الاعلام الاموي غيَّرَ ديناً ..وهَزمَ جيشاً ..وأسقطَ دوله

2025/04/11

 

 

الباب الاول

 

الاعلام الاموي في محاربه رسول الله (ص)

الفصل الاول

الحمله الاعلاميه الاولى - قريش بقياده بني أميه تنشر اشاعه بان النبي مسحور

الحمله الاعلاميه الثانيه - قريش بقياده بني اميه تتهم النبي (ص) بانه ساحر

الحمله الاعلاميه الثالثه - قريش تقول ان محمداً مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ

الفصل الثاني

الحمله الاعلاميه الرابعه - قريش بقياده بني اميه تتهم النبي محمد(ص) بانه يسهو وينسى ويخطا

الحمله الاعلاميه الخامسه - قريش تتهم الرسول (ص)  بانه يلعن ويسب ويشتم من دون سبب

 الحمله الاعلاميه السادسه - قريش بقياده بنو اميه تتهم الرسول (ص) بانه مصاب بالهوس الجنسي

الحمله الاعلاميه السابعه – الاساءه الى شخصيه النبي

الفصل الثالث

الحمله الاعلاميه الثامنه -  قريش بقياده بني اميه تكفر والدي النبي وعمه ابو طالب

الحمله الاعلاميه التاسعه - فقهاء واعلام السلطان يختلقون وينشرون احاديث لرفع مكانه الصحابه  والانتقاص من رسول الله

الحمله الاعلاميه العاشره - الاعلام الاموي يختلق احاديث ترفع معاويه الى مرتبه النبوه

 

 

الفصل الرابع

الحمله الاعلاميه الثامنه -  قريش بقياده بني اميه تكفر والدي النبي وعمه ابو طالب

الحمله الاعلاميه التاسعه - فقهاء واعلام السلطان يختلقون وينشرون احاديث لرفع مكانه الصحابه والانتقاص من رسول الله

الحمله الاعلاميه العاشره - الاعلام الاموي يختلق احاديث ترفع معاويه الى مرتبه النبوه

 

الباب الثاني

الفصل الاول - الاعلام اليهودي في خدمه الاعلام الاموي لمحاربه الامام علي

 الفصل الثاني - بالمكر والخديعه الاعلام الاموي يحيّد 20000  مقاتل من جيش علي (ع) ويهددونه بالقتل او تسليمه لمعاويه ان لم يستجب للتحكيم

 الفصل الثالث - الاعلام الاموي الماكر يحرف الانظار عن القاتل الحقيقي للامام علي (عليه السلام )

الفصل الرابع - اعترافات وزير اعلام  وحرب معاويه

 

الباب الثالث

الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسن (ع) غيَّرَ ديناً ..وهَزمَ جيشاً ..وأسقطَ دوله

 

الباب الرابع

الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته

الفصل الاول - الاعلام الاموي فرق جيشا من ثمانيه عشر الف مقاتل بايع الامام الحسين (ع)

الفصل الثاني - الاعلام الاموي اقنع اهل الشام بان بني اميه هم ال بيت النبي

 

 

 

 

 الفصل الاول

 الحمله الاعلاميه الاولى - قريش بقياده بني أميه تنشر اشاعه بان النبي مسحور

 كشف لنا الله سبحانه وتعالى حملات قريش الاعلاميه بقياده بنواميه لمحاربه رسول الله (ص ) بايات من القران الكريم :

قال تعالى:

 (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا(47)(الاسراء)

وقال سبحانه وتعالى:

 (أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (الفرقان: 8)

سالت قريش محمد (ص) إحياء آبـائهم، والـمـجيء بـالله والـملائكة قبـيلاً،  وقالوا سلْ ربك يبعثْ معك ملَكاً يصدّقك بـما تقول ويراجعنا عنك، وسَلْه فـيجعل لك قصوراً وجناناً وكنوزاً من ذهب وفضة، تغنـيك عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بـالأسواق وتلتـمس الـمعاش كما نلتـمسه، حتـى نعلـم فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم

وقال الـمشركون للـمؤمنـين بـالله ورسوله: { إنْ تَتَّبِعُونَ } أيُّها القوم، بـاتبـاعكم مـحمداً ( إِلاَّ رَجُلاً ) مسحورا

وروت كتب القوم وصحاحهم احاديث كثيره تخبر بان النبي (ص) مسحور

 اولا : ورد عن عائشه في صحيح البخاري حديث 7566

عن عائشه انها قالت:

سُحِرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى إنَّه لَيُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ، حتَّى إذَا كانَ ذَاتَ يَومٍ وهو عِندِي، دَعَا اللَّهَ ودَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: أشَعَرْتِ يا عَائِشَةُ أنَّ اللَّهَ قدْ أفْتَانِي فِيما اسْتَفْتَيْتُهُ فيه قُلتُ: وما ذَاكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، ثُمَّ قَالَ أحَدُهُما لِصَاحِبِهِ: ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: ومَن طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ اليَهُودِيُّ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ: فِيما ذَا؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فأيْنَ هُوَ؟ قَالَ: في بئْرِ ذِي أرْوَانَ قَالَ: فَذَهَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أُنَاسٍ مِن أصْحَابِهِ إلى البِئْرِ، فَنَظَرَ إلَيْهَا وعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إلى عَائِشَةَ فَقَالَ: واللَّهِ لَكَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، ولَكَأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَأَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: لَا، أمَّا أنَا فقَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ وشَفَانِي، وخَشِيتُ أنْ أُثَوِّرَ علَى النَّاسِ منه شَرًّا وأَمَرَ بهَا فَدُفِنَتْ

ثانيا : وورد عن عاشه في صحيح مسلم  حديث رقم 2189

سَحَرَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ له: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، حتَّى كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه كانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ، حتَّى إذَا كانَ ذَاتَ يَومٍ -أوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ- وهو عِندِي، لَكِنَّهُ دَعَا ودَعَا، ثُمَّ قَالَ: يا عَائِشَةُ، أشَعَرْتِ أنَّ اللَّهَ أفْتَانِي فِيما اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ أتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أحَدُهُما لِصَاحِبِهِ: ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَن طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، قَالَ: في أيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاقَةٍ، وجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: وأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: في بئْرِ ذَرْوَانَ. فأتَاهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في نَاسٍ مِن أصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: يا عَائِشَةُ، كَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أوْ كَأنَّ رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ. قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفلا اسْتَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: قدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أنْ أُثَوِّرَ علَى النَّاسِ فيه شَرًّا فأمَرَ بهَا فَدُفِنَتْ.

ثالثا - ويقول النووي  في (شرح صحيح مسلم - كتاب السلام - باب السحر )ج14ص174

   قال الامام المازري (ر) : مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على اثبات السحر ، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة ، خلافا لمن أنكر ذلك ونفى حقيقته ، وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة لا حقائق لها ، وقد ذكره الله تعالى في كتابه ، وذكر أنه مما يتعلم ، وذكر ما فيه اشارة إلى أنه مما يكفر به ، وأنه يفرق بين المرء وزوجه ، وهذا كله لا يمكن فيما لا حقيقة له ، وهذا الحديث أيضا مصرح باثباته

الوهابيه  تسخّر اعلامها لاتهام رسول الله والانتقاص من شأنه

 سؤل ابن باز عن سحر النبي فاجاب

السؤال

ما هو السحر؟ وهل سحر رسول الله ﷺ؟

الجواب

السحر أنواع كثيرة، منها: ما يكون بالعقد، والنفث، كما قال -جل وعلا-: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق:4]

ومنها: ما يكون بالأدوية مخصوصة، وأعمال مخصوصة يعقدها، ويفعلها الساحر  

كما قال سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]

فطرق السحرة فيما يفعلون من العقد، والشر الذي يريدون إيقاعه للمسحور لهم طرق كثيرة، قد يقع بسحرهم -بإذن الله وقدره- وقد لا يقع، فهو تحت إذن الله، ومشيئته -جل وعلا

وقد وقع السحر للنبي ﷺ سحره لبيد بن الأعصم من اليهود، سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه فعل الشيء في بيته، وهو لم يفعله، لكنه لم يؤثر على عقله، ولا على بلاغه، ورسالته -عليه الصلاة والسلام- إنما أثر شيئًا يسيرًا فيما يتعلق في بيته، وأهله، ونحو ذلك، هذا هو الصواب، وقد ثبت هذا عن النبي ﷺ في أحاديث صحيحة، وأقره أهل العلم، ومن أنكره من بعض الكتاب؛ فقد غلط، وقع، ولكن الله -جل وعلا- رفعه عنه، وأزاله عنه، وأطلعه على أسبابه حتى قضى عليه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمله الاعلاميه الثانيه - قريش بقياده بني اميه تتهم النبي (ص) بانه ساحر

 

  القران الكريم يكشف افتراءات قريش  بقياده بني اميه وحملاتها الاعلاميه لحرب النبي

قال تعالى :

 1- (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿ ٤ ﴾ ص

 2- (وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ ﴿ ٣٠ ﴾الزخرف 

 3 - (وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ ﴿ ١٣ ﴾ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ﴿ ١٤ ﴾ وَقَالُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿ ١٥ ﴾ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿ ١٦ ﴾الصافات

4- (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿ ٧ ﴾ الاحقاف

5- (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ  ٧ ﴾الانعام

6- (وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7 ﴾هود

7- ( كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) ( الذاريات / 52 )

8- (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴿ ١١ ﴾ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ﴿ ١٢ ﴾ وَبَنِينَ شُهُودًا ﴿ ١٣ ﴾ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ﴿ ١٤ ﴾ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ﴿ ١٥ ﴾ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ﴿ ١٦ ﴾ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴿ ١٧ ﴾ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴿ ١٨ ﴾ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿ ١٩ ﴾ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿ ٢٠ ﴾ ثُمَّ نَظَرَ ﴿ ٢١ ﴾ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ﴿ ٢٢ ﴾ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ﴿ ٢٣ ﴾ فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴿ ٢٤ ﴾ إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴿ ٢٥ ﴾ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴿ ٢٦ ﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿ ٢٧ ﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿ ٢٨ ﴾ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴿ ٢٩ ﴾ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴿ ٣٠ ﴾المدثر

 اولا - يقول القرطبي في تفسير هذه الايات

{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً }

قوله تعالى: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } { ذَرْنِي } أي دعني وهي كلمة وعيد وتهديد. { وَمَنْ خَلَقْتُ } أي دعني والذي خلقتُه وحيداً فـ « وحيداً» على هذا حال من ضمير المفعول المحذوف، أي خلقته وحده، لا مال له ولا ولد، ثم أعطيتهُ بعد ذلك ما أعطيته. ويقول المفسرون أنه الوليد بن المغيرة المخزوميّ، وإن كان الناس خلقوا مثل خلقه. وإنما خُصّ بالذكر لاختصاصه بكفر النعمة وإيذاء الرسول عليه السلام، وكان يسمَّى الوحيد في قوله

 قال ٱبن عباس: كان الوليد يقول: أنا الوحيد بن الوحيد، ليس لي في العرب نظير، ولا لأبي المغيرة نظير، وكان يسمى الوحيد فقال الله تعالى: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ } بزعمه { وَحِيداً } لا أن الله تعالى صدّقه بأنه وحيد

وقيل: الوحيد الذي لا يُعرف أبوه، وكان الوليد معروفاً بأنه دَعِيّ كما ذكر في قوله تعالى:      { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } [القلم: 13] والزنيم هو الذي لا يعرف ابوه وهو في صفة الوليد أيضاً

قوله تعالى: { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي خوّلته وأعطيته مالاً ممدوداً، وهو ما كان للوليد بين مكة والطائف من الإبل والحُجُور والنَّعَم والجِنان والعبيد والجواري، كذا كان ٱبن عباس يقول. وقال مجاهد: غلّة ألف دينار قاله سعيد بن جبير وٱبن عباس أيضاً. وقال قتادة: ستة آلاف دينار. وقال سفيان الثوري وقتادة: أربعة آلاف دينار. الثوريّ أيضاً: ألف ألف دينار. مقاتل: كان له بستان لا ينقطع خيره شتاءً ولا صيفاً

وقوله تعالى: { وَبَنِينَ شُهُوداً } أي حضوراً لا يغيبون عنه في تصرف. وقال سعيد بن جبير: كانوا ثلاثة عشر ولداً ، أسلم منهم ثلاثة: خالد وهشام والوليد بن الوليد. قال: فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك

ويقول القرطبي في تفسير الايات (18-  24 )

قوله تعالى: { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ }

 يعني الوليد بن المغيره المخزومي فكر في شأن النبيّ صلى الله عليه وسلم والقرآن و «قَدَّرَ» أي هيأ الكلام في نفسه، والعرب تقول: قدّرت الشيء إذا هيأته، وذلك أنه لما نزل:{ حـمۤ * تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } [غافر: 1]إلى قوله: { إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } سمعه الوليد يقرؤها فقال: والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجنّ، وإن له لحَلاوة، وإن عليه لطُلاوة، وإن أعلاه لمثِمر، وإن أسفله لمغِدق، وإنه ليعلو ولا يُعْلَى عليه، وما يقول هذا بشر. فقالت قريش: صَبَا الوليدُ لتَصبونّ قريش كلها. وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه. فمضى إليه حزيناً ؟ فقال له: ما لي أراك حزيناً. فقال له: وما لي لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك بها على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد، وتدخل على ٱبن أبي كبشة وٱبن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهما فغضب الوليد وتكبر، وقال: أنا أحتاج إلى كِسر محمد وصاحبه، فأنتم تعرفون قدر مالي، والّلات والعُزّى ما بي حاجة إلى ذلك، وإنما أنتم تزعمون أن محمداً مجنون، فهل رأيتموه قطّ يَخنُق؟ قالوا: لا واللَّهِ. قال: وتزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه نطق بشعر قطّ؟ قالوا: لا والله. قال: فتزعمون أنه كذّاب فهل جرّبتم عليه كذباً قط؟ قالوا: لا والله. قال: فتزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهّن قط، ولقد رأينا للكهنة أسجاعاً وتخالجاً فهل رأيتموه كذلك؟ قالوا: لا واللَّهِ. وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يُسَمَّى الصادق الأمين من كثرة صدقه. فقالت قريش للوليد: فما هو؟ ففكّر في نفسه، ثم نظر، ثم عبس، فقال: ما هو إلا ساحر! أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه؟! فذلك قوله تعالى: { إِنَّهُ فَكَّرَ } أي في أمر محمد والقرآن { وَقَدَّرَ } في نفسه ماذا يمكنه أن يقول فيهما

{ ثُمَّ أَدْبَرَ } أي ولّى وأعرض ذاهباً إلى أهله. { وَٱسْتَكْبَرَ } أي تعظم عن أن يؤمن. وقيل: أدبر عن الإيمان وٱستكبر حين دُعي إليه. { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ } أي ما هذا الذي أتي به محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } أي يأثِره عن غيره

؟  من هو الوليد بن المغيره

 الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم.والد خالد بن الوليد وعم  ابو جهل (عمرو بن هشام بن المغيره)

والوَلِيد دَعِيًّا في قريش ليس من سِنْخهم ادّعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة من مولده

 قال الشاعر

زنِيمٌ ليس يُعرف مَن أبوه            بغيّ الأُمّ ذو حسب لئيم

وهو والد الصحابي خالد بن الوليد ووالد ابو قيس بن الوليد الذي قتله علي (عليه السلام ) في معركه بدر  والذي عناه عمر بن الخطاب حين قال لخالد محرضا اياه ضد علي بن ابي طالب (لست انا من قتل اخاك يوم بدر) وهو عم ابو جهل

وعمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عُمَر المخزومي القرشي كان من أشد المعادين للنبي محمد نبي الله، وكنيته أبو الحكم، ولكن الرسول محمد كنّاه بأبي جهل  بعد أن كان يُكنى بأبي الحكم، وذلك لقتله ( سميه ) امرأة عجوزا طعنا بالحربة من قُبُلها حتى الموت، بسبب جهرها بالإسلام،. قتله عبد الله بن مسعود الهذلي في معركة بدر

 

 

ثانيا : قال تعالى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴿ ١ ﴾ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴿ ٢ ﴾القمر

يقول الطبرسي في تفسير مجمع البيان

قال ابن عباس  اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن كنت صادقاً فشقّ لنا القمر فرقتين فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن فعلت تؤمنون ) قالوا: نعم وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فرقتين ورسول الله ينادي: ( يا فلان يا فلان اشهدوا ) وقال ابن مسعود  انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اشهدوا اشهدوا ) وروي أيضاً عن ابن مسعود أنه قال والذي نفسي بيده لقد رأيت حراء بين فلقتي القمر وعن جبير بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار فرقتين على هذا الجبل وعلى هذا الجبل فقال ناس سحرنا محمد

 وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وحذيفة بن اليمان وابن عمر وابن عباس وجبير بن طعم وعبد الله بن عمر

{ وإن يروا آية يعرضوا } هذا إخبار من الله تعالى عن عناد كفار قريش وأنهم إذا رأوا آية معجزة أعرضوا عن تأملها والانقياد لصحتها عناداً وحسداً { ويقولوا سحر مستمر } أي سحر قوي شديد يعلو كل سحر

ثالثا – قال تعالى (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ )﴿ ص 4﴾

قال البحراني في تفسير البرهان

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته القاصعة، قال:

 ( لقد كنت معه (صلى الله عليه و آله) لما أتاه الملأ من قريش، فقالوا له: يا محمد، إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك و لا أحد من أهل بيتك، و نحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه و أريتناه علمنا أنك نبي و رسول، و إن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب. فقال لهم: و ما تسألون؟ قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها، و تقف بين يديك. فقال لهم (صلى الله عليه و آله): إن الله على كل شيء قدير، فإن فعل ذلك بكم تؤمنون، و تشهدون بالحق؟ قالوا: نعم. قال: فإني سأريكم ما تطلبون، و إني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير، و أن فيكم من يطرح في القليب  و من يحزب الأحزاب

ثم قال: أيتها الشجرة، إن كنت تؤمنين بالله و اليوم الآخر، و تعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله.

 و الذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها، و جاءت و لها دوي شديد، و قصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه و آله) مرفوعة ، و ألقت بغصنها الأعلى على رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و ببعض أغصانها على منكبي، و كنت عن يمينه (صلى الله عليه و آله)، فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علوا و استكبارا: فمرها، فليأتك نصفها و يبقى نصفها. فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال، و أشده دويا، فكادت تلتف برسول الله، فقالوا كفرا و عتوا. فمر هذا النصف يرجع إلى نصفه. فأمره (صلى الله عليه و آله)، فرجع، فقلت أنا: لا إله إلا الله، إني أول مؤمن بك يا رسول الله، و أول من آمن بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله، تصديقا لنبوتك، و إجلالا لكلمتك. فقال القوم: بل ساحر كذاب، عجيب السحر، خفيف فيه، و هل يصدقك في أمرك غير هذا؟ يعنونني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمله الاعلاميه الثالثه -قريش تقول ان محمداً مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ

: قال تعالى

 وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ( الحجر 6)‎ 1- ‏

 2-  قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ   (الشعراء 27)

 3 - وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (الصافات 36) ‏

ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (الدخان 14)‎ 4- ‏

 5 - فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ(الذاريات 39)

 6 - كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ(الذاريات 52)

 7 - فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (الطور 29)

 8 - كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (القمر9 )

 9 - مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (القلم 2 )

10- وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ(القلم 51)

اولا- قالوا  ان محمد مُعَلَّمٌ

: قال تعالى

( وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ) ( الدخان / 13 و 14 )

يقول القرطبي في تفسيره (  وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ  )

أي عَلّمه بَشَرٌ أو علّمه الكَهَنة والشياطين، ثم هو مجنون وليس برسول

قالت قريش ان محمدا يتعلم القران من اناس اخرين منهم من هو اعجمي ومنهم من هو عربي

1- المعلمون الاعاجم

 قال تعالى :

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴿ ١٠٣ ﴾ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿ ١٠٤ ﴾النحل

يقول الرازي : اعلم أن المراد من هذه الآية حكاية شبهة أخرى من شبهات منكري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنهم كانوا يقولون إن محمداً إنما يذكر هذه القصص وهذه الكلمات لأنه يستفيدها من إنسان آخر ويتعلمها منه. واختلفوا في هذا البشر الذي نسب المشركون النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعلم منه

قيل: هو عبد لبني عامر بن لؤي يقال له يعيش، وكان يقرأ الكتب، وقيل: عداس غلام عتبة بن ربيعة، وقيل: عبد لبني الحضرمي صاحب كتب، وكان اسمه جبرا،

وكانت قريش تقول: عبد بني الحضرمي يعلم خديجة وخديجة تعلم محمداً، وقيل: كان بمكة نصراني أعجمي اللسان اسمه بلعام ويقال له أبو ميسرة يتكلم بالرومية وقيل: سلمان الفارسي، وبالجملة فلا فائدة في تعديد هذه الأسماء والحاصل أن القوم اتهموه بأنه يتعلم هذه الكلمات من غيره ثم إنه يظهرها من نفسه ويزعم أنه إنما عرفها بالوحي وهو كاذب فيه.

 ثم إن الله تعالى أجاب عنه بأن قال:(لّسَانُ ٱلَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )

2- معلمون من الجن واليهود والنصارى

 وقوله تعالى:

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿ ٤ ﴾ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿ ٥ ﴾ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿ ٦ ﴾الفرقان

ومنهم من كان يقول إنه مجنون والجن يلقون عليه هذه الكلمات حال ما يعرض له الغشي

يقول القرطبي :

 (وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } يعني اليهود قاله مجاهد. وقال ابن عباس: المراد بقوله: { قَوْمٌ آخَرُونَ } أبو فُكَيْهة مولى بني الحضرمي وعدّاس وجبر، وكان هؤلاء الثلاثة من أهل الكتاب.. { فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً } أي بظلم. وقيل: المعنى فقد أتوا ظلماً. { وَزُوراً وَقَالُوۤاْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ }

{ ٱكْتَتَبَهَا } يعني محمداً. { فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } أي تلقى عليه وتقرأ. { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } حتى تحفظ.

 وقوله تعالى: { قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } 

أي قل يا محمد أنزل هذا القرآن الذي يعلم السر، فهو عالم الغيب، فلا يحتاج إلى معلم.

ولو كان القرآن مأخوذاً من أهل الكتاب وغيرهم لما زاد عليها، ولو كان مأخوذاً من هؤلاء لتمكن المشركون منه أيضاً كما تمكن محمد صلى الله عليه وسلم فهلا عارضوه فبطل اعتراضهم من كل وجه.

3- وقالت قريش والنصارى ان الرسول تتلمذ على يد ورقه بن نوفل

اعطت روايه قريش عن بد الوحي والتي سنتطرق اليه في هذا البحث  والتي روتها عائشه ورقه بن نوفل مساحه واسعه في تعريف محمد بانه نبي وربطت بين موت ورقه وانقطاع الوحي في اشاره خفيه الى ارتباط الوحي بورقه وانه هو من يدرّس الرسول المعارف الالهيه قبل ان ينطق بها محمد

 وتلقف النصراني ابو موسى الحريري روايات الاعلام الاموي المضلله  والف كتابا اسماه (قس ونبي ) يقول فيه:

(ولكل من القس (ورقه بن نوفل ) والنبي(محمد) في الدين الجديد دور

 الأول أوحى وعلم ودرب وأرسى الدعائم والثاني سمع وتعلم ودرس وشيد البنيان وفضل الأول على الثاني كفضل المربي على ربيبه والقس أستاذ علم فتى ذكي الفؤاد عرف في اختياره ونجح والنبي تلميذ نجيب حفظ ما تعلم و أبدع

الأول نقل كلمة الله الأعجمية إلي لسان عربي مبين والثاني بلغ كلمة الله العربية وتلاها على المؤمنين كلاهما عمل لأجل الله ولأجل أن يكون للاميين رسول وكتاب فكان للعرب إله يعبدون ورسول يتبعون وكتاب فيه يقرأون

أما العلم الذي كان محمد يجهله وتكفل القس ورقة باعطائه لتلميذه الروحي هو علم الكتاب المنزل الذي كان القس ينقله في حضور محمد طوال أربع وأربعين سنة هذا العلم درسه النبي على يد القس ) انتهى

ثانيا - وَقَالت قريش ان محمدا مَّجْنُونٌ

روايه قريش عن بد الوحي تسئ الى الاسلام والى رسول الله (ص)

ورد في صحيح البخاري ج9 ص29 في باب أول ما بدئ به رسول الله (ص) من الوحي الرؤيا الصالحة

‏6982 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

 «أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وَهُوَ التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ: يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي. وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، وَقَالَ: قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي. فَقَالَتْ لَهُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ وَرَقَةُ: ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ ﷺ مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا بَلَغَنَا، حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ رَسُولُ اللهِ حَقًّا. فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ»

لنا اربع اشكالات على الروايه

 الاشكال الاول - هل كان محمد  (ص) لا يعلم بانه نبي حتى اعلمه ورقه بن نوفل

وهذا امر مرفوض  فهاشم بن عبد مناف يعلم ان النبي المصطفى من نسله وعبد المطلب بن هاشم يعلم ان محمدا نبي وابو طالب يعلم ان محمدا نبي وعبد الله والد النبي يعلم ان محمدا نبي والنبي محمد يعلم انه نبي قبل ان يخلق الله ادم باربعه عشر الف سنه والحجر والشجر يسلم على النبي بالنبوه قبل بعثته فكيف لنا القبول بان النبي لايعلم انه نبي حتى اخبره ورقه بن نوقل

1- رسول الله يعلم انه نبي قبل ان يخلق الله البشر باربعه عشر الف سنه

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

خلقت انا وعلي بن أبي طالب من نور عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل ان يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر الف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين بجعل النصف في صلب أبي عبد الله وجعل النصف في صلب عمي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف الآخر، واشتق الله تعالى لنا من أسمائه، فالله عز وجل المحمود وانا محمد، والله الاعلى وأخي علي، والله الفاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة فانا رسول الله وعلي ولي الله.  (1)

 2-هاشم بن عبد مناف يعلم ان المصطفى محمد نبي من ذريته ودعا هاشم بن عبد مناف ملك الموت الرفق به عند موته متوسلا بحق المصطفى من ولده كما جاء في وصيته  التاليه الى زوجته سلمى بنت عبدو النجار

 (ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أقعدوني وَ ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ ثُمَّ إِنَّهُمْ أَتَوْهُ بِمَا طَلَبِ وَ جَعَلَ يُكْتَبُ وَ أَصَابِعَهُ تَرْتَعِدُ وَ هُوَ يَقُولُ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ هَذَا كِتَابِ كَتَبَهُ عَبْدِ ذَلِيلٌ وَ قَدْ جَاءَهُ أَمَرَ مَوْلَاهُ بِالرَّحِيلِ

أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ لَكُمْ هَذَا الْكِتَابِ وَ رُوحِي مِنْ الْمَوْتِ تجذب وَ مَا لِي لَا أَجِدُ مِنْ الْمَوْتِ مَهْرَبٌ وَ إِنِّي نَفَذَتْ إِلَيْكُمْ جَمِيعِ أَمْوَالِي وَ ضَيْعَتِي يَا إِخْوَانِي تقاسموها بَيْنَكُمْ بِالسَّوِيَّةِ وَ لَا تَنْسَوُا الْبَعِيدَةِ الْغَائِبَةِ الَّتِي أَخَذَتْ جمالكم وَ احتوت عَلَى عزكم وَ جمالكم سَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو فَلَا تنسوها وَ أُوصِيكُمْ بِوُلْدِي الَّذِي مِنْهَا وَ قُولُوا لِخَالِدَةَ وَ صَفِيَّةَ وَ رُقَيَّةُ وَ بَاقِي النِّسَاءِ يَبْكُونَ بالفجيعة وَ يندبوني نَدَبَ الثَّكْلَى وَ بَلَغُوا سَلْمَى عَنِّي أَفْضَلُ السَّلَامِ وَ قُولُوا لَهَا آهِ ثُمَّ آهِ إِنِّي لَمْ أَشْبَعَ مِنْ قَرِبَهَا وَ لَا مِنْ النَّظَرِ إِلَيْهَا وَ لَا إِلَى وُلْدِي وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ إِلَى يَوْمَ النُّشُورُ ثُمَّ طُوًى الْكِتَابِ وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ وَ دَفَعَهُ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ أضجعوني فأضجعوه فشخص بِبَصَرِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ رِفْقاً بِي أَيُّهَا الرَّسُولِ بِمَا حَمَلَتْ مِنْ نُورٍ الْمُصْطَفَى )(2)

 3 - عبد المطلب يعرف ان محمدا (ص) نبي

سيف بن ذي يزن يبشر عبد المطلب بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ويحذره من غدر اليهود وقريش وبنو أُميَّه

لما ظفر سيف بن ذي يزن الحميري بالحبشة وذلك بعد مولد النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) أتته وفود العرب وأشرافها وكان من جملتهم وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم جد النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وأمية بن عبد شمس وأسد بن عبد العزى وعبد الله بن جُدعان فقدموا عليه وهو في قصر يقال له غُمدان فطلبوا الإذن عليه فأذن لهم وتكلم عبد المطلب مهنئا. ولما فرغ أدناه وقربه ثم أُستنهضوا إلى دار الضيافة وقاموا ببابه شهراً لا يصلون إليه ولا يؤذن لهم في الانصراف، ثم إنتبه إليهم فدعا عبد المطلب من بينهم فخلا به وأدنى مجلسه وقال
يا عبد المطلب إني مفوض إليك من علمي أمراً لو غيرك كان لم أبح له به ولكني رأيتك معدنه فأطلعتك عليه فليكن مصونا حتى يأذن الله فيه، فإن الله بالغ أمره، إني أجد في العلم المخزون والكتاب المكنون الذي إدخرناه لأنفسنا وإحتجبناه دون غيرنا خبراً عظيماً وخطراً جسيماً فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة للناس كافة ولرهطك عامة ولنفسك خاصة
قال عبد المطلب :

مثلك يا أيها الملك برّ، وسرّ، وبشّر، ما هو؟ فداك أهل الوبر زمراً بعد زمر
قال إبن ذي يزن: (إذا ولد مولود بتهامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، إلى يوم القيامة)
قال عبد المطلب :

 (أبيت اللعن لقد أُبت بخير ما آب به أحد فلولا إجلال الملك لسألته عما سارّه إلى ما ازداد به سرورا)
قال ابن ذي يزن :
هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه وقد وجدناه مرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويفتتح كرائم الأرض، ويضرب بهم الناس عن عرض، يخمد الأديان، ويكسر الأوثان ويعبد الرحمن، قوله حكم وفصل، وأمره حزم وعدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله
فقال عبد المطلب :

 (طال عمرك، ودام ملكك، وعلا جدك، وعز فخرك، فهل الملك يسرني بأن يوضح فيه بعض الإيضاح؟)
فقال ابن ذي يزن :

(والبيت ذي الطنب، والعلامات والنصب، إنك يا عبد المطلب لجده من غير كذب )
فخرَّ عبد المطلب ساجدا، وقال ابن ذي يزن
إرفع رأسك، ثلج صدرك، وعلا أمرك، فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك؟
فقال عبد المطلب
أيها الملك، كان لي إبن كنت له محباً وعليه حدباً مشفقاً، فزوجته كريمة من كرائم قومه، يقال لها: آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فجاءت بغلام بين كتفيه شامة فيه كل ما ذكرت من علامة، مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه
قال ابن ذي يزن:
إن الذي قلت لك كما قلت، فاحفظ إبنك واحذر عليه اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، إطوِ ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لكم الرياسة، فيبغون لك الغوائل وينصبون لك الحبائل وهم فاعلون وأبناؤهم، ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار مهاجره. فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب دار هجرته، وبيت نصرته، ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنّه وأوطأت أقدام العرب عقبه ولكني صارف إليك ذلك عن تقصير مني بمن معك

ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد وعشر إماء سود وخمسة أرطال فضة وحلتين من حلل اليمن وكرش مملوءة عنبرا، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك وقال
(إذا حال الحول فأنبئني بما يكون من أمره)
فما حال الحول حتى مات ابن ذي يزن، فكان عبد المطلب بن هاشم يقول
يا معشر قريش لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك فإنه إلى نفاد ولكن يغبطني بما يبقى لي ذكره وفخره ولعقبي
فإذا قالوا له: وما ذاك؟ قال: سيظهر بعد حين (3)

4- بحيرى الراهب يحذر ابو طالب من غدر اليهود وسعيهم لقتل  النبي محمد

تهيأ أبو طالب للرحيل إلى الشام في تجارته، فكانت رحلته الأولى منذ كفل محمدًا  (صلى الله عليه واله ) بعد موت جده وقد أمسك  محمد بزمام ناقة عمه وقال:

يا عم، إلى من تكلني؟! لا أب لي ولا أم  فرقَّ له قلبُ أبي طالب وقال: واللهِ لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدًا

سارت القافله وابو طالب ومحمد في مقدمتها ومرت بالقرب من دير راهب مشهور اسمه بحيرى والراهب يراقب سير القافله ويرى غيمه تظلل راس فرد من افرادها

عمل بحيرى طعاما للقافله ودعاهم اليه فلبوا الدعوه لكن الغيمه ظلت ساكنه فوق القافله

فسالهم الراهب هل بقى احد مع القافله قالوا نعم بقى غلاما صغيرا معها

 قال احضروه فاحضروه والراهب يراقب مسير محمد والغيمه تظلله

تناولوا طعامهم وبحيرى يراقب محمد عن كثب  وبعد الطعام اختلى به وسأله

عده اسئله وكشف عن كتفه فراى خاتم النبوه

عاد الراهب الى ابي طالب واخبره ان ابن اخيه هو النبي الموعود وانه سيصبح له شانا كبيرا ويجب ان تعود به الى مكه فاذا راه اليهود وعرفوه فانهم سيقتلونه

عاد ابو طالب مسرعا للحفاظ على ابن اخيه من غدر اليهود (4)

5 – ابو طالب يعلم ان محمدا نبي وقد استسقى به

روى ابن عساكر عن جلهمة بن عرفطة قال :

 قدمت مكة وقريش في قحط ، فقائل منهم يقول : اعتمدوا واللات والعزى . وقائل منهم يقول : اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى فقال شيخ وسيم حسن الوجه جيد الرأي : أنى تؤفكون وفيكم بقية إبراهيم وسلالة إسماعيل .

قالوا : كأنك عنيت أبا طالب ؟

 قال : إيها .

 فقاموا بأجمعهم وقمت معهم فدققنا عليه بابه فخرج إلينا رجل حسن الوجه عليه إزار قد اتشح به فثاروا إليه فقالوا : يا أبا طالب أقحط الوادي وأجدب العيال فهلم فاستسق لنا فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجنة تجلت عليه سحابة قتماء وحوله أغيلمة فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ بإصبعه الغلام وما في السماء قزعة فأقبل السحاب من ها هنا وها هنا وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي وأخصب النادي والبادي . وفي ذلك يقول أبو طالب

وأبْيضَ يُسْتَسْقى الغَمامُ بِوَجْهِهِ *** ثِمالَ اليَتامى عِصْمَةٌ للأرامِل

يَلوذُ بِهِ الهُلاّكُ مِنْ آلِ هاشِم *** فَهُمْ عِنْدَهُ في رَحْمَة وفَواضِلِ

 وقال ابن سعد : حدثنا الأزرق ، حدثنا عبد الله بن عون ، عن عمرو بن سعيد أن أبا طالب قال  كنت بذي المجاز مع ابن أخي ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، فأدركني العطش فشكوت إليه فقلت : يا ابن أخي قد عطشت . وما قلت له ذلك وأنا أرى عنده شيئا إلا الجزع قال : فثنى وركه ثم قال : يا عم عطشت ؟ قلت : نعم . فأهوى بعقبه إلى الأرض فإذا أنا بالماء فقال اشرب فشربت (5)

6 - تَسْلِيمُ الْحِجَارَةِ وَالشَّجَرِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ ابْن جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، وَكَانَ وَاعِيَةً  ، عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ، وَابْتَدَأَهُ بِالنُّبُوَّةِ، كَانَ إذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ حَتَّى تَحَسَّرَ  عَنْهُ الْبُيُوتُ وَيُفْضِي إلَى شِعَابِ  مَكَّةَ وَبُطُونِ أَوْدِيَتِهَا، فَلَا يَمُرُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ إلَّا قَالَ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ  . قَالَ: فَيَلْتَفِتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَهُ

وَعَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفِهِ، فَلَا يَرَى إلَّا الشَّجَرَ وَالْحِجَارَةَ. فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ يَرَى وَيَسْمَعُ، مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَا جَاءَهُ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ، وَهُوَ بِحِرَاءٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ

7- وفي يوم ولاده محمد (ص) قال ابو طالب ان المولود نبي

ورد في الكافي 1/452 عن عبد الله بن مسكان عن الإمام الصادق (عليه السلام):

إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال أبو طالب: اصبري سبتا أبشرك بمثله إلا النبوة. وقال: السبت ثلاثون سنة، وكان بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثون سنة.

الاشكال الثاني – عنف الملك مع النبي محمد (ص) غير مسبوق ولا مبرر

وتقول الروايه في هذا المقطع

وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾

قال تعالى :

 (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )[الأنبياء:107]

ولا ندري اي رحمه للعالمين  تبدا بتعذيب النبي وذلك بان يقول له الملك اقرا فيقول  النبي ما انا بقارئ فياخذه ويغطه (اي يخنقه ويعصره )حتى يبلغ منه الجهد (اي الموت والاختناق ) يكرر ذلك ثلاثا وكأننا في قاعه تعذيب في سجون احد الطغاه

ولا نعرف ماهو قصد الراوي من  اختلاق هذا المقطع  من الروايه ؟ هل يريدون ان يقولون لنا ان النبي يخالف الملك فلا يستجيب لطلباته او ان الملائكه قساه الطبع مع النبي او الاساءه الى النبي والملك معا.

وهل هذه سيره الملائكه مع الانبياء والرسل ؟ ام ان الخنق والعصر وشق البطن واجراء عمليات جراحيه هي  فقط من نصيب خاتم الانبياء واشرفهم

وفي مسند احمد بن حنبل حديث رقم17390  و السيرة النبوية - ابن كثير - ج ١ – الصفحه229

يقول:

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا ، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا ، فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا ، فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ ، فَأَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي ، فَأَخَذَانِي فَبَطَحَانِي إِلَى الْقَفَا ، فَشَقَّا بَطْنِي ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي ، فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : - قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ ، ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ - فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي ، ثُمَّ قَالَ : ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ فَغَسَلَا بِهِ قَلْبِي ، ثُمَّ قَالَ : ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ فَذرَّاهَا فِي قَلْبِي ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : حِصْهُ ، فَحَاصَهُ ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ - وَقَالَ حَيْوَةُ : فِي حَدِيثِهِ حِصْهُ فَحَصَّهُ وَاخْتِمْ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ - ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ ، وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ ، فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي ، أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ ، فَقَالَ : لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ ، ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي ، وَفَرِقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُهُ ، فَأَشْفَقَتْ عَلَيَّ أَنْ يَكُونَ أُلْبِسَ بِي ، قَالَتْ : أُعِيذُكَ بِاللَّهِ ، فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا فَجَعَلَتْنِي ، - وَقَالَ يَزِيدُ : فَحَمَلَتْنِي - عَلَى الرَّحْلِ ، وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي ، فَقَالَتْ : أَوَأَدَّيْتُ أَمَانَتِي ، وَذِمَّتِي ؟ وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ ، فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورًا ، أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ

الاشكال الثالث - قريش تفتح الباب لليهود والنصارى للطعن برسول الله وبالاسلام

 وفي مقطع اخر من الروايه يقول:

( ثم لم ‏ ‏ينشب ‏ ‏ورقة ‏ ‏أن توفي وفتر الوحي )

 وفيها ايحاء بان نزول الوحي متصل بورقه بن نوفل النصراني كما ادعت قريش بان هذا القران ليس من الله وانما من تعليم النصاري

والف النصراني ابو موسى الحريري كتابا بعنوان (قس ونبي ) يتمادى فيه كثيرا ويدعي ان محمد تتلمذ على يد ورقه بن نوفل كما مر بنا

 الاشكال الرابع - وَقَالت قريش ان محمدا مَّجْنُونٌ

 وتختم الروايه بكارثه حقيقيه وهي اتهام النبي بالجنون ومحاوله الانتحار لعده مرات

 ويخبر النبي خديجه ويقول لها (خشيت على نفسي ) اي من الجنون

ولنتامل المقطع الاخير من الروايه 

‏ثم لم ‏ ‏ينشب ‏ ‏ورقة ‏ ‏أن توفي وفتر الوحي ‏ ‏فترة ‏ ‏حتى حزن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فيما بلغنا حزنا ‏ ‏غدا ‏ ‏منه مرارا كي ‏ ‏يتردى ‏ ‏من رؤوس شواهق الجبال فكلما ‏ ‏أوفى ‏ ‏بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له ‏ ‏جبريل ‏ ‏(ع) ‏ ‏فقال له : يا ‏ ‏محمد ‏ ‏إنك رسول الله حقا فيسكن ذلك ‏ ‏جأشه ‏ ‏وتقر نفسه ‏ ‏عليه الصلاة والسلام ‏ ‏فيرجع فإذا طالت عليه وفتر الوحي ‏ ‏غدا ‏ ‏لمثل ذلك فإذا ‏ ‏أوفى ‏ ‏بذروة جبل تبدى له ‏ ‏جبريل ‏ ‏(ع) ‏ ‏فقال له : مثل ذلك

وقال تعالى :

( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) ( الحجر / 6 ) 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فما هي اهداف قريش بقياده بني اميه من هذه الحملات الاعلاميه الثلاثه ؟

 1- ابعاد اهل مكه وحجيج بيت الله من الاقتراب من رسول الله محمد (ص) وسماع احاديثه لكي لايعتنقوا الاسلام وذلك باتهامه بانه مسحورتاره وساحر تاره اخرى

2- من المحزن جدا ان يكون تاثير الاعلام الاموي لمحاربه رسول الله مستمرا ليومنا هذا تنقله صحاح المسلمين وتدرّسه مساجد ومدارس المسلمين وندرّسه لابنائنا جهلا او رغم انوفنا 

وان نبينا يخاف الجنون و يحاول الانتحار عده مرات وان ورقه بن نوفل النصراني هو من يثبت قلب محمد (ص) الخائف على نفسه من الجنون ويخبره بانه نبي ويزيل مخاوفه وان جبرائيل (حاشاه) فض غليظ حتى مع الانبياء  وان ربنا (جل وعلا) لايستطيع ان يخلق بشرا معصوما  متكاملا من الدفعه الاولى بل يخلقه ثم يتدارك اخطائه في خلقه فيرسل ملكين لشق صدره وتصحيح خلقته ..

فأي دين هذا الذي نتلقاه من نبي مجنون (حاشاه ) يحاول الانتحار ولا يعرف بنفسه انه نبي ..ولا زلنا لليوم نترضى عن  قاده هذا الاعلام الاموي الحاقد الذي افسد ماضينا وحاضرنا ولا زلنا نسير على خطاهم

3- التقليل من شأن رسول الله (صلى الله عليه واله ) والتشكيك باقواله وافعاله ونفي العصمه عنه لكي يتمكنوا من الطعن في اقواله وافعاله التي لاتروق لهم ولكي يصبح حاله حال بعض الصحابه لا بل ان بعض الصحابه افضل منه في اعتقادهم  فالشيطان يهرب من عمر ولكنه يتسلط بفعل السحر على قلب رسول الله والملائكه تستحي من عثمان ولا تستحي من رسول الله (ص)... وغير ذلك الكثير

4- الاساءه الى والد النبي وجده عبد المطلب وهاشم لا بل الاساءه الى عمه ابو طالب واتهامه  بانه مشرك ولم يُسلم وهو الذي يعرف ان ابن اخيه نبي من يوم ولادته لا بل من قبلها ولكي تتصور قوه الحملات الاعلاميه ترى ان كتب القوم لا زالت الى يومنا هذا تردد تلك الاشكالات على انها حقيقه واقعه

5-  نسف اعتقادات المسلمين بان الله قادر مقتدر على كل شي والتصوير بان الله ليس قادرا على حمايه رسوله من سحره اليهود ومن الشيطانين 

6- التقليل من شأن الدين الاسلامي الذي يبشر به نبي مسحور(حاشاه) واله عاجز(جل وعلا)عن حمايه رسوله من السحره

 

المصادر :

1- فرائد السّمطين، ص41

2- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٥٣

3- البدايه والنهايه ج2

4- البدايه والنهايه ص 435

5- السيره الحلبيه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني

 

الحمله الاعلاميه الرابعه - قريش بقياده بني اميه تتهم النبي محمد(ص) بانه يسهو وينسى ويخطا

الحمله الاعلاميه الخامسه - قريش تتهم الرسول (ص)  بانه يلعن ويسب ويشتم من دون سبب

 الحمله الاعلاميه السادسه - قريش بقياده بنو اميه تتهم الرسول (ص) بانه مصاب بالهوس الجنسي

الحمله الاعلاميه السابعه – الاساءه الى شخصيه النبي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمله الاعلاميه الرابعه

 قريش بقياده بني اميه تتهم النبي محمد(ص) بانه  بشرا يسهو وينسى ويخطا

 

قال تعالى:

 وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ﴿ ٩٤ ﴾ قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴿ ٩٥ ﴾ الاسراء

يقول القرطبي في تفسيره

أعلم ان الله تعالى يقول أن المَلك إنما يُرسل إلى الملائكة لأنه لو أرسل ملكاً إلى الآدميّين لم يقدروا أن يروه على الهيئة التي خلق عليها

وقريش تعلم علم اليقين كذب وبطلان هذا الاعتراض اذ ان الانبياء السابقين ابراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام ) انما هم بشر وان الكثير من اهل مكه ويثرب من اليهود والنصارى  قد اخبروهم بذلك وان اعتراضهم مردّه الى المكابره والعناد لان قريش وبني اميه لاتريد ان تؤمن لنبي من بني هاشم لحسدوعصبيه قبليه وعداوه سابقه وقالوا

نموت ولا نؤمن لنبي من بني هاشم

قال تعالى: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿ ١ ﴾ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿ ٢ ﴾ المعارج

 ويقول القرطبي في تفسيره للايه

وقيل: إن السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفِهْرِيّ. وذلك أنه لما بلغه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في عليّ رضي الله عنه: " مَنْ كنتُ مَوْلاَه فعليٌّ مولاه " ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلٰه إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأن نصلّي خمساً فقبلناه منك، ونزكي أموالنا فقبلناه منك، وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك، وأن نَحُجّ فقبلناه منك، ثم لم ترض بهذا حتى فَضَّلْتَ ابن عمك عليناٰ أفهذا شيء منك أم من الله؟ ٰ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " والله الذي لا إلٰه إلا هو ما هو إلا من الله " فولّى الحارث وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت: { سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } الآية

وقال تعالى

وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿ ٣٢ ﴾الانفال

يقول القمي في تفسيره

إنها نزلت لما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقريش إن الله بعثني أن أقتل جميع ملوك الدنيا وأجر الملك إليكم فأجيبوني إلى ما أدعوكم إليه تملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم وتكونوا ملوكاً في الجنة، فقال أبو جهل اللهم أن كان هذا الذي يقوله محمد صلى الله عليه وآله هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتنا بعذاب أليم، حسداً لرسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال كنا وبنو هاشم كفرسي رهان نحمل إذا حملوا ونطعن إذا طعنوا ونوقد إذا أوقدوا فلما استوى بنا وبهم الركب قال قائل منهم منا نبي، لا نرضى بذلك أن يكون في بني هاشم ولا يكون في بني مخزوم

وقال تعالى

وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴿ ٨٩ ﴾ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ﴿ ٩٠ ﴾ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ﴿ ٩١ ﴾ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ﴿ ٩٢ ﴾ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴿ ٩٣ ﴾ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ﴿ ٩٤ ﴾ قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴿ ٩٥ ﴾ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴿ ٩٦ ﴾

اعترضت قريش ان يكون الرسول من البشرثم التفتت فقالت ان النبي بشر وان البشر ينسى ويسهو ونشرت في حملتها الاعلاميه هذه احاديث تتهم النبي بانه ينسى ويسهو

واختلقوا احاديث في هذا الشان نشرها اعلامهم وتناقلتها كتبهم وصحاحهم ورددها خطبائهم في

 المساجد ومنها :

 1-  ورد في صحيح البخاري ج3ص172

  2655 - حدثنا : ‏ ‏محمد بن عبيد بن ميمون ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏عيسى بن يونس ‏ ‏، عن ‏ ‏هشام ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏(ر) ‏، ‏قالت : ‏سمع النبي ‏ (ص) ‏ ‏رجلا ‏ ‏يقرأ في المسجد ، فقال : ‏رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا 

 2 – وورد في مسند الإمام أحمد بن حنبل ج6 ص87

  3602 - حدثنا : ‏ ‏جرير ‏ ‏، عن ‏ ‏منصور ‏ ‏، عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏، عن ‏ ‏علقمة ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله ‏، ‏قال : ‏صلى رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏صلاة فلا أدري زاد أم نقص فلما سلم ، قيل له : يا رسول الله : هل حدث في الصلاة شيء ، قال : لا وما ذاك ، قالوا : صليت كذا وكذا ، قال : فثنى رجليه فسجد سجدتي السهو فلما سلم ، قال : ‏إنما أنا بشر أنسى كما تنسون وإذا شك أحدكم في الصلاة ‏ ‏فليتحر ‏الصلاة فإذا سلم فليسجد سجدتين

 3 – وورد في  مسند الإمام أحمد بن حنبل  ج40 ص391

24335 - حدثنا : ‏‏وكيع ‏، حدثنا : ‏ ‏هشام ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏‏، عن ‏ ‏عائشة ‏، ‏قالت : ‏سمع النبي ‏(ص)‏ ‏رجلا ‏‏يقرأ آية ، فقال : رحمه الله لقد أذكرني آية كنت نسيتها

 وحدهم الشيعه مَنْ رفض تلك الشائعات وتلك الاحاديث وقالوا:

إن الأنبياء الذين اختارهم الله سبحانه دعاة ومبلّغين لرسالاته, وسفراء إلى خلقه, وأمناء على وحيه, في الذروة العليا من الكمال والاخلاص والطهارة وقد أختارهم سبحانه بعدما توفّرت الشروط اللازمة فيهم, فلا يشك أحد في كونهم أفضل المخلوقين وأنّهم الصفوة الطاهرة, ولا يصل إلى مرتبتهم في الفضل والكمال سائر البشر, فمن لوازم النبوة العصمة في الأنبياء وخلوصهم من كل عيب أو نقص منفّر, والسهو أو النسيان عيب أو نقص عن الكمال, وهذا مختص بالإنسان العادي, أمّا الأنبياء فيستحيل عليهم السهو والنسيان لأنّه قدح بكمالهم وانتقاصاً لفضلهم.

ولو جاز على النبي أن يسهو في صلاته, لجاز عليه أن يسهو في بقيّة العبادات والأفعال, فيصنع ضوابطاً غير التي أقرّها الله سبحانه, حتى يسهوا فينقلها عن حدودها الشرعية, وعند ذلك لا يؤمن منه الزيادة في العبادة أو النقصان منها.

ولو جاز على النبي أن يسهوا في صلاته لجاز عليه السهو أيضاً في صيامه فيفطر في نهار شهر الصيام كأن يأكل ساهياً.ولجاز عليه أن يسهو في حجّه, في طوافه ورميه وبقية أفعال الحج.ولجاز عليه أن يسهو في أدائه للزكاة ولجاز عليه أن يسهوا في ردّ المنكر والنهي عنه

وغيرها كثير

اهداف الاعلام الاموي من هذه الحمله

1- ان نفي العصمه الكامله عن رسول الله  الذي وصفه الله بانه على خلق عظيم تعني الانتقاص من مكانه رسول الله وانزال مرتبته الى مرتبه الناس العاديين الذين يجوز عليهم النسيان والسهو والخطا

 2- وكما ان تلك الحمله الاعلاميه قد مهدت الطريق للتشكيك بالقران  وهدم الدين الاسلامي الذي لايروق لبني اميه والذي قاوموه بقوه فمن نسى ايه مره ينسى ثانيه ولاندري كم ايه نساها رسول الله ولم يذكّره بها صحابي وماهذا السجال حول نقص القران وتحريفه الدائر حتى يومنا هذا الا نتاج هذه الحملات الاعلاميه التشكيكيه الهادفه الى محاربه الدين الاسلامي و التقليل من شان القران

3-   ان اتهام النبي بالنسيان والسهو هو نسبه العجز الى الله سبحانه وتعالى حيث لا يمكنه عصمه نبيه عصمه كامله  من الخطا والنسيان والسهو ومما يؤسف له ان اثارتلك الحمله الاعلاميه التي نفت العصمه الكامله عن النبي لازالت موجوده الى اليوم في اعتقادات المسلمين تتناقلها كتبهم وصحاحهم وتفسد معتقداتهم وتجوّز على نبيهم السهو والنسيان وتفنح الباب على مصراعيه للمشككين بالدين الاسلامي والمحاربين له

4- ولعلهم ارادوا من اختلاق تلك الاحاديث تبرير افعال ساداتهم ممن صلى الصبح اربعه ركعات  ومن صلى الجمعه يوم الاربعاء

ورد في ثمار القلوبص 521 ،  522

ولقد بلغ من أمرهم في طاعتهم معاويه أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الأربعاء

شرح معاني الآثار – احمد بن محمد بن سلامة الطحاوي – ج 1 289وورد في

قال الامام الطحاوي : " أَبَا غَسَّانَ مَالِكَ بْنَ يَحْيَى الْهَمْدَانِيَّ حَدَّثَنَا قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , قَالَ: أنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ نَتَحَدَّثُ حَتَّى ذَهَبَ هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْلِ , فَقَامَ مُعَاوِيَةُ , فَرَكَعَ رَكْعَةً وَاحِدَةً , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:

(مِنْ أَيْنَ تُرَى أَخَذَهَا الْحِمَارُ)

 

 

الحمله الاعلاميه الخامسه

 قريش تتهم الرسول (ص)  بانه يلعن ويسب ويشتم من دون سبب

اختلقت قريش بقياده بني اميه احاديث تتهم النبي بانه يلعن ويشتم ويسب من دون سبب ونشر الاعلام الاموي تلك الاكاذيب بين صفوف المجتمع وفي مايلي نماذج من تلك الاحاديث 

   1- ورد في صحيح البخاري – كتاب الدعوات – باب قول النبي (ص) من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة ج 8 ص 77

‏6361 – حدثنا : ‏‏أحمد بن صالح ‏، حدثنا : ‏‏ابن وهب ، قال : أخبرني : ‏‏يونس ‏، عن ‏ ‏ابن شهاب ‏، قال : أخبرني : ‏سعيد بن المسيب ‏، عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏(ر) ‏ ‏أنه ‏سمع النبي ‏ (ص) ،‏ ‏يقول ‏: اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة

2- النبي يدعو على يتيمه من دون سبب

 ورد عن انس بن مالك في صحيح ابن حبان

حديث 6514 - كانت عندَ أمِّ سُلَيمٍ يتيمةٌ فرآها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( أنتِ هي ؟ لقد كبِرْتِ لا كبِر سِنُّكِ ) فرجَعتِ اليتيمةُ إلى أمِّ سُلَيمٍ تبكي فقالت أمُّ سُلَيمٍ : ما لكِ يا بُنيَّةُ ؟ قالتِ الجاريةُ : دعا علَيَّ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألَّا يكبَرَ سِنِّي فالآنَ لا يكبَرُ سِنِّي أبدًا أو قالت : قَرْني فخرَجَتْ أمُّ سُلَيمٍ مُستعجِلةً تلُوثُ خِمارَها حتَّى لقِيَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لها : ( يا أمَّ سُلَيمٍ ما لكِ ) ؟ قالت : يا نَبيَّ اللهِ أدعَوْتَ على يتيمتي ؟ قال : ( وما ذاك يا أمَّ سُلَيمٍ ) ؟ قالت : زعَمَتْ أنَّك دعَوْتَ عليها ألَّا يكبَرَ سِنُّها قال : فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال : ( يا أمَّ سُلَيمٍ أمَا تعلَمينَ بشَرطي على ربِّي ؟ إنِّي اشترَطْتُ على ربِّي فقُلْتُ : إنَّما أنا بشَرٌ أرضى كما يرضى البشَرُ وأغضَبُ كما يغضَبُ البشَرُ فأيُّما أحَدٍ دعَوْتُ عليه مِن أمَّتي بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ أنْ يجعَلَها له طَهورًا وزكاةً وقُربةً يُقرِّبُه بها منه يومَ القيامةِ )

 3 – وفي صحيح مسلم – كتاب البر والصلة والآداب - باب من لعنه النبي (ص) أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة

الجزء : ( 4 ) – رقم الصفحة  2007

‏2600 – حدثنا : ‏‏زهير بن حرب ، حدثنا : ‏‏جرير ‏‏، عن ‏‏الأعمش ‏، عن ‏أبي الضحى ‏، عن ‏مسروق ‏، عن ‏عائشة ‏، ‏قالت : دخل على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا ، قلت : يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان ، قال : وما ذاك ، قالت : قلت لعنتهما وسببتهما قال : ‏(أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ، قلت ‏: ‏اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا)

 4 –  وفي صحيح مسلم – كتاب البر والصلة والآداب - باب من لعنه النبي (ص) أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة

 الجزء : ( 4 ) – رقم الصفحة 2007

  2601 – حدثنا : ‏ ‏محمد بن عبد الله بن نمير ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبي ‏ ، حدثنا : ‏ ‏الأعمش ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي هريرة ‏، ‏قال : ‏قال رسول الله ‏ (ص) :‏ ‏اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة

وقال الطبرسي رحمه الله :  

قال الله تعالى في وصف محمد (صلى الله عليه واله ) ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ القلم 4

  أي على دين عظيم، وقيل: معناه إنك متخلق بأخلاق الاسلام، وعلى طبع كريم، وقيل: سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه، ويعضده ما روي عنه (ص) أنه قال:

( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )

 وقال صلى الله عليه وآله: ( أدبني ربي فأحسن تأديبي )

وهذا النبي الذي ادبه الله فاحسن تاديبه صورته لنا قريش وبنو اميه بانه يلعن ويشتم ويسب الماره في الطريق  بدون سبب وان كانت طفله صغيره لاذنب لها ولا اساءه

اهداف هذه الحمله الاعلاميه الشرسه على رسول الله (ص)

لعن الله ورسوله افرادا وجماعات من قريش وبني اميه  لمحاربتهم رسول الله وايذاؤه والكيد للاسلام ولرسول الله واهل بيته وقد صار الملعونون خلفاء وملوك هذه الامه ولكي يلمعوا صورتهم امام شعبهم اختلقوا احاديث تتهم رسول الله وتقول انه لعنهم خطا وتحولت لعنتهم الى زكاه وبركه لهم

الملعونون على لسان النبي محمد (ص)

 

اولا - لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا سفيان في سبعة مواطن

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن أبا سفيان في سبعة مواطن، في كلهن لا يستطيع إلا أن يلعنه

أولهن: يوم لعنه الله ورسوله وهو خارج من مكة إلى المدينة مهاجرا وأبو سفيان جاء من الشام، فوقع فيه أبو سفيان يسبه ويتوعده، وهم أن يبطش به فصرفه الله عن رسوله

والثانية: يوم العير، إذا طردها ليحرزها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلعنه الله ورسوله

والثالثة: يوم أحد قال أبو سفيان: أعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله: الله مولانا ولا مولى لكم

والرابعة: يوم الخندق، يوم جاء أبو سفيان في جميع قريش فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا، وأنزل الله عز وجل في القرآن آيتين في سورة الأحزاب فسمّى أبا سفيان وأصحابه كفارا، ومعاوية مشرك عدو لله ولرسوله

والخامسة: يوم الحديبية والهدي معكوفا أن يبلغ محله، وصد مشركوا قريش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المسجد الحرام، وصدوا بدنه أن تبلغ المنحر، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يطف بالكعبة، ولم يقض نسكه، فلعنه الله ورسوله

والسادسة: يوم الأحزاب، يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش وعامر بن الطفيل بجمع هوازن وعيينة بن حصن بغطفان، وواعد لهم قريظة والنضير أن يأتوهم، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القادة والأتباع وقال: أما الأتباع فلا تصيب اللعنة مؤمنا، وأما القادة فليس فيهم مؤمن ولا نجيب ولا ناج

والسابعة: يوم حملوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العقبة، وهم اثنا عشر رجلا من بني أمية، وخمسة من سائر الناس، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من على العقبة غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وناقته، وسائقه، وقائده (1)

ثانيا - الرسول يلعن المتخلفين عن جيش اسامه

قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) (جهزوا جيش اسامه لعن الله من تخلف عن جيش اسامه ) وكما هو معروف فان صحابه كبار تخلفوا عن الجيش (2)

ثالثا - الرسول يلعن رعلا وذكوان ولحيان

‏عن ‏ ‏أنس: ‏أن النبي ‏ (صلى الله عليه واله وسلم)‏ ‏قنت ‏ ‏شهرا يلعن ‏ ‏رعلا ‏وذكوان ‏ ‏ولحيان (3)

رابعا - الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن عمرو بن العاص

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “اللَّهُمَّ إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ هَجَانِي ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ بِشَاعِرٍ ، فَاهْجُهُ ، وَالْعَنْهُ ، عَدَدَ مَا هَجَانِي ، أَوْ مَكَانَ مَا هَجَانِي (4)

خامسا - الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن من احدث في المدينه

‏عن النبي ‏ (صلى الله عليه واله وسلم) ‏، ‏قال : ‏ ‏المدينة ‏ ‏حرم من كذا إلى كذا ، لا يقطع شجرها ولا ‏ ‏يحدث ‏ ‏فيها ‏حدث ، ‏من ‏ ‏أحدث ‏حدثا ‏ ‏فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (5)

سادسا - الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن السارق والسارقه

عن ‏أبو هريرة ‏، ‏ :‏ قال رسول الله ‏ ‏( صلى الله عليه واله وسلم) ‏ ‏لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده (6)

سابعا - الرسول يلعن من يعمل عمل قوم لوط

‏عن ‏ ‏ابن عباس ،‏ ‏قال : ‏ قال النبي ‏: ملعون من عمل بعمل قوم ‏ ‏لوط (7)

ثامنا - الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) يلعن شارب الخمر

‏ قال ‏ابن عمر ‏ :‏ قال رسول الله ‏( صلى الله عليه واله وسلم) ‏ ‏لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ‏ ‏ومبتاعها ‏ ‏وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ومعاويه شرب الخمر(8)

تاسعا - الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن الراشي والمرتشي

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏، ‏قال ‏ : لعن رسول الله ‏ ‏(ص) ‏ ‏الراشي والمرتشي في الحكم (9)

عاشرا - الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن من وقع على بهيمه

عن ابن عباس (ر) عن النبي (ص) ، وزاد فيه : لعن الله من وقع على بهيمة (10)

احد عشر- الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن القاتل

عن محمد بن اسحاق ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي : ما كان في الصحيفة التي كانت في قراب رسول الله (ص) ، فقال : كان فيها لعن الله القاتل غير قاتله والضارب غير ضاربه ، ومن تولى غير ولى نعمته فقد كفر بما أنزل الله على محمد (ص) وقائمه قتلى معاويه طويله (11)

اثنا عشر - الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن المخنثين من الرجال

‏عن ‏ ‏ابن عباس ،‏ ‏قال :‏ لعن النبي ‏ (صلى الله عليه واله وسلم) ‏ ‏المخنثين ‏ ‏من الرجال والمترجلات من النساء ، وقال أخرجوهم من بيوتكم ، قال فأخرج النبي ‏ ‏( صلى الله عليه واله وسلم)‏ ‏فلانا ‏، ‏وأخرج ‏ ‏عمر ‏ ‏فلانا (12)

ثلاثه عشر- الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن سته

عن عائشة ، قالت : قال رسول الله (ص) : ستة لعنتهم لعنهم الله وكل بني مجاب المكذب بقدر الله ، والزائد في كتاب الله ، والمتسلط بالجبروت يذل من أعز الله ويعز من أذل الله ، والمستحل لحرم الله ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والتارك لسنتي

ومعلوم ان عمر قال  (حسبنا كتاب الله ) رافضا ان يكتب النبي سنه او حديثا (13)

اربعه عشر- الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن من راى مظلوما ولم ينصره

لعن الله من رأى مظلوما فلم ينصره (14)

خمسه عشر- الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن اكل الربا

‏عن ‏ ‏عبد الله ‏، ‏قال :‏ لعن رسول الله ‏ (صلى الله عليه واله وسلم)‏ ‏آكل الربا ومؤكله ‏،ومعاويه اكل الربا(15)

سته عشر- الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن الازارقه

عن ‏سعيد بن جمهان ‏، ‏قال ‏: لقيت ‏ ‏عبد الله بن أبي أوفى ‏ ‏وهو محجوب البصر فسلمت عليه ، قال لي من أنت ، فقلت : أنا ‏ ‏سعيد بن جمهان ،‏ ‏قال : فما فعل والدك ، قال : قلت قتلته ‏ ‏الأزارقة ‏، ‏قال : لعن الله ‏ ‏الأزارقة ‏ ‏لعن الله ‏ ‏الأزارقة ‏، ‏حدثنا رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أنهم كلاب النار (16)

سبعه عشر- الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يلعن من مثل بحيوان

عن ‏ ‏ابن عمر قال ‏: ‏لعن النبي ‏ ‏( صلى الله عليه واله وسلم) ‏ ‏من ‏ ‏مثل ‏ ‏بالحيوان وخالد بن الوليد قتل مالك بن نويره وقطع راسه وجعله اثافي تحت  قدر يطبخ فيه الطعام  ‏(17)

ثمانيه عشر- رسول الله يلعن ابو سفيان ومعاويه بن ابي سفيان ويزيد بن ابي سفيان

رأى النبي (ص) أبا سفيان مقبلاً ومعاوية يقوده ويزيد أخو معاوية يسوق به فقال :‏

( ‏‏لعن الله القائد والراكب والسائق )

الايات الوارده بلعن شخصيات من قريش وبني اميه

 

وردت كلمه اللعن في القران الكريم (37) مره بحق الكافرين والمشركين وقاتلي النفس المحترمه واصحاب الافعال المنكره من قريش واليهود واقوام اخرى وما يهمنا في هذا البحث الايات النازله بلعن افراد من قريش وبنو اميه 

 

اولا – لعن الله من يقتل مؤمنا متعمدا

قال تعالى :

وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)النساء

هناك قائمه طويله جدا بمن قُتل ظلما وعدوانا لمجرد انه رفض مبايعه الخليفه من امثال الصحابي الجليل سعد بن عباده زعيم الخزرج وسيدهم وناصر رسول الله وحاميه

 

وادعى اعلام السلطه ان الجن قتلت سعد بن عباده والسبب انه كان يبول واقفا ونشرت بيتين من الشعر على لسان الجن

 

قتلنا سيّد الخزرج ... سعد بن عباده

 رميناه بسهم ... فلم يخط فؤاده  (18)

 

وقُتل عبد الرحمن بن ابي بكر وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وحجر بن عدي الكندي واصحابه والامام علي (عليه السلام ) والحسن والحسين (عليهم السلام ) والقائمه طويله

 

  واوعزت السلطه الى فقهاء السلطان واعلام الدوله لاختلاق روايات مكذوبه لدفع التهمه عن القاتل الحقيقي  واشاعتها بين الناس لرفع المسؤوليه عن القاتل الحقيقي وبالتالي عدم شموله باللعن

 

وقال تعالى:

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴿ ٢٢ ﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴿ ٢٣ ﴾ محمد

 

عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان ابن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي العباس المكي، قال:

 سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن عمر لقي عليا (عليه السلام)، فقال له: أنت الذي تقرأ هذه الآية:

{ بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } [القلم: 6]

و تعرض بي و بصاحبي؟ فقال: أ فلا أخبرك بآية، نزلت في بني امية؟

{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ } ،

 فقال عمر: كذبت، بنو أمية أوصل للرحم منكم، و لكنك أبيت إلا عداوة لبني تيم و بني عدي و بني أمية (19)

احمد بن حنبل يلعن يزيد

قال ابو الفرج ابن الجوزي في كتابه الرد على المتعصب العنيد مايلي

قال صالح لوالده احمد بن حنبل:

ان قوما ينسبوننا الى تولي يزيد فقال يابني وهل يتولى يزيد احد يؤمن بالله واليوم الاخر ؟

فقلت لم لا تلعنه ؟

فقال وكيف لا العن من لعنه الله في كتابه؟

فقلت واين لعن الله يزيد؟

فقال في قوله تعالى

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (محمد 22 و23)

فهل يكون فساد اعظم من القتل

 

 ثانيا - لعن الله من نكث ببيعته او ردّ على رسول الله

 

قال تعالى :

  { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } ،

 و إنما رضي  الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله و ميثاقه، و لا ينقضوا عهده وعقده،

علي بن إبراهيم: في قوله تعالى:

 { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ،

فهم الذين لم يخالفوا رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و لم ينكروا عليه الصلح.

ثم قال: { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ }

 إلى قوله تعالى: { ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } ، و هم الذين أنكروا الصلح، و اتهموا رسول الله (صلى الله عليه و آله) { وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً) وهم رجال من ساده قريش

 

ثالثا – الله يلعن المنافقين

قال تعالى

وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿ 68)التوبه

وقال تعالى:

ٱلۡأَعۡرَابُ أَشَدُّ كُفۡرࣰا وَنِفَاقࣰا وَأَجۡدَرُ أَلَّا یَعۡلَمُوا۟ حُدُودَ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ (التوبه 97)

واخبر رسول الله (صلى الله عليه واله ) الصحابي الجليل ابو حذيفه  باسماء اثنا عشر منافقا، وهم اثنا عشر رجلا من بني أمية، وخمسة من قريش الذين حاولوا اغتيال رسول الله (صلى الله عليه واله ) في العقبه وهم من كبار سادات قريش وبني اميه

 

رابعا : لعن الله من يؤذي رسول الله

 

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)الاحزاب

 

وقال رسول الله (ص):

من اذى فاطمه فقد اذاني

 علي بن إبراهيم: في قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } يعني الذين يؤذون عليا و فاطمة (عليهما السلام) { بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } وهي جارية في الناس كلهم

وروى عن مجاهد قال:

خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو آخذ بيد فاطمة (عليها السلام) فقال: من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله

وعن جابر الأنصاري، عن عمر بن الخطاب، قال:

" كنت أجفو عليا، فلقيني رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال: " إنك آذيتني، يا عمر ". فقلت: أعوذ بالله من أذى رسول الله. قال: " إنك قد آذيت عليا، و من آذاه فقد آذاني

ومعلوم ان جمع كبير من قريش وبني اميه قد اذوا عليا وفاطمه وفي مقدمتهم ابو بكر وعمر وقد همّا بحرق بيتهما

 

خامسا : لعن الله من افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا

قال تعالى :

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿ ٣٧ ﴾ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَت ْأُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ  (38 الاعراف)

 

وقال تعالى :

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)هود

وقال الترمذي في الحديث المرقم 2659

عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)

 

بدأ الاعلام الاموي القرشي المعادي لرسول  الله بنشر  الأحاديث الموضوعة فى حياة النبى نفسه وقد اشتهر خبراء الاعلام الكاذب بوضع تلك الاحاديث لذلك صعد النبى المنبر مرارا وتكرارا محذرا من ذلك لانتشاره قائلا :

(لقد كثر الكذابة علي، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)،

 والكذاب هى صيغة مبالغة فيمن هو خبير بكثرة الأكاذيب والوضع كما يصرح النبى بكثرة الكذابة فى حياته حيث انتشرت تلك الظاهرة وكلهم يقول قال النبي، والنبى نفسه يسمع كذبهم لذلك يحذر منهم فى هذا الحديث المتواتر بين المسلمين جميعا

وقد استشهد بهذا الحديث علي بن أبي طالب أيام خلافته عندما سئل عن التعارض فيما يسمعونه عن النبى كما جاء فى نهج البلاغة

وقال علياً (عليه السلام )

(20)( ( (اكذب الأحياء على رسول الله صلى‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم أبو هريرة الدوسي

 

 

روى ابو هريره وانس بن مالك وام المؤمنين عائشه كميه هائله من الاحاديث المنكره التي تحط من قيمه رسول الله  وتسئ اليه لكي تبرء رجالا من قريش وبني اميه

وقد اشترى معاويه ذمه ابو هريره ليروى له احاديث موضوعه ينشرها الاعلام القرشي الاموي لاغراض سياسيه في محاربه محمد (صلى الله عليه واله ) وعلي واهل البيت (عليهم السلام جميعا )(21)

صحابه مأجورون

كما ان هناك صحابه اشتراهم معاويه بالمال لاختلاق  احاديث مكذوبه  والتسعيره حسب قوه الحديث ومثال ذلك

سمره بن جندب يختلق حديثا كاذبا باربعه الالاف درهم

فقد روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة

أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب اربعمائه ألف درهم حتى يروى أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)

﴿ و مِن النّاسِ منْ يُعْجِبُك قوْلُهُ فِي الْحياةِ الدُّنْيا و يُشْهِدُ اللّه على‌ ما فِي قلْبِهِ و هُو ألدُّ الْخِصامِ `و إِذا تولّى سعى‌ فِي الْأرْضِ لِيُفْسِد فِيها و يُهْلِك الْحرْث و النّسْل و اللّهُ لا يُحِبُّ الْفساد ﴾،

وأن الآية التاليه نزلت في ابن ملجم ، وهي قوله تعالى :

 ﴿وَ مِنَ اَلنَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ اِبْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اَللَّهِ‌﴾،

 فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل

وهكذا فقد اختلق وعاظ السلاطين واعداء رسول الله والدين الاسلامي احاديث تولى نشرها  الاعلام الاموي  القرشي واعتبرت  لاحقا من اساسيات الدين وتناقلتها كتب القوم وفضائياتهم ومنابرهم

احصائيات للحديث النبوي ورواته

عدد مرويات الصحابه :

 1-  ابوهريره         5374

2 -عبد الله بن عمر    2630

3-انس بن مالك    2286

4- ام المؤمنين عائشه    2210

5-عبد الله بن عباس    1660

6- جابر بن عبد الله    1540

7- ابو سعيد الخدري   1170

8-عبد الله بن مسعود   848

عدد مرويات الخلفاء الراشدين الأربعة :

  1- أبوبكر بن أبي قحافة روى 142 حديث 

2 - عمر بن الخطاب روى 527 حديث

3- عثمان بن عفان 146 حديث

4- علي بن ابي طالب  537

يتضح لنا حجم التلاعب الكبير في روايات اربعه من الصحابه  وهم (ابو هريره وعبد الله بن عمر وانس بن مالك وام المؤمنين عائشه ) والتي تبلغ 15800 حديث والتي تبلغ ضعف مرويات الصحابه مجتمعين

ولو ضمت عائشه حديثها وحديث أم سلمة ، وجمعت ذلك كله إلى حديث البقية من أمهات المؤمنين؛ وحديث سيدى شباب أهل الجنة وسيدة نساء العالمين وحديث الأربعة من خلفاء المسلمين ما كان كله إلا دون حديث أبي هريرة وحده وهذا أمر مهول

 

 

اساليب الاعلام القرشي الاموي لتلميع صوره الملعونين

اولا: جمع احاديث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وحرقها

ما ان اغمض رسول الله (ص) عينيه والتحق بالرفيق الاعلى حتى بدات مساعيهم لطمس معالم الدين وحرق احاديث الرسول ومنع الامه من تداول الاحاديث ولاسيما تلك التي تلعن قادتهم او توجب اتباع اهل البيت

يقول احمد حسن يعقوب في كتابه (اين سنه الرسول وماذا فعلو بها ) في الصفحه 264

الخليفة الأول يحرق سنة الرسول التي جمعها بنفسه

كانت ” قريش ” أو ذلك النفر من قريش ينهى سرا عن كتابة ورواية سنة الرسول ، ويشكك بصحة وصواب جانب من سنة الرسول ، وأثناء مرض الرسول ، كشف ذلك النفر عن نفسه ، فأخذ ينهى عن كتابة سنة الرسول ويحرض علنا على عدم اتباعها ! معبرا عن قناعته الخاصة من خلال قوته ! وعندما استولى ذلك النفر على منصب الخلافة أعلن رسميا وعلى مستوى الدولة منع كتابة ورواية سنة الرسول

ويبدو أن أول أمر أو مرسوم قد أصدره الخليفة الأول كان يتضمن قراره بمنع رواية وكتابة سنة الرسول

قال الذهبي في ترجمة أبي بكر : إن أبا بكر  قد جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال

( إنكم تحدثون عن رسول الله ( ص ) أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ) (22)

فاذا كان السبب اختلاف الناس بروايه الاحاديث فان الاولى كتابتها لمنع الاختلاف لا منعها وحرقها

لم يكتف الخليفة بهذا المرسوم الذي منع بموجبه المسلمين من أن يحدثوا أي شئ من سنة رسول الله ، بل تناول الأحاديث التي جمعها بنفسه ، وسمعها بنفسه من رسول الله ، فأحرقها

قال الذهبي

( إن أبا بكر جمع أحاديث النبي ( ص ) في كتاب ، فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثم دعا بنار فأحرقها )(23)

روى القاسم بن محمد أحد أئمة الزيدية عن الحاكم بسنده إلى عائشة قالت

( جمع أبي الحديث عن رسول الله ، فكانت خمسمائة حديث فبات ليله يتقلب ، فلما أصبح قال أي بنية ، هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها فدعا بنار فأحرقها )(24)

عمر يجمع الاحاديث من عامه المسلمين ويحرقها

واكتشف عمر أن بين أيدي الناس كتبا كثيرة ، فاستنكرها وكرهها وقال

أيها الناس إنه قد بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب ، فأحبها إلى الله أعدلها وأقومها  فلا يبقين أحد عنده كتابا إلا أتاني به فأرى فيه رأيي

قال القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فظن الناس أنه يريد أن ينظر في هذه الكتب ، ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف فأتوه بها

لقد نجح الخليفة بإيهام المسلمين بأنه يريد أن يكتب سنة الرسول ، لذلك أتته الأكثرية من المسلمين بما هو مكتوب عندها من سنة الرسول ، ووضعوا هذه السنة المكتوبة بين يديه ، ليتمكن الخليفة من تدوينها كما وعد

والأقلية من المسلمين التي تعرف الخليفة وتعرف موقفه من سنة الرسول ونواياه نحوها هي التي احتفظت بسنة الرسول المكتوبة عندها ، وهي التي لم تسلّم الكتب الموجودة لديها ، وكان الإمام علي وأهل بيت النبوة (ع) ومن والاهم هم القلة التي احتفظت بسنة الرسول المكتوبة عندها ، وبالكتب المحفوظة لديها

لما اعتقد الخليفة أن المسلمين قد أتوه بكامل سنة الرسول المكتوبة عندهم وبكل الكتب المحفوظة لديهم ، قام الخليفة بإحراقها (25)

وهكذا تمكن الخليفة من القضاء التام على سنة الرسول المكتوبة وحتى الكتب المحفوظة لدي الأكثرية الساحقة من أهل المدينة المنورة والتي تمس كبار الصحابه من قريش وبني اميه والتي توجب اتباع اهل البيت والاقرار بولايه علي (عليه السلام )

الخليفة يعمم على كافة الأمصار الخاضعة لحكمه لمحو سنة الرسول

لما نجح الخليفة عمر بن الخطاب بجمع ما لدى أكثرية المسلمين من سكان المدينة المنورة من سنة الرسول المكتوبة ، والكتب المحفوظة لديهم وإحراقها بالنار ، أصدر مرسوما عممه على كافة البلاد الخاضعة لحكمه هذا نصه

(أن من كان عنده شئ من سنة الرسول المكتوبة فليمحه ) (26)

وهناك اطمئنت قريش ان كل الاحاديث التي تحدث بها رسول الله قد انتهت ومن ظمنها تلك الاحاديث التي لعن فيها كفار ومنافقي قريش

ثانيا :الغاء القنوت في الصلاه لانه يذكر المسلمين بلعن رسول الله (ص) لعتاه قريش في قنوته

يقول الشيخ علي الكوراني في كتابه تدوين القران

من المعروف في سيرة النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقنت في صلاته، أي يرفع يديه أثناء الصلاة ويدعو الله تعالى.. وقد يدعو على أعداء الله ورسوله من المشركين والمنافقين، ويلعنهم ويسميهم بأسمائهم

وقد سار الناس على سيره رسول الله (ص)ولعن الكافرين والمنافقين من طغاه قريش في القنوت فكان لا بد من تشريع يلغى بموجبه القنوت لكي تموت معه هذه السنه بمرور الايام

وقد اقدم فقهاء السلطان على الغاء القنوت في الصلاه وحصروه على صلاه الفجروالوتر او اذا نزلت بالناس نازله فيدعو الامام بشانها وجوز الإمام أحمد أن يقنت الأمراء فقط في صلاتهم ويدعوا، أما عامة المسلمين فلا

لتاتي بعد ذلك المرحله الاخرى وهي اختلاق احاديث تلمع صور الملعونين من ساده قريش

ثالثا - اختلاق احاديث تخطأ رسول الله (ص) لانه لعن طغاه قريش

ويقول الشيخ الكوراني (وضعوا أحاديث مفادها أن النبي صلى الله عليه وآله قد اعترف بخطئه في لعن الذين لعنهم ودعا عليهم، لأنه بشر ! فدفع كفارة خطئة بأن دعا الله تعالى أن يجعل لعنته على من لعنه أو سبه أو آذاه (صلاة وقربة، زكاة وأجرا، زكاة ورحمة، كفارة له يوم القيامة، صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة، مغفرة وعافية وكذا وكذا.. بركة ورحمة ومغفرة وصلاة، فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح) على حد تعبير الروايات

عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول

(اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة اليك يوم القيامة)(27)

وروى مسلم في صحيحه ج 8 ص 26

عن أبي هريرة أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

(اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة)(28)

وروى مسلم وكتب اخرى عشرات الاحاديث بنفس هذا المعنى

رابعا – اختلاق احاديث بان جبرائيل وبخ النبي (ص) للعنه عتاه قريش

من أعمال معالجة اللعن، أحاديث أكثر جرأة على مقام النبي صلى الله عليه وآله لأنها تصرح بأن النبي قد أخطأ في لعنه من لعن فبعث الله تعالى إليه جبرئيل فوبخه وقال له: إن الله يقول لك إني لم أبعثك سبابا ! بل بعثتك رحمة للعالمين، والقرشيون قومك وأهلك أولى بالرحمة الإلهية، فلماذا تلعنهم ؟ ! وعلمه دعاء عاما يقوله في قنوته ليس فيه ما يمس قريش

عن خالد بن أبي عمران قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر (يعني قريش) إذ جاءه جبرئيل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال

 يا محمد إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا ! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذابا، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (19)

خامسا- وضعوا تفسيرا لايات من القران ينسجم واهدافهم

قال الله تعالى

 ال عمران128( ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )

عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد

 اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية، قال فنزلت الايه

( ليس لك من الأمر شئ، أو يتوب عليهم )، فتاب عليهم فأسلموا وحسن إسلامهم(30)

أما البخاري فقد عقد للآية أربعة أبواب ! روى فيها كلها أن الله تعالى رد دعاء نبيه على المشركين والمنافقين أو لعنه إياهم، ولم يسم البخاري الملعونين في أكثرها حفظا على كرامتهم

قال حميد وثابت عن أنس

شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ فنزلت الايه

 (ليس لك من الأمر شئ )(31) 

عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله عزوجل

 ليس لك من الأمر شئ الى قوله… فانهم ظالمون

وقد حرفوا تفسير الايه لتبرئه  زعمائهم الملعونين والتفسير الصحيح لها مايلي

ورد في البرهان في تفسير القران للسيد هاشم الحسيني البحراني

العياشي: عن جابر الجعفي، قال: قرأت عند أبي جعفر (عليه السلام) قول الله

 (  لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ )

قال: ” بلى و الله، إن له من الأمر شيئا و شيئا و شيئا، و ليس حيث ذهبت، و لكني أخبرك أن الله تبارك و تعالى لما أمر نبيه (صلى الله عليه و آله) أن يظهر ولاية علي (عليه السلام) فكر في عداوة قومه له، و معرفته بهم. وذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله:

كان أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه و آله) و بمن أرسله، و كان أنصر الناس لله تعالى و لرسوله (صلى الله عليه و آله)، و أقتلهم لعدوهما، و أشدهم بغضا لمن خالفهما، و فضل علمه الذي لم يساوره أحد، و مناقبه التي لا تحصى شرفا

فلما فكر النبي (صلى الله عليه و آله) في عداوة قومه له في هذه الخصال، و حسدهم له عليها ضاق عن ذلك، فأخبر الله تعالى أنه ليس له من هذا الأمر شيء، إنما الأمر فيه إلى الله أن يصير عليا (عليه السلام) وصيه وولي الأمر بعده، فهذا عني الله، و كيف لا يكون له من الأمر شيء، و قد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال، و ما حرم فهو حرام، قوله

{ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ }(الحشر 7)

وتفسر الايه التاليه حرج رسول الله وتخوفه من تبليغ الامه بامامه علي (ع) وولايته

قال الله تعالى

)يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)

سادسا: الفتوى بالجنة للمنافقين

صدر قرار قبول المنافقين واعتبارهم مسلمين من أهل الجنة، وكتبوا تحته توقيع النبي صلى الله عليه وآله، فظهرت الروايات التي تشهد بذلك ! ومن أجل عيون مشركي قريش ومنافقيها صدرت الفتاوي باستحقاق منافقي المدينة من غير قريش لدخول الجنة

روى أحمد في مسنده قصة مالك بن الدخشم الذي كان رأس المنافقين بعد ابن أبي سلول فقال

 (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأصحابه يتحدثون بينهم، فجعلوا يذكرون ما يلقون من المنافقين فأسندوا أعظم ذلك الى مالك بن دخشم،فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ فقال قائل بلى وما هو من قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فلن تطعمه النار أو قال لن يدخل النار)(32)

سابعا: اعطاء المنافقين (وبعضهم ملعون بالاسم)  شهاده حسن سلوك واختلاق احاديث توجب لهم الجنه

وإعطاءهم مناصب هامة في الدولة الإسلامية وأول من فتح هذا الباب وأعطى مناصب الدولة للمنافقين هو الخليفة عمر.. وكان يبرر ذلك تبريرا عصريا فيقول إن مسألة الدين أمر بين الإنسان وربه.. والمنافق إثمه عليه

عن عمر قال: (نستعين بقوة المنافق، وإثمه عليه)(33)

(عن الحسن أن حذيفة قال لعمر: إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال عمر: إني لاستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قفائه )(34)

ثامنا : وضع احاديث تمنع لعن شارب الخمرلكي لايلعن شارب الخمر (الملعون على لسان النبي ) او اللاحق منهم

عن عمر أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله ، وكان يلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، قال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم  لا تلعنوه ، فو الله ما علمت ، إلا أنه يحب الله ورسوله(35)

تاسعا : لانهم واولادهم فاسقون وضعوا احاديث بعدم جواز لعن الفاسق المعين ورووا بذلك احاديث مختلقه عن النبي (ص)

وبذلك يحق لك ان تلعن الفاسقين عموما اما ان تعين فاسقا باسمه فذلك ممنوع لكي يكونوا في مأمن من اللعن

قال ابن تيمية في “مجموع الفتاوى6/511

واللعنة تجوز مطلقا لمن لعنه الله ورسوله ، وأما لعنة المعين فإن علم أنه مات كافرا جازت لعنته ، وأما الفاسق المعين فلا تنبغي لعنته لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يلعن عبد الله بن حمار الذي كان يشرب الخمر ، مع أنه قد لعن شارب الخمر عموما ، مع أن في لعنة المعين إذا كان فاسقا أو داعيا إلى بدعة نزاعاً

 وقال الشيخ ابن عثيمين في “القول المفيد1/226

الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم ؛ فالأول (لعن المعين) ممنوع ، والثاني (لعن أهل المعاصي على سبيل العموم جائز ، فإذا رأيت محدثا ، فلا تقل لعنك الله ، بل قل : لعنة الله على من آوى محدثا ، على سبيل العموم ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقوله : (اللهم ! العن فلانا وفلانا وفلانا ) نُهي عن ذلك بقوله تعالى

 ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) رواه البخاري

عاشرا: اختلاق حديث اعتبار كل الصحابه هداه مهديون

الصحابه فيهم من قتل العشرات وفيهم الزاني وفيهم من تخلف عن جيش اسامه وفيهم من قذف المحصنات وفيهم من كل الاصناف التي لعنها الله ورسوله ولذلك وضعوا احاديث كاذبه تمنح الصحابه قدسيه وحصانه من النقد واللعن لا بل ترشحهم لكي يكونوا قدوه للامه تهتدي بهم فرووا الاحديث الطوال في ذلك واسندوها للنبي (ص) ومنها على سبيل المثال

قالوا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم(

احد عشر: ولكي يغلق باب اللعن نهائيا رفعوه حتى عن ابليس

وقالوا

( لا تلعنوا الشيطان واستعيذوا بالله منه لانكم اذا لعنتموه تعاظم في نفسه ) …سبحان الله اي جراه على الله يمتلك هؤلاء ام انهم لم يقراوا القران

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم لعن الشيطان فاجاب بقوله

(لم نؤمر بلعن الشيطان وانما امرنا بالاستعاذه منه)

وهكذا اغلق باب اللعن الا بحق الامام علي (ع) فانه مستحب اذا لم يكن واجبا وفي بعض الحالات تطير الرقاب بتركه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصادر

 

 (1)الخصال للشيخ الصدوق ص 397

  (2)الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ص29 

 (3)سنن النسائي الجزء(2 )رقم الصفحة 203)

 (4)في تاريخ دمشق لابن عساكر حديث رقم 49110

 (5)صحيح البخاري – الجزء : ( 2 ) الصفحه 220

 (6)صحيح البخاري ج8 صفحه 18

 (7)مسند احمد ج1 ص 217

 (8)سنن أبي داود – ج2 ص183

 (9)سنن الترمذي ج2 ص397

 (10)الحاكم النيسابوري – المستدرك على الصحيحينج4 ص356

 (11)الشافعي – كتاب الأم ج4 ص6

 (12)صحيح البخاري ج7 ص55

 (13)الحاكم النيسابوري – المستدرك على الصحيحين ج1 ص36

 (14)السيوطي – الجامع الصغير وزيادته – ج 1 ص10163

 (15)صحيح مسلم – ج5 ص 50

 (16)أحمد بن حنبل – مسند الامام أحمد بن حنبل ج4 ص382

 (19)صحيح البخاري – ج6 ص22 (17)    

 (18)- كتاب الأستيعاب لأبن عبد البر ص 599/2 

 (19)-  شرح أصول الكافي - المازندراني - ج ١٢ - ص٣١

 (20)-  شرح نهج البلاغة ج1 ص 360

 (21) - مقال للكاتب بعنوان (صحابه باعوا دينهم -ابو هريره)

 (22) (تذكره الحفاظ للذهبي ج1 ص 2و3)

 (23) تذكره الحفاظ للذهبي ج1 ص5 وعلوم الحديث ص 39 

 (24) كنز العمال ج1ص285 وتدوين السنه الشريفه ص 264

 (25) ( الطبقات الكبرى لابن سعدج5 ص140 )

 (26) كنز العمال ج10 ص291

 (27) صحيح البخاري ج 7 ص 157

 (28) صحيح مسلم ج 8 ص 26

 (29) سنن البيهقي ج 2 ص 210

 (30) قال الترمذي في ج 4 ص 295

 (31) صحيح البخاري ج 5 ص 35

 (32) مسند احمد ج 3 ص 135

 (33) 12كنز العمال ج 4 ص 614

 (34) كنز العمال ج 5 ص 771

 (35) البخاري 6780

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمله الاعلاميه السادسه

قريش بقياده بنو اميه تتهم الرسول (ص) بانه مصاب بالهوس الجنسي

 

 نشرالاعلام الاموي روايات مختلقه نقلتها صحاح المسلمين ونشرها مشايخهم من على المنابر تنتقص من مكانه رسول الله (صلى الله عليه واله ) وتسئ الى سمعته وتتهمه بالهوس الجنسي وانه يجامع زوجاته التسعه في ليله واحده وان له قوه ثلاثون رجلا وافعال مشينه اخرى

احاديث موضوعه تتهم النبي بالجنس

 1- صحيح البخاري - كتاب الغسل

باب إذا جامع ثم عاد ومن دار على نسائه في غسل واحد - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 62

 268 – حدثنا  : ‏ ‏محمد بن بشار ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏معاذ بن هشام ‏، ‏قال : حدثني : ‏ ‏أبي ‏، عن ‏‏قتادة ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏أنس بن مالك ،‏ ‏قال : كان النبي ‏ (ص) ‏ ‏يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن احدى عشرة ، قال : قلت ‏ ‏لأنس :‏ ‏أو كان يطيقه ، قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين ، ‏وقال ‏سعيد ‏ ‏، عن ‏ ‏قتادة ‏: ‏إن ‏ ‏أنسا ‏ ‏حدثهم ‏ ‏تسع نسوة

2- صحيح مسلم - كتاب الحيض

باب نسخ الماء من الماء ووجوب الغسل بالتقاء الختانين - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 272

  350 - حدثنا : ‏ ‏هارون بن معروف ‏ ‏وهارون بن سعيد الأيلي ،‏ ‏قالا : حدثنا : ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏أخبرني : ‏ ‏عياض بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏، عن ‏ ‏جابر ابن عبد الله ، عن ‏ ‏أم كلثوم ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة زوج النبي ‏ (ص) ‏، ‏قالت : ‏إن رجلا سأل رسول الله ‏ (ص) ‏عن الرجل يجامع أهله ، ثم ‏ ‏يكسل ‏ ‏هل عليهما الغسل ‏ ‏وعائشة ‏ ‏جالسة ، فقال رسول الله (ص) :‏ ‏إني لأفعل ذلك أنا وهذه ، ثم نغتسل 

  3- صحيح مسلم - كتاب النكاح

باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه ، إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها

الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة1021

‏1403 - حدثنا : ‏ ‏عمرو بن علي ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عبد الأعلى ‏ ، حدثنا : ‏ ‏هشام بن أبي عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏، عن ‏ ‏جابر : ‏أن رسول الله ‏(ص) رأى امرأة فأتى امرأته ‏ ‏زينب ‏ ‏وهي ‏ ‏تمعس ‏ ‏منيئة ‏ ‏لها ‏ ‏فقضى حاجته ‏ ‏ثم خرج إلى أصحابه ، فقال : ‏إن المرأة تقبل في صورة شيطان ‏ ‏وتدبر ‏في صورة شيطان ، فإذا أبصر أحدكم امرأة ‏ ‏فليأت أهله ‏ ‏فإن ذلك يرد ما في نفسه

 4- أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل

الجزء : ( 22 ) - رقم الصفحة 407

  14537حدثنا : ‏ ‏عبد الصمد ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏حرب يعني ابن أبي العالية ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏، عن ‏ ‏جابر ابن عبد الله الأنصاري :‏ ‏أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏رأى امرأة فأعجبته فأتى ‏ ‏زينب ‏ ‏وهي ‏ ‏تمعس ‏ ‏منيئة ‏ ‏فقضى منها حاجته ، وقال :‏ ‏إن المرأة تقبل في صورة شيطان ‏ ‏وتدبر ‏ ‏في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن ذاك يرد مما في نفسه

5- صحيح البخاري - كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 67

‏302 - حدثنا : ‏ ‏إسماعيل بن خليل ، قال : أخبرنا : ‏علي بن مسهر ‏، ‏قال : أخبرنا : ‏‏أبو إسحاق هو الشيباني ‏، عن ‏عبد الرحمن بن الأسود ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏، عن عائشة ‏، ‏قالت : كانت احدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أن يباشرها ‏ ‏أمرها أن تتزر في ‏‏فور ‏حيضتها ، ثم يباشرها ، قالت : وأيكم يملك ‏إربه ‏كما كان النبي ‏(ص) ‏يملك ‏إربه.

  6- صحيح البخاري - كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 68   

‏303 - حدثنا : ‏أبو النعمان ‏، قال : حدثنا : ‏عبد الواحد ‏، قال : حدثنا : ‏الشيباني ‏، قال : حدثنا  ‏عبد الله بن شداد ‏، ‏قال : سمعت ‏‏ميمونة ‏تقول : كان رسول الله ‏ (ص) ‏‏إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض ، ‏ورواه ‏ ‏سفيان ‏ ‏، عن ‏ ‏الشيباني‏

 7 - صحيح مسلم - كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض فوق الازار

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 242  

 ‏‏293 - وحدثنا : ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ، حدثنا : ‏علي بن مسهر ‏ ‏، عن ‏ ‏الشيباني ‏ ‏ح ‏، ‏وحدثني : ‏ ‏علي بن حجر السعدي ‏ ‏واللفظ له ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏علي بن مسهر ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏أبو إسحق ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الرحمن بن الأسود ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏، ‏قالت :‏ ‏كان احدانا إذا كانت حائضا ‏ ‏أمرها رسول الله (ص) ‏ ‏أن ‏ ‏تأتزر ‏ ‏في فور حيضتها ، ثم ‏ ‏يباشرها ،‏ ‏قالت : وأيكم يملك ‏ ‏إربه ‏ ‏كما كان رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يملك ‏ ‏إربه

 8 - صحيح مسلم - كتاب الحيض - باب مباشرة الحائض فوق الازار

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 243   

‏‏294 - حدثنا : ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏خالد بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏الشيباني ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله بن شداد ‏ ‏، عن ‏ ‏ميمونة ‏، ‏قالت : كان رسول الله ‏(ص) ‏ ‏يباشر ‏ ‏نساءه فوق ‏ ‏الازار ‏ ‏وهن حيض

   إتهام النبي محمد (ص) بقراءة القرآن بحضن حائض   

  9- صحيح البخاري - كتاب الحيض

باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 67

 297 - حدثنا : ‏ ‏أبو نعيم الفضل بن دكين ‏ ‏سمع ‏ ‏زهيرا ‏ ‏، عن ‏ ‏منصور بن صفية ‏ ‏أن ‏ ‏أمه ‏ ‏حدثته : أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏حدثتها : أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏كان ‏ ‏يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن

 10 - صحيح البخاري - كتاب التوحيد 

الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة 159   

‏7549 - حدثنا : ‏ ‏قبيصة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏سفيان ‏ ‏، عن ‏ ‏منصور ‏ ‏، عن ‏ ‏أمه ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏، ‏قالت  كان النبي ‏ (ص) ‏ ‏يقرأ القرآن ورأسه في ‏حجري ‏ ‏وأنا حائض.

فما هي الاسباب التي دفعت الاعلام الاموي القرشي لاختلاق تلك الروايات ونشرها 

نشأ بنو اميه  في مستنقع اسن على الخسه ورداءه المولد

 وكانت ام معاويه  هند صاحبه رايه ويعزى معاويه الى اربعه بينهم ابو سفيان

وصارمعاويه ملكا وخليفه وجلس على منبر رسول الله والمسلمون ينظرون اليه ويعرفون رداءه اصله وفساد طبعه ويقارنون بين رسول الله (صلى الله عليه واله ) الذي طهره الله تطهيرا من كل دنس وبين هذا الجالس على منبره

لذلك سعى اعلام بني اميه لتشويه سمعه الرسول والصاق الرذائل به لعلهم يقلصون  الفارق الهائل بين سمو ورفعه مكانه رسول الله وبين خسه معاويه وبني اميه

ولكن هيهات فاين الثرى من الثريا واين معاويه من رسول الله وعلي صلى الله عليهما

 

ونستعرض سريعا سيره رجالا من بني اميه ومن قريش وممن اصبح واليا او خليفه

اولا – الصحابي خال المؤمنين  معاويه بن ابي سفيان

قال الزمخشري في كتاب ربيع الابرار الجزء الرابع ص275 الأثر برقم 99

( كان معاوية يعزى إلى أربعة إلى مسافر بن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى الصباح، مغن كان لعمارة بن الوليد. قال: وقد كان أبو سفيان دميما قصيرا، وكان الصباح عسيفا (يعني اجيرا) لأبي سفيان، شابا وسيما، فدعته هند إلى نفسها فغشيها )

ولا غرابه في ذلك فاميه جد معاويه الاكبر عبد رومي تبناه عبد شمس والحقه به وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي (بنو اميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم )

كان أميّة يدور في أزقه مكه  ليتحرش بالعفيفات المحصنات

واذا كان أميّة مبالغا في إباحيته وإستهتاره في وسط يغالي بمناقضته في هذا الخلق إباء وغيره فلا جرم أن عرف فيه عاهراً ضعيف النفس

وليس غريباً أن يكون عاهرا معروفا بالعهر بعد أن رضي لنفسه الدياثه وتجاوز العواهر والمومسات الى الحرائر والمحصنات يتعرض لخدورهن ويجتري على كرامتهن متحرشاً معترضاً

ذلك أن أميّة كان قد تعرض لامرأة من بني زهرة فضربه رجل منهم بالسيف، و أراد بنو أميّة ومن تابعهم إخراج زهرة من مكة، فقام دونهم قيس بن عدي السهمي

و قال وهب بن عبد مناف بن زهرة جد النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم لأميّة

مهلا (أميّ) فان البغي مهلكة # لا يكسبنك يوم شره ذكر

تبدو كواكبه و الشمس طالعة # يصب في الكأس منه الصبر و المقر

و قال نفيل بن عبد العزى  لحرب بن أميّة خلال عداوته لعبد المطلب

أبوك معاهر و أبوه عفّ #  و ذاد الفيل عن بلد حرام

و يعده ابن الكلبي في كتاب مثالب العرب من الزناه في عصره

و كانت أفعال أميّة  كأفعال العبيد، و بعيدة عن أفعال و صفات الاحرار الاشراف من بني عبد مناف

أميّة اباحي ديوث

يقول المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم وابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغه ان أميّة كان أحرص خلعان مكه على الخلاعه واشدهم تمسكا بمنكراتها وتدل اخباره المرويه على ان الادمان والاستخفاف بلغا منه مبلغا أدانه بالاباحيه والدياثه وجره الى أفعال تستنكرها جاهليه المنكرات

روي انه نزل عن زوجته لابنه ابو عمرو فبنى عليها ابو عمرو (ذكوان ) و أميّة حي لا يأنف ولا يطرق ولايندى

فكان بهذه الاباحيه نقيصه من نقائص عصره ومحيطه واسلوبا من اساليب الفسق واخلاق العبيد لا يعرفه العرب

 ثانيا – والده خال المؤمنين هند بنت عتبه

قال الزمخشري في ربيع الاحرار

وقالوا: إن عتبة بن أبي سفيان من الصباح أيضا، وقالوا: إنها كرهت أن تدعه في منزلها، فخرجت إلى أجياد، فوضعته هناك. وفى هذا المعنى يقول حسان أيام المهاجاة بين المسلمين والمشركين في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله قبل عام الفتح

لمن الصبي بجانب البطحاء * في الترب ملقى غير ذي مهد

 نجلت به بيضاء آنسة * من عبد شمس صلته الخد

 وروى القاضي النعمان في المثالب والمناقب ص 243

روى الكلبي ، عن أبي صالح ، والهيثم ، عن محمد بن إسحاق ، وغيره : أن معاوية كان لغير رشدة ، وأن أمه هند بنت عتبة كانت من العواهر المعلمات ذات العلم اللواتي كن يخترن على أعينهن ، وكان أحب الرجال إليها السود ، وكانت إذا علقت من أسود فولدت له قتلت ولدها منه

ثالثا  -  امير المؤمنين يزيد بن معاويه

قال ابن راشد في إلزام الناصب / 169

 رووا أن أمه ميسون  بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من نفسها فحملت بيزيد، وإلى هذا المعنى أشار النسابة الكلبي يقول

فإن يكن الزمان أتى علينا *** بقتل الترك والموت الوحيِّ

فقد قَتل الدعيُّ وعبدُ كلبٍ *** بأرض الطفّ أولادَ النبيِّ

والمقصود ب(عبد كلب ) عبد ابيها بجدل الكلبي

فاما ميسون فقد أقامت في قصر معاويه وكرهته وأنشدت ذات يوم تقول

لبيت تخرق الأرواح فيه * أحب إلي من قصر منيف

 وكلب ينبح الطراق عني * أحب إلي من قط ألوف

 وبكر يتبع الأظعان صعب * أحب إلي من بغل زفوف

 ولبس عباءة وتقر عيني * أحب إلي من لبس الشفوف

 وخرق من بني عمي نحيف * أحب إلي من علج عليف

وأصوات الرياح بكل فج * أحب إلي من نقر الدفوف

 خشونة عيشتي في البدو أشهى * إلى نفسي من العيش الطريف

 فما أبغي سوى وطني بديلا * فحسبي ذاك من وطن شريف

فقال معاوية جعلتني علجا علوفا فطلقها وألحقها بأهلها قبيله كلب النصرانيه 

وعاشت ميسون مع اهلها في الباديه ومكّنت عبدا لابيها من نفسها فجاء يزيد شبيها  بعبد ابيها

رابعا – (امير المؤمنين ) الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

ورد في كتاب الخلفاء لجلال الدين السيوطي ان الوليد كان فاسقًا، شريبًا للخمر، منتهكًا لحرمات الله، أراد الحج ليشرب الخمر فوق ظهر الكعبة، فمقته الناس لفسقه، وخرجوا عليه فقتلوه

 وكان ينكح امهات اولاد ابيه

وعنه أنه لما حوصر قال: ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أرفع عنكم المؤن؟ ألم أعط فقراءكم؟ فقالوا: ما ننقم عليك في أنفسنا، لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله

الخليفه لوطي

ولما قتل وقطع رأسه وجاء به يزيد الناقص ونصبه على رمح، فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد، فقال: بعدًا له أشهد أنه كان شروبًا للخمر، ماجنًا، فاسقًا، ولقد راودني على نفسي

ويقال أنه وقع على جارية وهو سكران وجاؤه المؤذنون يؤذونه فحلف ألا يصلى بالناس إلا هي، فلبست ثيابه وتنكرت وصلت بالمسلمين وهى جنب سكرى

 وصنع  الخليفه الوليد بركة من الخمر وكان إذا طرب ألقى بنفسه فيها وشرب منها

ودخل الوليد بن يزيد يومًا فوجد ابنته جالسة مع جليستها فبرك عليها وأزال بكارتها فقالت له

المرأة:‏ هذا دين المجوس فأنشد‏:‏

 مخلع البسيط من راقب الناس مات غمًا وفاز باللذة الجسور

خامسا – الصحابي عمر بن العاص والي مصر لمعاويه

قال الزمخشري في كتاب ربيع الابرارالجزء الرابع ص275 الأثر رقم 98

    كانت النابغة أم عمرو بن العاص أمة رجل من عنزة فسبيت، فاشتراها عبد الله بن جدعان  ، فكانت بغيا ثم اعتقت. ووقع عليها أبو لهب، وأميّة بن خلف  ، وهشام بن المغيرة  ، وأبو سفيان بن حرب، والعاص بن وائل  ، في طهر واحد، فولدت عمرا. فادعاه كلهم، فحكمت فيه أمه فقالت: هو للعاص لأن العاص كان ينفق عليها. وقالوا

كان أشبه بأبي سفيان. وفي ذلك يقول أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت ... لنا فيك منه بينات الشمائل

 سادسا – الصحابي المغيره بن شعبه والي الكوفه لمعاويه

ولكي لا نطيل نستعرض سريعا سيره واحد من اعوان الخلفاء وهو المغيره بن شعبه

 والمغيره بن شعبه تزوج سبعين امراه ولم يمنعه ذلك من الوقوع في الزنى

جعل المغيره يختلف إلى امرأة من بنى هلال يقال لها أم جميل بنت محجن بن الأفقم بن شعيثة بن الهزم. وقد كان لها زوج من ثقيف يقال له الحجاج بن عتيك. فبلغ ذلك أبا بكرة بن مسروح، مولى النبي صلى الله عليه وسلم من مولدي ثقيف، وشبل بن معبد بن عبيد البجلي، ونافع بن الحارث ابن كلدة الثقفي، وزياد بن عبيد، فرصدوه. حتى إذا دخل عليها هجموا عليه، فإذا هما عريانان وهو متبطنها. فخرجوا حتى أتوا عمر ابن الخطاب فشهدوا عنده بما رأوا.

 فلما صار إلى عمر جمع بينه وبين الشهود. فقال نافع بن الحارث: رأيته على بطن المرأة يحتفز عليها، ورأيته يدخل ما معه ويخرجه كالميل في المكحلة

ثم شهد شبل بن معبد على شهادته، ثم أبو بكرة، ثم أقبل زياد رابعا

فلما نظر إليه عمر قال: أما إني أرى وجه رجل أرجو أن لا يرجم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على يده ولا يخزى بشهادته

 فقال زياد: رأيت منظرا قبيحا وسمعت نفسا عاليا. وما أدرى أخالطها أم لا؟ ويقال لم يشهد بشئ

فأمر عمر بالثلاثة فجلدوا. فقال شبل: أتجلد شهود الحق وتبطل الحد؟

فلما جلد أبو بكرة قال: أشهد أن المغيرة زان. فقال عمر: حدوه. فقال على إن جعلتها شهادة فارجم صاحبك

وهنا لابد من الاشاره الى ان الخليفه عمر بن الخطاب امر زياد بصوره غير مباشره بعدم الشهاده على المغيره كي لا يخزى صحابي واحد من صحابه رسول الله ولكنه اخزى ثلاثه من صحابه رسول الله  وجلدهم 

 

تلك نماذج ممن اصبحوا خلفاء وسلاطين الامه وحكامها  وقد جلسوا على منبر رسول الله والامه تقارن بين رسول الله  (صلى الله عليه واله ) وبين هذا الجالس على منبر رسول الله

وتستذكر تاريخه وموبقاته

فكيف يتمكن الخليفه والسلطان من ان يقلل الفارق الهائل  بين طهاره رسول الله وسمو اخلاقه وبين سوء منبتهم ورداءه اصلهم وخستهم وسوء افعالهم وكيف لهم ان يدافعوا عن منكراتهم

 لذلك اوعزوا الى اعلام الدوله وفقهاء السلطان بالاساءه لرسول الله واختلاق وبث احاديث منكره تتهم الرسول بانه يلهث وراء الجنس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمله الاعلاميه السابعه – الاساءه الى شخصيه النبي

 

 شن الاعلام الاموي حملات قذره لتشويه صوره رسول الله (ص) ولكي يبرروا للناس منكراتهم في بيوتهم اختلقوا احاديث بان رسول الله ياوي جرو كلب في بيته يلعب به الحسن والحسين (ع)

و يحتوي بيت النبي على التماثيل والنبي مشغول بمجالس اللهو والغناء  ومجالسه النساء السافرات ونساء النبي يدخل عليهن البر والفاجر و المخنثين مطلعين على اسرار نساء النبي وينصحه عمر بحجب نساءه فلا يستجيب حتى انزل الله ايه الحجاب موافقه لراي عمر

 ونذكر في مايلي جمله واسعه من الاساءات التي تتنافي وقول الله سبحانه وتعالى (وانك لعلى خلق عظيم ) 

 اولا - إتهام النبي محمد (ص) بوجود كلاب وتماثيل بداره  

  1 - مسند الإمام أحمد بن حنبل  

‏647 - حدثنا : ‏ ‏محمد بن عبيد ‏ ، حدثنا : ‏ ‏شرحبيل بن مدرك الجعفي ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله بن نجي الحضرمي ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏، ‏قال :‏ ‏قال لي علي ‏ ‏(ر) ‏: ‏كانت لي من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏منزلة لم تكن لأحد من الخلائق إني كنت آتيه كل ‏ ‏سحر ‏ ‏فأسلم عليه حتى يتنحنح وإني جئت ذات ليلة فسلمت عليه ، فقلت : السلام عليك يا نبي الله ، فقال : على رسلك يا ‏ ‏أبا حسن ‏ ‏حتى أخرج إليك فلما خرج إلي ، قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ، قال : لا ، قلت : فما لك لا تكلمني فيما مضى حتى كلمتني الليلة ، قال : سمعت في الحجرة حركة ، فقلت : من هذا ، فقال : أنا‏ ‏جبريل ‏، ‏قلت : ادخل ، قال : لا أخرج إلي فلما خرجت ، قال : إن في بيتك شيئا لا يدخله ملك ما دام فيه ، قلت : ما أعلمه يا ‏ ‏جبريل ،‏ ‏قال : أذهب فأنظر ففتحت البيت فلم أجد فيه شيئا غير ‏ ‏جرو ‏ ‏كلب كان يلعب به ‏ ‏الحسن ‏، ‏قلت : ما وجدت الا ‏ ‏جروا ‏، ‏قال :‏ ‏إنها ثلاث لن يلج ملك ما دام فيها أبدا واحد منها كلب أو جنابة أو صورة روح

 2 - أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل ج13 ص443

‏8079 - حدثنا : ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏معمر ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي إسحاق ‏ ‏، عن ‏ ‏مجاهد ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي هريرة ‏: أن ‏ ‏جبريل ‏(ع) ‏جاء فسلم على النبي (ص) ‏فعرف صوته ، فقال : ادخل ، فقال : إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسها فاجعلوها بساطا أو وسائد فأوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل

 4 - أبو داود السجستاني - سنن أبي داود - كتاب اللباس - باب : في الصور ج6 ص235

4158 - حدثنا : ‏‏أبو صالح محبوب بن موسى ‏ ، حدثنا : ‏‏أبو إسحق الفزاري ‏، عن ‏ ‏يونس بن أبي إسحق ‏، عن ‏ ‏مجاهد ، قال : حدثنا : ‏‏أبو هريرة ‏، ‏قال : قال رسول الله ‏ (ص) ‏: ‏أتاني ‏ ‏جبريل ‏ ‏(ع) ‏، ‏فقال لي : أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت الا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت ‏ ‏قرام ‏ ‏ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب ‏ ‏فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتين ‏ ‏منبوذتين ‏ ‏توطآن ‏ ‏ومر بالكلب فليخرج ففعل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وإذا الكلب ‏ ‏لحسن ‏ ‏أو ‏‏حسين ‏ ‏كان تحت نضد لهم فأمر به فأخرج ‏، قال ‏أبو داود ‏ ‏: والنضد شيء توضع عليه الثياب شبه السرير

 ثانيا -إتهام النبي محمد (ص) بحضور مجالس اللهو   

 1 - صحيح البخاري - كتاب العيدين - باب : الحراب والدرق يوم العيد ج2 ص16

‏949 - حدثنا : ‏ ‏أحمد بن عيسى ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏ابن وهب ‏، ‏قال : أخبرنا : ‏ ‏عمرو ‏ ‏أن ‏ ‏محمد بن عبد الرحمن الأسدي ‏ ‏حدثه ، عن ‏ ‏عروة ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏، ‏قالت : ‏دخل علي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وعندي ‏ ‏جاريتان تغنيان بغناء ‏ ‏بعاث ‏ ‏فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي ‏ (ص) ‏ ‏فأقبل عليه رسول الله ‏(ع) ‏‏، فقال : دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا

  2 - صحيح البخاري - كتاب العيدين - باب : سنة العيدين لأهل الإسلام ج2 ص17 

‏952 - حدثنا : ‏ ‏عبيد بن اسماعيل ،‏ ‏قال : حدثنا : ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏، عن ‏ ‏هشام ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏(ر) ‏، ‏قالت :‏ ‏دخل ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وعندي ‏ ‏جاريتان من جواري ‏ ‏الأنصار ‏ ‏تغنيان بما تقاولت ‏ ‏الأنصار ‏ ‏يوم ‏ ‏بعاث ‏ ‏قالت : وليستا بمغنيتين ، فقال أبو بكر :‏ ‏أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله ‏ (ص) :‏ ‏يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏إن ‏ ‏لكل قوم عيدا وهذا عيدنا

 3 - صحيح مسلم - كتاب صلاة العيدين  ج2  ص607

‏892 - حدثنا : ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏، عن ‏ ‏هشام ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏، ‏قالت : ‏دخل علي ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وعندي ‏ ‏جاريتان ‏ ‏من جواري ‏ ‏الأنصار ‏ ‏تغنيان بما ‏ ‏تقاولت ‏ ‏به ‏ ‏الأنصار ‏ ‏يوم ‏ ‏بعاث ‏ ‏قالت : وليستا ‏ ‏بمغنيتين ، فقال أبو بكر :‏ ‏أبمزمور ‏ ‏الشيطان في بيت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله ‏ (ص) ‏: ‏يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا

  4 - صحيح مسلم - كتاب صلاة العيدين  ج2 ص 608

‏892 - حدثني : ‏ ‏هارون بن سعيد الأيلي ‏ ، حدثنا : ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏أخبرني : ‏ ‏عمرو ‏ ‏أن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏حدثه ، عن ‏ ‏عروة ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة : ‏أن ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏دخل عليها وعندها ‏ ‏جاريتان في أيام ‏ ‏منى ‏ ‏تغنيان وتضربان ورسول الله ‏ (ص) ‏ ‏مسجى بثوبه ‏ ، ‏فانتهرهما ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فكشف رسول الله عنه ، وقال : ‏دعهما يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏فانها أيام عيد ، وقالت : رأيت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يسترني بردائه وأنا أنظر إلى ‏ ‏الحبشة ‏ ‏وهم يلعبون ، وأنا جارية فاقدروا قدر ‏ ‏الجارية ‏ ‏العربة الحديثة السن

 ثالثا - إتهام النبي محمد (ص) بعدم حجب أزواجه

 1 - صحيح البخاري - كتاب الوضوء - باب : خروج النساء إلى البرازج1  ص41

146 - حدثنا : ‏ ‏يحيى بن بكير ‏‏، قال : حدثنا : ‏ ‏الليث ‏، قال : حدثني : ‏عقيل ‏، عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏، عن ‏ ‏عروة ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏: ‏أن أزواج النبي ‏ (ص) ‏ ‏كن ‏ ‏يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى ‏ ‏المناصع ‏ ‏وهو ‏ ‏صعيد ‏ ‏أفيح ‏ ‏فكان ‏ ‏عمر ‏ ‏: يقول للنبي ‏ ‏(ص) ‏‏: أحجب ‏ ‏نساءك فلم يكن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يفعل فخرجت ‏ ‏سودة بنت زمعة زوج النبي ‏ (ص) ‏ ‏ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة ، فناداها ‏ ‏عمر ‏ ‏الا قد عرفناك يا ‏ ‏سودة ‏ ‏حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله ‏ ‏آية الحجاب

 2 - صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة البقرة : 125

‏4213 - حدثنا : ‏ ‏مسدد ‏ ‏، عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏، عن ‏ ‏حميد ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس ‏، ‏قال : قال عمر ‏: ‏وافقت الله في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذت مقام ‏ ‏إبراهيم ‏مصلى ، وقلت : يا رسول الله يدخل عليك ‏البر ‏والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله ‏آية الحجاب ‏، قال : وبلغني معاتبة النبي ‏ (ص) ‏بعض نسائه فدخلت عليهن ، قلت : إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله ‏ (ص) ‏ ‏خيرا منكن حتى أتيت احدى نسائه ، قالت : يا ‏ ‏عمر ‏ ‏أما في رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله ‏: { عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ ( التحريم : 5 ) } ‏‏الآية

  3 - صحيح مسلم - باب : اباحة الخروج للنساء لقضاء الحاجه ج4  ص1709

‏2170 - حدثنا : ‏ ‏عبد الملك بن شعيب بن الليث ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏أبي ‏ ‏، عن ‏ ‏جدي ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏عقيل بن خالد ‏، عن ‏ابن شهاب ‏ ‏، عن ‏ ‏عروة ابن الزبير ‏ ‏، عن ‏عائشة أن أزواج رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى ‏ ‏المناصع ‏ ‏وهو ‏ ‏صعيد أفيح ‏، ‏وكان ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏، ‏يقول لرسول الله ‏ (ص) :‏ ‏أحجب نساءك فلم يكن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يفعل ، فخرجت ‏ ‏سودة بنت زمعة ‏ ‏زوج النبي ‏ (ص) ‏ ‏ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة ، فناداها ‏ ‏عمر ‏ ‏الا قد عرفناك يا ‏ ‏سودة ‏ ‏حرصا على أن ينزل الحجاب ، قالت عائشة ‏: ‏فأنزل الله عز وجل الحجاب

 رابعا  - إتهام النبي محمد (ص) بايواء مخانيث بداره

 1 - صحيح البخاري - كتاب المغازي ج5  ص156

4324- حدثنا : ‏ ‏الحميدي ‏ ‏سمع ‏ ‏سفيان ‏ ، حدثنا : ‏ ‏هشام ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏ ‏زينب بنت أبي سلمة ‏ ‏، عن ‏ ‏أمها ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏(ر) : ‏دخل علي النبي ‏(ص) ‏ ‏وعندي ‏ ‏مخنث ‏ ‏فسمعته ، يقول ‏ ‏لعبد الله بن أبي أمية :‏ ‏يا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أرئيت إن فتح الله عليكم ‏ ‏الطائف ‏ ‏غدا فعليك ‏ ‏بابنة ‏ ‏غيلان ‏ ‏فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان ، وقال النبي ‏(ص) ‏‏: لا يدخلن هؤلاء عليكن ‏، ‏قال ابن عيينة ‏: ‏وقال ابن جريج ‏: ‏المخنث ‏ ‏هيت ‏ ، حدثنا : ‏ ‏محمود ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏، عن ‏ ‏هشام ‏ ‏بهذا ، وزاد وهو محاصر ‏ ‏الطائف ‏ ‏يومئذ

 2 - صحيح البخاري -باب : ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة ج7 ص37

4937 - حدثنا : ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عبدة ‏ ‏، عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏ ‏زينب بنت أم سلمة ‏ ‏، عن ‏ ‏أم سلمة :‏ ‏أن النبي ‏(ص) ‏ ‏كان عندها وفي البيت مخنث ، فقال ‏المخنث ‏ ‏لأخي ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏عبد الله بن أبي أمية ‏: ‏إن فتح الله لكم ‏ ‏الطائف ‏ ‏غدا أدلك على ‏ ‏بنت ‏ ‏غيلان ‏ ‏فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان ، فقال النبي ‏(ص) : ‏‏لا يدخلن هذا عليكن

 3 - صحيح البخاري - باب : اخراج المتشبهين بالنساء من البيوت ج7 ص159

5886 - حدثنا: ‏ ‏معاذ بن فضالة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏هشام ‏ ‏، عن ‏ ‏يحيى ‏ ‏، عن ‏ ‏عكرمة ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ، قال : ‏لعن النبي ‏(ص) ‏‏المخنثين ‏ ‏من الرجال والمترجلات من النساء ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم ، قال : فأخرج النبي ‏ (ص) ‏ ‏فلانا ‏ ‏وأخرج ‏ ‏عمر ‏ ‏فلانا

 4 - صحيح مسلم - باب : منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب ج4 ص1715

‏2180 - حدثنا : ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏، ‏وأبو كريب ‏، ‏قالا : حدثنا : ‏ ‏وكيع ‏ ‏ح ،‏ وحدثنا : ‏إسحق بن ابراهيم ‏ ، أخبرنا : ‏‏جرير ‏ ‏ح ‏، وحدثنا : ‏ ‏أبو كريب ، ‏حدثنا : ‏أبو معاوية ‏ ‏كلهم ‏ ‏، عن ‏ ‏هشام ‏ ‏ح ،‏ ‏وحدثنا : ‏ ‏أبو كريب ‏ ‏أيضا واللفظ هذا ‏ ، حدثنا : ‏ ‏ابن نمير ‏ ، حدثنا : ‏ ‏هشام ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏، عن ‏ ‏زينب بنت أم سلمة ‏ ‏، عن ‏ ‏أم سلمة : ‏ ‏أن ‏ ‏مخنثا ‏ ‏كان عندها ورسول الله ‏ (ص) ‏ ‏في البيت ، فقال : لأخي ‏ ‏أم سلمة ‏: ‏يا ‏ ‏عبد الله بن أبي أمية ‏ ‏إن فتح الله عليكم ‏ ‏الطائف ‏ ‏غدا فإني أدلك على ‏ ‏بنت غيلان ‏ ‏فانها تقبل ‏ ‏بأربع ‏ ‏وتدبر ‏ ‏بثمان ،‏ ‏قال : فسمعه رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏فقال :‏ ‏لا يدخل هؤلاء عليكم

 5 - صحيح مسلم - باب : منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب ج4  ص1716

2181 - وحدثنا : ‏ ‏عبد بن حميد ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏، عن ‏ ‏معمر ‏ ‏، عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏، عن ‏ ‏عروة ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة ‏، ‏قالت : ‏كان يدخل على أزواج النبي ‏ (ص) ‏ ‏مخنث ‏ ‏فكانوا يعدونه من غير ‏ ‏أولي ‏ ‏الاربة ،‏ ‏قال : فدخل النبي ‏ (ص) ‏ ‏يوما وهو عند بعض نسائه وهو ‏ ‏ينعت ‏ امرأة ‏ ‏، قال : إذا أقبلت أقبلت ‏ ‏بأربع ‏ ‏وإذا أدبرت أدبرت ‏ ‏بثمان ‏، ‏فقال النبي ‏ (ص) ‏: ‏ألا أرى هذا يعرف ما هاهنا ‏ ‏لا يدخلن عليكن ، قالت : فحجبوه

 خامسا - إتهام النبي محمد (ص) بمجالسة نساء سافرات  

1-  ورد في صحيح البخاري صحيح البخاري - كتاب بدأ الخلق ج4 ص126

3294 - حدثنا : ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ، حدثنا : ‏ ‏يعقوب بن ابراهيم ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبي ‏ ‏، عن ‏ ‏صالح ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن شهاب ‏، ‏قال : أخبرني : ‏ ‏عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ‏ ‏أن ‏ ‏محمد بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏أخبره : أن ‏ ‏أباه ‏ ‏سعد بن أبي وقاص ، قال : استأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وعنده ‏ ‏نساء ‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ورسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يضحك ، فقال عمر ‏: ‏أضحك الله سنك يا رسول الله ، قال :‏ ‏عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ، قال عمر :‏ ‏فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ، ثم قال : أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏قلن : نعم أنت ‏ ‏أفظ ‏ ‏وأغلظ من رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏قال رسول الله ‏ (ص) ‏: ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا ‏ ‏فجا ‏ ‏الا سلك ‏ ‏فجا ‏ ‏غير ‏ ‏فجك

 2 - صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - من فضائل عمر (ر)ج4 ص1863

‏2396 - حدثنا : ‏ ‏منصور بن أبي مزاحم ‏ ، حدثنا : ‏ ‏إبراهيم يعني ابن سعد ‏ ‏ح ‏ ‏، وحدثنا : ‏ ‏حسن الحلواني ‏ ‏وعبد بن حميد ‏، ‏قال عبد ‏:  ، ‏أخبرني : ‏ ‏وقال ‏حسن ‏ ‏: حدثنا : ‏ ‏يعقوب وهو ابن ابراهيم بن سعد ‏ ، حدثنا : ‏ ‏أبي ‏ ‏، عن ‏ ‏صالح ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن شهاب ‏، ‏أخبرني : ‏ ‏عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ‏ ‏أن ‏ ‏محمد بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏أخبره : أن ‏ ‏أباه ‏ ‏سعدا ‏، ‏قال : ‏استأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وعنده ‏ ‏نساء ‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏قمن ‏ ‏يبتدرن ‏ ‏الحجاب فأذن له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ورسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يضحك ، فقال عمر ‏: ‏أضحك الله سنك يا رسول الله فقال رسول الله ‏ (ص) ‏: ‏عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ‏ ‏ابتدرن ‏ ‏الحجاب ، قال عمر ‏: ‏فأنت يا رسول الله أحق أن يهبن ، ثم قال عمر ‏: ‏أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏قلن  نعم أنت ‏ ‏أغلظ وأفظ ‏ ‏من رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏قال رسول الله ‏ (ص) ‏ : ‏والذي نفسي بيده ‏ ‏ما لقيك الشيطان قط سالكا ‏ ‏فجا ‏ ‏الا سلك ‏ ‏فجا ‏ ‏غير ‏ ‏فجك

 سادسا - إتهام النبي محمد (ص) بشرب النبيذ

1 - صحيح البخاري - كتاب الأشربة - باب : الانتباذ في الأوعية والتورج7 ص 106 

  5591 - حدثنا : قتيبه بن سعيد ، حدثنا : يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم ، قال : سمعت سهلا يقول : أتى أبو أسيد الساعدي فدعا رسول الله (ص) في عرسه فكانت امرأته خادمهم وهي العروس ، قال : أتدرون ما سقت رسول الله (ص) انقعت له تمرات من الليل في تور

  2 - صحيح  مسلم - كتاب الحج ج2 ص953

1316  - وحدثني : محمد بن المنهال الضرير ، حدثنا : يزيد بن زريع ، حدثنا : حميد الطويل ، عن بكر بن عبد الله المزني ، قال : كنت جالسا مع ابن عباس عند الكعبة فأتاه أعرابي ، فقال : مالي أرى بني عمكم يسقون العسل واللبن وأنتم تسقون النبيذ أمن حاجة بكم أم من بخل ، فقال ابن عباس : الحمد لله ما بنا من حاجة ولا بخل قدم النبي (ص) على راحلته وخلفه أسامة فاستسقى فأتيناه باناء من نبيذ فشرب وسقي فضله أسامة ، وقال : أحسنتم وأجملتم كذا فاصنعوا فلا نريد تغيير ما أمر به رسول الله (ص)

  3 - صحيح مسلم - كتاب الأشربة - باب : في شرب النبيذ وتخمير الاناءج3 ص1593

‏2011 - حدثنا : ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي كريب ‏، ‏قالا : حدثنا ‏أبو معاوية ‏ ‏، عن ‏ ‏الأعمش ‏، عن ‏أبي صالح ‏، عن ‏جابر ابن عبد الله ‏‏قال : كنا مع رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فاستسقى ، فقال رجل : يا رسول الله ألا ‏ ‏نسقيك ‏ ‏نبيذا ‏ ‏فقال : بلى ، قال : فخرج الرجل ‏ ‏يسعى فجاء ‏ ‏بقدح ‏ ‏فيه ‏ ‏نبيذ ‏ ‏، فقال رسول الله ‏ (ص) ‏: ‏الا ‏ ‏خمرته ‏ ‏ولو ‏ ‏تعرض عليه عودا ‏، ‏قال : فشرب. ‏

 

وفي اطار الحمله الامويه لمحاربه النبي محمد (ص) اعلاميا وتشويه سمعته بين الناس نشر بنو اميه احاديث تنال من منزله ومكانه النبي (ص) وظلوا يتعهدونها بالروايه والتدوين على مدى قرن كامل حتى دخلت صحاح المسلمين واصبحت اليوم جزءا من معتقداتهم وفيما يلي نموذجا من تلك الاحاديث

 سابعا - اتهام النبي (ص) بالبول واقفا

 1 – ورد في صحيح البخاري - كتاب الوضوء - باب : البول قائما وقاعدا الجزء1 ص54  

‏224 - حدثنا : ‏ ‏آدم ‏، ‏قال : حدثنا : ‏شعبة ‏‏، عن ‏‏الأعمش ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي وائل ‏ ‏، عن ‏ ‏حذيفة ‏ ‏، قال : ‏أتى النبي ‏(ص) ‏سباطة ‏ ‏قوم فبال قائما ، ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضأ

2 – وفي سنن ابن ماجه - كتاب الطهارة وسننها - باب : ج1 ص112

‏‏308 - حدثنا : محمد بن يحيى ، حدثنا : عبد الرزاق ، حدثنا : ابن جريج ، عن عبد الكريم بن أبي أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر ، قال :

 رآني رسول الله (ص) وأنا أبول قائما ، فقال : يا عمر لا تبل قائما ، فما بلت قائما بعد

 ثامنا - إتهام النبي محمد (ص) بقضاء الحاجة علنا مستقبلا بيت المقدس

1 - ورد في  صحيح البخاري - كتاب الوضوء - باب : التبرز في البيوت ج1 ص41

‏147 - حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا : ‏ ‏أنس بن عياض ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏محمد بن يحيى بن حبان ‏ ‏، عن ‏ ‏واسع بن حبان ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏، ‏قال : ‏ارتقيت ‏ ‏فوق ظهر بيت ‏ ‏حفصة ‏ ‏لبعض حاجتي فرأيت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام

  2 -  وفي صحيح مسلم - كتاب الطهارة - باب : الاستطابة

 266- حدثنا : ‏ ‏عبد الله بن مسلمة بن قعنب ‏ ، حدثنا : ‏ ‏سليمان يعني ابن بلال ‏ ‏، عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏، عن ‏ ‏محمد بن يحيى ‏ ‏، عن ‏ ‏عمه ‏ ‏واسع بن حبان ،‏ ‏قال : ‏كنت أصلي في المسجد ‏ ‏وعبد الله بن عمر ‏ ‏مسند ظهره إلى القبلة فلما قضيت صلاتي انصرفت إليه من شقي ‏، ‏فقال عبد الله : يقول ناس إذا قعدت للحاجة تكون لك فلا تقعد مستقبل القبلة ولا ‏ ‏بيت المقدس ،‏ ‏قال عبد الله ‏: ‏ولقد ‏ ‏رقيت ‏ ‏على ظهر بيت فرأيت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قاعدا على لبنتين مستقبلا ‏ ‏بيت المقدس ‏ ‏لحاجته

 تاسعا - إتهام النبي محمد (ص) بالصلاة بدون وضوء

1- صحيح البخاري - أبواب : صلاة الجماعة والإمامة ج1 ص141

‏698 - حدثنا : ‏ ‏أحمد ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏ابن وهب ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏عمرو ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد ربه بن سعيد ‏ ‏، عن ‏ ‏مخرمة بن سليمان ‏ ‏، عن ‏ ‏كريب ‏ ‏مولى ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏(ر) ‏، ‏قال : ‏نمت عند ‏ ‏ميمونة ‏ ‏والنبي ‏ (ص) ‏ ‏عندها تلك الليلة ‏ ‏فتوضأ ثم قام ‏ ‏يصلي فقمت على يساره فأخذني فجعلني عن يمينه فصلى ثلاث عشرة ركعة ، ثم نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ ، ‏قال : ‏عمرو ‏ : ‏فحدثت به ‏ ‏بكيرا ‏، ‏فقال : حدثني : ‏ ‏كريب ‏ ‏بذلك

2- صحيح البخاري - كتاب الوضوء - باب : التخفيف في الوضوء ج1 ص39

‏138 - حدثنا : ‏ ‏علي بن عبد الله ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏سفيان ‏ ‏، عن ‏ ‏عمرو ‏، ‏قال : أخبرني : ‏ ‏كريب ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏نام حتى نفخ ثم صلى ‏ ‏وربما قال : اضطجع ‏ ‏حتى نفخ ثم قام فصلى ‏ ‏ثم ‏ ، ‏حدثنا به ‏ ‏سفيان ‏ ‏مرة بعد مرة ‏ ‏، عن ‏ ‏عمرو ‏ ‏، عن ‏ ‏كريب ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ، قال : بت عند خالتي ‏ ‏ميمونة ‏ ‏ليلة فقام النبي ‏ (ص) ‏ ‏من الليل فلما كان في بعض الليل قام النبي ‏ (ص) ‏ ‏فتوضأ من ‏ ‏شن ‏ ‏معلق وضوءا خفيفا ‏ ‏يخففه ‏ ‏عمرو ‏ ‏ويقلله ‏ ‏وقام ‏ ‏يصلي فتوضأت نحوا مما توضأ ثم جئت فقمت عن يساره ‏ ‏وربما قال سفيان  : ‏عن شماله ‏ ‏فحولني فجعلني عن يمينه ، ثم صلى ما شاء الله ، ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المنادي ‏ ‏فآذنه ‏ ‏بالصلاة فقام معه إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ ‏، ‏قلنا ‏ ‏لعمرو ‏ : ‏إن ناسا يقولون : أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏تنام عينه ولا ينام قلبه

3- صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها – ج1ص527

‏763 - حدثني : ‏ ‏هارون بن سعيد الأيلي ‏ ، حدثنا : ‏ ‏ابن وهب ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عمرو ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد ربه بن سعيد ‏ ‏، عن ‏ ‏مخرمة بن سليمان ‏ ‏، عن ‏ ‏كريب ‏ ‏مولى ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏أنه قال :‏ ‏نمت عند ‏ ‏ميمونة زوج النبي ‏ (ص) ‏ ‏ورسول الله ‏ (ص) ‏ ‏عندها تلك الليلة ‏ ‏فتوضأ رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ثم قام فصلى فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة ، ثم نام رسول الله ‏ (ص) ‏حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ ‏، ‏قال ‏عمرو ‏: ‏فحدثت به ‏ ‏بكير بن الأشج ‏ ‏فقال : حدثني : ‏كريب ‏بذلك

   عاشرا - إتهام النبي محمد (ص) بالتعري العلني

 1 - صحيح البخاري - كتاب الصلاة - باب كراهية التعري في الصلاة ج1 ص82

‏364 - حدثنا : ‏ ‏مطر بن الفضل ،‏ ‏قال : حدثنا : ‏ ‏روح ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏زكرياء بن اسحاق ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عمرو بن دينار ‏، ‏قال : سمعت ‏ ‏جابر ابن عبد الله ‏ ‏يحدث ‏ أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كان ‏ ‏ينقل معهم الحجارة ‏ ‏للكعبة ‏ ‏وعليه ازاره ، فقال له ‏ ‏العباس ‏عمه : يا ابن أخي لو حللت ازارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة ، قال : فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشيا عليه فما رئي بعد ذلك عريانا ‏(ص)

 2 - صحيح مسلم - كتاب الحيض - باب الاعتناء بحفظ العورة ج1 ص268

‏77 - وحدثنا : ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ، حدثنا : ‏ ‏روح بن عبادة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏زكرياء بن اسحق ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عمرو بن دينار ‏، ‏قال : سمعت ‏ ‏جابر ابن عبد الله ‏ ‏يحدث ‏أن رسول الله ‏(ص) ‏كان ‏ ‏ينقل معهم الحجارة ‏ ‏للكعبة ‏ ‏وعليه ازاره ، فقال له ‏ ‏العباس ‏ ‏عمه : يا ابن أخي لو حللت ازارك فجعلته على منكبك دون الحجارة ، قال : فحله فجعله على منكبه فسقط مغشيا عليه ، قال : فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا

 3- أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل ج22 ص436

‏14578 - حدثنا : ‏ ‏روح ‏ ، حدثنا : ‏ ‏زكريا بن اسحاق ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عمرو بن دينار ‏ ‏سمعت ‏ ‏جابرا ‏ ‏يحدث ‏أن رسول الله ‏(ص) ‏ ‏كان ‏ ‏ينقل معهم حجارة ‏ ‏الكعبة ‏ ‏وعليه ‏ ‏ازار ،‏ ‏فقال له ‏ ‏العباس ‏ ‏عمه : يا ابن أخي لو حللت ‏ ‏ازارك ‏ ‏فجعلته على منكبيك دون الحجارة ، قال : فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشيا عليه فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا

 

احد عشر - الاعلام الاموي ينشر احاديث مختلقه بان النبي قاتل

28- صحيح البخاري - كتاب الزكاة - باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء السبيل

الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة  130

‏1501 - حدثنا : ‏ ‏مسدد ‏ ، حدثنا : ‏ ‏يحيى ‏ ‏، عن ‏ ‏شعبة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏قتادة ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس ‏ ‏(ر) ‏ أن ناسا من ‏ ‏عرينة ‏ ‏اجتووا ‏ ‏المدينة ‏ ‏فرخص لهم رسول الله (ص) ‏ ‏أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها فقتلوا الراعي واستاقوا ‏ ‏الذود ‏ ‏فأرسل رسول الله ‏ ‏(ص) ‏ ‏فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ‏ ‏وسمر ‏أعينهم وتركهم ‏بالحرة ‏يعضون الحجارة ، تابعه أبو قلابة وحميد وثابت عن أنس

  29- صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير - باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق

الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة 62

‏3018 - حدثنا : ‏ ‏معلي بن أسد ‏ ، حدثنا : ‏ ‏وهيب ‏ ‏، عن ‏ ‏أيوب ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي قلابة ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏(ر) ‏ ‏أن رهطا من ‏ ‏عكل ‏ ‏ثمانية قدموا على النبي ‏ (ص) ‏ ‏فاجتووا ‏ ‏المدينة ‏، ‏فقالوا : يا رسول الله ابغنا ‏ ‏رسلا ‏، ‏قال : ‏ما أجد لكم إلا أن تلحقوا ‏ ‏بالذود ‏ ‏فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا ‏ ‏الذود ‏ ‏وكفروا بعد إسلامهم فأتى ‏ ‏الصريخ ‏ ‏النبي ‏ (ص) ‏ ‏فبعث الطلب فما ‏ ‏ترجل ‏ ‏النهار حتى أتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ، ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم ‏‏بالحرة ‏يستسقون فما يسقون حتى ماتوا ‏، ‏قال ‏أبو قلابة ‏: ‏قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله ‏ ‏(ص) ‏ ‏وسعوا في الأرض فسادا

 30 - صحيح مسلم - كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات - باب حكم المحاربين والمرتدين

الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة 1296

1671 - وحدثنا : ‏ ‏يحيى بن يحيى التميمي ‏ ‏وأبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏كلاهما ‏ ‏، عن ‏ ‏هشيم ‏ ‏واللفظ ‏ ‏ليحيى ‏، ‏قال : أخبرنا : ‏ ‏هشيم ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد العزيز بن صهيب ‏ ‏وحميد ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏: ‏أن ناسا من ‏ ‏عرينة ‏ ‏قدموا على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏المدينة ‏ ‏فاجتووها ‏، ‏فقال لهم رسول الله ‏ (ص) :‏ ‏إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام وساقوا ‏ ‏ذود ‏ ‏رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فبلغ ذلك النبي ‏ (ص) ‏ ‏فبعث في ‏ ‏أثرهم ‏ ‏فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ‏ ‏وسمل ‏ ‏أعينهم وتركهم في ‏ ‏الحرة ‏ ‏حتى ماتوا

 31 - أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل 

 باقي مسند المكثرين - مسند أنس بن مالك (ر)

الجزء : ( 19 ) - رقم الصفحة  97

12042 - حدثنا : ‏ ‏ابن أبي عدي ‏ ‏، عن ‏ ‏حميد ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس ‏، ‏قال : أسلم ناس من ‏ ‏عرينة ‏ ‏فاجتووا ‏ ‏المدينة ‏، ‏فقال لهم رسول الله ‏ (ص) ‏: ‏لو خرجتم إلى ‏ ‏ذود ‏ ‏لنا فشربتم من ألبانها ،‏ ‏قال حميد ‏: ‏وقال ‏قتادة ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس :‏ ‏وأبوالها ‏ ‏ففعلوا فلما ‏ ‏صحوا ‏ ‏كفروا بعد إسلامهم وقتلوا ‏ ‏راعي ‏ ‏رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏مؤمنا ‏ ‏أو مسلما ‏ ‏وساقوا ‏ ‏ذود ‏ ‏رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وهربوا محاربين فأرسل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏في آثارهم فأخذوا ‏ ‏فقطع أيديهم وأرجلهم ‏ ‏وسمر ‏ ‏أعينهم وتركهم في ‏ ‏الحرة ‏ ‏حتى ماتوا

32 - الترمذي - سنن الترمذي - كتاب الطهارة عن رسول الله (ص) - باب ما جاء في بول ما يؤكل لحمه

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 106

  72 حدثنا : ‏ ‏الحسن بن محمد الزعفراني ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عفان بن مسلم ‏ ، حدثنا : ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ، حدثنا : ‏ ‏حميد ‏ ‏وقتادة ‏ ‏وثابت ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس ‏: ‏أن ناسا من ‏ ‏عرينة ‏ ‏قدموا ‏ ‏المدينة ‏ ‏فاجتووها ‏ ‏فبعثهم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏في إبل الصدقة ، وقال : اشربوا من ألبانها وأبوالها فقتلوا راعي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏واستاقوا الابل وارتدوا عن الإسلام فأتي بهم النبي ‏(ص) ‏‏فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ‏ ‏وسمر أعينهم ‏ ‏وألقاهم ‏ ‏بالحرة ‏، ‏قال أنس ‏: ‏فكنت ‏ ‏أرى أحدهم ‏ ‏يكد ‏ ‏الأرض بفيه حتى ماتوا ‏ ‏وربما ‏، ‏قال حماد ‏ ‏: يكدم ‏ ‏الأرض بفيه حتى ماتوا ‏، ‏قال ‏أبو عيسى ‏: ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏، ‏وقد روي من غير وجه ، عن ‏ ‏أنس :‏ ‏وهو قول أكثر أهل العلم ، قالوا : لا بأس ببول ما يؤكل لحمه

 33 - النسائي - سنن النسائي - كتاب الطهارة - باب بول ما يؤكل لحمه

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 158  

305 -أخبرنا : ‏ ‏محمد بن عبد الأعلى ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏يزيد بن زريع ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏سعيد ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏قتادة ‏ ‏أن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏حدثهم ‏ ‏أن أناسا ‏ ‏أو رجالا ‏ ‏من ‏ ‏عكل ‏ ‏قدموا على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فتكلموا بالإسلام ، فقالوا : يا رسول الله : إنا أهل ‏ ‏ضرع ‏ ‏ولم نكن أهل ريف ‏ ‏واستوخموا ‏ ‏المدينة ‏ ‏فأمر لهم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏بذود ‏ ‏وراع وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلما صحوا وكانوا بناحية ‏ ‏الحرة ‏ ‏كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي ‏ (ص) ‏ ‏واستاقوا ‏ ‏الذود ‏ ‏فبلغ النبي ‏ (ص) ‏فبعث الطلب في آثارهم فأتي بهم ‏ ‏فسمروا ‏ ‏أعينهم وقطعوا أيديهم وأرجلهم ثم تركوا في ‏ ‏الحرة ‏ ‏على حالهم حتى ماتوا

 34- ابن ماجه - سنن ابن ماجه - كتاب الحدود - باب من حارب وسعى في الأرض فسادا

الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة  608-609

   2578 - حدثنا : ‏ ‏نصر بن علي الجهضمي ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عبد الوهاب ‏ ، حدثنا : ‏ ‏حميد ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏: ‏أن أناسا من ‏ ‏عرينة ‏ ‏قدموا على عهد رسول الله ‏(ص) ‏فاجتووا ‏ ‏المدينة ‏، ‏فقال :‏ ‏لو خرجتم إلى ‏ ‏ذود ‏ ‏لنا فشربتم من ألبانها وأبوالها ففعلوا فارتدوا عن الإسلام وقتلوا راعي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏واستاقوا ذوده فبعث رسول الله في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ‏ ‏وسمر أعينهم ‏ ‏وتركهم ‏ ‏بالحرة ‏ ‏حتى ماتوا

قال تعالى :

إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوۤاْ أَوْ يُصَلَّبُوۤاْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلأَرْضِ ذٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(المائده 33 )

وفي تفسير الطبري

11829- حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله إلى قوله : " أو ينفوا من الأرض " ، قال :

 إذا حارب فقتل ، فعليه القتل إذا ظهر عليه قبل توبته . وإذا حارب وأخذ المال وقتل فعليه الصلب إن ظهر عليه قبل توبته . وإذا حارب وأخذ ولم يقتل ، فعليه قطع اليد والرجل من خلاف إن ظهر عليه قبل توبته . وإذا حارب وأخاف السبيل ، فإنما عليه النفي

ولم ترد في القران الكريم او روايات المسلمين الصحيحه عقوبه سمل اعينهم وتكحيلهم بمسامير محميه

والهدف من تلك الروايات الايحاء الى الامه بعدم استنكار فعل خلفاء بني اميه بمخالفيهم مثل قتل محمد بن ابي بكر ووضعه في جوف حمار وحرقه وصلب زيد بن علي وتعليقه على جذع شجره اربع سنين وجرائم يزيد التي يهتز لها عرش الرحمن من قتل اهل بيت النبوه الحسين واهل بيته (عليهم السلام) وسبي نساءه من بلد لبلد وقصف الكعبه بالمنجنيق   واستباحه المدينه ثلاثه ايام حتى ولدت الف عذراء من الاغتصاب وختم رقاب الصحابه بانهم عبيد خول ليزيد وغير ذلك من الجرائم الداعشيه التي يندى لها جبين الانسانيه وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي( بنو اميه ليسوا من قريش وإنما من عبيدهم -الفصل الرابع   ) فليراجع من يريد الاستزاده

اهداف هذه الحملات الاعلاميه المسعوره

 1- انكرت الامه على  معاويه ان يزيد ابنه يلعب بالكلاب والقرود فاختلق حديثا كاذبا يقول فيه ان الحسن والحسين لديهما جرو كلب يلعبان به

2- وانكرت الامه على معاويه ليالي غناء وطرب الجواري فاختلقوا احاديث تقول ان الرسول يأوي في بيته مزامير الشيطان وتغني الجواري بين يديه فيدخل عليه ايو بكر فيستنكر فعل رسول الله باستماعه غناء الجواري ومزامير الشيطان

 ولا ندري من اتقى ابو بكر ام رسول الله ومن هو النبي المرسل ابو بكر ام محمد (ص) وبذلك فان هذه الحمله الاعلاميه تسئ الى الرسول اولا وترفع مكانه ابو بكر ثانيا فوق مرتبه النبوه وتبرر ليالي المجون والغناء والطرب في قصر معاويه

3- واستنكرت الامه على معاويه شرب الخمر وقال لهم لست وحدي من يشربها فهذا محمد (ص) يشربها ايضا واختلقوا احاديث اخرى بان عليا شرب الخمر ايضا

4- واستنكرت الامه على معاويه وجود الخصيان والمخنثين في قصره وبين نسائه فروى روايات عن مخنثين عند نساء النبي ونساء عمر مطلعين على اسرار بيت النبي وبيت عمر

5- وكان معاويه يتاجر بالاصنام والتماثيل مع الهند

روى البلاذريّ في (أنساب الأشراف):ج1 ص 129

 377 - وحدثنا يوسف وإسحاق، قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: كنت مع مسروق بالسلسلة فمرت به سفائن فيها أصنام من صفر تماثيل الرجال، فسألهم عنها فقالوا: بعث بها معاوية إلى أرض السند والهند تباع له. فقال مسروق: لو أعلم أنهم يقتلونني لغرَّقتُها، ولكني أخاف أن يعذبوني ثم يفتنوني، والله ما أدري أي الرجلين معاوية، أرَجُلٌ قد يئس من الآخرة فهو يتمتع من الدنيا أم رَجُلٌ زين له سوء عمله

ولكي يتملص معاويه من استنكار الناس لفعلته هذه امر باختلاق احاديث تقول ان تماثيلا في بيت النبي

6- ولرفع مكانه ابو بكر وعمر رووا ان ابو بكر وعمر استنكرا الغناء ومجالس اللهو في بيت رسول الله ولم يستنكره الرسول وفي ذلك اساءه مباشره لمن طهره الله تطهيرا ورفع ابو بكر وعمر الى  مرتبه ومكانه اعلى منه

7- كما ان النساء السافرات بحضور النبي تحجبن عند دخول عمر فرفعوا مكانه ابو بكر وعمر واساءوا الى رسول الله وبرروا افعال بني اميه

8- حاولوا رفع مكانه عمر والاساءه الى النبي لعدم حجبه ازواجه

9 – اختلقوا احاديث توحي بموافقه الله لعمر في قضيه حجاب نساء  النبي  وفي ذلك ايحاء  على امكان عمر من مشاركه النبي بالتشريع

10 – ولتلميع صوره عائشه وحفصه ولصرف اذهان الناس عن السبب الحقيقي من نزول الايه

{ عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ ( التحريم : 5 ) } ‏‏الآية

قالوا ان سبب نزولها بسبب قضيه حجاب نساء النبي

11- ولتبرير افعالهم بقتل المسلمين والتمثيل بهم اختلقوا تهمه قتل النبي لبعض الاشخاص وسمل عيونهم ويذكر لنا التاريخ عشرات قصص القتل والتمثيل بالجثث على ايدي طغاه قريش وبني اميه نذكر منها

اولا- قتل مالك بن نويره وجعل راسه احد اثافي قدر الطبخ (والاثافي هي ثلاث او اربع حجرات توضع تحت القدر لرفعه عند الطبخ)

 ورد في سير أعلام النبلاء للذهبي   ج28 ص44

مقتل مالك بن نويرة التميمي الحنظلي اليربوعي

قال ابن إسحاق : أتى خالد بن الوليد بمالك بن نويرة في رهط من قومه بني حنظلة ، فضرب أعناقهم ، وسار في أرض تميم ، فلما غشوا قوما منهم أخذوا السلاح ، وقالوا : نحن مسلمون ، فقيل لهم : ضعوا السلاح ، فوضعوه ، ثم صلى المسلمون وصلوا

وروي أن مالكا كان فارسا شجاعا مطاعا في قومه وفيه خيلاء ، كان يقال له الجفول . قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم فولاه صدقة قومه ، ثم ارتد ، فلما نازله خالد قال : أنا آتي بالصلاة دون الزكاة . فقال : أما علمت أن الصلاة والزكاة معا ، لا تقبل واحدة دون الأخرى ؟ فقال : قد كان صاحبك يقول ذلك ، قال خالد : وما تراه لك صاحبا ! والله لقد هممت أن أضرب عنقك ، ثم تحاورا طويلا فصمم على قتله : فكلمه أبو قتادة الأنصاري وابن عمر ، فكره كلامهما ، وقال لضرار بن الأزور : اضرب عنقه ، فالتفت مالك إلى زوجته وقال :

 هذه التي قتلتني ، وكانت في غاية الجمال ، قال خالد : بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام ، فقال : أنا على الإسلام . فقال : اضرب عنقه ، فضرب عنقه ، وجعل رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام ، ثم تزوج خالد بالمرأة من ليلته،

وفي ذلك يقول أبو زهير السعدي

ألا قل لحي أوطئوا بالسنابك * تطاول هذا الليل من بعد مالك

  قضى خالد بغيا عليه لعرسه * وكان له فيها هوى قبل ذلك

  فأمضى هواه خالد غير عاطف * عنان الهوى عنها ولا متمالك 

  وأصبح ذا أهل وأصبح مالك * على غير شئ هالكا في الهوالك

  فمن لليتامى والأرامل بعده؟ * ومن للرجال المعدمين الصعالك؟

  أصيبت تميم غثها وسمينها * بفارسها المرجو سحب الحوالك

ثانيا- قتل عمرو بن العاص محمد بن ابي بكر ووضعه في جيفه حمار واحرقه

ثالثا- وما فعله يزيد بالحسين وصمه عار في جبين الانسانيه يندى لها جبين كل حر شريف فلنقرا اوامره لعمر بن سعد في قتل الحسين (ع) والتمثيل به

 (كتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد، أما بعد .. فإني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتقعد له عندي شافعا، انظر فان نزل الحسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلى سلما، وان أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، فان قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإنه عاق مشاق، قاطع ظلوم وليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا ولكن على قول لو قد قتلته فعلت هذا به، ان أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع وان أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فانا قد أمرناه بأمرنا والسلام )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع

 

 

الحمله الاعلاميه الثامنه -  قريش بقياده بني اميه تكفر والدي النبي وعمه ابو طالب

الحمله الاعلاميه التاسعه - فقهاء واعلام السلطان يختلقون وينشرون احاديث لرفع مكانه الصحابه والانتقاص من رسول الله

الحمله الاعلاميه العاشره - الاعلام الاموي يختلق احاديث ترفع معاويه الى مرتبه النبوه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمله الاعلاميه الثامنه

 قريش بقياده بني اميه تكفّر والدي النبي وعمه ابو طالب في محاوله للاساءه اليه

 

انتهج الاعلام الاموي القرشي في محاربته محمدا واهل بيته  (صلى الله عليه واله ) حربا دعائيه في محورين اساسيين

المحور الاول – اختلاق  ونشراحاديث وفضائل لاعداء رسول الله (ص) والامام علي (ع)

المحور الثاني -  اختلاق ونشر روايات كاذبه تنتقص من مكانه رسول الله (ص) وعلي (ع) ووالديهما

أخرج السلفي في الطيوريات عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن علي ومعاوية؛ فقال: (اعلم أن عليا كان كثير الأعداء؛ ففتش له أعداؤه شيئا؛ فلم يجدوه فجاؤا إلى رجل قد حاربه وقاتله؛ فأطروه كيدا منهم له)(1)

وقد كان ابو طالب مسلما يكتم اسلامه وان ابوا النبي موحدين على الحنفيه لم يسجدا لصنم وان

 عبد المطلب وهاشم موحدين على الحنيفيه لم يسجدا لصنم ايضا

قال تعالى :

(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الشعراء)220 الشعراء

ولم يجد اعدائهم  فيهم منقصه ولا مثلبه لذلك لجاوا الى اختلاق روايات مكذوبه نشرها اعلام

الدوله لمحاربتهم والحط من مكانتهم

قريش وبنو اميه يعادون بني هاشم

عداوه قريش وبنو اميه لبني هاشم

اولا – قال العباس بن عبد المطلب :

قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ! إنَّ قُرَيشًا جلَسوا فتذاكَروا أحسابَهُم بينَهُم ، فجَعلوا مَثلَكَ مثلَ نَخلةٍ في كَبوةٍ  ( يعني مزبله) منَ الأرضِ . فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : إنَّ اللَّهَ خلقَ الخلقَ ، فجعَلَني مِن خَيرِ فِرَقِهِم ، وخَيرِ الفريقَينِ ، ثمَّ خيَّرَ القبائلَ ، فجَعلَني مِن خَيرِ القبيلةِ ، ثمَّ خيَّرَ البيوتَ فجعَلَني مِن خَيرِ بيوتِهِم ، فأَنا خيرُهُم نفسًا ، وخيرُهُم بَيتًا (2)

 ثانيا – يروي عبد المطلب بن ربيعه يقول :

  أن العباسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ، دخل على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُغْضَبًا وأنَا عنده، فقال: ما أَغْضَبَكَ ؟

 قال : يا رسولَ اللهِ ! ما لنا ولِقريشٍ ! إذا تَلَاقَوْا بينهم، تَلَاقَوْا بوجوهٍ مُبَشِّرَةٍ، وإذا لَقُونَا، لَقُونَا بغيرِ ذلك، قال : فغَضِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حتى احْمَرَّ وجهُه، ثم قال : والذي نفسي بيدِهِ، لا يَدْخُلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يُحِبَّكم للهِ ولرسولِهِ، ثم قال : يا أَيُّها الناسُ ! من آذى عَمِّي فقد آذاني، فإنما عَمُّ الرجلِ صِنْوُ أبيهِ (3)

ثالثا - عن العباس بن عبد المطلب قال :

( كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني) (4)

رابعا - قال علي بن أبي طالب عليه السلام

مررت يوما برجل - سماه لي - فقال

)  ما مثل محمد صلى الله عليه وآله إلا كمثل نخلة نبتت في كباة، )

(والكبا يعني الكناسه والمزبله)

فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرت ذلك له، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وخرج مغضبا وأتى المنبر ففرغت الأنصار إلى السلاح لما رأوا من غضب رسول الله صلى الله عليه وآله قال

فما بال أقوام يعيروني بقرابتي وقد سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله إياهم وما اختصهم به من إذهاب الرجس عنهم وتطهير الله إياهم؟ وقد سمعوا ما قلته في فضل أهل بيتي ووصيي وما أكرمه الله به وخصه وفضله من سبقه إلى الاسلام وبلائه فيه وقرابته مني وأنه مني بمنزلة هارون من موسى ثم يمر به فزعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في أصل حش؟ ( البستان، الذي يقضون حوائجهم فيه   ) ألا إن الله خلق خلقه وفرقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين، وفرق الفرقة ثلاث شعب فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا حتى خلصت في أهل بيتي وعترتي وبني أبي أنا وأخي علي بن أبي طالب، نظر الله إلى أهل الأرض نظرة واختارني منهم ثم نظر نظرة فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي، ووصيي وخليفتي في أمتي، و ولي كل مؤمن بعدي، من والاه فقد والاه الله، ومن أحبه أحبه الله، ومن أبغضه أبغضه الله، لا يحبه إلا كل مؤمن، ولا يبغضه إلا كل كافر، هو زر الأرض  بعدي وسكها، وهو كلمة التقوى والعروة الوثقى ، يريدون أن يطفؤوا نور أخي ويأبى الله إلا أن يتم نوره.

أيها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم اللهم اشهد عليهم، ثم إن الله نظر نظرة ثالثة فاختار من أهل بيتي بعدي وهم خيار أمتي أحد عشر إماما بعد أخي واحد بعد واحد كلما هلك واحد قام واحد مثلهم في أهل بيتي كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم، إنهم هداة مهديون، لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم، بل يضر الله بذلك من كادهم وخذلهم،

هم حجج الله في أرضه وشهداؤه على خلقه من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا علي حوضي وأول الأئمة علي خيرهم ثم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه السلام وذكر الحديث بطوله (5)

 

ماهو سر عداوه قريش وبنو اميه لبني هاشم

اولا- عداوه بنو اميه لبني هاشم ولرسول الله (صلى الله عليه واله) والامام علي(عليه السلام )

تبنى عبد شمس عبدا روميا اسمه (اميه ) خسيس الطبع سئ الاخلاق وكان من طبيعه قريش يومئذ ان يكتسب الولد المُتبنى حقوق الابن الشرعي فطاول هذا العبد هاشم على رياسه مكه وكاد القتال ان ينشب بينهما لولا طلب قريش ان يحتكما الى الكاهن الخزاعي الذي قضى بنفي اميه عشر سنين الى الشام

عاد اميه  من النفي فوجد هاشم قد مات ولكن عبد المطلب اصبح سيد مكه فاراد ان ينتقم  من عبد المطلب ومن بني هاشم وقد تطرقت الى ذلك  بالتفصيل في كتابي (بنو اميه ليسو من قريش وانما من عبيدهم )وتوارث الابناء عن الاباء عداوه بني هاشم

ثانيا – حسدت قريش وبنو اميه بني هاشم لان الله  بعث نبيا منهم سفه دينهم وحطم اصنامهم وقتل علي (عليه السلام ) في بدر صناديدهم فاستعر الحسد والحقد ووصل الى حد استئصال بني هاشم واغتيال الرسول (صلى الله عليه واله ) وعلي (عليه السلام ) في محاولات عديده

 

الاعلام الاموي القرشي يشن حمله تشويه على والد النبي (عبد الله)

ووالدته (امنه بنت وهب ) وعمه ( ابو طالب )

اولا - ابو طالب كافل وحامي رسول الله

 1 - ذكر ابن اسحاق إن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد قبل الهجرة بثلاث سنين   

‏  وكانت خديجة له وزيرة صدق على الإسلام يسكن اليها ، وكان أبو طالب له عضدا وناصرا على قومه ، فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله (ص) من الأذى ما لم تطمع به في حياة أبي طالب ، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فغمر على رأسه ترابا ، فحدثني هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : فدخل رسول الله (ص) بيته ، يقول : ما نالتني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب (6)

 2 - عن عائشة عن النبي (ص) ، قال : ما زالت قريش كاعة حتى توفي أبو طالب ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه (7)

3- وعن أبي هريرة ، قال : لما مات أبو طالب تحينوا النبي (ص) ، فقال : ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم ، رواه الطبراني في الأوسط ، عن شخص لقى ابن سعيد الرازي ، قال الدارقطني  ليس بذاك ، وعيسى بن عبد السلام لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات(8)

 4 -  ذكرابن سعد في  الطبقات الكبرى

قال : أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : محمد بن صالح ، وعبد الله بن جعفر ، وإبراهيم بن اسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، قالوا : لما بلغ رسول الله (ص) اثنتي عشرة سنة خرج به أبو طالب إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة ونزلوا بالراهب بحيرا ، فقال : لأبي طالب في النبي (ص) ما قال ، وأمره أن يحتفظ به فرده أبو طالب معه إلى مكة وشب رسول الله (ص) مع أبي طالب يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريد به من كرامته وهو على دين قومه حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقا ، وأكرمهم مخالطة ، وأحسنهم جوارا ، وأعظمهم حلما وأمانة ، وأصدقهم حديثا ، وأبعدهم من الفحش ، والأذى وما رئي ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين ، لما جمع الله له من الأمور الصالحة فيه ، فلقد كان الغالب عليه بمكة الأمين ، وكان أبو طالب يحفظه ويحوطه ويعضده وينصره إلى أن مات (9)

  5 –وأخرج عبد بن حميد ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم، والبيهقي كلاهما في (الدلائل)، عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرس حتى نزلت : والله يعصمك من الناس فأخرج رأسه من القبة فقال : (أيها الناس، انصرفوا، فقد عصمني الله)(10)

‏  6 - عن ابن سيرين ، قال : لما احتضر أبو طالب دعا النبي (ص) ، فقال : يا ابن أخي إذا أنا مت فأت أخوالك من بني النجار فانهم أمنع الناس لما في بيوتهم (11)

 

 ثانيا - رسول الله طلب الشفاعه لامه وابيه وعمه فاعطاه الله اياها

 1 - عن علي (ع) قال : هبط جبرئيل (ع) على رسول الله ، فقال  إن الله يقرئك السلام ، ويقول :

حُرّمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك ، أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة ، وأما الحجر فعمه يعني أبا طالب وفاطمة بنت أسد (12)

 2 - روي عنه (ص) إنه ، قال :

 إن الله عز وجل وعدني في أربعة في أبي وأمي وعمي ، وأخ كان لي في الجاهلية (13)

     3 - قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )   

 (سألت ربي أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي النار فأعطانيها  ) (14)

 4 –  القندوزي الحنفي - ينابيع المودة لذوي القربى  ج2 ص93

:  حديث 939 - عن عمران بن حصين ، قال

 قال رسول الله (ص) : سألت ربي أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي النار فأعطانيه

 5 - القندوزي الحنفي - ينابيع المودة لذوي القربى ج2 ص331

حديث 969 -عن الامام جعفر الصادق ، عن آبائه (ع) ، عن علي (ع) ، قال : نزل جبرائيل (ع) ، فقال : يا رسول الله :

إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول : إني قد حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك

 6 - قال رسول الله (ص) : قال لي جبرائيل : إن الله مشفعك في ستة :

بطن حملتك آمنة بنت وهب ، وصلب أنزلك عبد الله ابن عبد المطلب ، وحجر كفلك أبو طالب ، وبيت آواك عبد المطلب ، وأخ كان لك في الجاهلية ، إلى آخره (15)

 7- عن عمران بن حصين (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) : سألت ربي أن لا يدخل النار أحدا من أهل بيتي فأعطاني ذلك ، أخرجه أبو سعد والملا في سيرته (16)

 8 - عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله (ص) :

 إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي ، وأمي ، وعمي أبي طالب ، وأخ لي في الجاهلية يعني أخاه من الرضاعة وهو ابن حليمة السعدية (17)

9 - وروى الحاكم وصححه ، عن ابن مسعود (ر) : أن رسول الله (ص) سئل عن أبويه ، فقال : ما سألتهما ربي وإني لقائم يومئذ المقام المحمود ، فهذا تلويح بأنه يرجى لهما الخير عند قيامه المقام المحمود ، وذلك بأن يشفع لهما ليوفقا للطاعة عند الامتحان ، ولا شك في أنه (ص) يقال له عند قيامه في ذلك المقام : سل تعط واشفع تشفع ، كما الأحاديث الصحيحة ، فإذا سأل ذلك أعطيه.

وينضم إلى ذلك ما رواه أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى ، وعمر الملا في سيرته ، عن عمران بن حصين مرفوعا : سألت ربي أن لا يدخل النار أحدا من أهل بيتي ، فأعطاني ذلك ، وروى ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ( الضحى : 5 )

قال : من رضا محمد (ص) أن لا يدخل أحدا من أهل بيته النار (18)

 ثالثا - قريش وبنو اميه يختلقون احاديث في تكفير والدي النبي وعمه ابو طالب

 1- وفي صحيح مسلم الحديث 976

 يروي ابو هريره ان الله امر رسول الله بعدم الاستغفار لامه

 (زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ؛ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ)

وبهذا نطق كل السلفية المتقدمين والمتأخرين، بل إنهم وضعوا ذلك من عقائد أهل السنة.. فمن عقائدهم تكفير أبوي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. واعتبار أنهم في جهنم متناسين بذلك الايات القرانيه والاحاديث النبويه التي تشهد بانه ولد من ابوين طاهرين موحدين

 2 - ولم ينس اتباع بني اميه ابو طالب والد الامام علي عليه السلام

 فقد روى أبو هريرة وغيره هذا الحديث الذي اتفق المحدثون اعداء اهل البيت ومنهم البخاري ومسلم  على كون المقصود منه أبا طالب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

 (إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل يحذى له نعلان من نار يغلى منهما دماغه يوم

القيامة)  

  3 - صحيح البخاري - كتاب مناقب الأنصار - باب قصة أبي طالب (ر)

الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة 247

‏‏3670 - حدثنا : ‏ ‏مسدد ‏ ، حدثنا : ‏ ‏يحيى ‏ ‏، عن ‏ ‏سفيان ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عبد الملك ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عبد الله بن الحارث ‏ ، حدثنا : ‏ ‏العباس بن عبد المطلب ‏‏(ر) ، قال للنبي ‏ (ص) :

‏ (ما أغنيت عن ‏عمك ‏فانه كان يحوطك ويغضب لك ، قال : هو في ‏ضحضاح ‏‏من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)

رابعا - اعداء رسول الله واهل بيته ينكرون الاحاديث الصحيحه التي تمدح والدي النبي وعمه ابو طالب

 1 - ابن الجوزي - الموضوعات - كتاب الفضائل والمثالب - باب في اكرام أبويه وجده

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة  282 -283

  النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

- .... أخبرت عن أبي الحسين يحيى بن الحسين بن اسماعيل العلوي ، قال : أنبأنا : أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين الحسني ، قال : حدثنا : زيد بن حاجب ، قال : حدثنا : محمد بن عمار العطار ، قال : حدثني : علي بن محمد بن موسى الغطفاني ، قال : حدثنا : محمد ابن هارون العلوي ، قال : حدثني : محمد بن علي بن حمزة العباسي ، قال : حدثني : أبي ، قال : حدثنا : علي بن موسى بن جعفر ، قال : حدثني : أبي عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله (ص) : هبط على جبريل ، فقال : يا محمد إن الله يقرئك السلام ، ويقول

 إني حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك ، فقال : يا جبريل بين لي ، فقال أما الصلب فعبد الله ، وأما البطن فآمنة بنت وهب ، وأما الحجر فعبد يعني عبد المطلب وفاطمة بنت أسد ، هذا حديث موضوع بلا شك واسناده كما ترى

 2 - السيوطي - الخصائص الكبرى - ذكر المعجزات والخصائص في خلقه الشريف (ص)

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 147 : ( 147 )

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

وأخرج تمام في فوائده ، وابن عساكر ، عن ابن عمرو ، قال : قال رسول الله (ص) :

 إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي طالب ، وأخ لي كان في الجاهلية ، قال تمام  في إسناده الوليد بن سلمة منكر الحديث

 

 أشعار أبو طالب (ع) تدل على إيمانه 

هذا جزء يسير جدا من أشعار مؤمن قريش  أبو طالب (ع)

 1- حديث زينب بنت رسول الله (ص) زوج أبي العاص بن الربيع القرشي

حدثنا : قتيبه ، حدثنا : سفيان ، عن علي بن زيد ، قال : كان أبو طالب يقول في مدح محمد

فشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد (19)

 2- يقول ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة

أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي عم رسول الله (ص) شقيق أبيه .... ولما مات عبد المطلب أوصى بمحمد (ص) إلى أبي طالب فكفله وأحسن تربيته .... ولما بعث قام في نصرته وذب عنه من عاداه ، ومدحه عدة مدائح ومنها قوله من قصيدة

وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد

قال ابن عيينة ، عن علي بن زيد : ما سمعت أحسن من هذا البيت (20)

  3 - يقول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري

وقوله : ( من بعدي اسمه أحمد ) .... وقد أخرج المصنف في التاريخ الصغير ، من طريق علي بن زيد ، قال : كان أبو طالب يقول

وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد (21)

4- يقول ابن هشام في سيرته ج1 ص 174

 فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جهدهم  معه وحدبهم عليه ، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ، ويذكر فضل رسول الله (ص) فيهم  ومكانه منهم ، ليشد لهم رأيهم ، وليحدبوا معه على أمره ، فقال

إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر * فعبد مناف سرها وصميمها

وإن حصلت أشراف عبد منافها * ففي هاشم أشرافها وقديمها

وإن فخرت يوما فإن محمدا * هو المصطفى من سرها وكريمها

تداعت قريش غثها وسمينها * علينا فلم تظفر وطاشت حلومها

وكنا قديما لا نـقـر ظلامـة * إذا ما ثنوا صعـر الخدود نقيمها

ونحمي حماها كل يوم كريهة * ونضرب عن أحجارها من يرومها

بنا انتعش العود الذواء وإنما * بأكنافنا تندى وتنمى أرومها

 5-  وقال ابن كثير - البداية والنهاية - كتاب سيرة رسول الله (ص) ج4 ص 135 - 143

قال ابن اسحاق : ولما خشي أبو طالب دهم العرب أن يركبوه مع قومه ، قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه ، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في شعره أنه غير مسلّم لهم رسول الله (ص) ، ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه ، فقال

وبالبيت حق البيت من بطن مكة * وبالله إن الله ليس بغافل

وبالحجر المسود إذ يمسحونه * إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل

وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافيا غير ناعل

وأشواط بين المروتين إلى الصفا * وما فيهما من صورة وتماثل

ومن حج بيت الله من كل راكب * ومن كل ذي نذر ومن كل راجل

 ثم قال

كذبتم وبيت الله نترك مكة * ونظعن الا أمركم في بلابل

كذبتم وبيت الله نبذي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل

و قال

بكفي فتى مثل الشهاب سميدع * أخي ثقة حامي الحقيقة باسل

شهورا وأياما وحولا محرما * علينا وتأتي حجة بعد قابل

و قال

ونعم ابن أخت القوم غير مكذب * زهير حساما مفردا من حمائل

أشم من الشم البهاليل ينتمي * إلى حسب في حومة المجد فاضل

لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * واخوته دأب المحب المواصل

فمن مثله في الناس أي مؤمل * إذا قاسه الحكام عند التفاضل

حليم رشيد عادل غير طائش * يوالي إلها ليس عنه بغافل

كريم المساعي ماجد وابن ماجد * له إرث مجد ثابت غير ناصل

وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير زائل

فوالله لولا أن أجئ بسبة * تجر على أشياخنا في المحافل

لكنا تبعناه على كل حالة * من الدهر جدا غير قول التهازل

لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعني بقول الا باطل

فأصبح فينا أحمد في أرومة * يقصر عنها سورة المتطاول

حدبت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرى والكلاكل

 

قال ابن هشام : هذا ما صح لي من هذه القصيدة وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها ، قلت  هذه قصيدة عظيمة بليغة جدا لا يستطيع يقولها الا من نسبت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع ، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعا ، وقد أوردها الأموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر ، والله أعلم

 6 – ويقول الآلوسي في تفسيره روح المعاني  ج4 ص 120

وروي ، عن مقاتل : أن رسول الله (ص) كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش إليه يريدون سوءا بالنبي (ص) ، فقال منشدا‏

والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر وقر بذاك منك عيونا

ودعوتني وزعمت أنك ناصح * ولقد صدقت وكنت ، ثم أمينا

وعرضت دينا لا محالة أنه * من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذاري سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا

 7 – وقال ابن أبي الحديد - شرح نهج البلاغةح14 ص78

ومن شعر ابي طالب في مدح محمد

لقد أكرم الله النبي محمدا * فأكرم خلق الله في الناس أحمد

وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد

 8 – واخيرا دليل  لايرد الا بالطعن بمحمد (صلى الله عليه واله) ورسالته

فاطمه بنت اسد  أول امرأة بايعت النبي «صلى الله عليه وآله» بمكة بعد خديجة و الحاديه عشر بين المسلمين وكانت بدريه  (22)

وحينما حضرتها الوفاة أوصت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فقبل وصيتها  

وتوفيت في السنة الرابعة من الهجرة ، وصلى عليها رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وتولى دفنها ، ونزع قميصه وألبسها إياه ، واضطجع معها في قبرها ، وقرأ فيه القرآن ، وأحسن الثناء عليها

فلما سوى عليها التراب سئل عن سبب فعله ذلك ، فقال : ألبستها لتلبس من ثياب الجنة ، واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها ضغطة القبر ، إنها كانت أحسن خلق الله صنعاً بي بعد أبي طالب

وعند السمهودي أنه «صلى الله عليه وآله» نزع قميصه وأمر أن تكفن فيه ، وأنه «صلى الله عليه وآله» صلى عليها عند قبرها وكبر عليها تسعاً وأنه «صلى الله عليه وآله» حفر اللحد بيده وأخرج ترابه بيده

وأضاف السلفي : أنه «صلى الله عليه وآله» تمرغ في قبرها وبكى ، وقال : جزاك الله من أم خيراً ، لقد كانت خير أم ، وكانت ربت النبي «صلى الله عليه وآله»(23)

وأضاف الكليني: أنه «صلى الله عليه وآله» حمل جنازتها على عاتقه ، فلم يزل حتى أوردها قبرها ، وأخذها على يديه ، ووضعها فيه ، وانكب عليها طويلاً يناجيها ولقنها ما تسأل عنه ، حتى إمامة ولدها علي (عليه السلام)

وحينما سئل عن ذلك قال : اليوم فقدت بر أبي طالب ، إن كانت لتكون عندها الشيء ؛ فتؤثرني به على نفسها وولدها إلى آخر ما قال «صلى الله عليه وآله وسلم»

وعند الكليني : أنه هو نفسه «صلى الله عليه وآله» قد قال للمسلمين «إذا رأيتموني قد فعلت شيئاً لم أفعله قبل ذلك ؛ فسلوني : لم فعلته»

قال تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10 )الممتحنه

وثابت ان ابو طالب لم يطلق زوجته ونحن امام احتمالين

الاول - ان ابا طالب لم يسلم والرسول ( صلى الله عليه واله ) لم يطلق فاطمه بنت اسد من ابو طالب فيكون الرسول بذلك قد خان الامانه  وخالف القران (وحاشاه )

الثاني – ان ابو طالب مسلم ولذلك لم يطلق زوجته منه وهذه هي الحقيقه

ولكن عداوه القوم لعلي ولرسول الله (صلى الله عليه واله ) تدفعهما دفعا لمحاربتهما والاساءه اليهما

 

 

 المصادر

1-  المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج3، ص 107

2- سنن الترمذي حديث  3607

3-  سنن الترمذي  حديث 3758

4- سنن ابن ماجه باب فضل العباس بن عبد المطلب  ( ص 50)

      5 - عبد الرزاق بن همام عن سليم بن قيس

6- فتح الباري شرح صحيح البخاري ص148

7-الحاكم النيسابوري - المستدرك على الصحيحين ج ( 2 ) - ص623   حديث4302

8-الهيثمي - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - الجزء  ( 6 ) - رقم الصفحة  15

9- ابن سعد في الطبقات الكبرى الجزء  ( 1 ) - رقم الصفحة  97

10- الدلائل 385

11-الذهبي - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام  ج 1  ص233

12- السيوطي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 25

13-تاريخ اليعقوبي  ج 2 ص 26

14- القندوزي الحنفي - ينابيع المودة لذوي القربىج2  ص93

15- القندوزي الحنفي - ينابيع المودة لذوي القربى الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة  31

16- الطبري - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 19-20

17-الحلبي - السيرة الحلبية الجزء  ( 1 ) - رقم الصفحة  495

18- الصالحي الشامي - سبل الهدى - الجزء : (1 ) - رقم الصفحة 253  

19- البخاري - التاريخ الأوسط  الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 13

20- ابن حجر العسقلاني - الإصابة في تمييز الصحابة ج7 ص196-حديث 10175

21-ابن حجر العسقلاني - فتح الباري شرح صحيح البخاري ج6  ص 404

22-   تذكرة الخواص ص10 

23- الإصابة في تمييز الصحابه ج4 ص382

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمله الاعلاميه التاسعه

 

فقهاء واعلام السلطان يختلقون وينشرون احاديث لرفع مكانه الصحابه والانتقاص من رسول الله

 

قال تعالى:

 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (الاحزاب 33)

واهل البيت هم علي وفاطمه والحسن والحسين (عليهم السلام )

وفي يوم غدير خم بعد حجه الوداع قام رسول الله بتنصيب عليا (عليه السلام ) اماما ووليا وخليفه من بعده

سقطت قريش وبني اميه في الابتلاء الالهي كما سقط ابليس قبلها وعصى الله ولم يسجد لادم فقال عمر لبني هاشم لاتجنمع النبوه والامامه فيكم فلكم النبوه ولقريش الامامه والخلافه

وامام هذا الوضع الجديد ولكي تستحوذ قريش على السطه فلا بد من تلميع صور قادتها المتهالكه واختلاق احاديث ترفع من مكانتهم يتولى اعلام السلطه نشرها ومن جانب اخر نشر احاديث تحط من مكانه رسول الله (صلى الله عليه واله ) واهل بيته

وكانت خطه الاعلام كما يلي :

اولا - الاعلام الاموي ينشر احاديث اختلقها ابو هريره من اجل رفع مكانه ابو بكر

ثانيا - الاعلام الاموي ينشر احاديث اختلقها ابو هريره من اجل رفع مكانه ابو بكر وعمر

ثالثا - الاعلام الاموي ينشر احاديث مختلقه من اجل رفع مكانه عمر

رابعا - الاعلام الاموي ينشر احاديث مختلقه من اجل رفع مكانه عثمان

خامسا - الاعلام الاموي ينشر احاديث مختلقه من اجل رفع مكانه معاويه ويزيد

 

  اولا - الاعلام الاموي ينشر احاديث اختلقها ابو هريره من اجل رفع مكانه ابو بكر 

  1 - ومنها: ما أخرجه أبو العباس الوليد بن أحمد الزوزني في كتابه - شجرة العقل - من طريقين الى أبي هريرة قال:

 (سمعت رسول الله صلى‌الله ‌عليه ‌وآله يقول:

(ان لأبي بكر قبة من درة بيضاء لها أربعة أبواب تخترقها رياح الرحمة ظاهرها عفو الله وباطنها رضوان الله كلما اشتاق الى الله انفتح له مصراع ينظر منه الى الله عز وجل)

 2 - ومنها: ما أخرجه ابن حيان بالاسناد الى أبي هريرة قال:

لما قدم رسول الله صلى‌الله ‌عليه‌ وآله من الغار يريد المدينة أخذ أبو بكر بغرزه فقال

( ألا أبشرك يا أبا بكر؟ ان الله تعالى يتجلي للخلائق يوم القيامة عامة ويتجلى لك خاصة)

 3 - ومنها: ما أخرجه ابن حبان أيضاً بالاسناد الى أبي هريرة قال:

بينما جبرئيل مع النبي صلى‌الله‌ عليه‌ وآله إذ مر بهما أبو بكر فقال جبرئيل:

 (هذا أبو بكر الصديق فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله :

(أتعرفه ياجبرئيل؟ قال: نعم انه في السماء لأشهر منه في الأرض؛ وان الملائكة لتسميه حليم قريش وانه وزيرك في حياتك وخليفتك بعد مماتك)

 4 - ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد إلى أبي هريرة قال:

 ( قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله تباشرت الملائكة يوم ولد أبو بكر الصديق واطلع الله الى جنة عدن فقال وعزتي وجلالي لا أدخلها إلا من أحب هذا المولود )

 5 - ومنها: ما أخرجه ابن عدي بالاسناد إلى أبي هريرة قال:

سمعت رسول الله صلى‌الله‌ عليه‌ وآله يقول:

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْلَةَ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَمَا  مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلَّا وَجَدْتُ فِيهَا اسْمِي مَكْتُوبًا: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ خَلْفِي

 6 - ومنها: ما أخرجه ابو الفرج ابن الجوزي بالاسناد الى أبي هريرة قال:

  (حدثني رسول الله صلى‌ الله‌عليه ‌وآله بان الجنة والنار تفاخرتا فقالت النار للجنة أنا أعظم منك قدراً، لأن فيّ الفراعنة والجبابرة والملوك وابناؤهم، فاوحى الله الى الجنة أن قولي:

( بل لي الفضل إذ زينني الله لأبي بكر)

ثانيا - الاعلام الاموي ينشر احاديث اختلقها ابو هريره من اجل رفع مكانه ابو بكر وعمر

 7 - ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال:  

خرج النبي صلى‌الله‌ عليه‌ وآله متكئاً على علي بن أبي طالب فاستقبله أبو بكر وعمر فقال :

( يا علي أتحب هذين الشيخين؟ قال: نعم؛ قال: احببهما تدخل الجنة )

 8- ومنها: ما أخرجه الخطيب أيضاً في تاريخ بغداد وابن شاهين في سننه من طريقين الى أبي هريرة قال:

سمعت رسول الله يقول:

 (ان في السماء الدنيا ثمانين الف ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانين الف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر)

 9 - ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال:

 (سمعت رسول الله صلى‌الله‌ عليه‌ وآله يقول:

( ان لله تعالى في السماء سبعين الف ملك يلعنون من شتم أبا بكر وعمر)

 10 – وقالوا ان رسول الله قال :

(هذا جبرئيل يخبرني عن الله ما أحب أبا بكر وعمر الا مؤمن تقى ولا ابغضهما إلا منافق شقي)

11- وقوله:

قال رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله خلقني الله من نوره وخلق أبا بكر من نوري وخلق عمر من نور أبي بكر وخلق أمتي من نور عمر وعمر سراج أهل الجنة)

    12 - وقوله: سمعت رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله يقول  

 أبو بكر وعمر خير الأولين والآخرين

 13 - وقوله: ان النبي صلى ‌الله‌عليه‌ وآله كان يقول:

 أصحابي كالنجوم من اقتدى بشئ منها اهتدى

 14- وقوله: قال رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله :

(انزل في الانجيل نعتي ونعت أصحابي أبي بكر وعمر وعثمان وعلى كزرع أخرج شطأه الآية)

ثالثا - الاعلام الاموي ينشر احاديث مختلقه من اجل رفع مكانه عمر

 رد الجميل لعمر

ولعل تخصيصه عمر بن الخطاب بتحديث الملائكة له دون سائر الصحابة يدخل في هذا الباب، لأن الفئة الباغية تعظّم عمر أكثر من غيره من الصحابة، بل تعتبره ولي نعمتها، فهو الذي ولّى معاوية على الشام، ولذلك بالغت كثيرا في تفضيله حتى على من سبقه إلى الإسلام من الصحابة متخلين عن نظريتهم في كون الأفضل هو الأسبق

15 - فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

(لقد كان فيمن كان قبلكم من بني اسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر)

16 -  - صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة البقرة : 125

باب : { وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }

الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة 20

‏4213 - حدثنا : ‏ ‏مسدد ‏ ‏، عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏، عن ‏ ‏حميد ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس ‏، ‏قال : قال عمر ‏: ‏وافقت الله في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذت مقام ‏ ‏إبراهيم ‏مصلى ، وقلت : يا رسول الله يدخل عليك ‏البر ‏والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله ‏آية الحجاب ‏، قال : وبلغني معاتبة النبي ‏ (ص) ‏بعض نسائه فدخلت عليهن ، قلت : إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله ‏ (ص) ‏ ‏خيرا منكن حتى أتيت احدى نسائه ، قالت : يا ‏ ‏عمر ‏ ‏أما في رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله ‏: { عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ ( التحريم : 5 ) } ‏‏الآية

17 - فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

(لقد كان فيمن كان قبلكم من بني اسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر)

رابعا - الاعلام الاموي ينشر احاديث مختلقه من اجل رفع مكانه عثمان

 18- ومنها قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول:

(إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا)، أو قال: (اختلافا وفتنة)، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ قال: (عليكم بالأمين وأصحابه)، وهو يشير إلى عثمان بذلك

وكان مما حدثهم به عن رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله :

 (إن لكل نبي خليلا من أمته وان خليلي عثمان)

وقال سمعت رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله يقول:

 ( عثمان حي تستحي منه الملائكة )

ورووا عنه ورفوعاً:

 (لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان )

       البخاري - الأدب المفرد - باب الحياء  الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة 211

‏603 - حدثنا : أبو الربيع ، قال : حدثني : إسماعيل ، قال : حدثني : محمد بن أبي حرملة ، عن عطاء ، وسليمان ابني يسار ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن : أن عائشة ، قالت : كان النبي (ص) مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر (ر) فأذن له كذلك فتحدث ثم استأذن عمر (ر) فأذن له كذلك ، ثم تحدث ثم استأذن عثمان (ر) فجلس النبي (ص) وسوى ثيابه ، قال : محمد ولا أقول في يوم واحد فدخل فتحدث فلما خرج ، قال : قلت يا رسول الله

 دخل أبو بكر فلم تهش ولم تباله ، ثم دخل عمر فلم تهش ولم تباله ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك ، قال : ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة

  20 - صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل عثمان بن عفان (ر)

الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1866 )

‏2401 - حدثنا : ‏يحيى بن يحيى ‏، ‏ويحيى بن أيوب ‏، ‏وقتيبه ‏، ‏وابن حجر العسقلاني ،‏ ‏قال : ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏أخبرنا ، ‏وقال : ‏ ‏الآخرون :‏ ‏ حدثنا : ‏ ‏إسماعيل يعنون ابن جعفر ‏ ‏، عن ‏ ‏محمد بن أبي حرملة ‏ ‏، عن ‏ ‏عطاء ‏ ‏وسليمان ابني يسار ‏ ‏وأبي سلمة بن عبد الرحمن ‏: ‏أن ‏ ‏عائشة ‏، ‏قالت : كان رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه ‏ ‏أو ساقيه ‏ ‏فاستأذن ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فأذن له وهو على تلك الحال ، فتحدث ثم استأذن ‏عمر ‏‏فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن ‏ ‏عثمان ‏ ‏فجلس رسول الله ‏ (ص) ‏‏وسوى ثيابه ‏‏، قال ‏محمد :‏ ‏ولا أقول ذلك في يوم واحد ‏ ‏فدخل فتحدث فلما خرج ، قالت عائشة ‏: ‏دخل ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فلم ‏ ‏تهتش ‏ ‏له ولم ‏ ‏تباله ‏ ‏ثم دخل ‏ ‏عمر ‏ ‏فلم ‏ ‏تهتش ‏ ‏له ولم ‏ ‏تباله ‏ ‏ثم دخل ‏ ‏عثمان ‏ ‏فجلست وسويت ثيابك ، فقال :‏ ‏ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

 21 - أحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل

مسند النساء - مسند الصديقة عائشة بنت الصديق (ر)

الجزء : ( 40 ) - رقم الصفحة 387  

 24330حدثنا : ‏ ‏مروان ،‏ ‏قال : أخبرنا : ‏ ‏عبيد الله بن سيار ، ‏قال : أسمعت ‏عائشة بنت طلحة ‏ ‏تذكر عن ‏‏عائشة أم المؤمنين ‏‏: أن رسول الله (ص) ‏‏كان جالسا كاشفا عن فخذه فاستأذن ‏‏أبو بكر ‏‏فأذن له وهو على حاله ، ثم استأذن ‏عمر ‏فأذن له وهو على حاله ، ثم استأذن ‏عثمان ‏فأرخى عليه ثيابه فلما قاموا ، قلت : يا رسول الله استأذن عليك ‏ ‏أبو بكر ‏‏وعمر ‏ ‏فأذنت لهما وأنت على حالك ‏ ‏فلما استأذن ‏ ‏عثمان ‏ ‏أرخيت عليك ثيابك ، فقال : يا ‏ ‏عائشة ‏‏ألا ‏‏أستحيي من رجل والله إن الملائكة تستحيي منه

خامسا - الاعلام الاموي ينشر احاديث مختلقه من اجل رفع مكانه معاويه ويزيد

وقد كثر وضع الحديث في تلك الدولة حسبما اقتضته دعايتها، وأوجبته سياستها في نكاية الهاشميين، وكثرت الكذابة يومئذ على رسول الله كما أنذر به صلى‌الله‌عليه‌ وآله وتطوروا فيما اختلفوه من الحديث حسبما أوحى اليهم وكان أبو هريرة في الرعيل الأول من هؤلاء، فحدث الناس في الفضائل احاديث منكرة، عن أبي هريرة قال:

  22 - سمعت رسول الله صلى‌الله‌ عليه‌ وآله يقول :

  (ان الله ائتمن على وحيه ثلاثة أنا وجبرئيل ومعاوية)

 23 - ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال:

( ناول النبي صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله معاوية سهما فقال:

 ( خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة)

   24- صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير باب ما قيل في قتال الروم

2924 - عن خالد بن معدان، أن عمير بن الأسود العنسي، حدثه - أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناء له، ومعه أم حرام - قال: عمير، فحدثتنا أم حرام: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:

«أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا»، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم»، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:

 «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم»،

 فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا

25- صحيح مسلم - كتاب الإمارة - باب فضل الغزو في البحر

الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة 1518  

‏1912 - حدثنا : ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏، ‏قال : قرأت على ‏ ‏مالك ‏ ‏، عن ‏ ‏إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس بن مالك : ‏أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كان يدخل على ‏ ‏أم حرام بنت ملحان ‏ ‏فتطعمه ، وكانت ‏ ‏أم حرام ‏ ‏تحت ‏ ‏عبادة بن الصامت ‏ ‏فدخل عليها رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يوما فأطعمته ، ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت : فقلت  ما يضحكك يا رسول الله ، قال :‏ ‏ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ‏ ‏ثبج ‏ ‏هذا البحر ملوكا على الأسرة ‏ ‏أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال : ‏قالت فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ، ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت : فقلت ما يضحكك يا رسول الله ، قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى ، قالت : فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : أنت من الأولين فركبت ‏ ‏أم حرام بنت ملحان ‏ ‏البحر في زمن ‏ ‏معاوية ‏ ‏فصرعت ‏ ‏عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت

26 -  - النسائي - سنن النسائي - كتاب الجهاد - فضل الجهاد في البحر

الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة301   

‏4365 - أخبرنا : ‏ ‏محمد بن سلمة ‏ ‏والحارث بن مسكين ‏ ‏قراءة عليه أنا أسمع ، عن ‏ ‏ابن القاسم ،‏ ‏قال : حدثني : ‏ ‏مالك ‏ ‏، عن ‏ ‏إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس بن مالك ،‏ ‏قال : كان رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏إذا ذهب إلى ‏ ‏قباء ‏ ‏يدخل على ‏ ‏أم حرام بنت ملحان ‏ ‏فتطعمه وكانت ‏ ‏أم حرام بنت ملحان ‏ ‏تحت ‏ ‏عبادة بن الصامت ‏، ‏فدخل عليها رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يوما فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت : فقلت ما يضحكك يا رسول الله ، قال : ‏ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ‏ ‏ثبج ‏ ‏هذا البحر ملوك على الأسرة ‏ ‏أو مثل الملوك على الأسرة شك ‏ ‏اسحق ،‏ ‏فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ثم نام ‏، ‏وقال ‏الحارث :‏ ‏فنام ‏ ‏ثم استيقظ فضحك ، فقلت له : ما يضحكك يا رسول الله ، قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ملوك على الأسرة ‏ ‏أو مثل الملوك على الأسرة ‏ ‏كما قال في الأول ، فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : أنت من الأولين فركبت البحر في زمان ‏ ‏معاوية ‏ ‏فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت

27 - أبو داود السجستاني - سنن أبي داود - كتاب الجهاد - باب فضل الغزو في البحر

الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة 6

‏2491 - حدثنا : ‏ ‏القعنبي ‏ ‏، عن ‏ ‏مالك ‏ ‏، عن ‏ ‏إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏: ‏أنه سمعه ‏ ‏يقول : كان رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏إذا ذهب إلى ‏ ‏قباء ‏ ‏يدخل على ‏ ‏أم حرام بنت ملحان ‏ ‏وكانت تحت ‏ ‏عبادة بن الصامت ‏ ‏فدخل عليها يوما فأطعمته وجلست ‏ ‏تفلي رأسه ‏، ‏وساق هذا الحديث ‏، ‏قال ‏أبو داود ‏: ‏وماتت ‏ ‏بنت ملحان ‏ ‏بقبرص ‏ ، حدثنا : ‏ ‏يحيى بن معين ‏ ، حدثنا : ‏ ‏هشام بن يوسف ‏ ‏، عن ‏ ‏معمر ‏ ‏، عن ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏، عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏ ‏، عن ‏ ‏أخت أم سليم الرميصاء ‏، ‏قالت : ‏نام النبي ‏ (ص) ‏ ‏فاستيقظ وكانت تغسل رأسها فاستيقظ وهو يضحك ، فقالت : يا رسول الله أتضحك من رأسي ، قال : لا ‏ ‏وساق هذا الخبر يزيد وينقص ‏ ‏قال ‏أبو داود :‏ ‏الرميصاء ‏ ‏أخت ‏ ‏أم سليم ‏ ‏من الرضاعة

اهداف الحمله الدعائيه

1- بالغ بني اميه كثيرا في مدح ابو بكر وعمر وعثمان ومعاويه ويزيد ورفعوهم فوق مكانه النبي (ص) والهدف واضح وهو تقليل مكانه رسول الاسلام  ومحاربه دين الله ورفع مكانه رجال قريش واحياء النعرات العصبيه والقبليه وقد قام عمر  ومعاويه بذلك خير قيام

2- ارسل معاويه ابنه يزيد على قياده الجيش فمعاويه مغفور له ويزيد مغفور له وهذا هو الهدف من اختلاق هذا الحديث

 

 

الحمله الاعلاميه العاشره

الاعلام الاموي يختلق احاديث ترفع معاويه الى مرتبه النبوه

 

رفع الاعلام الاموي معاويه الى مصاف الانبياء  محاربه لله ولرسوله واهل بيته ورضخت الامه طوعا او كرها للاعلام الاموي

اورد الذهبي في سير اعلام النبلاء ج7 ص 131مايلي :

عن أبو فروة ، يزيد بن محمد الرهاوي : سمعت أبي يقول : قلت لعيسى بن يونس : أيهما أفضل : الأوزاعي أو سفيان ؟ فقال : وأين أنت من سفيان ؟ قلت : يا أبا عمرو : ذهبت بك العراقية ، الأوزاعي ، فقهه ، وفضله ، وعلمه ! فغضب ، وقال : أتراني أؤثر على الحق شيئا . سمعت الأوزاعي يقول : ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق ، وتبرأنا منه ، وأخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة ، قال : فلما عقلت أمري ، سألت مكحولا ويحيى بن أبي كثير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، فقال : ليس عليك شيء ، إنما أنت مكره ، فلم تقر عيني . حتى فارقت نسائي ، وأعتقت رقيقي ، وخرجت من مالي ، وكفرت أيماني . فأخبرني : سفيان كان يفعل ذلك ؟

احصى الشيخ الاميني في موسوعه الغدير ج11 وميزان الاعتدال للذهبي ج2 وسير اعلام النبلاء ج3 والبدايه والنهايه ج11 وغيرهم الكثير من العلماء والمؤرخين مجموعه كبيره من الاحاديث الوارده في( مناقب) معاويه وقد عدّوها من الاحاديث الموضوعه

ولم يَعدّ علماء ومؤرخوا القرن الاول تلك الاحاديث موضوعه اما خوفا او طمعا بما في يد معاويه حتى اصبحت دينا بدلا من دين محمد (ص) وسنه محل سنته وتسلل بعضها الى كتب المسلمين لتفسد حاضرنا بعدما افسدت ماضينا وخلقت لنا في كل زمان فئه باغيه

 

واليكم بعضا من تلك الاحاديث مختصرا

 1- معاويه في روضه تحت العرش يناجيه ربه ثمانين عاما قبل ان يعثر عليه رسول الله

ورد في ميزان الاعتدال للذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤١٠

حدثنا عبد الله، حدثنا سريج، أنبأنا هشيم، عن يسار، عن ثابت، عن أنس - مرفوعا - قال:

 لا أفتقد أحدا من أصحابي غير معاوية، لا أراه ثمانين عاما، ثم يقبل إلى علي ناقة من المسك حشوها من الرحمة، قوائمها من الزبرجد، فأقول: أين كنت؟

فيقول: كنت في روضة تحت عرش ربي يناجيني وأناجيه، ويقول: هذا عوض لما كنت تشتم في الدنيا

2-الله يهدي معاويه قلما من فوق عرشه

 ورد في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هبط علي جبريل ومعه قلم من ذهب إبريز فقال لي: إن العلي الأعلى يقرئك السلام وهو يقول لك:

حبيبي، قد أهديت القلم من فوق عرشي إلى معاوية بن أبي سفيان، فأوصله إليه، ومره أن يكتب آية الكرسي بخطه بهذا القلم، ويشكله ويعجمه، ويعرضه عليك

 3 – الله يسلم على معاويه ويوصي الرسول محمد به فانه نعم الامين

 ورد في البدايه والنهايه لابن كثيرج11 ص402

وقال المسيب بن واضح ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال : أتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، أقرئ معاوية السلام ، واستوص به خيرا ; فإنه أمين الله على كتابه ووحيه ، ونعم الأمين

4-الرسول (ص) يستشير جبرائيل بمعاويه فيقول اسكتبته فانه امين

ورد في البدايه والنهايه ج 11 ص 402

أورد ابن عساكر من وجه آخر ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، ثم أورده أيضا من رواية علي وجابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار جبريل في استكتابه معاوية ، فقال :

 استكتبه فإنه أمين

 وفي سير اعلم النبلاء للذهبي  ج  3  والغدير - الشيخ الأميني - ج ١١ - الصفحة ٧٧

5 – الله سبحانه وتعالى يقول لمحمد (ص) ليس لك ان تعزل معاويه

عن مري الحوراني ، عن رجل : نزل جبريل ، فقال :

يا محمد ليس لك أن تعزل من اختاره الله لكتابة وحيه ، فأقره إنه أمين

6 - عن سعد مرفوعا : يحشر معاوية وعليه حلة من نور

7 – هديه رب العالمين من فوق العرش لمعاويه فقط دون رسول الله (ص)

عن أنس : هبط جبريل بقلم من ذهب ، فقال يا محمد : إن العلي الأعلى يقول :

 قد أهديت القلم من فوق عرشي إلى معاوية ، فمره أن يكتب آية الكرسي به ويشكله ويعجمه ، فذكر خبرا طويلا

8 – هديه الله لمعاويه وصلت الى مافوق اذن معاويه

 وعن ابن عباس ، قال : لما أنزلت آية الكرسي ، دعا معاوية ، فلم يجد قلما ، وذلك أن الله أمر جبريل أن يأخذ الأقلام من دواته ، فقام ليجيء بقلم ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : خذ القلم من أذنك ، فإذا قلم ذهب مكتوب عليه لا إله إلا الله ، هدية من الله إلى أمينه معاوية

9 - وعن عائشة مرفوعا : كأني أنظر إلى سويقتي معاوية ترفلان في الجنة

10 - عن علي ، قال : لأخرجن ما في عنقي لمعاوية ، قد استكتبه نبي الله وأنا جالس ، فعلمت أن ذلك لم يكن من رسول الله ، ولكن من الله

11- (الأمناء سبعة: اللوح والقلم وإسرافيل وميكائيل وجبريل ومحمد ومعاوية بن أبي سفيان)

ورد في كتاب الزيادات على الموضوعات للسيوطي حديث 293

حدثنا داود بن عفَّان حدّثنا أنس بن مالك مرفوعًا:

 (الأمناء سبعة: اللوح والقلم وإسرافيل وميكائيل وجبريل ومحمد ومعاوية بن أبي سفيان)

12 – وفي سير اعلام النبلاء ج3 ص130 عن زيد بن ثابت : دخل النبي - عليه السلام - على أم حبيبة ، ومعاوية نائم على فخذها ، فقال : أتحبينه ؟ قالت : نعم . قال : الله أشد حبا له منك له ، كأني أراه على رفارف الجنة

 13 - عن جعفر : أنه أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - سفرجل ، فأعطى معاوية منه ثلاثا  وقال  القني بهن في الجنة

قلت : وجعفر قد استشهد قبل قدوم معاوية مسلما

 14 - وعن حذيفة مرفوعا : يبعث معاوية وعليه رداء من نور الإيمان 

 15- عن أبي سعيد مرفوعا : يخرج معاوية من قبره عليه رداء من سندس مرصع بالدر والياقوت

 16 - عن علي : أن جبريل نزل ، فقال : استكتب معاوية ، فإنه أمين 

 17- واصبح معاويه بمرتبه النبي (ص)

أبو هريرة مرفوعا : الأمناء ثلاثة ; أنا ، وجبريل ، ومعاوية     

 18 -أبو هريرة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ناول معاوية سهما ، وقال :

 خذه حتى توافيني به في الجنة     

 19 – وحده معاويه في روضه تحت العرش سبعين عاما قبل ان يذهب للقاء رسول الله

أنس مرفوعا : قال رسول الله :

لا أفتقد أحدا غير معاوية ، لا أراه سبعين عاما ; فإذا كان بعد أقبل على ناقة من المسك ، فأقول : أين كنت ؟ فيقول : في روضة تحت العرش

 20 – حب معاويه فريضه جديده على امه محمد

وفي ص 131 من  سير اعلام النبلاء للذهبي

وعن بعضهم : جاء جبريل بورقة آس عليها : لا إله إلا الله ، حب معاوية فرض على عبادي

21 – الحمد لله فان معاويه لايسبق  رسول الله بالدخول الى الجنه بل يزاحمه على الباب

عن ابن عمر مرفوعا : يا معاوية ; أنت مني وأنا منك ، لتزاحمني على باب الجنة

 22- يقول الله سبحانه لا يحق لك يارسول الله تغيير معاويه

 وفي الغدير للاميني ج5 ص262 

أخبر رجل عن رجل قال: اجتمع عشرة من بني هاشم فغدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قالوا: يا رسول الله! غدونا ليك لنذكر لك بعض أمورنا، إن الله قد تفضل بهذه الرسالة فشرفك، بها وشرفنا لشرفك وهذا معاوية بن أبي سفيان يكتب الوحي فقد رأينا أن غيره من أهل بيتك أولى به لك منه قال: نعم. انظروا في رجل غيره قال: وكان الوحي ينزل في كل أربعة أيام من عند الله إلى محمد فأقام جبريل أربعين يوما لا ينزل، فلما كان يوم أربعين هبط جبريل بصحيفة فيها مكتوب:

 يا محمد! ليس لك أن تغير من اختاره الله لكتابة وحيه فأقره فإنه أمين، فأقره

 23 - وكاد معاويه ان يبعث نبيا 

وفي نفس الصفحه من المصدر السابق

عن واثلة مرفوعا: إن الله ائتمن على وحيه جبريل وأنا ومعاوية، وكاد أن يبعث معاوية نبيا من كثرة علمه وائتمانه على كلام ربي، يغفر الله معاوية ذنوبه، ووقاه حسابه، وعلمه كتابه، وجعله هاديا مهديا وهدى به

 24 – وفي الصفحه 276عن سعد: إن النبي صلى الله عليه وآله قال لمعاوية:

إنه يحشر وعليه حلة من نور ظاهرها من الرحمة، وباطنها من الرضا، يفتخر بها في الجمع. لكتابة الوحي

25 -أخرج البخاري في تاريخه ج4 ص 180 عن إسحاق بن يزيد عن محمد بن مبارك الصوري عن صدقة بن خالد عن وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده قال

كان معاوية ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا معاوية  ما يليني منك؟ قال: بطني قال صلى الله عليه وسلم:

 اللهم املأه علما وحلما. وذكره الذهبي في الميزان 3: 268

وتقول عائشة

أين كان حلمه حين قتل حجرا وأصحابه ؟ ويل له من حجر وأصحابه

وقال شريك حين ذكر معاوية عنده بالحلم: هل كان معاوية إلا معدن السفه؟

والله لقد أتاه قتل أمير المؤمنين وكان متكيا فاستوى جالسا ثم قال: يا جارية غنيني فاليوم قرت عيني فأنشأت ابيات لابي الاسود الدولي يتهم فيها معاوبه بقتل علي قائله

ألا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا

أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا * وأفضلهم ومن ركب السفينا

فرفع معاوية عمودا كان بين يديه فضرب رأسها ونثر دماغها، أين كان حلمه ذلك اليوم؟  والذي جاء في بطن معاوية من الحديث المتسالم عليه إنما هو إنه صلى الله عليه وآله دعا عليه وقال: لا أشبع الله بطنه. وأما غيره فحديث إفك لا يؤبه به

 26 - أخرج الذهبي في الميزان وابن كثير في تاريخه 8 ص 121 من طريق نصير عن أبي هلال محمد بن سليم حدثنا جبلة عن رجل عن مسلمة بن مخلد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم علم معاوية الكتاب، ومكن له في البلاد

  27 – وفي ميزان الاعتدال ج1 ص193

ورد مرفوعا: يبعث معاوية عليه رداء من نور 

  28 - أخرج أبو نعيم في الحلية 10: 393 عن ابن عمر قال قال رسول الله (ص)

يطلع عليكم رجل من أهل الجنة. فطلع معاوية، ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية، ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية.

 29 -عن أبي موسى قال:

 دخل النبي صلى الله عليه وآله على أم حبيبة ورأس معاوية في حجرها فقال لها: أتحبينه؟ قالت: وما لي لا أحب؟ أخي، قال: فإن الله ورسوله يحبانه

30 - وعن أنس مرفوعا: ائتمن الله على وحيه جبرئيل ومحمدا ومعاوية

   31 - أخرج البخاري في تاريخه 4 قسم 1 ص 328 من طريق عمرو بن واقد الدمشقي،

عن يونس الدمشقي، عن أبي إدريس الدمشقي، عن عمير بن سعد نزيل دمشق قال

لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اهده

    32 - أخرج ابن كثير في تاريخه 8: 120 عن ابن عباس قال

أتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:

 يا محمد اقرأ معاوية السلام واستوص به خيرا، فإنه أمين الله على كتابه ووحيه ونعم الأمين

33 - أخرج الطبراني عن عائشة قالت:

لما كان يوم أم حبيبة من النبي صلى الله عليه وسلم دق الباب داق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظروا من هذا؟ قالوا معاوية

قال: ائذنوا له، فدخل وعلى أذنه قلم يخط به فقال: ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟! قال: قلم أعددته لله ولرسوله، فقال له:

جزاك الله عن نبيك خيرا، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله، وما أفعل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله، كيف بك لو قمصك الله قميصا ؟- يعني من الخلافة - فقامت أم حبيبة فجلست بين يديه وقالت: يا رسول الله! وإن الله مقمصه قميصا؟ قال: نعم. ولكن فيه هنات وهنات فقالت: يا رسول الله! فادع الله له. فقال:

 اللهم اهده بالهدى، وجنبه الردى، واغفر له في الآخرة والأولى

 34 - معاويه افضل من ابي بكر وعمر وقد اوصاهما الرسول باتباعه 

أخرج الطبراني عن يحيى بن عثمان عن عبد الله بن بسر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أبا بكر وعمر في أمر فقال: أشيروا علي. فقالا

الله ورسوله أعلم، فقال: ادعوا معاوية. فقال أبو بكر وعمر: أما في رسول الله ورجلين من رجال قريش ما يتقنون أمرهم حتى يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غلام من غلمان قريش؟

فقال: ادعوا لي معاوية فدعي له فلما وقف بين يديه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

 أحضروه أمركم، وأشهدوه أمركم فإنه قوي أمين. وزاد نعيم: وحملوه أمركم

فان كان غالبيه الامه قد ضعفت تلك الاحاديث  واعتبرتها موضوعه فان فئه من المسلمين لازالت تؤمن بها وتدين بها وتصادر راي المسلمين الاخرين باتباع سنه النبي وتخلق لنا في كل زمان فئه باغيه تنزو على الامه بسيفها وتستبيح دمائهم واعراضهم وليس داعش باخر تلك الفئات الباغيه

 

الباب الثاني

الاعلام الاموي في محاربه الامام علي (عليه السلام )

 

الفصل الاول - الاعلام اليهودي في خدمه الاعلام الاموي لمحاربه الامام علي

الفصل الثاني - بالمكر والخديعه الاعلام الاموي يحيّد 20000  مقاتل من جيش علي (ع) ويهددونه بالقتل او تسليمه لمعاويه ان لم يستجب للتحكيم 

الفصل الثالث - الاعلام الاموي الماكر يحرف الانظار عن القاتل الحقيقي للامام علي (ع)

الفصل الرابع  - اعترافات وزير اعلام  وحرب معاويه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الباب الثاني

الفصل الاول

 الاعلام اليهودي في خدمه الاعلام الاموي لمحاربه الامام علي

 قاد كعب الاحبار حمله اعلاميه مسعوره لتلميع صوره عثمان ومعاويه والتبشير بهما للخلافه وتفضيلهما على علي (ع) وان عليا واولاده لايصلحون للخلافه وقد توافقت هذه الاراء مع حقد قريش على علي (ع) وبنيه وان لايستلم بني هاشم الخلافه وقد قال عمر:

 (لاتجتمع النبوه والخلافه في بني هاشم )

  وانتشرت الاكاذيب  التي بثها كعب الاحبار في اعلامه بين المسلمين لمئات السنين ورواها مشايخهم في مساجدهم وكتبوها في كتبهم وصحاحهم حتى اصبحت دينا يدان به هذه الايام

 وقد استغل كعب الاحبار افتتان عمر بالدين اليهودي وتقريبه  له واعتباره مستشارا له فنشر مايريد نشره من اعلام  يناصر معاويه ويحارب علي ويفسد على المسلمين عقائدهم

ونورد فيما يلي بعضا من فقرات تلك الحمله الاعلاميه المسعوره :

اولا- اعلام كعب الاحبار يبشر بتولي عثمان ومعاويه السلطه ويوحي الى عمر بتوليتهما

اصبحت امور الدوله واختيار الخليفه بيد كعب الاحبار بعد مده قليله من اسلامه

  روى محمد بن حبيب في اماليه وابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغه 3/115 

عن ابن عباس قال:

 تبرم عمر بالخلافة في آخر أيامه وخاف العجز وضجر من سياسة الرعية، فكان لا يزال يدعو الله بأن يتوفاه، فقال لكعب الأحبار يوما وأنا عنده: إني قد أحببت أن أعهد إلى من يقوم بهذا الأمر، وأظن وفاتي قد دنت، فما تقول في علي؟ أشر علي في رأيك، واذكرني ما تجدونه عندكم، فإنكم تزعمون أن أمرنا هذا مسطور في كتبكم

فقال: أما من طريق الرأي فإنه لا يصلح رجل متين الدين لا يفضي على عورة ولا يحلم عن زلة ولا يعمل باجتهاد رأيه. وليس هذا من سياسة الرعية في شئ، وأما ما نجده في كتبنا فنجده لا يلي الأمر ولا ولده وأن وليه كان هرج شديد

قال: وكيف ذاك؟

قال: لأنه أراق الدماء ومن أراق الدماء لا يلي الملك

إن داود لما أراد أن يبني حيطان بيت المقدس، أوحى الله إليه أنك لا تبنيه، لأنك أرقت الدماء وإنما يبنيه سليمان

فقال عمر: أليس بحق أراقها؟

قال كعب: داود بحق أراقها يا أمير المؤمنين

قال: فإلى من يفضي الأمر تجدونه عندكم

قال: نجده ينتقل بعد صاحب الشريعة والاثنين من أصحابه إلى أعدائه الذين حاربوه وحاربهم على الدين  (ويقصد بذلك معاويه وبني اميه )

ثانيا - قال كعب الاحبار ان عليا اراق الدماء ومن اراق الدماء لايلي الملك

 سيطرت هذه المقوله على عقول وافكارغالبيه المسلمين  على مدى 1400 سنه وحتى يومنا هذا معتمدين عليها للاستدلال بافضليه معاويه على علي (عليه السلام) وعدم اهليه علي للخلافه

وتناقلتها كتبهم وصحاحهم

ولقد حقد كعب على علي (عليه السلام) لإراقته دماء اليهود في خيبر فأصبح في نظر كعب غير صالح لخلافة المسلمين وحقد معاوية وطلقاء مكة على علي (عليه السلام) لإراقته دماء كفار قريش فأصبح ثأر اليهود وكفار قريش متمثلا في علي (عليه السلام)

وهكذا حوّلَ كعب الاحبار فضيله علي وجهاده في محاربه الكفار والمشركين في بدر واحد وخيبر ونصره رسول الله (ص) الى مثلبه ونقيصه يعاقبه عليها الله والمجتمع ويرددها اليوم شيوخ السلفيه وتمتلئ بها كتبهم وصحاحهم

ثالثا – تمكن اعلام اليهود من عقول  بعض المسلمين فاعتبروا ان عليا ليس بخليفه رابع

يقول ابن تيميه في منهاج السنه ص163

 ( وَكَانَ كَثِيرٌ مِنْ خُطَبَاءِ الْمَغْرِبِ يَذْكُرُونَ  أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَيُرَبِّعُونَ بِذِكْرِ مُعَاوِيَةَ  ولَا يَذْكُرُونَ عَلِيًّا. قَالُوا: لِأَنَّ هَؤُلَاءِ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى إِمَامَتِهِمْ دُونَ عَلِيٍّ.)

ويقول ابي بكر الخلال في كتاب السنه  ص397  

سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ، يَقُولُ:

 قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ: إِنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَنْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ لَمْ أُعَنِّفْهُ، فَقَالَ يَحْيَى: خَلَوْتُ بِأَحْمَدَ عَلَى بَابِ عَفَّانَ فَسَأَلْتُهُ: مَا تَقُولُ؟ فَقَالَ: " أَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، لَا أَقُولُ: عَلِيٌّ (حديث 575) "

الإمام مالك ينكر تربيع علي في الخلافة

يقول القاضي عياض في كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك في مذهب الإمام مالك :

يدحض الإمام مالك تربيع علي في الخلافة بل وينكر على من يفضله على بقية الصحابة في زمانه وليس على الثلاثة الراشدين لأنهم بلا خلاف خيرٌ منه ومن جميع الصحابة الكرام

ويقول عندما سئل مالك على حجته في رأيه :

 إحتج الإمام مالك بحديث صحيح (وقد أخرجه بعده الإمام البخاري) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ لاَ نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ، لاَ نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ

وقال مالك :وعلى هذا مضى الناس- أي جميع الناس في زمنهم كانوا يرون ذلك أي أن الترجيح يقف عند عثمان. وما بعد عثمان فكل الصحابة سواسية

  وفي رواية أبي مصعب

 سئل مالك من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

 قال مالك أبو بكر ثم قال ثم من؟ قال عمر ثم قال ثم من؟ قال عثمان

قيل ثم قال مالك:  ها هنا وقف الناس

واستمرت امه المسلمين في انكار خلافه علي (ع) وعدم اعتباره خليفه راشد رابع لاكثر من 200 عام حتى جاء احمد بن حنبل وقال :

(من لم يربع لعلي اضل من حمار اهله)

احمد بن حنبل اول من ربع بعلي (   164 هـ - 241 )

أن أول من أعلن التربيع بعلي في الخلافه  هو أحمد بن حنبل؟ وعارضه علماء زمانه واعتبروا رأيه قدحا في الزبير وطلحة

والامويون كعادتهم في تشويه الاحاديث او بترها او اختلاقها

ورد في مناقب احمد لابن الجوزي ص 163

قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنه قلت لأبي ( أحمد بن حنبل ) ما تقول في التفضيل ؟

قال  : في الخلافة : أبو بكر وعمر وعثمان ، فقلت : فعلي قال : يا بني علي بن أبي طالب من أهل البيت لا يقاس بهم أحد

وعنه أيضا قال : كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم فجاءت طائفة من الكرخية ، فذكروا خلافة أبي بكر ، وخلافة عمر ، وخلافة عثمان ، وخلافة علي بن أبي طالب ، فزادوا وأطالوا ، فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء قد أكثرتم القول في علي والخلافة ، إن الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها

رابعا - كعب الاحبار يقود الاعلام الاموي في زمن عثمان مبشرا بخلافه معاويه

قال الذهبي في سير اعلام النبلاء ج3 ص 135

أشار كعب إلى وجود حظ لمعاوية في الخلافة، فقد روى وكيع عن الأعمش عن أبي صالح أن الحادي كان يحدو بعثمان قائلا

إن الأمير بعده علي * وفي الزبير خلق رضي

 فقال كعب الأحبار: بل هو صاحب البغلة الشهباء يعني معاوية،

 فبلغ ذلك معاوية فأتاه فقال: يا أبا إسحاق أتقول هذا وها هنا علي والزبير وأصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟

قال: أنت صاحبها. ولعله أردف ذلك بقوله له: إني وجدت ذلك في الكتاب الأول

خامسا –  الاعلام  اليهودي متمثلا بكعب الاحبار يلمع صوره معاويه ويعتبره  سيفا من سيوف الله ينتقم به الله ممن عصاه

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 278) :

 عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد عن تبيع عن كعب قال :

أهل الشام سيف من سيوف الله ينتقم الله بهم ممن عصاه)

وقال المقريزي في النزاع والتخاصم ص 51

قال كعب الاحبار :

إن ملك النبي محمد في الشام حين قال: ومهاجره طيبة وملكه بالشام

فقد روى كعب وعبد الله بن سلام عن التوراة: محمد رسول الله عبده المختار، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة وهجرته بطيبة، وملكه بالشام. وهكذا صور كعب وابن سلام حكم معاوية حكما للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟

 وقال عالم الأزهر محمود أبو رية: إن كعب الأحبار هو الصهيوني الأول  

سادسا -الاعلام اليهودي الاموي يقود دينا فقأ  عثمان وكعب الاحبار ومعاويه عينيه

 ذكر الزبير بن بكار في « الموفقيات »  وابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغه ج3 ص115

عن المغيرة بن شعبة أنه قال :

قال لي عمر بن الخطاب يوما يا مغيرة هل أبصرت بعينك العوراء منذ اصيبت ؟ قلت لا . قال أما والله ليعورون بنو امية الاسلام كما أعورت عينك هذه . ثم ليعمينه حتى لا يدري أين يذهب ولا أين يجيء 

 ومع ذلك مكّن عمر بن الخطاب عثمان وكعب ومعاويه ليعتليا صدر الاسلام ويفقئا عينيه

 يقول الشيخ الجليل حسن بن فرحان المالكي

(لا أشعر بالحقد على مشرك قتل يوم بدر إلا إذا كان له أثر على من بعده وقام له منتصفون ومتعصبون.. هنا أعرف أن أثره لم ينقطع بموته، وأنه ما زال حياً يعيش معي ويسلب حقي في التفكير وفي اتباع النبي (ص).)

ومن هذا الباب قال السيد محمد بن عمر بن عقيل :

( لقد ترك لنا معاوية في كل زمن فئة باغية)

فالسيد ابن عقيل هنا يشعر أنه لا يستطيع أن ينقل ما يعرفه من هدي القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأن الاحتجاج عليه بمعاوية وأتباع معاوية يحاصره في كل فكرة نيرة، وفي كل دعوة للعدل أو الإنصاف أو العلم ..

 ولكن الأمر أكثر من ذلك، إنه مرتبط بحياتنا ومدى قدرتنا على الإفلات من محاصرة معاوية لنا في بيوتنا، وتكميمه أفواهنا، وإجباره لنا على أن نترك كتاب الله وسنة رسوله جانباً، ونقبل على أحاديثه ومروياته وعقائده وسلوكه .

 كل يوم نكتشف قرب معاوية من حياتنا، إن له سلطة علينا أقوى من سلطة نفوسنا

لقد وطأ بقدميه الفاجرتين على صماخ القرآن الكريم، وطرد الرسول (ص) من أمته، وطارد أولياءه  في كل زمان ومكان..

ويستمر الشيخ حسن فرحان بالقول في مقدمه كتابه مثالب معاويه بن ابي سفيان :

 فقد زرع ديناً مكان دين، وقدوة مكان قدوة، وكتاباً بدلاً من كتاب، وصحابة بدلاً من صحابة، ومباديء طردت مباديء أخرى

بعد هذا كله نستطيع أن نقول بارتياح هنا خطورة معاوية..

وأن معاوية قد ذهب إلى ربه! نعم، هو ذهب بجسمه وبقي بأثره في كل شيء، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ودينياً، .. لقد بقي منه في الأمة أكثر مما بقي من النبي (ص) للاسف، ومن هنا وجب شرعاً تحطيم هذا الصنم الكبير ليرى الناس دينهم وصالحيهم ويرجعوا إلى عقولهم ونفوسهم وعدلهم وقرآنهم ورسولهم وصالحي أمتهم..الخ

خطورة معاوية  لم تنته بزمنه ، كما هو حال فرعون وأبي جهل وأبي لهب وبابك الخرمي وهولاكو وأمثالهم، كلا، هو معك أيها المسلم في قلبك وعقلك، وبيتك ومسجدك.

 سابعا - الاعلام الاموي يحرّف تفسير الايات ويختلق احاديث كاذبه لمحاربه علي واهل بيته (ع)

قال تعالى:

 (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُور(الشورى 23 )

فسرها معاويه للاعلام الاموي بان المقصود بالقربى هم قربى معاويه ونشرها الاعلام الاموي بين الناس

ورد في كتاب النزاع والتخاصم - المقريزي - الصفحة ٧٢

 ( وليت إذ ولي بنو أمية الخلافة عدلوا وأنصفوا، بل جاروا في الحكم وعسفوا واستأثروا بالفئ كله وحرموه بني هاشم جملة، وزادوا في العتو والتعدي حتى قالوا إنما ذو القربى قرابة الخليفة منهم، وحتى قرروا عند أهل الشام أنه لا قرابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يرثونه إلا بني أمية، فلما قام بالأمر أبو العباس عبد الله بن محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس المنعوت بالسفاح، وقتل مروان بن محمد بن مروان ابن الحكم آخر خلفاء بني أمية وأزال دولتهم دخل عليه مشيخة من أهل الشام، فقالوا:

 والله ما علمنا أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة يرثونه إلا بني اميه حتى وليتم

 فقال إبراهيم بن مهاجر

أيها الناس اسمعوا أخبركم * عجبا زاد على كل عجب

 عجبا من عبد شمس إنهم * فتحوا للناس أبواب الكذب

 ورثوا أحمد فيما زعموا * دون عباس وعبد المطلب

كذبوا والله ما نعلمه يحرز * الميراث إلا من قرب

عبد الملك بن مروان خير من رسول الله (ص) في عرف الاعلام الاموي ثامنا -

و صعد الحجاج بن يوسف يوما أعواد منبره وقال على رؤوس الأشهاد

 أرسولك أفضل أم خليفتك؟

يعرض بأن عبد الملك بن مروان بن الحكم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم

 فلما سمعه جبلة بن زحر قال :

 لله علي ألا أصلي خلفه أبدا، وإن رأيت من يجاهده لأجاهدنه معه، فخرج مع عبد الرحمن بن الأشعث وقتل معه 

ذكرت في كتابي (صحابه باعوا دينهم بالدينار الاموي ) نماذج من صحابه باعوا دينهم لمعاويه لاختلاق روايات كاذبه عن النبي كي ينشرها الاعلام الاموي ويحدث بها الخطباء في المساجد في كل ارجاء الدوله

سمره بن جندب يبيع دينه باربعمائه الف درهم

فقد روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة

 (أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروى أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام ))

﴿ و مِن النّاسِ منْ يُعْجِبُك قوْلُهُ فِي الْحياةِ الدُّنْيا و يُشْهِدُ اللّه على‌ ما فِي قلْبِهِ و هُو ألدُّ الْخِصامِ و إِذا تولّى سعى‌ فِي الْأرْضِ لِيُفْسِد فِيها و يُهْلِك الْحرْث و النّسْل و اللّهُ لا يُحِبُّ الْفساد ﴾البقره 204

وأن الآية التاليه نزلت في ابن ملجم ، وهي قوله تعالى :

 ﴿وَ مِنَ اَلنَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ اِبْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اَللَّهِ‌﴾، البقره 207

فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني

 بالمكر والخديعه الاعلام الاموي يحيّد 20000  مقاتل من جيش علي (ع) ويهددونه بالقتل او تسليمه لمعاويه ان لم يستجب للتحكيم

 

 معاويه والاعلام الاموي غادران فاجران

قال ابن شهاب: كان دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط ، يقال لهم: ذوو رأى العرب في مكيدتهم

معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، وقيس بن سعد والمغيرة بن شعبة، ومن المهاجرين عبد الله بن بُديل الخُزاعى، وكان قيس وابن بديل مع على رضي الله عنه، وكان قيس يقول: لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه العرب ) (1)) 

وقال الامام علي (ع):

وَاللَّهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي وَلَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ وَلَوْ لَا كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى النَّاسِ وَلَكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَكُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ وَلِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهِ مَا أُسْتَغْفَلُ بِالْمَكِيدَةِ وَلَا أُسْتَغْمَزُ بِالشَّدِيدَةِ (2)

 فماهو الدهاء

تقول معاجم اللغه ان الدهاء هو المكر والاحتيال يقال ان الرجل ذو دهاء اي  ذو مَكْرٍ واحتِيالٍ

وغالبا مايرافق الدهاء الغدر والفجور للوصول الى الغايات المطلوبه وقد حرّم الاسلام الغدر والفجور للوصول الى تلك الغايات ولذلك قال الامام علي (عليه السلام ):

 ( (وَاللَّهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي وَلَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ وَلَوْ لَا كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى النَّاسِ

ومعنى (وما استغفل بالمكيدة) اي لا تجوز المكيدة علي كما تجوز على الغافلين،

 (ولا استغمز بالشديدة)  اي لا أضعف للخطوب وإن اشتدت

والمستفاد من هذه الكلمات الشريفة أن عليا عليه السلام يعرف الفرص والوسائل والأسباب إلى بلوغ الملك والسلطان ولكنه لا يستعملها على حساب دينه، فإنه عليه السلام لا يعلم من النجاح والظفر إلا مرضاة الله، والعمل بالحق والعدل، وهو عليه السلام مستعد لأن يضحي بالنفس والملك وبكل عزيز ليبلغ هذه الغاية

على العكس من معاويه فانه يضحي بالدين والقيم والمبادئ  ويغدر ويفجر من اجل الملك والسلطان

 وَ قَالَ علي (علیه السلام):

لَا يُقِيمُ أَمْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِلَّا مَنْ لَا يُصَانِعُ وَ لَا يُضَارِعُ وَ لَا يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ (3)

وفي ميزان الحكمه ج8 ص 148

قال صلى اللَّه عليه وآله  : المَكرُ والخَديعَةُ والخِيانَةُ في النّارِ

وقال صلى اللَّه عليه وآله : مَن كانَ مسلماً فلا يَمكُرْ ولا يَخدَعْ

 وقال الإمامُ عليٌّ عليه السلام : إنّ المَكرَ والخَديعَةَ في النّارِ ، فكونوا مِن اللَّهِ عَلى‏ وَجَلٍ ومِن صَولَتِهِ على‏ حَذَرٍ

وقال عليه السلام : لَولا أنّ المَكرَ والخَديعَةَ في النّارِ لَكُنتُ أمكَرَ العَرَبِ (4)

وقال: (لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: إن المكرو الخديعة والخيانة في النار، لكنت أمكر العرب (5)

وقال: (أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه (6)

ومنها: (وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم، ولكني لاأرى إصلاحكم بإفساد نفسي (7)

قيس بن سعد بن عباده من دهاه العرب

وهذا قيس بن سعد بن عباده ممن نهل من مبادئ الامام علي والامام الحسن (ع) وكان من قاده جيش الامام الحسن في مواجهه معاويه يقول:

( لولا أن المكر فجور، لمكرت مكرا يضطرب منه أهل الشام بينهم )(8)

عن أبي رافع، عن قيس بن سعد، قال:

 لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

 ( المكر والخديعة في النارلكنت من أمكر هذه الأمة )(9)

وقال

( لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه العرب )(10)

وحين كان قيس قبل الإسلام يعامل الناس بذكائه كانوا لا يحتملون منه ومضة ذهن، ولم يكن في المدينة وما حولها إلا من يحسب لدهائه ألف حساب، فلمَّا أسلم، علَّمه الإسلام أن يُعامل الناس بدينه لا بدهائه، ولقد كان ابنًا بارًّا للإسلام، ومِنْ ثمَّ نحَّى دهاءه جانبًا، ولم يعد ينسج به مناوراته القاضية، وصار كلما واجه موقعًا صعبًا يأخذه الحنين إلى دهائه المقيَّد، فيقول:

(لولا أنَّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (المكر والخديعة فِي النار)، لكنت من أمكر هذه الأمة)

ولقد كان مكانه يوم صفين مع أمير المؤمنين علي ضد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، وكان يجلس مع نفسه فيرسم الخدعة التي يُمكن أن يودي بمعاوية وبمن معه في يومٍ أو بعض يوم، بَيْدَ أنَّه يتفحَّص خدعته هذه التي تفتق عنها ذكاؤه فيجدها من المكر السيِّئ الخطر، ثم يذكر قول الله سبحانه: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} [فاطر: 43]،  فيهبُّ من فوره مستنكرًا، ومستغفرًا، ولسان حاله يقول:

 والله لئن قُدِّر لمعاوية أن يغلبنا، فلن يغلبنا بذكائه، بل بورعنا وتقوانا  ) )

ومنذ ألقى قيس بن سعد وراء ظهره، قدرته الخارقة على الدهاء والمناورة، وحمل هذا الطراز من الشجاعة المسفرة الواضحة، وهو قرير العين بما تسببه له من متاعب وما تجلبه من تبعات

معاويه ماكر فاجر

 وبالعوده الى القبائل العربيه التي اشترى عثمان ذمتها واسكنها الكوفه وشكلت العمود الفقري لجيش الخلافه جيش العراق جيش الامام علي

فلقد كانت قبيله الاشعث بن قيس اكبر تلك القبائل  وكان الاشعث بن قيس لعلي بن ابي طالب كما كان ابن ابي سلول لرسول الله وكان عميلا ذليلا لمعاويه وقد نفذ تعليمات معاويه في اغتيال الامام علي وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي (من قتل الامام علي (ع) )

استطاع الاعلام الاموي وبمساعده الاشعث بن قيس وباقي عملاء بني اميه وبمساعده عمرو بن العاص تحييد 20000 مقاتل من جيش الامام علي واجبروه على قبول التحكيم او قتله او تسليمه لمعاويه

 الاعلام الاموي ومكيده رفع المصاحف

قال الشيخ باقر شريف القرشي في موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، ج 11

إنَّ أبشع مهزلة في التاريخ البشري، وأسوأ كارثة مني بها المسلمون على امتداد التاريخ، هي مكيدة رفع المصاحف، وقد وصفها «راوجوست ميلر» بأنّها من أبشع المهازل وأسوأها في التاريخ البشري

وأعتقد أنّ هذه المكيدة القاصمة لم تكن وليدة المصادفة أو المفاجأة، فقد حيكت أصولها قبل هذا الوقت، فقد كان ابن العاص الماكر الخبيث وزير معاوية، على اتّصالٍ دائمٍ ببعض القادة في الجيش العراقي، كان من بينهم الخبيث العميل الأشعث بن قيس، مع جماعة من قادة الجيش العراقي، وجرت بينهم وبين ابن العاص اتّصالات سرّية أحيطت بكثيرٍ من الكتمان بتدبير مؤامرة انقلابية في جيش الإمام، وذهب إلى هذا الرأي عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، قائلاً: (فما أستبعد أن يكون الأشعث بن قيس، وهو ماكر أهل العراق وداهيتهم، قد اتّصل بعمرو بن العاص، ماكر أهل الشام وداهيتهم، ودبّرا هذا الأمر بينهم تدبيراً، ودبّرا أن يقاتلوا القوم، فإن ظهر أهل الشام فذاك، وإن خافوا الهزيمة أو أشرفوا عليها، رفعوا المصاحف، فأوقعوا الفرقة بين أصحاب عليّ، وجعلوا بأسهم بينهم شديداً)

وعلى أيّ حال، فقد بدت الهزيمة المنكرة في جيش معاوية، وانهارت جميع قواه العسكرية، ففزع إلى ابن العاص، وقال له بذعر وخوف :إنّما هي الليلة حتى يغدو علينا بالفصيل، فما ترى؟ وأشار عليه ابن العاص قائلاً: إنّ رجالك لا يقومون لرجاله، ولست مثله، هو يقاتلك على أمر، وأنت تقاتله على أمر آخر، أنت تريد البقاء، وهو يريد الفناء، وأهل العراق يخافون منك إن ظفرت بهم، وأهل الشّام لا يخافون عليّاً إن ظفر بهم، ولكن ألق إليهم أمراً إن قبلوه اختلفوا، وإن ردّوه اختلفوا، ادعهم إلى كتاب الله حكماً فيما بينك وبينهم، فأنت بالغٌ به حاجتك في القوم، فإنّي لم أزل أؤخّر هذا الأمر لوقت حاجتك إليه

واستطاب معاوية رأي ابن العاص، وعرف صدق نصيحته، فمعاوية يقاتل الإمام من أجل الملك والسلطان، والإمام يقاتله من أجل الإسلام وإقامة حكم الله في الأرض

وعلى أيّ حال، فقد أوعز معاوية برفع المصاحف أمام الجيش العراقي، فرفعت زهاء خمسمائة مصحف، وتعالت أصوات أهل الشام بلهجة واحدة

يا أهل العراق! هذا كتاب الله بيننا وبينكم من فاتحته إلى خاتمته، من لثغور أهل الشام بعد أهل الشام؟ ومن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق؟ ومن لجهاد الروم؟ ومن للترك؟ ومن للكفّار؟

 وكانت هذه الهتافات التي تعالت من أهل الشام كالصاعقة على رؤوس الجيش العراقي، فقد انقلب رأساً على عقب، فخلع طاعة الإمام، ومني بانقلاب مدمّر، وراح الإمام الممتحن يحذِّر جيشه من هذه الدعاوى المضلّلة، ويفنّد مزاعم معاوية،

يا لسوء الأقدار! يا للأسف! يا للمصيبة العظمى! لقد أحاطت تلك الوحوش الكاسرة والبهائم المخدوعة بالإمام المظلوم الممتحن، وكان عددهم زهاء عشرين ألفاً، وهم مقنَّعون بالحديد، شاكّون بالسلاح، قد اسودّت وجوههم من السجود، يتقدّمهم مسعر بن فدكيّ، وزيد بن حصين، وعصابة من القرّاء، فنادوا الإمام باسمه لا بإمرة المؤمنين، قائلين :يا عليّ، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت إليه، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فوالله لنفعلنّها إن لم تجبهم ...فردّ عليهم الإمام قائلاً، والأسى ملء فؤاده: ويحكم، أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله، وأوّل من أجاب إليه، وليس يحلّ لي ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فلا أقبله، إنّي إنّما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن، فإنّهم قد عصوا الله فيما أمرهم، ونقضوا عهده، ونبذوا كتابه، ولكنّي قد أعلمتكم أنّهم قد كادوكم، وأنّهم ليسوا العمل بالقرآن يريدون

لقد نصحهم الإمام ودلّهم على زيف هذه الحيلة، وإنّما لجأوا إليها لفشلهم في العمليات العسكرية، وأنّهم لم يقصدوا بها إلاّ خداعهم ...ومن المؤسف أنَّ تلك الوحوش لم يعوا منطق الإمام، وانخدعوا بهذه المكيدة، وراحوا في غيّهم يعمهون، وقد جلبوا لأنفسهم ولأمّتهم الدمار والهلاك، فاندفعوا كالموج صوب الإمام بأصوات عالية قائلين :

أجب القوم ...أجب القوم وإلاّ قتلناك ...

وفي طليعة هؤلاء، المنافق الخبيث الأشعث بن قيس، الذي كان على اتّصال وثيق بابن العاص، فقد تسلّح بهؤلاء المتمرّدين، وهو ينادي بقبول التحكيم، والاستجابة لدعوة أهل الشام

ولم يجد الإمام بدّاً من إجابتهم، فأصدر أوامره بإيقاف عمليات الحرب، وقد ذاب قلبه الشريف ألماً وحزناً، فقد أيقن بزوال دولة الحقّ، وانتصار دولة الظلم والبغي، وأنّ دماء جيشه التي سفكت في سبيل الله قد ضاعت وذهبت سدى

وأصرّ عليه أولئك الأقزام بسحب قائده العام مالك الأشتر من ساحة الحرب، وكان الأشتر قد أشرف على نهاية الفتح، ولم يبق بينه وبين النصر الحاسم إلاّ حلبة شاة أو عدوة فرس، فأرسل إليه الإمام بإيقاف العمليات العسكرية، فلم يعن مالك بما أمر به، وقال لرسول الإمام: قل لسيّدي ليست هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني فيها عن موقفي، إنّي قد رجوت الله أن يفتح لي، فلا تعجلني ...وقفل الرسول راجعاً إلى الإمام، وأخبره بمقالة مالك، فارتفعت أصوات أولئك الوحوش بالإنكار على الإمام، قائلين له :والله! ما نراك أمرته إلاّ أن يقاتل ...وامتحن الإمام المظلوم كأشدّ ما يكون الامتحان، فقال لهم: أرأيتموني ساررت رسولي إليه، أليس إنّما كلّمته على رؤوسكم علانية، وأنتم تسمعون؟ ولم يستجيبوا لقول الإمام، وأصرّوا على تمرّدهم وغيّهم قائلين: ابعث إليه فليأتك، وإلاّ فوالله اعتزلناك!... وأجمعوا على الشرّ والعدوان، قائلين بعنف :ابعث إليه فليأتك ...وأجمعوا على الفتك بالإمام ومناجزته، فلم يجد الإمام بدّاً من إصدار أوامره المشدَّدة إلى مالك بالانسحاب الفوري عن ساحة الحرب، فاستجاب الأشتر على كره، وقد انهارت قواه، فقال لرسول الإمام :ألرفع هذه المصاحف حدثت هذه الفتنة؟ نعم

وعرف الأشتر أنّ مكيدة ابن العاص قد أوجدت هذا الانقلاب في جيش الإمام، فقال بحرارة وألم :أما والله! لقد ظننت أنّها ـ أي رفع المصاحف ـ ستوقع اختلافاً وفرقة، إنّها مشورة عمرو بن العاص، ألا ترى إلى الفتح؟! ألا ترى إلى ما يلقون؟ ألا ترى ما يصنع الله بهم؟ أيبتغي أن ندع هذا وننصرف عنه؟ وأحاطه رسول الإمام علماً بحراجة الموقف والأخطار الهائلة المحدقة بالإمام، قائلاً :أتحبّ أنّك إن ظفرت هاهنا، وأنّ أمير المؤمنين بمكانه الذي هو به يفرّج عنه، ويسلّم إلى عدوّه؟ ...فقال الأشتر مقالة المؤمن الممتحن :سبحان الله! لا والله، ما أحبّ ذلك.

وطفق رسول الإمام يخبر الأشتر بحراجة الموقف، وما أحيط به الإمام من أخطار، قائلاً: إنّهم قالوا: لترسلنّ إلى الأشتر، فليأتينّك، أو لنقتلنّك بأسيافنا كما قتلنا ابن عفّان، أو لنسلمنّك إلى عدوّك ...

.وأطرق الإمام الممتحن برأسه إلى الأرض، وقد طافت به موجات من الألم القاسي، وتمثّلت أمامه الأخطار المحدقة بالمسلمين، فلم يكلّم هؤلاء الوحوش بكلمة، وراحوا يهتفون: إنّ عليّاً أمير المؤمنين قد رضي الحكومة، ورضي بحكم القرآن ...وغرق الإمام في تيارات قاسية وموجعة من الألم الممضّ، فقد مني بانقلابٍ مدمّرٍ في جيشه، ولا يستطيع أن يعمل أيّ شيء، وراح يقول:

لقد كنت أمس أميراً فأصبحت اليوم مأموراً، وكنت ناهياً فأصبحت اليوم منهيّاً

وتركهم يتخبّطون في دياجير قاتمة أدّت إلى هلاكهم، وانتصار الجور والطغيان عليهم

الحمله الاعلاميه الامويه الاولى فرّقت جيش الامام علي (ع)

انطلت الخدعه الاولى على 20000 مقاتل من جيش الامام علي (ع) فطالبوه بقبول عرض الجيش الاموي الاحتكام الى القران والا فانهم سيقتلونه او يسلمونه الى معاويه وهؤلاء هم ابناء القبائل النجديه التي اشترى عثمان ذممهم بالاراضي والاموال وفي مقدمتهم الاشعث بن قيس كبير عملاء معاويه في جيش الامام وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي (اعراب نجد حرب لله ورسوله )

و عيّن الامام علي (ع) ابن عباس ليمثل جانب الامام في التحكيم فرفضوا ابن عباس واصرّوا ان يكون ابو موسى الاشعري هو ممثلهم في المفاوضات فقال لهم الامام ان ابا موسى الاشعري عدوي وقد كان  في الكوفه يثبط الناس من الخروج لقتال معاويه

واجبروا الامام وقالوا لا نقبل بغير ابا موسى الاشعري

الغدر من اساسيات الحكم الاموي

اجتماع الحكمين أبي موسى الاشعري وعمرو بن العاص بدومة الجندل

 ورد في  كتاب البداية والنهاية/الجزء السابع

فلما اجتمع الحكمان تراوضا على المصلحة للمسلمين، ونظرا في تقدير أمور،

 ثم اتفقا على أن يعزلا عليا ومعاوية، ثم يجعلا الأمر شورى بين الناس ليتفقوا على الأصلح لهم منهما أو من غيرهما

وقد أشار أبو موسى بتولية عبد الله بن عمر بن الخطاب، فقال له عمرو: فولِّ ابني عبد الله فإنه يقاربه في العلم والعمل والزهد

فقال له أبو موسى: إنك قد غمست ابنك في الفتن معك، وهو مع ذلك رجل صدق

قال أبو مخنف: فحدثني محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال عمرو بن العاص: إن هذا الأمر لا يصلحه إلا رجل له ضرس يأكل ويطعم

قال ابن عمر: يا ابن العاص إن العرب قد أسندت إليك أمرها بعد ما تقارعت بالسيوف، وتشاكت بالرماح، فلا تردنهم في فتنة مثلها أو أشد منها ثم إن عمرو بن العاص حاول أبا موسى على أن يقر معاوية وحده على الناس فأبى عليه، ثم حاوله ليكون ابنه عبد الله بن عمرو هو الخليفة، فأبى أيضا

وطلب أبو موسى من عمرو أن يوليا عبد الله بن عمر فامتنع عمرو أيضا،

ثم اصطلحا على أن يخلعا معاوية وعليا ويتركا الأمر شورى بين الناس ليتفقوا على من يختاروه لأنفسهم

ثم جاءا إلى المجمع الذي فيه الناس - وكان عمرو لا يتقدم بين يدي أبي موسى بل يقدّمه في كل الأمور أدبا وإجلالا ( وانا اقول خدعه واحتيالا ) فقال له: يا أبا موسى قم فأعلم الناس بما اتفقنا عليه

فخطب أبو موسى الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم صلى على رسول الله صلى لله عليه وسلم، ثم قال: أيها الناس إنا قد نظرنا في أمر هذه الأمة، فلم نر أمرا أصلح لها ولا ألم لشعثها، من رأي اتفقت أنا وعمرو عليه، وهو أنا نخلع عليا ومعاوية ونترك الأمر شورى، وتستقبل الأمة هذا الأمر فيولوا عليهم من أحبوه، وإني قد خلعت عليا ومعاوية

ثم تنحى وجاء عمرو فقام مقامه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا قد قال ما سمعتم، وإنه قد خلع صاحبه، وإني قد خلعته كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية فإنه ولي عثمان بن عفان، والطالب بدمه،

ويقال: إن أبا موسى تكلم معه بكلام فيه غلظة ورد عليه عمرو بن العاص مثله

وذكر ابن جرير أن شريح بن هانئ - مقدم جيش علي - وثب على عمرو بن العاص فضربه بالسوط، وقام إليه ابنٌ لعمر فضربه بالسوط، وتفرق الناس في كل وجه إلى بلادهم، فأما عمرو وأصحابه فدخلوا على معاوية فسلموا عليه بتحية الخلافة

وأما أبو موسى فاستحيى من علي فذهب إلى مكة، ورجع ابن عباس وشريح بن هانئ إلى علي فأخبراه بما فعل أبو موسى وعمرو، فاستضعفوا رأي أبي موسى وعرفوا أنه لا يوازن عمرو بن العاص

وهكذا تمكن معاويه الذي يعزى الى اربعه وعمرو بن العاص  ابن النابغه الغادرين الماكرين واعلامهما الخبيث وعملائهم في جيش الامام علي اعراب نجد من امثال الاشعث بن قيس وقبيلته النجديهالكبيره المذمومه في الكتاب والسنه(11)  واهل بيعه العقبه واصحاب الصحيفه الملعونه من امثال ابو موسى الاشعري من تمزيق جيش الامام بالمكر والخديعه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصادر

1- تاريخ دمشق  52/288

2- نهج البلاغه 483 و بحار الأنوار للمجلسي- ج 33 - الصفحة 198

3- نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - الصفحة 26

4- المجلسي: بحار الأنوار، ج 41: ص 109

5- المجلسي: بحار الأنوار، ج 41: ص 110

6- نهج البلاغة، خ 124

7- نهج البلاغة، خ ٦٨

8 - سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 3- الصفحة 108

9- ميزان الحكمه ج8 ص 148

10 - سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 3 - الصفحة 108

11- كتاب للكاتب بعنوان (قبائل نجد حرب لله ورسوله )

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث

الاعلام الاموي الماكر يحرف الانظار عن القاتل الحقيقي للامام علي (عليه السلام )

 

خطط معاويه لقتل الامام علي  (ع) بطريقه محكمه وتنفيذ محترف وبمساعده اعلام خبيث سعى لالقاء التهمه على عبد الرحمن بن ملجم الخارجي لكونه من فئه الخوارج التي تكره الامام علي وتسعى لقتله وقطع الطريق على من يريد البحث عن المخطط والممول والمشرف على تنفيذ العمليه

اقام عبد الرحمن بن ملجم شهرا في بيت  الاشعث  بن قيس الكندي  يشحذ سيفه ويسمه بانتظار اليوم الموعود لتنفيذ المهمه وفي هذه الفتره وضعت في طريق عبد الرحمن بن ملجم فاجره حسناء قتل ابوها واخوها في  معركه النهروان مع علي بن ابي طالب

وفي اعتقادي ان الاهداف التي توخاها منظمو اللقاء تهدف الى مايلي :

الاول : قطع الطريق على عبد الرحمن بن ملجم اذا تردد في تنفيذ جريمه القتل بايجاد دافع اخر وهو دافع العشق والغرام الذي اعمى قلبه وإستحوذ على تفكيره فدفعه دفعا لتنفيذ الجريمه

الثاني : يروج الاعلام الاموي للقاء عبد الرحمن بقطام التي قتل أبوها وأخوها في النهروان عند قتال علي عليه السلام للخوارج الى إن الدافع لجريمه الاغتيال هو كره الخوارج لعلي بن طالب وطلب قطام الثار لابيها واخيها ولينصرف ذهن الناس عن اي دورلمعاويه والاشعث ومكيدتهما

الثالث :كما يروج الاعلام الاموي الى ان دافع عبد الرحمن الاضافي لقتل علي عليه السلام هو عشقه لقطام وطلبها منه قتل علي كمهر لزواجها منه وإبعاد الشبهه عن معاويه والاشعث بن قيس

 

الادله التي تثبت تورط معاويه بن أبي سفيان بقتل علي بن ابي طالب(عليه السلام)

كانت مؤامرة قتل الإمام علي (عليه السلام ) من تخطيط وتمويل معاويه بن أبي سفيان وفيما ياتي الادله على ذلك

1-الدليل الاول

ان أبا الأسود الدؤلي ألقى تبعة مقتل الامام على بني أمية، وذلك في مقطوعته التي رثا بها الامام فقد جاء فيها

الا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا

 أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طراً أجمعينا

 قتلتم خير من ركب المطايا * ورحلها ومن ركب السفينا

ومعنى هذه الأبيات ان معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الامام ، فهو مسؤول عن إراقة دمه، ومن الطبيعي ان أبا الأسود لم ينسب هذه الجريمة لمعاوية الا بعد التأكد منها، فقد كان الرجل متحرجا أشد التحرج فيما يقول(1)

  2-الدليل الثاني

 إن القاضي نعمان المصري، وهو من المؤرخين القدامى قد ذكر قولا في أن معاوية هو الذي دس إبن ملجم لاغتيال الامام، قال ما نصه

(وقيل إن معاوية عامله - اي عامل إبن ملجم - على ذلك - أي على اغتيال الامام - ودس إليه فيه، وجعل له مالا عليه.. )(2)

 3 – الدليل الثالث

 ومما يؤكد اشتراك الحزب الأموي في المؤامرة هو ان الأشعث ابن قيس قد ساند إبن ملجم، ورافقه أثناء عملية الاغتيال، فقد قال له: " النجا فقد فضحك الصبح " ولما سمعه حجر بن عدي صاح به " قتلته يا أعور " وكان الأشعث من أقوى عملاء معاويه في العراق، فهو الذي أرغم الامام على قبول التحكيم وهدد الامام بالقتل قبل قتله بزمان قليل كما كان عينا وعميلا لمعاوية بالكوفة

  4- الدليل الرابع

والذي يدعو إلى الاطمئنان في أن الحزب الأموي كان له الضلع الكبير في هذه المؤامرة هو ان ابن ملجم كان معلما للقران (3)

وكان يأخذ رزقه من بيت المال، ولم تكن عنده أية سعة مالية فمن أين له الأموال التي اشترى بها سيفه الذي اغتال به الامام بألف وسمه بألف؟؟

ومن أين له الأموال التي أعطاها مهراً لقطام وهو ثلاثة آلاف وعبد وقينة؟

كل ذلك يدعو إلى الاعتقاد أنه تلقى دعما ماليا من معاويه إزاء قيامه باغتيال الامام

  5-الدليل الخامس

إفتخر بعض الأمويين عندما أدخلوا السبايا في مجلس يزيد بن معاوية لعنه الله بقوله

نحن قتلنا عليا وبني علي

بسيوف هنـدية ورماح 

وسبينا نساءهـم سبي ترك

ونطحناهم فأي نطاح (4)

فهو أوضح دليل على أن للأمويين يداً طولى في قتل سيد الوصيين صلوات الله وسلامه عليه

6 – عمليه اغتيال الامام علي تمت بتخطيط دقيق من عقليه ماكره وهي ليست عقليه إبن ملجم قطعا

إختيار قاتل الامام علي (عليه السلام ) تم بعنايه فائقه

 فشلت قريش في خمس محاولات لقتل الامام علي عليه السلام وقد درس معاويه أسباب فشل قريش وتجنب أخطائهم في المحاولات السابقه فرسم خطه محكمه تجنبه المسؤوليه وإختار القاتل بعنايه فائقه مراعيا مايلي:

اولا :

 القاتل يجب ان يكون من فئه مكروهه في المجتمع ومعاديه للامام علي (عليه السلام ) وكانت فئه الخوارج هي التي تنطبق عليها المواصفات فقد حاربهم الامام علي (عليه السلام) وقتل رجالهم ولذلك حين تسمع الامه ان القاتل من الخوارج لاتسأل عمن دفعه لذلك ولا من موله ولا من خطط له ويبقى معاويه في مأمن من توجيه اي اتهام

ثانيا:

القاتل يجب ان يكون من فئه متحجره فكريا وتقاد كما تقاد البهيمه الى الجزار بدون عناء وممانعه وهذا ينطبق على فئه الخوارج ايضا ولعل في مجتمعنا اليوم الكثير من أشباه هؤلاء الهمج الرعاع الذين ينقادون لتنفيذ الجرائم بدون تفكير

ثالثا:

 لعل سبب فشل المحاولات السابقه لقتل الامام علي  يرجع الى اختيار افراد من قريش لتنفيذ العمليه ففي المحاوله الثانيه انسحبت مجموعه من القوه المهاجمه لحرق بيت الزهراء بما فيه عندما عرفوا ان القصد من العمليه هو حرق بيت الزهراء بمن فيه إن لم يخرج علي ويبايع أبو بكر وتراجع عمر عندما عرف إن الامه لا تطاوعه في ذلك

وفشلت المحاوله الرابعه لان قريش كلفت خالد بن الوليد بقتل علي اثناء الصلاه بعد أن يسلم ابو بكر ولكن ابو بكر خاف عواقب هذه العمليه المكشوفه للنزاع العلني مع بني هاشم فقال قبل أن يسلم في صلاته (ياخالد لا تفعل وان فعلت قتلتك ) متراجعا عن تنفيذ العمليه

وعليه فيجب إختيار منفذ  للعمليه من خارج قريش وهذا ماكان فاختار معاويه الخوارج لذلك وبقت قريش خارج الاضواء والملاحقه

وقد تطرقت الى محاولات قتل الامام علي (ع) في كتابي (من قتل الامام علي  (ع) )فراجع

رابعا:

فشلت المحاولات الثلاثه الاخرى في قتل الامام علي عليه لان القاتل واجه الامام علي وجها لوجه وقد أفشلها الامام علي بشجاعته وبسالته وعليه يجب ان تتم العمليه القادمه غدرا واثناء سجود الامام علي لضمان نجاح التنفيذ

خامسا :

ولمزيد من التحوط وعدم كشف القاتل الحقيقي المخطط والممول للعمليه فقد تم رسم مسرحيه بائسه نشرها الاعلام الاموي توحي للامه إن القاتل إندفع بدافع العشق والغرام من أول نظره لفاجره حسناء تدعى  قطام الموتوره بقتل والدها في المعركه مع علي عليه السلام ورسمت فصول تلك المسرحيه باحكام كما مر بنا

وهكذا يكون القاتل من الخوارج ومدفوعا بدافع العشق اضافه لعداءه للامام علي عليه السلام  ..فلا يتسائل الناس بعد ذلك عن المخطط والممول للعمليه

سادسا :

ولابعاد الشبهه تماما عن معاويه تم رسم خطه نشرها الاعلام الاموي  تقول ان معاويه وعمر بن العاص كانا مستهدفين في العمليه واوحي الى الناس ان معاويه جرح في العمليه وان عمرو بن العاص تمرض تلك الليله وخرج قائد شرطته للصلاه  فالسلطه بيدهم والاعلام طوع بنانهم ومايقوله معاويه لاتناقشه الرعيه فهو (خال المؤمنين وكسرى العرب وبيده اليمنى المال وفي اليسرى جنودا من عسل )

  7 - معاويه سعى لاغتيال الامام لتجنب مواجهه عسكريه قريبه قادمه معه

معاويه يعترف باغتيال الامام علي (عليه السلام ) ويقول: 

(حاربت عليا بعد صفين بغير جيش ولا عناء أو(ولا عتاد)

قال ابن الاثير في الكامل في التاريخ ج3 ص61

  (كان أمير المؤمنين علي قد بايعه أربعون ألفا من عسكره على الموت لما ظهر ما كان يخبرهم به عن أهل الشام ، فبينما هو يتجهز للمسير قتل عليه‌ السلام)

اضطرب معاويه وخارت قواه عندما سمع ان اربعين الفا من العراقيين بايعوا عليا على الموت في قتال معاويه فان نجى من اللقاء الاول مع علي بحيله عمرو بن العاص فمن له باللقاء القادم ولذلك لجا الى اساليبه الرخيصه ودبر مؤامره دنيئه لاغتيال الامام علي (عليه السلام ) وعندما نجح قال:

(حاربت عليا بعد صفين بغير جيش ولا عناء او (ولا عتاد)

يوثق البلاذري في انساب الاشراف ان معاويه اشترى ذمم رؤساء قبايل  و عملاء وجواسيس وكان الاشعث بن قيس في مقدمه هؤلاء لينصبون المكائد والمؤامرات لعلي عليه السلام فيقول

 (وحدثني هشام بن عمار الدمشقي أبو الوليد، حدثني صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، عن أبيه، عن أشياخهم: ان معاوية لما بويع كاتب وجوه من معه مثل الأشعث بن قيس وغيره، ووعدهم ومناهم وبذل لهم حتى مالوا إليه وتثاقلوا عن المسير مع علي عليه السلام فكان يقول فلا يُلتفت إلى قوله ويدعو فلا يُسمع لدعوته،)(5)

نجح جواسيس وانصار وعملاء معاويه بقياده الاشعث بتفكيك جيش علي عليه السلام وارسلوا رساله لمعاويه يخبرونه فيها باختلاف جيش علي وتمرده عليه فعسكر معاويه ينتظر نتائج خطه الاغتيال

أُغتيل الامام علي عليه السلام في محراب المسجد ونجا معاويه من مواجهه جيش علي (عليه السلام) مره ثانيه

نجحت الخطه في اغتيال الامام علي عليه السلام بواسطه الشبكه التي يقودها الاشعث بن قيس وبسيف عبد الرحمن بن ملجم

وقال معاويه : (حاربت عليا بعد صفين بغير جيش ولا عناء او(ولا عتاد)(6)ويقصد الاغتيال

 

8- عائشه تشخص القاتل وتقول (   فالله ابن هندٍ، لقد شفى وأشفاني)

روى الحسين بن حمان الخصيبي (رحمه الله) بسنده عن المفضّل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال:

لما قدم أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام )من الكوفة تلقاه أهل المدينة معزين بأمير المؤمنين عليه السلام ومهنين بالقدوم ودخلت عليه أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فقالت عائشة: والله يا أبا محمد ما فقد جدك الا حيث فقد أبوك ولقد قلت يوم قام عندنا ناعية قولاً صدقت فيه وما كذبت.

فقال لها الحسن عليه السلام: عسى هو تمثلك بقول لبيد بن ربيعة حيث يقول :

فبشّرتها واستعجلت عن خمارها ** وقد تستخف المعجلين البشائر

وأخبرها الركبان أن ليس بينها ** وبين قرى نجران والشام كافر

فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر

ثم اتبعت الشعر بقولك أما إذا قتل علي فقولوا للعرب تعمل ما تشاء. فقالت له: يا بن فاطمة حذوت حذو جدك وأبيك في علم الغيب من الذي أخبرك بهذا عني؟

فقال لها: ما هذا غيب لأنّك أظهرتيه وسُمع منك والغيب نبشك عن جردٍ أخضر في وسط بيتك بلا قبس وضربت بالحديدة كفَّك حتّى صار جرحاً وإلّا فاكشفي عنه وأريه من حولَك من النساء، ثمّ إخراجك الجرد وفيه ما جمعته من خيانة وأخذت منه أربعين ديناراً عدداً لا تعلمين ما وزنها وتفريقك لها في مبغضي أمير المؤمنين عليه السلام من تيم وعدي شكراً لقتل أمير المؤمنين عليه السلام؛ فقالت:

يا حسن والله لقد كان ما قلته فالله ابن هندٍ، لقد شفى وأشفاني(7)

 

 

 

المصادر

 

(1)تاريخ ابن الاثير 3/198

(2) المناقب والمثالب (ص 98) للقاضي نعمان المصري

(3) لسان ميزان 3 / 440

(4) الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج2، ص28 

(5)انساب الاشراف  ص 383

(6)انساب الاشراف  ص 383

(7) الخصيبي الهدايه الكبرى ص 196- 198 ومدينه المعاجز للبحراني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع

اعترافات وزير اعلام  وحرب معاويه

 

ارسل معاويه رساله الى عمرو بن العاص يطلب مساعدته في قتال علي والسيطره على مصر وانتزاعها من امير المؤمنين علي (ع) مقابل ان يعطيه مصر طعمه له يتحكم باموالها وخراجها

و عندما وصلت رساله  معاويه إلی عمرو بن‌ العاص‌ ذهبت‌ به‌ مذاهب‌ شتّي‌، وفكّرماذا يفعل‌، فاستشار ابنيه‌: عبدالله‌ ومحمّد،

 فنهاه‌ عبدالله‌ عن‌ الرحيل‌ نحو معاوية‌ قائلاً له

 لستَ مجعولاً خليفة‌، ولاتزيد علی أن‌ تكون‌ حاشية‌ لمعاوية‌ علی دنيا قليلة‌ أوشكتما أن‌ تهلكا، فتستويا في‌ عقابها

أمّا محمّد فقد قال‌ له‌: أري‌ أنـّك‌ شيخ‌ قريش‌، وصاحب‌ أمرها و إن‌ تصرّم‌ هذا الامر و أنت‌ غافل‌، تصاغر أمرك‌، فالحق‌ بجماعة‌ أهل‌ الشام‌، طالباً بدم‌ عثمان‌، فإنـّه‌ سيقوم‌ بذلك‌ بنو أُميّة‌. فقال‌ عمرو:

 أمّا أنت‌ يا عبدالله‌، فأمرتني‌ بما هو خير لي‌ في‌ ديني‌، و أنت‌ يا محمّد فأمرتني‌ بما هو خير لي‌ في‌ دنياي‌، و أنا ناظر،

فلمّا جنّه‌ اللّيل‌، رفع‌ صوته‌ و أهله‌ يسمعون‌، فقال‌

 تَطَاوَلَ لَيْلِي‌ بِالْهُمُومِ الطَّوارِقِ                وَ خَوْفِ الَّتِي‌ تَجْلُو وُجُوهَ العَوَاتِقِ

 وَ إِنَّ ابْنَ هِنْدٍ سَاَلَني‌ أَنْ أَزورَهُ               وَ تِلْكَ الَّتِي‌ فِيهَا بَنَاتُ الْبَوائِقِ

 أَتَاهُ جَريرٌ مِنْ علی بِخُطَّةٍ                        أَمَّرتْ عَلَيْهِ الْعَيْشَ ذَاتَ مَضَائِقِ

 فَإنْ نَالَ مِنِّي‌ مَا يُؤَمِّلُ رَدَّهُ                      وَ إنْ لَمْ يَنَلْهُ ذلَّ ذُلَّ الْمُطَابِقِ

 فَوَاللَهِ مَا أَدْرِي‌ وَ مَا كُنْتُ هَكَذَا               أَكُونُ وَ مَهْمَا قَادَنِي‌ فَهْوَ سَابِقِي‌

 أُخادِعُهُ إنَّ الْخِدَاعَ دَنِيَّةٌ                   أَمْ أُعْطِيهِ مِنْ نَفْسِي‌ نَصِيحَةَ وَ امِقِ

 أَمْ أَقْعُدُ فِي‌ بَيْتِي‌ وَ فِي‌ ذَاكَ رَاحَةٌ             لِشَيْخٍ يَخَافُ الْمَوْتَ فِي‌ كُلِّ شَارِقِ

 وَ قَدْ قَالَ عَبْدُاللَهِ قَوْلاً تَعَلَّقَتْ                  بِهِ النَّفوسُ إنْ لَمْ تَقْتَطِعْنِي‌ عَوائِقِي‌

 وَ خَالَفَهُ فِيهِ أَخُوهُ مُحَمَّدٌ                        وَ إِنِّي‌ لَصُلْبُ الْعُودِ عِنْدَ الْحَقَائِقِ

   فلمّا أسفر الصبح‌، أراد عمرو أن‌ يستشير غلامه‌ وَردان‌، و كان‌ داهية‌ مارداً، ولكنّه‌ قبل‌ أن‌ يطلق‌ لسانه‌ بالكلام‌، بادره‌ وَردان‌ قائلاً

إن‌ شئتَ أنبأتُكَ بِما في‌ قلبك‌؟ فقال‌ عمرو هات

قال‌ وَردان‌

اعتركت‌ الدنيا والآخرة‌ علی قلبك‌، فقلتَ: علی معه‌ الآخرة‌ في‌غير دنيا، و في‌ الآخرة‌ عوض‌ من‌ الدنيا، و معاوية‌ مع‌ الدنيا بغير آخرة‌، و ليس‌ في‌الدنيا عوض‌ من‌ الآخرة‌، و أنتَ واقف‌ بينهما

 قال‌: قاتلك‌ الله‌ ما أخطأتَ ما في‌ قلبي‌ فما تري‌ يا وَردان‌؟

قال‌: أري‌ أن‌ تقيم‌ في‌ بيتك‌، فانّ ظهر أهل‌ الدين‌، عشتَ في‌ عفو دينهم‌. و إن‌ ظهر أهل‌ الدنيا، لم‌ يستغنوا عنك‌. ولكنّ عمرو تهيّأ للرحيل‌، و هو يقول‌

  يَا قَاتَلَ اللهُ وَرْدَاناً وَ مِدْحَتَهُ                     أَبْدَي‌ لَعَمْرُكَ مَا فِي‌ النَّفْسِ وَرْدَانُ

 لَمّا تَعَرَّضَتِ الدُّنَيا عَرَضْتُ لَهَا                 بِحِرْصِ نَفْسِي‌ وَ فِي‌ الاْطْبَاعِ إدْهَانُ

 نَفْسٌ تَعِفُّ وَ أُخْرَي‌ الْحِرصُ يَغْلِبُهَا              وَالْمَرءُ يَأكُلُ تِبْناً وَ هْوَ غَرْثَانُ

 أَمّا علی فَدينٌ لَيْسَ يَشْرَكُهُ                       دُنْيَا وَ ذَاكَ لَهُ دُنْيَا وَ سُلْطَانُ

 فَاخْتَرْتُ مِنْ طَمَعِي‌ دُنْيَا علی بَصَرٍ              وَ مَا مَعِي‌ بِالَّذِي‌ أَختَارُ بُرْهَانُ

 إِنِّي‌ لاَعْرِفُ مَا فِيهَا وَ اُبْصِرُهُ                   وَ فِيَّ أَيْضاً لِمَا أَهَْواهُ ألْوَانُ

 لَكِنَّ نَفْسِي‌ تُحِبُّ الْعَيْشَ فِي‌ شَرَفٍ                   وَ لَيْسَ يَرْضي‌ بِذُلِّ الْعَيْشِ إنْسَانُ

 فجدّ عمرو بن‌ العاص‌ السير حتّي‌ بلغ‌ مفترقاً يتشعّب‌ إلی طريقين‌: أحدهما طريق‌ العراق‌، والآخر طريق‌ الشام‌. فمنعه‌ عبدالله‌ ووَردان‌ من‌ السير نحو الشام‌ قائلين‌ له‌

 الآخرة‌ في‌ طريق‌ العراق‌، لكنّ عمرو بن‌ العاص‌ لم‌ يطاوعهما فعرّج‌ نحو الشام‌. و دخل‌ علی معاوية‌، و ثبت‌ له‌ الامر بولاية‌ مصر، و علّم‌ معاوية‌ كيف‌ يخدع‌ الناس‌ بالاخذ بثأر عثمان‌ خليفة‌ رسول‌ الله‌ متظاهراً أنّ عليّاً و أصحابه‌ هم‌ الذين‌ قتلوه‌ ‌

  ذكروا أنّ مائة‌ ألف‌ قد قتلوا في‌ تلك‌ الحرب‌ حتّي‌ كاد النصر أن‌ يكون‌ لاميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ ليلة‌ الهرير، لولا خطّة‌ ماكرة‌ جديدة‌ طرحها عمرو بن‌ العاص‌، و هي‌ رفع‌ المصاحف‌ علی الرماح‌ ممّا أدّي‌ إلی حدوث‌ الاضطراب‌ و التضعضع‌ في‌ جيش‌ الإمام‌، و بدا عليهم‌ الضعف‌ و الفتور واستغلّ المنافقون‌ المندسّون‌ في‌ جيشه‌ الموقف‌ فأرغموه‌ علی التسليم‌ لامر الحكمين‌

 و خدع‌ عمروبن‌ العاص‌ حكم‌ أهل‌ الشام‌ أبا موسي‌ الاشعريّ حتّي‌ حكم‌ بعزل‌ أميرالمؤمنين‌ عن‌ الخلافة‌. و في‌ هذا الموقف‌ لاحت‌ البوادر الاُولي‌ لانشقاق‌ الخوارج‌، فشكّلوا لهم‌ جبهة‌ في‌ مقابل‌ الإمام‌. و لم‌ يقرّ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ بالتحكيم‌ و اعتبره‌ خدعة‌

 ثمّ إنـّه‌ استعدّ مرّة‌ أُخري‌ لقتال‌ أهل‌ الشام‌ للإطاحة‌ بحكومة‌ معاوية‌ الفاسدة‌، و جهّز جيشاً عدّته‌ مائة‌ ألف‌، و كاد أن‌ يتحرّك‌ لولا سيف‌ ابن‌ ملجم‌ المرادي‌ أحد الخوارج‌ الحمقي‌ إذ فلق‌ هامته‌، فانتقل‌ من‌ هذه‌ الدار المتعبة‌ إلی جوار ربّه‌ حيث‌ الامن‌ والامان‌ و السعادة‌

والحقيقه ان معاويه هو الذي رسم وخطط قضيه اغتيال الامام علي بمساعده الاشعث بن قيس وعبد الرحمن بن ملجم وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي (من قتل الامام علي (عليه السلام)

قتل علي عليه السلام وانتزع معاويه مصر من دوله خلافه علي (ع) وقتل الحسن واستلم معاويه حكم الدوله الاسلاميه باجمعها واراد ان ينقلب على عمر بن العاص وطلب منه خراج مصر خلافا للاتفاق فغضب عمرو بن العاص وكتب هذه القصيده التي اعترف بها بكل شئ

 

اولا - يعترف عمر بن العاص بحادثه الغدير وتنصيب رسول الله(ص) للامام علي (ع)  اماما وخليفه بامر من الله سبحانه وتعالى ومبايعته من قبل الصحابه جميعا ومنهم ابو بكر وعمر

نصرناك بجهلنا يبن هند  *** على النبأ الاعظم الأفضلِ

و حيث رفعناك فوق الرؤوس *** نزلنا إلى أسفل الأسفلِ

و كم قد سمعنا من المصطفى *** وصايا مخصصة في علي

و في يوم "خُمٍّ" رقى منبراً *** و بلّغ و الصحب لم ترحلِ

و في كفّه كفّه معلناٌ *** يُنادي بأمر العزيز العَلي

" ألست بكم منكم في النفوس بأولى ؟ " فقالوا : " بلى ففعلي

فأنحله إمرة المؤمنين *** من الله مستخلف المنحلِ

و قال : فمن كنتُ مولى له *** فهذا له اليوم نعم الولي

فوال مواليه ياذا الجلال و عاد معادي أخ المرسلِ

و لا تنقضوا العهد من عترتي *** فقاطعهم بيَ لم يوصل

فبخبخ شيخك لما رأى *** عُرى عقد حيدرَ لم تُحللِ

فقال : وليّكمُ فاحفظوه *** فمدخله فيكمُ مدخلي

 

ثانيا - يذكّر عمرو بن العاص معاويه بكيفيه خداعه اهل الشام لقبول معاويه واحتياله على جيش العراق وفيه كل صنديد بقياده امام الهدى علي (ع)

معاويةُ الحال لا تجهلِ *** و عن سُبل الحقِّ لا تعدلِ

نسيتَ احتيالي قي جُلَّق *** على أهلها يوم لبس الحلي؟

و قولي لهم : إنَّ فرض الصَّلاة *** بغير وجودك لم تُقبلِ

فولّوا و لم يعبأوا بالصَّلاة *** و رمت النفار إلى القسطلِ

ولمّا عصيت إمام الهدى *** و في جيشه كلُّ مُستفحلِ

أبا البقر البكم أهل الشأم *** لأهل التقى و الحجى اُبتلي ؟

فقلت : نعم ، قم فإنّي أرى *** قتال المفضَّل بالأفضلِ

 

ثالثا - ويذكره بحيلته برفح المصاحف على الرماح  في معركه صفين وتعليمهم كشف سوءاتهم عند ملاقاه علي (ع)

وكدتُ لهم أن أقاموا الرِّماح *** عليها المصاحف في القصطلِ

و علَّمتهم كشف سوءاتهم *** لردِّ الغضنفرة المقبلِ

 

رابعا  - ويذكره باحتياله على ابي موسى الاشعري وكيف انه سلب منه الخلافه والبسها له

فقام البغاة على حيدرٍ *** و كفّوا عن المشعل المصطلي

نسيت محاورة الأشعري *** و نحن على دومة الجندلِ؟

ألين فيطمع في جانبي *** و سهمي قد خاض في المقتلِ

خلعتُ الخلافة من حيدرٍ *** كخلع النعال من الأرجلِ

و ألبستها فيك بعد الأياس *** كلبس الخواتم بالأنملِ

و رقَّيتك المنبر المشمخر *** بلا حدِّ سيف و لا منصلِ

و لو لم تكن أنت من أهله *** و ربّ المقام و لم تكملِ

و سيّرت جيش نفاق العراق *** كسير الجنوب مع الشمألِ

و سيّرتُ ذكرك في الخافقين *** كسير الحمير مع المحملِ

 

خامسا - ويعيّر معاويه بامه هند وبسوء اصله وفعاله

و جهلك بي يابن آكلة    ***   الكبود لأعظم ما اُبتلي

فلولا موازاتي لم تُطع *** و لولا وجودي لم تقبل

و لولاي كنتَ كمثل النساء *** تعاف الخروج من المنزلِ

نصرناك بجهلنا يبن هند  *** على النبأ الاعظم الأفضلِ

و حيث رفعناك فوق الرؤوس *** نزلنا إلى أسفل الأسفلِ

 

 سادسا - ويقارن بينه وبين علي (ع)  ويعيّره بجدوده الاوائل فيقول

فإنَّـك من إمرة المؤمنين *** و دعوى الخلافة في معزلِ

و مالك فيها ولا ثرة *** ولا لجدودك بــــــــــــــالأوَّلِ

و إن كان بينكما نسبةٌ *** فأين الحسام من المنجلِ؟

و أين الثريا و أين الثرى ؟ *** و أين معاويةٌ من علي ؟

فإن كنتَ فيها بلغتَ المنى *** ففي عنقي عَلق الجلجلِ

 

 

واليكم القصيده كامله

 

معاويةُ الحال لا تجهلِ *** و عن سُبل الحقِّ لا تعدلِ

نسيتَ احتيالي قي جُلَّق *** على أهلها يوم لبس الحلي؟

و قولي لهم : إنَّ فرض الصَّلاة *** بغير وجودك لم تُقبلِ

فولّوا و لم يعبأوا بالصَّلاة *** و رمت النفار إلى القسطلِ

ولمّا عصيت إمام الهدى *** و في جيشه كلُّ مُستفحلِ

أبا البقر البكم أهل الشأم *** لأهل التقى و الحجى اُبتلي ؟

فقلت : نعم ، قم فإنّي أرى *** قتال المفضَّل بالأفضلِ

فبي حاربوا سيِّد الأوصياء *** بقولي : دمٌ طُلَّ من نعثلِ

وكدتُ لهم أن أقاموا الرِّماح *** عليها المصاحف في القصطلِ

و علَّمتهم كشف سوءاتهم *** لردِّ الغضنفرة المقبلِ

فقام البغاة على حيدرٍ *** و كفّوا عن المشعل المصطلي

نسيت محاورة الأشعري *** و نحن على دومة الجندلِ؟

ألين فيطمع في جانبي *** و سهمي قد خاض في المقتلِ

خلعتُ الخلافة من حيدرٍ *** كخلع النعال من الأرجلِ

و ألبستها فيك بعد الأياس *** كلبس الخواتم بالأنملِ

و رقَّيتك المنبر المشمخر *** بلا حدِّ سيف و لا منصلِ

و لو لم تكن أنت من أهله *** و ربّ المقام و لم تكملِ

و سيّرت جيش نفاق العراق *** كسير الجنوب مع الشمألِ

و سيّرتُ ذكرك في الخافقين *** كسير الحمير مع المحملِ

و جهلك بي يابن آكلة    ***   الكبود لأعظم ما اُبتلي

فلو لا موازاتي لم تُطع *** و لولا وجودي لم تقبل

و لولاي كنتَ كمثل النساء *** تعاف الخروج من المنزلِ

نصرناك بجهلنا يبن هند ! *** على النبأ الاعظم الأفضلِ

و حيث رفعناك فوق الرؤوس *** نزلنا إلى أسفل الأسفلِ

و كم قد سمعنا من المصطفى *** وصايا مخصصة في علي

و في يوم "خُمٍّ" رقى منبراً *** و بلّغ و الصحب لم ترحلِ

و في كفّه كفّه معلناٌ *** يُنادي بأمر العزيز العَلي

ألست بكم منكم في النفوس بأولى ؟ " فقالوا : " بلى ففعلي

فأنحله إمرة المؤمنين *** من الله مستخلف المنحلِ

و قال : " فمن كنتُ مولى له *** فهذا له اليوم نعم الولي

فوال مواليه ياذا الجلال و عاد معادي أخ المرسلِ

و لا تنقضوا العهد من عترتي *** فقاطعهم بيَ لم يوصل

فبخبخ شيخك لما رأى *** عُرى عقد حيدرَ لم تُحللِ

فقال : " وليّكمُ فاحفظوه *** فمدخله فيكمُ مدخلي"

و إنّا و ما كان من فعلنا *** لفي النّار في الدرك الأسفلِ

و ما دم عثمان منجٍ لنا *** من الله في الموقف المُخجلِ

إن علياً غداً خصمنا *** و يعتزُّ بالله و المرسلِ

يُحاسبنا عن اُمور جرت *** و نحن عن الحقِّ في معزلِ

فما عذرنا يوم كشف الغطا؟ *** لك الويل منه غداً ثم لي

ألا يابن هند ! أ بعتُ الجنان *** بعهد عهدت و لم توفي لي ؟

و أحسرتَ اُخراك كيما تنال *** يسير الحطاممن الأجزلِ

و أصبحت بالناس حتى استقام لك الملك من مِلك محولِ

و كنت كمقتنص في الشراك *** تذود الظماء عن النتهلِ

كأنَّك أنسيت ليل الهرير *** بصفِّين مع هولها المهولِ

و قد بتَّ تذوق ذرق الّعام *** حذراً من البطل المقبلِ

و حين أزاح جيوش الضلال وافاك كالأسد المبسلِ

و قد ضاق منك عليك الخناق *** و صار بك الرَّحب كالفلفلِ

و قولك : ياعمرو ! أين المفرّ *** من الفارس القسور المسبلِ

عسى حيلة منك عن ثنيه *** فإن فؤاديَ في عسعلِ

و شاطرتني كلّما يستقيم *** من الملك دهر لم يكملِ

فقمت على عجلتي رافعاً *** و أكشف عن سوأتي أذيل

فستَـَر عن وجهه و انثنى *** حياءً و روعك لم يُعقلِ

و أنت لخوفك من بأسه *** هناك ملأت من الأفكلِ

و لمّا ملكت حماة الأنام *** و نالت عصاك يد الأوّلِ

منحت لغيريَ وزن الجبال *** و لم تعطني وزنة الخردلِ

و أنحلتَ مصراً لعبد الملك *** و أنت عن الغيِّ لم تعدلِ

و إن كنتَ تطمع فيها فقد *** تخلى القطا من يد الأجدلِ

و إن لم تسامح إلى ردِّها *** فإني لحوبكمُ مصطلي

بِخَيلٍ جِيادٍ و شمِّ الاُنوف *** و بالمرهفات و بالذبَّلِ

و أكشف عنك حجاب الغرور *** و أيقظ نائمة الأثكلِ

فإنَّـك من إمرة المؤمنين *** و دعوى الخلافة في معزلِ

و مالك فيها ولا ثرة *** ولا لجدودك بــــــــــــــالأوَّلِ

و إن كان بينكما نسبةٌ *** فأين الحسام من المنجلِ؟

و أين الثريا و أين الثرى ؟ *** و أين معاويةٌ من علي ؟

فإن كنتَ فيها بلغتَ المنى *** ففي عنقي عَلق الجلجلِ

 

 

الباب الثالث

الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسن (ع)

 

الاعلام الاموي

غيَّرَ ديناً ..وهَزمَ جيشاً ..وأسقطَ دوله

 

 

  أرض السواد (العراق) بستان قريش

 

كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي والي عثمان على الكوفه صاحب خمارة ومبغى في مكة وعدوا لدوداً للنبي صلى الله عليه وآله، وكان مدمن خمر و صلى الصبح ثمان ركعات وتقيأ في محراب المسجد

شكاه المسلمون الى الخليفه عثمان بن عفان فاستبدله عثمان  باموي اخر هو سعيد بن العاص

قدم سعيد بن العاص الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وسمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة وفيهم مالك الأشترفقال سعيد:

إنما هذا السواد (العراق) بستانٌ لقريش(1)

فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك؟ ان الارض المفتوحه عنوه هي ملك لعامه المسلمين من ولد ومن يولد لاحقا وارض العراق منها

سار عثمان على منهج عمر بتحويل المجتمع الاسلامي الى مجتمع طبقي والى زرع التفرقه العنصريه في صفوفه

ان كان عمر قد اسس للتفرقه العنصريه بين العرب والاعاجم فقد زاد عثمان بان جعل الدوله بكل ثرواتها وولاياتها ومنها أرض السواد (اي العراق) ملكا لقريش وبالتحديد لبني أميه

 

العراق في زمن عثمان اموي الهوى

 

قبائل اعراب نجد المذمومه في القران الكريم والسنه النبويه كانت تعيش في نجد على القتل والغزو والاعتداء على القبائل المجاوره وقطع الطرقات ويقول شاعرهم :

 


وَمَـن تـكُنِ الحضارةُ أَعجَبَتهُ

                                                   فـأيَّ أنـاسِ بـاديـةِ تَـرَانـا

 

وَمَن رَبَطَ الجِحاشَ فإنَّ فينا

                                                  قـنـاَ سُلباً وأفراساً حِسانا 

 

وكُـنَّ اذا أَغَـرنَ عـلى جَـنابٍ

                                                  وأَعـوَزهُـنَّ كـوزٌ حـيـث كـانا

 

أغرنَ من الضَّبابِ على حَلالِ

                                               وضـبـةَ إنَّهـُ مَـن حـانَ حـانا

 

وأحـيـانـاً عـلى بَكرٍ أخينا

                                               إذا ما لم نَجِد إِلا أخانا

 

 

وقد حاربت هذه القبائل رسول الله (ص) حربا شعواء و نصر الله رسوله في قتالهم ودخلوا الاسلام ولما يدخل الايمان في قلوبهم

قال تعالى :

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿ ١٤ ﴾ الحجرات

 

وعندما جاء عثمان اشترى ذمم تلك القبائل واقطعهم اراضي العراق الخصبه واسكنهم فيها فاصبحوا غالبيه افراد جيش الدوله  (جيش العراق ) في زمن الامام علي والامام الحسن عليهما السلام وولائهم لبني اميه

 

ثانيا - تركيبه (جيش الدوله ) جيش العراق  والذي يقوده الامام الحسن (ع) عسكريا وعقائديا

 

وصف الشيخ المفيد  رحمه الله جيش العراق بقياده الامام الحسن (ع) :

أولا ـ اعرب عن كراهة الجيش للحرب ، وإيثاره للعافية ، ورغبته في السلم ،

 ثانيا ـ وافاد في تقسيمه ان الجيش ينقسم الى عناصر متباينة فى أفكارها ، مختلفة في عقائدها وهي كما يلي

1ـ الشيعة

وهؤلاء فيما يظهر عدد قليل في الجيش العراقي ولو كانوا عددا كثيرا فيه ، لما أجبر أمير المؤمنين علي (ع) على التحكيم في صفين ولما صالح الحسن معاوية وهذا العنصر يخالف بقية العناصر في تفكيره وشعوره وإيمانه فهو يرى أن الخلافة من حقوق أهل البيت وانهم أوصياء النبي وحماه الاسلام ، وطاعتهم مفروضة على جميع المسلمين

 2 - الخوارج

وهم الخوارج الذين ضمهم جيش الامام وكانوا يرومون قتال معاوية بكل حيلة ووسيلة لا إيمانا منهم بقضية الحسن وباطل معاوية ، بل كانوا يرون الحسن ومعاوية في صعيد واحد ، وإنهما لا يستحقان الخلافة وإنما كانوا يستعجلون حرب معاوية ومناجزته لأنهم يعلمون انه أوفر قوة من الامام فرأوا أن ينضموا الى جيشه مؤقتا حتى ينهوا أمره ، فان قضي عليه فيكون أمر الحسن سهلا لأن اغتياله ليس بالعسير عليهم فقد اغتالوا أباه من قبل

  3 ـ اصحاب المطامع

وضم جيش الإمام  الحسن فصيلة من الجند لا تؤمن بالقيم الروحية ولا تقدس العدل ولا تفقه الحق وإنما كانوا ينشدون مصالحهم وأطماعهم وكانوا يرقبون من كثب أي الجهتين قد كتب لها النصر والظفر حتى يلحقوا بها

  4 ـ الشكاكون

وأكبر الظن ان الشكاكين هم الذين أثرت عليهم دعوة الخوارج ودعاية الأمويين حتى شككوا في مبدأ أهل البيت (ع) ، وفي رسالتهم الإصلاحية ولو اندلعت نيران الحرب لما ساعدوا الإمام بشيء ، لأنهم لم يكونوا مدفوعين بدافع الإيمان والعقيدة

  5 – اتباع الرؤساء

وهم أكثر العناصر عددا ، وأعظمهم خطرا ، فهم يتبعون زعماءهم ورؤساءهم اتّباع أعمى لا إرادة لهم ولا تفكير ولا شعور بالواجب ، وهم المعبر عنهم بالهمج الرعاع. وكان أغلب سواد العراق قد انتمى الى أحد الزعماء على غرار العشائر العراقية في هذا الوقت ، وأكثر زعماء العراق ممن كاتب معاوية بالطاعة والانقياد كقيس بن الأشعث ، وعمرو بن الحجاج وحجار بن أبجر وأضرابهم من الخوارج والمنافقين الذين اشتركوا في أعظم مأساة سجلها التأريخ وهي قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين (ع)

 

هذه هي العناصر التي تكوّن منها الجيش العراقي ، بل العراق كله من نفر منه الى الحرب ومن لم ينفر ينطبق عليه أحد هذه العناوين التي ذكرها الشيخ المفيد رحمه‌الله في كلامه القيم ، وأكثر هؤلاء لا يؤمن من شرهم فى السلم فضلا عن الحرب (2)

 

جيش الامام علي هو نفسه جيش الامام الحسن عليهما السلام

 

ان جيش الامام الحسن هو نفسه جيش الامام علي  (ع ) وهو جيش الدوله الاسلاميه في خلافه الامام علي والامام الحسن (ع) وقسم منه من الصحابه المهاجرين والانصار الذين انتقلوا مع الامام علي عندما نقل مقر الخلافه الى العراق والقسم الاكبرمن الجيش من الامويين والقبائل التي استوطنت العراق في زمن عثمان والتي اشترى ذمتها عثمان بالاقطاعيات الزراعيه الكبيره والدور والبساتين  وثلاثه ارباع هذا الجيش المسمى بجيش العراق اموي الهوى وربعه من المخلصين للامام علي والامام الحسن  (ع)

 

 

معاويه يتمرد على الخليفه الشرعي ويستعد للحرب

 

معاويه يرسل جاسوسا للكوفه وجاسوسا للبصره

لما بلغ معاوية بن أبي سفيان شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبيعة الناس ابنه الحسن (عليه السلام) دس رجلا من حمير إلى الكوفة ورجلا من بني القين إلى البصرة، ليكتبا إليه بالأخبار، ويفسدا على الحسن (عليه السلام) الأمور. فعرف ذلك الحسن (عليه السلام) فأمر باستخراج الحميري من عند لحام بالكوفة وأمر بضرب عنقه

وكتب إلى البصرة باستخراج القيني من بني سليم فأخرج وضربت عنقه (3 )

الحسن (عليه السلام ) يحذر معاويه

 وكتب الحسن (عليه السلام) إلى معاوية:

 أما بعد: فإنك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء، وما أوشك ذلك، فتوقعه، إن شاء الله تعالى .

معاويه يسير بجيشه الى العراق

 فاجتمعت العساكر إلى معاوية وسار قاصدا إلى العراق، وقد عبأ هؤلاء، استعدادا لمحاربة الإمام الحسن (عليه السلام).

 الامام الحسن يأمر بالاستعداد

وبدأ الإمام الحسن (عليه السلام) يستنهض أهل الكوفة للجهاد، وأمر حجر بن عدي الكندي، أن يهيئ القادة والناس لمواجهة معاوية بعد أن بلغه توجه معاوية بجيشه نحو العراق.

أخذ المنادي يدور في أزقة الكوفة يهتف الصلاة جماعة ، فاندفع الناس إلى المسجد، ثم ارتقى

الإمام (عليه السلام) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

 أما بعد، فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرها، ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين (واصبروا إن الله مع الصابرين) فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون إلا بالصبر على ما تكرهون، إنه بلغني أن معاوية بلغه إنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحرك لذلك، أخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم بالنخيلة... فسكت الجميع.

ونهض عدي بن حاتم الطائي حين رأى سكوت الناس فقال: أنا ابن حاتم، سبحان الله، ما أقبح هذا المقام، ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيكم... أما تخافون مقت الله ولا عيبها ولا عارها. ثم استقبل الإمام الحسن فقال: أصاب الله بك المراشد، وجنبك المكاره، ووفقك لما تحمد ورده وصدره، وقد سمعنا مقالتك، وانتهينا إلى أمرك، وسمعنا لك وأطعناك فيما قلت ورأيت

ثم قال: وهذا وجهي إلى معسكرنا، فمن أحب أن يوافي فليواف . ثم خرج من المسجد، ودابته بالباب، فركبها ومضى إلى النخيلة، وأمر غلامه أن يلحقه بما يصلحه.

ويقول ابن ابي الحديد  وكان المثل الأول للمجاهد المطيع، وهو إذ ذاك أول الناس عسكرا. وفي طئ ألف مقاتل لا يعصون لعدي أمرا.

 وقام قيس بن سعد بن معاذ، ومعقل بن قيس، وزيادة ابن صعصعة، فأنبوا الناس ولاموهم وحرضوهم، وخرج الناس فعسكروا ونشطوا للخروج

وعسكر الجيش في النخيلة عشرة أيام فلم يحضره إلا أربعة آلاف. فرجع الامام الحسن إلى الكوفة، ليستنفر الناس، وخطب خطبته التي يقول فيها:

غررتموني، كما غررتم من كان قبلي، مع أي إمام تقاتلون بعدي؟ مع الكافر الظالم الذي لا يؤمن بالله ولا برسوله قط . أما والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلة ولا قلة، ولكن نقاتلهم بالسلامة والصبر، نشيب السلامة بالعداوة والصبر والجزع، وكنتم تتوجهون معنا. ودينكم أمام دنياكم، وقد أصبحتم الآن، ودنياكم أمام دينكم وكنتم لنا، وقد صرتم علينا (4)

 

الاعلام الاموي بلا مبادئ

 

اتبع الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسن (ع) اساليب رخيصه تنم عن فقدان المبادئ والقيم

 1-اعلام مخادع مضلل كاذب

 2- بذل الاموال وشراء الذمم

 3- نشر الجواسيس

وكانت باكورة الدسائس الخطيرة التي قام بها معاوية فى إفساد مقدمه جيش الامام الحسن (ع) انه بعث الجواسيس ، ونشر العيون ونشر الدعايات ليذيعون الذعر والإرهاب ويقوموا بخذلان الجيش ، وكانت دعايتهم ذات طابع واحد وهي

ان الحسن يكاتب معاويه على الصلح فلم تقتلون انفسكم

 2 – رشوة الوجوه

ولم يقتصر معاوية في عمليات التخريب على ذلك ، فقد صنع ما هو أفتك منها وهو شراؤه الضمائر الرخيصة من قادة الجيش وزعمائه المقيمين في « مسكن » فقد بذل لهم أموالا ضخمة ، ومناهم بالوظائف والمراتب ، فأجابوه الى ذلك ، وتسللوا إليه ، والتحقوا بمعسكره في غلس الليل وفى وضح النهار

 

الخائن الاول

في بادئ الأمر أرسل الإمام الحسن (عليه السلام) قائدا في أربعة آلاف، وكان من كنده ( قبيله نجديه بقياده الاشعث بن قيس ) وأمره أن يعسكر بالأنبار ، ولا يحدث شيئا حتى يأتيه أمره. فلما توجه إلى الأنبار، ونزل بها، وعلم معاوية بذلك، بعث إليه رسلا، وكتب إليه معهم: إنك إن أقبلت إلي، أولك بعض كور الشام والجزيرة، وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم. فقبض الكندي المال، وغدر بالإمام الحسن (عليه السلام) وصار إلى معاوية في مائتي رجل من خاصته وأهل بيته.

 

الخائن الثاني

فبلغ ذلك الإمام الحسن (عليه السلام) فقام خطيبا وقال: هذا الكندي توجه إلى معاوية، وغدر بي وبكم، وقد أخبرتكم مرة بعد مرة، أنه لا وفاء لكم، أنتم عبيد الدنيا، وأنا موجه رجلا آخر مكانه، وإني أعلم أنه سيفعل بي وبكم ما فعل صاحبكم، ولا يراقب الله في ولا فيكم. فبعث إليه رجلا من مراد في أربعة آلاف، وتقدم إليه بمشهد من الناس وتوكد عليه، وأخبره أنه سيغدر كما غدر الكندي. فحلف له بالأيمان التي لا تقوم لها الجبال أنه لا يفعل. فقال الإمام الحسن (عليه السلام): أنه سيغدر. فلما توجه إلى الأنبار، أرسل إليه معاوية رسلا وكتب إليه بمثل ما كتب إلى صاحبه وبعث إليه بخمسة آلاف (ولعله يريد خمسمائة ألف) درهم، ومناه أي ولاية أحب من كور الشام والجزيرة، ففعل كصاحبه، وأخذ طريقه إلى معاوية، ولم يحفظ ما أخذ عليه من عهود.

 

الحمله الاعلاميه الاولى وسقوط قائد الجيش عبيد الله بن العباس مع ثمانيه الاف في الخيانه

نظر الإمام الحسن (عليه السلام) عن يمينه وعن شماله، وتصفح – مليا – الوجوه التي كانت تدور حوله من زعماء شيعته ومن سراة أهل بيته، ليختار منهم قائد مقدمته التي صمم على إرسالها إلى مسكن، فلم ير في بقية السيوف من كرام العشيرة وخلاصة الأنصار، أكثر اندفاعا للنصرة ولا أشد تظاهرا بالإخلاص للموقف من ابن عمه ( عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب) وقيس بن سعد بن عباده وكان عبيد الله بن عباس أحد سراة الهاشميين، ومثكول بقتل ولديه في اليمن من قبل الجيش الأموي بأمر قائده بسر بن أرطاة،

وقديما قيل... ليست الثكلى كالمستأجرة ثم هو كان أسبق الناس دعوة إلى بيعة الإمام الحسن (عليه السلام) يوم بايعه الناس بعد أبيه. وكان المفروض أن يكون حريا بهذه الثقة الغالية التي وضعها الإمام (عليه السلام) في ابن عمه. ودعاه، فعهد إليه عهده الذي لم يرو لنا بتمامه، وإنما حملت بعض المصادر صورة مختزلة منه. قال فيه: يا ابن عم! إني باعث معك اثني عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر، الرجل منهم يزيد الكتيبة، فسر بهم، وألن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك، وافرش لهم جناحك، وأدنهم من مجلسك، فإنهم بقية ثقات أمير المؤمنين وسر بهم على شط الفرات، ثم امض، حتى تستقبل بهم معاوية، فإن أنت لقيته، فاحتبسه حتى آتيك، فإني على أثرك وشيكا. وليكن خبرك عندي كل يوم، وشاور هذين – يعني قيس بن سعد، وسعيد بن قيس -. وإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك، فإن فعل، فقاتله. وأن أصبت، فقيس بن سعد على الناس، فإن أصيب فسعيد بن قيس على الناس ( 5 )

زحف جيش الامام الحسن (ع) لقتال معاويه وكانت مقدمه الجيش تحت قياده عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وواجهت جيش معاويه في مسكن وهي منطقه قريبه من الرقه السوريه

وقد سلك معاويه جميع الوسائل  الرخيصه للقضاء على مقدمه الجيش وتمزيق وحدتها ، واماتة نشاطها العسكري ، فنشر بها المخاوف والأراجيف ، وبث فيها العصيان والتمرد ،

عبيد الله بن العباس يبيع دينه وكرامته بمليون درهم ويهرب لمعاويه

ولما رأى معاوية ان عملية الرشوة قد نجح بها الى حد كبير راح يعمل بنشاط فى اغرائه لذوي الضمائر القلقة ، والنفوس المريضة ، فمدّ أسلاك مكره الى عبيد الله بن العباس ، فجذبه إليه ، وصار العوبة بيده ، وقد خان عبيد الله بذلك ثقل رسول الله ، وترك موكب الحق والهدى ، وانضم الى معسكر الخيانة والجور

 أما نص رسالة معاوية التي خدعه بها فهي :

(إن الحسن قد راسلني فى الصلح ، وهو مسلم الأمر إليّ فان دخلت فى طاعتي الآن كنت متبوعا ، وإلا دخلت وأنت تابع ، ولك إن أجبتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم ، أعجل لك في هذا الوقت نصفها ، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر ) ( 6 )

وتمثل الكذب الصريح ، والمكر السافر في قوله : ( إن الحسن قد راسلني في الصلح. ) (7)

إن الإمام متى راسله فى الصلح؟ أفي رسائله ومذكراته التي احتوت على تهديده وتوعيده باعلانه للحرب عليه إن لم يثب لطاعته ، أم بخروجه لمناجزته؟ مضافا الى أنه لم تجر أي اتصالات بينه وبين الإمام في ذلك الوقت

وليس هناك أدنى مجال للشك فى أن عبيد الله كان يؤمن في قرارة نفسه بكذب هذا الادعاء لأن الإمام لو كان قد راسله في الصلح فلأي شيء يمنيه معاوية بهذه الأموال الطائلة ، وما قيمته إن أجابه الإمام إلى ذلك

وغزى معاوية برسالته مشاعر عبيد الله فقد أخذ يطيل التفكير فى ارتكاب الجريمة والخيانة ، وتمثلت أمامه النقاط المغريات التي عرضها عليه معاوية وهي

مراسلة الحسن له في الصلح حسب الادعاء المزعوم

الدخول فى معسكر معاوية وهو متبوع خير له من أن يكون تابعا

وانفق ليله ساهرا يفكر في الأمر ، قد ملأت الحيرة اهابه ، وتمثلت أمامه ( المادة ) التي منّاه بها معاوية وهو لم يظفر ببعضها فى ظل الحكومة الهاشمية التي بنيت على بسط العدل والمساواة ، وأخيرا سولت له نفسه الأثيمة بالغدر ونكث العهد ، فاستجاب لدنيا معاوية ، ومال عن الحق ، وانحرف عن الطريق القويم ، وخان الله ورسوله ، وترك سبط النبي (ص) وريحانته ، والتحق بمعسكر الظلم والجور ، وقد تسربل بثياب العار والخزي

لقد تسلل عبيد الله الى معاوية فى غلس الليل البهيم ومعه ثمانية آلاف من الجيش من ذوي الأطماع والأهواء الذين لم ينطبع الدين في قلوبهم ففي عنق عبيد الله الخائن الأثيم تقع المسئولية الكبرى ، فقد أدت خيانته الى زعزعة الجيش وتفلل وحداته واضطرابه

إن هذه الخطة التي سلكها معاوية كانت من أهم الأسباب التي مهدت نجاحه ، وفوزه بالموقف وتغلبه على الأحداث ، فقد سببت اندحار جيش الإمام ، وقضت على عزائمه ، وفتحت باب الخيانة ، والغدر على مصراعيهما

قيس بن سعد بن معاذ يستلم القياده

وأصبحت البقية الباقية من الجيش تفتش عن قائدها ليصلي بها صلاة الصبح فلم تجده ، ولما علمت خيانته وغدره والتحاقه بالعدو اضطربت أشد الاضطراب ، وماجت فى الفتن ، وارتطمت بالنزاع والخلاف ، ولما رأى قيس بن سعد الرجات العنيفة ، والفتن السود قد ضربت أطنابها على الجيش قام فصلى بهم صلاة الصبح ، وبعد الفراغ منها قام خطيبا فهدأ روعهم وقال :

إن هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خيرا قط ، إن أباه عمّ رسول الله (ص) خرج يقاتله ببدر ، فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري فأتى به رسول الله (ص) فأخذ فداءه ، فقسمه بين المسلمين وإن أخاه ولاّه علي على البصرة فسرق ماله ومال المسلمين فاشترى به الجواري ، وزعم أن ذلك له حلال ، وإن هذا ولاّه علي على اليمن فهرب من بسر بن أبي أرطاة ، وترك ولده حتى قتلوا ، وصنع الآن هذا الذي صنع » ( 8 )

وملك قيس أحاسيس الجيش وشعورهم بخطابه المؤثر الرصين ، فقد رأوا في كلامه منطق الحق ، وفي شخصيته صلابة الإيمان ، وتبين لهم أن عبيد الله خليق بالخيانة ، ومظنة لكل سوء ، وانه لو كان عنده شعور نبيل أو عاطفة انسانية لما هرب من اليمن وترك ولديه بيد الجزار بسر بن أبي أرطاة فقتلهما

 الحمله الاعلاميه الثانيه

ذكرنا كيف سقط عبيد الله بن العباس  قائد الجيش وابن عم الامام الحسن في وحل الخيانه وباع دينه ومبادئه بالف الف درهم والتحق بمعاويه

لاقت جميع الحملات الاعلاميه بالتحاق هذا القائد او ذاك بجيش معاويه نجاحا كبيرا بين صفوف جيش الامام الحسن وكانت تلك الدعايات والاكاذيب  كما يصفها الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه حياه الامام الحسن هي التالي :

1 ـ إذاعتهم في « المدائن » أن قيس بن سعد قد صالح معاوية ، وصار معه ، ولم يشك الجيش في صدق هذه الدعاية ، فان عبيد الله بن العباس الذي هو أمس الناس رحما بالإمام قد غدر به وخانه فكيف بغيره

2ـ إشاعتهم في « مسكن » ان الإمام قد صالح معاوية وأجابه

3 ـ افتراؤهم على من في « المدائن » ان قيس بن سعد قد قتل فانفروا

ومزق الاعلام  والدعايات الكاذبة أعصاب الجيش ، وأماتت نشاطه العسكري ، وأصبح متفككا تسوده الفتن والأهواء (9 )

 

الاعلام الاموي ينشر اشاعات واكاذيب بالجمله

ارسل معاوية  العميل عبد الله بن عامر لإفساد جيش الإمام وبثّ الخوف والجزع فى نفوس العراقيين فانطلق عبد الله فنادى بأعلى صوته بين صفوف الجيش العراقى

يا أهل العراق ، إني لم أر القتال ، و أنا مقدمة معاوية وقد وافى الأنبار في جموع أهل الشام ، فأقرءوا أبا محمد « يعني الحسن » عني السلام وقولوا له : أنشدك الله في نفسك وأنفس هذه الجماعة التي معك

وحينما سمعوا ذلك داخلهم من الخوف والرهبة الى حد لا سبيل الى تصويره ، وأخذ بعضهم يخذل بعضا ، وسئموا القتال ، وكرهوا الحرب

محاولات اغتيال الامام

ولم تقف محنة الحسن وبلاؤه في جيشه الى هذا الحد فلقد عظم بلاؤه الى أكثر من ذلك فقد قدم المرتشون والخوارج على قتله ، وقد اغتيل (ع) ثلاث مرات وسلم منها وهي

 1 – انه كان يصلي فرماه شخص بسهم فلم يؤثر شيئا فيه 

 2 – طعنه الجراح بن سنان في فخذه ، وتفصيل ذلك ما رواه الشيخ المفيدرحمه ‌الله قال :

(إن الحسن أراد أن يمتحن أصحابه ليرى طاعتهم له وليكون على بصيرة من أمره ، فأمر (ع) أن ينادى ( بالصلاة جامعة ) فلما اجتمع الناس قام عليه‌ السلام خطيبا فقال

الحمد لله كلما حمده حامد ، وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالحق وائتمنه على وحيه

أما بعد : فإني والله لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنّه وأنا أنصح خلق الله لخلقه ، وما أصبحت محتملا على مسلم ضغينة ، ولا مريد له بسوء ، ولا غائلة وإن ما تكرهون فى الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة ألا وإني ناظر لكم خير من نظركم لأنفسكم فلا تخالفون أمري ، ولا تردوا عليّ رأيي ، غفر الله لي ولكم ، وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا

ونظر الناس بعضهم الى بعض وهم يقولون ما ترونه يريد؟

واندفع بعضهم يقول

) والله يريد أن يصالح معاوية ويسلم الأمر إليه(

وما سمعوا بذلك إلا وهتفوا

) (كفر الرجل

وشدوا على فسطاطه فانتهبوه ، حتى أخذوا مصلاه من تحته ، وشدّ عليه الأثيم عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي ، فنزع مطرفه من عاتقه ، فبقى الإمام جالسا متقلدا سيفه بغير رداء ، ودعا (ع) بفرسه فركبه ، وأحدقت به طوائف من خاصته وشيعته محافظين عليه ، وطلب عليه ‌السلام أن تدعى له ربيعة وهمدان فدعيتا له ، فطافوا به ودفعوا الناس عنه ، وسار موكبه ولكن فيه خليطا من غير شيعته ، فلما انتهى (ع) الى مظلم ساباط بدر إليه رجل من بني أسد يقال له الجراح بن سنان فأخذ بلجام بغلته ، وبيده مغول (اله تشبه السيف ) فقال له

) الله أكبر ، اشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل(

ثم طعن الإمام في فخذه فاعتنقه الإمام وخرّا جميعا الى الأرض ، فوثب إليه رجل من شيعة الحسن يقال له عبد الله بن حنظل الطائي ، فانتزع المغول من يده فخضض به جوفه ، وأكب عليه شخص آخر يدعى بظبيان بن عمارة فقطع أنفه ، ثم حمل الإمام (ع) جريحا على سرير الى المدائن في المقصورة البيضاء لمعالجة جرحه

واتضحت للإمام (ع) بعد هذه الأحداث الخطيرة نوايا هؤلاء الأجلاف وانه سيبلغ بهم الاجرام والشر الى ما هو أعظم من ذلك وهو تسليمه الى معاوية أسيرا فتهدر بذلك كرامته أو يغتال ويضاع دمه الشريف من دون أن تستفيد الأمّة بتضحيته شيئا

 

شراء ذمم قاده جيش العراق

 

وسلك معاويه كل الطرق الخسيسه  لأن « الغاية تبرر الواسطة » عنده والرشوة التي استعملها كانت ذات طوابع مختلفة وهي:

1 ـ منح الوظائف المهمة ، والمناصب الخطيرة في الدولة كالولاية على قطر من الأقطار أو القيادة العامة على جيش من جيوشه لمن غدر بالإمام الحسن ، واستجاب له

2 ـ بذل الأموال الضخمة من المائة ألف فما فوق

3 ـ الوعد بتزويج إحدى بناته ، ومن الغريب ان تتوصل خساسة الرشوة الى مثل هذا اللون الذي ينم عن انحطاط النفس وتماديها في الرذائل والموبقات

 

ودلت هذه الأساليب على دراسة معاوية لنفوس  (الاعراب من جيش الامام )، فقد عرف الأشخاص الذي تشترى ضمائرهم بالمادة فبذلها لهم بسخاء ، والأشخاص الذين لا يقيمون وزنا للمادة منّاهم بالوظائف والنفوذ ، والأشخاص الذين يحبون الاتصال والقرب منه منّاهم بزواج إحدى بناته ، وقد نص على هذه الجهات الصدوق رحمه‌ الله فى كلامه قال:

 

وبعث معاوية لكل من

1-عمرو بن حريث

 2- قيس بن الاشعث

3- حجار بن أبجر

 عينا من عيونه يمنى كل واحد منهم بقيادة جند من جنوده ، أو بتزويج إحدى بناته ، أو بمائة ألف درهم إن هم قتلوا الحسن وقد بلغه ذلك فاستلأم  ولبس درعا ، فكان لا يتقدم للصلاة إلا وعليه وقاية ( 10)

 

 

وتأمر بعض أعيان القوم من ذوي الأتباع و النفوذ على الحسن و شق صفوفه من المنتسبين إلى هذا الحزب الاموي ومنهم  :

عمرو بن حريث ، عمارة بن الوليد بن عقبة ، حجر بن عمرة . و عمر بن سعد بن أبي وقاص ، و أبو بردة بن أبي موسى الأشعري

و هم الذين كتبوا إلى معاوية بالسمع و الطاعة في السر و استحثوه على المسير نحوهم و ضمنوا له تسليم الحسن إليه عند دنوهم في عسكره أو الفتك به

 

 

نماذج من جيش الامام الحسن (ع)

 

1 – حجار بن ابجر

2-عمرو بن حريث

3- قيس بن الاشعث

 

 1- حجار بن أبجر العجلي نموذج من افراد جيش العراق

 

وهذا من الفئه الثالثه (اصحاب المطامع ) المتكون منها جيش الامام والتي تطرق لها الشيخ المفيد

حجار بن أبجر العجلي كان أبوه نصرانيا فقال له : يا أبت أرى قوما قد دخلوا فى هذا الدين فشرفوا وقد أردت الدخول فيه ، فقال له أبوه : يا بني أصبر حتى أقدم معك على عمر ليشرفك  وإياك أن تكون لك همة دون الغاية القصوى ، ووفد على عمر فقال أبجر لعمر : أشهد أن لا إله إلا الله وأن حجارا يشهد أن محمدا رسول الله ، فقال عمر : وما يمنعك أن تقولها أنت؟ فقال أبجر : « إنما أنا هامة اليوم أو غد ». وذكر المرزباني في معجم الشعراء : إن أبجر مات على نصرانيته في زمن أمير المؤمنين علي (ع) قبل قتله بيسير ، ولما مات شيّعته النصارى ، وكان حجار يمشي فى جانب مع أناس من المسلمين ، جاء ذلك فى الاصابة ١ / ٣٧٣. وجاء في كثير من المصادر التاريخية : أن حجارا كان من الأشخاص الذين راسلوا سيد الشهداء الحسين (ع) بالقدوم الى العراق ، ولما قدم (ع) الى العراق كان هذا الأثيم في طليعة الواثبين عليه

 

2- عمرو بن حريث

 

عمرو بن حريث المخزومي باع دينه لبني اميه باقطاعيات واسعه في الكوفه وهبات ضخمه وقياده شرطه بن زياد ثم ولايه الكوفه

اشترى عثمان بن عفان دين بعض ضعاف النفوس من الصحابه وذلك باقطاعهم الاقطاعيات الكبيره من ارض الكوفه ومنحهم الهبات الضخمه  والمناصب المهمه ومن هؤلاء عمرو بن حريث المخزومي الذي اصبح رئيس شرطه ابن زياد  ووالي الكوفه بعد ذلك لبني اميه

وفي معجم الصحابه :

(انتقل عمرو بن حريث إلى الكوفة بعد الفتوحات الإسلامية وفتح العراق، وابتنى بها دارا كبيرة قريبا من مسجد الكوفة الكبير وسوقها، وذريته بها، وأصبح من أشراف الكوفة، وأصاب مالًا عظيما ) انتهى

وفي الطبقات الكبير :

تحول عمرو بن حريث إلى الكوفة حيث اقطعه عثمان ارضا في الكوفه ، وابْتَنَى بها دارًا كبيرة قريبًا من المسجد والسوق، وولده بها، وشَرُفَ بالكوفة، وأصاب مالًا عظيمًا،

عن موسى بن أبي عائشة، قال: (وقال الفضل بن دكين: نزل عمرو بن حريث الكوفة وابْتَنَى بها دارًا إلى جانب المسجد، وهي كبيرة مشهورة في أصحاب الخزّ اليوم )

وقَالَ الوَاقِدِيُّ

  (ثُمَّ وَلِيَ الكُوْفَةَ لِزِيَادِ ابْنِ أَبِيْهِ، وَلابْنِهِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ: عَمْرُو بنُ حُرَيْثٍ، وَحَصَّلَ مَالاً عَظِيماً )

نسبه

عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ، أخو سعيد بن حريث . كان عمرو من بقايا أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذين كانوا نزلوا الكوفة ، مولده قبيل الهجرة ، له صحبة ورواية . ورُوى أيضاً عن أبي بكر الصديق وابن مسعود ،

قال ابن الأثير

عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي ، يكنى أبا سعيد ، رأى النبي (صلّى الله عليه وآله) ، و هو أخوه سعيد بن حريث ، و يجتمع هو وخالد بن الوليد و أبو جهل بن هشام في عبدالله

حدَّث عنه : ابنه جعفر والحسن العرني ، والمغيرة بن سبيع والوليد بن سريع ، وعبد الملك بن عمير وإسماعيل بن أبي خالد وآخرون ، وآخر من رآه رؤية خلف بن خليفة ، توفّي سنة خمس وثمانين ، ثمّ قال الواقدي : ثمّ ولي الكوفة لزياد بن أبيه ، ولابنه عبيد الله ابن زياد

روايته عن النبي

روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود وغيرهم، وروى عن أخيه سعيد بن حريث، ومن حديث عمرو بن حريث عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أنه رآه يُصَلِّي في نعلين مخصوفتين، وروى عنه ابنه جعفر وآخرون مِنْ أهل الكوفة

عمرو بن حريث ناصبي ملعون

وقال العجلي في معرفة الثقات : عمرو بن حريث المخزومي كوفي من أصحاب النبيّ (صلّى

الله عليه وآله) وناصبي ملعون عند الشيعه

 طرد أهل الكوفة عمرو بن حريث وأمّروا عامر بن مسعود

وكان ابن زياد قد قتل من الخوارج ثلاثة عشر ألفًا وحبس أربعة آلاف فلما هلك يزيد قام عمرو بن حريث خطيبًا فقال‏:‏ إن الذي كنا نقاتل عن طاعته قد مات فإن أمرتموني جبيت فيئكم وقاتلت عدوكم‏.‏

وبعث بذلك إلى أهل الكوفة مقاتل بن مسمع وسعيد بن قرحا المازني فقام عمرو بن حريث وقال‏:‏ إن هذين الرجلين قد أتياكم من قبل أميركم يدعوانكم إلى أمر يجمع الله به كلمتكم فاسمعوا لهما فقام ابن الحارث وهو يزيد فقال‏:‏ الحمد لله الذي أراحنا من ابن سمية فأمر به عمرو إلى السجن فحالت بينه وبينه بكر وصعد عمرو المنبر فحصبوه فدخل داره واجتمع الناس في المسجد وقالوا‏:‏ نؤمر رجلًا إلى أن يجتمع الناس على خليفة فأجمعوا على عمرو بن سعد بن أبي وقاص ثم أجمعوا على عامر بن مسعود وكتبوا بذلك إلى ابن الزبير فأقره واجتمع لابن الزبير أهل البصرة وأهل الكوفة ومن قبله من العرب وأهل الشام وأهل الجزيرة إلا أهل الأردن‏.

جرائم عمرو بن حريث

 اولا - عمرو بن حريث شريك في دم ميثم التمار

قال السيّد الخوئي:

عمرو بن حريث : من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وعدَّه في أصحاب عليّ (عليه السلام) أيضاً قائلاً : عمرو بن حريث عدوُّ الله ملعون .

ويأتي في ترجمة ميثم التمّار خروج كلمة كبيرة من فيه ، قاتله الله

وما أشار إليه السيّد الخوئي ، وقال : إنّه يأتي في ترجمة ميثم . . . هو ما رُوي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، عن أبيه ، عن آبائه (صلوات الله عليهم) ، قال : أتى ميثم التمّار دار أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقِيل له : إنّه نائم ، فنادى بأعلى صوته : انتبه أيُّها النائم ! فو الله ، لتخضبنّ لحيتك من رأسك . فانتبه أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال : ( أدخلوا ميثماً ) . فقال له : أيُّها النائم ! والله لتخضبنَّ لحيتك من رأسك . فقال (عليه السلام) : ( صدقت ، وأنت والله لتُقطعنَّ يداك ورجلاك ولسانك ، وليُقطعنّ من النخلة التي بالكناسة ، فتشقّ أربع قطع : فتصلب أنت على ربعها ، وحجر بن عدي على ربعها ، ومحمّد بن أكثم على ربعها ، وخالد بن مسعود على ربعها )

قال ميثم : فشككت في نفسي ، وقلت : إنّ عليّاً (عليه السلام) ليخبرنا بالغيب ، فقلت له : أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال (عليه السلام) : ( إيْ وربِّ الكعبة ، كذا عهده إليَّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ) .

قال ، فقلت : ومَن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال (عليه السلام) : ( ليأخذنّك العتل الزنيم ، ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد )

قال : وكان يخرج إلى الجبانة وأنا معه ، فيمرُّ بالنخلة فيقول لي : يا ميثم ، إنّ لك ولها شأناً من الشأن

قال : فلمَّا ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ، ودخلها تعلَّق عَلَمُه بالنخلة التي بالكناسة فتخرَّق ، فتطيَّر من ذلك فأمر بقطعها ، فاشتراها رجل من النجارين فشقَّها أربع قطع

قال ميثم ، فقلت لصالح ابني : فخذ مسماراً من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي ، ودقَّه في بعض تلك الأجذاع

قال : فلمَّا مضى بعد ذلك أيّام أتى قوم من أهل السوق ، فقالوا : يا ميثم ، انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق ، ونسأله أنْ يعزله عنَّا ويولِّي علينا غيره

قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي ، فقال له عمرو بن حريث : أصلح الله الأمير  تعرف هذا المتكلِّم؟ قال: ومَن هو؟ قال : هذا ميثم التمّار الكذّاب، مولى الكذّاب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)

قال : فاستوى جالساً فقال لي : ما يقول ؟ فقلت : كذب أصلح الله الأمير  بل أنا الصادق مولى الصادق عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أمير المؤمنين حقّاً

فقال لي : لتبرأنَّ من عليّ (عليه السلام) ، ولتذكرنَّ مساويه وتتولَّى عثمان وتذكر محاسنه ، أو لأقطعنَّ يديك ورجليك و لأصلبنَّك . فبكيت ، فقال لي : بكيت من القول دون الفعل ؟ فقلت : والله ، ما بكيت من القول ولا من الفعل ، ولكنّي بكيت من شكّ كان دخلني يوم خبَّرني سيِّدي ومولاي . فقال لي : وما قال لك مولاك ؟

قال ، فقلت : أتيت الباب فقِيل لي : إنّه نائم . فناديت : انتبه أيُّها النائم ! فو الله ، لتخضبنَّ لحيتك من رأسك . فقال (عليه السلام) : ( صدقت ، وأنت والله لتُقطعنَّ يداك ورجلاك ولسانك ولتُصلبنّ ) . فقلت : ومَن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ( يأخذك العتل الزنيم ، ابن الأمَة الفاجرة عبيد الله بن زياد )

قال : فامتلأ غيظاً ، ثمّ قال لي : والله لأقطعنَّ يديك ورجليك ، و لأدعنَّ لسانك حتّى أكذبك وأكذب مولاك ، فأُمر به فقطعت يداه ورجلاه ، ثمّ أُخرج وأُمر به أنْ يُصلب ، فنادى بأعلى صوته : أيُّها الناس ، مَن أراد أنْ يسمع الحديث المكنون عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ قال : فاجتمع الناس وأقبل يحدِّثهم بالعجائب

قال : وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله ، فقال : ما هذه الجماعة ؟ فقالوا : ميثم التمّار يحدِّث الناس عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)

قال : فانصرف مسرعاً فقال : أصلح الله الأمير ! بادر وابعث إلى هذا مَن يقطع لسانه ، فإنّي لست آمن أنْ تتغيَّر قلوب أهل الكوفة ، فيخرجوا عليك

قال : فالتفت إلى حرسيّ فوق رأسه ، فقال : اذهب فاقطع لسانه

قال : فأتاه الحرسيّ فقال له : يا ميثم . قال : ما تشاء ؟ قال : أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه . قال ميثم : ألاَ زعم ابن الأمَة الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي ، هاك لساني ؟

قال : فقطع لسانه فتشحَّط ساعة في دمه ، ثمّ مات وأمر به فصُلب

قال صالح : فمضيت بعد ذلك بأيّام فإذا هو صُلب على الربع الذي كنت دققت فيه المسمار

 ثانيا - عمرو بن حريث شارك بقتل مسلم بن عقيل

قال ابن كثير والطبري ـ واللفظ للأوّل

و بعث ابن زياد عمرو بن حريث المخزومي ـ وكان صاحب شرطته ـ و معه عبد الرحمن ، و محمد بن الأشعث في سبعين أو ثمانين فارساً ، فلم يشعر مسلم إلاّ وقد اُحيط بالدار التي هو فيها ، فدخلوا عليه ، فقام إليهم بالسيف فأخرجهم من الدار ثلاث مرّات ، و اُصيبت شفته العليا والسفلى ، ثمّ جعلوا يرمونه بالحجارة و يلهبون النار في أطناب القصب ، فضاق بهم ذرعاً ، فخرج إليهم بسيفه فقاتلهم فلم يتمكنوا منه الا بعد اعطوه الامان بالاستسلام ولكنهم لم يفوا بعد ذلك بعهدهم فقتله ابن زياد

ثالثا - عمرو بن حريث من قتله الامام الحسين (عليه السلام)

هو من قتلة الإمام الحسين (عليه السّلام)

 و ممّن خرج على مسلم بن عقيل (عليه السّلام)

وفي تاريخ الطبري :

رابعا :عمرو بن حريث ممّن أقام شهادة زور على حجر بن عدي و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ

حتّى قتلهم معاوية ظلماً و عدواناً بعد ما طلب منهم النيل والبراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) .

 عمرو بن حريث من الثمانيه الذين خلعوا بيعه الامام علي وبايعوا ضبا محله

وروي‌ ابن‌ شهرآشوب‌ أيضاً عن‌ إسحاق‌ بن‌ حسّان‌، بإسناده‌ عن‌ الاصبغ‌ بن‌ نُباتة‌، قال‌:

أمرنا أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بالمسير من‌ الكوفة‌ إلی المدائن‌. فسرنا يوم‌ الاحد، وتخلّف‌ عنّا عمرو بن‌ حريث‌، والاشعث‌ ابن‌ قيس‌، وجريربن‌ عبدالله‌ البَجَلِيّ مع‌ خمسة‌ نفر، فخرجوا إلی مكان‌ بالحيرة‌ يقال‌ له‌: الخورنق‌  والسدير. فبينا هم‌ جلوس‌  يتغدّون‌، إذ خرج‌ عليهم‌ ضبّ، فاصطادوه‌. فأخذه‌ عمرو بن‌ حريث‌؛ فبسط‌ كفّه‌، فقال‌: بايعوا هذا أميرالمؤمنين‌. فبايعه‌ الثمانية‌ ثمّ أفلتوه‌ وارتحلوا وقالوا: إنّ علي ‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ يزعـم‌ أ نّه‌ يعلم‌ الغيب‌، فقد خلعنـاه‌ وبايعنا مكانه‌ ضبّاً. فقدموا المدائن‌ يوم‌ الجمعة‌، فدخلوا المسجد، وأميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ يخطب‌ علی المنبر، فقال‌ عليه‌ السلام‌: إنّ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ أسـرّ إلی حديثاً كثيـراً في‌ كلّ حديث‌ باب‌ يفتـح‌ كلّ باب‌ ألف‌ باب‌. إنّ الله‌ تعالي‌ يقول‌ في‌ كتابه‌ العزيز: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَـامِهِمْ

 وأنا أُقسم‌ بالله‌ ليبعثنّ يوم‌ القيامة‌ ثمانية‌ نفر من‌ هذه‌ الاُمّة‌ إمامهم‌ ضبّ. ولو شئتُ أن‌ أُسمّيهم‌ لفعلتُ

 فتغيّرت‌ ألوانهم‌، وارتعدت‌ فرائصهم‌، وكان‌ عمروبن‌ حريث‌ ينتفض‌ كما تنتفض‌ السعفة‌ جبناً وفرقاً

المناقب‌ ج‌ 1، ص‌ 420

 عمرو بن حريث لا دين له

وفي تاريخ المدينه لابن شبه

ذِكْرُ مَنِ اسْتَمْتَعَ قَبْلَ تَحْرِيمِ عُمَرَ للمتعه يُقَالُ:

 إِنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ اسْتَمْتَعَ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا., فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَتَعْتَرِفُ بِهَذَا الْغُلَامِ؟ قَالَ: لَا

 قَالَ: لَوْ قُلْتَ نَعَمْ لَرَجَمْتُكَ بِأَحْجَارِكَ فَحَرَّمَ الْمُتْعَةَ

3- قيس بن الاشعث

4- عبيد الله بن العباس

5- عماره بن الوليد بن عقبه

6- حجر بن عمره

7 – عمر بن سعد بن ابي وقاص

8- ابو برده بن ابو موسى الاشعري

وغيرهم الكثير

 وقد كتبت كتابا خاصا  بهؤلاء الذين باعوا دينهم لبني اميه بعنوان

(صحابه باعوا دينهم بالدينار الاموي) فراجع

 

 

 

المصادر :

1- الطبري: 3 / 365

2- حياة الإمام الحسن دراسة وتحليل للشيخ باقر شريف القرشي    ج  2  صفحة 80

 3- سيره الامام الحسن  حسين الشاكري ص 155

4-المصدر السابق ص 166

5- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٥١

6 – حياة الإمام الحسن : 2 / 76

7 - شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٤٢

8 - شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٤٢

9 - الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٧٢٣

10- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٣

 

الباب الرابع

الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته

 

الفصل الاول -  الاعلام الاموي فرّق جيشا من ثمانيه عشر الف مقاتل بايع الامام الحسين  (ع) ؟

الفصل الثاني - الاعلام الاموي اقنع اهل الشام بان بني اميه هم ال بيت النبي

الفصل الثالث - كيف تمكن الاعلام الاموي من تضليل الجيش الاموي واهل الشام ؟

الفصل الرابع – ابو بكر وعمر كانا السبب وراء قوه معاويه واعلامه

الفصل الخامس – سنه ابو بكر وعمر وعثمان المخالفه لسنه رسول الله هي السند القانوني لمعاويه واعلامه

الفصل السادس - قتله الامام الحسين (ع) الحسين ليسوا من الشيعه بل من الامويين واتباعهم من اعراب نجد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الباب الرابع

الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته

 

الفصل الاول

 

  الاعلام الاموي فرّق جيشا من ثمانيه عشر الف مقاتل بايع الامام الحسين (ع) ؟

توالت رسائل اهل الكوفه على الامام الحسين (ع)  يطلبون منه سرعه القدوم اليهم وان له فيها مئه الف مقاتل وان لم يفعل فانه اثم فارسل اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل وتم اخذ البيعه للحسين (ع) من ثمانيه عشرالف مقاتل قبل ان يتحرك الاعلام الاموي لتفرقه الجيش

 فكيف تمكن الاعلام الاموي من تفرقه ثمانيه عشر الف مقاتل بايع الامام الحسين ؟

من هم اهل الكوفه اثناء خلافه عثمان بن عفان وما بعدها ؟

عيّن عثمان بن عفان سعيد بن العاص واليا على الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وسمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة فقال سعيد :

 (إنما هذا السواد (العراق) بستانٌ لقريش)

وكان ذلك ترجمه لسياسه عثمان بن عفان حيث اقطع عثمان اراضي العراق وبساتينه ومزارعه الى بني اميه واتباعهم من القبائل النجديه  المواليه لبني اميه وقد انتقلت تلك القبائل والتي معظمها نجديه الى العراق واستوطنت فيه

ولذلك فان غالبيه سكان الكوفه في تلك الفتره هم  من اتباع بني اميه الذين اشترى بنو اميه ذممهم بالهبات والعطايا والاراضي والبساتين  (1)

وان هؤلاء القوم  هم من خذل عليا (ع) في حربه مع معاويه وهم الذين اشتكى الامام من تخاذلهم وضعفهم  وهم الذين خذلوا الحسن (ع) وهم الذين قتلوا الحسين (ع) وهم ابناء تلك القبائل النجديه ( 2)

حاله اهل الكوفه في عهد معاويه

بعد ان نجح معاويه في جريمه مقتل علي (ع) بسيف عبد الرحمن بن ملجم  وبعد صلح الامام الحسن (ع) ذاق الكوفيون الأهوال والويلات لأكثر من عشرين سنة في حكم معاوية وعاشوا أياماً عصيبة تحت سياسة التسلط الأموي وبطش ولاة السوء من بطانة الأمويين كزياد بن أبيه والمغيرة بن شعبة

وقتل معاويه ساداتهم من امثال حجر بن عدي واصحابه وقطع اعطيات اخرين

خالف معاويه شروط الصلح مع الامام الحسن (ع) واخذ بيعه الناس لابنه يزيد من بعده وتولى يزيد الملك بعد هلاك معاويه

الحسين (ع) يرفض بيعه يزيد

ارسل والي المدينه الوليد بن عتبه الى الحسين (ع) لياخذ منه البيعه ليزيد فقال الحسين للوليد بن عتبة:

 (إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد شارب الخمور وقاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله ..)

اهل الكوفه المخلصون لعلي (ع) يرسلون رسائل الى الامام الحسين يطالبونه بالقدوم اليهم

وردت أخبار هذا الرفض إلى الشيعة في الكوفة فاجتمع الصفوة منهم في دار سليمان بن صرد الخزاعي وهو من كبار الشيعة  واتباع الامام علي وتمخض هذا الاجتماع الذي كان بداية الانطلاقة الأولى للتحرك المسلح و إعلان الثورة ودعوة الإمام الحسين (ع) وقد قال سليمان:

 (إن معاوية قد هلك وإن حسينا قد امتنع عن بيعه يزيد, وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه ونقتل أنفسنا دونه فاكتبوا إليه وأعلموه وإن خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه فقالوا: لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه. قال: فاكتبوا إليه) (3)

لقد اطلع سليمان الشيعة على الأمر الواقع وأشار إلى الصواب وطلب منهم رأيهم فاتفق زعماء الشيعة على إرسال كتاب إلى الإمام الحسين (ع) يدعونه فيه إلى القدوم :

(بسم الله الرحمن  الرحيم للحسين بن علي (ع) من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو

أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك وعدو أبيك من قَبل, الجبار العنيد الغشوم الظلوم الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيأها وتآمر عليها بغير رضا منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود. إنه ليس علينا إمام فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ولو قد بلغنا إنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته يا ابن رسول الله وعلى أبيك من قبلك..) (4)

كانت هذه الرسالة الأولى من الشيعة المخلصين وقد أرسلوها بيد عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وائل, ثم عزز قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي وعمارة بن عبد الله السلولي هذا الموقف برسالة ثانية مشابهة لها ومعها أكثر من مائة وخمسين صحيفة من الرجل والأثنين والثلاثة والأربعة ثم جاءت رسالة ثالثة من هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي مفادها:

(إن الناس ينتظرونك ولا رأي لهم في غيرك فالعجل العجل والسلام عليك) (5)

وجاء في رسالة أخرى:

(إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الصلاة مع الولاة فاقدم علينا فنحن في مائة ألف فقد فشا فينا الجور وعُمل فينا بغير كتاب الله وسنة نبيه ونرجو أن يجمعنا الله بك على الحق وينفي عنا بك الظلم فأنت أحق بهذا الأمر من يزيد وأبيه الذي غصب الأمة وشرب الخمر ولعب بالقرود والطنابير وتلاعب بالدين)  (6)    

رسائل من المنافقين والنفعيين والوصوليين ايضا

وركب النفعيون والمنافقون والوصوليون  من ابناء قبائل نجد المستوطنه في الكوفه الموجه بعد ان تيقنوا نجاح الثوره وكثره مناصريها أمثال شبث بن ربعي اليربوعي وحجار بن أبجر العجلي ويزيد بن الحارث وعزرة بن قيس وغيرهم من الذين جبلوا على التزلف والتملق وكانوا يطمحون الاستفادة من أي تغيير قادم فكتبوا إلى الإمام الحسين:

(أما بعد فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار وطمت الآجام ــ أي الآبار ــ فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة ..) (7) 

 ويقول محمد طاهر الصفار وبلغ من سفالة وانحطاط هؤلاء وأمثالهم أنهم لم يتنصلوا عما وعدوا به من نصرة الحسين (عليه السلام) فقط بل أنهم كانوا في الصف الأول  لمقاتله الامام الحسين

ويقول العقاد في كتاب أبو الشهداء وهو يصف يزيد ومن بايعه وناصره من أمثال هؤلاء الحثالة التي باعت ماتبقى من دينها بثمن بخس الى يزيد

(لا يرجى له صلاح ولا يرجى منه إصلاح وكان اختياره لولاية العهد مساومة مكشوفة قبض كل مساهم فيها ثمن رضاه ومعونته جهرة وعلانية من المال أو الولاية أو المصانعة ولو قبضوا مثل هذا الثمن ليبايعوا وليا شرا من يزيد لما همهم وإن تعطلت حدود الدين وتقوضت معالم الأخلاق)  (8) 

وتوالت الرسائل إليه (عليه السلام) من المخلصين والمنافقين والتي يحثه أصحابها على القدوم إلى الكوفة حتى وصل إليه في يوم واحد ستمائة رسالة (9)

   وقالت احداها :

 (إن لم تصل إلينا فأنت آثم ) (10)

    وقالت الاخرى:

 (عجل القدوم يا ابن رسول الله فإن لك في الكوفة مائة ألف سيف فلا تتأخر ) (11)

  الحسين يرسل مسلم بن عقيل الى الكوفه

ارسل الإمام الحسين (ع) مسلم بن عقيل الى اهل الكوفه  وارسل معه كتاب جاء فيه:

 (أني بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم وشيكا إن شاء الله)

خرج مسلم مع ثلاثة من حاملي الرسائل  الى الامام الحسين وهم: قيس بن مسهر الصيداوي, وعمارة بن عبد الله السلولي, وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي, وكانوا قد جاءوا بالرسائل إلى الإمام الحسين فعادوا مع مسلم

ولما وصل مسلم إلى الكوفة نزل في دار المختار بن أبي عبيد الثقفي حسب وصية الإمام حيث كان من كبار الشيعة ومن أوثق الشخصيات في الكوفة فتوافد عليه الناس فقرأ عليهم كتاب الإمام الحسين

 وكان أول المبايعين البطل المجاهد عابس بن شبيب الشاكري الذي تقدم الناس ووقف بين يدي مسلم وقال:

(إني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في نفوسهم وما أغرك منهم ووالله إني أحدثك عما أنا موطن نفسي عليه والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله لا أريد بذلك إلا ما عند الله)

وكان عابس موضع ثقة مسلم فبعثه برسالة إلى الإمام الحسين يخبره فيها عن أحوال الكوفة فبقي عابس مع الحسين حتى خرج معه واستشهد.

وقال حبيب بن مظاهر وكان المبايع الثاني:

وأنا والله على مثل ما هو عليه.

وجاءت المبايعة الثالثة من البطل سعيد بن عبد الله الحنفي الذي أيد موقف صاحبيه البطلين فكان هؤلاء الثلاثة مصداقاً لقوله تعالى:

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..

وتوافد الناس للبيعة (المؤمنون والمنافقون) وبلغ عدد المبايعين خلال شهر إلى أكثر من ثمانية عشر ألفا  (12)

اعتقال هاني بن عروه

كان النعمان بن بشير والياً على الكوفة  وقد تجاهل حركه مسلم بن عقيل  مما ادى بجواسيس بني اميه لارسال رسائل  الى يزيد مطالبين بعزله

فعزله يزيد وولى عبيد الله بن زياد الذي شدد من قبضته على الكوفة أول دخوله لها فاضطر مسلم لمغادرة دار المختار واللجوء إلى دار هانئ بن عروة المذحجي صاحب أمير المؤمنين كإجراء احترازي فقد كثف ابن زياد من جواسيسه لاقتفاء أثر مسلم ومعرفة مكانه حتى دله أحد الجواسيس على مكانه.

ارسل اليه ابن زياد حسان بن أسماء بن خارجة, ومحمد بن الأشعث, و عمرو بن الحجاج الزبيدي صهر هانئ, فلمّا ألحّوا على هانئ بالحضور جاء معهم فكشف ابن زياد عن أمر الجاسوس وعرض على هانئ تسليم مسلم لكن هاني قال له:

 والله لو كنت وحدي ليس لي ناصر لما سلمته إليك أبدا حتى أموت دونه.

فغضب ابن زياد من هذا القول فأمر جلاوزته بتكتيفه و(استعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسالت الدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته حتى كسر القضيب)  ثم زجه في السجن (13)

 

الحمله الاعلاميه الامويه الاولى تنجح في افشال محاوله مذحج اقتحام القصر واستنقاذ زعيمها هاني بن عروه

وردت الاخبار الى قبيله مذحج بان زعيمها هاني بن عروه قد قتل او على وشك ان يقتل فاحاطوا بالقصر وهموا باقتحامه واستنقاذ زعيمهم

وكان عمروبن الحجاج الزبيدي صهر هاني بن عروه فتقدم جموع مذحج ونادى من خلف اسوار القصر قائلا :

(أنا عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج وقد بلغهم أن صاحبهم قُتل فأعظموا ذلك)

فقال ابن زياد لشريح القاضي :

(أدخل على صاحبهم فانظر إليه ثم اخرج فاعلمهم أنه حي لم يقتل وأنك قد رأيته)

فلما دخل شريح على هانئ وهو بتلك الحالة قال له هانئ

 (يا شريح إني لأظنها أصوات مذحج وشيعتي من المسلمين, إن دخل علي عشرة نفر أنقذوني, يا شريح إتق الله إنه قاتلي )

لكن شريحاً تجاهل قول هانئ وقال له بعدم اكتراث: أراك حيّاً

فحمّله هانئ أمانة وهي قوله: أخبر قومي إن انصرفوا قتلني .. ولكن أنى لمن باع دينه وضميره لبني أمية من إداء الأمانة فلما خرج شريح قال لابن زياد: قد رأيته حياً ورأيت أثراً سيئاً. فأسكته ابن زياد وقال له أخرج إلى هؤلاء وأخبرهم كما أمرتك وارسل معه غلامه لكي لا يقول لهم شريح غير ماقاله له ابن زياد

قام هذا القاضي الضال المضل بدوره وأطل من على القصر مخاطباً أكبر قبيلة في الكوفة

ما هذه الرعة السيئة .. الرجل حي

 وهكذا بكل بساطة سكتت هذه (الرعة) وعجّل عمرو بن الحجاج الزبيدي بأمر انسحابها قائلا أما إذا لم يقتل فالحمد لله 

 وهكذا افشل الاعلام الاموي الكاذب بمساعده المجرمين الثلاثه عمروبن الحجاج وشريح القاضي وابن زياد غضبه قبيله مذحج واخمدوا ثورتهم

الحمله الاعلاميه الامويه الثانيه تفرق ثمانيه عشر الف مقاتل  

بعد الانسحاب المخزي لمذحج وصلت أخبار هانئ إلى مسلم فأمر مناديه برفع شعار الثورة ووزع الألوية على أصحابه وتوجه نحو القصر فدخل ابن زياد القصر وأغلق أبوابه, وقد أشار عليه أحد أصحابه وهو كثير بن شهاب بقتال مسلم لكنه رفض جبناً وخوفاً من مواجهة مسلم ولجأ إلى حرب الإشاعات الجبانة بأن جيش الشام قادم !

كما أمر ابن زياد برفع راية أمان لكل من يترك مسلماً وينضم إليها فقال لهم:

 أشرفوا على الناس فمنّوا أهل الطاعة الزيادة والكرامة وخوفوا أهل المعصية الحرمان والعقوبة وأعلموهم وصول جند الشام إليهم

 فكان منادي ابن زياد ينادي من على القصر:

أيها الناس إلحقوا بأهليكم ولا تعجلوا الشر ولا تعرضوا أنفسكم للقتل فإن هذه جنود يزيد قد أقبلت وقد أعطى الأمير عهداً لئن أتممتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام على غير طمع وأن يأخذ البريء بالسقيم والشاهد بالغائب حتى لا يبقى له فيكم بقية من أهل المعصية إلا أذاقها وبال ما جرت أيديها.

وقد كان لهذه الاشاعات والتهديدات أثرها في النفوس ووجدت صدىً وتجاوباً من قبل النفوس الخانعة والمريضة, وكان للمرأة دور في هذا التقاعس والتخاذل فكانت تتعلق بثياب زوجها أو أخيها أو ابنها فلا تتركه حتى يرجع إلى بيته ! وقد خدم الاعلام الاموي ابن زياد فكانت كل امرأة تقول لمن يخصها: (الناس يكفونك) وهكذا تفرّق الناس عن مسلم حتى صلى المغرب من ذلك اليوم وليس معه إلا ثلاثون رجلاً وخرج من المسجد فسار باتجاه حي كنده فالتفت فلم يجد وراءه احدا

الحمله الاعلاميه الامويه الثالثه كانت اقذر حمله اعلاميه عرفها تاريخ العرب والمسلمين

 

بدا الاعلام الاموي بعمله في الشام من اليوم الاول الذي دخل فيه معاويه الى الشام وتولى امرتها وكان يعمل وفق خطه قذره خبيثه تتعارض مع قيم الاسلام وتتماشى مع مصالحه واهدافه

1- لكي يستمر معاويه بالسيطره على اهل الشام قام بعزلهم فكريا عن الولايات الاسلاميه وتغذيتهم الفكر الذي يريد تربيتهم عليه وطرد كل صحابي ياتي للشام يكشف لهم الحقائق ولا يمكنه شراء ذمته  والعمل لخدمته ولا يسمح لهم بمعرفه الاسلام الا من خلاله

والامثله على ذلك كثيره ومنها طرد ابو ذر الغفاري من الشام لفضحه معاويه وفسقه

2- اربعون عاما من الحصار الفكري وتجهيل اهل الشام وتربيتهم على معتقدات معاويه انتجت شعبا يعتقد بمايمليه عليهم معاويه ومن يرفض يشتريه ومن لايشترى يهدد بالقتل او يطرد من الشام

 3 - الاعلام الاموي الكاذب والمضلل استطاع ان يعبأ الجيش الاموي لحرب ابن بنت رسول الله الامام الحسين (ع) ويغسل عقول افراد الجيش فيقلب الحقائق ويشوه المفاهيم ويقنعهم بان الحسين  (ع)  مرق عن الدين وفارق الجماعه وخرج على امام زمانه وانه من اهل النارولا تقبل صلاته ويجب قتله والتمثيل بجثته) وان الدعي ابن الدعي يزيد ابن (عبد كلب ) تقيا وامير المؤمنين وحامل رايه الاسلام ويجب الدفاع عنه

قال أبو مخنف - حدثني أبو جباب الكلبي قال:

كتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد، أما بعد .. فإني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتقعد له عندي شافعا، انظر فان نزل الحسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلى سلما، وان أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، فان قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإنه عاق مشاق، قاطع ظلوم،

وليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا ولكن على قول لو قد قتلته فعلت هذا به، ان أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع وان أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فانا قد أمرناه بأمرنا والسلام )

4- الكذب وقلب الحقائق

   ثم إن عمر بن سعد نادى (يا خيل الله اركبي وابشري) 

 فركب في الناس ثم زحف نحوهم بعد صلاة العصر، 

 5 - قال أبو مخنف - عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك بن عبد الله المشرقي قال: فلما أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كله يصلون و يستغفرون ويدعون ويتضرعون. قال: فمر بنا خيل لهم تحرسنا وان حسينا ليقرأ ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين  ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال:

 ( نحن ورب الكعبة الطيبون ميزنا منكم)
قال فعرفته وقلت لبرير بن حضير: تدري من هذا؟ قال: لا، قلت: هذا أبو حرب السبيعي وقال له برير بن حضير: يا فاسق أنت يجعلك الله في الطيبين؟

6 - قال أبو مخنف - فحدثني عبد الله بن عاصم، قال:

حدثني الضحاك المشرقي، قال: لما أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم في الحطب والقصب الذي كنا ألهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا، إذ اقبل إلينا منهم رجل يركض على فرس كامل الأداة. فلم يكلمنا حتى مر على أبياتنا، فنظر إلى أبياتنا فإذا هو لا يرى إلى حطبا تلتهب النار فيه، فرجع راجعا فنادى بأعلى صوته:

( يا حسين استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة)

 فقال الحسين: من هذا كأنه شمر بن ذي الجوشن، فقالوا: نعم أصلحك الله هو هو، فقال: يا بن راعية المعزى أنت أولى بها صليا

7 – غسل الادمغه

قال أبو مخنف - فحدثني حسين أبو جعفر قال: ثم إن رجلا من بني تميم يقال له: عبد الله بن حوزة جاء حتى وقف امام الحسين فقال:
يا حسين يا حسين فقال له الحسين ما تشاء؟

قال:( ابشر بالنار)

قال: كلا اني أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع،

من هذا؟ قال له أصحابه: هذا ابن حوزة، قال: رب حزه إلى النار، قال: فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه، وتعلقت رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذه يمر به فيضرب برأسه كل حجر وكل شجرة حتى مات

8- قال أبو مخنف - وحدثني يوسف  بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس وكان قد شهد مقتل الحسين قال: وخرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس فقال:

يا برير بن حضير كيف ترى الله صنع بك؟ قال: صنع الله والله بي خيرا وصنع الله بك شرا، قال: كذبت وقبل اليوم ما كنت كذابا، هل تذكر وانا اما شيك في بني لوذان وأنت تقول: ان عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا، وان معاوية بن أبي سفيان ضال مضل، وان امام الهدى والحق علي بن أبي طالب، فقال له برير: اشهد ان هذا رأيي وقولي، فقال له يزيد بن معقل:

 (فاني اشهد انك من الضالين)

 فقال له برير بن حضير: هل لك فلأباهلك ولندع الله ان يلعن الكاذب وان يقتل المبطل، ثم اخرج فلأبارزك

قال: فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه ان يلعن الكاذب وان يقتل المحق المبطل، ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضره شيئا، وضربه برير بن حضير ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ فخر كأنما هوى من شاهق، وان سيف ابن حضير لثابت في رأسه


  9- لما أصبح الحسين يوم عاشوراء، وصلّى بأصحابه صلاة الصبح، قام خطيباً فيهم، حمدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله سبحانه وتعالى قد أذن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم، فعليكم بالصبر والقتال. ثم صفهم للحرب، وكانوا سبعة وسبعين مابين فارس وراجل، فجعل زهير بن القين في الميمنة، وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وأعطى رايته أخاه العباس، وثبت هو عليه السلام وأهل بيته في القلب وأقبل عمر بنُ سعد نحو الحسين في ثلاثين ألفاً، وعلى الميمنة عمر بن الحجاج الزبيدي، وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن، وعلى الخيل عزرة بن قيس، وعلى الرّجالة شبث بن ربعي، والرايةُ مع ذويد مولاه، وأقبلوا يجولون حول البيوت، فيرون النار تضطرم في الخندق، فنادى شمر بأعلى صوته:

 (ياحسين تعجلّت بالنار قبل يوم القيامة )

   فقال الحسين: من هذا، كأنه شمر بن ذي الجوشن؟

  قيل: نعم

  فقال له يابن راعية المعزى أنت أولى بها مني صليّا ورام مسلم بن عوسجه أن يرميه بسهمٌ، فمنعه الحسين وقال: أكره أن أبدأهم بقتال.

 10- وأقبل القوم يزحفون نحوه، وكان فيهم عبد الله بن حوزة التميمي ، فصاح : أفيكم حسين؟

 وفي الثالثة قال أصحاب الحسين : هذا الحسين فما تريد؟

   (قال : ياحسين أبشر بالنار)

 قال الحســـــين: كذبت بل أقدم على ربّ غفور كريم مطاع شفيع ، فمنْ أنت ؟

 قال : أبن حوزة فرفع الحســـين يديه حتى بانَ بياضُ إبطيه وقال : اللهم حُزه الى النـــــــار فغـــــضــــب إبن حوزة ، وأقحم الفرس إليه  وكان بينهما نهر، فعلقت قدمه بالركــــاب ، وجـــالت به الفرس فسقط عنها ، وإنقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقي جانبه الآخر معلّقـــاً بالركـــاب وأخذت الفرس تضرب به كلَ حجر وشجر حتى هلك،

 قال مسروق بن وائل الحضرمي : كنت في أول الخيل التي تقدّمت لحرب الحسين ، لعلي أن أصيب رأس الحسين، فأحظى به عند إبن زياد ، فلّما رأيت ما صُنع بإبن حوزة، عرفت أن لأهل هذا البيت حرمة ومنزلة عند الله ، وتركت النّاس وقلتُ : لا أقاتلهم فأكون في النار.

تامل اخي القارئ ..الان فقط عرف مسروق بن وائل الحضرمي ان لاهل هذا البيت حرمه ومنزله عند الله ..لكي تعرف قوه الاعلام الاموي وتاثيره على اتباع بني اميه

 11- وحمل عمرو بن الحجاج على جماعه الحسين وهو يقول لاصحابه

 (قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعه )

 12 - ولمّا استأذن الحسين  لصلاة الظهر وطلب منهم المهلة لأداء الصلاة قال

له الحصين بن تميم :

إنّها لا تقبل منك !  )

فقال له حبيب :  زعمت انها لا تقبل من آل رسول الله وتقبل منك ياحمار 

فحمل الحصين وحمل عليه حبيب ، فضرب حبيب وجه فرس الحصين بالسيف فشبّ به الفرس ووقع عنه فحمله أصحابه واستنقذوه 

13 - ورجع الحسين إلى مركزه يُكثر من قول لا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم. وطلب في هذه الحال ماءاً فقال الشمر :

(  لا تذوقه حتّى ترد النّار)

 وناداه رجل :

 ياحسين ألا ترى الفرات كأنّه بطون الحيّات؟ فلا تشرب منه حتّى تموت عطشاً

فقال الحسين (ع) : «اللهمّ أمِته عطشاً». فكان ذلك الرجل يطلب الماء فيؤتى به فيشرب حتّى يخرج من فيه ، وما زال كذلك إلى ان مات عطشاً

 14 -قال هلال بن نافع كنت واقفاً نحو الحسين وهو يجود بنفسه ، فوالله ما رأيت قتيلاً قطّ مضمّخاً بدمه أحسن منه وجهاً ولا أنور ، ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله. فاستقى في هذه الحال ماء فأبوا ان يسقوه

وقال له رجل :

(لا تذوق الماء حتّى ترد الحامية فتشرب من حميمها)

 فقال (عليه السّلام) : (أأنا أرد الحامية؟! وإنّما أرد على جدّي رسول الله وأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر وأشكو إليه ما ارتكبتم منّي وفعلتم بي).

 فغضبوا بأجمعهم حتّى كأنّ الله لَم يجعل في قلب أحدهم من الرحمة شيئاً

 

 المصادر :

1- كتاب للكاتب بعنوان ( مَنْ قَتَلَ الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام)

2- فصل بعنوان (قتله الامام الحسين (ع) ليسوا من الشيعه ..بل الامويون في الكوفه )

 3- تاريخ الطبري ج4 ص 261

4- الإمامة والسياسة ج 2 ص 4 

5 - تاريخ الطبري ج 2 ص262  

6- تذكرة الخواص ابن الجوزي ص 215

7- تاريخ الطبري ج 4 ص 262 

8- أبو الشهداء ص 114 

9-  أعيان الشيعة , السيد محسن الأمين ج 4 ق 1 ص 159

10- تذكرة الخواص ص 220

11- بحار الأنوار ج 44 ص 334 

 12- تاريخ الطبري ج 4 ص 275  

13- تاريخ الطبري ج 4 ص 274 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني

الاعلام الاموي اقنع اهل الشام بان بني اميه هم ال بيت النبي

لبست دمشق ابهى حلتها وتزيّنت الساحات والاسواق والمحلات بانواع الزينه فرحا لاستقبال  راس ابن رسول الله الامام الحسين (ع) ورؤوس  ابنائه واخوته مرفوعه على الرماح

وبنات رسول الله (ص) سبايا مصفدات بالقيود والسلاسل

فكيف استطاع الاعلام الاموي ان يُقنع اهل الشام بالفرح والابتهاج بمقتل ابن بنت نبيهم الامام الحسين وسبي بنات رسول الله (ص)

وكان سهل بن سعد الساعديّ صاحب رسول الله (ص) في الشام فسأل الناس :

يا قوم ألَكم بالشام عيدا لا نعرفه نحن ؟

ولنتجول مع سهل بن سعد الساعدي في شوارع دمشق ونستمع الى مايقوله الناس الفرحون

اولا:

قال المجلسيّ في البحار: عن سهل بن سعد الساعديّ قال:

خرجت إلى بيت المقدس حتّى توسطّت الشام، فإذا أنا بمدينة مطّردة الأنهار كثيرة الأشجار، وقد علّقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول. فقلت في نفسي لا نرى لأهل الشام عيداً لا نعرفه نحن، فرأيت قوماً يتحدّثون. فقلت

يا قوم ألَكم بالشام عيد لا نعرفه نحن ؟

قالوا: يا شيخ نراك غريباً !؟

فقلت: أنا سهل بن سعد قد رأيت محمّداً صلى الله عليه و آله و سلم.

 قالوا: هذا رأس الحسين عترة محمّد (صلى الله عليه و آله) و سلم يُهدى من أرض العراق. فقلت: واعجباه يُهدى رأس الحسين والنّاس يفرحون،

 قلت: من أيّ باب يدخل؟ فأشاروا إلى باب يُقال له: باب الساعات

قال: فبينما أنا كذلك إذ الرايات يتلو بعضها بعضاً، فإذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان، عليه رأس,  قالوا أتدري لمن هذا الرأس؟ وجهه قمريّ أزهريّ كأنّه بدر طالع أشبه النّاس بأمير المؤمنين عليه السلام وهو رأس قمر العشيرة أبي الفضل العباس

ثمّ نظر سهل أمام المخدّرات فرأى رأساً آخر يشرق النور منه, وله مهابة عظيمة ذو لحية مدوّرة, قد خالطها الشيب والريح تلعب بلحيته الشريفة يميناً وشمالاً, كأنّه وجه رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) فلمّا تبيّن سهل وإذا به رأس الحسين بن علي عليه السلام ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)

ثانيا:

جاء شيخ فدنا من نساء الحسين وعياله وقد أقيموا على درج باب المسجد فقال:

 (الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين يزيد منكم )

 فقال له علي بن الحسين يا شيخ هل قرأت القرآن قال نعم قال فهل عرفت هذه الآية

 ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ؟

  قال الشيخ قد قرأت ذلك

فقال له علي (ع) فنحن القربى يا شيخ

فهل قرأت هذه الآية

 ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى )؟

  قال نعم

قال علي  (ع) فنحن القربى يا شيخ

وهل قرأت هذه الآية

 ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ؟

قال الشيخ قد قرأت ذلك

 قال علي  (ع) فنحن أهل البيت الذين خصصنا بآية الطهارة يا شيخ

 قال فبقي الشيخ ساكتا نادما على ما تكلم به

وقال بالله عليك إنتم هم

 فقال علي بن الحسين تالله إنا لنحن هم من غير شك وحق جدنا رسول الله إنا لنحن هم

 فبكى الشيخ ورمى عمامته ورفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد من جن وإنس

ثم قال هل لي من توبة فقال له نعم إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا

فقال أنا تائب

 فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقتل

ثالثا:

لمّا رأى سهل النساء المسبيّات مقيّدات بالحبال (قال سهل): فدنوت من أولاهنّ فقلت:

 يا جارية من أنت؟

 فقالت: أنا سكينة بنت الحسين

فقلت لها: ألك حاجة إليّ، فأنا سهل بن سعد ممّن رأى جدّك وسمع حديثه؟

 قالت: يا سهل قل لصاحب هذا الرأس أن يقدّم الرأس أمامنا, حتّى يشتغل الناس بالنظر إليه, ولا ينظروا إلى حرم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

قال سهل: فدنوت من صاحب الرأس فقلت له: هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ منّي أربعمائة دينار؟

 قال: ما هي؟

قلت: تقدّم الرأس أمام الحرم

ففعل ذلك فدفعت إليه ما وعدته

رابعا:

قال سهل: ورأيت روشناً عالياً فيه خمسة نسوة, ومعهنّ عجوز محدودبة الظهر فلمّا رأت رأس الحسين عليه السلام وهو على رمح طويل, وشيبته مخضوبة بالدماء قالت:

(لمن هذا الرأس المتقدّم؟ وما هذه الرؤوس التي خلفه؟ فقالوا لها:

 هذا رأس الحسين عليه السلام وهذه رؤوس أصحابه. ففرحت فرحاً عظيماً

وقالت: ناولوني حجراً لأضرب به رأس الحسين

 فناولوها حجراً فضربت به وجه الحسين عليه السلام, فأدمته وسال الدم على شيبته,

 فالتفتت إليه أمّ كلثوم فرأت الدم سائلاً على وجهه وشيبته, فلطمت وجهها ونادت: واغوثاه وا مصيبتاه وا محمّداه وا عليّاه واحسيّناه

خامسا:

عن فاطمة بنت على قالت لما أجلسنا بين يدي يزيد ابن معاوية قام رجل إلى يزيد فقال:

يا أمير المؤمنين: هب لي هذه الجاريه فأرعدت وفرقت وظننت ان ذلك جائز لهم، واخذت بثياب أختي زينب، وكانت زينب أكبر مني واعقل، وكانت تعلم أن ذلك لا يكون فقالت

كذبت والله ولومت ما ذلك لك وله

فغضب يزيد فقال: كذبت والله ان ذلك لي ولو شئت ان أفعله لفعلت، قالت :

كلا والله ما جعل الله ذلك لك الا ان تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا،

قالت فغضب يزيد واستطار ثم قال: إياي تستقبلين بهذا،

 انما خرج من الدين أبوك وأخوك

 فقالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك،

 قال: كذبت يا عدوة الله قالت: أنت أمير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك، قالت فوالله لكأنه استحيا فسكت

ثم عاد الشامي فقال: يا أمير المؤمنين

هب لي هذه الجارية،

 قال: أعزب، وهب الله لك حتفا قاضيا

سادسا:

و حكى هشام بن محمد عن أبيه عن عبيد بن عمير قال:

 كان رسول قيصر حاضرا عند يزيد فقال ليزيد هذا رأس من؟ فقال رأس الحسين قال و من الحسين قال ابن فاطمة، قال و من فاطمة؟ قال بنت محمد، قال: نبيكم؟ قال نعم، قال: و من أبوه؟

قال علي بن أبي طالب، قال و من علي بن أبي طالب؟ قال ابن عم نبينا، فقال تبا لكم و لدينكم ما أنتم و حق المسيح على شي‌ء، ان عندنا في بعض الجزائر دير فيه حافر حمار ركبه عيسى السيد المسيح و نحن نحج اليه في كل عام من الاقطار و ننذر له النذور و نعظمه كما تعظمون كعبتكم فاشهد انكم على باطل ثم قام و لم يعد اليه

سابعا:

و قال الزهري: لما جاءت الرءوس كان يزيد في منظره على جيرون فأنشد لنفسه

لما بدت تلك الحمول و اشرقت* * * تلك الشموس على ربى جيرون‌

نعب الغراب فقلت‌ صح أو لا تصح* * * فلقد قضيت من النبي ديوني‌

و أما المشهور عن يزيد في جميع الروايات: انه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام و جعل ينكت عليه بالخيزران و يقول أبيات ابن الزبعرى

ليت أشياخي ببدر شهدوا* * * وقعة الخزرج من وقع الأسل‌

قد قتلنا القرن من ساداتهم* * * و عدلنا ميل بدر فاعتدل‌

قال الشعبي و زاد فيها يزيد فقال

لعبت هاشم بالملك فلا* * * خبر جاء و لا وحي نزل‌

لست من خندف ان لم أنتقم* * * من بني أحمد ما كان فعل‌

ثامنا:

قال أبو مخنف - حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال:

 دعاني عمر بن سعد فسرحني إلى أهله لأبشرهم بفتح الله عليه وبعافيته فأقبلت حتى أتيت أهله فأعلمتهم ذلك، ثم أقبلت حتى ادخل، فأجد ابن زياد قد جلس للناس واجد الوفد قد قدموا عليه فأدخلهم وأذن للناس فدخلت فيمن دخل، فإذا رأس الحسين موضوع بين يديه، وإذا هو ينكت بقضيب بين ثنيتيه ساعة

تاسعا:

فلما دخل راس الحسين وصبيانه وأخواته ونسائه على عبيد الله بن زياد لبست زينب ابنة فاطمة أرذل ثيابها، وتنكرت وحف بها إمائها

فلما دخلت جلست، فقال عبيد الله بن زياد: من هذه الجالسة؟ فلم تكلمه، فقال ذلك ثلاثا كل ذلك لا تكلمه، فقال بعض إمائها: هذه زينب ابنة فاطمة، فقال لها عبيد الله:

 (الحمد لله الذي فضحكم، وقتلكم، وأكذب أحدوثتكم)

فقالت: الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وطهرنا تطهيرا لا كما تقول أنت، انما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر، قال:

  (فكيف رأيت صنع الله باهل بيتك)

 قالت: كتب عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، فسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاجون إليه وتخاصمون عنده

فغضب ابن زياد واستشاط، قال: فقال له عمرو بن حريث أصلح الله الأمير انما هي امرأة وهل تؤاخذ المرأة بشئ من منطقها؟ انها لا تؤاخذ بقول، ولا تلام على خطل، فقال لها ابن زياد:

 (قد أشفى الله نفسي من طاغيتك، والعصاة المردة من أهل بيتك)

عاشرا:

قال أبو مخنف واما سليمان بن أبي راشد فحدثني عن حميد بن مسلم قال: اني لقائم عند ابن زياد حين عرض عليه علي بن الحسين فقال له: ما اسمك؟ قال: انا علي بن الحسين، قال:

  (أولم يقتل الله علي بن الحسين؟ )

فسكت، فقال له ابن زياد: مالك لا تتكلم قال: قد كان لي أخ يقال له أيضا على فقتله الناس، قال: 

 (ان الله قد قتله)

 قال: فسكت على، فقال له: مالك لا تتكلم؟ قال: الله يتوفى الأنفس حين موتها، وما كان لنفس ان تموت الا بإذن الله

قال: أنت والله منهم، ويحك انظروا هل أدرك؟ والله اني لأحسبه رجلا، قال: فكشف عنه مري بن معاذ الأحمري فقال: نعم قد أدرك، فقال: اقتله، فقال علي بن الحسين، من توكل بهؤلاء النسوة وتعلقت به زينب عمته فقالت: يا بن زياد حسبك منا، اما رويت من دمائنا؟ وهل أبقيت منا أحدا؟ قال: فاعتنقته فقالت أسألك بالله ان كنت مؤمنا ان قتلته لما قتلتني معه

قال حميد بن مسلم: لما دخل عبيد الله القصر ودخل الناس نودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس في المسجد الأعظم، فصعد المنبر ابن زياد فقال:

 (الحمد الله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه، وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي وشيعته )

عن الغاز بن ربيعة الجرشى من حمير قال: والله انا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية فقال له يزيد: ويلك ما وراءك وما عندك؟

 فقال أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره،

 

 

 

 

الفصل الثالث

كيف تمكن الاعلام الاموي من تضليل الجيش الاموي واهل الشام ؟

 

استطاع الاعلام الاموي الكاذب والمضلل ان يعبأ الجيش الاموي لحرب ابن بنت رسول الله الامام الحسين (ع) ويضلل افراد الجيش فيقلب الحقائق ويشوه المفاهيم ويقنعهم بان الحسين  (ع)  مرق عن الدين وفارق الجماعه وخرج على امام زمانه وانه من اهل النار ولا تقبل صلاته ويجب قتله والتمثيل بجثته) وان الدعي ابن الدعي يزيد ابن (معاويه ) تقياً وامير المؤمنين وحامل رايه الاسلام ويجب الدفاع عنه

واستطاع الاعلام الاموي ان يضلل اهل الشام ويقنعهم بان معاويه خال المؤمنين  وابن عم رسول الله وخليفه الله في ارضه والحاكم بامره وان عليا وابنائه  (ع) مارقين عن الدين  خارجين على امير المؤمنين يجب القضاء عليهم وقتلهم والتمثيل بجثثهم.

 وامر جميع الولايات التي تحت حكمه بسب ابا تراب على منابر المسلمين وورّث (ابنه) يزيد حقدا وكرها للحسين ولاهل البيت (ع)

وعندما قتل الامام الحسين  لبست دمشق ابهى حلتها وتزيّنت الساحات والاسواق والمحلات بانواع الزينه فرحا لاستقبال راس الامام الحسين (ع) ورؤوس  ابنائه واخوته مرفوعه على الرماح وبنات رسول الله (ص) سبايا مقيدات بالحبال والقيود

 

ولكي نعرف كيف اصبح الاعلام الاموي قويا وكيف تمكن من تضليل اهل الشام لا بد ان نعرف اسباب واهداف هذا الاعلام والقوى الداعمه له ومن يقف وراءه

1-  حسد وحقد اموي رهيب على بني هاشم من اليوم الذي تبنى فيه عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه ونتج عن ذلك خلافات حاده كادت ان تؤدئ الى حرب بين بني هاشم وبني اميه

2- يعتبر ابو بكر وعمر هما مؤسسا دوله بني اميه وهما الابوان الروحيان للاعلام الاموي والمؤسسان لمبادئه وافكاره

3- خسه ووضاعه بعض الصحابه وسهوله شراء ذممهم من قبل معاويه وتجنيدهم للعمل في الاعلام الاموي باختلاق احاديث وسعركل حديث حسب قوته

4- عزل معاويه اهل الشام ومنع اتصالهم بباقي المسلمين وطرد اي صحابي يزور الشام ويكشف حقيقه الاسلام المخالفه لدين بني اميه

5- طول الفتره التي قضاها معاويه في حكم الشام والتي استمرت لمده اربعين سنه ربى فيها اجيالا على النصب ومعاداه اهل البيت

6- ساعد اليهود بني اميه بتقويه اعلامهم بما يستطيعون من افكار خبيثه لتراكم خبرتهم في مجال الاعلام

7- انفتاح معاويه على الروم والعمل سويا على نسف الدين الاسلامي وتشويه معتقداته ومعاداه رسول الله واهل بيته

8- سوء منبت القاده والامراء والذين معظمهم ابناء الزنا وذلك مما يؤهلهم للانخراط في مساعده بني اميه عسكريا واعلاميا

 

 السبب الاول

 حسد وحقد اموي رهيب على بني هاشم من اليوم الذي تبنى فيه عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه ونتج عن ذلك خلافات حاده كادت ان تؤدئ الى حرب بين بني هاشم وبني اميه

  اثبتت بعشر ادله تاريخيه في كتابي المسمى ( بنواميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم ) ان اميه ليس من صلب عبد شمس

 فقد تبنى عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه فنازع اميه هاشم بن عبد مناف سلطته على مكه واشتد الخلاف بينهما حتى انذر بحرب بين بني هاشم وبني اميه  واتباعهما واتفق الطرفان على تحكيم الكاهن الخزاعي في ذلك.

وكان من عاده العرب انذاك ان يكتسب الولد المُتبنى نفس حقوق وامتيازات الابن الشرعي

حكم الكاهن الخزاعي لصالح هاشم  وان يذبح اميه خمسين ناقه في مكه وينفي الى الشام لمده عشر سنين ريثما تبرد نار العداوه (1)

والسبب في هذا النزاع حسد اميه لهاشم وحقده عليه لعدم استطاعته باللحوق به وانتزاع السياده على مكه منه.

وانى لاميه العبد الخسيس الاباحي المعروف بدياثته الذي تنازل عن زوجته لابنه ذكوان وزوجه اياها في حياته ولم يانف لذلك  في حادثه لم يفعلها قبله ولا بعده احد من العرب ان يلحق بهاشم المؤيد  بتاييد الله لان محمد (ص)  في صلبه (2)

ورحم الله الشاعر حيث يقول:

يا من إذا عُدَّتْ فضائلُ غيرِه...رَجَحَتْ فضائلُه وكان الأفضلا

إني لأعذِرُ حاسديك على الذي...أولاك ربك ذو الجلال وفضلا

إن يحسِدوك على علاك فإنما...متسافلُ الدرجاتِ يحسِدُ مَن علا

انقضت السنين العشر وعاد اميه الى مكه فوجد هاشما قد مات وان ابنه عبد المطلب قد ساد مكه .

عاد اميه من منفاه لينتقم

كانت لاميه فرسا سريعه لايلحق بها فارس ففكر اميه باهانه عبد المطلب في سباق خيل

اعتقد انه سيكون فيه الفائز

فقد كان الشرط أن يدفع المغلوب الذي تقصّر فرسه عن بلوغ الشرط  مئة ناقة من الإبل وعشرة من العبيد ، ومثلها من الإماء ، ثمّ استعباد سنة وذلك بأن يستعبد السابق الغالب المتسابق المغلوب سنة كاملة ، يتّخذ منه عبداً ، وفوق كل ذلك فللغالب أن يجزّ ناصية المغلوب

ومن هذه الشروط القاسيه نفهم أنّ المقصود بذلك كله كان إذلال المغلوب وتحقيره ، والمعتقد أنّ أمية كان واثقاً من فرسه ومعتقداً بفوزه ، وإلاّ فليس هو من الغباوة بحيث يقدم على مثل هذه المغامرة مهما بلغ حسده وغروره وكبرياؤه

وكانت النتيجة أن جاءت على خلاف ما كان قد اعتقد أمية وجزم ؛ فخسر ودفع الرهان كاملاً ، ولكنّه افتدى جزّ الناصية بمضاعفة استعباد عبد المطّلب له وجعلها عشر سنين (3)

و ورّث اميه حسده وحقده على بني هاشم وحاول حرب بن اميه عمل ماعجز عنه اميه فخاب وخسر

وقد تطرقت الى تفاصيل الصراع القاسي والمرير بين بني اميه وبني هاشم في كتابي

 (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه ) لمن يحب معرفه المزيد

توارث بنو اميه الحسد والحقد على بني هاشم وسخّروا في حربهم مع بني هاشم كل امكاناتهم الماليه والاعلاميه

وجاء الاسلام فحطم رسول الله غرور وكبرياء قريش بقياده بني اميه وانتصر الاسلام وقتل علي  (عليه السلام) صناديد بني اميه في بدر فبلغ الحسد والحقد مداه بحيث ادى الى ان تلوك هند كبد الحمزه حقدا وكرها لمحمد  (ص) وعلي (ع)

وعليه يمكننا القول بان :

1- حقد بني اميه الرهيب وحسدهم لبني هاشم ومحمد (ص ) وعلي  (ع) وابنائه كان الدافع الرئيس لقوه الاعلام الاموي للسيطره على الساحه الاسلاميه بعد وفاه رسول الله والانتقام من بني هاشم

2- كره بنو اميه للاسلام حيث لم يؤمنوا به  يوما وقد حطم اصنامهم وامالهم بزعامه قريش

3- سوء منبت بني اميه وانحطاط اخلاقهم دفعهم الى حسد من طهره الله وعصمه ورفعه مكانا عليا ورحم الله الشاعر الشفهيني حيث يقول:

إن يحسِدوك على علاك فإنما...متسافلُ الدرجاتِ يحسِدُ مَن علا

معاويه ينسب الى اربعه

وقال الزمخشري في كتاب " ربيع الأبرار ": كان معاوية يعزى إلى أربعة

إلى مسافر بن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى الصباح، مغن كان لعمارة بن الوليد. قال: وقد كان أبو سفيان دميما قصيرا، وكان الصباح عسيفا (اجيرا) لأبي سفيان، شابا وسيما، فدعته هند إلى نفسها فغشيها

معاويه يموت كافرا

قال البلاذري:

حدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:

كنت عند النبي فقال:  

(يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية فقال هو هذا)

حديثٌ صحيحٌ صريحٌ في أن معاوية يموت علي غير ملة الإسلام

قال الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في جؤنة العطار(2/154): وهذا حديث صحيح علي شرط مسلم، وهو يرفع كل غمة عن المؤمن، المتحير في شأن هذا الطاغية قبحه الله، ويقضي علي كل ما يموِّه به المموهون في حقه

ومن أعجب ما تسمعه أن هذا الحديث خرَّجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم ومعاجمهم المشهورة، ولكنهم يقولون: فطلع رجل ولا يصرِّحون باسم اللعين معاوية، ستراً عليه وعلي مذاهبهم الضلالية في النَّصْب، وهضم حقوق آل البيت ولو برفع منار أعدائهم، فالحمد لله الذي حفظ هذه الشريعة رغماً علي دس الدساسين وتحريف المبطلين).

 أنظر مجمع الزوائد (5/243) فإنه ذكر هناك هذا الحديث من رواية الطبراني بلفظ (فطلع رجل) هكذا مبهماً)

وروت مصادرالشيعه عن علي عليه السلام أن معاوية يموت نصرانياً

 ففي مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني رحمه الله:2/184:

ابن شهرآشوب: عن المحاضرات للراغب أنه قال صلي الله عليه وآله:

 لا يموت ابن هند حتي يعلق الصليب في عنقه وقد رواه الأحنف بن قيس، وابن شهاب الزهري، والأعثم الكوفي، وأبو حيان التوحيدي وابن الثلاج، في جماعة، فكان كما قال عليه السلام)

وصدق رسول الله صلي الله عليه وآله وصدق أمير المؤمنين عليه السلام

فقد روي القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار:2/153، المتوفي سنة363:

(عن سعيد بن المسيب قال: مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه طبيب له نصراني فقال له:

 ويلك ما أراني أزداد مع علاجك إلا علة ومرضاً فقال له: والله ما أبقيت في علاجك شيئاً أرجو به صحتك إلا وقد عالجتك به، غير واحد فإني أبرأت به جماعة، فإن أنت ارتضيته وأمرتني بأن أعالجك به فعلت.

قال: وما هو؟ قال: صليب عندنا ما علق في عنق عليل إلا فاق فقال له معاوية: عليَّ به. فأتاه به فعلقه في عنقه فمات في ليلته تلك والصليب معلق في عنقه)

ورواه في المناقب والمثالب/225،وفي الصراط المستقيم لابن يونس العاملي:3/50:

(سلمة بن كهيل: قال الأحنف: سمعت علياً يقول: ما يموت فرعون حتي يعلق الصليب في عنقه، فدخلت عليه وعنده عمرو والأسقف، فإذا في عنقه صليب من ذهب فقال:

أمراني وقالا: إذا أعيا الداء الدواء تروحنا إلي الصليب فنجد له راحة

 الزهري: دخل عليه راهب وقال: مرضك من العين، وعندنا صليب يذهب العين فعلقه في عنقه فأصبح ميتاً، فنزع منه علي مغتسله.

 وفي المحاضرات: لما علقه قال الطبيب: إنه ميت لا محالة، فمات من ليلته)

وفي التعجب لأبي الفتح الكراجكي/107:

 (واشتهر عنه لم يمت إلا وفي عنقه صليب ذهب، وضعه له في مرضه أهون المتطبب، وأشار إليه بتعليقه، فأخذه من كنيسة يوحنا وعلقه في عنقه)

 

المصادر :

(1)المنمق في اخبار قريش ص 99

(2) النزاع والتخاصم للمقريزي ص22 وشرح النهج ج3 ص 456

(3) ج 3 ص 466 من شرح نهج البلاغة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع

ابو بكر وعمر كانا السبب وراء قوه معاويه واعلامه

 

 ابو بكر وعمر سلّما الدوله بكل امكاناتها لبني اميه وهما الابوان الروحيان للاعلام الاموي والمؤسسان لمبادئه وافكاره

 

 اولا - ابو بكر وعمر سلما الدوله بكل طاقاتها ومواردها لبني اميه

1- ابو بكر وعمر يعتبران ابو سفيان بانه سيد قريش وليس كبير المشركين وقائدهم

قال الله تعالى:

 (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ ( المجادله 22)

يعني لا تجد يا محمد قوماً يصدّقون الله، ويقرّون باليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله وشاقَّهما وخالف أمر الله ونهيه { وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ } (1)

بعد صلح الحديبيه اصبح الناس يتنقلون بين مكه والمدينه فاتى ابو سفيان على سلمان وصهيب وبلال في نفر ، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها،

فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) فأخبره، فقال: "يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك" فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي (2)

إن رد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) على أبي بكر لهو أكبر دلالة على أن موقف هؤلاء الصحابة من أبي سفيان هو الموقف الشرعي وأن أبا بكر تجاوز الموقف الشرعي وانحرف عنه بمودته لمن حاد الله ورسوله وانه لازال ينظر لابو سفيان بانه سيد قريش وليس كبير المشركين وقائدهم (3)

 

 2 – قريش وبنو اميه تعاهدوا وتحالفوا على ابعاد علي (ع) وبني هاشم عن الخلافه

يقول سليم بن قيس في كتابه ص 154تحقيق محمد باقر الانصاري

ولما رجع المسلمون  من حجه الوداع ودخلوا المدينه  إجتمع قسم من قاده قريش وبنو اميه ونكثوا بيعه علي وتحالفوا وتعاقدوا على أن لايطيعوا رسول الله (صلى الله عليه واله ) فيما عرض عليهم من ولايه علي بن ابي طالب  بعده وكتبوا صحيفه بينهم وكان أول ما فى الصحيفه النكث لولايه على بن ابى طالب عليه السلام و إن الامر الى ابى بكر و عمر و أبى عبيده و سالم مولى حذيفه ومعاذ بن جبل و هذا هو السر في قول عمر قبل وفاته لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته... لو كان سالم حيا لاستخلفته .

و شهد بذلك أربعه عشر رجلا أصحاب العقبه و عشرون رجلا آخر، و إستودعوا الصحيفه أبا عبيده بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها   

 

 3- عمر يمنع رسول الله من كتابه وصيته بتوليه علي (ع)

رزية يوم الخميس، حادثة وقعت قُبيل رحيل رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم يوم الخميس، والتي سمّاها ابن عباس "رزية الخميس" أي "مصيبة يوم الخميس" عندما طلب النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم دواة وقرطاساً؛ ليكتب للأمة كتاباً لن تضل بعده أبداً. فأبى ذلك عمر بن الخطاب بمقولته الشهيرة (إنَّ الرجل ليهجُر)،  فاختلف الحاضرون في المجلس، فمنهم من قبل باستجابة ما يطلبه النبي صلی الله عليه وآله وسلم، ومنهم من وافق عمر على رأيه، فطردهم رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم من محضره

واراد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) كتابة كتاب يؤكّد فيه على خلافة الإمام علي عليه السلام من بعده، وأنّ منعه كان مصيبة كبرى كما سماها ابن عباس

 

  4 - عمر بن الخطاب يهيأ معاويه لتاسيس الدوله الامويه

عمر يلمع صوره معاويه

ذُكر معاوية عند عمر بن الخطّاب فقال دعوا فتي قريش وإبن سيّدها ; إنّه لمن يضحك فى الغضب ، ولا ينال منه إلاّ علي الرضا ، ومن لا يؤخذ من فوق رأسه إلاّ من تحت قدميه (4)

وقال عمر إذ دخل الشام ورأى معاوية : هذا كسرى العرب (5)

وقال عمر بن الخطاب : تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية (6)

لقد هيأ عمر لمعاوية الشام كأقليم مستقل عن دولة الخلافة فكان لايأمره ولاينهاه .

 روى الطبري

( خرج عمر بن الخطّاب إلي الشام ، فرأى معاوية فى موكب يتلقّاه ، وراح إليه فى موكب ، فقال له عمر : يا معاوية ! تروح فى موكب وتغدو فى مثله ، وبلغنى أنّك تصبح فى منزلك وذوو الحاجات ببابك ! قال : يا أمير المؤمنين إنّ العدوّ بها قريب منّا ولهم عيون وجواسيس ، فأردت يا أمير المؤمنين أن يروا للإسلام عزّاً ، فقال له عمر : إنّ هذا لَكيد رجل لبيب أو خدعة رجل أريب)(7)

وفي رواية الذهبي يقول عمر لمعاوية ( فقال معاوية يا أمير المؤمنين مُرنى بما شئت أصِر إليه ، قال : ويحك ! ما ناظرتك فى أمر أعيب عليك فيه إلاّ تركتنى ما أدرى آمرك أم أنهاك)(8)

ويروي الذهبي كذلك: (لمّا قدم عمر الشام ، تلقّاه معاوية فى موكب عظيم وهيئة ، فلمّا دنا منه ، قال : أنت صاحب الموكب العظيم ؟

قال : نعم . قال : مع ما بلغنى عنك من طول وقوف ذوى الحاجات ببابك ؟ قال : نعم . قال : ولِمَ تفعل ذلك ؟ قال : نحن بأرض جواسيس العدوّ بها كثير ، فيجب أن نُظهر من عزَّ السلطان ما يُرهبهم ، فإن نهيتنى انتهيت ، قال : يا معاوية ! ما أسألك عن شىء إلاّ تركتنى فى مثل رواجِب الضَّرِس لئن كان ما قلت حقّاً , إنّه لرأى أريب ، وإن كان باطلا فإنّه لخدعة أديب  قال : فمُرنى . قال : لا آمرك ولا أنهاك )

تأمل قول عمر لمعاوية : لاآمرك ولا أنهاك! فكأن معاوية صار مستقلاً عن أوامر الخليفة. أستطاع معاوية بدهاءه ومكره من قهر تسلط عمر ونقول إن لعقدة النقص الطبقية دور في ذلك فكان عمر يرى أن معاوية أفضل منه لأنه إبن سيد قريش وكان معاوية حتما يشعر بذلك فاستغل تلك العقدة وفاز بتطويع عمر وتليينه

ففي عهد ابي بكر كان دأب عمر هو إقناع أبا بكر بتولية بني أمية لبلاد الشام وتم له ذلك.

 الرواية الاتية تبين تخطيط عمر للقضاء على خصومه وتقريب بني أمية

(أن خالد بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )تربص ببيعته لأبى بكر شهرين ولقى على بن ابى طالب وعثمان بن عفان وقال يا بنى عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم, فأما أبو بكر فلم يحفل بها وأما عمر فاضطغنها عليه, فلما بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميرا على ربع من ارباع الشام وكان أول من استعمل عليها فجعل عمر يقول أتؤمره وقد قال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبى سفيان)(9)

 

5-عمر يمهد لمعاويه لاستلام السلطه بعد عثمان

لقد مهد عمربن الخطاب لبني أمية , فقد أعطى ولاية الشام لمعاوية بن أبي سفيان وسن معاوية حينها أقل من عشرين سنة على قول بعض الروايات , وقبل ذلك كان أخو معاوية على الشام وهو يزيد بن أبي سفيان ,وولى عمر كذلك الوليد بن عقبة بن أبي معيط صدقات بني تغلب وقربه, وولى عبد الله بن أبي سرح وهو أخو عثمان من الرضاعة صعيد مصر , وجعل المغيرة بن شعبة الصديق الحميم لمعاوية أميرا على الكوفة . وولى عمرو بن العاص الصديق القريب لمعاوية ولاية فلسطين والاردن

وكان والي الطائف في عهد عمر هو عنبسة بن أبي سفيان الاخ الاخر لمعاوية

أن أباسفيان كان من المعارضين لخلافة ابوبكر و جاء الى علي بن أبي طالب معترضا على خلافة ابوبكر , وعندها إسترضى أبوبكر أباسفيان بالمناصب لاسكاته ,وعلى ذلك النهج مشى عمر بن الخطاب

الرواية الاتية ترينا ترضية عمر بن الخطاب لابي سفيان وكأن أبوسفيان هو صاحب الامر وليس عمر, وفيها يُعزي عمر أباسفيان بوفاة أبنه يزيد حاكم الشام :

( دخل أبوسفيان على عمر بن الخطاب فعزاه عمر بابنه يزيد، فقال: آجرك الله في ابنك يا أبا سفيان. فقال: أي بني يا أمير المؤمنين؟

فقال عمر: يزيد. قال أبو سفيان: فمن بعثت على عمله؟ قال عمر: معاوية أخاه، وقال عمر: ابنان مصلحان، وإنه لا يحل لنا أن ننزع مصلحا )(10)

وهكذا استحكم بني أمية تدريجيا في بناء الدولة في عهد ابوبكر وعمر فلما جاء عهد عثمان صارت لهم

أن عمر بن الخطاب كان يعلم تماما من هم بني أمية ويعلم مواقفهم من النبي محمد , فقد أسلم أبو سفيان ومعاوية بعد فتح مكة وكان يسمون بالطلقاء الذين اطلقهم النبي  وفرَّق القران الكريم بين المسلمين في  درجات الايمان

( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا)( الحديد10),

 

 6 - عمر يسلم الدوله لبني  أُميَّه لتفقأ عين الاسلام

الشوري محسومه النتائج سلفا

شارك علي بن أبي طالب في الشورى ، وحاول الوصول إلى منصب الخلافة وفق الضوابط التي أقرها عمر بن الخطاب قبيل وفاته، لكن الروايات الواردة في المصادر السنية والشيعية تدل على أن قبول علي بالمشاركة لم يكن باقتناع كامل أو رضا تام لان الشورى محسومه النتائج سلفا وعدم دخوله فيها يعني قتله

وفقًا لما يذكره ابن مسكويه في «تجارب الأمم» والطبري في تاريخه، كان علي بن أبي طالب يعرف أن الشروط التي وضعها عمر لاختيار الخليفة الجديد تصب في غير مصلحته. يظهر ذلك في نقاشه مع عمه العباس بن عبد المطلب، فقد ورد أن عليا بعدما عرف بأمر الشورى قابل عمه فقال له

عَدَلَتْ الخلافة عنا. فقال العباس: وما علمك؟

قال: قرن بي عثمان، وقال: كونوا مع الأكثر، فإن رضى رجلان رجلًا، ورجلان رجلًا، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن، وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفون، فيوليها عبد الرحمن عثمان، أو يوليها عثمان عبد الرحمن، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني

جاء في تاريخ الطبري ج4 ص 238

 (فأخذ عبد الرحمن بيد علي ، فقال : هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر ، قال : اللهم لا ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي ،)

اشترط عبد الرحمن على قبول تولي علي الخلافه أن يسير بسنه الشيخين أبو بكر وعمر ولما كانت سنه الشيخين منحرفه عن سنه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) رفض علي (ع) هذا الشرط الذي يؤسس لخلافه بني  أُميَّه

ويستذكر علي بن أبي طالب حادثة الشورى فيقول:

 «فجعلني سادس ستة كَسَهْمِ الجدة (أي مثل نصيب الجدة من ميراث الحفيد)، وقال إقتلوا الأقل وما أراد غيري، فكظمت غيظي وإنتظرت أمر ربي وألصقت كلكلي بالأرض (الامالي للشيخ المفيد)

وأثناء مداولات الشورى بعد مقتل عمر

قال عبد الرحمن بن عوف لعلي بن ابي طالب: " أبايعك على شرط أن لا تجعل أحدا من بني هاشم على رقاب الناس "، أي عدم توليه هاشمي، فقال علي عند ذلك:

 " ما لك ولهذا إذا قطعتها في عنقي فإن علي الاجتهاد لأمة محمد حيث علمت القوة والأمانة إستعنت بها كان في بني هاشم أو غيرهم "،

قال عبد الرحمن: " لا والله حتى تعطيني هذا الشرط "، قال علي: " والله لا أعطيكه أبدا ". ومعنى ذلك أنه لا يجوز للخليفة أن يستعمل هاشميا حتى ولو كان ذا قوة وذا أمانة وقد نفذ عبد الرحمن تعليمات عمر بدقه

أن عليا كان يرى في ترتيب قواعد الشورى مؤامرة ضده. فقد قال لعبد الرحمن بن عوف بعد أن اختار عثمان بن عفان لشغل منصب الخلافة

(ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. والله ما ولَّيت عثمان إلا ليرد الأمر إليك، والله كل يوم في شأن) (11)

يعلم  عمر إن بني  أُميَّه سيفقأون عين دوله الاسلام ويعلم ان عثمان لو ال الامر اليه ليحملن بني ابي معيط على رقاب الناس ومع ذلك سلمهم الخلافه

عن المغيرة بن شعبة أنه قال:

قال لي عمر بن الخطاب يوما : يا مغيرة هل أبصرت بعينك العوراء منذ اصيبت؟ قلت لا. قال: أما والله ليعورون بنو امية الاسلام كما أعورت عينك هذه.ثم ليعمينه حتى لا يدري أين يذهب ولا أين يجيء) (12)

وروي أن ابن عباس سأل الخليفة عمر عن رأيه بعثمان بن عفان فقال عمر: (أوه ثلاث مرات، والله لئن كان الأمر إليه ليحملن بني أبي معيْط على رقاب الناس، ووالله لئن فعل لَيَنْهَضُنّ إليه فلَيَقْتُلُنَه، واللّه لئن فعل ليفْعَلَن، والله لئن فعَلَ ليفْعَلن) (13)

ومع ذلك وضع عمر شروط الشوري بحيث تصل الخلافه لعثمان بن عفان الاموي حتما كما افصح عن ذلك علي بن ابي طالب (ع)

فليستلم عثمان الخلافه ولتفقأ بنوا أُميَّه عين الاسلام طالما أن عليا لايصل الى الخلافه

انها العصبيه القبليه والحسد القاتل لبني هاشم الذي دمر حياه المسلمين ودينهم وجر عليهم الويلات والنكبات وسفك الدماء

 أن عمر يريد أن يطمئن بان لا تؤول الخلافه لعلي أو لأي هاشمي بعد موته

وقد وجد ان لا احد يستطيع تحقيق حلمه هذا الا بنو  أُميَّه فهم الجناح المعادي العتيد لبني هاشم وعداوتهم متجذره من زمن هاشم وعبد المطلب فلجأ اليهم وقواهم وهيأهم لتاسيس الدوله الامويه

المصادر

 (1) تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري 

 (2) صحيح مسلم 1/2504، باب فضائل سلمان وصهيب وبلال

 (3) صالح الورداني في كتابه رحلتي من السنه الى الشيعه ص59

 (4) البداية والنهاية لابن كثير المدشقي ج8 ص 124 

(5) الاستيعاب ج3 ترجمة معاوية, لابن عبد البر 

(6) تاريخ الطبري ج3 ص224, أحداث سنة 60 

 (7) - تاريخ الطبري ج3 ص224 أحداث سنة ستين

(8 ) - سير أعلام النبلاء للذهبي , ترجمة معاوية 

(9) الاستيعاب  لابن عبد البر , ج3 ص 975, باب سيرة أبوبكر

(10) كنز العمال ج13 ص 607, 329

(11) شرح النهج لابن أبي الحديد , وعن الموفقيات لابن بكار

 (12)تاريخ الطبري وابن الأثير في الكامل 

(13) تاريخ المدينة لابن شبة ص 311  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الخامس

 

السبب الثالث – اعتبر معاويه ان سنه ابو بكر وعمروعثمان هي السند القانوني لتصرفاته

 وان ابو بكر وعمر هما الابوان الروحيان للاعلام الاموي والمؤسسان لمبادئه وافكاره

 

 ابو بكر وعمر هما  الابوان الروحيان للاعلام الاموي والمؤسسان لمبادئه وافكاره

يبرر الاعلام الاموي جرائم معاويه ويزيد وبني اميه باستناده الى افعال واقوال ابو بكر وعمر خليفتا رسول الله وبذلك يعطيانها شرعيه اسلاميه كاذبه

 ويتضح لنا ذلك في رساله معاويه بن ابي سفيان  الى محمد بن ابي بكر ردا على رساله ارسلها له محمد بن ابي بكر

اولا - من جواب معاويه لمحمد بن ابي بكر في رساله ارسلها له (1) 

 بسم الله الرحمن الرحيم. من معاوية بن أبي سفيان إلى الزاري على أبيه محمد ابن أبي بكر. سلام على أهل طاعة الله

أما بعد؛ فقد أتاني كتابك، تذكر فيه ما الله أهله في قدرته وسلطانه، وما أصفى به نبيه، مع كلام ألفته ووضعته، لرأيك فيه تضعيف، ولأبيك فيه تعنيف

ذكرت حق ابن أبي طالب، وقديم سوابقه وقرابته من نبي الله صلى الله عليه، ونصرته له، ومواساته إياه في كل خوف وهول، واحتجاجك علي بفضل غيرك بفضلك فأحمد إلها صرف الفضل عنك، وجعله لغيرك

وقَد كُنّا وأبوكَ مَعَنا في حَياةٍ مِن نَبِيِّنا صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ نَرى حَقَّ ابنِ أبي طالِبٍ لازِما لَنا ، وفَضلَهُ مُبَرِّزا عَلَينا ، فَلَمَّا اختارَ اللّه ُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ما عِندَهُ ، وأتَمَّ لَهُ ما وَعَدَهُ ، وأظهَرَ دَعوَتَهُ ، وأفلَجَ حُجَّتَهُ . قَبَضَهُ اللّه ُ إلَيهِ ، فَكانَ أبوكَ وفاروقُهُ أوَّلَ مَنِ ابتَزَّهُ وخالَفَهُ ؛ عَلى ذلِكَ اتَّفَقا وَاتَّسَقا ، ثُمَّ دَعَواهُ إلى أنفُسِهِم ؛ فَأَبطَأَ عَنهُما ، وتَلَكَّأَ عَلَيهِما ؛ فَهَمّا بِهِ الهُمومَ ، وأرادا بِهِ العَظيمَ ؛ فَبايَعَ وسَلَّمَ لَهُما ؛ لا يُشرِكانِهِ في أمرِهِما ، ولا يُطلِعانِهِ عَلى سِرِّهِما ، حَتّى قُبِضا وَانقَضى أمرُهُما . ، فَإِن يَكُن ما نَحنُ فيهِ صَوابا فَأَبوكَ أوَّلُهُ ، وإن يَكُ جَورا فَأَبوكَ أسَسُهُ . ونَحنُ شُرَكاؤُهُ ، وبِهَديِهِ أخَذنا ، وبِفِعلِهِ اقتَدَينا . ولَولا ما سَبَقَنا إلَيهِ أبوكَ ما خالَفنَا ابنَ أبي طالِبٍ وأسلَمنا لَهُ ، ولكِنّا رَأَينا أباكَ فَعَلَ ذلِكَ فَاحتَذَينا بِمِثالِهِ ، وَاقتَدَينا بِفِعالِهِ . فَعِب أباكَ ما بَدا لَكَ أو دَع ، وَالسَّلامُ عَلى مَن أنابَ ، ورَجَعَ عَن غَوايَتِهِ وتابَ 

ومن هذه الرساله نستنتج مايلي:

1- يستند معاويه والاعلام الاموي في مخالفته الامام علي على سنه ابو بكر وعمر حيث يقول

 ( فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه وخالفه )

2- ويدافع معاويه واعلامه عن عزل بني هاشم عن اي منصب من مناصب الدوله لا بل متابعتهم وانصارهم وقتلهم وتشريدهم ولعن علي (عليه السلام) من على منابر المسلمين

باتباعه سنه ابو بكر وعمر حيث يقول

(لا يشركانه في أمرهما، ولا يطلعانه على سرهما، حتى قبضا وانقضى أمرهما)

3- يستند الاعلام الاموي في تبرير محاربه معاويه للامام علي وقتله  على محاربه ابو بكر وعمر لعلي حيث يقول في رسالته لمحمد بن ابي بكر (فهما به الهموم )  اي قصدا قتله

  (  ثم دعواه إلى أنفسهم؛ فأبطأ عنهما، وتلكأ عليهما؛ فهما به الهموم )

ثانيا – اثبتت في كتابي (مَنْ قتل الامام علي (ع) ) ان معاويه هو من قتل الامام علي بسيف عبد الرحمن بن ملجم منفذا لجريمه خطط لها ابو بكر وعمر وتوقف تنفيذها في اللحظات الاخيره خوفا من ردود فعل قويه من طرف بني هاشم وبقيت في ادراج قريش حتى وصل معاويه للحكم فنفذها

خطه ابو بكر وعمر لقتل علي (ع)

: قال إبن عباس

ثم تآمروا وتذاكروا، فقالوا: لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حياً

فقال أبو بكر: من لنا بقتله؟

فقال عمر: خالد بن الوليد

فأرسلا إليه، فقالا: يا خالد، ما رأيك في أمر نحملك عليه؟

فقال: إحملاني على ما شئتما، فوالله، لو حملتماني على قتل إبن أبي طالب لفعلت

فقالا: والله ما نريد غيره

قال: فإني له

فقال أبو بكر: إذا قمنا في الصلاة، صلاةالفجر، فقم إلى جانبه، ومعك السيف، فإذا سلَمت،

 فاضرب عنقه

قال: نعم

فافترقوا على ذلك

فسمعت ذلك اسماء بنت عميس وهي في خدرها، فبعثت خادمتها إلى الزهراء (عليها السلام)،

وقالت لها

إذا دخلت الباب، فقولي:

 {إِنَّ المَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}

فلما أرادت أن تخرج قرأتها

فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): اقرئي مولاتك مني السلام وقولي لها: إن الله عز وجل

يحول بينهم وبين ما يريدون.. إن شاء الله

ثم إن أبا بكر لما فكَّر فيما أمر به من قتل علي (عليه السلام). عرف إن بني هاشم يقتلونه، وستقع حرب شديدة، وبلاء طويل. فندم على ما أمره به، فلم ينم ليلته تلك حتى أصبح، ثم أتى المسجد، وقد أقيمت الصلاة. فتقدم فصلى بالناس مفكراً، لا يدري ما يقول

وأقبل خالد، وتقلد السيف حتى قام إلى جانب علي (عليه السلام). وقد فطن علي (عليه السلام) ببعض ذلك

    فلما فرغ أبو بكر من تشهده جلس يفكر وخاف الفتنة، وخاف على نفسه، فقال قبل أن يسلم في صلاته

 (يا خالد، لا تفعل ما أمرتك، فإن فعلت قتلتك)، ثم سلّم عن يمينه وشماله

قال الصدوق رحمه الله :

فقال علي (عليه السلام):

ما هذا الأمر الذي أمرك به، ثم نهاك قبل أن يسلّم؟

قال: أمرني بضرب عنقك، وإنما أمرني بعد التسليم

فقال: أوكنت فاعلاً؟

فقال: أي والله، لو لم ينهني لفعلت.. إلخ

 فوثب علي (عليه السلام)، فأخذ بتلابيب خالد، وانتزع السيف من يده، ثم صرعه، وجلس على صدره، وأخذ سيفه ليقتله

واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالداً، فما قدروا عليه

فقال العباس: حلفوه بحق القبر وصاحبه لما كففت..فتركه ) (2)

وقد قال بعض ائمه المسلمين بجواز الكلام قبل التسليم في الصلاه استنادا الى فعل ابو بكر بنهي خالد عن القتل قبل التسليم

ثالثا – معاويه يضطهد الانصار ويستهزء بحديث رسول الله حيث قال للانصار

(ستلقون بعدي أثرة)

روى عبد الرزاق في مصنفه: 11 / 60:

 (أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال: تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار، فما منعكم أن تلقوني؟! قال: لم تكن لنا دواب! قال معاوية: فأين النواضح؟ (وهذه إهانة للأنصار بأنهم عندهم جمال تسقي الزرع وليس عندهم خيول)

قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر! قال: ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله (ص) قال لنا: إنا لنرى بعده أثرة! قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه. قال: فاصبروا حتى تلقوه

يستند معاويه واعلامه لتبرير اضطهاده للانصار  وحرمانهم حقوقهم الى فعل ابو بكر وعمر حيث تعهدا يوم السقيفه للانصار بان يكون الامراء من المهاجرين ومن الانصار الوزراء ولكنهما انقلبا على الانصار ولم يستخدما اي منهم في اي ولايه من ولايات المسلمين

 

رابعا – يزيد يقتل الانصار وينتهك اعراضهم

سار يزيد على طريق معاويه ومن قبله ابو بكر وعمر في اضطهاد الانصار وحرمانهم من حقوقهم وقتل من يخالفه منهم مثلما قتل ابو بكر وعمر سيد الانصار سعد بن عباده بواسطه المغيره بن شعبه وخالد بن الوليد وقالا قتلته الجن لانه يبول واقفا

ونظما بيتين من الشعر بذلك

قد قتلنا سيد الخزرج      سعد بن عباده
ورميناه بسهمين      فلم نخط فؤاده

وما لم يتمكن منه معاويه تمكن منه يزيد وقتل 1700 صحابي من الانصار واغتصب نسائهم وخيّرابنائهم بالقتل او المبايعه على اساس انهم عبيد خول ليزيد (3)

  خامسا – يدافع الاعلام الاموي عن تطاول معاويه على رسول الله الى تطاول عمر على رسول الله حيث قال انه يهجر عندما طلب منهم كتفا ودواه ليكتب لهم وصيه لن يضلوا بعدها ابدا

عن ابن عباس إنه قال : لمّا حضر النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم ) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال: هلمّ أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده، قال عمر: إنّ النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم ) غلبه الوجع وعندكم كتاب اللّه، فحسبنا كتاب اللّه، وإختلف أهل البيت وإختصموا فمنهم من يقول ما قال عمر،ومنهم من يقول قدموا له كتابا فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف قال: قوموا عنِّي ولا ينبغي عندي التنازع (4)

قال  ابن ابي الحديد في شرح النهج: 5 / 129:

(وقد طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية، ولم يقتصروا على تفسيقه، وقالوا عنه إنه كان ملحدا لا يعتقد النبوة، ونقلوا عنه في فلتات كلامه، وسقطات ألفاظه، ما يدل على ذلك

وروى الزبير بن بكار في الموفقيات، وهو غير متهم على معاوية، ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي عليه السلام والانحراف عنه  قال المطرف بن المغيرة بن شعبة:

دخلت مع أبي على معاوية فكان أبى يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتما فانتظرته ساعة وظننت أنه لأمر حدث فينا، فقلت: ما لي أراك مغتما منذ الليلة؟ فقال:

 يا بني، جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم! قلت:

 وما ذاك؟! قال: قلت له وقد خلوت به: إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا، فإنك قد كبرت. ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم، فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه، وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه. فقال: هيهات هيهات! أي ذكر أرجو بقاءه؟! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: أبو بكر! ثم ملك أخو عدي، فاجتهد وشمر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر. وإن ابن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات: أشهد أن محمدا رسول الله! فأي عمل لي يبقى، وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك! لا والله إلا دفنا دفنا)(5)

 سادسا - معاويه يعارض قول رسول الله ويعمل برأيه واعلامه يبرر ذلك باستناده الى راي الشيخين   

وأما أفعاله المجانبة للعدالة الظاهرة، من لبسه الحرير، وشربه في آنية الذهب والفضة، حتى أنكر عليه ذلك أبو الدرداء، فقال له:

 إني سمعت رسول الله صلى عليه وآله يقول:
(إن الشارب فيها ليجرجر في جوفه نار جهنم)، 
وقال معاوية: أما أنا فلا أرى بذلك بأسا، فقال أبو الدرداء:

 من عذيري من معاوية! أنا أخبره عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يخبرني عن رأيه لا أساكنك بأرض أبدا

معاويه يقول : (قال رسول الله وانا اقول)

روى الحاكم 3/  355 يقول

(أن عبادة بن الصامت أنكر على معاوية أشياء، ثم قال له: لا أساكنك بأرض)

فقال له معاوية: (ما أرى بهذا بأسا )

 فقال أبو الدرداء

 من يعذرني من معاوية! أخبره عن رسول الله (ص) ويخبرني عن رأيه! لا أساكنك بأرض أنت بها

 ومعاوية يقول: هذا رأي محمد، أما أنا فلا أرى به بأسا! فإما أن يكون كافرا بنبوة النبي صلى الله عليه وآله أو معتقدا بها ويرى أن له الحق في مخالفة النبي صلى الله عليه وآله لأن محمدا رسول الله ومعاوية خليفة الله وكلاهما كفر بواح

 سابعا – معاويه يشرب الخمر ويتاجر به

ورد في مسند احمد

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد بن الحباب حدثني حسين ثنا عبد الله بن بريدة قال :

دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال معاوية كنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغرا وما شيء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو إنسان حسن الحديث يحدثني  (6)

وقال أبو يوسف: حدثنا الشيباني عن حسان بن المخارق قال :

مر على عبادة بن الصامت وهو في الشام قطارة تحمل الخمر فقال: ما هذه؟ أزيت؟ قيل لا، بل: خمر تباع لفلان، فأخذ شفرة من السوق فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلا بقرها وأبو هريرة إذ ذاك بالشام، فأرسل فلان إلى أبي هريرة يقول له: أما تمسك عنا أخاك عبادة؟ أما بالغدوات فيغدوا إلى السوق فيفسد على أهل الذمة متاجرهم، وأما بالعشي فيقعد في المسجد ليس له عمل إلا شتم أعراضنا أو عيبنا، فأمسك عنا أخاك، فأقبل أبو هريرة يمشي حتى دخل على عبادة فقال له: يا عبادة! مالك ولمعاوية؟ ذره وما حمل، فإن الله يقول: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. قال: يا أبا هريرة؟

لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعناه على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم، وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأهلنا ولنا الجنة، فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بايعناه عليها فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الله له بما بايع عليه نبيه. فلم يكلمه أبو هريرة بشئ (7)

عمر يشرب النبيذ المسكر

قال أبو يوسف : حدثنا الشيباني عن حسان بن المخارق قال:

ساير رجل عمر بن الخطاب في سفر وكان صائما، فلما أفطر الصائم أهوى إلى قربة لعمر (رض) معلقة فيها نبيذ فشرب

منها فسكر، فضربه عمر (رض) الحد. فقال له الرجل

إنما شربت من قربتك. فقال له عمر (رض): إنما جلدتك لسكرك، لا على شرابك (8)

والاعلام الاموي يبرر شرب معاويه للخمر بشرب عمر للنبيذ المسكر فلا تلوموا ( امير المؤمنين ) معاويه بن ابي سفيان

على شربه الخمر

ثامنا- معاويه يعمل برايه والاعلام يبرر نقتدي بفعل عمر

معاويه يمنع الناس من التحديث باحاديث  توصي اتباع اهل البيت وتذكر فضائلهم وتعارض تسلط الطغاه على الشعوب ويجيز نشر احاديث محدده انتقتها السلطه بعنايه

عن عبداللّه بن عامر اليَحْصُبِيّ قال:

 سمعت معاوية على المنبر، بدمشق، يقول

أيُّها النّاس : إيّاكم وأحاديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) إلاّ حديثا كان يُذكَرُ على عَهْدِ عمر (رض) فإن عمر كان يخيف الناس في اللّه عزّ وجلّ (9)

عن أبي هريرة قال: " حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم " (10)

 

المصادر :

1 - موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ

 محمد الريشهري - ج 6 - الصفحة 44

أنساب الأشراف للبلاذري    ج : 2  صفحه : 396

معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٥٨

وقعة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة ١٢٠

النزاع والتخاصم المؤلف : المقريزي، تقي الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

2 - الصحيح من سيره الامام علي (ع) جعفر مرتضى العاملي ج11

والاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 - الصفحة 118

3 - كتاب يزيد بن معاويه خليفه المسلمين للكاتب

4- البخاري، كتاب العلم، باب العلم 1 /2

5- شرح نهج البلاغه 5/129

6- مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص347 ح229915-

7- ابن عساكر في تاريخه 7: 211

8- لأبي يوسف البغدادي: كتاب الخراج: ص ١٦٥ ط مصر، سنن الدارقطني: ٤ / ٢٦٠

 9- صحيح مسلم  حديث رقم 2839

 10- صحيح البخاري كتاب العلم باب حفظ العلم (حديث رقم: 120 )

 

 

 

الفصل السادس

 

قتله الامام الحسين (ع) الحسين ليسوا من الشيعه بل الامويون واتباعهم من اعراب نجد

 

   يشترك قاده جيش عمر بن سعد الذي شارك في قتل الحسين (ع) وأهل بيته في ثلاثة خصال وهي :

اولا: كونهم من قبائل نجد الملعونة على لسان النبي (صلى الله عليه واله وسلم)

ثانياً : اولاد عهر و حرام ومن يخسر شرفه وعرضه ودينه لاتبقى لديه قيم يحافظ عليها    

ثالثاً : العداء والبغض بامتياز لآل النبي عليهم السلام والموالاه لبني  أُميَّه

ونستعرض فيما يلي أسماء قاده الجيش والمشاركين فيه مع سيره كل منهم الذاتيه والتي تعج بالرذيلة والسقوط والحـرام والاجـرام والعشيره التي ينتمي اليها او يقودها كما وردت في كتاب الجريمه الكبرى للسيد الدكتور محمد رضا الهاشمي

  1- عمر بن سعد بن ابي وقاص

إن سعد بن ابي وقاص كان يُـنسب الى أُمه دون أبيه حيث كانت أمه حمنه بنت ابي سفيان مشهوره بالزنا وشهد بذلك معاويه حين قال له سعد بن أبي وقاص أنا احق منك بالخلافه فقال له معاويه يابى عليك بنو عذره ذلك

وكان عمر بن (سعد)، قائد جـيـش الكـفـر في معركة كربلاء، وهو الذي أمـر بقتل الامام الحسين ورضّ صدره وسبي عياله عليهم السلام،

وقد باع دينه وتولى قياده الجيش الذي قتل الامام الحسين مقابل الحصول على ملك الري

وقال في ذلك شعرا ورد في  (الكامل في التاريخ 4 / 53، معجم البلدان: الري 3 / 118)

فواللّه ما أدري وإني لحائر *** أفكّر في أمري على خطرين
أأترك ملك الرّي والرّي منيتي *** أم أرجع مأثوماً بقتل حسين
حسين ابن عمي والحوادث جمّة *** لعمري ولي في الرّي قرة عين
وإنَّ إله العرش يغفر زلّتي *** ولو كنت فيها أظلم الثقلين
ألا إنما الدنيا بخير معجّل *** وما عاقل باع الوجود بدين
يقولون إن اللّه خالق جنة *** ونار وتعذيب وغلّ يدين
فإن صدقوا فيما يقولون فإنني *** أتوب إلى الرحمن من سنتين
وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة *** وملك عظيم دائم الحجلين

 عمر بن سعد بوق اعلامي مضلل وسيف قذر من سيوف بني اميه

ومن اجل ملك الري قَبِلَ عمر بن سعد ان يكون بوقا للدعايه الامويه التي تكذب على الناس وتزيف الحقائق وتضلل الجنود فامر جنوده بالزحف نحو الحسين قائلا :

  ( يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري) 
فركب الناس، ثم زحف نحو الحسين (عليه السلام) وأصحابه

اقول:

فقد صوّر عمر بن سعد للجند انهم جند الله ويجب ان يسيروا لقتل الحسين (عدو الله) ويبشرهم

 بالجنه بقتل ابن بنت نبيهم

فأي دعايه كاذبه خاطئه ظالمه مضلله تلك ؟؟ وايه جرأه هذه على الله ونبيه وابن بنت نبيه ؟

 

 2- شمر بن ذي الجوشن

شمر بن ذي الجوشن بن عمرو بن صعصعة الضبابي من بني كـلب الضبابية من أعراب نجد،  وكانت العرب تستـنـكـف من الانتساب الى هذه القبيلة، وقـد قال الشاعر فيهم

لو قيل للكلب يا باهلي عـوى ** الكلب من لؤم هذا النسـب

ويقول الكتور السيد محمد رضا الهاشمي في كتابه الجريمه الكبرى ذكر بعض المؤرخين انه كان يهودياً، وأسم شمر من اسماء اليهود في الجاهلية والاسلام،

وقد نادى عليه بعض اصحاب الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، بـ (ابن اليهودية)، او ابن البوالة على عقبيها

سكن الكوفة مع اقوام من قبيلته الكلبية الضبابية، وكان رجلا مجدوراً قبيح المنظر وسيئ السيرة، قاسياً فظاً غليظاً، وهو احد قادة الجيش الاموي، مشهوراً بانه ابن زنـا ، وقد ذكر المؤرخون إن أمه كانت فاحشة يهودية، كثيرة الغلمة، شديدة الهوى، تحب الفتيان ، ويُنـسب شـمـر الى عمه، أخو أبيه، وهو متراس بن عمرو بن صعصعة الضبابي من بني كلب النجدية ، كان يهواها ويراودها كثيراً. ويروى عن النسابة ابن هشام السائب الكلبي، قصة اخرى لإم الشمر، وتمكينها رجلاً من جبانة كندة (النجدية)، لفترة طويلة، فجاءت بالشمر اللعين سفاحاً

والعائلة كما ذكرنا من بني كلب الضبابية من أبخس وأنجس القـبـائـل النـجـديـة. وهذه القبيلة النجدية غير قبيلة الكلابية الحجازية، كما إدعى ذلك شـمـر يوم عـاشوراء، زوراً وبـهـتانا

وهو ممن كاتبوا الامام الحسين عليه السلام، ووقف مع عبيدالله بن زياد ضد مسلم بن عقيل عليه السلام ، ووقـف مـواقـف ضد الحسين وأهل بيته وانصاره عليهم السلام، ونافـس عمر بن سعد في طاعة عبيـدالله بن(زياد)، كما يقول الطبري في تاريخه ، وكان سليط اللسان على الامام الحسين عليه السلام ومن أشـد المحرضين على قتله، وهو صاحب الاقـتـراح بحـرق بـيـوت الامام الحسين عليه السلام

 

 ( ياحسين أتعجلت النار قبل يوم القيامة ) 


وكان على رأس 4000 مقاتل ، على ميسرة جيش إبن سعد في الهجوم على معسكر الامام عليه السلام

ومن جملة جرائمه جلوسه على صدر الحسين عليه السلام لاحـتـزاز رأسه الشريف، وورد إسمه في زيارة عاشوراء ملعونآ. وقد أوفده عبيدالله بن زياد مع السبايا الى يزيد، فـأذاقهم الويلات والمصائب في طريق الشام. كما يرويها الطبري في تاريخه

مصيبه  الامام زين العابدين (ع) مصيبه كبرى مركبه يقتل ابيه واهل بيته امام عينيه والتمثيل بجثثهم وسبي نسائهم وتشويه صورهم اعلاميا واعتبار ابن بنت رسول الله وسيد شباب اهل الجنه من اهل النار ومن القوم الظالمين

ويقول صاحب كتاب حياه الام الحسين 3/327

لم ينكب أحد في هذه الدنيا بمثل ما نكب به الامام زين العابدين ( عليه‌السلام ) فقد عانى أهوال كارثة كربلا ، وشاهد فصول تلك المأساة الخالدة في دنيا الاحزان ، وكان مريضا قد ألمت به العلل والامراض ، وقد ادمت قلبه تلك المشاهد الحزينة فكانت تبعثه على الاستمرار فى البكاء واللوعة ، وكان حزنه يزداد حرقه وتأججا كلما تقدمت الايام حتى براه الحزن ، وبلغ منه عظيم حزنه انه ما قدم له طعام ولا شراب إلا مزجه بدموع عينيه حزنا على أبيه وألح عليه  فقال له بعض مواليه

اني اخاف عليك أن تكون من الهالكين ، فاجابه الامام برفق ولطف قائلا
 يا هذا إنما اشكو بثي وحزني الى الله ، واعلم ما لا تعلمون ، ان يعقوب كان نبيا فغيب الله عنه واحدا من اولاده وعنده اثنا عشر ولدا ، وهو يعلم أنه حي فبكى عليه حتى أبيضت عيناه من الحزن ، وأني نظرت إلى أبي وإخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني؟! واني لا أذكر مصرع ابن فاطمة إلا خنقتني العبرة ، واذا كلما نظرت الى عماتي وأخواتي ذكرت فرارهن يوم الطف من خيمة الى خيمة ،
 ومنادي القوم ينادي أحرقوا بيوت الظالمين

3- عمروبن الحجاج الزبيدي

ذكرت مصادر تاريخية إن عمرو ابن زنـا، وكان يتاجـر بامـه وزوجتـه عند الراغبين بهـن،

إرتد عمرو بن الحجاج الزبـيـدي مع قبيلته إذ دعـاهـم الاشعث بن قيس، ثم كان مع الخوارج ضد الامام عـلـي عليه السلام ، وهو أيضاً ممن شهد على الصحابي الجليل حجر بن عدي عند معاوية وتسبب في قـتـله، وهـو الذي غدر بهاني بن عروة عندما سجنه عبيد الله بن(زياد)،

وكان من رؤساء الحزب الاموي في الكوفة، وهو ممن كاتب الامام الحسين عليه السلام للقدوم على الكوفة، ثم خرج لمقاتلة معسكـر الايمان، وتولى ميمنة جيش ابن سعد، ثم قاد العسكـر لاحتلال الفرات، وأصبح مسؤولاً بحفظ المشرعة لمنع الماء عن الامام واهله واصحابه عليهم السلام يوم عاشوراء، كما يسجلها ابن كـثيـر في" البداية والنهاية". وقد لعب دوراً متميزاً في الهجوم على معسكر الحسين عليه السلام، واتهم الامام عليه السلام بالمروق عن الدين، ووصف يـزيـد بالامام العادل ، وخاطب الامام الحسين عليه السلام بقوله:

ياحسين هذا الفرات تـلغ فيه الكلاب وتشرب منه الحمير والخنازير، والله لاتـذوق منه جـرعة حتى تذوق الحميم في نار جهنم، حسب قول البلاذري في" انساب الاشراف" ، ثم خرج مع الوافـدين مع السبايا والضحايا الى عبيد الله بن (زياد) في الكوفة.

4-عزره بن قيس

كتب عزره إبن قيس وشبث بن ربعى وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعمرو بن الحجاج الزبيدى ومحمد بن عمير التميمي أما بعد فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار وطمت الجمام فإذا شئت فاقدم على جند لك مجند والسلام عليك

وهو من رؤساء بني أحمس من قبيلة وهـن، احدى قبـائل بـجـلي، من قبائـل نجـد، 

إرتـد عن الاسلام مع بني حنيفة ونبيهم مسيلمة الكذاب، وكان حاجبه ، ثم تاب وعـفى عـنه الخليفة الاول، ثـم اشترك مع الخـوارج في حربهم ضد الامام علي عليه السلام

وكان من اهم رجالات الحزب الاموي في الكوفة، وممن كتب للامام الحسين (عليه السلام ) يدعوه الى الكوفة، ،. ثم عكف على قتاله، وكان من رؤساء قـتلة الحسين (عليه السلام) وقائد الفرسان ويقود خيالة جيش عمر بن سعد، وهـو ممن وفـد بالـرؤوس على عبيدالله بن زياد، كما يقول ابن كثير في" البداية والنهاية"

ويـنـقـل ابو بكر التميمي في كتابه" تاريخ الخلافة الاموية": ان عـزرة كان ابن زنـا، وقتل امه هودة بنت حفش بن شحنة من بني هوازن، بعد ان أخذ اموالها التي اكتسبها من الزنا، وقد تجاهـر بالفسوق والعصيان، وكان يبيع الخـمـرة في سـكك الكـوفـة

 5- شبث بن ربعي 

شبث بن ربعي بن حصين بن عثيم بن ربيعة بن زيد بن رياح من بني يربوع بن حنظلة النجدية (من قبائل نجد) من رؤساء الكوفة ومن الشخصيات المُتذَبذِبة في تاريخ الإسلام، وكان من تصرفاته وتقلّبات أحواله أن لحق بسجاح اليربوعية المُدَّعية للنبوة بعد وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وكان مؤذنها ثم عاد إلى الإسلام، وأصبج من قاده الخوارج

وكان ممن شهد على حجر بن عدي، وإنقلب على الحسين (ع) بعد ما راسله أيام يزيد وسأله القدوم إلى الكوفة، ففرّق الجموع عن مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إليها، واستلم قيادة الرجّالة في جيش عمر بن سعد يوم عاشوراء وكان على راس الف مقاتل

كان شبث إلى جنب إبن الأشعث وشمر بن ذي الجوشن ممّن شهِدوا على حجر بن عدي بالكفر وخلْع الطاعة ومفارقة الجماعة

وقد جدد مسجده‌ بالكوفة فرحاً بقتل‌الحسين عليه السلام وقد نهى ‌أمير المؤمنين علي عليه السلام بالكوفة عن الصلاة في خمسة مساجد  وقد جددت أربعة منها فرحا بقتل الحسين منها مسجد شبث بن ربعي

وقد كان ابن زنا، منسوباً الى سبعة كلهم من أعراب نجد، وأمه لضوة بنت شاهر من بني حنيفة النجدية، صاحبة صوت وغناء. إختارت ربعي من بينهم، كما ورد في كتاب" الاكليل في أخبار أنساب العرب"، للحارث بن محي الدين الفهري ، و" تاريخ الخلافة الاموية"، لابو بكر جمعة التميمي. وقد كان شبث متجاهراً بالفسق والعصيان، مبغضاً لال النبي صلّى الله عليه وآله، شديداً على الشيعة في الكوفة وهومن الذين بايعوا ضبا في الصحراء بدلا من بيعه الامام علي (عليه السلام)

6- الحصين بن نمير

الحصين بن نمير بن اسامة بن نائل بن لبيد بن جعثـنة بن الحارث، ينتسب الى قبيلة كندة، من أهم قبائل نجد، 

وأبوه الذي سئل امير المؤمنين عليه السلام عن عدد شعر راسه حينما قال عليه السلام: سلوني قبل ان تفقدوني. وان أباه طرد أمه وأخـوته لما علم من حالها في الـزنا، وشـك في طهارة مـولـد أبنائه

كان الحصين من قادة الامويين، يتابع معاوية ويزيد، وأصبح أميراً على جند حمص، ، وكان مبغضا للامام علي عليه السلام، ثم تمخضت سريرته ليكون مع الخوارج

أصبح الحصين صاحب الشرطة، وسلطه عبيدالله بن(زياد) على دور أهل الكوفة الشيعة، لبث الخوف والـقـتـل فيهم حتى لايكونوا مع مسلم بن عقيل عليه السلام، وهو ممن قتل سليمان بن صُـرد الخزاعي (رضوان الله تعالى عليه)، وأخيراً صار من أشـد المعاندين للحسين عليه السلام، والمؤلّـبـين عليه ومقاتليه،

وكان على رأس 4000 مقاتل،

ومن سوء عاقبة هذا المجرم الكافر، أن يكون من قادة جيش يزيد لاستباحة المدينة المنورة، حيث قتلوا المسلمين فيها وإفتضوا الابكار، وهو الذي أمـر بنصب المنجنيق على جبل أبي قُـبـيس ورمى الكعبة بالنار لما تحصن بها إبن الزبير في المسجد الحرام، 

7 - حجار بن ابجر

حجار إبن أبجر بن عـايذ العجـلي النصراني، من قبيلة ربيعة النجدية. وكان أبوه نصرانيآ مات في زمن الامام علي عليه السلام على الملـة النصرانية، ، و كان رجل فاسقاً متجاهراً بالمعاصي. وهو إبن زنا، وولد حجّار كما يقول إبن الفطاح في" كتاب البيوتات"، والوزير المغربي في كتابه " الايناس بعلم الانساب"، على غير فراش أبيه، وأمه سلوى بنت سلول من قبيلة تيم الرباب، صاحبة علم في العهر والزنا، وبيتها مركزاً للهو والمجون

وكان مع الخوارج وقاتل ضمن قبيلته النجدية، وعمل جاسوساً مـزدوجاً بين الامـويـين والخـوارج، ثم سكن الكوفة بعد شهادة الامام علي عليه السلام،وأصبح من أعمدة الحزب الاموي في الكوفة كما إنه مارس أدواراً قـذرة في إرهـاب الشيعة في الكـوفة، وتخـويف المخالفين للنظام الامـوي،ثـم كان ضمن الجـماعـة التي كاتبت الامام الحسين عليه السلام، ليقـدم الى الكـوفة، ثم خرج لقـتـاله (سلام الله عليه)، وكان على راس 1000 مقاتل

8- حرمله بن كاهل

حرملة بن كاهل بن حصن من قبيلة بني أسد بن خزيمة بن مدركة، إحدى قبائل نجد ، وهم بدو صرفاً وأعراب همج

كان من قيادات الطبقة الثانية من الخوارج، وقد كان شديد العداء للامام علي عليه السلام وشيعته الابرار. ثم إنخرط في صفوف الامويين، وظهرت منه الجرائم الدواهي، والموبقات العظيمة، حينما سلطه إبن زياد على شيعة أهل الكوفة ودورها، في واقعة مسلم بن عقيل عليه السلام. ثم أكمل المسيرة الشيطانية ليكون أمير الرماة في جيش إبن سعد الذي جاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام

وله مواقف خبيثة ودنيئة تنم عن ذات شيطانية كافرة، حيث آذى قلوب الفواطم من آل الرسول عليهم السلام، حينما رمى الطفل الرضيع (علي الاصغر عليه السلام) بسهم، فذبحه من الوريد الى الوريد، وهو في حضن أبيه ورمى الحسين عليه السلام بسهم في قلبه الشريف حينما ضعف عن القتال وكذلك رمى عبد الله بن الحسن، بسهم فقتله في حجر عمه عليهم السلام. وقد حمل رأسي الحسين والعباس عليهما السلام متناوباً على القنا، قادماً على ابن زياد في الكوفة

كان حرملة من زعماء قبيلة أسد النجدية، ومن قيادات الجيش الأموي - النجدي، وهو صاحب المعاصي الكثيرة حتى تبرأ منه أهله وقومه، يتجاهر بالفسق والزنا واللواط وشرب الخمر في سكك الكوفة، ويتعداه إلى سب آل البيت عليهم السلام، وإيذاء شيعتهم الأبرار ، وهو ابن زنا كما قال النسابة الأهوازي في كتابه "الأنساب والأحساب"، وأمه فتوة بنت كاهل الأسدي، كانت بالأصل أخته، وقد جامعها أبوها فولدت له أخيها.

 ومثل هؤلاء يكونوا من أعداء الإمام الحسين عليه السلام ويقاتلوه ويأخذون الدراهم والدنانير على جرائمهم هذه، كما يقول الشيخ أبو حمزة الأثري في كتاب "أوضح البيان بشرح حديث نجد قرن الشيطان

9- سنان بن ابي أنـس الآشجـعي

سنان بن ابي أنـس الآشجـعي من قبيلة أشجع، وهي من بطون غـطفان إحدى قبائل نجد التي قاتلت النـبي صلّى الله عليه وآله في معركة الخندق ، وهم أعراب من قبيلة فزارة، وفزارة من غطفان، وهي من مضر، ومضر هي احدى القبيلتين النجديتين المذمومتين على لسان سيد المرسلين محمد صلّى الله عليه وآله.

ويُـنـسـب سـنان الى أخيـه الاكـبر من غير أمه، ويدعى حجـر بن أبي أنـس، حيث كان هذا الاخيـر متعلـقـاً بام سنان يـراودها دائماً. وهي نهلة بنت صهيل الاشجعي (من قبائل نجد)، وكانت إحـدى عـواهـر زمانها ، حتى قدمت العراق مع قبيلتها، وسكـنـت الكـوفـة، وكانت صاحبة علم ومجون، حيث قدمت اولادها وبناتها لمن أحب اللواط أو الزنا ، فشكت الكوفة منها.

لقد كان سنان كوسج اللحية قصيراً، أبـرص اشـبـه الخـلـق بالشمـر اللعين. أشـتـرك مع الخـوارج ، وأبـلى البلايـا الكـثيرة مع شيعـة العراق وبالاخص الكـوفـة، حتى لعـنـتـه الناس ولعنوا اُمـه ، ثـم جـاء في يـوم عاشـوراء، ليصب جـام غـضـبه الشيطاني النجدي ضـد الحسين وأهلـه وأصحابه عليهم السلام

وإنـه طعن الامام الحسين عليه السلام في تـرقـوتـه ثم إنـتـزع الرمح فطعنه في بواني صدره، وكثير من الرواة يقولون إنه هـو الملعون الذي ضرب الحسين عليه السلام بالسيف في حلقه وإحتز رأسه عليها السلام،

  10- حـكـيم بن طفيل بن عمرو

حـكـيم بن طفيل بن عمرو من بني السنبسي، وسنبس من قبائل نجـد ، إرتـد مع قـومـه عـن الاسلام، وأصبح مع مسيلمة الكذاب، وكان على جبايته، وثم صار مع الخوارج في حروراء، بعد معركة صفين ، ثم رجع الى الكوفة، والتصق بعبيـد الله ابن زيـاد. ثـم شارك في قتال الحسين عليه السلام، كَـمِـن لابي الفضل العباس عليه السلام وضربه بالسيف على يده اليسرى فقطعها. وهو ممن رمى الحسين عليه السلام بسهـم في يوم عاشوراء، وكان أحد العشرة الذين رضّوا صدره الشريف

ذكـر ابن عبـد البر في" الاستيعاب" بعض مفاسـد هذه العائلة ونسب حكيم الى غير ابيه، بل قال المؤرخ عمر خالد العربي في كتابه" معجم قبائل الكوفة وحواضرها ": إن امه هي خالته بالاصل

        11- مالك بن (بسر) من بني بداء من قبيلة كندة

هو مالك بن (بسر) من بني بداء من قبيلة كندة من أعراب نجد. إرتد مع قـومه ليكـونوا في جيش طليحة الاسدي المتـنـبىْ، وكان على رأس ميمنـة جـيـشه ، في قتال المسلمين، ثـم تاب على يـديّ الخليفـة الاول ، ثـم إنتـقـل الى البصرة ليكون مع جيش عائشة بنت ابي بكـر، وعاش فيها بعد وقـعـة الجمل مع كثير من بني قومه

جلبه عـبيـد الله (ابن زياد) معه من البصرة، حينما قـدم الكوفة. وكان شـديداً مع الشيعـة وسادتها، واذاقهـم المـوت الـزوأم، مدافعـاً عن آل أُمية، فتاكاً لا يبالي على ما أقدم عليه. وكان من بـؤس عـاقـبته أن اشتـرك في قـتال الامام الحسين وضربه على راسه المبارك عليه السلام بعد أن شتمه، فالقى الامام القلنسوة ودعا بخـرقـة فـشدّ رأسـه بالخـرقـة، وقـد أخذ مالك برنـس الامام عليه السلام

وكان إبن زنـا ، وأمـه سـودة بنت جبيل من بني مـري النجـدية، وهي من العـواهـر الفاحشات قـتـلـت زوجها، حينما إتهمها بمولودها (مالك)، حسب قـول الحارث الفهري في كتابه" الاكليل في اخبار انساب العرب"

 

أخترنا لك
لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه (3)- مَنْ قَتَلَ الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام) ؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف