الاعلام الاموي يدمّر جيش الامام الحسن (ع) ..(3)

2024/12/26

الاعلام الاموي يدمّر جيش الامام الحسن (ع) ..(3)

انتصار ابناء البغايا على ابناء الانبياء

 

ان من نكد الدنيا انتصار معاويه على ابن رسول الله الامام الحسن (ع)

فكيف انتصر معاويه على الامام الحسن(ع) ؟

انتصر معاويه بالاساليب الرخيصه التاليه

 1-اعلام مخادع مضلل كاذب

 2- بذل الاموال وشراء الذمم

 3- نشر الجواسيس

1 – الحمله الاعلاميه الاولى

زحف جيش الامام الحسن (ع) لقتال معاويه وكانت مقدمه الجيش تحت قياده عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وواجهت جيش معاويه في مسكن وهي منطقه قريبه من الرقه السوريه

وقد سلك معاويه جميع الوسائل  الرخيصه للقضاء على مقدمه الجيش وتمزيق وحدتها ، واماتة نشاطها العسكري ، فنشر بها المخاوف والأراجيف ، وبث فيها العصيان والتمرد ،

يقول ابن ابي الحديد في شرح النهج 4/215

  وكانت باكورة الدسائس الخطيرة التي قام بها معاوية فى إفساد مقدمه جيش الامام الحسن (ع) انه بعث الجواسيس ، ونشر العيون ونشر الدعايات ليذيعون الذعر والإرهاب ويقوموا بخذلان الجيش ، وكانت دعايتهم ذات طابع واحد وهي :

ان الحسن يكاتب معاويه على الصلح فلم تقتلون انفسكم ؟

ويقول الشيخ باقر شريف القرشي في كتابه حياه الامام الحسن

تركت هذه الموجة من الافتراء اضطرابا فظيعا ، وخوفا بالغا فى النفوس ، وأحدثت تمردا شاملا في جميع الوحدات العسكرية

 2 - رشوة الوجوه 

ولم يقتصر معاوية في عمليات التخريب على ذلك ، فقد صنع ما هو أفتك منها وهو شراؤه الضمائر الرخيصة من قادة الجيش وزعمائه المقيمين في « مسكن » فقد بذل لهم أموالا ضخمة ، ومناهم بالوظائف والمراتب ، فأجابوه الى ذلك ، وتسللوا إليه ، والتحقوا بمعسكره في غلس الليل وفى وضح النهار

 3 - اغراؤه لعبيد الله بن العباس

ولما رأى معاوية ان عملية الرشوة قد نجحت الى حد كبير راح يعمل بنشاط فى اغرائه لذوي الضمائر القلقة ، والنفوس المريضة ، فمدّ أسلاك مكره الى عبيد الله بن العباس ، فجذبه إليه ، وصار العوبة بيده ، وقد خان عبيد الله بذلك ثقل رسول الله ، وترك موكب الحق والهدى ، وانضم الى معسكر الخيانة والجور ،

أما نص رسالة معاوية التي خدعه بها فهي كما اوردها ابن ابي الحديد في شرح النهج 4/28

 (إن الحسن قد راسلني فى الصلح ، وهو مسلم الأمر إليّ فان دخلت فى طاعتي الآن كنت متبوعا ، وإلا دخلت وأنت تابع ، ولك إن أجبتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم ، أعجل لك في هذا الوقت نصفها ، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر . )

وتمثل الكذب الصريح ، والمكر السافر  في قوله :

 « إن الحسن قد راسلني في الصلح. » علما انه لم تجر أي اتصالات بينه وبين الإمام في ذلك الوقت

ويقول الشخ القرشي:

وليس هناك أدنى مجال للشك فى أن عبيد الله كان يؤمن في قرارة نفسه بكذب هذا الادعاء لأن الإمام لو كان قد راسله في الصلح فلأي شيء يمنيه معاوية بهذه الأموال الطائلة ، وما قيمته إن أجابه الإمام إلى ذلك

وتمثلت أمامه ( المادة ) التي منّاه بها معاوية وهو لم يظفر ببعضها فى ظل الحكومة الهاشمية التي بنيت على بسط العدل والمساواة ، وأخيرا سولت له نفسه الأثيمة بالغدر ونكث العهد ، فاستجاب لدنيا معاوية ، ومال عن الحق ، وانحرف عن الطريق القويم ، وخان الله ورسوله ، وترك سبط النبي (ص) وريحانته ، والتحق بمعسكر الظلم والجور ، وقد تسربل بثياب العار والخزي

ويقول اليعقوبي في تاريخه 2 / 191

لقد تسلل عبيد الله الى معاوية فى غلس الليل البهيم ومعه ثمانية آلاف من الجيش  من ذوي الأطماع والأهواء الذين لم ينطبع الدين في قلوبهم ففي عنق عبيد الله الخائن الأثيم تقع المسئولية الكبرى ، فقد أدت خيانته الى زعزعة الجيش وتفلل وحداته واضطرابه

إن هذه الخطة التي سلكها معاوية كانت من أهم الأسباب التي مهدت نجاحه ، وفوزه بالموقف وتغلبه على الأحداث ، فقد سببت اندحار جيش الإمام ، وقضت على عزائمه ، وفتحت باب الخيانة ، والغدر على مصراعيهما

وأصبحت البقية الباقية من الجيش تفتش عن قائدها ليصلي بها صلاة الصبح فلم تجده ، ولما علمت خيانته وغدره والتحاقه بالعدو اضطربت أشد الاضطراب ، وماجت فى الفتن ، وارتطمت بالنزاع والخلاف ، ولما رأى قيس بن سعد الرجات العنيفة ، والفتن السود قد ضربت أطنابها على الجيش قام فصلى بهم صلاة الصبح ، وبعد الفراغ منها قام خطيبا فهدأ روعهم

وأثابهم الى الصواب والرشاد ، وهذا نص خطابه

  ( إن هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خيرا قط ، إن أباه عمّ رسول الله (ص) خرج يقاتله ببدر ، فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري [١] فأتى به رسول الله (ص) فأخذ فداءه ، فقسمه بين المسلمين وإن أخاه ولاّه علي على البصرة فسرق ماله ومال المسلمين فاشترى به الجواري ، وزعم أن ذلك له حلال ، وإن هذا ولاّه علي على اليمن فهرب من بسر بن أبي أرطاة ، وترك ولده حتى قتلوا ، وصنع الآن هذا الذي صنع ) [٢].

وملك قيس أحاسيس الجيش وشعورهم بخطابه المؤثر الرصين ، فقد رأوا في كلامه منطق الحق ، وفي شخصيته صلابة الإيمان ، وتبين لهم أن عبيد الله خليق بالخيانة ، ومظنة لكل سوء ، وانه لو كان عنده شعور نبيل أو عاطفة انسانية لما هرب من اليمن وترك ولديه بيد الجزار بسر بن أبي أرطاة فقتلهما

وفي الجزء التالي سنتطرق الى الحمله الامويه الغادره الثانيه

المصادر:

1- الاستيعاب 4 / 215

2- مقاتل الطالبيين ص 35

 

 

أخترنا لك
الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(4)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف