْزِلِ، فَمَنْ أَنْتُمَا، فَأَقْبَلَ الصَّغِيرُ يُحَرِّكُ الْكَبِيرَ وَيَقُولُ: قُمْ يَا حَبِيبِي، فَقَدْ وَاللهِ وَقَعْنَا فِيمَا كُنَّا نُحَاذِرُهُ
قَالَ لَهُمَا: مَنْ أَنْتُمَا؟ قَالا لَهُ: يَا شَيْخُ، إِنْ نَحْنُ صَدَقْنَاكَ فَلَنَا الْأَمَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ
قَالا: أَمَانُ اللهِ وَأَمَانُ رَسُولِهِ، وَذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِ اللهِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالا: وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالا: وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ وَشَهِيدٌ. قَالَ: نَعَمْ
قَالا لَهُ: يَا شَيْخُ، فَنَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، هَرَبْنَا مِنْ سِجْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ مِنَ الْقَتْلِ. فَقَالَ لَهُمَا: مِنَ المَوْتِ هَرَبْتُمَا وَإِلَى المَوْتِ وَقَعْتُمَا، الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَظْفَرَنِي بِكُمَا، فَقَامَ إِلَى الْغُلَامَيْنِ فَشَدَّ أَكْتَافَهُمَا، فَبَاتَ الْغُلَامَانِ لَيْلَتَهُمَا مُكَتَّفَيْنِ،
ولما اصبح الصباح قتلهما واخذ رأسيهما الى عبيد الله بن زياد ليأخذ الفي درهم
إستُشهدا(عليهما السلام) عام 62ﻫ، ودُفنا على بُعد ثلاث كيلو مترات من مدينة المسيّب في العراق، وقبرهما معروف يُزار
وبذلك لم يبق من نسل مسلم بن عقيل باقيه
5- محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب قتل وعمره سبع سنين
لما صرع الحسين (ع) وهجم القوم على المخيم للسلب خرج مذعوراً ملتفتاً يميناً وشمالاً، فقتله هاني بن ثبت الحضرمي
6 و7 - سعد وعقيل إبنا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، ماتا من شدة العطش ومن الدهشة والذعر. (3)
8- عبد اللَّه بن الحسن (ع)
اثخنت الجراح الحسين (ع) فجلس يستريح فتوجه نحوه الطفل عبد الله بن الحسن وعمره إحدى عشره سنه ولما أهوى أبجر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين قال له الغلام: "ويلك يا إبن الخبيثة أتقتل عمي"؟ فضربه اللعين بالسيف فاتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلدة، فإذا هي معلقة، فضمه الحسين إلى صدره. فرماه حرملة بن كاهل الأسدي فذبحه وهو في حجر عمه الحسين (ع)
9-أحمد بن الحسن المجتبى (ع)
قتل مع الحسين (ع) وله من العمر ست سنين (4)
10و11-ام الحسم وام الحسين
وفي البحار أن أحمد بن الحسن المجتبى له أختان أم الحسن وأم الحسين سحقتا بحوافر الخيول يوم الطف بعد شهادة الإمام الحسين
(5) 12 - أبو بكر بن الحسن (ع)
وهو من ابناء الحسن المجتبى رافق عمه الى كربلاء وقتل يوم عاشوراء قتله عبد الله بن عقبه الغنوي
13- القاسم بن الحسن (ع )
وهو القاسم بن الحسن بن علي بن ابي طالب قتل يوم عاشوراء وهو غلام لم يبلغ الحلم
قتل وعمره ثلاث عشر سنة، قتله عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي
14- عبد اللَّه الرضيع
وهوحفيد الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وابن الإمام الحسين، وابن أخي الإمام الحسن، وأخو الإمام زين العابدين، وعمّ الإمام الباقر(عليهم السلام)
وامه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبية
عاد الإمام الحسين(ع) إلى المخيم ليودّع عياله، وإذا بزينب الكبرى(عليها السلام) إستقبلته بعبد الله الرضيع قائلةً: أخي، يا أبا عبد الله، هذا الطفل قد جفّ حليب أُمّه، فاذهب به إلى القوم، علّهم يسقونه قليلاً من الماء، فأخذه منها وجعل يُقبّله وهو يقول: وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ المُصْطَفَى خَصْمَهُمْ
ثمّ خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يُظلّله من حرارة الشمس، فقال(ع): أيّها الناس، إن كانَ ذنبٌ للكبارِ فما ذنبُ الصغار؟
إختلف القوم فيما بينهم، فمنهم مَن قال: لا تسقوه، ومنهم مَن قال: أُسقوه، ومنهم مَن قال:
لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية،
عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له: يا حرملة، إقطع نزاع القوم
يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسدّدت السهم في كبد القوس، وصرت أنتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين(ع) كأنّها إبريق فضّة، عندها رميته بالسهم، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ، فلمّا أحسّ بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه وإعتنق أباه الحسين(ع)، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح
عندئذٍ وضع الحسين(ع) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً، ورمى بها نحو السماء قائلاً: اللّهم لا يكن عليكَ أهونَ من فصيلِ ناقةِ صالح. ثمّ قال: هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ الله
قال الإمام الباقر(ع): فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ. وسمع(ع) قائلاً يقول: دعه يا حسين، فإنّ لهُ مُرضِعاً في الجنّة
ثمّ عاد به الحسين(ع) إلى المخيم، فاستقبلته سكينة وقالت: أبة يا حسين، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية؟ أجابها(ع): بُنيَّ سكينة، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريدِ إلى الوريد(6)
تحقق حلم بنو أُميَّه فلم يبق من نسل مسلم بن عقيل باقيه ولولا اراده الله التي حفظت زين العابدين لانقطع نسل الحسين ايضا ..انه الحقد والحسد الاموي لبني هاشم والعداء لدين محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي لم يعرف معنى لبراءه الطفوله وقيم الانسانيه والرجوله والشهامه
ثالثا - التمثيل بالجثث
بعد ان اثخنت الجراح الحسين (ع) سقط ارضا جاء شمر فرفس الحسين برجله ، وجلس على صدره وقبض على شيبته المقدّسة وضربه بالسّيف اثنتى عشرة ضربة وإحتزّ رأسه المقدّس وأقبل القوم على سلبه
ثُمَّ إنَّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ نادى في أصحابِهِ
مَن يَنتَدِبُ لِلحُسَينِ ويوطِئُهُ فَرَسَهُ ؟ فَانتَدَبَ عَشَرَةٌ ، فَداسُوا الحُسَينَ عليه السلام بِخُيولِهِم حَتّى رَضّوا ظَهرَهُ وصَدرَهُ (7)
رابعا - سبي النساء وحمل الرؤوس على القنا
وحمل رأس الحسين (ع) ورؤس أهل بيته من كربلاء الى الشام على الرماح وسبيت عياله مصفدين بالحديد يسيرون خلفه فكان أول راس بالاسلام يحمل على القنا
وسرّح في أثرهم علي بن الحسين مغلولة يدَيه إلى عنقه هو ومن معه في وضع تقشعر منه الابدان
إن جريمه قتل الحسين (ع) وأهل بيته ورفع رؤسهم على الرماح يطوفون بها البلدان وترك الجثث في العراء ثلاثه أيام بعد أن داسوا جسد الحسين (ع)بحوافر الخيل وسبي نسائه وذبح أطفاله جريمه بشعه لا تصدر الا من كانت أمه بغيا وأبوه عبد يستشعر المهانه والضعه والحسد والكره لكل شريف
وقد قال الحسن البصري
(واذلاه لأُمة قتل إبن دعيها إبن بنت نبيها )
فهل انتهى حقد بني أُميَّه عند هذه الجريمه النكراء ؟؟
بالتاكيد لا..طالما هناك احرار من نسل اهل البيت يصرخون بوجه السلطان الظالم
وطالما هناك احرار يسيرون على خطى الحسين يستنكرون الظلم والتجبر والفساد
ففي كل ارض كربلاء.. وفي كل زمان عاشوراء
المصادر
(1)معالي السبطين
(2)وسيلة الدارين، ص233
(3)معالي السبطين، 2 89
(4)وسيلة الدارين في أنصار الحسين عليه السلام، ص297
(5) تاريخ دمشق، ص226
(6)اللهوف في قتلى الطفوف: 69، بحار الأنوار 45/ 46، المجالس العاشورية: 390
(7) تاريخ الطبري : ج 5 ص
الباب الخامس
الفصل الاول... لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه - إمحوا ذِكرَ محمد وال محمد
الفصل الثاني .... التحالف الثلاثي يغزو المدينه المنوره وينتقم من الانصار
الفصل الاول
لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه - إمحوا ذِكرَ محمد وال محمد
تحقق لقريش وبني أميه ما أرادوا من قتل محمد صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام علي وفاطمه والحسن والحسين ومن حضر كربلاء من ال الحسين
ولكن ذِكرَ محمد وال محمد باقٍ بين المسلمين يُرفع إسمه في الاذان ويصلي عليه الناس وعلى اله في التشهد الواجب في صلاتهم ويقرأون في فضله وفضل أهل البيت أيات من القرأن الكريم ويتناقلون أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله في فضل أهل البيت كما يقرأ المسلمون ايات قرأنيه ويتناقلون أحاديث نبويه تذم وتلعن طغاه وكفار قريش وقد أغاظ ذلك قريش وبني أميه . فماذا يفعلون ؟
أين الثرى من الثريا
إشترط عمرو بن العاص على معاويه مقابل مساعدته في قتال علي وإنقاذه من الهزيمه في معركه صفين ولايه مصر وخراجها فولاه معاويه مصراً بخراجها بعد أن إستتب له الامر
ولكن بعد زوال الخطر طلب معاويه من عمرو بن العاص خراج مصر فانزعج عمرو بن العاص لنقض معاويه عهده معه وأرسل اليه بقصيده طويله سميت بالجلجليه شهد بها بالفضل لعلي بن أبي طالب ومعترفا بتنصيبه إماما وخليفه للمسلمين بامر الله تعالى يوم غدير خم ومذكّراً له بشجاعه علي وإنه أنقذه من سيف علي بحيلته يوم صفين وذكّرَ معاويه برداءه أصله ومنبته مقارناً بين علي الذي رفعه الله مكاناً علياً وبين إبن هند الذي كانت أمه من ذوات الرايات ويعزى معاويه لاربعه أحدهم ابو سفيان فقال في قصيدته :
وأيــن الثرى من الثريا ؟ **** وأيــــن معــــاوية مــــن عــــلـــي
فــــإن كــــان بينكما نــســــبــــة **** فــــأين الحــــسام مــــن المنجــــل ؟
وإعترف بان علي عليه السلام سيد الاوصياء فقال :
فبي حــــاربوا سيد الأوصــــياء **** بقولي : دم طــــل مـــن نعثل
وذكّربشجاعه علي عليه السلام وجبنهم أمامه وكيف إنهم يكشفون عوراتهم إتقاءً لسيف علي
وعــــلمتهم كشــــف سوأتــــهم **** لرد الغــــضنفــــرة المــــقــــبـــل
فــــقام البغــــاة عــــلى حــــيدر **** وكفوا عن المشعــــل المـصطلي
وأنّبَ معاويه مذكراً أياه بانه إبن اكله الكبود (كبد حمزه ) وإنه إبن هند التي كانت من ذوات الرايات وأن معاويه يعزى الى اربعه
وجهلــــك بــي يا بن آكلة الكبود **** لأعــــظـــــم مــــا أبــــتــــلــــــــي
نصــــرناك مــن جهلنا يا بن هند ****عــــلى النــــبأ الأعــــظم الأفضل
وإعترف بولايه الامام علي يوم غدير خم بامر العزيز العلي ووصيه رسول الله صلى الله عليه واله وإعترف بان النار مثوى المعارضين لذلك
وكــــم قــد سمعنا من المصطفى ****وصايــــا مخــــصصة فــي علي؟
وفــــي يــوم " خم " رقى منبرا **** يــــبلغ والــــركب لــــم يــــرحــل
وفي كــــفه كفــــه معــــلــــنـــــا **** يــــنادي بــــأمر العــــزيز العـلي
ألست بكم منكــــم فـــي النفوس **** بــــأولى ؟ فـــــقالوا : بلى فافعل
فأنحله إمــــرة المــــؤمنــــيــــن **** من الله مستخــــلــــف المنحــــل
وقــــال : فــــمن كنــت مولى له **** فهــــذا له الــــيوم نعــــم الــولي
فــــوال مواليــــه يــــا ذا الجلال **** وعــــاد معــــادي أخ المــــرسـل
ولا تنــــقـضوا العهد من عترتي **** فــــقــــاطعهم بــــي لــــم يــوصل
فبخــــبخ شيــــخــــك لمــــا رأى **** عــــرى عــــقــــد حــيدر لم تحلل
فــــقال : ولــــيكم فاحفــــظــــوه **** فــــمدخــــله فــــيكم مــــدخــــلي
وأخبره بسوء عاقبته وعاقبه معاويه نتيجه لاعمالهم في قتال علي ومخالفه أمر الله ورسوله فقال :
وإنــــا ومــــا كان من فعــــلـــنا **** لــــفي النار فـــــي الدرك الأسفل
ومــــا دم عــــثمان منــــج لـــنا **** مــــن الله فــــي الموقف المخجل
وإن عــــليا غــــدا خــــصمــــنا **** ويعــــتــــز بــــالله والمرسـل
يحــــاسبنا عــــن أمــــور جرت **** ونحــــن عــــن الحــــق في معزل
فما عــذرنا يوما كشف الغطا ؟ **** لك الويــــل منــــه غــــدا ثــــم لي
إلا يــــا بن هــــند أبعـت الجنان **** بعــــهــــد عـــهــــدت ولم توف لي
سمع معاويه قصيده شريكه في الجريمه ووعاها جيدا فاذا كان شريكه يقول ذلك فكيف بعامه المسلمين وكيف سيستقر له الامر اذا بقيت هذه الحقائق في أذهان الامه
يجب محو فضائل الامام علي ما أمكنه ذلك وإشراك بعض الصحابه فيها ووضع فضائل مشابهه للصحابه الاخرين كي لاينفرد الامام علي بفضيله
أما أحاديث رسول الله المتعلقه باهل البيت فقد رأينا في الفصول السابقه كيف أحرق أبو بكر خمسمائه حديث كتبها بنفسه وجمع عمر باقي الاحاديث من المسلمين وأحرقها وسمحوا بالتحديث بأحاديث معينه وحجبوا الاخرى وعاقبوا من يحدث بها
وجاء عثمان فعاقب كل من يحدث بحديث لم يسمع في عهد ابو بكر وعمر وسار على ذلك بنو أميه وحولوا منبر رسول الله للقصاصين من اليهود والنصارى أمثال تميم الداري وكعب الاحبار ومحمد بن مسلمه ليقصوا الخرافات والاساطير اليهوديه بدلا من توعيه الامه بأحاديث رسول الله والقران الكريم ولتنسى الامه الاحاديث التي تحث المسلمين على التمسك بالقران والعتره وتذكر فضائل علي وتلعن وتذم من اذى رسول الله وبمقدمتهم بني أميه
ولم يكن نصيب الايات القرانيه الوارده بفضل أهل البيت أفضل فقد أولوا بعضها وأشركوا بعض الصحابه مع أهل البيت بالفضل وتنكروا للاخرى فرفضوها
ولناخذا مثالا واحداً من عشرات الامثله على مخالفه ايات القران الكريم وتحريف أحاديث رسول الله وحذف مايمكن حذفه منها وإضافه مايناسبهم اليها وإختلاق أحاديث تحث على ترسيخ سلطانهم.
وقد إستعان معاويه لتحقيق ذلك بشريحه واسعه من فقهاء السلطان ومن وجد في دينه ضعفا من الصحابه ممن سال لعابهم لذهب معاويه
قال تعالى:
{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }
معنى الصلاه على النبي
معنى صلاة الله و ملائكته، و صلاة المؤمنين؟
صلاة الله رحمة من الله، و صلاة الملائكة تزكية منهم لرسول الله واله، و صلاة المؤمنين دعاء منهم لرسول الله وأهل بيته
عن إبن أبي حمزة، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } ،
فقال: " الصلاة من الله عز و جل رحمة، و من الملائكة تزكية ، و من الناس دعاء، و أما قوله عز و جل: { وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } ، فإنه يعني التسليم لرسول الله فيما ورد عنه
أمر الله المؤمنين بالتسليم للرسول تسليما تاما في كل مايقول ويأمر وإن الله لم يقل سلموا سلاما وإنما قال (وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) والفرق كبير في المعنيين
عندما ترك إبراهيم عليه السلام ولده إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام في وادي مقفر حيث لازرع ولاضرع ولا شجر ولا بشر ولا ماء ولا طعام الا مايسد قوتهما لايام معدوده ولا تدري ماذا تفعل هي وإبنها إسماعيل إذا نفذ الطعام والشراب لديها هذا اذا سلما من الوحوش الضاريه
سألت هاجر إبراهيم عليه السلام قبل أن يغادر هل ربك أمرك بهذا ؟ فقال نعم قالت اذن الله لايضيعنا
لقد كان موقف هاجر عليها السلام أروع مواقف التسليم لله ولرسوله ولكن قريش وبنو أميه لم يسلّموا لله ورسوله فيما أمر وقال في كثير من المواقف
الصلاه الابراهيميه
رسول الله صلى الله عليه واله يعلمنا كيف نصلي عليه وعلى اله
روى البخاري قال: حدثنا قيس بن حفص، و موسى ابن إسماعيل، قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا أبو فروة مسلم بن سالم الهمداني، حدثني عبد الله بن عيسى، سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: " لقيني كعب بن عجرة، فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي (صلى الله عليه و آله)؟ فقلت: بلى، فأهدها لي. فقال:
سألنا رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم- أهل البيت- فإن الله قد علمنا كيف نسلم؟ قال:
( قولوا: اللهم صل على محمد و على آل محمد، كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد و على آل محمد، كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)
ذكر محمد صلى الله عليه واله في الاذان يغيظ معاويه
وروى الزبير بن بكار في الموفقيات، وهو غير متهم على معاوية، ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي عليه السلام والانحراف عنه : قال المطرف بن المغيرة بن شعبة: دخلت مع أبي على معاوية فكان أبى يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتما فانتظرته ساعة وظننت أنه لأمر حدث فينا، فقلت: ما لي أراك مغتما منذ الليلة؟ فقال: يا بني، جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم! قلت: وما ذاك؟! قال: قلت له وقد خلوت به: إنك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا، فإنك قد كبرت. ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم، فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه، وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه. فقال: هيهات هيهات! أي ذكر أرجو بقاءه؟! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: أبو بكر! ثم ملك أخو عدي، فاجتهد وشمر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر وإن إبن أبي كبشة (1) ليصاح به كل يوم خمس مرات: أشهد أن محمدا رسول الله! فأي عمل لي يبقى، وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك! لا والله إلا دفنا دفنا (2)
ذكر محمد صلى الله عليه واله يغيظ ابي سفيان
عندما سمع أبو سفيان إسم النبي صلى الله عليه وآله في الأذان قال:
(لله در أخي بني هاشم، أنظروا أين وضع إسمه)
فقال علي عليه السلام: أسخن الله عينيك يا أبا سفيان! الله فعل ذلك بقوله عزً من قائل:
(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (الشرح - 4)(3)
عبد الله بن الزبير قطع الصلاه على محمد وال محمد في خطبته
وروى عمر بن شبه وابن الكلبي والواقدي وغيرهم من رواة السير، أنه مكث أيام إدعائه الخلافة أربعين جمعة لا يصلى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال
(لا يمنعني من ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها )
وفي رواية محمد بن حبيب وأبى عبيدة معمر بن المثنى: (أن له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره ) (4)
الصلاه البتراء
قريش وبنواميه لايطيقون الصلاه على الال عند الصلاه على النبي لذلك فقد بتروا الصلاه الابراهيميه وكانوا يصلون على النبي دون ذكر الال معه فنهاهم رسول الله وقال :
( لا تصلوا علي الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلً على على محمد وآل محمد) (5)
فماذا فعل عتاه قريش وبنو أميه لمحو ذكر محمد وال محمد ؟
1- بتروا الصلاه على النبي ولم يذكروا الال معه حسداً وحقداً على أهل البيت
2- أضافوا الاصحاب لكي لاتبقى الفضيله للال دون غيرهم
3- أضافوا السلام على الرسول فقالوا (صلى الله عليه وسلم )
في حين إن الايه الكريمه تقول (وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) ولم تقل وسلموا سلاما والفرق كبير بين التسليم الكامل لرسول الله فيما يأمر ويقول وبين السلام لار
بعض علماء السنه يتابعون بني أميه خوفا وطمعا بما أيدي بني اميه
إستئأصل بنو أميه أهل بيت النبوه وتركوا الصلاه عليهم عند الصلاه على محمد وتابعهم علماء السنه خوفا وطمعا مما في أيديهم وتربّت على ذلك أجيال من المسلمين الى يومنا هذا
يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (شرح العقيدة الواسطية)
(كذلك في مسألة الصلاة على النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، الأصل فيها أن الصلاة عليه ، عليه الصلاة والسلام وعلى آله كما جاء ذلك مبينا في حديث أبي حميد وغيره في الصحيحين وغيرهما فإن النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ علمهم أن تكون الصلاة عليه وعلى آله ، فأدخل أهل السنة إذا ذكروا الصلاة عليه ، عليه الصلاة والسلام ، وأرادوا أن يذكروا الآل ، أدخلوا معهم الصحابة ، فقالوا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ولم يقتصروا على الآل ، وهذا عند أكثر أهل السنة لأجل ألا يشابهوا الرافضة والشيعة في توليهم للآل دون الصحب )
ويقول ايضا :
(يعني أظهروا هذه العقيدة في الصحابة وبينوها وكانت لأهل السنة شعارا وأدخلوها في أشياء من العبادات وفي كلامهم كما فعلوا في إدخال الترضّي عن الصحابة و الترضي عن أمهات المؤمنين والترضي عن جميع الآل في خطبة الجمعة وفي غيرها من الخطب ، فإن إدخال الترضي عن الصحابة وعن زوجات النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ْلم يكن بالأمر الأول ، لم يكن في عهده عليه الصلاة والسلام ولا في عهد أبي بكر وعمر ولا في عهد عثمان ، ثم بعد ذلك الأئمة من التابعين فمن بعدهم أدخلوا هذا الترضي وأدخلوا هذا الشعار لأنه صار شعارا لأهل السنة في مقابلة غيرهم من الروافض والخوارج والنواصب ومن شابه اولئك ) انتهى
وقد صرّح بعض علماء أهل السنّة بالدوافع الحقيقية التي حدت بأهل السنّة للالتزام بالصلاة البتراء دون الصلاة الإبراهيمية الكاملة،وهي مسايرتهم لبني أمية،خوفا منهم،لأنّ بني أمية كانوا يكرهون أهل البيت ( عليهم السلام )،وأهل السنّة كانوا في طاعة بني أمية،فامتنعوا من الصلاة على الآل تقية ،ثمّ استمر الذين جاؤا من بعدهم على هذه البدعة غفلة منهم، واستقّر الحال على ما هو عليه الآن
قال العلامة الصنعاني في "سبل السلام" :
( ومن هنا تعلم أنّ حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع في كتب الحديث ليس على ما ينبغي، وكنت سؤلت عنه قديماً فأجبت أنّه قد صحّ عند أهل الحديث بلا ريب كيفية الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وهم رواتها، وكأنّهم حذفوها خطأ وتقية لما كان في الدولة الأموية من يكره ذكرهم، ثمّ استمرّ عليه عمل الناس متابعة من الآخر للأول فلا وجه له)(6) انتهى
ثواب الصلاه على النبي واله
1- قال أبو عبد الله (عليه السلام):
من صلى على محمد و آل محمد عشراً صلى الله عليه و ملائكته مائة مرة، و من صلى على محمد و آل محمد مائة مرة صلى الله عليه و ملائكته ألفا.
2- قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذر، في أيديهم أقلام الذهب، و قراطيس الفضة، لا يكتبون إلى ليلة السبت إلا الصلاة على محمد و آل محمد صلى الله عليه واله، فأكثروا منها .
3- قال رسول الله صلى الله عليه واله :
أتاني آت من ربي عزّ وجل فقال من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها .
صلاه لاتقبل ... ودعوات لاتستجاب .. بسبب إتباع نهج بنو اميه
1- قال العلامة الصنعاني في (سبل السلام):
(الصلاة عليه لا تتم ويكون العبد ممتثلاً بها حتى يأتي باللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل؛ لأنّه قال السائل: كيف نصلّي عليك؟ فأجابه بالكيفية أنّها الصلاة عليه وعلى آله، فمن لم يأت بالآل، فما صلّى عليه بالكيفية التي أمر بها)
2- وعن الشوكاني في (فتح القدير):
( وجميع التعليمات الواردة عنه (صلّى الله عليه وسلّم) في الصلاة عليه مشتملة على الصلاة على آله معه ، حتى أنّ النووي يرى عدم مشروعية الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وحده ما لم يكن معه آله).
3- عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى عليَّ ولم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد على مسير خمسمائة عام. (7)
4-عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم لأمير المؤمنين عليه السلام: ألا أبشرك؟ قال: بلى... إلى أن قال: أخبرني جبرئيل أن الرجل من أمتي إذا صلى عليَّ، وأتبع بالصلاة على أهل بيتي، فتحت له أبواب السماء، وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة… إلى أن قال: وإذا صلى عليَّ ولم يتبع بالصلاة على أهل بيتي، كان بينها وبين السماوات سبعون حجاباً، ويقول الله تبارك وتعالى: لا لبيك ولا سعديك، يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بالنبي عترته، فلا يزال محجوباً حتى يلحق بي أهل بيتي.(8)
ثم نقل شعر الإمام الشافعي
يـا آلَ بَـيـتِ رَسـولِ اللَهِ حُـبَّكـُمُ
فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَـكـفـيـكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ
مَـن لَم يُـصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
5- وقال الرازي في تفسيره(9) : إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وقوله : اللهم صل على محمد وآل محمد ، و أرحم محمدا وآل محمد . وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب . وقال : أهل بيته صلى الله عليه وآله ساووه في خمسة أشياء :
في الصلاة عليه وعليهم في التشهد . وفي السلام . والطهارة . وفي تحريم الصدقة . وفي المحبة
6- وأخرج القاضي عياض في (الشفا) عن ابن مسعود مرفوعا : من صلى صلاة لم يصل علي فيها وعلى أهل بيتي لم تقبل منه
قال(صلى الله عليه وآله) :
(الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته: اللهم صلي على محمد وآله). ورواه عنه ابن حجر في الصواعق (10). وأخرجه, الطبراني في (الأوسط) عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام): (كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد), وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزائد (11) وأخرجه البيهقي وابن عساكر وغيرهما عن علي عليه السلام مرفوعا ما معناه : (الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شئ حتى يصلى عليه صلى الله عليه وآله وعلى آل محمد).(12)
7- وفي سنن الدارقطني (13) بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صلى صلاة لم يصل فيها علي ولا على أهل بيتي لم تقبل صلاته)
8- وأخرج ابن حجر في صواعقه (14) قال: أخرج الديلمي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الدعاء محجوب حتى يصل على محمد وأهل بيته
9- كما أخرج الطبراني في الأوسط عن علي (عليه السلام) قال: كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد
المصادر
1-هي كنية لزوج حليمة السعديه مرضعه النبي ; وهو الحارث بن عبدالعزى السعدي
2- (شرح نهج البلاغه 5/129)
3-(قصص الأنبياء للراوندي / 293)
4- (شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج 4 – الصفحة62 )
5-(الصواعق المحرقة، صفحة 144
6-(14سبل السلام 1).
7-(الحر العاملي في الوسائل 4 / 1219)
8-(وسائل الشيعة 4 / 1220)
9-(تفسيرالرازي7 ص 391)
10-(الصواعق ص 88)
11- (مجمع الزوائد 10 ص 160)
12-(شرح الشفا للخفاجي 3 ص 506
13-(سنن الدارقطني ص136)
14- (ابن حجر في صواعقه ص88)
الفصل الثاني
لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه – (10) التحالف الثلاثي يغزو المدينه المنورهوينتقم من الانصار
إنتصر ملك اليمن سيف بن ذي يزن على الاحباش فأتته الوفود العربيه مهنئه وكان من بينها وفد قريش برئاسه عبد المطلب وقد كرمهم الملك وإنفرد بعبد المطلب وأخبره بقرب مولد نبي من صلبه فسجد عبد المطلب شكرا لله وأخبر الملك ان مولوداَ ولد لابنه عبد الله فيه الصفات التي ذكرها الملك
تعهد الملك لعبد المطلب بنصره النبي إن أبقاه الله حيا وأرسل قبيلتين من قبائل اليمن الى يثرب هما الاوس والخزرج لنصره النبي عند ظهوره في مدينه يثرب (1)
وإنتصر الرومان على اليهود في بيت المقدس وأجلوهم عن فلسطين ووجد اليهود في كتبهم إن أوان النبي الموعود وإسمه محمد قد ان في المنطق المحيطه بجبل فاران فهاجرو الى يثرب وما حولها فأن كان النبي منهم نصروه وإن كان من غيرهم قتلوه
وبعث الله النبي محمد صلى الله عليه واله من بني هاشم فخذلته قريش وحسده اليهود وهاجر الى يثرب ونصره الاوس والخزرج كما أمرهم ملكهم سيف بن ذي يزن بذلك
رسول الله صلى الله عليه واله يصل يثرب
وبعد وصوله الى( يثرب ) المدينه المنوره اخى بين المهاجرين والانصار ونظم الحياه الاجتماعيه للمسلمين المهاجرين والانصار وباقي سكان المدينه من الاوس والخزرج من غير المسلمين بمجموعه من العقود والاتفاقيات تنظم أمورها وتحكم تصرفاتها
كما عقد رسول الله إتفاقيات ومواثيق أمان وعدم إعتداء بينه وبين اليهود
وجاءت يهود قريظة، والنضير، وقينقاع، وطلبوا الهدنة من رسول الله (ص)، فكتب لهم بذلك، على أن لا يعينوا عليه أحدا، ولا يتعرضوا لأحد من أصحابه بلسان، ولا يد، ولا بسلاح، ولا بكراع، في السر، ولا في العلانية، لا بليل ولا بنهار، فإن فعلوا فرسول الله (ص) في حل من سفك دمائهم، وسبي ذراريهم ونسائهم، وأخذ أموالهم. وكتب لكل قبيلة كتابا على حدة (2)
وكعاده اليهود لا يلتزمون باي اتفاقيه فخرقوا المواثيق ونقضوا الاتفاقيات وخان يهود بنو النضير وبنو قينقاع وبنو قريظه النبي وإتفقوا مع قريش على حرب النبي فنشأ لذلك التحالف الثلاثي القرشي الاموي اليهودي لقتل رسول الله واهل بيته والقضاء على الاسلام
قال تعالى :
﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 13]
إبتدا التحالف أعماله العدوانيه بمحاولات إغتيال رسول الله صلى الله عليه واله في ثلاث عشره محاوله (3)
كما قاموا بسبع محاولات لقتل علي عليه السلام (4) وسنتطرق للاعمال الحربيه فقط في هذا الفصل على ان نتطرق للاعمال التخريبيه الفكريه والعقائديه في الفصل اللاحق ان شاء الله
التحالف الثلاثي يغزو المدينه المنوره
تحكي لنا سوره الاحزاب عن تفاصيل معركه الاحزاب (الخندق ) وعن إنتصار 700 مقاتل مسلم على أكثر من 10000 مقاتل من قريش والقبائل العربيه المتحالفه معها من فزاره وغطفان وكنانه وسليم وقبائل يهود بنو النضير وبنو قينقاع المهاجمين يثرب من الشمال ويهود بنو قريظه من الجنوب حيث يسكنون في الجزء الجنوبي من يثرب ويبلغ عددهم (700 ) يهودي مقاتل مجهزين باحسن التجهيزات الحربيه
معركه غير متكافئه لا من حيث العدد ولا من حيث العده فالمسلمين أقل عددا وعده ويعانون من الجوع والبرد ونقص التجهيزات
سوره الاحزاب غنيه بالدروس والعبر ويجب إعاده قرائتها مرات ومرات لاستكشاف مستلزمات النصر ضد قوات التحالف الثلاثي المتكالب على الاسلام والمسلمين قديما وحديثا
الموقف العسكري وساحه القتال
هاجم جيش التحالف الثلاثي المؤلف من بنو اميه وقريش والقبائل المتحالفه معها من سليم وكنانه وفزاره وغطفان ويهود بنو النضير وبنو قينقاع المدينه المنوره من الشمال بقياده ابو سفيان وكان تعداده عشره الالاف مقاتل
وتعهد يهود بنوقريظه الساكنين في الجزء الجنوبي من المدينه بمهاجمه المسلمين من الجنوب عند انطلاق المعركه وفيهم مقاتلين اشداء ولديهم 700 مقاتل مجهزين باحس التجهيزات
ما يهمنا في هذا الفصل استكشاف عوامل إنتصار 700 صحابي تسرب منهم 300 بحجج مختلفه وبقي 400 صحابي مرابطون حول الخندق يعانون من الجوع والخوف وقله التسليح لكن قلوبهم عامره بروح الايمان والتحدي
معنويات جيش المسلمين قبل بدايه المعركه
وصف الله سبحانه وتعالى حال المسلمين يومئذ في الايه الكريمه
قال تعالى:
إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴿ ١٠ ﴾ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴿ ١١ ﴾ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴿ ١٢ ﴾ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ﴿ ١٣ ﴾ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا ﴿ ١٤ ﴾ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ﴿ ١٥ ﴾الاحزاب
بلغ الخوف والرعب عند المسلمين اعلى درجاته حيث زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وإبتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وكانوا طوائف ثلاثه
1- الطائفه الاولى من الصحابه - الذين قالوا (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)
المنافقون والذين في قلوبهم مرض من الصحابه وهم
يقولون ( مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) وفي تفسير ابن كثير يقول :
ظن المؤمنون كل ظن ونجم النفاق، حتى قال معتب بن قشير : كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يقدر على أن يذهب إلى الغائط )
2- الطائفه الثانيه من الصحابه
وهي الطائفه التي يصفها القران بالايه الكريمه:
وهي الطائفه المتخاذله المنهزمه من الصحابه والتي تتعلل باتفه الاسباب للانسحاب من المعركه كأن يقولوا إن بيوتنا عوره وماهي بعوره ان يريدون الافرارا
وفي يوم احد لم يبق مع رسول الله الا احد عشر من الانصار واثنين من المهاجرين وهما علي بن ابي طالب وابي دجانه
قد ذكر الذهبي هذه الحادثة قائلا: انهزم الناس عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد فبقي معه أحد عشر رجلا سبعة من الأنصار ورجلين من قريش
والرجلان هما علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وأبو دجانة
ومن انهزم او تخلف في بدر او أحد لايثبت في الخندق فقد تعلل عثمان بمرض زوجته ولم يشارك في بدر واخرين انهزموا في أحد حتى يقول عمر اني كنت أصعد الجبل فراراً كأني أروى
ولكنها اراده الله وابتلاؤه للناس
وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (الانفال 42 )
ويصف الله لنا حال هذه الطائفه من الصحابه فيقول
قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿ ١٦ ﴾ قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿ ١٧ ﴾ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿ ١٨ ﴾ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴿ ١٩ ﴾الاحزاب
ويصف لنا الله سبحانه وتعالى هذه الطائفه من الصحابه ممن بايعو وعاهدوا رسول الله على الدفاع عنه وعدم الفرار في المعركه فيقول تعالى :
وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ﴿ ١٥ ﴾الاحزاب
ثم يقول سبحانه وتعالى
أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴿ ١٩ ﴾
لا يثبت يوم الخندق رجل فرَ في يوم ايسر منه
قال ابن هشام : وكان ضرار لحق عمر بن الخطاب يوم أحد ، فجعل يضربه بعرض الرمح ويقول : انج يا بن الخطاب لا أقتلك ؛ فكان عمر يعرفها له بعد إسلامه (5)
وهنا اتساءل لماذا تعفو قريش عن عمر بن الخطاب في المعركه ولا تقتله ؟تساؤل سنعود اليه في الفصل التالي ان شاء الله
و أمر رسول الله (صلى الله عليه و آله) عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب، فلما برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما، فقال له ضرار: ويحك- يا بن صهاك- أ ترمي في مبارزة؟ و الله لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة إلا قتلته. فانهزم عند ذلك عمر، و مر نحوه ضرار، و أشار على رأسه بالقناة، ثم قال: احفظها- يا عمر- فإني آليت ألا أقتل قرشيا ما قدرت عليه. فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولي، فولاه(6)
الطائفه الثالثه من الصحابه - وهم الذين قالو ( هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴿ ٢٢ ﴾
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴿ ٢٢ ﴾ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿ ٢٣ ﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ﴿ ٢٤ ﴾الاحزاب
هذه الطائفه من الصحابه هي الطائفه الصادقه في ايمانها الثابته في عقيدتها الصلبه في ارادتها لانها تستند الى ايمان راسخ بالله ورسوله وقد أعاروا جماجمهم لله ورسوله وأيقنوا بوعد الله لهم باحدى الحسنيين النصر او الشهاده فكانت أقدامهم ثابته في الارض كرسوا الجبال
والسؤال المهم والكبير كيف استطاع اربعمائه مسلم من الانتصار على 10700 مقاتل من جيش التحالف الثلاثي
وللاجابه نقول لقد قامت الثله المؤمنه الصادقه من إعداد مستلزمات النصر وهي :
اولا– الخطه العسكريه غير التقليديه المحكمه
استشار الرسول صلى الله عليه واله اصحابه فيما يجب فعله تجاه جيش التحالف البالغ تعداده اكثر من 10000 مقاتل من بني اميه وقريش والعرب واليهود من الشمال و 700 مقاتل يهودي من الجنوب من يهود بنو قريظه في حين ان المسلمين في المدينه 700 مقاتل تسرب منهم 300 بحجه ان بيوتهم عوره
فاشار عليه سلمان الفارسي بان يحفر خندقا حول المدينه لحمايها فاستحسن النبي الفكره وحفر الخندق ووقفت قوات التحالف عاجزه عن اجتياز الخندق الا بضعه نفر تم قتلهم جميعا
وبهذه الخطه الذكيه تم تحجيم كثره العدد وابطال مفعوليه اسلحتهم
ثانيا – مقاتلين أشداء أعاروا الله جماجمهم
لم يجرؤ عل إقتحام الخندق الا الفارس المقدام وكان عمرو بن ود العامري بطلا تهابه الفرسان إجتاز الخندق ووقف في ساحه القتال يرتجز ويقول
و لقد بححت من النداء بجمعكم: هل من مبارز؟
ووقفت إذ جبن الشجاع مواقف القرن المناجز
فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله)
من لهذا الكلب ؟
فلم يجبه أحد، فقام إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال
أنا له يا رسول الله
فقال رسول الله: يا علي، هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل
فقال علي : وأنا علي بن أبي طالب
( إدنو مني ) فقال له رسول الله (صلى الله عليه و آله)
فدنا منه، فعممه بيده، و دفع إليه سيفه ذا الفقار، و قال له : اذهب، و قاتل بهذا
و قال رسول الله : اللهم احفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوقه، و من تحته
فمر أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو يهرول في مشيه، و هو يقول
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نية و بصيرة والصدق منجي كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز
فقال له عمرو
من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و ختنه. فقال: و الله إن أباك كان لي صديقا و نديما، و إني أكره أن أقتلك، ما أمن ابن عمك حين بعثك إلي أن أختطفك برمحي هذا، فأتركك شائلا بين السماء و الأرض، لا حي و لا ميت! فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلتُ الجنة، و أنت في النار، و إن قتلتك فأنت في النار، و أنا في الجنة
فقال عمرو: كلتاهما لك يا علي تلك إذن قسمة ضيزى
قال علي (عليه السلام): دع هذا يا عمرو إني سمعت منك و أنت متعلق بأستار الكعبة تقول: لا يعرضن علي أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها، و أنا أعرض عليك ثلاث خصال، فأجبني إلى واحدة
قال: هات، يا علي
قال: إحداها أن تشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله
قال: نح عني هذا، هات الثانية
فقال: أن ترجع، و ترد هذا الجيش عن رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فإن يك صادقا فأنتم أعلى به عينا، و إن يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره
فقال: إذن لا تتحدث نساء قريش بذلك، و لا تنشد الشعراء في أشعارها أني جبنت و رجعت على عقبي من الحرب، و خذلت قوما رأسوني عليهم؟
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): فالثالثة: أن تنزل إلي، فإنك راكب، و أنا راجل، حتى أنابذك
فقتله علي بن ابي طالب وجاء برأسه الى رسول الله
لقد اعار علي بن ابي طالب جمجمته لله فمكنه الله من جماجم الصناديد
ثالثا– مؤمنين صادقي الايمان ذو اراده فولاذيه ولا يقرون بالذله
طلبت غطفان ثلث ثمار المدينة لسنة كاملة على أن تعود وتترك حصار المسلمين، وقد إجتمع الرسول بسعد بن معاذ وسعد بن عباده لمناقشه الامر
قال سعد بن معاذ :
يا رسول الله أمرًا تحبه فنصنعه، أم شيئًا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا؟
إذ إنه لو كان أمر من الله أو رسوله لما جاز له أن يفكر فيه أو يناقشه أصلا، فلا بد من السمع والطاعة، أما إن كان رأيًا بشريًّا فيمكننا حينئذٍ مناقشته، وعرض الرأي فيه
فقال لهم رسول الله
بَلْ شَيْءٌ أَصْنَعُهُ لَكُمْ، وَاللَّهِ مَا أَصْنَعُ ذَلِكَ إِلاَّ لِأَنِّي رَأَيْتُ الْعَرَبَ رَمَتْكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، وَكَالَبُوكُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَكْسِرَ عَنْكُمْ مِنْ شَوْكَتِهِمْ
فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا وهؤلاء مع الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرى أو بيعًا أو فيضًا، أفحينما كرمنا الله بالإسلام، وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف وحتى يحكم الله بيننا وبينهم
يقول الاستاذ احمد راغب السرجاني
والحقيقة أن رأي السعدين كان في منتهى العمق والحكمة، ليست نظرة عنترية غير مدروسة بل هي رؤية إستراتيجية رائعة، فمستقبل المدينة قد يتحدد بهذه المفاوضات فليست المشكلة فقد ثلث ثمار المدينة، ولكن المشكلة أن غطفان ستحقق انتصارا غير مقبول على الدولة الإسلامية، وستهتز صورة الدولة الإسلامية أمامها وستهتز أمام الجزيرة العربية بكاملها، وهؤلاء ليسوا من الزعماء النبلاء الشرفاء، بل هم مجرد مرتزقة مأجورين، وسيفتح هذا الباب الابتزاز المستمر للمدينة المنورة كلما احتاجوا إلى مال جاءوا المدينة. أما هذه الوقفة الصلبة الجريئة فإنها ولا شك ستهز غطفان من الأعماق، وبالذات أنهم لا يفكرون إلا في المال والدنيا، وطالِب الدنيا ضعيف، ضعيف جدًّا أمام طالب الآخرة
وما احوج الامه الاسلاميه اليوم الى ان تعي هذا الدرس جيدا حيث الثبات على الحق والمبدا وان التنازل يجر تنازل ويقود الى الذل والهوان وخسران كل شئ
وهنا اقول ان رسول الله اراد باستشارتهما ان يعرف مقدار إيمانهما وصلابتهما في وقت لم يبق معه من الصحابه حول الخندق الا اربعمائه من مجموع سبعمائه صحابي
رابعا - ضبط الجبهه الداخليه
خرجت صفيه بنت عبد المطلب عمه رسول الله صلى الله عليه واله مع جند المسلمين في احد لنقل الماء وري العطشى وبري السهام، ولما رأت انهزام المسلمين وفرارهم، هبّت إلى النبي صلی الله عليه وآله وسلم برمح انتزعته من احد المنهزمين للدفاع عنه، قائلة
(ويحكم أنهزمتم عن رسول الله)
فلما رآها النبي محمد صلی الله عليه وآله وسلم، خشيَ عليها أن ترى أخاها حمزة قتيلاً، وقد مُثّل به فأشار إلى ابنها الزبير بأن يُنحّيها،
فلقِيها الزبير فقال لها: يا أماه؛ إنّ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم يأمرك أن ترجعي؛
فقالت: ولِمَ، وقد بلغني أنه مُثّل بأخي وذلك في الله قليل؟ فما أرضانا بما كان من ذلك؛ لأحتسبنّ ولأصبرنّ إن شاء الله. (7)
بهذا العنفوان والايمان اشتركت صفيه في غزوه الاحزاب
ولما غزا التحالف الثلاثي المدينة سنة 5 هـ في غزوة الخندق، وضع النبي صلی الله عليه وآله وسلم النساء والأطفال في الحصون لحمايتهم، فكانت صفية وأمهات المؤمنين في حصن حسان بن ثابت، وبينما كان المسلمون منشغلون بقتال عدوهم، تسلل يهودي وطاف بالحصن يتجسس أخباره، فأدركت أنه يُريد معرفة أفي الحصن رجال أم إنه لا يضم غير النساء والأطفال، فامرت حسان بن ثابت أن يقتله فخاف وجبن فحملت عموداً ونزلت إليه، فضربته على رأسه حتى قتلته. (8)
بهذا العنفوان والايمان والشجاعه قادت صفيه حمايه الجبهه الداخليه في المدينه المنوره من إختراق قوات التحالف
خامسا - جهد استخباري متميز
يقول حذيفه :
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق ، ثم التفت فقال : من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع - يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة - أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة ؟ فما قام رجل من القوم ، من شدة الخوف ، وشدة الجوع ، وشدة البرد فلما لم يقم أحد ، ودعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني ؛ فقال : يا حذيفة ، اذهب فادخل في القوم ، فانظر ماذا يصنعون ، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا . قال : فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل ، لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء . فقام أبو سفيان ، فقال : يا معشر قريش : لينظر امرؤ من جليسه ؟
قال حذيفة : فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي ، فقلت : من أنت ؟ قال : فلان بن فلان
تعرّف حذيفه على نوايا العدو وعلى روحه المعنويه المنهاره ونواياه بالانسحاب وعاد الى رسول الله سالما
سادسا – الاعلا م الناجح والسياسه المحنكه
تفكيك جيش التحالف وابطال مفعول اسلحته
إعتمد المسلمون السياسه الواعيه والاعلام الذكي لتفكيك الجيوش الغازيه وابطال مفعول سلاحها
قال ابن إسحاق في سيرته
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فيما وصف الله من الخوف والشدة ، لتظاهر عدوهم عليهم ، وإتيانهم إياهم من فوقهم ومن أسفل منهم
ثم إن نعيم بن مسعود بن عامر أتى رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : يا رسول الله ، إني قد أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمرني بما شئت ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة
فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة ، وكان لهم نديما في الجاهلية ، فقال : يا بني قريظة ، قد عرفتم ودي إياكم ، وخاصة ما بيني وبينكم ؛ قالوا : صدقت ، لست عندنا بمتهم ؛ فقال لهم : إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم ، البلد بلدكم ، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره ، وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه ، وقد ظاهرتموهم عليه ، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره ، فليسوا كأنتم ، فإن رأوا نهزة أصابوها ، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم ، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم ، يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه ، فقالوا له : لقد أشرت بالرأي .
ثم خرج حتى أتى قريشا ، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش : قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدا ، وإنه قد بلغني أمر قد رأيت علي حقا أن أبلغكموه ، نصحا لكم ، فاكتموا عني ؛ فقالوا نفعل ؛ قال : تعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد ، وقد أرسلوا إليه : إنا قد ندمنا على ما فعلنا ، ، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين ، من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم فنعطيكهم ، فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم ؟ فأرسل إليهم : أن نعم . فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا
ثم خرج حتى أتى غطفان ، فقال : يا معشر غطفان ، إنكم أصلي وعشيرتي ، وأحب الناس إلي ، ولا أراكم تتهموني ؛ قالوا : صدقت ، ما أنت عندنا بمتهم ؛ قال : فاكتموا عني ؛ قالوا : نفعل ، فما أمرك ؟ ، ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم ما حذرهم
فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس ، وكان من صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن أرسل أبو سفيان بن حرب ورءوس غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل ، في نفر من قريش وغطفان ، فقالوا لهم : إنا لسنا بدار مقام ، قد هلك الخف والحافر ، فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا ، ونفرغ مما بيننا وبينه ، فأرسلوا إليهم : إن اليوم يوم السبت ، وهو يوم لا نعمل فيه شيئا ، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثا ، فأصابه ما لم يخف عليكم ، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا من رجالكم ، يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا ، فإنا نخشى إن ضرستكم الحرب ، واشتد عليكم القتال أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا ، والرجل في بلدنا ، ولا طاقة لنا بذلك منه
فلما رجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة ، قالت قريش وغطفان : والله إن الذي حدثكم نعيم بن مسعود لحق ، فأرسلوا بني قريظة : إنا والله لا ندفع إليكم رجلا واحدا من رجالنا ، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا ؛ فقالت بنو قريظة ، حين انتهت الرسل إليهم بهذا : إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق ، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا ، فإن رأوا فرصة انتهزوها ، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم . وخلوا بينكم وبين الرجل في بلدكم ، فأرسلوا إلى قريش وغطفان : إنا والله لا نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا ؛ فأبوا عليهم ، وخذل الله بينهم ،
وجاء نصر الله
قال تعالى :
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿ ٢٣ ﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ﴿ ٢٤ ﴾ الاحزاب
وجزى الله الصادقين بصدقهم نصرا مبينا ويقول سبحانه وتعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴿ ٩ ﴾ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴿ ١٠ ﴾ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴿ ١١ ﴾الاحزاب
ويدعو الله المؤمنين لتذكر نعمه الله اذا جاءتهم الجنود من الشمال والجنوب فارسل الله عليهم ريحا شديده البروده محمله بالغبار والحصى قلعت خيامهم واطفات نيرانهم وارسل الله عليهم جنودا لم يروها فانسحبوا مهزومين مقهورين
وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴿ ٢٥ ﴾ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ﴿ ٢٦ ﴾ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ﴿ ٢٧ ﴾الاحزاب
ومكن الله المسلمين من بني قريظه فانزلهم من قلاعهم ليقتل المسلمين بعضهم وياسرون الاخر ومكنهم الله من ديارهم واموالهم
ثم قال أبو سفيان : يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا وبنو قريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار ، ولا يستمسك لنا بناء ، فارتحلوا فإني مرتحل ؛ ثم قام إلى جمله وهو معقول ، فجلس عليه ، ثم ضربه ، فوثب به على ثلاث ، فوالله ما أطلق عقاله إلا وهو قائم ،
انهزم قائد جيش التحالف الثلاثي مسرعا حتى لم يلحق ان يفك عقال ناقته
وتمكن رسول الله من طرد اليهود من المدينه وخسر التحالف الثلاثي في المواجهه العسكريه وفتح الله مكه ودخل قائد قوات التحالف واتباعه في الاسلام مرغمين لحقن دمائهم ولكنهم عادوا من جديد ولكن هذه المره باسلوب الحرب الناعمه وافراغ الاسلام من محتواه وقتل أهل بيت النبوه لتستلم قريش وابو سفيان وبنيه مقاليد السلطه ويجلسون على منبر رسول الله ويحرقون احاديثه ويطمسون معالم دينه ويقتلون ذريته وهذا ماسنتطرق اليه في الباب الثاني من هذا الفصل ان شاء الله
المصادر
1- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه الباب الثالث
2- إعلام الورى ص 69، والسيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 175
3- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه الباب الثالث
4- لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه الباب الخامس
5- ابن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة14/29
6- الإصابة، ابن حجر 2 / 209، تاريخ أبي الفداء 1 / 221
7- ابن جرير الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 320
8- محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 263