صحابه باعوا دينهم

2024/07/23

 

صحابه باعوا دينهم بالدينار الاموي

 

 

 

 

الجزء الاول

تأليف : نجم الحجامي

 

 

المحتويات

1- الاشعث بن قيس

2- المغيره بن شعبه

3- عمرو بن العاص

4- بسر بن ارطأه

5- ابو هريره

6- سمره بن جندب

7-عبد الله بن عباس

8- جرير بن عبد الله البجلي

9- الحتات بن يزيد بن علقمه

10 - عمرو بن حريث

11 - خالد بن عرفطه

الاشعث بن قيس

 

 الفصل الاول - من هو الاشعث بن قيس

الفصل الثاني - الامام علي (عليه السلام ) ينقل الخلافه للكوفه ( الامويه الهوى )

الفصل الثالث - الاشعث بن قيس من الموقعين على الصحيفه الملعونه رافضا بيعه الغدير

الفصل الرابع  - دور الاشعث في معركه صفين

الفصل الخامس - دور الاشعث في اغتيال الامام علي (عليه السلام )

الفصل الاول

 

الأشعث  بن قيس واسمه معدي كرب، وأبوه قيس الأشج بن معدي كرب بن معاوية (سمى الأشج، لأنه شج في بعض حروبهم)

وأم الأشعث كبشة بنت يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو المقصور الملك

كان الأشعث أبدا أشعث الرأس، فسمى الأشعث، وغلب عليه حتى نُسي اسمه

وكان الاشعث من ابوين يهوديين وجاء محمد بن الاشعث في زمن عمر يسأل عن ارث عمته

 اليهوديه وقد كانت غالبيه قبيله كنده على اليهوديه قبل الاسلام (1 )

الاشعث بن قيس صحابي لبضع شهور

أسلم الأشعث بْن قيس بْن معدي كرب الكندي في العام العاشر من الهجرة كما قال ابن الأثير،

ولذلك فان صحبته كانت لبضع شهورفقط

  وقد جاء الأشعث إلى النَّبِيّ ( صلى الله عليه وسلَّم ) سنة عشرة من الهجرة في وفد كندة، وكانوا ستين راكبًا فأسلموا. (2)

وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع

الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة

وشهر ربيع الاول هو الشهر الثالث من اشهر السنه القمريه

وحتى هذه الشهور القليله لم يقضها الاشعث كلها بجانب الرسول بل عاد الى اليمن وسمع

بوفاه النبي فارتد عن الاسلام

الاشعث يرتد عن الاسلام

عن ابن عباس انه قال :

(أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتَعَاذَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: لا يَسُؤْكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أُزَوِّجُكَ مَنْ لَيْسَ دُونَهَا فِي الْجَمَالِ وَالْحَسَبِ ؟ قَالَ: " مَنْ ؟ "، قَالَ: أُخْتِي قُتَيْلَةُ، قَالَ: " قَدْ تَزَوَّجْتُهَا "، قَالَ: فَانْصَرَفَ الأَشْعَثُ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، ثُمَّ حَمَلَهَا حَتَّى إِذَا فَصَلَ مِنَ الْيَمَنِ بَلَغَهُ وَفَاةُ النَّبِيِّ (ص) فَرَدَّهَا إِلَى بِلادِهِ، وَارْتَدَّ وَارْتَدَّتْ مَعَهُ فِيمَنِ ارْتَدَّ، فَلِذَلِكَ تَزَوَّجَتْ لِفَسَادِ النِّكَاحِ بِالارْتِدَادِ، وَكَانَ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيُّ )(3)

 وكان سبب تزويج الاشعث بن قيس اخته  قتيله بنت قيس لرسول الله (صلى الله عليه واله ) ان  الرسول تزوج أسماء بنت النعمان الكندية  وكانت من أجمل النساء فخافت نساؤه (حفصه وعائشه) أن تغلبهن عليه فقلن لها إن رسول الله  يحب إذا دنا منك أن تقولي له أعوذ بالله منك فلما دنا منها قالت إني أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ فطلقها ثم سرحها إلى قومها وكانت تسمي نفسها الشقية  وماتت كمدا

ابو بكر يحارب المرتدين

امتنع الأشعث بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) عن مبايعة أبي بكر، فأرسل أبو بكر بعض رجاله في طلبه إلى اليمن، فأسروا الأشعث، وجاؤوا به إلى المدينة مكبلا بالحديد ، إلا أنَّ أبا بكر أطلق سراحه، وزوّجه من أخته الضريره أم فروة.

قال الواقدي حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت الأشعث بن قيس يقول لأبي بكر حين أتى به في الردة استبقني لحربك وزوجني أختك ففعل (4)

أبو بكر يندم ويقول ان الاشعث لايرى شرا الا أعانه

عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، قال : دخلت على أبي بكر ، أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت قال : أما إني لا آسي على شيء ، إلاّ على ثلاث فعلتهن ، وددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن ، فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته ، وأن أغلق علي الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين : أبي عبيدة أو عمر ، وأما اللاتي وددت أني فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيراً ضربت عنقه ، فإنه لا يرى شرا الا اعانه (5)

الاشعث متسلق وصولي

زوج اخته قتيله لرسول الله ولكن رسول الله توفي قبل وصولها اليه وتزوج اخت ابو بكر الضريره للوصول للسلطه بمصاهره الخليفه وزوج ابنته جعده للحسن بن علي(ع) والتي سمّت الحسن كما سنرى لاحقا وزوج ابنته الى ابن عثمان بن عفان  وباع دينه الى بني اميه

واقطع عثمان بن عفان الاشعث بن قيس الاراضي الزراعيه والدور والبساتين الكثيره في الكوفه له ولعشيرته كنده حتى اصبحت الكوفه خالصه لاتباع الامويين

وولاه عثمان على اذربيجان وكان يهبه مئه الف درهم من خراجها سنويا  (6)

الاشعث يبايع ضبا

و روى يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش أن جريرا و الأشعث خرجا إلى جبان الكوفة فمر بهما ضب يعدو و هما في ذم علي ( ع ) فنادياه يا أبا حسن هلم يدك نبايعك بالخلافة فبلغ عليا (عليه السلام ) قولهما

فقال أما إنهما يحشران يوم القيامة و إمامهما ضب (7)

الاشعث في الكوفه راس المنافقين كما كان عبد الله بن ابي بن سلول في المدينه

قال العلماء و المحققون: إنّ كلّ فساد و اضطراب كان يحدث في خلافة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان أصله و مسبّبه الأشعث

وكان الأشعث من المنافقين في خلافة علي (عليه السلام) وهو في أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام ) كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه (8)

عائله الاشعث عائله خبيثه

الاشعث رئيس قبيله كنده أسلم وإرتد وبعث اليه أبو بكر جيشا لمقاتلته وإقتيد أسيراً مكبلا بالحديد فعفا عنه

 أبو بكر وزوجه أخته أم فروه وندم أبو بكر بعد ذلك ندماً شديداً على فعلته تلك

وقد أنجب الاشعث من أم فروه أخت أبو بكر  بنتا وولدين ورثوا عن أبيهم مشايعه الامويين وقتل بني هاشم

وهم:

محمد بن الأشعث 

خرج  يوم كربلاء لحرب الحسين (عليه السلام ) بالف فارس

 وكان له دور في إعتقال حجر بن عدي من أصحاب الإمام علي (عليه السلام )، وقد شارك في قتل هاني بن عروة ومسلم بن عقيل في الكوفة  وشارك في دم الإمام الحسين(عليه السلام )

قال السيد الخوئي (قُدّس سرّه) : محمّد بن ألاشعث بن قيس الكندي , ورث الخبث من أبيه ، و خرج لأخذ مسلم بن عقيل من قِبَل ابن زياد ، و أعطاه الأمان ، لكن ابن زياد (لعنه الله) لم يمضِ أمانه

و روي أنّ الحسين (عليه السّلام) دعا يوم عاشوراء قائلا :

 ( اللّهم إنّا أهل بيت نبيّك , و ذرّيته و قرابته ، فاقصم مَن ظلمنا و غصبنا حقّنا ، إنّك سميع قريب ) .

 فقال  له محمّد بن الأشعث : و أيُّ قرابة بينك و بين محمد ؟

 فقرأ الحسين (عليه السّلام) :

 ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَ نُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَ آلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ

عَلِيمٌ )

ثمّ قال (عليه السّلام) : ( اللّهم أرني فيه في هذا اليوم ذلاً عاجلاً ) .

 فخرج محمد  ابن الأشعث إلى الحاجة ، فلسعته عقرب على ذكره , فسقط و هو يستغيث

ويتقلّب على حدثه

وقد جاء محمد بن الاشعث الى عمر بن الخطاب يسأله عن أرث عمته اليهوديه فقال له

 لايجوز لمسلم ان يرث اليهوديه وقد قلنا انه من ابوين ابويه يهوديين

 

قيس بن الأشعث:

 وكان قيس من الذين كتبوا للإمام الحسين (عليه السلام ) يدعونه للقدوم إلى الكوفة، إلا أنَّه التحق بـجيش عمر بن سعد، وأنكر مكاتبته للإمام الحسين (عليه السلام ) وهو الذي سلب قطيفة الامام الحسين بعد مقتله ولذلك يعرف ب  قيس قطيفه

ويقول ابن الجوزي بأنّه سلب عمامة الإمام

وكان في يوم عاشوراء في جيش عمر بن سعد، وكان له دور في الهجوم على المخيّم وسلب الإمام الحسين (عليه السلام) كما كان من الذين ذهبوا برؤوس شهداء كربلاء إلى ابن زياد في الكوفة

والده هو الأشعث بن قيس الكندي زعيم قبيلة كندة، وكان عامل الإمام علي (عليه السلام) على أذربيجان. ومع أنّه كان في جيش الإمام أثناء حرب صفّين، لكنه لعب دوراً في تأليب الخوارج على الإمام علي (عليه السلام ).

 صار قيس زعيم كندة بعد أبيه، وعندما جاؤوا برؤوس شهداء كربلاء إلى ابن زياد كان على رأس القبيلة حينها، ويُذكر أنّه حمل 13 رأساً معها.

  وأخوه محمد بن الأشعث أيضاً كان في معسكر عمر بن سعد في واقعة الطفّ،

وأخته جعدة بنت الأشعث كانت زوجة الإمام الحسن (عليه السلام) والتي دسّت السم له وأدّت إلى شهادته.

وعد الإمام الصادق عليه السلام الأشعث بن قيس شريكاً في دم الإمام علي (عليه السلام) كما اعتبر ابنه قيس شريكاً كذلك في دم الحسين (عليه السلام) وأشار إلى دور جعدة بنت الأشعث في سم الإمام الحسن. وحين طُعن الإمام علي أرسل الأشعث بن قيس ابنه قيس؛ ليتقصّى له أخبار الإمام وينقلها إليه.

جعدة بنت الأشعث

 تزوجت من الإمام الحسن (عليه السلام )، وكان زواجها منه باقتراح من الأشعث وقد دست السم للإمام الحسن (عليه السلام ) بإغراء من معاوية

جَعدة (أو جُعدة) بنت الاشعث، زوجة الإمام الحسن (ع)، وقد قامت بدس السم له فمضى شهيداً بتحريض من معاوية بن أبي سفيان، ولم تُنجب من الإمام الحسن (ع) ذرية. ذكرت المصادر التأريخية إنَّ أباها هو من زوّجها من الإمام الحسن (ع)

وكان سبب سمها للإمام هو أنَّ معاوية بن أبي سفيان أعطاها مائة الف درهم، ووعدها بتزويجها من ابنه يزيد، ولكنه لم يفِ بوعده لها بعد سمها للإمام الحسن (ع) ولم يزوجها لابنه يزيد، فتزوجت بعد ذلك من يعقوب بن طلحة بن عبيد الله، وبعد قتله في واقعة الحرة تزوجت من العباس الولد الأكبر لعبد الله بن عباس. انجبت من يعقوب والعباس أولاداً كانوا يكنون بـ (بني مسمّة الأزواج)(9)

وكان يُخاطب أولادها بـ (بني مسمّة الأزواج) أي: أنَّهم أولاد امرأة قدَّمت السم إلى أزواجها وقتلتهم.

مسجد الاشعث احد المساجد الملعونه في الكوفه

المساجد الخمسه الملعونة وهي المساجد التي جُددت بالكوفة فرحا بقتل الامام الحسين بن علي  (عليه السلام) و هي

  1- مسجد الاشعث بن قيس

 2 – مسجد سماك‏

 3- مسجد جرير بن عبد الله البجلي

 4- مسجد شبث بن ربعي

 5- مسجد التيم

ويرَوى إبْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ‏: "وَ اللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ مَا تُؤْمَرُونَ أَوْ لَتَرْكَبَنَّ أَعْنَاقَكُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى، إِنَّ بِالْكُوفَةِ مَسَاجِدَ مُبَارَكَةً وَ مَسَاجِدَ مَلْعُونَةً ــ الى أن قال ــ ... وَ أَمَّا الْمَسَاجِدُ الْمَلْعُونَةُ فَمَسْجِدُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَ مَسْجِدُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَ مَسْجِدُ ثَقِيفٍ، وَ مَسْجِدُ سِمَاكٍ،‏ بُنِيَ عَلَى قَبْرِ فِرْعَوْنٍ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ" (10)

وَ في الكافي  عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنهُ قَالَ: "إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه نَهَى بِالْكُوفَةِ عَنِ الصَّلَاةِ فِي خَمْسَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ‏ بْنِ‏ قَيْسٍ،‏ وَ مَسْجِدِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَ مَسْجِدِ سِمَاكِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَ مَسْجِدِ شَبَثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَ مَسْجِدِ التَّيْمِ

 

 

 

الفصل الثاني

الامام علي (عليه السلام ) ينقل الخلافه للكوفه ( الامويه الهوى )

 

ارض العراق هي من الاراضي التي فتحت عنوه وانها ملك للمسلمين جميعا من يوم فتحها وحتى يرث الله الارض ومن عليها

ولكن عثمان وزّعها واقطعها لبني اميه ومن باع دينه من القبائل  لبني اميه وحينما استلم الامام علي (عليه السلام ) الخلافه اعاد الامور الى نصابها واسترجع جميع تلك الاراضي والاقطاعيات المنهوبه للدوله

وكان من نتيجه ذلك ان نقم عليه فئه واسعه ممن باع ضميره لبني اميه ومن اولئك الاشعث بن قيس وقبائل كنده ونجد التي استوطنت الكوفه

وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي (مَنْ قتلَ الامام علي عليه السلام )

 الله يستجيب دعاء الامام علي (عليه السلام ) بحق الاشعث فيفقد بصره قبل موته

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال:

حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي الجارود – زياد بن المنذر – عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) منهم أنس بن مالك، والبراء بن عازب، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلي، ثم أقبل على أنس فقال: يا أنس إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله) يقول:

 ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه )

ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة، وأما أنت يا أشعث فان كنت سمعت رسول الله( صلى الله عليه وآله) يقول:

(من كنت مولاه فهذا علي مولاه )

 ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك (يعني عينيك)، وأما أنت يا خالد بن يزيد فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول

  (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )

 ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية، وأما أنت يا براء بن عازب فان كنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله ) يقول:

 ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه

قال: جابر بن عبد الله الأنصاري: والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلى ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول

الحمد الله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فاعذب، وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله، فمات ميتة جاهلية. وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر (11)

الامام علي يعزل الاشعث من ولايه اذربيجان والاشعث يريد اللحاق بمعاويه

ولما ولي علي (عليه السلام ) الخلافه ارسل كتاب الى الاشعث بن قيس يعزله ويدعوه للقدوم الى الكوفه

فقام الأشعث بن قيس خطيبا، فقال: أيها الناس، إن عثمان رحمه الله ولاني أذربيجان، وهلك وهي في يدي، وقد بايع الناس عليا، وطاعتنا له لازمة، وقد كان من أمره وأمر عدوه ما قد بلغكم، وهو المأمون على ما غاب عنا وعنكم من ذلك

وذكروا أن الأشعث رجع إلى منزله، فدعا أهل ثقته من أصحابه، فقال لهم: إن كتاب علي جاءني، وقد أوحشني، وهو آخذي بمال أذربيجان وأنا لاحق بمعاوية، فقال القوم

(الموت خير لك من ذلك، أتدع مصرك وجماعة قومك، وتكون ذنبا لأهل الشام؟)( 12)

الاشعث بن قيس يعترض على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب

ومن كلام له عليه السلام، قاله للأشعث بن قيس، وهو على منبر الكوفة يخطب، فمضى في بعض كلامه شئ اعترضه الأشعث فيه، فقال:

 يا أمير المؤمنين، هذه عليك لا لك، فخفض (عليه السلام ) إليه بصره، ثم قال :

(ما يدريك ما على مما لي، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين  حائك ابن حائك، منافق ابن كافر. والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى، فما فداك من واحدة منهما مالك ولا حسبك. وإن امرأ دل على قومه السيف، وساق إليهم الحتف، لحري أن يمقته الأقرب، ولا يأمنه الأبعد )(13)

واما قوله

والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى، فما فداك من واحدة منهما مالك ولا حسبك.

فأما الأسر الذي أشار أمير المؤمنين عليه السلام إليه في الجاهلية فقد ذكره ابن الكلبي في " جمهرة النسب " إن مرادا لما قتلت قيسا الأشج  (والد الاشعث ) خرج الأشعث طالبا بثأره  فخرجت كندة متساندين على ثلاثة ألوية: على أحد الألوية كبس ابن هانئ بن شرحبيل بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين - ويعرف هانئ بالمطلع، لأنه كان يغزو فيقول: اطلعت بنى  فلان، فسمى المطلع. وعلى أحدها القشعم أبو جبر  بن يزيد الأرقم. وعلى أحدها الأشعث فأخطأوا مرادا، ولم يقعوا عليهم، ووقعوا على بنى الحارث بن كعب، فقتل كبس والقشعم أبو جبر، وأسر الأشعث، ففدى بثلاثة آلاف بعير، لم يفد بها عربي بعده ولا قبله، فقال في ذلك عمرو بن معدي كرب الزبيدي

فكان فداؤه ألفي بعير * وألفا من طريفات وتلد
وأما الأسر الثاني فانه بعد ان ارتد عن الاسلام ارسل اليه ابو بكر جيشا وجي  به اسيرا مكبلا بالحديد الى المدينه المنوره فعفا عنه ابو بكر وزوجه اخته وندم بعد ذلك لانه لم يقتله

 وأما قوله: " دل على قومه السيف "

 فأراد به حديثا كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة، غر فيه قومه ومكر بهم حتى أوقع بهم خالد، وكان قومه بعد ذلك يسمونه " عرف النار " وهو اسم للغادر عندهم. وقيل إن الأشعث وجماعة من قبيلته ومن قبائل حضرموت الأخرى كانوا قد ارتدوا في خلافة أبي بكر، وامتنعوا من أداء الزكاة. فحاصرهم حينئذ جيش المسلمين بقيادة زياد بن لبيد، فطلب منهم الأشعث أن يعطى الأمان لأهله وعائلته في مقابل أن يفتح لهم بوابة القلعة وكانت نتيجة ذلك هو قتل جميع أفراد قبيلته.

 يقول الطبري: ( فكان يلعنه المسلمون ويلعنه سبايا قومه وسماه نساء قومه عرف النار ( كلام يمان يسمون به الغادر )(14)

الاشعث عنق النار

روي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يسمي الاشعث  قيس(عنق النار) فسئل عن ذلك فقال: إن الأشعث إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق من النار ممدود من السماء فتحرقه وقت وفاته، فلا يدفن إلا وهو فحمة سوداء. فلما توفي نظر سائر من حضر إلى النار وقد دخلت عليه كالعنق الممدود حتى أحرقته وهو يصيح ويدعو بالويل والثبور(15)

 

الفصل الثالث

الاشعث بن قيس من الموقعين على الصحيفه الملعونه رافضا بيعه الغدير

 

عاد رسول الله (صلى الله عليه واله) من الحج وفي منطقه غدير خم نزلت الايه الكريمه

۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67 المائده)

فجمع الرسول (صلى الله عليه واله) المسلمين وخطب  خطبته المعروفه وبلَغ أمر الله بتنصيب الامام علي (عليه السلام) إماما ووليا وخليفه من بعده

وقد روى النسائي في  سننه عن محمد بن المثنى ، عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال :

 لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال :

(كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ثم قال : ( الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن ) . ثم أخذ بيد علي فقال :

 ( من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) .

 فقلت لزيد : أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال  ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه

 وقال الحافظ إبن الجوزي : في حديث 356   

( أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَلَسْتَ وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ). فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَخٍ بَخٍ لَكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

وقال الامام الالباني :

لما أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد علي بن أبي طالب فقال: (ألست ولي المؤمنين؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب:

( بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم) (16)

( أصحاب الصحيفه الملعونه)

يقول سليم بن قيس في كتابه ص 154تحقيق محمد باقر الانصاري

ولما رجع المسلمون  من حجه الوداع ودخلوا المدينه  إجتمع قسم من قاده قريش  ونكثوا بيعه علي وتحالفوا وتعاقدوا على أن لايطيعوا رسول الله (صلى الله عليه واله ) فيما عرض عليهم من ولايه علي بن ابي طالب  بعده وكتبوا صحيفه بينهم وكان أول ما فى الصحيفه النكث لولايه على بن ابى طالب عليه السلام و إن الامر الى ابى بكر و عمر و أبى عبيده و سالم مولى حذيفه ومعاذ بن جبل و هذا هو السر في قول عمر قبل وفاته لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته... لو كان سالم حيا لاستخلفته .

و شهد بذلك أربعه عشر رجلا أصحاب العقبه و عشرون رجلا آخر، و إستودعوا الصحيفه أبا عبيده بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها   

وهم :

1- أبوبكربن أبي قحافه

2- عمر بن الخطاب

3-عثمان بن عفان

4- طلحة بن عبيد الله

5- عبد الرحمن بن عوف

6 - سعد بن أبي وقاص

7- أبوعبيدة بن الجراح

8- معاوية بن أبي سفيان

9- عمرو بن العاص

10- أبوموسى الأشعري

11- المغيرة بن شعبة الثقفي

12- أوس بن الحدثان البصري

13- أبوهريرة

14- أبوطلحة الأنصاري

15- سعيد بن العاص الأموي

16- أسامة بن زيد

17- الوليد بن أبي ربيعة

18- سعيد بن زيد بن نفيل

19- أبوسفيان بن حرب

20- سفيان بن أمية

21- أبوحذيفة بن عتبة

22  - معاذ بن جبل

23- بشير بن أبي سعيد الأنصاري

24- سهل بن عمر

25- حكيم بن حزام الأسدي

26- صهيب بن سنان الرومي

27- العباس بن مرداس السلمي

28- أبومطيع بن أسد العبدي

29- قعد ابن عمر

30- سالم مولى أبي حذيفة

31- سعيد بن مالك

32- خالد بن عرفطة

33- مروان بن الحكم

34- الأشعث بن قيس

قال حذيفه: حدثتنى أسماء بنت عميس الخثعيمه إمراه أبى بكر: إن القوم إجتمعوا فى منزل أبى بكر فتامروا فى ذلك، و أسماء تسمعهم و تسمع جميع ما يدبرونه فى ذلك حتى إجتمع رأيهم على ذلك، فأمروا سعيد بن العاص الاموى فكتب الصحيفه باتفاق منهم

ثم دفعت الصحيفه الى أبى عبيده بن الجراح ليتوجه بها الى مكه

ثم إنصرفوا و صلى رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بالناس صلاه الفجر، ثم جلس فى مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت الى أبى عبيده بن الجراج فقال له:

 بخ بخ من مثلك و قد أصبحت امين هذه الامه، ثم تلا:

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) [البقره: 79.]

لقد أشبه هولاء رجال فى هذه الامه ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ) [النساء: 108.]

ثم قال: لقد أصبح فى هذه الامه فى يومى هذا قوم ضاهوهم فى صحيفتهم التى كتبوها علينا فى الجاهليه و علقوها فى الكعبه، و إن الله تعالى يمتعهم ليبتليهم و يبتلى من ياتى بعدهم تفرقه بين الخبيث و الطيب و لولا إنه سبحانه أمرنى بالاعراض عنهم للامر الذى هو بالغه لقدمتهم فضربت اعناقهم

  ويقول العلامه المجلسي في بحار الانوار ج28 ص106

قال حذيفه: فوالله لقد راينا هولاء النفر عند قول رسول الله( صلى الله عليه و آله و سلم) هذه المقاله و قد أخذتهم الرعده فما يملك أحد منهم نفسه شيئا، و لم يخف على أحد ممن حضر مجلس رسول الله( صلى الله عليه و آله و سلم) ذلك اليوم إن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) إياهم عنى بقوله و لهم ضرب تلك الامثال

الاشعث بن قيس يبيع دينه

اشترى الامويون بقياده عثمان ذمم رؤساء القبائل ومنهم الاشعث بن قيس وقبيلته كنده واقطعهم اراضي الكوفه الزراعيه التي تدرارباطا طائله وبساتين ودور ومقاطعات كبيره ومنحهم الهبات الضخمه وقد اوردت تفاصيل ذلك في كتابي (مَنْ قتل الامام علي عليه السلام )

علما بان أراضي الكوفة ملكا للمسلمين لانها ممن فتحت عنوة ولايحق للخليفه اعطائها وتمليكها لاي كان فهي ملك لعامه المسلمين  وقد أقطع عثمان أراضي في داخل الكوفة وخارجها، أما التي في داخل الكوفة فقد أقيمت فيها الدور والمساكن، وسميت (مساكن الوجوه) 

وكانت( ظيزنابار) مقاطعه  زراعيه كبيره في الكوفه  منحت للاشعت بن قيس ودارا في الكوفه

وزوج الاشعث ابنته لابن عثمان وعينه عثمان واليا على اذربيجان ومنحه مئه الف دينار من خراجها سنويا

الامام علي يعيد ممتلكات الدوله المنهوبه

وبعد ان تولى الامام علي الخلافه اعاد ممتلكات الدوله المنهوبه والممنوحه لبني اميه ومن تم شراء ذممهم من رؤساء القبائل المواليه لبني اميه ومنهم الاشعث بن قيس وقبيلته كنده

تخندق معاويه وهؤلاء المتظررون من سياسه الامام علي (عليه السلام ) باعاده مقاطعاتهم المنهوبه وعملوا معا لمحاربه الامام

الامام علي  يعزل الاشعث بن قيس من ولايه اذربيجان

عزل الامام علي (عليه السلام ) الاشعث بن قيس  من ولايه اذربيجان واستدعاه الى الكوفه

فقرر الاشعث الالتحاق بمعاويه لكن اصحابه الحّوا عليه بعدم الالتحاق بمعاويه كما ان معاويه اراد ابقائه في الكوفه ليمثل رأس النفاق في الكوفه كما كان ابن سلول في المدينه في زمن رسول الله (صلى الله عليه واله)

 

الفصل الرابع

دور الاشعث في معركه صفين

الان وبعد أن عملت قرارات أبو بكر وعمر وعثمان عملها في تدمير الامه الاسلاميه وبعد تكدس الثروات بيد الامويين وشراء ذمم قاده الجيش والجند أصبح  ثلاثه أرباع جيش الخلافه في الكوفه أموي الهوى وصار قاده الجيش من أمثال الاشعث بن قيس يستطيعون أن يوقفوا حرب أو يغيّروا أوامر الخليفه علي بن ابي طالب وإن لم يوافق يهددوه بالقتل وهذا ماحدث مع الامام علي (عليه السلام ) والامام الحسن من بعده

الحوار والموعظه الحسنه

حاول الإمام علي (عليه السلام) أن يُقيم الحجّة على معاوية وأصحابه بأُسلوب الحوار والموعظة الحسنة، حقناً لدماء المسلمين ووأد الفتنة، ولكن تلك المحاولات لم تجد آذاناً صاغية عند معاوية.

سعى الإمام علي (عليه السلام) لإصلاح الموقف بالوسائل السلمية، فبعث أوّلاً بوفد ثلاثي إلى معاوية يُذكّره الله، ويدعوه إلى التقوى والورع، فكان جواب معاوية: ليس عندي إلّا السيف.ثمّ دعا الإمام علي (عليه السلام) معاوية إلى المبارزة، حقناً لدماء الآخرين، ولكن معاوية رفض خشية على نفسه من بطش الإمام (عليه السلام)

مكان المعركة

بدأت معركة صفّين في منطقه تسمى صفّين بين الشام والعراق تقع اليوم في ضواحي محافظه الرقه في سوريا وفيها ضريح الصحابي الجليل عمار بن ياسر (رضي الله عنه )

عدد الجيش

يقول السيد محمد امين نجف جهّز معاوية جيشاً عدده (130) ألف مقاتل من أهل الشام، وجهّز الإمام علي (عليه السلام) جيشاً عدده (135) ألف مقاتل من أهل الكوفة، منهم (100) مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في معركة بدر الكبرى، كعمّار بن ياسر، وحزيمة بن ثابت، وسعد بن قيس، وعبد الله بن عباس وغيرهم

معاويه يسيطر على الفرات ويمنع جيش الامام علي (عليه السلام ) الماء

نزل معاوية بمَن معه عند نهر الفرات في وادي صفّين الوسيع، واستولى على الماء، ونزل الإمام علي (عليه السلام) في ذلك الوادي أيضاً، وقد منع معاوية أهل العراق أن يشربوا من ماء الفرات ولو قطرة واحدة، فأضرّ بهم وبدوابّهم العطش، ولمّا لم تنفع محاولات أمير المؤمنين (عليه السلام) لبلوغ الماء بالحسنى، اضطرّه الأمر إلى استعمال القوّة لإنقاذ عشرات الأُلوف ممّن كانوا معه من الموت عطشاً.ولمّا تمّت له السيطرة على الماء حاول بعض الأصحاب إقناع الإمام علي (عليه السلام) أن يُقابلهم بالمثل، فأبى ذلك أشدّ الإباء، وأتاح لمعاوية وجيشه، الذين هددّوه قبل ساعات قليلة بالموت عطشاً، أن يردوا الماء ويشربوا أُسوة بأصحابه.رغم هذه الأخلاق الرفيعة والمعاملة الحسنة، فقد استمرّ جيش معاوية في استفزاز جيش الإمام (عليه السلام) الذي لم يجد بُدّاً من السماح لأصحابه بالقتال بعد أن أوقع بهم الأعداء عدداً من القتلى والجرحى نتيجة اعتداءاتهم

عمار تقتله الفئة الباغية

لقد كان لاستشهاد عمّار بن ياسر في معركة صفّين الأثر الكبير في تضعضع جيش معاوية، بعد أن علموا بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعمّار بن ياسر

(17)(يا عمّار، تقتلك الفئة الباغية)

 ومعنى ذلك أنّهم هم الفئة الباغية لا الإمام علي (عليه السلام) وأصحابه.

قال الإمام علي (عليه السلام):

 قال النبي (صلى الله عليه وآله): (تقتل عمّاراً الفئة الباغية)

وقال عبد الله بن سلمة: رأيت عمّاراً يوم صفّين شيخاً كبيراً آدم طوالا، أخذ الحربة بيده ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده، لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرّات، وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده، لو ضربونا حتّى يبلغوا بنا شعفات هجر، لعرفت أنّنا على الحقّ وأنّهم على الضلالة).وقال محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت: (ما زال جدّي ـ يعني خزيمة ـ كافاً سلاحه يوم الجمل حتّى قُتل عمّار بصفّين، فسلّ سيفه فقاتل حتّى قُتل)

ليلة الهرير

هي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحدّ الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة، فقد اشتدّ القتال بين الجيشين، بحيث قتل الإمام علي (عليه السلام) في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرون رجلاً، وكان (عليه السلام) إذا قتل رجلاً كبّر.وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير، فكان يقول

 (إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلّا عن دينكم ليُميتوا السُنّة، ويُحيوا البدعة، ويُعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحُسن البصيرة، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم، فإنّ ثوابكم على الله، والله عنده جنّات النعيم، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء، وذل المحيا والممات، وعار الدنيا والآخرة)

وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكلّ قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق، فانكشفت غالب صفوفهم، وكادوا ينهزمون، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان، فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح

 العميل الاشعث بن قيس يتعاون مع عمرو بن العاص لتمزيق جيش الامام

وفي ليلة الهرير حيث قُتل الكثير من جيش معاوية وكاد جيش الإمام علي (عليه السلام ) أن ينتصر في المعركة قام الأشعث خطيباً في أصحابه وتكلم معهم لوقف القتال. وبنفس الوقت رفع جيش معاويه المصاحف على أسنة الرماح مطالباً وقف القتال والتحكيم لكتاب الله، فعندما أرتفعت المصاحف على الرماح طالب الأشعث الإمام بوقف القتال وقبول التحكيم  وهددَ عليا  بالقتل كما قتل عثمان

الاشعث عميلا لمعاويه

وقد ذُكر أنَّ الأشعث كان ينوي أن يلتحق بـمعاوية قبل معركة صفين إلا أن أصحابه إعترضوا عليه، وصرفوه عن قصده

 روي أنَّ الأشعث بن قيس كان على رجال كندة وربيعة في جيش الإمام علي (عليه السلام ) في معركة صفين، فعزله الإمام، وولّى قيادتهما لحسان بن مخدوج، فاعترض على الإمام بعض أصحابه اليمنيين، مما أدى إلى خلاف في جيش الإمام، فاستغل معاوية الفرصة وسعى لجذب الأشعث إلى معسكره، إلا أنَّ الإمام عيّنه قائداً على ميمنة جيشه (18)

ويقول الحائري في شرح نهج البلاغه

وبعد أن إشتدت الحرب على جيش الشام أرسل معاوية أخاه عتبة بن أبي سفيان إلى الأشعث بن قيس ليُقنعه بترك القتال، فتكلم عتبة مع الأشعث، ورغّبه بترك القتال،

وقال الامام علي (عليه السلام )

أما هذا الأعور - يعني الأشعث - فإن الله لم يرفع شرفا إلا حسده، ولا أظهر فضلا إلا عابه، وهو يمنّي نفسه ويخدعها، يخاف ويرجو، فهو بينهما لا يثق بواحد منهما، وقد من الله عليه بأن جعله جبانا، ولو كان شجاعا لقتله الحق ( 19) 

ودخل الأشعث بن قيس على علي في شيء، فتهدده بالموت، فقال علي: بالموت فتهددني! ما أبالي سقط علي أو سقطت عليه. هاتوا له جامعة وقيدا، ثم أومأ إلى أصحابه فطلبوا إليه فيه، قال فتركه(20)

كان الاشعث بن قيس كبير هؤلاء المنافقين التابعين لمعاويه والذين أغدق عليهم عثمان أموالا طائله والذي غيروا مسار الحرب في صفين وفرضوا على الامام علي  شخصيه معاديه للامام وهو أبو موسى الاشعري ليمثل جيش الامام في التحكيم

خدعة رفع المصاحف

لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي (عليه السلام) على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات.فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، ليقفون عن القتال، ويدعون الإمام علي (عليه السلام) إلى حكم القرآن

وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام (عليه السلام) حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين

 (يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت إليه، وإلّا قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فو الله لنفعلنّها إن لم تجبهم)(21)

فقال (عليه السلام) لهم

 (عباد الله، إنّي أحقّ مَن أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمرو بن العاص، وابن أبي معيط، وحبيب ابن مسلمة، وابن أبي سرح، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إنّي اعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالاً، وصحبتهم رجالاً، فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال، إنّها كلمة حقّ يُراد بها باطل، إنّهم والله ما رفعوها أنّهم يعرفونها ويعملون بها، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة، فقد بلغ الحقّ مقطعه، ولم يبق إلّا أن يُقطع دابر الذين ظلموا)(22)

ثمّ قال (عليه السلام) لهم: (ويحكم أنا أوّل مَن دعا إلى كتاب الله، وأوّل مَن أجاب إليه…).

قالوا: فابعث إلى الأشتر ليأتيك، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأصرّوا على رأيهم،

 وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما

 1- المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيُقاتل ثلاثة أرباع جيشه زائدا جيش أهل الشام

2- القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً.وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين (عليه السلام)

الاشعث يفرض على علي (عليه السلام ) أختيار ابو موسى الاشعري للتحكيم

 يقول اليعقوبي في تاريخه

وقال علي

أرى أن أوجه بعبد الله بن عباس. فقال الأشعث: إن معاوية يوجه بعمرو بن العاص، ولا يحكم فينا مضريان، ولكن توجه أبا موسى الأشعري، فإنه لم يدخل في شئ من الحرب. وقال علي: إن أبا موسى عدو، وقد خذل الناس عني بالكوفة، ونهاهم أن يخرجوا معي. قالوا: لا نرضى بغيره

الاختلاف في كتابة وثيقة التحكيم وفي تقديم الإمام وتسميته بإمرة المؤمنين

  فقال أبو الأعور السلمي: لا نقدم عليا، وقال أصحاب علي: ولا نغير اسمه ولا نكتب إلا بإمرة المؤمنين، فتنازعوا على ذلك منازعة شديدة حتى تضاربوا بالأيدي، فقال الأشعث: امحوا هذا الاسم، فقال له الأشتر: والله - يا أعور - لهممت أن أملأ سيفي منك، فلقد قتلت قوما ما هم شر منك، وإني أعلم أنك ما تحاول إلا الفتنة، وما تدور إلا على الدنيا وإيثارها على الآخرة (23)

قبول التحكيم

اتّفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم، وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل أهل الشام، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل أهل العراق.وقد اختلف الناس في أبي موسى الأشعري أشدّ الاختلاف، فالذين استجابوا لفكرة التحكيم أرادوه مفاوضاً عنهم، والذين رفضوا فكرة التحكيم ـ وهم الإمام علي (عليه السلام)وأصحابه ـ رفضوا أن يكون الأشعري مفاوضاً عنهم، ولكن لم يكن أمام الإمام (عليه السلام) بدّ من الاستجابة لأهل العراق والقبول بأبي موسى الأشعري.وقد تعرّض الأشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين (عليه السلام)، بينما قام عمرو بن العاص بتثبيت معاوية وخلع أمير المؤمنين (عليه السلام)، وانتهت تلك المهزلة على هذا النحو.

نتائج المعركة

قُتل من الطرفين خلال المعركة (70) ألف رجل، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام (45) ألف رجل، ومن أصحاب الإمام علي (عليه السلام) من أهل العراق (25) ألف شهيد.

الاشعث بن قيس يعرقل خطط علي (عليه السلام ) في محاربه معاويه

وكان الأشعَث بن قَيس الكِندي من قادة جيش أمير المؤمنين (ع) في معركة صفين، وقد ألحّ على وقف القتال مع معاوية بن ابي سفيان وقبول التحكيم، كما خالف الإمامَ علياً (ع) في أن يكون عبد الله بن العباس حَكَما من قبل معسكر الإمام، وقدّم أبا موسى الأشعري لهذا الأمر. وبعد معركة نهروان خالف الإمامَ (ع) أيضاً، وكان (ع) يريد العودة إلى محاربة معاوية، لكن الأشعث لم يوافق وتذرّع بالتعب والملل من طول الحرب، مما أدّى إلى تضاؤل معنويات الجنود؛ فتراجع الإمام علي (ع) عن الحرب مع معاوية

وبدا العمل لتنفيذ خطه اغتيال الامام علي عليه السلام تجنبا لمواجهه ثانيه مع الامام

 

الفصل الخامس

دور الاشعث في اغتيال الامام علي (عليه السلام )

الاشعث هو المخطط والمشرف على التنفيذ

يظهر من المصادر التأريخية أنَّ الأشعث بن قيس كان المخطط والمشرف على التنفيذ بالاتفاق مع معاويه

يقول اليعقوبي في تاريخه ج2 ص212

 وأن عبد الرحمن بن ملجم عندما دخل الكوفة ليقتل الإمام أقام شهراً في بيت الأشعث وكان خلال هذه المدة يشحذ سيفه ويسمّها

الاشعث يأمر بتنفيذ الاغتيال

  و قد كان إبن ملجم لعنه اللّه أتى الأشعث بن قيس في ليله اغتيال الامام فخلا به في بعض نواحي المسجد و مرّ بهما حجر بن عديّ فسمع الأشعث و هو يقول  لابن ملجم النّجا النّجا بحاجتك فقد فضحك الصّبح ، قال له حجر : قتلته يا أعور ،

وإنَّ الأشعث هو الذي شجع إبن ملجم أن يُقدم على اغتيال الإمام قبل طلوع الفجر حتى لا يُفتضح. وبعد أن ضُرب الإمام بعث الأشعث إبنه ليستطلع عن حاله (24)

الامام الصادق يؤكد اشتراك الاشعث بالجريمه

وقد ورد في الكافي، ج 8، ص 167، رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنَّ الأشعث شَرِك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام ). كما ورد في بعض الروايات أنَّه كان قد هدَّد الإمام بالموت والفتك

صدرت الاوامر للاشعث بن قيس بالتهيؤ لتنفيذ العمليه

منحت الحريه التي منحها الامام علي (عليه السلام ) للمسلمين حريه الحركه فحبكت المؤامرات وتم اختيار موسم الحج لاجتماع الاشعث بعبد الرحمن بن ملجم وبعض وجوه الخوارج والتباحث في عمليه الاغتيال

الاجتماع في مكه

إستطاع الاشعث أن يقيم مؤتمرا للخوارج الفئه  الساذجه التي تطالب بقتل علي ومعاويه وعمر بن العاص في مكه وبحضور ممثلي معاويه  بصفه حجيج من الشام في موسم الحج لتمويل وتجهيز مستلزمات الجريمه من دون الكشف عن إرتباطاتهم بمعاويه

أرسل معاويه ممثليه الى اجتماع  مكه وزودهم بالاموال وخطه الجريمه

دبرَ معاويه خطه محكمه فاستغل غباء وحقد الخوارج عليه وعلى علي (عليه السلام ) وعمر بن العاص ليكونوا الاداه المنفذه لقتل علي بن ابي طالب (عليه السلام ) وعمروا بن العاص وانما ضم نفسه الى علي وعمرو بن العاص في الاغتيال لاقناع الخوارج لتنفيذ الخطه وإبعاد الشبهه عنه

وتذكر الروايات أن ابن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي إجتمعوا في مكة المكرمة في أثناء الحج (فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم، ثم ذكروا أهل النهروان وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً…، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا البلاد منهم وثأرنا لإخواننا)

فتكفل عبد الرحمن بن ملجم بقتل الخليفة علي بن أبي طالب، وتكفل البرك بن عبد الله بقتل معاوية والي الشام، وعمرو بن بكر بقتل عمرو بن العاص والي مصر، ثم تعاهدوا وتواثقوا بالله واتعَّدوا لسبع عشرة من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه، وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلبه

فأما إبن ملجم لعنه الله فإنه لما أتى الكوفة اقام شهراً في بيت الاشعث بن قيس للتهيئه لشراء السيف وسمه

قطام وعبد الرحمن

وقد تم وضع قطام في طريق عبد الرحمن بن ملجم وهي  بغي حسناء قتل أبوها وأخوها في النهروان ومن أشد الحاقدين على علي وقامت بتمثيل العاشقه لعبد الرحمن بن ملجم  وقد سقط عبد الرحمن بن ملجم بغرامها سريعا وطلب يدها الا إنها اشترطت مهرا ثلاثه الاف دينار وعبدا وقينه وقتل الامام علي (عليه السلام)

يصور لنا الاعلام الاموي في الروايه التاليه بان عبد الرحمن بن ملجم انما أقدم على قتل علي بسبب عشقه لقطام لا عن اتفاق مسبق برعايه الاشعث

معاويه بن ابي سفيان يغتال علي بن ابي طالب (عليه السلام ) في المسجد

 بسيف عبد الرحمن بن ملجم وتخطيط وتنفيذ الاشعث بن قيس

فلما كانت الليلة المتفق عليها من رمضان  أخذ المجرمون الثلاثه  أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكانت ليلة الجمعة،

المشرف على العمليه يصدر أمر التنفيذ

وكان الاشعث بن قيس مشرفا عاما على العمليه وكان تلك الليله في المسجد لمراقبه التنفيذ وقد أيقظ الثلاثه من النوم لتنفيذ العمليه وهم:

عبد الرحمن بن ملجم و وردان (ابن عم قطام ) وشبيب بن بجره

وقال لعبد الرحمن بن ملجم

(النجا فقد فضحك الصبح )

قال أبو الفرج: وقد كان ابن ملجم أتى الأشعث بن قيس في هذه الليلة، فخلا به في بعض نواحي المسجد، ومر بهما حجر بن عدي، فسمع الأشعث وهو يقول لابن ملجم، النجاء النجاء بحاجتك! فقد فضحك الصبح

ضرب اللعين عبد الرحمن بن ملجم الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) على راسه وهو يصلي  في محراب الكوفه بسيف إشتراه بالف وسمه بالف وإستشهد الامام بعد الضربه بثلاثه أيام أما عمرو بن العاص فانه لم يخرج للصلاه كما مر بنا وخرج بدلا عنه قائد الشرطه فقتل وأما معاويه فصّور للناس إنه أصيب بجرح في مسرحيه بائسه

 وقد اوردت تفاصيل عمليه اغتيال الامام علي بسيف عبد الرحمن بن ملجم وتخطيط وتنفيذ الاشعث بن قيس في كتابي (مَنْ قتل الامام علي (عليه السلام )) للمزيد من الاطلاع

 

المصادر

(1) الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٥ - الصفحة ٣٧٢

(2) اسد الغايه (1/ 118 )

(3) ابن سعد في كتاب الطبقات الكبير حديث 10108

(4) الإصابة - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٢٤٠

(5) الطبراني - المعجم الكبير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة62 

(6)من قتل الامام علي (عليه السلام ) للكاتب

(7) شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 76

(8) شرح النهج 1 / من ص 292 ـ 927

(9) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 49

(10) (الغارات 2/334)

(11) أمالي الشيخ الصدوق: ١٠٦ - ١٠٧

 (12)(الامامه والسياسه ج1 ص 84 )

(13) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١ - الصفحة ٢٩١

(14)(تاريخ الطبري: ٣ /  338)

(15) البحار: ج 41 ص 306

(16) الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج9 ص221

(17) دعائم الاسلام 1/1392

(18) المنقري في كتاب واقعه صفين

(19) شرح نهج البلاغة: ٢٠ / ٢٨٦ / ٢٧٧

(20) تاريخ دمشق: ٩ / ١٣٩

(21)وقعه صفين 6489

(22) المصدر السابق

  تاريخ اليعقوبي  23

(24) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص2

 

 

 

المغيره بن شعبه

 

 

 قاتل غادر وخادم مطيع لمعاويه وهو من أوحى لمعاويه بتحويل الخلافه الى ملك

 

الفصل الاول –المغيره بن شعبه غادر قاتل

الفصل الثاني - المغيره بن شعبه يعادي اهل البيت

الفصل الثالث -  المغيرة‌ بن‌ شعبة الخادم المخلص لمعاويه

 

 

 

نسبه، ولادته، وفاته

المُغیرة بن شُعبة بن عامر بن مسعود من قبيلة ثقيف، كنيته أبو عيسى أو أبو عبد الله. ولد في السنة الثانية بعد البعثة النبوية مات سنة 50 هـ

المغيره بن شعبه قاتل غادر سارق قبل الاسلام

وروى الواقدي ; عن محمد بن يعقوب بن عتبة ، عن أبيه ، وعن جماعة قالوا :

قال المغيرة بن شعبة :

كنا متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات ، فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم . فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس وإهداء هدايا له ، فأجمعت الخروج معهم ، فاستشرت عمي عروة بن مسعود ، فنهاني ، وقال : ليس معك من بني أبيك أحد ، فأبيت ، وسرت معهم ، وما معهم من الأحلاف غيري ; حتى دخلنا الإسكندرية ، فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر ، فركبت زورقا حتى حاذيت مجلسه ، فأنكرني ، وأمر من يسألني ، فأخبرته بأمرنا وقدومنا ، فأمر أن ننزل في الكنيسة ، وأجرى علينا ضيافة ، ثم أدخلنا عليه ، فنظر إلى رأس بني مالك ، فأدناه ، وأجلسه معه ، ثم سأله ، أكلكم من بني مالك ؟

قال : نعم ، سوى رجل واحد ، فعرفه بي . فكنت أهون القوم عليه ، وسر بهداياهم ، وأعطاهم الجوائز ، وأعطاني شيئا لا ذكر له . وخرجنا ، فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم ، ولم يعرض علي أحد منهم مواساة ، وخرجوا ، وحملوا معهم الخمر ، فكنا نشرب ، فأجمعت على قتلهم ، فتمارضت ، وعصبت رأسي ، فوضعوا شرابهم ، فقلت : رأسي يصدع ولكني أسقيكم ، فلم ينكروا ، فجعلت أصرف لهم وأترع لهم الكأس ، فيشربون ولا يدرون ، حتى ناموا سكرا ، فوثبت ، وقتلتهم جميعا ، وأخذت ما معهم . فقدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجده جالسا في المسجد مع أصحابه ، وعلي ثياب سفري ، فسلمت ، فعرفني أبو بكر

 فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : الحمد لله الذي هداك للإسلام ، قال أبو بكر : أمن مصر أقبلتم ؟ قلت : نعم ، قال : ما فعل المالكيون ؟ قلت : قتلتهم ، وأخذت أسلابهم ، وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أما إسلامك فنقبله ، ولا آخذ من أموالهم شيئا ، لأن هذا غدر ، ولا خير في الغدر . فأخذني ما قرب وما بعد ، وقلت : إنما قتلتهم وأنا على دين قومي ، ثم أسلمت الساعة ، قال : فإن الإسلام يجب ما كان قبله

وكان قتل منهم ثلاثة عشر فبلغ ثقيفا بالطائف ، فتداعوا للقتال ، ثم اصطلحوا على أن يحمل عني عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية . وأقمت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى اعتمر عمرة الحديبية ، فكانت أول سفرة خرجت معه فيها . وكنت أكون مع الصديق وألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن يلزمه

قال : وبعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكلمه ، فأتاه ، فكلمه ، وجعل يمس لحيته ، وأنا قائم على رأس رسول الله مقنع في الحديد ، فقال المغيرة لعروة : كف يدك قبل أن لا تصل إليك ، فقال : من ذا يا محمد ؟ ما أفظه وأغلظه  قال : ابن أخيك ، فقال : يا غدر ، والله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس (1)

 

في زمان رسول الله

أسلم في سنة 5 هـ قبل عمرة وصلح الحديبيّة، وشهد بيعة الرضوان،. وفي سنة 9 هـ بعد أن دخلت قبيلة ثقيف الإسلام أمر النبي صلی الله عليه وآله وسلم المغيرة وأبي سفيان بالذهاب إلى الطائف وتكسير صنم اللات هناك.

المغيره بن شعبه اول من رشا في الاسلام

قال المغيره بن شعبه:

 أنا أول من رشا في الإسلام. أعطيت حاجب عمر بن الخطاب عمامة فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس داخل باب عمر. فيمر الناس فيقولون: إن للمغيرة عند عمر منزلة إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد .(2)

ذكر ابن شاهين، و البغوي قال حدثني حمزة بن مالك الأسلمي حدثني عمي شيبان بن حمزة عن دويد عن المطلب بن حنطب قال قال أن المغيرة قال:

أنا أول من رشا في الإسلام جئت إلى حاجب عمر وكنت أجالسه. فقلت له: خذ هذه العمامة فالبسها. فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب. فكنت أجلس في القائلة. فيمر المار فيقول: إن للمغيرة عند عمر منزلة إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحدا

وها هو الخليفة عمر الذين يقولون أنه ليس له حاجب يحجب الناس من الدخول إليه وهذه الروايةتبين أن له حاجب لا يدخل أي أحد إلا بإذن الخليفة نفسه وقد رشا المغيرة الحاجب حتى يحضى بالدخول على الخليفة

المغيره بن شعبه تزوج سبعين امراه ولم تمنعه من الزنا

عن بكر بن عبد الله، عن المغيرة بن شعبة قال: لقد تزوجت سبعين امرأة أو أكثر

أبو إسحاق الطالقاني: حدثنا ابن المبارك قال: كان تحت المغيرة بن شعبة أربع نسوة. قال: فصفهن بين يديه وقال: أنتن حسنات الأخلاق، طويلات الأعناق، ولكني رجل مطلاق، فأنتن الطلاق (3)

ابن وهب: حدثنا مالك قال: كان المغيرة نكاحا للنساء، ويقول

صاحب الواحدة إن مرضت مرض وإن حاضت حاض، وصاحب المرأتين بين نارين تشعلان، وكان ينكح أربعا جميعا ويطلقهن جميعا

 

المغيره بن شعبه زاني مستهتر

جعل المغيره يختلف إلى امرأة من بنى هلال يقال لها أم جميل بنت محجن بن الأفقم بن شعيثة بن الهزم. وقد كان لها زوج من ثقيف يقال له الحجاج بن عتيك. فبلغ ذلك أبا بكرة بن مسروح، مولى النبي صلى الله عليه وسلم من مولدي ثقيف، وشبل بن معبد بن عبيد البجلي، ونافع بن الحارث ابن كلدة الثقفي، وزياد بن عبيد، فرصدوه. حتى إذا دخل عليها هجموا عليه، فإذا هما عريانان وهو متبطنها. فخرجوا حتى أتوا عمر ابن الخطاب فشهدوا عنده بما رأوا. فقال عمر لأبي موسى الأشعري:

 إني أريد أبعثك إلى بلد قد عشش فيه الشيطان. قال: فأعنى بعدة من الأنصار. فبعث معه البراء بن مالك، وعمران بن الحصين أبا نجيد الخزاعي، وعوف بن وهب الخزاعي، فولاه البصرة، وأمره بإشخاص المغيرة. فأشخصه بعد قدومه بثلاث.

فلما صار إلى عمر جمع بينه وبين الشهود. فقال نافع بن الحارث: رأيته على بطن المرأة يحتفز عليها، ورأيته يدخل ما معه ويخرجه كالميل في المكحلة

ثم شهد شبل بن معبد على شهادته، ثم أبو بكرة، ثم أقبل زياد رابعا

فلما نظر إليه عمر قال: أما إني أرى وجه رجل أرجو أن لا يرجم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على يده ولا يخزى بشهادته

فقال زياد: رأيت منظرا قبيحا وسمعت نفسا عاليا. وما أدرى أخالطها أم لا؟ ويقال لم يشهد بشئ

فأمر عمر بالثلاثة فجلدوا. فقال شبل: أتجلد شهود الحق وتبطل الحد؟

فلما جلد أبو بكرة قال: أشهد أن المغيرة زان. فقال عمر: حدوه. فقال على إن جعلتها شهادة فارجم صاحبك

وهنا لابد من الاشاره الى ان الخليفه عمر بن الخطاب امر زياد بصوره غير مباشره بعدم الشهاده على المغيره كي لا يخزى صحابي من صحابي واحد من صحابه رسول الله ولكنه اخزى ثلاثهمن صحابه رسول الله  وجلدهم  

فهل كان عمر حريصا على سمعه كل الصحابه ام على سمعه المغيره فقط ؟ وما الذي بينه وبين المغيره لكي يقف معه مخالفا امر الله بكتمان الشهاده

أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة لما شهد عليه بالزناء و لقن الشاهد الرابع الامتناع عن الشهادة اتباعا لهواه فلما فعل ذلك عاد إلى الشهود فحدهم و ضربهم فتجنب أن يفضح المغيرة و هو واحد و فضح الثلاثة مع تعطيله لحكم الله و وضعه في غير موضعه (4)

مالذي بين عمر والمغيره حتى يقول له الامام علي (ارجم صاحبك)

و أعجب عمر قول زياد و درأ الحد عن المغيرة فقال أبو بكرة بعد أن ضرب أشهد أن المغيرة فعل كذا و كذا فهم عمر بضربه فقال له علي( ع )إن ضربته رجمت صاحبك و نهاه عن ذلك

 

 

 

الفصل الثاني

 

المغيره بن شعبه يعادي اهل البيت

المغيره بن شعبه من العصابه التي هاجمت بيت فاطمه

وفقا لما كتبه الشيخ المفيد أن المغيرة قد ساهم هو وبعض أصحابه في الغارة على بيت فاطمة الزهراءعليها السلام، وأجبر الإمام علي عليه السلام على المبايعة.

وفي کتاب الاحتجاج أنّ الإمام الحسن عليه السلام قال للمغيرة موبخاً له:

وأنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم حتى أدميتها، وألقت ما في بطنها. (5)

ويذكر مركز الدراسات الفاطيه في البصره اسماء العصابه التي هاجمت بيت الزهراء ومنهم المغيره بن شعبه

1-عمر بن الخطاب

2- خالد بن الوليد شرح نهج البلاغة: ج2 ص57

3-عبدالرحمن بن عوف سنن البيهقي ج8 ص 152  

4- زياد بن لبيد البياضي الانصاري شرح نهج البلاغة ج2 ص56

5- محمد بن مسلمة.سنن للبيهقي ج8 ص152 , المستدرك للحاكم ج3 ص 66

6- زيد بن ثابت نفس المصدر

7 - سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن . (من يهود المدينة, نهج البلاغة: ج2 ص 50 ,)

8- سلمة بن أسلم بن جريش كتاب الامامة والسياسة ج1 ص 18)

9ـ أسيد بن حضير الكتائب من أهل المدينة , الامامة والسياسة ج1 ص 18)

10- قنفذ بن عمير بن جدعان أسمه خلف. (الاستيعاب لابن عبد البر , ج 2 باب المهاجر)‏ ا

11 - سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زاعوراء (من يهود المدينة أيضاً

12 - عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زاعوراء (يهودي من أهل المدينه وهو الاخ الثالث

13 - بشير بن سعد (. الواقدي في كتابه حروب الردة

14 - سهل بن خثيمة (من أهل المدينة)

15 - أبو عبيدة عامر بن الجراح , كتاب الكوكب الدرّي ج1 ص 194)

16-المغيرة بن شعبة : (الاختصاص للمفيد ص 186) 

17 - سعد بن مالك والمشهور بأسم سعد بن أبي وقاص  

  18- سالم مولى أبو حذيفة

عدائه للإمام علي (ع)

ذكر أن المغيرة كان يعادي الإمام علي (ع) وينتقصه، (6)

وبعد أن عيّنه معاوية حاكما على الكوفة كان يسبّ، ويلعن الإمام علي وشيعته من على المنبر. (7)

وروي أن المغيرة قال لصعصعة بن صوحان عندما بلغه أنه يذكر فضائل الإمام علي

إيّاك أن يبلغني أنّك تظهر شيئا من فضل علي، فأنا أعلم بذلك منك، ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع شيئا كثيرا ممّا أمرنا به ونذكر الشي‏ء الّذي لا نجد منه بدّا ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا، فإن كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك وبين أصحابك في منازلكم سرّا، وأما علانية في المسجد فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا. (8)

المغيره بن شعبه من الرافضين لامامه وخلافه علي والموقعين على الصحيفه الملعونه

( أصحاب الصحيفه الملعونه)

يقول سليم بن قيس في كتابه ص 154تحقيق محمد باقر الانصاري

ولما رجع المسلمون  من حجه الوداع ودخلوا المدينه  إجتمع قسم من قاده قريش  ونكثوا بيعه علي وتحالفوا وتعاقدوا على أن لايطيعوا رسول الله (صلى الله عليه واله ) فيما عرض عليهم من ولايه علي بن ابي طالب  بعده وكتبوا صحيفه بينهم وكان أول ما فى الصحيفه النكث لولايه على بن ابى طالب عليه السلام و إن الامر الى ابى بكر و عمر و أبى عبيده و سالم مولى حذيفه ومعاذ بن جبل و هذا هو السر في قول عمر قبل وفاته لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته... لو كان سالم حيا لاستخلفته .

و شهد بذلك أربعه عشر رجلا أصحاب العقبه و عشرون رجلا آخر، و إستودعوا الصحيفه أبا عبيده بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها   

وهم :

1- أبوبكربن أبي قحافه

2- عمر بن الخطاب

3-عثمان بن عفان

4- طلحة بن عبيد الله

5- عبد الرحمن بن عوف

6 - سعد بن أبي وقاص

7- أبوعبيدة بن الجراح

8- معاوية بن أبي سفيان

9- عمرو بن العاص

10- أبوموسى الأشعري

11- المغيرة بن شعبة الثقفي

12- أوس بن الحدثان البصري

13- أبوهريرة

14- أبوطلحة الأنصاري

15- سعيد بن العاص الأموي

16- أسامة بن زيد

17- الوليد بن أبي ربيعة

18- سعيد بن زيد بن نفيل

19- أبوسفيان بن حرب

20- سفيان بن أمية

21- أبوحذيفة بن عتبة

22  - معاذ بن جبل

23- بشير بن أبي سعيد الأنصاري

24- سهل بن عمر

25- حكيم بن حزام الأسدي

26- صهيب بن سنان الرومي

27- العباس بن مرداس السلمي

28- أبومطيع بن أسد العبدي

29- قعد ابن عمر

30- سالم مولى أبي حذيفة

31- سعيد بن مالك

32- خالد بن عرفطة

33- مروان بن الحكم

34- الأشعث بن قيس

قال حذيفه: حدثتنى أسماء بنت عميس الخثعيمه إمراه أبى بكر: إن القوم إجتمعوا فى منزل أبى بكر فتامروا فى ذلك، و أسماء تسمعهم و تسمع جميع ما يدبرونه فى ذلك حتى إجتمع رأيهم على ذلك، فأمروا سعيد بن العاص الاموى فكتب الصحيفه باتفاق منهم

ثم دفعت الصحيفه الى أبى عبيده بن الجراح ليتوجه بها الى مكه

ثم إنصرفوا و صلى رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بالناس صلاه الفجر، ثم جلس فى مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت الى أبى عبيده بن الجراج فقال له:

 بخ بخ من مثلك و قد أصبحت امين هذه الامه، ثم تلا:

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) [البقره: 79.]

لقد أشبه هولاء رجال فى هذه الامه ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ) [النساء: 108.]

ثم قال: لقد أصبح فى هذه الامه فى يومى هذا قوم ضاهوهم فى صحيفتهم التى كتبوها علينا فى الجاهليه و علقوها فى الكعبه، و إن الله تعالى يمتعهم ليبتليهم و يبتلى من ياتى بعدهم تفرقه بين الخبيث و الطيب و لولا إنه سبحانه أمرنى بالاعراض عنهم للامر الذى هو بالغه لقدمتهم فضربت اعناقهم

  ويقول العلامه المجلسي في بحار الانوار ج28 ص106

قال حذيفه: فوالله لقد راينا هولاء النفر عند قول رسول الله( صلى الله عليه و آله و سلم) هذه المقاله و قد أخذتهم الرعده فما يملك أحد منهم نفسه شيئا، و لم يخف على أحد ممن حضر مجلس رسول الله( صلى الله عليه و آله و سلم) ذلك اليوم إن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) إياهم عنى بقوله و لهم ضرب تلك الامثال

الفصل الثالث

المغيرة‌ بن‌ شعبة الخادم المخلص لمعاويه

 1- المغيره بن شعبه عراب قضيه استلحاق زياد لابو سفيان

بعث‌ معاويه إلی‌ المُغيرة‌ بن‌ شُعْبَة‌، فخلا به‌؛ وقال‌: يا مغيرة‌ إنّي‌ أُريد مشاورتك‌ في‌ أمر أهمّني‌، فانصحني‌ فيه‌، وأشر علی‌َّ برأي‌ المجتهد؛ وكن‌ لي‌، أكن‌ لك‌  فقد خصصتُك‌ بسرّي‌، وآثرتك‌ علی‌ ولدي‌

 قال‌ المغيرة‌: فما ذاك‌ ؟

 والله‌ لتجدني‌ في‌ طاعتك‌ أمضي‌ من‌ الماء إلی‌ الحدور ومن‌ ذي‌ الرونق‌ في‌ كفّ البطل‌ الشجاع‌

 قال‌ معاوية‌: إنّ زياداً قد أقام‌ بفارس‌؛ يكشّ لنا كشيش‌ الافاعي‌؛ وهو رجل‌ ثاقب‌ الرأي‌، ماضي‌ العزيمة‌، جوّال‌ الفكر، مصيب‌ إذا رمي‌

 وقد خفت‌ منه‌ الآن‌ ما كنتُ آمنه‌ إذ كان‌ صاحبه‌ حيّاً، وأخشي‌ ممالاته‌ حَسَناً فكيف‌ السبيل‌ إلیه‌ ؟ وما الحيلة‌ في‌ إصلاح‌ رأيه‌ ؟

 قال‌ المغيرة‌: أنا له‌ إن‌ لم‌ أَمُت‌

 إنّ زياداً رجل‌ يحبّ الشرف‌، والذِّكر، وصعود المنابر. فلو لاطفته‌ المسألة‌، وألِنْتَ له‌ الكتاب‌، لكان‌ لك‌ أميل‌ وبك‌ أوثق‌ فاكتب‌ إلیه‌ وأنا الرسول‌

 فكتب‌ معاوية‌ إلیه‌

 من‌ أمير المؤمنين‌ معاوية‌ بن‌ أبي‌ سفيان‌ إلی‌ زياد بن‌ أبي‌ سفيان‌

 أَمَّا بَعْدُ؛ فإنّ المرء ربمّا طرحه‌ الهوي‌ في‌ مطارح‌ العَطَب‌؛ وإنّك‌ للمرء المضروب‌ به‌ المثل‌، قاطع‌ الرحم‌، وواصل‌ العدوّ وحملك‌ سوء ظنّك‌ بي‌، وبغضك‌ لي‌ علی‌ أن‌ عققتَ قرابتي‌، وقطعت‌ رحمي‌، وتبتّ نسبي‌ وحرمتي‌، حتّي‌ كأ نّك‌ لست‌ أخي‌، وليس‌ صخر بن‌ حرب‌ أباك‌ وأبي‌. وشتّان‌ مابيني‌ وبينك‌، أطلب‌ بدم‌ ابن‌ أبي‌ العاص‌ (ويقصد عثمان ) وأنت‌ تقاتلني‌ ولكن‌ أدركك‌ عِرق‌ الرخاوة‌ من‌ قبل‌ النساء، فكنتَ

 كَتَارِكَةٍ بَيْضَهَا بِالعَرَاءْ                              وَمُلْحِفَةٍ بَيْضَ أُخْرَي‌ جَنَاحَا

 وقد رأيتُ أن‌ أعطفَ علیك‌، ولا أؤاخذك‌ بسوء سعيك‌، وأن‌ أصل‌ رحمك‌، وأبتغي‌ الثواب‌ في‌ أمرك‌

 فاعلم‌ أبا المغيرة‌ ( زياد ) أ نّك‌ لو خضتَ البحر في‌ طاعة‌ القوم‌ فتضرب‌ بالسيف‌ حتّي‌ انقطع‌ متنه‌، لما ازددت‌ منهم‌ إلاّ بعداً فإنّ بني‌ عبدشمس‌ أبغض‌ إلی‌ بني‌ هاشم‌ من‌ الشفرة‌ إلی‌ الثور الصريع‌، وقد أُوثق‌ للذبح‌. فارجع‌ رحمك‌ الله‌ إلی‌ أصلك‌، واتّصل‌ بقومك‌ ولا تكن‌ كالموصول‌ بريش‌ غيره‌

 فقد أصبحتَ ضالّ النسب‌ ولعمري‌ ما فعل‌ بك‌ ذلك‌ إلاّ اللجاج‌ فدعه‌ عنك‌ فقد أصبحتَ علی‌ بيّنة‌ من‌ أمرك‌، ووضوحٍ من‌ حجّتك‌

 فإن‌ أحببتَ جانبي‌، ووثقت‌ بي‌، فإمرة‌ بإمرة‌ وإن‌ كرهت‌ جانبي‌، ولم ‌تثق‌ بقولي‌، ففعل‌ جميل‌ لا علی‌َّ ولا لي‌؛ والسلام (جمهرة‌ رسائل‌ العرب‌ ج‌ 2، ص‌ 32 و 33، عن‌ شرح‌ ابن‌ أبي‌ الحديد  )‌

 فرحل‌ المغيرة‌ بن‌ شعبة‌ بالكتاب‌ حتّي‌ قدم‌ فارس‌؛ فلّما رآه‌ زياد، قرّبه‌ وأدناه‌، ولطف‌ بهفدفع‌ إلیه‌ الكتاب‌. فجعل‌ زياد يتأمّله‌، ويضحك‌. فلمّا فرغ‌ من‌ قراءته‌، وضعه‌ تحت‌ قدمه‌؛ ثمّ قال‌: حسبك‌ يامغيرة‌ فإنّي‌ أطّلع‌ علی‌ ما في‌ ضميرك‌؛ وقد قدمت‌ من‌ سفرة‌ بعيدة‌ فقم‌ وأرح‌ ركابك‌ قال‌ المغيرة‌: أجل‌ فدع‌ عنك‌ اللجاج‌ يرحمك‌ الله‌ وارجع‌ إلی‌ قومك‌ وصل‌ أخاك‌ وانظر لنفسك‌ ولا تقطع‌ رحمك   (9)

 قال‌ زياد: إنّي‌ رجل‌ صاحب‌ أناة‌ ولي‌ في‌ أمري‌ رويّة‌ فلاتعجل‌ علی‌َّ ولا تبدأني‌ بشي‌ء حتّي‌ أبدأك‌

المغيره يقنع زياد بهدف معاويه

كان‌ زياد من‌ أصدقاء المغيرة‌. وذلك‌ أنّ زياداً كان‌ أحد الشهود الاربعة‌ الذين‌ قدموا المدينة‌ للشهادة‌ علي‌ المغيرة‌ بالزنا أيّام‌ عمر. وفيهم‌ أيضاً أبو بكرة‌ أخو زياد. وشـهد الثلاثة‌ الآخرون‌ أمّا زياد فقد تلجلج‌ في ‌شهادته‌ ولم‌ يشهد مع‌ أ نّه‌ كان‌ من‌ المقرّر أن‌ يشهد. فلهذا نجا المغيرة‌ من‌ إقامة‌ الحدّ عليه‌ . وحبس‌ عمر الثلاثة‌ الآخرين‌ ثمّ أقام‌ عليهم‌ حدّ القذف‌. ولذلك‌ تدهورت‌ العلاقات‌ بين‌ أبي‌ بكرة‌ وزياد. أمّا المغيرة‌ فقد كان‌ صديقاً لزياد. ولمّا قدم‌ المغيرة‌ فارس‌ مبعوثاً من‌ قبل‌ معاوية‌، قال‌ له‌ زياد:

( أَشِرْ عَلَي‌َّ وَارْمِ الغَرَضَ الاَقْصَي‌ فَاِنَّ المُسْتَشَارَ مْؤتَمَنٌ. قَالَ: أَرَي‌ أَنْ تَصِلَ حَبْلِكَ بِحَبْلِهِ وَتَسِيرَ إلَيْهِ وَتَعِيرَ النَّاسَ أُذُنَاً صَمَّاءَ وَعَيْنَاً عَمْيَاء. وقد عمل‌ زياد بمشورة‌ المغيرة‌ وسار إلي‌ معاوية‌. (10)

 2- المغيره بن شعبه يلبي طلب معاويه بالشهاده بان زياد ابن ابو سفيان من الزنا

ولما كان قضية شهادة الشهود على المغيرة بالزنا، وجلدهم، ومنهم أبو بكرة أخو زياد لأمه، وامتناع زياد عن التصريح كما ذكرنا، اتخذ المغيرة بذلك لزياد يداً، ولما ولي علي بن أبي طالب (رضي الله عنه ) الخلافة، استعمل زياداً على فارس، فقام بولايتها أحسن قيام

 ولما سلم الحسن الأمر إلى معاوية، امتنع زياد بفارس، ولم يدخل في طاعة معاوية، وأهمل معاوية أمره، وخاف أن يدعو إِلى أحد من بني هاشم، ويعيد الحرب،

 وكان معاوية قد ولى المغيرة بن شعبة الكوفة فقدم المغيرة على معاوية فشكا إِليه معاوية امتناع زياد بفارس، فقال المغيرة:

 أتأذن لي في المسير إِليه

 فأذن له. وكتب معاوية لزياد أماناً، فتوجّه المغيرة إِليه، لما بينهما من المودة، وما زال عليه حتى أحضره إِلى معاوية، وبايعه، وكان المغيرة يكرم زياداً ويعظمه، من حين كان منه في شهادة الزنا ما كان

فلما كانت هذه السنة، أعني سنة أربع وأربعين، استلحق معاوية زياداً، فأحضر الناس، وحضّر من يشهد لزياد بالنسب، وكان ممن حضر لذلك، أبو مريم الخمار، الذي أحضر سمية إلى أبي سفيان بالطائف، فشهد بنسب زياد من أبي سفيان، قال: إني رأيت استي سمية، يقطران من مني أبي سفيان، فقال زياد: رويدك، طلبت شاهداً ولم تطلب شتاماً،

 فاستلحقه معاوية، وهذه أول واقعة خولفت فيها الشريعة علانية، لصريح قول النبي صلى الله عليه وسلم، ( الولد للفراش، وللعاهر الحجر )، وأعظمَ الناس ذلك وأنكروه، خصوصاً بنو أمية، لكون زياد بن عبيد الرومي، صار من بني أمية بن عبد شمس، وقال عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان في ذلك

ألا أبلغ معاوية بن صخر ... لقد ضاقت بما تأتي اليدان

أتغضبُ أن يقال أبوك عف ... وترضى أن يقال أبوك زاني

وأشهد أن رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان

3- ام الجرائم

اقدم المغيره بن شعبه ومعاويه بن ابي سفيان على جريمه تعتبلا ام جرائم العصر وذلك بتوليه يزيد الخمار ولايه العهد وتوريث السلطه

وكأن المغيرة بن شعبة قد أدرك ذلك. فقد بلغه أن معاوية يريد عزله عن ولاية الكوفة، فأراد أن يستميله، كي يبقيه في ولايته ولا يعزله، فأشار عليه بولاية العهد ليزيد، فقال له معاوية: "ومن لي بهذا" ؟ فقال: "أكفيك أهل الكوفة، ويكفيك زياد أهل البصرة. وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك"، فقال له معاوية:

 (فارجع إلى عملك، وتحدث مع من تثق إليه في ذلك، وترى، ونرى )

فودعه ورجع إلى أصحابه، فقال: "لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية الغي على أمة محمد، وفتقت عليهم فتقاً لا يرتق أبداً

ولا يدري ان الفتق كان لدين رسول الله الذي اصبح اسما وعباءه للسلطان يرتديها عندما يريد ان يسوق الامه لطاعته

4- معاويه وكعب الاحبار والمغيره بن شعبه خططوا ونفذوا اغتيال عمر بن الخطاب

وسافرد لذلك بحثا مستقلا ان شاء الله

 

المصادر:

 (1) الأغاني: ١٦ / ٨٠، ٨٢،     

(2) الإصابةلابن حجر العسقلاني 453 / 3

(3) الأغاني 16 /  87

(4) فتوح البلدان - البلاذري  - ج 2 – الصفحة 423

(5) الطبرسي، الاحتجاج، ص 414

(6) الثقفي، الغارات، ج 2، ص 516

(7) البداية والنهاية، ج 8، ص 50

(8)ابن‌الأثير، الكامل، ج 3، ص 429 

(9) العقد الفريد ج‌ 3، ص‌ 230، طبعة‌ سنة‌ 1331 

(10) جمهرة‌ رسائل‌ العرب‌ ج‌ 2، تعليقة‌ ص‌ 32

 

 

 

 

عمرو بن العاص

 

الفصل الاول - من هو عمرو بن العاص

الفصل الثاني - عمرو بن العاص ممن عادى رسول الله والامام علي

الفصل الثالث  - شجاعه عمرو بن العاص

الفصل الرابع  - دهاء عمرو بن العاص

الفصل الخامس - عمرو بن العاص باع دينه و اشتراه معاويه

الفصل السادس - اذا اختلف اللصوص ظهرت السرقه

 

 

الفصل الاول – من هو عمرو بن العاص

ابوه وامه

وأمه  هي النابغة: وانها كانت بغيا من طوايف مكة قدمت مكة ومعها بنات لها، فوقع عليها العاص بن وائل مع عدد من قريش منهم:

أبو لهب، وأمية بن خلف، وهشام بن المغيرة، وأبو سفيان بن حرب، في طهر واحد فولدت عمرا فاختصم القوم جميعا فيه كل يزعم أنه ابنه، ثم إنه أضرب عنه ثلاثة وأكب عليه اثنان: العاص بن وائل، وأبو سفيان بن حرب فقال أبو سفيان: أنا والله وضعته في حر أمه.

 فقال العاص: ليس هو كما تقول هو إبني فحكما أمه فيه فقالت: هو للعاص.

فقيل لها بعد ذلك: ما حملك على ما صنعت و أبو سفيان أشرف من العاص؟

 فقالت: إن العاص كان ينفق على بناتي، ولو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق علي العاص شيئا وخفت الضيعة (1)

و كان ابن النابغة من عشرة و كان العاص جزارا، و لذلك قيل لعمرو:

إنه اختصم فيه من قريش أحرارها فغلب عليهم جزّارها

صحابي لعامين فقط

اسلم في صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر، وقدم على النبي( صلی الله عليه وآله وسلم )هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة العبدري وأعلنوا إسلامهم. (2)

ايات بحق العاص

ونقل المفسرون أنَّ العاص بن وائل نزلت فيه عدة آيات، ومنها قوله تعالى:

1-( فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { إِنَّا كَفَيْنَاكَ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ } [الحجر94]

وقوله { إنا كفيناك المستهزئين } المعنى كفيناك شرهم واستهزاءهم بأن أهلكناهم وكانوا خمسة نفر من قريش: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وابو زمعة والأسود بن عبد يغوث، والحرث بن عيطلة  وقد أهلكهم الله

 فقد كان العاص بن وائل  من كبار المستهزئين بالنبي الأكرم (صلی الله عليه وآله وسلم)

  2 - وكذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾،[الكوثر 3]

فإنَّ العاص وقف مع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يُكلمه، فقال له جمع من صناديد قريش: مع من كنت واقفا ؟ فقال: مع ذلك الأبتر، فأنزل الله تعالى سورة الكوثر وسمى شانئ النبي  (صلی الله عليه وآله وسلم) العاص بن وائل

ويخبرنا الله بان العاص هو الابتر وهذا دليل على ان العاص ليس والدا لعمرو

عمرو بن العاص ملعون على لسان النبي

 1- لعن رسول الله  (صلى الله عليه واله ) عمرو بن العاص بقوله:

( اللهم إنّ عمرو بن العاص هجاني وهو يعلم أنّي لست بشاعر, فاهجه والعنه عدد ما هجاني) (3)

 2 -  روي عن سلمان الفارسي ( رحمة اللّه عليه) أنه قال يوما لمّا بايع الناس أبا بكر: لقد فعلتم فعلة أطمعتم فيها أبناء اللعناء

3 – قال تعالى :

فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) ( 12 )التوبه)

 قال رسول اللّه  (صلّى اللّه عليه و آله)

 (أئمة الكفر خمسة منهم معاوية و عمروبن العاص  )

 وقال علي عليه السّلام و هو يقاتل معاوية: (يا معشر المسلمين‌( فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ‌ )هم هؤلاء و ربّ الكعبة و البيت الحرام واشار الى معاويه وعمرو بن العاص

 4 - و روي عن علي عليه السّلام أنه قال: ( رأيت النبي في منامي فجعلت أبكي و أقول:

 ( ما ذا لقيت من أمتك بعدك يا رسول اللّه؟ )

فقال: لا تبك و ارفع رأسك، فرفعت رأسي و إذا أنا بمعاوية و عمرو بن العاص معلقين يرضخ رأسهما بالحجارة، فجعلت آخذ الحجر العظيم فأرضخ به رأسهما

فقصّ هذه الرؤيا على الناس، و كان بينها و بين موته خمسة عشر يوما

5 -  قال ابن مسعود: خمسة من قريش ضالون مضلون فذكر منهم معاوية و عمروبن العاص (4)

معاويه وعمرو بن العاص لن يجتمعا على خير

دخل زيد بن أرقم على معاوية فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير فلما رأى ذلك زيد جاء حتى رمى بنفسه بينهما فقال له: عمرو بن العاص: أما وجدت لك مجلسا إلا أن تقطع بيني وبين أمير المؤمنين؟ فقال زيد: إن رسول الله( صلى الله عليه و آله) غزا غزوة وأنتما معه فرءاكما مجتمعين فنظر إليكما نظرا شديدا ثم راءكما اليوم الثاني واليوم الثالث كل ذلك يديم النظر إليكما فقال في اليوم الثالث:

 (إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ففرقوا بينهما فإنهما لن يجتمعا على خير)(5)

 الامام علي يقول ان معاويه وعمرو بن العاص ليسوا باهل دين

لما رفع أهل الشام المصاحف على الرماح يوم صفين يدعون إلى حكم القرآن قال علي عليه السلام:

( عباد الله؟ أنا أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية، وعمرو بن العاص، وابن أبي معيط، وحبيب بن مسلمة، وابن أبي سرح، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني أعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالا، وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال، وشر رجال، إنها كلمة حق يراد بها الباطل، إنهم والله ما رفعوها، إنهم يعرفونها ولا يعملون بها، وما رفعوها لكم إلا خديعة ومكيدة (6)

بين الحسن(عليه السلام ) وعمرو بن العاص

تكلم عمرو بن العاص فحمد الله وصلى على رسوله ثم ذكر عليا عليه السلام فلم يترك شيئا يعيبه به إلا قاله، وقال: إنه شتم أبا بكر وكره خلافته وامتنع من بيعته ثم بايعه مكرها، وشرك في دم عمر، وقتل عثمان ظلما، وادعى من الخلافة ما ليس له: ثم ذكر الفتنة يعيره بها وأضاف إليه مساوي

وقال: إنكم يا بني عبد المطلب؟ لم يكن الله ليعطيكم الملك على قتلكم الخلفاء واستحلالكم ما حرم الله من الدماء، وحرصكم على الملك، وإتيانكم ما لا يحل، ثم إنك يا حسن؟ تحدث نفسك إن الخلافة صائرة إليك، وليس عندك عقل ذلك ولا لبه، كيف ترى الله سبحانه، سلبك عقلك، وتركك أحمق قريش يسخر منك ويهزأ بك، وذلك لسوء عمل أبيك، وإنما دعوناك لنسبك وأباك، فأما أبوك فقد تفرد الله به وكفانا أمره، وأما أنت فإنك في أيدينا نختار فيك الخصال، ولو قتلناك ما كان علينا إثم من الله، ولا عيب من الناس، فهل تستطيع أن ترد علينا وتكذبنا؟ فإن كنت ترى أنا كذبنا في شئ فاردده علينا فيما قلنا، وإلا فاعلم أنك وأباك ظالمان

فتكلم الحسن بن علي عليهما السلام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله

(إلى أن قال لعمرو):

وقاتلت رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع المشاهد، وهجوته وآذيته بمكة، وكدته كيدك كله، وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة، ثم خرجت تريد النجاشي مع أصحاب السفينة لتأتي بجعفر وأصحابه إلى أهل مكة، فلما أخطأك ما رجوت، ورجعك الله خائبا، وأكذبك واشيا، جعلت حسدك على صاحبك عمارة بن الوليد فوشيت به إلى النجاشي حسدا لما ارتكب من حليلته ففضحك الله وفضح صاحبك، فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والاسلام، ثم إنك تعلم وكل هؤلاء الرهط يعلمون: أنك هجوت رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين بيتا من الشعر، فقال رسول الله: أللهم؟ إني لا أقول الشعر ولا ينبغي لي، أللهم العنه بكل حرف ألف لعنة. فعليك إذن من الله ما لا يحصى من اللعن

وأما ما ذكرت من أمر عثمان فأنت سعرت عليه الدنيا نارا ثم لحقت بفلسطين فلما أتاك قتله قلت: أنا أبو عبد الله إذا نكأت (أي: قشرت) قرحة أدميتها. ثم حبست نفسك إلى معاوية، وبعت دينك بدنياه، فلسنا نلومك على بغض، ولا نعاتبك على ود، وبالله ما نصرت عثمان حيا، ولا غضبت له مقتولا، ويحك يا بن العاص؟ ألست القائل؟

في بني هاشم لما خرجت من مكة إلى النجاشي

تقول ابنتي:

 أين هذا الرحيل؟ * وما السير مني بمستنكر

فقلت: ذريني فإني امرؤ * أريد النجاشي في جعفر

لأكويه عنده كية * أقيم بها نخوة الأصعر

وشانئ أحمد من بنيهم * وأقولهم فيه بالمنكر

وأجري إلى عتبة جاهدا * ولو كان كالذهب الأحمر

ولا أنثني عن بني هاشم * وما اسطعت في الغيب والمحضر

فإن قبل العتب مني له * وإلا لويت له مشفري (7)

الفصل الثاني عمرو بن العاص ممن عادى رسول الله والامام علي

 عمرو بن العاص يعادي رسول الله

أمّا عمرو (ابن‌ العاص‌) نفسه‌ فقد كان‌ أحد من‌ يؤذي‌ رسول‌ الله‌ بمكّة‌، و يشتمه‌ و يضع‌ في‌ طريقه‌ الحجارة‌، لانـّه‌ كان‌ يخرج‌ من‌ منزله‌ ليلاً فيطوف‌ بالكعبة‌، و كان‌ عمرو يجعل‌ له‌ الحجارة‌ في‌ مسلكه‌ ليعثر بها. وهو أحد القوم‌ الذين‌ خرجوا إلی زينب‌ ابنة‌ رسول‌ الله‌ لمّا خرجت‌ مهاجرة‌ من‌ مكّة‌ إلی المدينة‌، فرّوعوها و قرعوا هودجها بكعوب‌ الرماح‌، حتّي‌ أجهضت‌ جنيناً ميّتاً من‌ أبي‌ العاص‌ بن‌ الربيع‌ بعلها. فلمّا بلغ‌ ذلك‌ رسول‌الله‌، نال‌ منه‌ و شقّ عليه‌ مشقّة‌ شديدة‌ و لعنهم‌

 و كان‌ عمرو يعلّم‌ صبيان‌ مكّة‌ شعراً في‌ هجاء النبيّ، فينشدونه‌ ويصيحون‌ برسول‌ الله‌ إذا مرّبهم‌. وكان‌ نفسه‌ يهجو رسول‌ الله‌. فقال‌ رسول‌الله‌:

 و هو يصلّي‌ بحجر إسماعيل‌: اللَهُمَّ إنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ هَجَانِي‌ وَ لَسْتُ بِشَاعِرٍ فَالْعَنْهُ بِعَدَدِ مَا   هجاني (8) ‌

 (قال‌ سليم‌ بن‌ قيس‌: قال‌ أميرالمؤمنين‌: أنشد عمرو قصيدة‌ في‌ سبعين‌ بيتاً في‌ هجاء رسول‌ الله‌، فقال‌ رسول‌ الله‌: اللهمّ العنه‌ بكلّ بيت‌ لعنة‌)

 و روي‌ أهل‌ الحديث‌ أنّ النضر بن‌ الحارث‌، و عُقبة‌ بن‌ أبي‌ مُعَيْط‌ وعمرو بن‌ العاص‌ عهدوا إلی سلا جمل فرفعوه‌ بينهم‌، و وضعوه‌ علی رأس‌ رسول‌ الله‌ و هو ساجد بفناء الكعبة‌، فسال‌ عليه‌، فصبر و لم‌ يرفع‌ رأسه‌ وبكي‌ في‌ سجوده‌ و دعا عليهم‌. فجاءت‌ ابنته‌ فاطمة‌ (عليها السلام‌) وهي‌ باكية‌، فاحتضنت‌ ذلك‌ السَّلا فرفعته‌ عنه‌ فألقته‌ و قامت‌ علی رأسه‌ تبكي‌ فرفع‌ رأسه‌ و قال‌ ثلاثاً:

 (اللهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيشٍ.)

ثُمّ قال‌ رافعاً صوته‌: (إِنِّي‌ مَظْلُومٌ فَانْتَصِرْ). ثمّ قام‌ فدخل‌ منزله‌، و ذلك‌ بعد وفاة‌ عمّه‌ أبي‌ طالب‌ بشهرين‌. و لشدّة‌ عداوة‌ عمرو بن‌ العاص‌ لرسول‌ الله‌، أرسله‌ أهل‌ مكّة‌ إلی النجاشيّ ليزهِّده‌ في‌ الدين‌، و ليطرد عن‌ بلاده‌ مهاجرة‌ الحبشة‌، و ليقتل‌ جعفر بن‌ أبي‌ طالب‌ عنده‌

روي أن عبادة بن الصامت يوما جلس بين معاوية وعمرو، وقال لهما: كنا نسير مع رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم في غزاة تبوك، إذ نظر إليكما تسيران وأنتما تتحدّثان، فالتفت إلينا، فقال:

 إذا رأيتموهما اجتمعا ففرّقوا بينهما؛ فإنما لا يجتمعان على خير أبدا.

  من كتاب الامام علي عليه السلام الى عمرو بن العاص :

  وكتب الإمام علي عليه السلام إلى عمرو بن العاص: من عبد الله على أمير المؤمنين إلى الأبتر ابن الأبتر عمرو بن العاص بن وائل، شانئ محمد وآل محمد في الجاهلية والإسلام، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد ...

 فإن يُمكّن الله منك ومن ابن آكله الأكباد، ألحقتكما بمن قتله الله من ظلمة قريش على عهد رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، وإن تعجزا وتبقيا بعد، فالله حسبكما، وكفى بانتقامه انتقاما، وبعقابه عقابا، والسلام.

وروى الطبري:

إنَّ عليا عليه السلام كان إذا صلى الغداة يقنت، فيقول: اللَّهُمَّ العن معاوية، وعمرا، وأبا الأعور السلمي، وحبيبا، وعبد الرحمن بن خالد، والضحاك بن قيس، والوليد.

الإمام الحسن عليه السلام وعمرو بن العاص :

قال الإمام الحسن عليه السلام بمحضر من معاوية وجمع آخر:

(وأما أنت يابن العاص، فإن أمرك مشترك، وضعتك أمك مجهولا، من عهر وسفاح، فيك أربعة من قريش، فغلب عليك جزارها، الامهم حسبا، وأخبثهم منصبا، ثم قام أبوك، فقال: أنا شانئ محمد الأبتر، فأنزل الله فيه ما أنزل، وقاتلت رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم في جيع المشاهد، وهجوته وآذيته بمكة، وكدته كيدك كله، وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة.

 ومن كتاب عبد الله بن عباس الى عمرو بن العاص:

كتب ابن عباس إلى عمرو:

 أما بعد فإني لا أعلم رجلا من العرب أقل حياء منك، إنه مال بك معاوية إلى الهوى، وبعته دينك بالثمن اليسير، ثم خبطت بالناس في عشوة طمعا في الملك ...

حسان بن ثابت يهجو عمرو بن العاص:

قال حسان بن ثابت لعمرو بن العاص حيث هجاه مكافئا له عن هجاء رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم

أبوك أبو سفيان لا شك قد بـــــــدت‏         لنا فيك منه بينات الــــــــــــــــدلائل

ففاخر به إما فخرت ولا تكــــــــــــــــن‏            تفاخر بالعاص الهجين بن وائل

وإن التي في ذاك يا عمرو حكمت‏          فقالت رجـــــــــــــاء عند ذاك لنائل

من العاص عمرو تخبر الناس كلما‏         تجمعت الأقوام عند المحــــافل

الشیخ أبو القاسم البلخي يقول ان معاويه وعمرو بن العاص ملحدان:

 إنَّ قول عمرو لمعاوية: (دعني عنك) - في حوار دار بينهما - كناية عن الإلحاد، بل تصريح به، أي دع هذا الكلام لا أصل له، فإن إعتقاد الآخرة أنها لا تباع بعرض الدنيا من الخرافات ... وما زال عمرو بن العاص ملحدا، ما تردد قط في الإلحاد والزندقة، وكان معاوية مثله، ويكفي من تلاعبهما بالإسلام حديث السرار المروي، وأن معاوية عض أذن عمرو، أين هذا من سيرة عمرو؟ وأين هذا من أخلاق علي عليه السلام، وشدته في ذات الله، وهما مع ذلك يعيبانه بالدعابة.

عمرو بن العاص من الاثنا عشر الذين حاولوا قتل رسول الله ليله العقبه

و عن حذيفة اليماني أنه قال:

 كنت أقود برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عمار يسوق به ليلة العقبة، إذ أقبل إلينا اثنا عشر راكبا و قد علون العقبة ما يرى منهم إلّا الحدق لينفروا برسول اللّه، فجعلت أضرب وجوههم عنه فقال:

 (دعهم فسيكفيكهم اللّه) ثم دعا بهم و سمّاهم رجلا رجلا، و قال:

 (هؤلاء المنافقون في الدنيا و الآخرة)

قال: و كان فيهم أبو سفيان و معاوية و عتبة و عمرو بن العاص و أبو الأعور السلمي و المغيرة بن شعبة و جماعة من بني أمية (9)

 

عمرو بن العاص من الرافضين لامامه وخلافه علي والموقعين على الصحيفه الملعونه

( أصحاب الصحيفه الملعونه)

يقول سليم بن قيس في كتابه ص 154تحقيق محمد باقر الانصاري

ولما رجع المسلمون  من حجه الوداع ودخلوا المدينه  إجتمع قسم من قاده قريش  ونكثوا بيعه علي وتحالفوا وتعاقدوا على أن لايطيعوا رسول الله (صلى الله عليه واله ) فيما عرض عليهم من ولايه علي بن ابي طالب  بعده وكتبوا صحيفه بينهم وكان أول ما فى الصحيفه النكث لولايه على بن ابى طالب عليه السلام و إن الامر الى ابى بكر و عمر و أبى عبيده و سالم مولى حذيفه ومعاذ بن جبل و هذا هو السر في قول عمر قبل وفاته لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته... لو كان سالم حيا لاستخلفته .

و شهد بذلك أربعه عشر رجلا أصحاب العقبه و عشرون رجلا آخر، و إستودعوا الصحيفه أبا عبيده بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها   

وهم :

1- أبوبكربن أبي قحافه

2- عمر بن الخطاب

3-عثمان بن عفان

4- طلحة بن عبيد الله

5- عبد الرحمن بن عوف

6 - سعد بن أبي وقاص

7- أبوعبيدة بن الجراح

8- معاوية بن أبي سفيان

9- عمرو بن العاص

10- أبوموسى الأشعري

11- المغيرة بن شعبة الثقفي

12- أوس بن الحدثان البصري

13- أبوهريرة

14- أبوطلحة الأنصاري

15- سعيد بن العاص الأموي

16- أسامة بن زيد

17- الوليد بن أبي ربيعة

18- سعيد بن زيد بن نفيل

19- أبوسفيان بن حرب

20- سفيان بن أمية

21- أبوحذيفة بن عتبة

22  - معاذ بن جبل

23- بشير بن أبي سعيد الأنصاري

24- سهل بن عمر

25- حكيم بن حزام الأسدي

26- صهيب بن سنان الرومي

27- العباس بن مرداس السلمي

28- أبومطيع بن أسد العبدي

29- قعد ابن عمر

30- سالم مولى أبي حذيفة

31- سعيد بن مالك

32- خالد بن عرفطة

33- مروان بن الحكم

34- الأشعث بن قيس

قال حذيفه: حدثتنى أسماء بنت عميس الخثعيمه إمراه أبى بكر: إن القوم إجتمعوا فى منزل أبى بكر فتامروا فى ذلك، و أسماء تسمعهم و تسمع جميع ما يدبرونه فى ذلك حتى إجتمع رأيهم على ذلك، فأمروا سعيد بن العاص الاموى فكتب الصحيفه باتفاق منهم

ثم دفعت الصحيفه الى أبى عبيده بن الجراح ليتوجه بها الى مكه

ثم إنصرفوا و صلى رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بالناس صلاه الفجر، ثم جلس فى مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت الى أبى عبيده بن الجراج فقال له:

 بخ بخ من مثلك و قد أصبحت امين هذه الامه، ثم تلا:

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) [البقره: 79.]

لقد أشبه هولاء رجال فى هذه الامه ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ) [النساء: 108.]

ثم قال: لقد أصبح فى هذه الامه فى يومى هذا قوم ضاهوهم فى صحيفتهم التى كتبوها علينا فى الجاهليه و علقوها فى الكعبه، و إن الله تعالى يمتعهم ليبتليهم و يبتلى من ياتى بعدهم تفرقه بين الخبيث و الطيب و لولا إنه سبحانه أمرنى بالاعراض عنهم للامر الذى هو بالغه لقدمتهم فضربت اعناقهم

 

الفصل الثالث  - شجاعه عمرو بن العاص

 

يروي ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء السابع الصفحة 264

أن علياً حمل على عمرو بن العاص يوماً فضربه بالرمح ، فألقاه إلى الأرض فبدت سوءته فرجع علي عنه ، فقال له أصحابه : مالك يا أمير المؤمنين رجعت عنه ؟ ، فقال : أتدرون من هو ؟ ، قالوا : لا ، قال : هو عمرو بن العاص ، وإنه تلقاني بسوءته فذكرني بالرحم فرجعت عنه ، فلما رجع عمرو إلى معاوية قال له : إحمد الله ، واحمد أستك."

لم نعهد لابن النابغة موقفا مشهودا في المغازي والحروب سواء في العهد الجاهلي، ودور النبوة، وأما وقعة صفين فلم يؤثر عنه سوى مخازي كشف سؤأته امام امير المؤمنين  

 وقد بقي عليه عار ذلك  مدى الحقب والأعوام، وجرى بها المثل وغنى بها أهل الحجاز

 

وجاء في شعر عتبة بن أبي سفيان

سوى عمرو وقته خصيتاه * نجى ولقلبه منه وجيب

 

وفي شعر معاوية بن أبي سفيان يذكر عمرا وموقفه

فقد لاقى أبا حسن عليا * فآب الوائلي مآب خازي

فلو لم يبد عورته للاقى * به ليثا يذلل كل غازي

 

وفي شعر الأمير أبي فراس

ولا خير في دفع الردى بمذلة * كما ردها يوما بسوئته عمرو

 

وفي شعر الزاهي البغدادي

وصد عن عمرو بسر كرما * إذ لقيا بالسوأتين من شخص

 

وقال عبد الباقي الفاروقي العمري

وليلة الهرير قد تكشفت * عن سوءة ابن العاص لما غلبا

فحاد عنه مغضبا حيدرة * وعف والعفو شعار النجبا

ولو يشأ ركب فيه زجة * تركيب مزجي كمعدي كربا

 

 وقال في ذلك الحارث بن نضر السهمي

 

أفي كل يوم فارس تندبونه * له عورة تحت العجاجة باديه

يكف بها عن علي سنانه * ويضحك منها في الخلاء معاوية

بدت أمس من عمرو فقنع رأسه * وعورة بسر مثلها حذو حاذيه

فقولا لعمرو وابن أرطاة أبصرا * سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه

ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما * هما كانتا للنفس والله واقيه

فلولاهما لم تنجوا من سنانه * وتلك بما فيها عن العود ناهيه

متى تلقيا الخيل المشيجة صيحة * وفيها علي فاتركا الخيل ناحيه

وكونا بعيدا حيث لا تبلغ القنا * ونار الوغى إن التجارب كافيه

وإن كان منه بعد في النفس حاجة * فعودوا إلى ما شئتما هي ماهيه (10)

 

طلحه بن ابي طلحه كشف عورته امام الامام علي عندما علم انه مقتول

ينبأنا التاريخ أن عمرو ليس بأول رجل كشف عن سوءته من بأس أمير المؤمنين وإنما قلد طلحة بن أبي طلحة فإنه لما حمل عليه أمير المؤمنين يوم أحد ورأى أنه مقتول لا محالة، فاستقبله بعورته وكشف عنها.

بسر بن ارطاه يكشف عن عورته امام الامام علي عندما علم انه مقتول

ذكره الحلبي في سيرته 2 ص 247 ثم قال: وقع لسيدنا علي كرم الله وجهه مثل ذلك في يوم صفين مرتين:

 الأولى: حمل على بسر بن أرطاة.

 الثانيه مع عمروبن العاص

يقول العلامة محمد بن عبد الملك بن سعيد الأندلسي في ج1 ص52 (المغرب في حلى المغرب)

إن عليا رضي الله عنه نادى معاوية في بعض أيام صفين:

 يا معاوية لم يقتل الناس بيننا، هلم أحاكمك إلى الله فأينا قتل صاحبه استقامت له الأمور. فقال له عمرو:

 أنصفك الرجل. فقال له معاوية: ما أنصف وإنك لتعلم أنه لم يبارزه رجل قط إلا قتله. فقال عمرو: ما يجمل بك أن تبارزه، قال: طمعت فيها بعدي

ولما أعاد عمرو على معاوية إشارته عليه بالمبارزة لعلي حلف معاوية ليبارزه عمرو، فخرج عمرو لمبارزة علي، فلما نظر إلى المنية قد أطلت عليه من سنانه كشف عورته، وقال:

عورة المؤمن حمى، فرد علي عنه بصره وسلم عمرو بهذه المكيدة، وإلى ذلك أشار أبو فراس الحمداني في قوله

 

وقال أصيحابي الفرار أو الردى * فقلت هما أمران أحلاهما مر

ولكنني أمضي لما لا يعينني * وحبسك من أمرين خيرهما الأسر

 ولا خير في رفع الردى بمذلة * كما ردها يوما بسوءته عمرو

 

 يريد عمرو بن العاص لما ضربه علي رضي الله عنه يوم صفين، فاتقاه بسوءته كاشفا عنها، فأعرض وقال: عورة المرء حمى

وقد وقع ذلك لبسر بن أرطاة أيضا مع علي رضي الله عنه كما وقع لعمرو وكان مع معاوية بصفين أيضا فأمره أن يلقى عليا وقال له:

 سمعتك تتمنى لقاءه فلو ظفرك الله به حصلت على دنيا وأخرى ولم يزل يشجعه ويمنيه حتى رآه، فقصده في الحرب والتقيا، فصرعه علي، فكشف عن سوءته فتركه، وفي ذلك يقول الحرث بن النضر السهمي وكان عدوا لعمرو وبسر ابياتا مر ذكرها

احمد الله واحمد استك

كذلك يروي المسعودي في مروج الذهب – الجزء : ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 25 )

إن معاوية أقسم على عمرو لما أشار عليه بالبراز إلى أن يبرز إلى علي فلم يجد عمرو من ذلك بداً فبرز ، فلما التقيا عرفه علي وشال السيف ليضربه به فكشف عمرو عن عورته ، وقال :

مكره أخوك لأبطل ، فحول علي وجهه وقال : قبحت ، ورجع عمرو إلى مصافه.

 

 

 

 

 

الفصل الرابع – دهاء عمرو بن العاص

 

وفي البدايه لنتعرف على معنى الدهاء الذي تتغنى به قريش

تعريف و معنى الدهاء في معجم المعاني الجامع

رجل ذُو دَهاءٍ : تعني رجل ذو مَكْرٍ واحْتِيالٍ

ولنتعرف على الدهاء  الخسيس لعمرو بن العاص 

 اولا – دهاء عمرو بن العاص قبل الاسلام

اما في شبابه فقد غدر بصاحبه عمارة ابن الوليد وهما في طريقهما الى الحبشة لاعادة جعفر ابن ابي طالب ومن هاجر معه من المسلمين الى هناك فأما خبر عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي أخي خالد بن الوليد مع عمرو بن العاص فقد ذكره ابن إسحاق في كتاب المغازي قال كان عمارة بن الوليد بن المغيرة و عمرو بن العاص بن وائل بعد مبعث رسول الله(ص) خرجا إلى أرض الحبشة على شركهما و كلاهما كان شاعرا عارما فاتكا . و كان عمارة بن الوليد رجلا جميلا وسيما تهواه النساء صاحب محادثة لهن فركبا البحر و مع عمرو بن العاص امرأته حتى إذا صاروا في البحر ليالي أصابا من خمر معهما فلما انتشى عمارة قال لامرأة عمرو بن العاص قبليني فقال لها عمرو قبلي ابن عمك فقبلته فهويها عمارة و جعل يراودها عن نفسها فامتنعت منه ثم إن عمرا جلس على منجاف السفينة يبول فدفعه عمارة في البحر فلما وقع عمرو سبح حتى أخذ بمنجاف السفينة فقال له عمارة أما و الله لو علمت أنك سابح ما طرحتك و لكنني كنت أظن أنك لا تحسن السباحة فضغن عمرو عليه في نفسه و علم أنه كان أراد قتله و مضيا على وجههما ذلك حتى قدما أرض الحبشة فلما نزلاها كتب عمرو إلى أبيه العاص بن وائل أن اخلعني و تبرأ من جريرتي إلى بني المغيرة و سائر بني مخزوم و خشي على أبيه أن يتبع بجريرته فلما قدم الكتاب على العاص بن وائل مشى إلى رجال بني المغيرة و بني مخزوم فقال إن هذين الرجلين قد خرجا حيث علمتم و كلاهما فاتك صاحب شر غير مأمونين على أنفسهما و لا أدري ما يكون منهما و إني أبرأ إليكم من عمرو و جريرته فقد خلعته فقال عند ذلك بنو المغيرة و بنو مخزوم و أنت تخاف عمرا على عمارة و نحن فقد خلعنا عمارة و تبرأنا إليك من جريرته فحل بين الرجلين قال قد فعلت فخلعوهما و برئ كل قوم من صاحبهم و ما يجري منه .

قال فلما اطمأنا بأرض الحبشة لم يلبث عمارة بن الوليد أن دب لامرأة النجاشي و كان جميلا صبيحا وسيما فأدخلته فاختلف إليها و جعل إذا رجع من مدخله ذلك يخبر عمرا بما كان من أمره فيقول عمرو لا أصدقك أنك قدرت على هذا إن شأن هذه المرأة أرفع من ذلك فلما أكثر عليه عمارة بما كان يخبره و كان عمرو قد علم صدقه و عرف أنه دخل عليها و رأى من حاله و هيئته و ما تصنع المرأة به إذا كان معها و بيتوتته عندها حتى يأتي إليه مع السحر ما عرف به ذلك و كانا في منزل واحد و لكنه كان يريد أن يأتيه بشي‏ء لا يستطاع دفعه إن هو رفع شأنه إلى النجاشي فقال له في بعض ما يتذاكران من أمرها إن كنت صادقا فقل لها فلتدهنك بدهن النجاشي الذي لا يدهن به غيره فإني أعرفه و ائتني بشي‏ء منه حتى أصدقك قال أفعل .

 فجاء في بعض ما يدخل إليها فسألها ذلك فدهنته منه و أعطته شيئا في قارورة فلما شمه عمرو عرفه فقال أشهد أنك قد صدقت لقد أصبت شيئا ما أصاب أحد من العرب مثله قط و نلت من امرأة الملك شيئا ما سمعنا بمثل هذا و كانوا أهل جاهلية و شبانا و ذلك في أنفسهم فضل لمن أصابه و قدر عليه .

 ثم سكت عنه حتى اطمأن و دخل على النجاشي فقال أيها الملك إن معي سفيها من سفهاء قريش و قد خشيت أن يعرني عندك أمره و أردت أن أعلمك بشأنه و ألا أرفع ذلك إليك حتى استثبت أنه قد دخل على بعض نسائك فأكثر و هذا دهنك قد أعطته و ادهن به . فلما شم النجاشي الدهن قال صدقت هذا دهني الذي لا يكون إلا عند نسائي فلما أثبت أمره دعا بعمارة و دعا نسوة أخر فجردوه من ثيابه ثم أمرهن أن ينفخن في إحليله ثم خلى سبيله . فخرج هاربا في الوحش فلم يزل في أرض الحبشة

 ثانيا - مكيده رفع المصاحف

يقول الشيخ باقر شريف القرشي

وأعتقد أنّ هذه المكيدة القاصمة لم تكن وليدة المصادفة أو المفاجأة، فقد حيكت أصولها قبل هذا الوقت، فقد كان ابن العاص الماكر الخبيث وزير معاوية، على اتّصالٍ دائمٍ ببعض القادة في الجيش العراقي، كان من بينهم الخبيث العميل الأشعث بن قيس، مع جماعة من قادة الجيش العراقي، وجرت بينهم وبين ابن العاص اتّصالات سرّية أحيطت بكثيرٍ من الكتمان بتدبير مؤامرة انقلابية في جيش الإمام، وذهب إلى هذا الرأي عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، قائلاً:

«فما أستبعد أن يكون الأشعث بن قيس، وهو ماكر أهل العراق وداهيتهم، قد اتّصل بعمرو بن العاص، ماكر أهل الشام وداهيتهم، ودبّرا هذا الأمر بينهم تدبيراً، ودبّرا أن يقاتلوا القوم، فإن ظهر أهل الشام فذاك، وإن خافوا الهزيمة أو أشرفوا عليها، رفعوا المصاحف، فأوقعوا الفرقة بين أصحاب عليّ، وجعلوا بأسهم بينهم شديداً

وعلى أيّ حال، فقد بدت الهزيمة المنكرة في جيش معاوية، وانهارت جميع قواه العسكرية، ففزع إلى ابن العاص، وقال له بذعر وخوف: إنّما هي الليلة حتى يغدو علينا بالفصيل، فما ترى؟ وأشار عليه ابن العاص قائلاً:

إنّ رجالك لا يقومون لرجاله، ولست مثله، هو يقاتلك على أمر، وأنت تقاتله على أمر آخر، أنت تريد البقاء، وهو يريد الفناء، وأهل العراق يخافون منك إن ظفرت بهم، وأهل الشّام لا يخافون عليّاً إن ظفر بهم، ولكن ألق إليهم أمراً إن قبلوه اختلفوا، وإن ردّوه اختلفوا، ادعهم إلى كتاب الله حكماً فيما بينك وبينهم، فأنت بالغٌ به حاجتك في القوم، فإنّي لم أزل أؤخّر هذا الأمر لوقت حاجتك إليه.

واستطاب معاوية رأي ابن العاص، وعرف صدق نصيحته، فمعاوية يقاتل الإمام من أجل الملك والسلطان، والإمام يقاتله من أجل الإسلام وإقامة حكم الله في الأرض.

وعلى أيّ حال، فقد أوعز معاوية برفع المصاحف أمام الجيش العراقي، فرفعت زهاء خمسمائة مصحف، وتعالت أصوات أهل الشام بلهجة واحدة

يا أهل العراق! هذا كتاب الله بيننا وبينكم من فاتحته إلى خاتمته، من لثغور أهل الشام بعد أهل الشام؟ ومن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق؟ ومن لجهاد الروم؟ ومن للترك؟ ومن للكفّار؟

وكانت هذه الهتافات التي تعالت من أهل الشام كالصاعقة على رؤوس الجيش العراقي، فقد انقلب رأساً على عقب، فخلع طاعة الإمام، ومني بانقلاب مدمّر، وراح الإمام الممتحن يحذِّر جيشه من هذه الدعاوى المضلّلة، ويفنّد مزاعم معاوية

يا لسوء الأقدار! يا للأسف! يا للمصيبة العظمى! لقد أحاطت تلك الوحوش الكاسرة والبهائم المخدوعة بالإمام المظلوم الممتحن، وكان عددهم زهاء عشرين ألفاً، وهم مقنَّعون بالحديد، شاكّون بالسلاح، قد اسودّت وجوههم من السجود، يتقدّمهم مسعر بن فدكيّ، وزيد بن حصين، وعصابة من القرّاء، فنادوا الإمام باسمه لا بإمرة المؤمنين، قائلين: يا عليّ، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت إليه، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فوالله لنفعلنّها إن لم تجبهم... فردّ عليهم الإمام قائلاً، والأسى ملء فؤاده:

 «ويحكم، أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله، وأوّل من أجاب إليه، وليس يحلّ لي ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فلا أقبله، إنّي إنّما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن، فإنّهم قد عصوا الله فيما أمرهم، ونقضوا عهده، ونبذوا كتابه، ولكنّي قد أعلمتكم أنّهم قد كادوكم، وأنّهم ليسوا العمل بالقرآن يريدون

لقد نصحهم الإمام ودلّهم على زيف هذه الحيلة، وإنّما لجأوا إليها لفشلهم في العمليات العسكرية، وأنّهم لم يقصدوا بها إلاّ خداعهم... ومن المؤسف أنَّ تلك الوحوش لم تعِ منطق الإمام، وانخدعوا بهذه المكيدة، وراحوا في غيّهم يعمهون، وقد جلبوا لأنفسهم ولأمّتهم الدمار والهلاك، فاندفعوا كالموج صوب الإمام بأصوات عالية قائلين:

 أجب القوم... أجب القوم وإلاّ قتلناك... وفي طليعة هؤلاء، المنافق الخبيث الأشعث بن قيس، الذي كان على اتّصال وثيق بابن العاص، فقد تسلّح بهؤلاء المتمرّدين، وهو ينادي بقبول التحكيم، والاستجابة لدعوة أهل الشام

ولم يجد الإمام بدّاً من إجابتهم، فأصدر أوامره بإيقاف عمليات الحرب، وقد ذاب قلبه الشريف ألماً وحزناً، فقد أيقن بزوال دولة الحقّ، وانتصار دولة الظلم والبغي، وأنّ دماء جيشه التي سفكت في سبيل الله قد ضاعت وذهبت سدى.

 ثالثا - مكيده التحكيم

ذكر الطبري وثيقة التحكيم بالنحو التالي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما تقاضى عليه عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان

 قاضى عليّ على أهل الكوفة ومن معهم من شيعتهم من المؤمنين والمسلمين،

وقاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معهم من المؤمنين والمسلمين،

 إنا ننزل عند حكم اللّٰه و كتابه، ولا يجمع بيننا غيره وأن كتاب الله عز وجل بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحي ما أحيا، ونميت ما أمات، فما وجد الحكمان في كتاب الله عز وجل وهما أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص القرشي عملاً به، وما لم يجدا في كتاب الله عز وجل فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة

 

وأخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والميثاق والثقة من الناس أنّهما آمنان على أنفسهما وأهلهما والأمة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهد الله وميثاقه أنا على ما في هذه الصحيفة، وأن قد وجبت قضيتهما على المؤمنين، فان الأمن والاستقامة ووضع السلاح بينهم أينما ساروا على أنفسهم وأهليهم وأموالهم وشاهدهم وغائبهم وعلى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه أن يحكما بين هذه الأمة، ولا يرداها في حرب ولا فرقة حتى يعصيا وأجل القضاء إلى رمضان، وإن أحبا أن يؤخرا ذلك أخراه على تراض منهما، وإن توفي أحد الحكمين فان أمير الشيعة يختار مكانه، ولا يألو من أهل المعدلة والقسط، وإنّ مكان قضيتهما الذي يقضيان فيه مكان عدل بين أهل الكوفة وأهل الشام، وإن رضيا، وأحبا فلا يحضرهما فيه إلاّ من أرادا، و يأخذ الحكمان من أرادا من الشهود، ثم يكتبان شهادتهما على ما في هذه الصحيفة. وهم أنصار على من ترك ما في هذه الصحيفة، وأراد فيه إلحاداً وظلماً. اللهم‏ إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة. (11)

الإجراءات والمشورة التي قدمها الإمام علي عليه السلام

من الأمور الاحترازية التي قام بها أمير المؤمنين عليه السلام إنّه عندما أرسل أبا موسى الاشعري للتحكيم أرسل معه أربعمائة من فرسانه، وعليهم ابن عباس للصلاة، وشريح بن هاني أميراً، مع إرشاد أبي موسى إلى حقيقة معاوية وخبثه ومكره وتقديم مجموعة من الارشادات والنصائح التي يحتاج إليها في عملية التحكيم.

نتيجة حكم أبي موسى الأشعري

بعد حوار ونقاش طويل قال عمرو لأبي موسى الأشعري أخبرني: ما رأيك يا أبا موسى؟ قال: أرى أن نخلع هذين الرجلين، ونجعل الأمر شورى بين المسلمين يختارون من شاؤوا. فقال عمرو: الرأي ـ والله ـ ما رأيت

فأقبلا إلى الناس وهم مجتمعون، فتكلم أبو موسى، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن رأيي ورأي عمرو قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح الله به شأن هذه الأمة. فقال عمرو: صدق. ثم قال له: تقدّم يا أبا موسى، فتكلم. فقام ليتكلم، فدعاه ابن عباس، فقال له: ويحك! والله إنّي لأظنه خدعك إن كنتما قد اتفقتما على أمر، فقدمه قبلك ليتكلم به، ثم تكلم أنت بعده؛ فإنه رجل غدار، ولا آمن أن يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه، فإذا قمت به في الناس خالفك وكان أبو موسى رجلاً مغفلاً فقال: إيها عنك إنا قد اتفقنا

فتقدم أبو موسى فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنّا قد نظرنا في أمر هذه الأمة، فلم نر شيئاً هو أصلح لأمرها ولَمّ شعثها من ألاّ تتباين أمورها، وقد أجمع رأيي ورأي صاحبي على خلع علي عليه السلام ومعاوية، وأن يستقبل هذا الأمر، فيكون شورى بين المسلمين يولون أمورهم من أحبوا، وإني قد خلعت عليّاً ومعاوية (12 )

فاستقبلوا أموركم وولوا من رأيتموه لهذا الأمر أهلا ثم تنحى.

 فقام عمرو بن العاص في مقامه، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إنّ هذا قد قال ما سمعتم، وخلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية في الخلافة؛ فإنّه ولي عثمان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه. فقال له أبو موسى ما لك لا وفقك الله ـ قد غدرت، و فجرت:

(واِنَّما مَثَلُك مَثَلُ الكَلبِ إن تَحمِل عَليهِ يلهَث أو تَترُكهُ يلهَث)

،فقال له عمرو: (اِنَّما مَثَلُكَ مَثَلُ الحِمارِ يحمِل اَسفاراً).

 والتمس أصحاب علي عليه السلام أبا موسى، فركب ناقته، ولحق بمكة، وكان ابن عباس يقول:

قبح الله أبا موسى لقد حذّرته، وهديته إلى الرأي فما عقل. وكان أبو موسى يقول:

 لقد حذّرني ابن عباس غدرة الفاسق، ولكني اطمأننت إليه، وظننت أنّه لا يؤثر شيئاً على نصيحة الأمة.  (13)

ولنعد الى تعريف الدهاء في معجم المعاني الجامع

 (رجل ذُو دَهاءٍ : تعني رجل ذو مَكْرٍ واحْتِيالٍ )

وان دهاء عمرو بن العاص لهو مكر واحتيال  فرفع المصاحف على الرماح والعمل بما يخالف القران خسه

والاتفاق مع ابو موسى على شئ ومخالفته بنفس الجلسه خسه ودناءه  ياباها الله ورسوله وكتابه الكريم لا بل تأباها شهامه وشرف كل انسان شريف

يالها من جريمه وخديعه مزقت الاسلام والمسلمين ولازلنا ندفع ثمنها الى يومنا هذا

 

الفصل الخامس – عمرو بن العاص يبيع دينه ومعاويه يشتري

 

و عندما وصل‌ كتاب‌ معاويه إلی عمرو بن‌ العاص‌ ذهب‌ به‌ مذاهب‌ شتّي‌، وفكّرماذا يفعل‌، فاستشار ابنيه‌: عبدالله‌ ومحمّد،

 فنهاه‌ عبدالله‌ عن‌ الرحيل‌ نحو معاوية‌ قائلاً له‌:

 لستَ مجعولاً خليفة‌، ولاتزيد علی أن‌ تكون‌ حاشية‌ لمعاوية‌ علی دنيا قليلة‌ أوشكتما أن‌ تهلكا، فتستويا في‌ عقابها.

أمّا محمّد فقد قال‌ له‌: أري‌ أنـّك‌ شيخ‌ قريش‌، وصاحب‌ أمرها و إن‌ تصرّم‌ هذا الامر و أنت‌ غافل‌، تصاغر أمرك‌، فالحق‌ بجماعة‌ أهل‌ الشام‌، طالباً بدم‌ عثمان‌، فإنـّه‌ سيقوم‌ بذلك‌ بنو أُميّة‌. فقال‌ عمرو، أمّا أنت‌ يا عبدالله‌، فأمرتني‌ بما هو خير لي‌ في‌ ديني‌، و أنت‌ يا محمّد فأمرتني‌ بما هو خير لي‌ في‌ دنياي‌، و أنا ناظر،

فلمّا جنّه‌ اللّيل‌، رفع‌ صوته‌ و أهله‌ يسمعون‌، فقال‌

 تَطَاوَلَ لَيْلِي‌ بِالْهُمُومِ الطَّوارِقِ                وَ خَوْفِ الَّتِي‌ تَجْلُو وُجُوهَ العَوَاتِقِ

 وَ إِنَّ ابْنَ هِنْدٍ سَاَلَني‌ أَنْ أَزورَهُ               وَ تِلْكَ الَّتِي‌ فِيهَا بَنَاتُ الْبَوائِقِ

 أَتَاهُ جَريرٌ مِنْ علی بِخُطَّةٍ                        أَمَّرتْ عَلَيْهِ الْعَيْشَ ذَاتَ مَضَائِقِ

 فَإنْ نَالَ مِنِّي‌ مَا يُؤَمِّلُ رَدَّهُ                      وَ إنْ لَمْ يَنَلْهُ ذلَّ ذُلَّ الْمُطَابِقِ

 فَوَاللَهِ مَا أَدْرِي‌ وَ مَا كُنْتُ هَكَذَا               أَكُونُ وَ مَهْمَا قَادَنِي‌ فَهْوَ سَابِقِي‌

 أُخادِعُهُ إنَّ الْخِدَاعَ دَنِيَّةٌ                   أَمْ أُعْطِيهِ مِنْ نَفْسِي‌ نَصِيحَةَ وَ امِقِ

 أَمْ أَقْعُدُ فِي‌ بَيْتِي‌ وَ فِي‌ ذَاكَ رَاحَةٌ             لِشَيْخٍ يَخَافُ الْمَوْتَ فِي‌ كُلِّ شَارِقِ

 وَ قَدْ قَالَ عَبْدُاللَهِ قَوْلاً تَعَلَّقَتْ                  بِهِ النَّفوسُ إنْ لَمْ تَقْتَطِعْنِي‌ عَوائِقِي‌

 وَ خَالَفَهُ فِيهِ أَخُوهُ مُحَمَّدٌ                        وَ إِنِّي‌ لَصُلْبُ الْعُودِ عِنْدَ الْحَقَائِقِ

 

 فلمّا أسفر الصبح‌، أراد عمرو أن‌ يستشير غلامه‌ وَردان‌، و كان‌ داهية‌ مارداً، ولكنّه‌ قبل‌ أن‌ يطلق‌ لسانه‌ بالكلام‌، بادره‌ وَردان‌ قائلاً:

 إن‌ شئتَ أنبأتُكَ بِما في‌ قلبك‌؟ فقال‌ عمرو:

 هات‌.

قال‌ وَردان‌:

اعتركت‌ الدنيا والآخرة‌ علی قلبك‌، فقلتَ: علی معه‌ الآخرة‌ في‌غير دنيا، و في‌ الآخرة‌ عوض‌ من‌ الدنيا، و معاوية‌ مع‌ الدنيا بغير آخرة‌، و ليس‌ في‌الدنيا عوض‌ من‌ الآخرة‌، و أنتَ واقف‌ بينهما

 قال‌: قاتلك‌ الله‌ ما أخطأتَ ما في‌ قلبي‌ فما تري‌ يا وَردان‌؟

قال‌: أري‌ أن‌ تقيم‌ في‌ بيتك‌، فانّ ظهر أهل‌ الدين‌، عشتَ في‌ عفو دينهم‌. و إن‌ ظهر أهل‌ الدنيا، لم‌ يستغنوا عنك‌. ولكنّ عمرو تهيّأ للرحيل‌، و هو يقول‌

 

 يَا قَاتَلَ اللهُ وَرْدَاناً وَ مِدْحَتَهُ                     أَبْدَي‌ لَعَمْرُكَ مَا فِي‌ النَّفْسِ وَرْدَانُ

 لَمّا تَعَرَّضَتِ الدُّنَيا عَرَضْتُ لَهَا                 بِحِرْصِ نَفْسِي‌ وَ فِي‌ الاْطْبَاعِ إدْهَانُ

 نَفْسٌ تَعِفُّ وَ أُخْرَي‌ الْحِرصُ يَغْلِبُهَا              وَالْمَرءُ يَأكُلُ تِبْناً وَ هْوَ غَرْثَانُ

 أَمّا علی فَدينٌ لَيْسَ يَشْرَكُهُ                       دُنْيَا وَ ذَاكَ لَهُ دُنْيَا وَ سُلْطَانُ

 فَاخْتَرْتُ مِنْ طَمَعِي‌ دُنْيَا علی بَصَرٍ              وَ مَا مَعِي‌ بِالَّذِي‌ أَختَارُ بُرْهَانُ

 إِنِّي‌ لاَعْرِفُ مَا فِيهَا وَ اُبْصِرُهُ                   وَ فِيَّ أَيْضاً لِمَا أَهَْواهُ ألْوَانُ

 لَكِنَّ نَفْسِي‌ تُحِبُّ الْعَيْشَ فِي‌ شَرَفٍ                   وَ لَيْسَ يَرْضي‌ بِذُلِّ الْعَيْشِ إنْسَانُ

 

 فجدّ عمرو بن‌ العاص‌ السير حتّي‌ بلغ‌ مفترقاً يتشعّب‌ إلی طريقين‌: أحدهما طريق‌ العراق‌، والآخر طريق‌ الشام‌. فمنعه‌ عبدالله‌ ووَردان‌ من‌ السير نحو الشام‌ قائلين‌ له‌:

 الآخرة‌ في‌ طريق‌ العراق‌، لكنّ عمرو بن‌ العاص‌ لم‌ يطاوعهما فعرّج‌ نحو الشام‌. و دخل‌ علی معاوية‌، و ثبت‌ له‌ الامر بولاية‌ مصر، و علّم‌ معاوية‌ كيف‌ يخدع‌ الناس‌ بالاخذ بثأر عثمان‌ خليفة‌ رسول‌ الله‌ متظاهراً أنّ عليّاً و أصحابه‌ هم‌ الذين‌ قتلوه‌. ‌

 ذكروا أنّ مائة‌ ألف‌ قد قتلوا في‌ تلك‌ الحرب‌ حتّي‌ كاد النصر أن‌ يكون‌ لاميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ ليلة‌ الهرير، لولا خطّة‌ ماكرة‌ جديدة‌ طرحها عمرو بن‌ العاص‌، و هي‌ رفع‌ المصاحف‌ علی الرماح‌ ممّا أدّي‌ إلی حدوث‌ الاضطراب‌ و التضعضع‌ في‌ جيش‌ الإمام‌، و بدا عليهم‌ الضعف‌ و الفتور واستغلّ المنافقون‌ المندسّون‌ في‌ جيشه‌ الموقف‌ فأرغموه‌ علی التسليم‌ لامر الحكمين‌.

 و خدع‌ عمروبن‌ العاص‌ حكم‌ أهل‌ الشام‌ أبا موسي‌ الاشعريّ حتّي‌ حكم‌ بعزل‌ أميرالمؤمنين‌ عن‌ الخلافة‌. و في‌ هذا الموقف‌ لاحت‌ البوادر الاُولي‌ لانشقاق‌ الخوارج‌، فشكّلوا لهم‌ جبهة‌ في‌ مقابل‌ الإمام‌. و لم‌ يقرّ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ بالتحكيم‌ و اعتبره‌ خدعة‌...

 ثمّ إنـّه‌ استعدّ مرّة‌ أُخري‌ لقتال‌ أهل‌ الشام‌ للإطاحة‌ بحكومة‌ معاوية‌ الفاسدة‌، و جهّز جيشاً عدّته‌ مائة‌ ألف‌، و كاد أن‌ يتحرّك‌ لولا سيف‌ ابن‌ ملجم‌ المرادي‌ أحد الخوارج‌ الحمقي‌ إذ فلق‌ هامته‌، فانتقل‌ من‌ هذه‌ الدار المتعبة‌ إلی جوار ربّه‌ حيث‌ الامن‌ والامان‌ و السعادة‌

والحقيقه ان معاويه هو الذي رسم وخطط قضيه اغتيال الامام علي بمساعده الاشعث بن قيس وعبد ارحمن بن ملجم وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي (من قتل الامام علي (عليه السلام)

 

الفصل السادس - اذا اختلف اللصوص ظهرت السرقه

 إنضم عمرو بن العاص إلى صفِّ معاوية بن أبي سفيان في حربه ضدَّ الإمام علي (عليه السلام )، وقد اشترط عمرو على معاوية حكم مصر جزاء وقوفه بصفّه، وقد كان دور عمرو بن العاص في تثبيت ملك معاوية بن أبي سفيان يمثِّل الأساس الذي لولاه لقُتل معاوية وأتباعه في صفين، وقد وفى معاوية لعمر بعد أن استتبَّ له الأمر، إلَّا أنَّه بعد مرور مدَّة من الزمن طالبه بخراج مصر الذي كان من ضمن الاتفاق أن يكون لعمرو بن العاص، فأجابه عمرو بقصيدة طويلة فضح فيها ما كان بينهما، ونطق بالحق وشهد لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام)

بالولايه والامامه والخلافه

القصيده الجلجليه لعمر بن العاص

وممَّا جاء في القصيدة قوله

معاوية الحال لا تجهل * وعن سبل الحق لا تعدل

نسيت احتيالي في جلق * على أهلها يوم لبس الحلي؟

وقد أقبلوا زمرا يهرعون * مهاليع كالبقر الجفل

وقولي لهم: إن فرض الصلاة * بغير وجودك لم تقبل

فولوا ولم يعبأوا بالصلاة * ورمت النفار إلى القسطل

ولما عصيت إمام الهدى * وفي جيشه كل مستفحل

أبا البقر البكم أهل الشأم * لأهل التقى والحجى أبتلي؟

فقلت: نعم، قم فإني أرى * قتال المفضل بالأفضل

فبي حاربوا سيد الأوصياء * بقولي: دم طل من نعثل

وكدت لهم أن أقاموا الرماح * عليها المصاحف في القسطل

وعلمتهم كشف سوأتهم * لرد الغضنفرة المقبل

فقام البغاة على حيدر * وكفوا عن المشعل المصطلي

نسيت محاورة الأشعري * ونحن على دومة الجندل؟

ألين فيطمع في جانبي * وسهمي قد خاض في المقتل

خلعت الخلافة من حيدر * كخلع النعال من الأرجل

وألبستها فيك بعد الأياس * كلبس الخواتيم بالأنمل

ورقيتك المنبر المشمخر * بلا حد سيف ولا منصل

ولو لم تكن أنت من أهله * ورب المقام ولم تكمل

وسيرت جيش نفاق العراق * كسير الجنوب مع الشمأل

وسيرت ذكرك في الخافقين * كسير الحمير مع المحمل

وجهلك بي يا بن آكلة الكبود * لأعظم ما أبتلي

فلولا موازرتي لم تطع * ولولا وجودي لم تقبل

ولولاي كنت كمثل النساء * تعاف الخروج من المنزل

نصرناك من جهلنا يا بن هند * على النبأ الأعظم الأفضل

وحيث رفعناك فوق الرؤوس * نزلنا إلى أسفل الأسفل

وكم قد سمعنا من المصطفى * وصايا مخصصة في علي؟

وفي يوم " خم " رقى منبرا * يبلغ والركب لم يرحل

وفي كفه كفه معلنا * ينادي بأمر العزيز العلي

ألست بكم منكم في النفوس * بأولى؟ فقالوا: بلى فافعل

فأنحله إمرة المؤمنين * من الله مستخلف المنحل

وقال: فمن كنت مولى له * فهذا له اليوم نعم الولي

فوال مواليه يا ذا الجلال * وعاد معادي أخ المرسل

ولا تنقضوا العهد من عترتي * فقاطعهم بي لم يوصل

فبخبخ شيخك لما رأى * عرى عقد حيدر لم تحلل

فقال: وليكم فاحفظوه * فمدخله فيكم مدخلي

وإنا وما كان من فعلنا * لفي النار في الدرك الأسفل

وما دم عثمان منج لنا * من الله في الموقف المخجل

وإن عليا غدا خصمنا * ويعتز بالله والمرسل

يحاسبنا عن أمور جرت * ونحن عن الحق في معزل

فما عذرنا يوما كشف الغطا؟ * لك الويل منه غدا ثم لي

إلا يا بن هند أبعت الجنان * بعهد عهدت ولم توف لي

وأخسرت أخراك كيما تنال * يسير الحطام من الأجزل

وأصبحت بالناس حتى استقام * لك الملك من ملك محول

وكنت كمقتنص في الشراك  * تذود الظماء عن المنهل

كأنك أنسيت ليل الهرير * بصفين مع هولها المهول

وقد بت تذرق ذرق النعام * حذارا من البطل المقبل

وحين أزاح جيوش الضلال * وافاك كالأسد المبسل

وقد ضاق منك عليك الخناق * وصار بك الرحب كالفلفل

وقولك: يا عمرو؟ أين المفر * من الفارس القسور المسبل؟

عسى حيلة منك عن ثنيه * فإن فؤدادي في عسعل

وشاطرتني كلما يستقيم * من الملك دهرك لم يكمل

فقمت على عجلتي رافعا * وأكشف عن سوأتي أذيلي

فستر عن وجهه وانثنى * حياء وروعك لم يعقل

وأنت لخوفك من بأسه * هناك ملأت من الأفكل

ولما ملكت حماة الأنام * ونالت عصاك يد الأول

منحت لغيري وزن الجبال * ولم تعطني زنة الخردل

وأنحلت مصرا لعبد الملك  وأنت عن الغي لم تعدل

وإن كنت تطمع فيها فقد * تخلى القطا من يد الأجدل

وإن لم تسامح إلى ردها * فإني لحوبكم مصطلي

بخيل جياد وشم الأنوف * وبالمرهفات وبالذبل

وأكشف عنك حجاب الغرور * وأيقظ نائمة الأثكل

فإنك من إمرة المؤمنين * ودعوى الخلافة في معزل

ومالك فيها ولا ذرة * ولا لجدودك بالأول

فإن كان بينكما نسبة * فأين الحسام من المنجل؟

وأين الحصا من نجوم السما؟ * وأين معاوية من علي؟

فإن كنت فيها بلغت المنى * ففي عنقي علق الجلجل

ألين فيطمع في جانبي * وسهمي قد غاب في المفصل

وأخلعتها منه عن خدعة * كخلع النعال من الأرجل

وألبستها فيك لما عجزت * كلبس الخواتيم في الأنمل

ومنها أيضا

 

ولم تك والله من أهلها * ورب المقام ولم تكمل

وسيرت ذكرك في الخافقين * كسير الجنوب مع الشمأل

نصرناك من جهلنا يا بن هند * على البطل الأعظم الأفضل

وكنت ولن ترها في المنام * فزفت إليك ولا مهر لي

وحيث تركنا أعالي النفوس * نزلنا إلى أسفل الأرجل

وكم قد سمعنا من المصطفى * وصايا مخصصة في علي

ومنها أيضا :

وإن كان بينكما نسبة * فأين الحسام من المنجل؟

وأين الثريا وأين الثرى؟ * وأين معاوية من علي؟

وفاته

تاريخ اليعقوبي :

 نَظَرَ إلى مالِهِ فَرَأى كَثرَتَهُ ، فَقالَ : يا لَيتَهُ كانَ بَعرا ، يا لَيتَنيِ متُّ قَبلَ هذَا اليَومِ بِثَلاثينَ سَنَةً  أصلَحتُ لِمُعاوِيَةَ دُنياهُ ، وأفسَدتُ ديني ، آثَرتُ دُنيايَ وتَرَكتُ آخِرَتي ، عُمِّيَ عَلَيَّ رُشدي حَتّى حَضَرَني أجَلي ، كَأَنّي بِمُعاوِيَةَ قَد حَوى مالي ، وأساءَ فيكُم خِلافَتي

عمرو بن العاص على سرير الموت

قال ابن عبد البر في الاستيعاب 2 ص 436:

دخل ابن عباس على عمرو بن العاص في مرضه فسلم عليه وقال:

كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال: أصبحت وقد أصلحت من دنياي قليلا، وأفسدت من ديني كثيرا، فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفزت، ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت، ولو كان ينجيني أن أهرب هربت، فصرت كالمنخنق بين السماء والأرض، لا أرقي بيدين ولا أهبط برجلين،

 فعظني بعظة أنتفع بها يا بن أخي. فقال له ابن عباس: هيهات يا أبا عبد الله؟ صار ابن أخيك أخاك، ولا تشاء أن تبكي إلا بكيت، كيف يؤمن برحيل من هو مقيم؟. فقال عمرو: وعلى حينها [يعني الموت] حين ابن بضع وثمانين سنة تقنطني من رحمة ربي؟ أللهم؟ إن ابن عباس تقنطني من رحمتك، فخذ مني حتى ترضى. قال ابن عباس: هيهات يا أبا عبد الله؟

أخذت جديدا وتعطي خلقا. فقال عمرو: مالي ولك يا بن عباس؟! ما أرسلت كلمة إلا أرسلت نقيضها

 

المصادر:

  (1) الكلبي  في كتابه " مثالب العرب "206 / 4

 (2) ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 232)

 (3)(كنز العمّال 13/ 548 )

 (4)المصنف  لعبد الرزاق 11/350ح 20726

 (5)الغدير - الشيخ الأميني - ج 2 - الصفحة 127

 (6) كتاب صفين لابن مزاحم ص 264  )

 (7)  تذكرة سبط ابن الجوزي ص 14،  جمهرة الخطب ج 2 ص 12

 (8) شرح‌ النهج‌» ج‌ 6 ص‌ 282

 (9) البداية و النهاية: 5/ 25- 30  

 (10)الاستيعاب 1 ص 67، ، مطالب السئول ص 43، تاريخ ابن كثير 4 ص 30

 (11) الطبري، تاريخ الطبري: ج3، ص53

 (12) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ص256   

 (13)ابن أبي ‏الحديد،

شرح نهج البلاغة: ج2،ص226

 

بسر بن أرطاة

 

صحابي قتل ثلاثين الفا من الصحابه في مكه والمدينه واليمن وذبح اطفالهم وسبي نسائهم المسلمات وباعهن في سوق العبيد في الشام وكل ذلك بامر من معاويه

من هو بسر بن ارطاه

 هو الصحابي أبو عبد الرحمن القرشي العامري نزيل دمشق

قال الواقدي : توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولبسر ثمان سنين

وقال ابن يونس : صحابي شهد فتح مصر ، وله بها دار وحمام ، ولي الحجاز واليمن ،

لمعاوية ، ففعل قبائح . ووسوس في آخر عمره

وقال أحمد وابن معين : لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم . وقد سبى مسلمات باليمن ،

فأقمن للبيع

وقال ابن إسحاق : قتل قثم وعبد الرحمن ابني عبيد الله بن العباس صغيرين باليمن ، فتولهت

أمهما عليهما .

 بسر بن أرطأة ومعاويه بن ابي سفيان غادران اثمان

وصف أمير المؤمنين علي (عليه السلام) معاوية بؤرة الغدر والجبن والخسة والنذالة وشبهة

النسب كما جاء في نهج البلاغة بما نصه:

 (وَاللهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي، وَلكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ، وَلَوْلاَ كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى النَّاسِ، وَلَكِنْ كُلُّ غَدْرَة فَجْرَةٌ، وَكُلُّ فَجْرَة كَفْرَةٌ، وَلِكُلِّ غَادِر لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَاللهِ مَا أَسْتَغْفَلُ بالْمَكِيدَةِ، وَلاَ أُسْتَغْمَزُ بالشَّدِيدَةِ)

استدعى معاوية المجرم بسراً أداته لغدرةٍ جديدةٍ وسيئةٍ مخزيةٍ تُضاف إلى سجل إجراميهما الذي سوّدا به صحائف التأريخ . حيث جهزّه بجيش قوامه ثلاثة آلاف وأمره أن يغير على اليمن والمدينة ومكة

وصايا معاويه لبسر بن ارطأه

(لا تنزل على بلد على طاعة علي إلا بسطت عليهم لسانك حتى يروا أنهم لا نجاة لهم وإنك محيط بهم وادعهم إلى البيعة لي فمن أبى فاقتله، واقتل شيعة علي حيث كانوا)

هذه بعض وصايا ابن آكلة الأكباد ربيب الجريمة والغدر والعهر إلى أحد عملائه المتوحّشين وهو يسلطه على رقاب المسلمين

سار بسر ووصية سيده معاوية تشعل في جسده دماء الجريمة ولا يطفئ اللهب في عينيه شيء سوى الدماء .. الدماء فقط ولا يهم دماء من تكون... الرجل القادر على القتال... أم الشيخ.. أم المرأة.. أم الفتاة... أم الصبي... وحتى.. الطفل في حضن أمه  فدماء كل هؤلاء تشعره باللذة

بسر بن ارطأه يفتك بالصحابه في مدينه رسول الله

أحصي من قتلهم بسر في غاراته على المدينة ومكة والطائف والحجاز واليمن فكانوا أكثر من ثلاثين ألفاً سوى من أحرقهم بالنار وعدا الدور التي هدمها

دخل المدينة وعليها أبو أيوب الأنصاري والياً من قبل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فهرب أبو أيوب عندما رأى أن لا طاقة له على قتال هذا الجيش، فصعد بسر المنبر وشتم أهل المدينة وتوعّدهم بالقتل والإبادة ثم شتم الأنصار ونعتهم باليهود وسبهم وأراد أن ينفذ وعيده فيهم فيبيدهم عن بكرة أبيهم وقال لهم :

(والله لأوقعنَّ بكم وقعة تشفي غليل صدور آل عثمان، أما والله لأدعنكم أحاديث كالأمم السالفة)

ضجَّ الناس وخافوا وعمَّ الاضطراب والهلع في قلوبهم فلجأوا إلى حويطب بن عبد العزى زوج أم بسر فهدّأه وسكن هيجانه ولما نزل من المنبر دعا الناس إلى بيعة معاوية فبايعه الناس خوفاً منه ثم أرسل إلى بني سلمة فقال:

 والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد الله. فلجأ جابر إلى أم المؤمنين أم سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها: ماذا ترين؟ إن هذه بيعة ضلالة وقد خشيت أن اقتل. فقالت: أرى أن تبايع فإني قد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة وختني عبد الله بن زمعة أن يبايعا، فأتاه جابر فبايعه، ولكن بسراً لم يكن ليكتفي بذلك حتى روى نفسه الهمجية ببعض الدماء وأحرق دوراً كثيرة منها دار الوالي أبي أيوب الأنصاري صاحب منزل رسول الله

بسربن ارطاه يفتك بالصحابه في مكه

خرج بسر من المدينة في طريقه إلى مكة فوجد قافلة فقتلهم وأخذ أموالهم، ودخل مكة فكرر ما فعله بالمدينة، وقتل عبد الرحمن بن عبيد، وعمرو بن أم إراكة الثقفي، وقتل كل من كان في طاعة علي بن أبي طالب، فأقام في المدينة شهراً، فما قيل له في أحد: إن هذا ممن أعان على عثمان إلا قتله، وقتل قوماً من بني كعب على مائهم فيما بين مكة والمدينة وألقاهم في البئر، ثم دخل الطائف ونجران ولم يختلف فعله عمّا سبقه في المدينة و مكة

بسر بن ارطاه يذبح طفلين لعبيد الله بن العباس

ثم مضى بسر إلى اليمن، وعامل اليمن لعلي رضي الله عنه عبيد الله بن العباس، فلما بلغه أمر بسر فر إلى الكوفة حتى أتى عليا، واستخلف على اليمن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، فأتى بسر فقتله وقتل ابنه ولقي ثقل عبيد الله بن العباس وفيه ابنان صغيران لعبيد الله بن العباس

سمع بسر أن طفلين لعبيد الله بن العباس عامل أمير المؤمنين يستتران عند امرأة من أبناء فارس فقتل منهم مائة رجل وأحضر الطفلين الصغيرين وهما عبد الرحمن وقثم وأخرج مدية ليذبحهما فلما أراد ذبحهما قال له الرجل الذي كان الطفلان في بيته: ولم تقتل هذين ولا ذنب لهما ؟ فإن كنت قاتلهما فاقتلني معهما فقتله ثم ذبحهما

سمعت أم الطفلين وهي أم حكيم بنت قارظ بذبحهما فجن جنونها وأصابها ولهٌ عليهما فكانت لا تعقل ولا تصغي إلى أي قول سوى إلى من يسميهما فكانت تطوف في الموسم وهي تسأل عن ابنيها بهذه الأبيات

ها منْ أحسَّ بإبنيَّ اللذينِ هُمَا *** كالدُّرَّتينِ تشظّى عنهما الصدفُ

ها منْ أحسَّ بإبنيَّ اللذينِ هُمَا *** سمعي وقلبي.. فقلبي اليوم مُختطف

ها منْ أحسَّ بإبنيَّ اللذينِ هُمَا *** مُخُّ العظامِ فمُخِّي اليوم مزدهف

نبئتُ بِسراً وما صدقتُ ما زعموا *** من قولهم، ومن الإفكِ الذي اقترفوا

أنحَى على ودجَيْ ابنيَّ مرهفةً *** مشحوذةً، و كذاكَ الإثمُ يُقترَفُ

فالآنَ ألعنُ بسراً حقَّ لعنتهِ *** هذا لعمرُ أبي بسرٍ هوَ السرفُ

من دلَّ والهةً حرَّى مولهةً *** على حبيبينِ ضلّا إذْ غدى السلفُ

 

جريمة تفوق الوصف

هل اكتفى بسر بما أراقه من هذه الدماء البريئة ؟ كلا إنه لم يترك السبق إلى سيئة ووصمة عارفي تاريخ الإجرام لغيره، فعندما أغار على قبيلة همدان وهم شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وقتل أكثر من مأتين رجلا، وقتل كثيراً من أبنائهم، سبى نساءهم فكن أول مسلمات سبين في الإسلام وذهب بهن إلى الشام وأقامهن في السوق وعرضهن للبيع فكان يُكشف عن سوقهن ــ جمع ساق ــ فأيتهنّ كانت أعظم ساقاً أشتريت على عظم ساقها

 بسر بن ارطاه اول من سبى نساء مسلمات وباعهن بالشام

قال ابن عبد البر في الاستيعاب:

 (أغار بسر بن أرطأة على همدان في اليمن، - وكانت في يد أمير المؤمنين (عليه السلام) وسبى نساءهم فكن أول مسلمات سبين في الإسلام)

الأخبار ترد الكوفة

وصلت هذه الأخبار المؤلمة التي يتفطر لها القلب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في الكوفة فصعد المنبر وخطب في الناس فقال:

 (أُنْبِئْتُ  بُسْراً  قَدِ اِطَّلَعَ اَلْيَمَنَ  وَإِنِّي وَاَللَّهِ لَأَظُنُّ أَنَّ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ تَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ وَبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فِي اَلْحَقِّ وَطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فِي اَلْبَاطِلِ وَبِأَدَائِهِمُ اَلْأَمَانَةَ إِلَى صَاحِبِهِمْ وَخِيَانَتِكُمْ وَبِصَلاَحِهِمْ فِي بِلاَدِهِمْ وَفَسَادِكُمْ فَلَوِ اِئْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَعْبٍ لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلاَقَتِهِ اَللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ وَسَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وَ أَبْدِلْهُمْ بِي شَرّاً مِنِّي اَللَّهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا يُمَاثُ اَلْمِلْحُ فِي اَلْمَاءِ أَمَا وَاَللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُمْ أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ  بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ)

ثم خاطب الناس قائلا:

(إن من ذل المسلمين وهلاك الدين أن ابن أبي سفيان يدعو الأراذل والأشرار فيجاب، وأدعوكم وأنتم الأفضلون الأخيار فتراوغون وتدافعون، ما هذا بفعل المتقين، إن بسر بن أبي أرطاة وجه إلى الحجاز وما بسر؟ لعنه الله .. لينتدب إليه منكم عصابة حتى تردوه عن شنته)

جاريه بن قدامه يلاحق بسرا

فقام جارية بن قدامة السعدي وتولى أمر ملاحقة بسر فسار إليه بألفي مقاتل وتبعه وهب بن مسعود الخثعمي بألفين أيضاً وقال لهما:

 (إخرجا في طلب بسر حتى تلحقاه أينما لحقتماه، فناجزاه فإذا التقيتما فجارية على الناس) ثم خرج (عليه السلام) يشيّع الجيش وأوصى جارية قائد الجيش بوصية، ليستمع إليها كل إنسان منصف وليقارن بينها وبين وصية معاوية وليميز بين الإسلام الإنساني والإنسانية العظيمة التي تخلق بها ربيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته وفي جميع جوانب حياته، وبين الهمجية والوحشية ونزعة الجريمة التي جُبل عليها ابن آكلة الأكباد

مقارنه بين وصيه معاويه لبسر ووصيه علي لجاريه بن قدامه

أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) قائد جيشه جارية فقال:

 (اتقِ اللهَ الذي إليهِ تصير، ولا تحتقرْ مسلماً ولا معاهداً ولا تغصبنَّ مالاً ولا ولداً ولا دابة، وإن حفيتَ وترجلتَ، وصلِّ الصلاةَ لوقتها)

يوصيه (عليه السلام) بأن لا يغتصب إنسانا دابته ونعله حتى وإن بقيَ راجلاً وحافياً وهو قائد جيش!! وقد التزم جارية بوصية سيده أمير أمير المؤمنين (عليه السلام) فسار من طريق الحجاز حتى وصل اليمن ولم يقتل أو يسلب أحداً وهو يسأل عن بسر فقيل له إنه بمكة فسار نحوه فلما سمع بسر بجارية هرب إلى الشام

شجاعه بسر على الضعفاء فقط

بسر يكشف عورته لينجو من سيف علي (عليه السلام )

هذا المجرم الذي سفك دماء الآلاف من الأبرياء لم يكن جباناً في الحرب فقط، بل إنه كان يرتعد من السيف فيكشف أمام صليل سيف علي عليه السلام  عورته لينقذ نفسه من الموت ويؤثر الخزي والعار على الموت في ساحة الحرب، فقد كشف سوأته في صفين خوفاً من سيف أمير المؤمنين (عليه السلام)، غير آبه بهذه الوصمة التي يَندى لها جبين كل إنسان شريف، حتى أصبحت (فعلته) وصمة وسُبّة يُوصم بها

فقد وقف هذا المجرم كأمثاله موقفاً معادياً لأمير المؤمنين (عليه السلام) منذ أن تولى الخلافة وكان عثمانياً ومن ثم معاوياً فضمَّته بؤرة النفاق ومشبوهي النسب فكان أحد قادة جيش معاوية في صفين رغم ما افتُضِح به في هذه المعركة وإليكم هذه الوصمة المخزية التي تجلبب بها هذا (القائد) في جيش معاوية كما وردت نصاً

ذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب في باب (بسر بن أرطاة) فقال:

 (كان بسر من الطغاة وكان مع معاوية بصفين فأمره أن يلقى عليا (عليه السلام) في القتال وقال له إني سمعتك تتمنى لقاءه فلو أظفرك الله به و صرعته حصلت على الدنيا والآخرة، ولم يزل يشجعه ويمنيه حتى رأى علياً (عليه السلام) في الحرب فقصده والتقيا فطرحه عليٌّ على الأرض فكشف بسر عن عورته فتركه الإمام ودار بوجهه عنه)

 وفي كشف بسر لسوأته وكذلك قبله ابن العاص في صفين

 ويقول الحارث بن النضر السهمي

 أفِي كلِّ يومٍ فـــارسٌ تندبونَــه *** له عــورةٌ وسطَ العجاجةِ باديــهْ

يكفُّ بهـــا عنهُ علـيٌّ سنانَــه *** ويضحــكُ منها في الخلاءِ معاويهْ

بدتْ أمسُ من عمروٍ فقنّعَ رأسَـــه *** وعورةُ بسرٍ مثلها حـذوَ حاذيــهْ

فقولا لعمروٍ وابـــن أرطاةِ أبصرا *** سبيلَكمـــا لا تلقيا الليثَ ثانيــهْ

ولا تحمدا إلا الحَيَــا وخصاكمــا * همــا كانتا والله للنفس واقيـــه

فلولاهما لم تنجـوا مــن سنانِــه * وتلك بمــا فيها عن العودِ ناهيـه

متى تلقيا الخيلَ المشيحــةَ صبحـة *** وفيهــا عليٌّ فاتركا الخيل ناحيـه

وكونــا بعيداً حيــث لا يبلغ القنا *** وخمى الوغى إن التجــاربِ كافيه

وإن كــانَ منه بعدٍ ففي النفسِ حاجةٌ *** فعودا إلى ما شئتمــا هي ماهيـه

نهاية الطغيان

روت المصادر إنه لما بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) ما فعله بسر من قتل الصبيين جزع لذلك جزعاً شديداً، ودعا على بسر لعنه الله فقال:

( اللهم اسلبه دينه، ولا تخرجه من الدنيا حتى تسلبه عقله)

 فأصابه ذلك وفقد عقله، وكان يهذي بالسيف ويطلبه فيؤتى بسيف من خشب ويجعل بين يديه

 زق منفوخ فلا يزال يضربه حتى يسأم

وذكر الثقفي أن لعنة أمير المؤمنين (عليه السلام) تحققت في حق بسر بن أبي أرطاة، ففقد

عقله وظهرت منه التصرفات الجنونية

ابو هريره . . . يبيع دينه بولايه المدينه وقصر العقيق وتزويجه من السيده التي كان يخدمها باكل بطنه

 

 

الفصل الاول -  ابو هريره في عهد النبي

الفصل الثاني - ابو هريره في عهد الخلفاء الراشدين

الفصل الثالث – ابو هريره في عهد معاويه

الفصل الرابع – كبار الصحابه كذبوا ابو هريره

الفصل الخامس - ابو هريره يقصم ظهر الاسلام

 

الفصل الاول -  ابو هريره في عهد النبي

 نشا  ابو هريره فقيرا معدما يخدم الناس باكل بطنه فباع دينه لمعاويه بولايه المدينه المنوره وقصر العقيق و زوجوه السيده بسره بنت غزوان التي كان يخدمها باكل بطنه والثمن قصم ظهر الاسلام باختلاق احاديث سياسيه وعقائديه

ويقول السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه ابو هريره

 وتتمثل لك نعمه بني اميه عليه إذا امعنت النظر في حاليه، حاله قبل دولتهم حيث كان ذليلا مهيناً ينظر الى القمل يدب على نمرته  وحاله على عهدهم حيث اخذوا بضبعيه واطلقوا عنه ربقة الخمول فكسوه الخز  والساج وجعلوه يزر ازراره بالديباج  والبسوه الكتان المشيق  وبنوا القصر في العقيق  وطوقوه ببرهم، وناطوا نعمهم قلائد في عنقه واذاعوا ذكره، ونوهوا باسمه، وولوه على المدينة الطيبة مدينة النبي  وانكحوه ايام ولايته عليها بسرة بنت غزوان بن جابر بن وهب المازنية اخت الأمير عتبة بن غزوان  وما كان ليحلم بذلك، ولا ليسنح في امانيه، وقد كان يخدمها بطعام بطنه ويكدح في خدمتها حافياً

 

اسمه ونسبه

لم يختلف الناس في اسم أحد في الجاهلية والاسلام، مثل ما اختلفوا في اسم " أبي هريرة " فلا يعرف على التحقيق اسمه الذي سماه به أهله ليدعى بين الناس به، وكذلك اختلفوا في اسم أبيه اختلافا كثيرا

قال النووي: اختلف في اسمه واسم أبيه على نحو من ثلاثين قولا

وقال ابن عبد البر في الاستيعاب

واختلفوا في اسم أبي هريرة واسم أبيه اختلافا كثيرا، لا يحاط به، ولا يضبط في الجاهلية والاسلام  وقال: ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شئ يعتمد عليه، وقد غلبت عليه كنيته  فهو كمن لا اسم له غيرها

اسلامه وصحبته

يقول الشيخ الباحث محمود ابو ريه في كتابه شيخ المضيره ان مده صحبه ابو هريره  هي سنه وتسعه اشهر وفي ابعد الاحتمالات كما يقول الاخرون اربع سنين وانه اسلم بعد فتح خيبر

اصله ونشأته

كل ما عرف عن أصله أنه من عشيرة سليم بن فهم من قبيلة أزد، ثم من دوس إحدى قبائل العرب الجنوبية

 أما نشأته فلم يعرفوا عنها شيئا  وكذلك لم يعرف الناس عن حياته في بلاده (اليمن) في مدى السنين التي قضاها بها قبل إسلامه  غير ما قاله هو عن نفسه من أنه كان يرعى الغنم وكان فقيرا معدما يخدم الناس بطعام بطنه

 وروى عنه ابن قتيبة انه قال:

نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدوا إذا ركبوا (1)

وقال ابو هريره: وقد رأيتني وإني لأجير لابن عفان وابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي ، أسوق إذا ارتحلوا وأحدوا  بهم إذا نزلوا.  (2) ولقد كان أبو هريرة أميا لا يقرأ ولا يكتب، وظل على أميته طول حياته

ويقول محمود ابو ريه في كتابه شيخ المضيره :

كان أبو هريرة صريحا في الإبانة عن سبب صحبته للنبي فلم يقل إنه قد صاحبه للمحبة أو للهداية كغيره، من الذين كانوا يسلمون وإنما قال: إنه صاحبه على (ملء بطنه)

ففي حديث رواه أحمد والشيخان عن الزهري عن عبد الرحمن بن الأعرج قال

سمعت أبا هريرة يقول: إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله على ملء بطني

وفى رواية أخرى ( لشبع بطني)

سبب قدوم ابو هريره على النبي

انتهى إلى مسمع ابو هريره أن نبيا ظهر بمكة بدين يدعو إلى مساعدة البائسين، وسد عوز المحتاجين، فإنه ولا ريب يغتبط بذلك ويشرق قلبه فرحا

وإذا ما بلغه كذلك أنه بعد أن هاجر إلى المدينة قد أصبح مأوى الجائعين ، وأنه قد جعل للفقراء الذين يقصدون المدينة مكانا خاصا يؤون إليه، يطمعهم فيه ويسقيهم فإن نفسه تشرئب ولا جرم إلى ذلك، ويتمنى لو يضمه هذا المأوى ليطعم فيه، ويكفي مشقة خدمة الناس، وما يلقى في سبيل ذلك من نصب؟

وإذا علم غير هذا وذاك، أنه قد جعل للفقراء والمساكين نصيبا في مغانم الحرب و

إذا ما انتهى إليه كل ذلك وغيره فترى ماذا يكون أمره؟

إنه ولا شك يطير فرحا، ويهيم سرورا، وتشتد به الرغبة، ويستبد به الطمع، وتلح عليه الحاجة، في أن يهرع إلى صاحب هذا الدين ليعيش في كنفه، ويستظل بظله

ابو هريره ارتضى العيش في الصفه

والصفة  هي مكان مظلل في مؤخرة مسجد النبي بالمدينة من الجهة الشمالية، ياوي اليها من لا بيت عنده ولايملك قوت يومه من المسلمين

وانظر الفرق بين ابو هريره وبين غيره مثل عبد الرحمن بن عوف، الذي آخى النبي بينه وبين سعد بن الربيع، وكان ذا غنى. فقال له سعد:

أقاسمك مالي نصفين وأزوجك فقال له عبد الرحمن بن عوف، بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني على السوق (3)

ومن يقرأ ما صرح به أبو هريرة مرارا عن نفسه، وما وصف من سوء حاله، يتبين له أن معيشته كانت ضنكا أيام إقامته بالمدينة في عهد النبي، حتى لقد بلغ من شدة بؤسه وفاقته، أنه كان يصرع من الجوع، حتى وصف بعضهم هذا الصرع بالجنون

  يقول كنت صائما فأمسيت وأنا أشتكي بطني، فانطلقت لأقضي حاجتي، فجئت وقد أكل الطعام، وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام لأهل الصفة، وقلت: إلى من أذهب؟ فقيل لي، اذهب إلى عمر بن الخطاب، فأتيته وهو يسبح بعد الصلاة، فانتظرته فلما انصرف دنوت منه، فقلت

أقرئني وما أريد إلا الطعام

 قال: فأقرأني آيات من سورة آل عمران، فلما بلغ أهله دخل وتركني على الباب، فأبطأ فقلت ينزع ثيابه! ثم يأمر لي بطعام! فلم أر شيئا (4)

ملّ الصحابه سلوك ابو هريره

ملّ الصحابه سلوك ابو هريره ومتابعته لهم كلما انصرفوا من الصلاه لكي يطعموه فاراد النبي تاديبه بالنصح فقال له :

عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:" لان ياخذ احدكم حبله ثم يغدو  إلى الجبل، فيحتطب فيبيع فياكل ويتصدق خير له من ان يسال الناس (5)

 النبي يبعد ابو هريره عن المدينه

لما رأى النبي كثرة غشيان أبي هريرة لبيوت المسلمين، وتبرم أصحابها به، أراد أن يلقنه درسا في الأدب حتى يفئ إلى القناعة، ويحفظ لنفسه كرامتها - وكان صلوات الله عليه نعم المؤدب لأصحابه يتولاهم دائما بتأديبه وحكمته، ويغرس فيهم مكارم الأخلاق بكمال سيرته، وما كان له (صلى الله عليه وآله) أن يذر مثل أبي هريرة على ما كان عليه من اقتحام بيوت الناس في كل وقت، وأخذ الطريق على أصحابها على ما لا يقضى به أدب اللياقة - من غير أن يؤدبه بأدبه العالي وتربيته الحكيمة، فقال له يوما:

أين كنت أمس يا أبا هريرة؟

 قال زرت أناسا من أهلي، فقال: يا أبا هريرة، " زر غبا تزدد حبا ". ولكن أبا هريرة لم يرعو وظل على ما تعود، ومن أجل ذلك لم يجد النبي بدا من أن يقصيه عن المدينة وذلك لارساله مع والي البحرين العلاء بن الحضرمي ليكون مؤذنا له

 

الفصل الثاني - ابو هريره في عهد الخلفاء الراشدين

 

ابو هريره في عهد عمر

ابو هريره سارق

عمر يولي ابو هريره على البحرين

وانتهى الى عمر من اخباره أنه ابتاع أفراسا بألف وستمائة دينار فهاله ما سمع واستقدمه من البحرين  فأتاه يحمل أربعين ألف درهم لبيت المال، وعشرين ألفا لنفسه فدهش عمر كيف يجبى من الناس كل هذه المبالغ الطائلة ولم يملك إلا أن فاجأ أبا هريرة بقوله:

 أسرقت مال الله؟ إنك عدو الله وعدو المسلمين

وعندما سأله عن المال الذي أصابه لنفسه، ومن أين أتى به،

قال: كنت أتجر وكانت لنا أفراس تناتجت (6)

فلم يجد عمر من حيلة معه إلا أن يشاطره هذا المال، وكانت هذه سنة عمر في الولاة الذين يخونون الأمانة في ولاياتهم، ولم يكتف بذلك مع أبي هريرة - كما كان يفعل مع غيره، بل أوجع ظهره بدرته حتى أدماه، ثم أخذ يلذعه بموجع القول وقوارص الكلم، مما لا يوجه مثله إلا إلى رجل مهين فقد قال له:

هل علمت من حين استعملتك على البحرين، وأنت بلا نعلين

ولما طلب منه المال الذي استولى عليه من الناس ظلما بغير حق أجاب أبو هريرة: لقد احتسبته عند الله فرد عليه عمر هذا الرد الأليم فقال له:

 (ذلك لو أخذته من حلال ) أي أن هذا المال كان من المال الحرام

ابو هريره في عهد عثمان

أخلص أبو هريرة لآل أبي العاص وسائر بني أمية على عهد عثمان واتصل

بمروان وتزلف الى آل أبي معيط، فكان له بسبب ذلك شأن، ولاسيما بعد ان

حوصر عثمان فكان أبوهريرة معه. وبهذا نال نضارة بعد الذبول ونباهة بعد الخمول

سنحت في تلك الفتنة فرصة الانضواء الى دار عثمان فأسدى بها الى آل أبي

العاص وغيرهم من الأمويين يداً كان لها أثرها عندهم وعند أعوانهم ومقوية

سلطانهم؛ فنفضوا عنه دثار الخمول واشادوا بذكره؛ على أنه لم يخف عليهم

 كونه ما استسلم الى الحصار ولا دخل الدار إلا بعد أن كف الخليفة أيدي أوليائه

عن القتال وأمرهم بالسكينة. كما قال بعض معاصريه في رثائه

 

فكف يديه ثم أغلق بابه** وأيقن أن االله ليس بغافل

وقال لأهل الدار لاتقتلوهم **عفا االله عن كل امرئ لم يقاتل

 

وانما فعل ذلك احتياطاً على نفسه واحتفاظاً بأصحابه. وكان أبو هريرة على علم بأن الثائرين لا يطلبون إلا عثمان ومروان. وهذا ما شجعه على أن يكون في المحصورين لاسيما ان مائده الخليفه دسمه

 ومهما يكن فقد اختلس الرجل هذه الفرصة فربحت صفقته وراجت سلعته، وأكب بعدها بنو أمية وأولياؤهم على السماع منه. فلم يألوا جهداً في نشر حديثه والاحتجاج به. وكان ينزل فيه على ما يرغبون واختلق احاديث في مدح عثمان

وكان مما حدثهم به عن رسول االله

( إن لكل نبي خليلا من أمته وان خليلي عثمان)

( (عثمان حي تستحي منه الملائكة

 (7)(  لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان)

 

ابو هريره في عهد علي

 

خفت صوت أبي هريرة على عهد أمير المؤمنين. وكاد أن يرجع الى سيرته الاولى. حيث قعد عن نصرة أمير المؤمنين فلم ينضوا الى لوائه، بل كان وجهه ونصيحته الى أعدائه

مضيره معاويه

وقال الزمخشري في ربيع الأبرار

وكان أبو هريرة يعجبه المضيرة فيأكلها مع معاوية، وإذا حضرت الصلاة، صلى خلف على، فإذا قيل له في ذلك قال :

 مضيرة معاوية أدسم، والصلاة خلف على أفضل

وكان أبو هريرة يصلى خلف على ويأكل على سماط معاوية ويعتزل القتال ويقول

الصلاة خلف على أتم، وسماط معاوية أدسم، وترك القتال أسلم

معاويه يستعين بابي هريره

وقد أرسله معاوية مع النعمان بن بشير ـ وكانا عنده في الشام ـ الى علي

يسألانه أن يدفع قتله عثمان الى معاوية ليقيدهم بعثمان، وقد أراد معاوية

بهذا أن يرجعا من عند علي الى الشام وهما لمعاوية عاذران ولعلي لائمان

فاراد أن يكون النعمان وأبو هريرة شاهدين له عند أهل الشام بذلك، وان يظهرا للناس عذر معاوية في قتال علي فقال لهما ائتيا علياً فانشداه االله لما دفع الينا قتلة عثمان، فانه قد آواهم، ثم

لاحرب بيننا وبينه، فان ابي فكونوا شهداء االله عليه، واقبلا على الناس فاعلماهم بذلك

بسر بن ارطاه قائد جيش معاويه يولي ابي هريره على المدينه

ولم يزل كذلك حتى خرجت الخوارج على أمير المؤمنين واختلف الناس

عليه في العراق واستفحل أمر معاوية باستيلائه على مصر وقتله محمد بن أبي بكر

وعبثه في بلاد أمير المؤمنين، وشنه الغارات عليها، وبعثه بسراً في ثلاثة آلاف

 الى الحجاز واليمن عيثاً في الأرض وفساداً، وتنكيلا بعباد االله وتقتيلا، وتحريقاً

لهم وتمزيقاً، وانتهاكا لحرمات االله، وهتكا لامائه وسبياً لذراري المؤمنين من

عباده؛ وعبرة للناظرين، ومثلا واحدوثة في الغابرين

وفي ختام هذه الفظائع أخذ البيعة لمعاوية من أهل الحجاز واليمن عامة

فعندها باح أبو هريرة بما في صدره، واستراح الى بسر بن أرطاة بمكنون سره

فوجد بسرمنه اخلاصاً لمعاوية. ونصحاً في أخد البيعة له من الناس، فولاه على

المدينة حين انصرف عنها وامر أهلها بطاعته ولم يزل بعدها يصلي بهم ويرى

لنفسه الولاية عليهم حتى جاءهم جارية بن قدامة السعدي من قبل أمير المؤمنين

في الفي فارس وأبو هريرة يصلي في الناس، فهرب من وجهه، فقال جارية

لو وجدت أبا سنور لقتلته

وبلغ جارية ـ وهو في الحجاز ـ استشهاد أمير المؤمنين في الكوفة فأخذ البيعة من أهل المدينة للامام السبط أبي محمد الحسن الزكي المجتبى  ثم عاد الى الكوفة فرجع أبو هريرة يصلي بالناس

 

الفصل الثالث - ابو هريره في عهد معاويه

 

 ابو هريره يبيع ومعاويه يشتري

لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة، فرأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مراراً وقال:

يا أهل العراق اتزعمون اني اكذب على االله ورسوله واحرق نفسي بالنار؟ واالله لقد سمعت رسول االله يقول: ان لكل نبي حرماً وان المدينة حرمي فمن احدث فيها حدثاً فعليه لعنة االله والملائكة والناس اجمعين

وقال

واشهد باالله ان علياً احدث فيها فلما بلغ معاوية قوله أجازه واكرمه وولاه امارة

روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفار أنه - أبو هريرة - لما قدم الكوفة مع معاوية  كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه وقال: يا أبا هريرة، أنشدك الله، أسمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فقال: اللهم نعم

 فقال: فأشهد بالله، لقد واليت عدوه، وعاديت وليه. ثم قام عنه بعد أن وخزه هذه الوخزة الأليمة

وروى الأعمش قال: لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة (سنة 41) (وهو في الحقيقة عام الفرقة) جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه، ثم ضرب صلعته مرارا وقال يا أهل العراق أتزعمون أنى (أكذب) على رسول الله وأحرق نفسي بالنار(والله) لقد سمعت رسول الله يقول:

إن لكل نبي حرما، وإن حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيهما حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة (8)

وكان ثمن دين ابو هريره ان ولاه معاويه على المدينه وزوجه سيدته التي كان يخدمها بطعام بطنه وهي بسره بنت غزوان اخت الامير عتبه بن غزوان

ويقول السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه ابو هريره

 (وتتمثل لك نعمهم عليه إذا امعنت النظر في حاليه، حاله قبل دولتهم حيث كان ذليلا مهيناً ينظر الى القمل يدب على نمرته  وحاله على عهدهم حيث اخذوا بضبعيه واطلقوا عنه ربقة الخمول فكسوه الخز  والساج وجعلوه يزر ازراره بالديباج  والبسوه الكتان المشيق  وبنوا القصر في العقيق  وطوقوه ببرهم، وناطوا نعمهم قلائد في عنقه واذاعوا ذكره، ونوهوا باسمه، وولوه على المدينة الطيبة مدينة النبي  وانكحوه ايام ولايته عليها بسرة بنت غزوان بن جابر بن وهب المازنية اخت الأمير عتبة بن غزوان  وما كان ليحلم بذلك، ولا ليسنح في امانيه، وقد كان يخدمها بطعام بطنه ويكدح في خدمتها حافياً)

 

قال مضارب بن جزء:

كنت اسير في الليل فاذا رجل يكبر فلحقته فاذا هو أبو هريرة، فقلت: ماهذا؟. قال: اشكر الله على ان كنت اجيراً لبسرة بنت غزوان بطعام بطني؛ فكنت إذا ركبوا سقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم والآن تزوجتها فأنا الأن اركب، فاذا نزلت خدمتني

 قال: وكانت اذا اتت على مكان سهل نزلت فقالت: لا اريم حتى تجعل لي عصيدة، فها اناذا إذا اتيت على نحو من مكانها قلت لها: لا اريم حتى تجعلي لي عصيدة

 الفصل الرابع – كبار الصحابه كذّبوا ابو هريره

عمر يكذب ابو هريره ويضربه على كذبه

 

1- زجره  عمر فقال له :

 (لتتركن الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله‌ وسلم أو لأ لحقنك بأرض دوس او بأرض القردة.)

 2- ومره اخرى غضب عليه عمر لاكثارة على رسول الله (صلى‌الله‌ عليه‌ وآله ) فضربه بالدرة ردعا له وهو يوبخه بقوله :

 (اكثرت يا ابا هريرة وأحر بك ان تكون كاذباً على رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم .)

 3- وقد عزله عن البحرين بعد ان ضربه فأدمى ظهره وانتزع منه عشرة آلاف لبيت المال ووبخه بكلام فظيع كما مر بنا .

4 - و ضربه على عهد النبي (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم )ضربة خرّ بها لاسته .

قال السرخسي : لما بلغ عمر أن أبا هريرة يروى بعض ما لا يعرف قال :

( لتكفن عن هذا أو لألحقنك بجبال دوس )(9)

5- بل لقد اعترف أبو هريرة بذلك عندما قال :

(لقد حدَّثتكم بأحاديث لو حدَّثتُ بها زمن عمر لضربني عمر بالدِّرَّة ) (10)

علي (عليه السلام ) يكذب ابو هريره

قال علياً لما بلغه حديث أبي هريرة :

 (اكذب الأحياء على رسول الله صلى‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم أبو هريرة الدوسي).(11)

 (ومنها): ان أبا هريرة كان يقول: حدثني خليلي؛ ورأيت خليلي وقال لي خليلي رسول الله، فبلغ علياً ذلك فقال له:

 ( متى كان النبي خليلك يا ابا هريرة؟) ينكر عليه قوله هذا،

 

عائشه تكذب ابو هريره

دعت  عائشه أبا هريرة إذ بلغها حديثه فقالت له:

ما هده الأحاديث التي تبلغنا انك تحدث بها عن النبي صلى‌الله‌عليه ‌وآله‌ وسلم هل سمعت إلا ما سمعنا ؟ ورأيت إلا ما رأينا ؟ قال: يا أماه انه كان يشغلك عن رسول الله المرآة والمكحلة الحديث(12) .

و روي ابو هريره ان الكلب والمرأة والحمار تقطع الصلاة، فكذبته عائشة وقالت:

رأيت رسول الله يصلي وسط السرير وأنا على السرير معترضة بينه وبين القبلة.

وروي  ابو هريره حديثاً في النهي عن المشي بالخف الواحد فبلغ عائشة ذلك فمشت بخف واحد وقالت لأخالفن أبا هريرة.

وروي من اصبح جنباً فلا صيام له، فردت عليه عائشة وحفصة وكذبتا حديثه فاعترف أبو هريرة لهما ورجع عن قوله معتذراً بأنه لم يكن سمع ذلك من رسول الله وإنما سمعه من الفضل بن العباس وكان الفضل (حين اعتذر بهذا) ميتاً (13).

 

دخل رجلان على عائشة فقالا: ان ابا هريرة يحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله ‌وسلم أنه قال:

إنما الطيرة في المرأة والدابة فطارت عائشة شغفاً ثم قالت: كذب والذي أنزل القرآن على أبي القاسم من حدث بهذا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله‌ وسلم ؟ .

 

(ومنها): انه جلس مرة الى جنب حجرة عائشة يحدث عن النبي صلى‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وهي مشغولة في سبحتها فقالت بعد فراغها: ألا يعجبك أبو هريرة يجلس الى جنب حجرتي يحدث عن النبي يسمعني ذلك؟ وكنت اسبح فقام قبل ان أقضى سبحتي ولو ادركته لرددت عليه الحديث.

 

(ومنها): انه روى عن النبي صلى‌الله‌عليه ‌وآله‌ وسلم انه قال: متى استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يضعها في الاناء فان احدكم لا يدري اين باتت يده؟ فانكرت عائشة عليه فلم تأخذ به وقالت: كيف نصنع بالمهراس .

قالت عائشة لابن أخيها:

ألا تعجب من كثرة رواية هذا الرجل  وتعني ابو هريره )ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) حدّث بأحاديث لو عدّها عادّ لأحصاها؟ (14)

 ابن عباس يكذب ابو هريره

(ومنها): ان أبا هريرة روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله ‌وسلم أن من حمل جنازة فليتوضأ، فلم يأخذ ابن عباس بخبره وردّه صريحاً قال:

 لا يلزمنا الوضوء في حمل عيدان يابسة .

 

ابن عمر يكذب ابا هريره

 ان ابن عمر كان يروي ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌ وسلم أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب غنم أو ماشية فقيل لابن عمر: ان أبا هريرة يقول: أو كلب زرع، فلم يأبه بذلك ابن عمر وقال في رده: ان لأبي هريرة زرعاً يتهمه بزيادة كلب الزرع في حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله ‌وسلم احتفاظاً بكلبه واحتياطاً على زرعه والحديث في صحيح مسلم .

ومثله ما في صحيح مسلم ايضاً عن أبي هريرة مرفوعاً: من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أوصيد أو زرع انتقص من اجره كل يوم قيراط، فذكر لأبن عمر قول أبي هريرة هذا فقال: يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع - يتهمه بزيادة كلب الزرع ايثاراً لمصلحته - وقد اتهمه بهذا ايضا سالم بن عبد الله ان عمر في حديث أخرجه مسلم ايضاً .

و ابن عمر لم يصدق أبا هريرة في حديثه في القنفذ وبقى شاكا فيه.

 

الفصل الخامس - ابو هريره يقصم ظهر الاسلام

 

بروايه الاسرائيليات و اختلاق احاديث مدفوعه الثمن لصالح معاويه وكعب الاحبار  لاهداف سياسيه و عقائديه

 

روى ابو هريره 5370 حديثا منها 464 في البخاري فقط

 روى عن  ابو بكر 142 حديثا

روى  عن عمر 537 حديثا

روى عن عثمان 146 حديثا

روي عن علي 586 حديثا

 روي عن عائشه  1210 حديثا

وان مجموع ما روى من الحديث عن الخلفاء الأربعة كان1411 حديثا

ولو ضمت عائشه حديثها وحديث أم سلمة مع بقائها الى ما بعد وقعة الطف، وجمعت ذلك كله إلى حديث البقية من أمهات المؤمنين؛ وحديث سيدى شباب أهل الجنة وسيدة نساء العالمين وحديث الأربعة من خلفاء المسلمين ما كان كله إلا دون حديث أبي هريرة وحده وهذا أمر مهول

رسول الله يدعو لابي هريره بحفظ الحديث

قال ابو هريره :

قال لي رسول الله( صلى الله عليه وسلم) لي: ابسط ثوبك، فبسطته ثم حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم النهار أي طوال النهار ثم ضممت ثوبي إلى بطني فما نسيت شيئاً مما حدثني

وفي رواية أخرى عن أبي هريرة قال:

( قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني سمعت منك حديثاً كثيراً فأنساه! فقال: ابسط رداءك، فبسطته فغرف بيده فيه ثم قال: ضمه، فضممته فما نسيت حديثاً بعده).

 

اقول:

اما كان الاولى بهذا الدعاء صحابي افنى حياته وماله في خدمه الاسلام مثل علي وابو حذيفه وعمار وابو ذر وغيرهم  من ابي هريره الذي تنفر منه نفوس الصحابه لكثره ملاحقته لهم لطلب الطعام

كعب الاحبار ومعاويه تلقفا ابو هرين مستغلين صفه الصحبه عنده فباع دينه لهم واختلق لهم الاحاديث التي يرغبون بها والتي شملت الجوانب التاليه

1-احاديث تبث اسرائيليات منكره لتشويه العقيده الاسلاميه

2- احاديث تقلل من قيمه اهل البيت وتحريف كل حديث يشمل فضيله لهم واشراك غيرهم بفضائلهم

3- خلق فضائل وهميه بحق ابو بكر وعمر وعثمان لرفع مكانتهم واحياتا اعلى من مكانه رسول الله

4- خلق احاديث تمكن السلطان من امتطاء ضهرالامه

5- خلق احاديث تدعو الى طاعه السلطان وان اخذ مالك وان جلد ظهرك يعني تحويل الامه الى عبيد للسلطان

6- خلق احاديث تحث على طاعه السلطان وغض النظر عن منكراته

وباختصار فقد اصدروا نسخه مشوهه للاسلام  تنفر منه نفوس الاحرار

أحاديث أبي هريرة في التجسيم والتشبيه

  1- عن أبي هريرة قال :

 قال رسول الله :

(خلق الله عز وجل آدم على صورته، طوله ستون ذراعا ) (15)

2-عن أبي هريرة قال :

(إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته) (16)

3-عن أبي هريرة قال :

أن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

(إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه)

أبو هريرة.. ونسبة الرؤية الحسية لله

 4- سأل مروان  أبا هريرة: هل رأى محمدٌ( صلى الله عليه وآله وسلم) ربَّه عز وجل؟ فقال: (نعم، قد رآه)

 5- ورووا عنه في حديث آخر أنه رأى ربه ولمسه يقظة لا مناما، فقد روى أبو بكر الخلال، عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال:

 (أتاني ربي في أحسن صورة، فقال: يا محمد أتدري فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا، فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي)(17)

 6 - قال أبو هريرة:  

قلت: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال:

 (نعم، هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟) قلنا: لا. قال: فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم تبارك وتعالى)

 أبو هريرة..يروى ان لله ذراع ويدان وحقو

 7- فقد روى في ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

 (ضرس الكافر مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار كما بين قديد ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار، جل اسمه)

8 - قال ابو هريره:

 (لما خلق الله آدم، ونفخ فيه من روحه؛ قال بيده وهما مقبوضتان: خذ أيها شئت يا آدم، فقال: اخترت يمين ربي، وكلتا يداه يمين مباركة، ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته، وإذا كل إنسان منهم عنده عمره مكتوب (18)

9 - وقال أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

 (إن الله خلق الرحم، حتى إذا فرغ منها؛ أخذت بحقو الرحمن)

 الحقو هي منطقه الحزام

أبو هريرة.. ونسبة الحركة لله

 10 - ومن تلك الروايات قوله:

(يحشر الناس حفاة، عراة، مشاة، قياما، أربعين سنة، شاخصة أبصارهم إلى السماء ينظرون فصل القضاء، وقد ألجمهم العرق من شدة الكرب، وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي) (19)

11 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

(إن الله يمهل حتى يذهب شطر الليل الأول، ثم ينزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟، حتى ينشق الفجر)

أبو هريرة.. ونسبة الانفعالات لله

 12 – عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

 (ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر؛ إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم)

وقد علق أبو يعلى على هذا الحديث وأمثاله بقوله: (.. وكذلك القول في البشبشة؛ لأن معناه يقارب معنى الفرح، والعرب تقول: رأيت لفلان بشاشة وهشاشة وفرحا، ويقولون: فلان هش بش فرح، إذا كان منطلقا، فيجوز إطلاق ذلك كما جاز إطلاق الفرح)

 روى ابو هريره ان القاتل والمقتول في الجنه

 13 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

(ضحك الله عز وجل من رجلين قتل أحدهما صاحبه ثم دخلا الجنة )

وكأن ابو هريره يخفف الالم عن سادته القتله بهذا الحديث وكأن الله لم يقل في كتابه الكريم

{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها..}النساء2

روى ابو هريره ان الله يضحك

 14 – ورووا عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

(يضرب الصراط بين ظهراني جهنم.. فيقول: ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ألم تعطني عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك؟ فيقول: أي رب لا أكون أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك الرب منه، فإذا ضحك الله منه قال له: أدخل الجنة)

أبو هريرة.. يروي ان ملك الموت جاء موسى ليقبض روحه فلطمه موسى وفقا عينه

 15 - عن أبي هريرة موقوفا ومرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال:

 (أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه، فقل له:

يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم مه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر) (20)

 أبو هريرة.. وآدم عليه السلام

 16 - عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

 (لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا فأعجبه وبيص مابين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمرى أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته)

 17 – روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

 (احتج آدم وموسى عليهما السلام، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، فقال آدم: يا موسى، اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحج آدم موسى عليهما السلام)

أبو هريرة يروي ان ابراهيم عليه السلام كذب ثلال كذبات

 18 - ونص الرواية كما رواها أبو هريرة،

( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

 (لم يكذب ابراهيم عليه السلام غير ثلاث: ثنتين في ذات الله، )

ابو هريره يروي ان الذبيح هو اسحق وليس اسماعيل

  19 -  وروى عن أبي هريرة، عن كعب الأحبار أن الذي أمر إبراهيم بذبحه من ابنيه إسحاق، وأن الله لما فرج له ولابنه من البلاء العظيم الذي كان فيه، قال الله لإسحاق:

 إني قد أعطيتك بصبرك لأمري دعوة أعطيك فيها ما سألت، فسلني، قال: رب أسألك أن لا تعذب عبدا من عبادك لقيك وهو يؤمن بك، فكانت تلك مسألته التي سأل

أبو هريرة يروي ان نبيا احرق قريه من النمل لان نمله منها لدغته

 20- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

(نزل نبي من الأنبياء  تحت شجرة فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة؟)  وفي رواية لمسلم: فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح؟

موسى يضرب حجرا طار بثوبه فخرج عاريا من النهريركض وراء الحجر

 21 - وقال ابو هريره :

(كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة، وينظر بعضهم إلى سواة بعض، وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، قال: فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، قال: فخرج موسى عليه السلام بإثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى فقالوا: والله ما بموسى من بأس، فقام الحجر حتى نظر إليه، قال: فأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضربا)

 قال أبو هريرة: والله إن بالحجر ستة أو سبعة من اثرضرب موسى (21)

روى ابو هريره ان سليمان طاف بنسائه المئه قي ليله واحده

22 – روى البخاري ومسلم عن  أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

 (قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله. فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل. والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون) (22)

ودار رسول الله على نسائه التسعه بليله واحده

 23 - ما رواه الإمام البخاري من طريق قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

 كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدةِ من الليل والنهار وهنَّ إحدى عشرة، قال: قلت لأنس: أوَكان يطيقُه؟! قال: كنَّا نتحدَّث أنه أُعطِي قوةَ ثلاثين. وقال سعيد، عن قتادة: إن أنسًا حدَّثهم: تسع نسوة(23)

ابو هريره يروي ان النبي يسب ويلعن من غير سبب

 24 - قال ابو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:  

(اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة)

واقول :هنيئا لمن لعنهم الله او جلدهم او دعى عليهم فقد اصدر ابو هريره عنهم صك الغفران فلا يتطرق احد الى لعنهم مستقبلا

فهذا الحديث يشوه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تشويها عظيما، فهو يرسمه بصورة الظالم الذي يسارع إلى سب الناس وجلدهم والدعاء عليهم من غير استحقاق منهم لذلك، ثم يعتذر لذلك بأن يدعو لمن فعل بهم ذلك أن يتحول ما فعله بهم من أنواع الإهانات كفارة ورحمة

وهذا يتنافى تماما مع القران الكريم حيث يقول سبحانه

القلم 4(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)

أبو هريرة.. وباطن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

 25- وعنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان حريصا أن يسأله عن الذي لا يسأله غيره، فقال:

يا رسول الله ما أول ما ابتدئت به من أمر النبوة؟ فقال: إذ سألتني إني لفي صحراء أمشي ابن عشر حجج إذا أنا برجلين فوق رأسي يقول أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم فأخذاني فلصقاني بحلاوة القفا، ثم شقا بطني، فكان جبريل يختلف بالماء في طست من ذهب، وكان ميكائيل يغسل جوفي، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره فإذا صدري فيما أرى مفلوقا لا أجد له وجعا، ثم قال: اشقق قلبه فشق قلبي فقال: أخرج الغل والحسد منه فأخرج شبه العلقة فنبذه، ثم قال: أدخل الرأفة والرحمة في قلبه فأدخل شيئا كهيئة الفضة، ثم أخرج ذرورا كان معه، فذر عليه، ثم نقر إبهامي، ثم قال: اغد فرجعت بما لم أغد به من رحمتي على الصغير ورقتي على الكبير

أبو هريرة.. وتردد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونسيانه

26 – روى ابو هريره انه قال :

بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى بعث فقال إن وجدتم فلانا وفلانا - لرجلين من قريش - فاحرقوهما بالنار. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أردنا الخروج إنى كنت قد أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذب بها إلا الله عز وجل فإن وجدتموهما فاقتلوهما

ابو هريره  يروي ان النبي ينام وينسى صلاه الصبح

27 - ومن تلك الأحاديث التي رواها أبو هريرة كما رواها غيره من الصحابة، والتي لا تتناسب مع علاقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بربه، واجتهاده في طاعته، وخصوصا في قيام الليل، ولا تتناسب كذلك مع ما ورد في الأحاديث الصحيحة من كون قلبه لا ينام أبدا، وإنما تنام عيناه فقط هذا الحديث الذي رواه مسلم وغيره

ونصه ـ كما رواه أبو هريرة ـ (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قفل من غزوة خيبر، سار ليله، حتى إذا أدركه الكرى عرس، وقال لبلال: اكلأ لنا الليل، فصلى بلال ما قدر له، ونام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر، فغلبت بلالا عيناه، وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بلال، ولا أحد من أصحابه، حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولهم استيقاظا، ففزع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أي بلال، فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، بنفسك، قال: اقتادوا، فاقتادوا رواحلهم شيئا، ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر بلالا فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة، قال: (من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن الله قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (طه: 14)(24)

رسول الله ينسى عدد الركعات في صلاته

28- روى أبو هريرة، فقال:

بينما أنا أصلى صلاة الظهر، سلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ركعتين، فقام رجل من بني سليم، فقال: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لم تقصر ولم أنسه، قال: يا رسول الله، إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أحق ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم، قال: فقام فصلى بهم ركعتين آخرتين))

ابو هريره يوي ان رسول قام للصلاه فنسي انه جنب فذهب ليغتسل وعاد وراسه يقطر ماء

 29 - ومن تلك الأحاديث العجيبة التي لا تتناسب تماما مع تعظيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لشعائر الله ما روي عنه أنه قال:

 أقيمت الصلاة، وعدلت الصفوف قياما، فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب، فقال لنا: مكانكم، ثم رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبر، فصلينا معه (25)

ابو هريره يروي ان الله امر رسول الله بعدم الاستغفار لامه

 30-امنه بنت وهب ام رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )

فقد روى مسلم وغيره عنه أن: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زار قبر، أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال:

 (استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم بالموت)

ابو هريره يروي ان ابو طالب مات ولم يسلم

 31 - ولم ينس اتباع بني اميه ابو طالب والد الامام علي عليه السلام

 فقد روى أبو هريرة وغيره هذا الحديث الذي اتفق المحدثون على كون المقصود منه أبا طالب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

 (إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل يحذى له نعلان من نار يغلى منهما دماغه يوم القيامة)  

وبهذا نطق كل السلفية المتقدمين والمتأخرين، بل إنهم وضعوا ذلك من عقائد أهل السنة.. فمن عقائدهم تكفير أبوي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. واعتبار أنهم في جهنم متناسين بذلك الايات القرانيه والاحاديث النبويه التي تشهد بانه ولد من ابوين طاهرين موحدين

أبو هريرة.. يروي ان الملائكه تعصي الله

32  - قال ابو هريره:

(لما أراد الله عز وجل أن يخلق آدم، بعث ملكا من حملة العرش يأتي بتراب من الأرض، فلما هوى ليأخذ قالت الأرض: أسألك بالذى أرسلك أن لا تأخذ منى اليوم شيئا يكون للنار منه نصيب غدا فتركها، فلما رفع إلى ربه قال: ما منعك أن تأتي بما أمرتك؟ قال: سألتنى بك فعظمت أن أرد شيئا سألنى بك فأرسل لها آخر فقال مثل ذلك حتى أرسلهم كلهم، فأرسل ملك الموت فقالت له مثل ذلك فقال: إن الذي أرسلنى أحق بالطاعة منك، فأخذ من وجه الأرض كلها من طيبها وخبيثها، فجاء به إلى ربه، فصب عليه من ماء الجنة، فصار حما مسنونا، فخلق منه آدم)

فهذا الحديث يخالف قوله تعالى في حق الملائكة عليهم السلام:

 {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]

أبو هريرة.. واليوم الآخر

 33 - ومن المشاهد التجسيمية الواردة في الحديث، والتي يتعلق بها السلفية مع تنافيها التام مع ما ورد في القرآن الكريم من تنزيه الله، هذا المشهد الذي يرفعه أبو هريرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي يقول فيه:

(فأرجع فأقف مع الناس، فبينما نحن وقوف، إذا سمعنا حسا من السماء شديدا، فينزل أهل السماء الدنيا مثل من في الأرض من الجن والإنس، حتى إذا دنوا من الأرض، أشرقت الأرض بنورهم، وأخذوا مصافهم، وقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ قالوا: لا وهو آت، ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف حتى ينزل الجبار تبارك وتعالى في ظلل من الغمام والملائكة، ويحمل عرشه يومئذ ثمانية، وهم اليوم أربعة، أقدامهم على تخوم الأرض السفلى، والأرض والسموات إلى حجرهم والعرش على مناكبهم، لهم زجل

 من تسبيحهم، يقولون: سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرضه، ثم يهتف بصوته، فيقول: يا معشر الجن والإنس، إني قد أنصت لكم من يوم خلقتكم إلى يومكم هذا، أسمع قولكم، وأرى أعمالكم، فأنصتوا إلي، فإنما هي أعمالكم، وصحفكم، تقرأ عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)

فهذا المشهد يصور الله تعالى راكبا في الغمام، ثم يجلس على الكرسي، وعلى الأرض، ثم يخاطب عباده بحرف وصوت.. وهي جميعا مشاهد يغرم بها السلفية، لأنهم لا يستطيعون أن يؤمنوا بإله ليس كمثله شيء

 34 - ومن مشاهد القيامة في الحديث هذا المشهد التجسيمي الذي يصور الله، وكأنه ساكن من سكان الجنة:

(فإذا دخلت الجنة فنظرت إلى ربي عز وجل خررت له ساجدا، فيأذن الله لي من حمده ومجده بشيء ما أذن به لأحد من خلقه، ثم يقول لي الله: ارفع رأسك يا محمد

واشفع تشفع، وسل تعط، فإذا رفعت رأسي قال الله، وهو أعلم: ما شأنك؟ فأقول: يا رب، وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة، يدخلون الجنة، فيقول الله عز وجل: قد شفعتك، وأذنت لهم في دخول الجنة

ثم أخذ أبو هريرة يصف الجنة بمثل تلك الأوصاف التي نسمعها من الخطباء السلفيين، والتي تخالف المنهج القرآني في وصف الجنة ونعيمها، فقد ورد فيه قوله: (فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة كما ينشئهن الله، واثنتين آدميتين، لهما فضل على من شاء الله بعبادتهما الله في الدنيا، يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة، على سريرمن ذهب مكلل باللؤلؤ، له سبعون درجة من سندس واستبرق، ويضع يده بين كتفيها، ثم ينظر من صدرها ما وراء ثيابها من جلدها ولحمها، وإنه لينظر إلى لحم ساقها، كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوتة، كبده لها مرآة وكبدها له مرآة، فبينما هو عندها، لا يملها ولا تمله إذ نودي: إنا قد عرفنا أنك لا تمل، ولا تمل، إلا أن لك أزواجا غيرها، فيخرج، فيأتيهن واحدة واحدة، كلما جاء واحدة قالت: والله ما في الجنة أحسن منك، وما في الجنة شيء أحب إلي منك)

  35- ومن تلك الأحاديث تشويهه لمريم عليها السلام عن طريق هذا الحديث الذي لا معنى له، والذي يقول فيه: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الجراد فقال:

 (إن مريم سألت ربها تبارك وتعالى أن يطعمها لحما ليس فيه دم فأطعمها الجراد)

 

وهذا تشويه لشخصية مريم عليها السلام التي قضت حياتها في عبادة الله، وفي أرقى درجات الرقي الروحي،

ابو هريره يروي ان المراه خلقت من ضلع اعوج

 36 - ومن الأحاديث التي أساء بها أبو هريرة للمرأة ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

 (إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها)

 37 - وفي رواية: (لا تستقيم لك المرأة على خليقة واحدة، وإنما هي كالضلع، إن تقمها تكسرها، وإن تتركها تستمتع بها وفيها عوج)

38 - وفي رواية: (المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج)

وهذا حديث خطير لا يرمي المرأة فقط بالنقص، بل يرمي خالقية الله وإبداعه في كونه، فهو يناقض قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، فالإنسان في الآية الكريمة يشمل الرجل والمرأة

ابو هريره يروي ان المراه والحمار يقطعان الصلاه

 39 - ومن أحاديثه عن المرأة، وتحقيره لها حكايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

 (يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل)

وقد ذكرنا سابقا موقف عائشة من هذا الحديث، وكيف أنكرت عليه إنكارا شديدا، حيث ردت عليه بقولها: (قد شبهتمونا بالحمير والكلاب. والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة

 40 – وروى ابو هريره :

(إنما الطيرة في المرأة، والدابة، والدار)

أبو هريرة.. وسلطة الشيطان

 41 - ومن أحاديث أبي هريرة التي لها علاقة بهذا، كما أن لها علاقة بمواضع أخرى كثيرة ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

 (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه)

ومعنى ذلك ان جميع الانبياء عدا عيسى عليه السلام قد نخزهم الشيطان

يروي ابو هريره ان امه مسخت فأرا

42 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

 (فقدت أمة من بني إسرائيل، لم يدر ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لا تشربه، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته)، قال أبو هريرة: حدثت بهذا الحديث كعبا، فقال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقلت: نعم، فقال لي ذلك مرارا، فقلت: أتقرأ التوراة؟)

   43 - ومن الأحاديث التي رواها أبو هريرة، والتي ترتبط بعالم الحيوان ما حدث به عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

 (صوت الديك وضربه بجناحه ركوعه وسجوده)

 44 – ابو هريريه يختلق احاديث في مناقب عمر

رد الجميل لعمر

ولعل تخصيصه عمر بن الخطاب بتحديث الملائكة له دون سائر الصحابة يدخل في هذا الباب، لأن الفئة الباغية تعظم عمر أكثر من غيره من الصحابة، بل تعتبره ولي نعمتها، فهو الذي ولى معاوية على الشام، ولذلك بالغت كثيرا في تفضيله حتى على من سبقه إلى الإسلام من الصحابة متخلين عن نظريتهم في كون الأفضل هو الأسبق

فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

(لقد كان فيمن كان قبلكم من بني اسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر)

 45 – ابو هريره يختلق احاديث في مناقب عثمان

 ومنها قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول:

(إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافا)، أو قال: (اختلافا وفتنة)، فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ قال: (عليكم بالأمين وأصحابه)، وهو يشير إلى عثمان بذلك

وكان مما حدثهم به عن رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله :

 (إن لكل نبي خليلا من أمته وان خليلي عثمان

وقال سمعت رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله يقول:

 ( عثمان حي تستحي منه الملائكة )

ورووا عنه ورفوعاً:

 (لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان )

ابو هريره يختلق احاديث في مناقب معاويه

وقد كثر وضع الحديث في تلك الدولة حسبما اقتضته دعايتها، وأوجبته سياستها في نكاية الهاشميين، وكثرت الكذابة يومئذ على رسول الله كما أنذر به صلى‌الله‌عليه‌ وآله وتطوروا فيما اختلفوه من الحديث حسبما أوحى اليهم وكان أبو هريرة في الرعيل الأول من هؤلاء، فحدث الناس في الفضائل احاديث منكرة، عن أبي هريرة قال:

  46 - سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله يقول :

  (ان الله ائتمن على وحيه ثلاثة أنا وجبرئيل ومعاوية)

 47 - ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال:

( ناول النبي صلى‌الله‌عليه‌ وآله معاوية سهما فقال:

 ( خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة)

 ابو هريره يختلق احاديث في فضل ابو بكر

 48 - ومنها: ما أخرجه أبو العباس الوليد بن أحمد الزوزني في كتابه - شجرة العقل - من طريقين الى أبي هريرة قال:

 (سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله يقول ان لأبي بكر قبة من درة بيضاء لها أربعة أبواب تخترقها رياح الرحمة ظاهرها عفو الله وباطنها رضوان الله كلما اشتاق الى الله انفتح له مصراع ينظر منه الى الله عز وجل)

 49 - ومنها: ما أخرجه ابن حيان بالاسناد الى أبي هريرة قال:

لما قدم رسول الله صلى‌الله ‌عليه‌ وآله من الغار يريد المدينة أخذ أبو بكر بغرزه فقال: ألا أبشرك يا أبا بكر؟ ان الله تعالى يتجلي للخلائق يوم القيامة عامة ويتجلى لك خاصة

 50 - ومنها: ما أخرجه ابن حبان أيضاً بالاسناد الى أبي هريرة قال:

بينا جبرئيل مع النبي صلى‌الله‌ عليه‌ وآله إذ مربهما أبو بكر فقال جبرئيل:

 (هذا أبو بكر الصديق قال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله : أتعرفه ياجبرئيل؟ قال: نعم انه في السماء لأشهر منه في الأرض؛ وان الملائكة لتسميه حليم قريش وانه وزيرك في حياتك وخليفتك بعد مماتك)

 51 - ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد إلى أبي هريرة قال:

 ( قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله تباشرت الملائكة يوم ولد أبو بكر الصديق واطلع الله الى جنة عدن فقال وعزتي وجلالي لا أدخلها إلا من أحب هذا المولود )

 52 - ومنها: ما أخرجه ابن عدي بالاسناد إلى أبي هريرة قال:

سمعت رسول الله صلى‌الله‌ عليه‌ وآله يقول: عرج بي السماء فما مررت بسماء إلا وجدت مكتوباً فيها محمد رسول الله أبو بكر الصديق الحديث

 53 - ومنها: ما أخرجه ابو الفرج ابن الجوزي بالاسناد الى أبي هريرة قال:

  (حدثني رسول الله صلى‌ الله‌عليه ‌وآله بان الجنة والنار تفاخرتا فقالت النار للجنة أنا أعظم منك قدراً، لأن فيّ الفراعنة والجبابرة والملوك وابناؤهم، فاوحى الله الى الجنة أن قولي: بل لي الفضل إذ زينني الله لأبي بكر)

 ويختلق ابو هريره احايث في مناقب ابو بكر وعمر

 54 - ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال:  

خرج النبي صلى‌الله‌ عليه‌ وآله متكئاً على علي بن أبي طالب فاستقبله أبو بكر وعمر فقال يا علي أتحب هذين الشيخين؟ قال: نعم؛ قال: احببهما تدخل الجنة

 55 - ومنها: ما أخرجه الخطيب أيضاً في تاريخ بغداد وابن شاهين في سننه من طريقين الى أبي هريرة قال:

( سمعت رسول الله يقول: ان في السماء الدنيا ثمانين الف ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانين الف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر)

 56 - ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال:

 (سمعت رسول الله صلى‌الله‌ عليه‌ وآله يقول:

 ان الله تعالى في السماء سبعين الف ملك يلعنون من شتم أبا بكر وعمر)

 57 - وكذلك فعلوا في سائر ما صنعته يداً أبي هريرة مما ضاق به ذرعهم نحو قوله: سمعت رسول الله صلى‌ الله‌عليه ‌وآله :

(يقول: هذا جبرئيل يخبرني عن الله ما أحب أبا بكر وعمر الا مؤمن تقى ولا ابغضهما إلا منافق شقي)

 58 - وقوله:

قال رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله خلقني الله من نوره وخلق أبا بكر من نوري وخلق عمر من نور أبي بكر وخلق أمتي من نور عمر وعمر سراج أهل الجنة)

 59 - وقوله: سمعت رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله يقول: 

 أبو بكر وعمر خير الأولين والآخرين

 60 - وقوله: ان النبي صلى ‌الله‌عليه‌ وآله كان يقول:

 أصحابي كالنجوم من اقتدى بشئ منها اهتدى

 61- وقوله: قال رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله :

(انزل في الانجيل نعتي ونعت أصحابي أبي بكر وعمر وعثمان وعلى كزرع أخرج شطأه الآية)

كيس ابو هريره

ابا هريرة كذاب بشهادة الامام علي( ع )وابا بكر وعمر وعثمان وعائشة

‏ ‏ ‏قال ابو هريره 

قال النبي (ص) ‏‏أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وإبدأ بمن تعول ‏، ‏تقول المرأة : أما إن تطعمني وأما إن تطلقني ويقول العبد : أطعمني وإستعملني ، ويقول ‏الإبن : أطعمني إلى من تدعني ‏فقالوا

يا ‏‏أبا هريرة ‏سمعت هذا من رسول الله (ص)؟

‏قال : لا هذا من ‏كيس ‏أبي هريرة.‏

وفاته وعقبه

كانت وفاته في قصره بالعقيق فحمل الى المدينة فكان ولد عثمان بن عفان يحملون سريره حتى بلغوا به البقيع حفظاً بما كان من رأيه في ابيهم وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان يومئذ أميراًعلى المدينة وصلى عليه الوليد تكريماً له وفي القوم ابن عمر وابو سعيد الخدري واضرابهما .

وكتب الوليد إلى عمه معاوية ينعى اليه أبا هريرة فكتب اليه معاوية انظر من ترك وادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم واحسن جوارهم وافعل اليهم معروفاً فانه ممن نصر عثمان وكان معه في الدار

وكانت وفاته سنة سبع وخمسين، وقيل سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة.

 وعند الموت تمنى ابو هريره انه لم يخلق

كما تمنى الذين من قبله ممن اذوا محمد وال محمد انهم لم يخلقوا

وبكى عند الاحتضار فقيل له :

يا أبا هُريرة أتبكي على الدُّنيا ؟ فقال: لا والله، دُنياكم هذهِ لا تُبكيني، إنَّما أبكي مِنْ ثِقَلِ الحِمْلِ، وسوء الرفيق، ومن قلةِ الزاد، وبُعدِ الطريق، أبكي خوفًا مِن ان أسقُط يوم القيامة مِن على الصراط، ولا أدخُل الجنَّة، وَدِدتُ أنِّي لَم أُخلق

مكافأه نهايه الخدمه

وكتب الوليد بن عتبة إلى معاوية بوفاة أبي هريرة، فكتب إليه معاوية:

(أن انظروا ورثته فأحسن إليهم، واصرف إليهم عشرة آلاف درهم، وأحسن جوارهم، واعمل إليهم معروفا، فإنه كان ممن نصر عثمان، وكان معه في الدار)

 

المصادر

 1-  كتاب المعارف ص120

2- سير أعلام النبلاء ج2 ص 440

3- فتح الباري ج4 ص 232

4 - ابن نعيم في الحليه ج1 ص 378 

5- البخاري حديث 1480

6-  سير أعلام النبلاء ج2 ص440

7 – ابو هريره للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي

8- شرح نهج البلاغة ج1 ص  359

9-  كتاب الأصول  للسرخسي ج1ص341

 جامع البيان العلم  لابن عبد البر  ج1 ص1003 10- 

11-  شرح نهج البلاغة ج1 ص 360

12- سير أعلام للذهبي ج2 ص435

13- كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص28

14- أُصول السرخسي ج 1 ص 341

15- البخاري 5873

16 - البخاري2421

17- إبطال التأويلات (ص: 115)

18- ابن حبان1/64

19- ابن كثير في النهاية2/205

20- البخاري (1339)،

21- البخاري1/107

22- صحيح البخاري3424

23- صحيح البخاري268

24- مسلم2/138

25- البخاري 1/ 329،

 

سمره بن جندب

صحابي  يبيع دينه باربعه الالاف درهم

نشأ سمرة بن جندب في مضارب قبيلته فزارة إحدى قبائل غطفان، ثم قدمت به أمه المدينة المنورة بعد موت أبيه، فتزوجها رجل من الأنصار

سمره بن جندب يحرض الناس على الخروج لقتال الحسين

روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة

كان سمرة بن جندب أيام مسير الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يحرض الناس على الخروج إلى الحسين (عليه السلام) وقتاله

ومن المعلوم أنّ سمرة بن جندب قبل مجيئه إلى الكوفة، كان والياً على البصرة من قِبل زياد بن أبيه لمّا ولّاه معاوية المصرين، وكان من أشد الناس عداوةً لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم

 سمره بن جندب قتل ثمانيه الالاف من الشيعه

وقال سليمان بن حرب : ثنا : عامر بن أبي عامر ، قال : كنا في مجلس يونس بن عبيد في أصحاب الخز ، فقالوا:

 ما في الأرض بقعة نشفت من الدم ما نشفت هذه البقعة يعنون دار الإمارة ، قتل بها سبعون ألفا ، فجاء يونس بن عبيد ، فقلت : إنهم يقولون كذا وكذا ، فقال : نعم من بين قتيل وقطيع ، قيل له : ومن فعل ذلك يا أبا عبد الله قال : زياد وابنه عبيد الله  وسمرة بن جندب

 ويقول البلاذري في انساب الاشراف الجزء ( 5 ) ص210 -211  

حدثني : عباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، عن عوانة وغيره ، قالوا

 لما جمع معاوية لزياد الكوفة والبصرة في سنة خمسين ، كان يخلف سمرة بن جندب الفزاري حليف الأنصار بالبصرة إذا خرج إلى الكوفة ، ويخلفه بالكوفة إذا خرج إلى البصرة وكان يقيم بالبصرة ستة أشهر وبالكوفة ستة أشهر ، وكان سمرة يحدث أحداثا عظيمة من قتل الناس وظلمهم ، أعطى رجل زكاة ماله ثم صلى رَكعتين فأمر به سمرة فقتل ، فقال أبو بكرة : ما شأن هذا فأخبروه ، فقال : لقد قتله سمرة عند أحسن عمله فاشهدوا أنه مني وأنا منه ، ثم قال لسمرة : ويلك لم قتلت رجلا عند أحسن عمله ، فقال: هذا عمل أخيك زياد هو يأمرني بهذا  فقال : أنت وأخي في النار ، أنت وأخي في النار ، وتلا أبو بكرة

  قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ( الأعلى : 14 - 15 )

 

ويقول البلاذري في انساب الاشراف ج5 ص211

حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ، عن أبي المعلى الجناني ، عن أبيه قال :

كنت واقفا على رأس سمرة بن جندب ، فقدم إليه بضعة عشر رجلا ، يسأل الرجل منهم ما دينك فيقول الإسلام ديني ومحمد نبيي ، فيقول:

قدماه فاضربا عنقه ، فإن يك صادقا فهو خير له

وفي تاريخ الطبري ج5 ص237

ولي زياد حين شخص من البصرة إلى الكوفة سمرة بن جندب ، فحدثني : عمر ، قال : حدثني  إسحاق بن ادريس ، قال : حدثني : محمد بن سليم ، قال :

 سألت أنس بن سيرين هل كان سمرة قتل أحدا ، قال : وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة فجاء وقد قتل ثمانية الآف من الناس ، فقال له :

 هل تخاف أن تكون قد قتلت أحدا بريئا ، قال : لو قتلت اليهم مثلهم ما خشيت

وعن أشعث الحداني ، عن أبي سوار العدوى ، قال :

قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلا قد جمع القرآن

 

سمره بن جندب لا يشتري الجنه بنخله واحده

وروى واصل مولى ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) قال:

 كان لسمرة بن جندب نخله في بستان رجل من الأنصار فيؤذيه، فشكى الأنصاري ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فبعث إلى سمرة ودعاه فقال له: بع نخلتك هذه وخذ ثمنها. قال: لا أفعل؟

قال: فخذ نخله مكان نخلتك.

قال: لا أفعل.

قال: فاشتر منه بستانه.

قال: لا أفعل

 قال: فاترك لي هذا النخله ولك الجنة.

 قال: لا أفعل

 قال صلى الله عليه وآله للأنصاري: اذهب فاقطع نخلته، فإنه لا حق له فيها

سمره بن جندب يبيع دينه باربعه الالاف درهم

فقد روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة:

(أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروى أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام):

﴿ و مِن النّاسِ منْ يُعْجِبُك قوْلُهُ فِي الْحياةِ الدُّنْيا و يُشْهِدُ اللّه على‌ ما فِي قلْبِهِ و هُو ألدُّ الْخِصامِ `و إِذا تولّى سعى‌ فِي الْأرْضِ لِيُفْسِد فِيها و يُهْلِك الْحرْث و النّسْل و اللّهُ لا يُحِبُّ الْفساد ﴾، وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم ، وهي قوله تعالى : ﴿وَ مِنَ اَلنَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ اِبْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اَللَّهِ‌﴾، فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل)

سمره بن جندب يبيع الخمر

قال البيهقي في السنن الكبرى ج 6 ص 12

(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني أنبأ أبو سعيد احمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال قال عمر :

إن سمرة بن جندب باع خمرا قاتل الله سمرة الم يعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن اليهود حرمت عليهم الشحوم فحملوها فباعوها

سمره في النار

روى إسماعيل بن حكيم ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أنس بن حكيم ، قال : كنت أمر بالمدينة ، فألقى أبا هريرة ، فلا يبدأ بشيء حتى يسألني عن سمرة ، فإذا أخبرته بحياته ، فرح  فقال :

إنا كنا عشرة في بيت ، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجوهنا ، ثم قال : آخركم موتا في النار . فقد مات منا ثمانية ، فليس شيء أحب إلي من الموت

روى إسماعيل بن حكيم، عن يونس، عن الحسن، عن أنس بن حكيم، قال: كنت أمر بالمدينة، فألقى أبا هريرة، فلا يبدأ بشئ حتى يسألني عن سمرة، فإذا أخبرته بحياته، فرح، فقال: إنا كنا عشرة في بيت، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوهنا، ثم قال: ( آخركم موتا في النار ) فقد مات منا ثمانية، فليس شئ أحب إلي من الموت

وروى نحوه حماد بن سلمة، عن علي بن جدعان، عن أوس بن خالد، قال: كنت إذا قدمت على أبي محذورة، سألني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة، سألني عن أبي محذورة، فقلت لابي محذورة في ذلك، فقال: إني كنت أنا وهو وأبو هريرة في بيت، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ( آخركم موتا في النار ) فمات أبو هريرة، ثم مات أبو محذورة

وفي البدايه والنهايه لابن كثير ج9 ص227-228

قال عبد الرزاق سمعت ابن طاوس وغيره يقولون :

قال النبي (ص) لأبي هريرة وسمرة بن جندب ولرجل آخر : آخركم موتا في النار ، فمات الرجل قبلهما وبقي أبو هريرة وسمرة ، فكان الرجل إذا أراد أن يغيظ أبا هريرة يقول : مات سمرة ، فإذا سمعه غشي عليه وصعق ، ثم مات أبو هريرة قبل سمرة

 

سمره بن جندب يعترف بسوء عاقبته وانه اطاع معاويه ولم يطع الله

ونقل الطبري وابن الأثير

 أقر معاوية سمرة بعد زياد ستة أشهر ثم عزله فقال سمرة:

( لعن الله معاوية والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبدا)

 


عبيد الله بن العباس

صحابي ... يبيع دينه بمليون درهم

 

قرشي هاشمي، ابن عم النبي (صلى الله عليه واله ) وكان أصغر من أخيه عبد الله  بن العباس

بسنة، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية

ولاه الامام علي (عليه السلام )على اليمن وعندما قام معاويه بشن غارات دمويه وحشيه على السكان المسلمين في اليمن والمدينه المنوره  ومكه المكرمه فرَّ عبيد الله بن العباس الى الكوفه تاركا اهله في اليمن لرحمه الجزار

بسر بن ارطاه يذبح طفلين لعبيد الله بن العباس

ثم مضى بسر إلى اليمن، وعامل اليمن لعلي (عليه السلام ) عبيد الله بن العباس، فلما بلغه أمر بسر فرَّ إلى الكوفة حتى أتى عليا، واستخلف على اليمن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، فأتى بسر فقتله وقتل ابنه (1)

سمع بسر أن طفلين لعبيد الله بن العباس عامل أمير المؤمنين يستتران عند امرأة من أبناء فارس فقتل منهم مائة رجل وأحضر الطفلين الصغيرين وهما عبد الرحمن وقثم وأخرج مدية ليذبحهما فلما أراد ذبحهما قال له الرجل الذي كان الطفلان في بيته:

ولم تقتل هذين الطفلين  ولا ذنب لهما ؟ فإن كنت قاتلهما فاقتلني معهما فقتله ثم ذبحهما

جُنت أم الطفلين وهي أم حكيم بنت قارظ بذبحهما وأصابها ولهٌ عليهما فكانت لا تعقل ولا تصغي إلى أي قول سوى إلى من يسميهما فكانت تطوف في الموسم وهي تسأل عن ابنيها بهذه الأبيات

ها منْ أحسَّ بإبنيَّ اللذينِ هُمَا *** كالدُّرَّتينِ تشظّى عنهما الصدفُ

ها منْ أحسَّ بإبنيَّ اللذينِ هُمَا *** سمعي وقلبي.. فقلبي اليوم مُختطف

ها منْ أحسَّ بإبنيَّ اللذينِ هُمَا *** مُخُّ العظامِ فمُخِّي اليوم مزدهف

نبئتُ بِسراً وما صدقتُ ما زعموا *** من قولهم، ومن الإفكِ الذي اقترفوا

أنحَى على ودجَيْ ابنيَّ مرهفةً *** مشحوذةً، و كذاكَ الإثمُ يُقترَفُ

فالآنَ ألعنُ بسراً حقَّ لعنتهِ *** هذا لعمرُ أبي بسرٍ هوَ السرفُ

من دلَّ والهةً حرَّى مولهةً *** على حبيبينِ ضلّا إذْ غدى السلفُ (2)

عبيد الله بن العباس يبيع دينه ودماء طفليه بمليون درهم

ارسل الحسن بن علي (عليه السلام ) جيشا  لحرب معاويه وجعل قياده الجيش بيد ابن عمه عبيد الله بن العباس وجعل قيس بن سعد نائبا له

ولما رأى معاوية إن عملية الرشوة قد نجحت الى حد كبير  في صفوف جيش الحسن راح يعمل بنشاط فى اغرائه لذوي الضمائر القلقة ، والنفوس المريضة ، فمدّ أسلاك مكره الى عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب إبن عم الامام الحسن (عليه السلام ) وقائد جيشه فجذبه إليه ، وصار العوبة بيده ، وقد خان عبيد الله بذلك ثقل رسول الله ، وترك موكب الحق والهدى ، وإنضم الى معسكر الخيانة والجور ،مقابل مليون درهم يعجل اليه نصفها والنصف الاخر عند دخول الكوفه

أما نص رسالة معاوية التي خدعه بها فهي

( إن الحسن قد راسلني فى الصلح ، وهو مسلم الأمر إليّ فان دخلت فى طاعتي الآن كنت متبوعا ، وإلا دخلت وأنت تابع ، ولك إن أجبتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم ، أعجل لك في هذا الوقت نصفها ، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر )

غدر وخيانة

وتمثلت أمام عبيد الله ( المادة ) التي منّاه بها معاوية و سولت له نفسه الأثيمة بالغدر ونكث العهد ، فاستجاب لدنيا معاوية ، ومال عن الحق ، وانحرف عن الطريق القويم ، وخان الله ورسوله ، وترك سبط النبي (ص) وريحانته ، والتحق بمعسكر الظلم والجور ، وقد تسربل بثياب الخزي والعار

لقد تسلل عبيد الله الى معاوية فى غلس الليل البهيم ومعه ثمانية آلاف من الجيش والذين لم ينطبع الدين في قلوبهم ففي عنق عبيد الله الخائن الأثيم تقع المسئولية الكبرى  فقد أدت خيانته الى زعزعة الجيش واضطرابه

إن هذه الخطة التي سلكها معاوية كانت من أهم الأسباب التي مهدت نجاحه ، وفوزه بالموقف وتغلبه على الأحداث ، فقد سببت إندحار جيش الإمام ، وقضت على عزائمه ، وفتحت باب الخيانة ، والغدر على مصراعيهما لاسيما ان جيش العراق انذاك كان اموي الهوي ومن الذين اشترى عثمان ذممهم بالرشاوي ( 3 )

قيس بن سعد يقيّم عبيد الله بن العباس واخوه وابوه

اصبح الصباح عن فرار عبيد الله بن العباس بثمانيه الالاف من الجنود الى معسكر معاويه فقام قيس بن سعد خطيبا فيمن تبقى من الجيش فقال :

 (إن هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خيرا قط ، إن أباه عمّ رسول الله (ص) خرج يقاتله ببدر ، فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري  فأتى به رسول الله (ص) فأخذ فداءه ، فقسمه بين المسلمين وإن أخاه ولاّه علي على البصرة فسرق ماله ومال المسلمين فاشترى به الجواري ، وزعم أن ذلك له حلال ، وإن هذا ولاّه علي على اليمن فهرب من بسر بن أبي أرطاة ، وترك ولده حتى قتلوا ، وصنع الآن هذا الذي صنع ) (4)

الخائن ذليل دوما

بسر بن ارطاه يهين عبيد الله بن العباس في محضر معاويه

تجرع عبيد الله بن العباس كاس الخيانه والذل ممزوجا بالاهانه في محضر معاويه

يقول الشيخ الطوسي في الامالي

(ثم اجتمع عبيد الله بن عباس من بعد ببسر بن أرطاة عند معاوية، فقال معاوية لعبيد الله: أتعرف هذا الشيخ قاتل الصبيين؟

 قال بسر: نعم أنا قاتلهما .. فمه ؟ فقال عبيد الله: لو أن لي سيفا

قال بسر: فهاك سيفي، وأومأ إلى سيفه

 فزبره معاوية وانتهره، وقال: أنى لك من شيخ، ما أحمقك! تعمد إلى رجل قد قتلت ابنيه فتعطيه سيفك، كأنك لا تعرف أكباد بني هاشم، والله لو دفعته إليه لبدأ بك وثنى بي

فقال عبيد الله: بل والله كنت أبدأ بك ثم أثني به ) (5)

واقول:

 

كان بيد عبيد الله سيفه وكان قائدا لجيش تعداده بالالاف ولم ينتقم لولديه فهل سينتقم  وهو

اعزل

لقد عرف بسر بن ارطاه حجم عبيد الله بن العباس حين ناوله سيفا

مقارنه موقف عبيد الله  بن العباس بموقفين لصحابيين بطلين غيورين

الموقف الاول -  موقف مالك بن كعب الارحبي

كان معاوية قد بدأ بسياسة شن الغارات الجبانة على المدن والقرى الآمنة بعد التحكيم والعودة إلى الجاهلية الأولى التي لم يخرج عنها فكان يستدعي أتباعه ويأمرهم بشن الغارات وترويع الناس وقتل كل من يجدوه من شيعة أمير المؤمنين وسلبهم ونهبهم ولم يُستثنى من القتل حتى النساء والأطفال, وكان يختار لهذه العمليات الإجرامية من له تاريخ عريق في الجريمة والكفر والنفاق أمثال:

 الضحاك بن قيس الفهري, وبسر بن أرطأة المري, وسفيان بن عوف الغامدي وغيرهم والذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الإنسانية في التأريخ, ومن ضمن الذين اختارهم أيضاً لينضموا إلى هذه الوحوش البشرية النعمان بن بشير.

اراد معاويه  ان يرسل شخصا ويرسل معه جيشا للاغاره على عين التمر:

فقال النعمان بن بشير

(ابعثني.. فإن لي في قتالهم نية وهوى)

دنا النعمان من عين التمر وهو يستعد للهجوم عليها ومعه ألفا رجل، وكان مع مالك بن كعب الأرحبي ــ عامل علي ــ ألف رجل قبل أن يدنو النعمان من عين التمر, ولكن مالك أذن لهم بالرجوع إلى الكوفة قبل قدوم النعمان ولم يبق معه إلا مائة رجل أو أقل من هذا العدد.

وعلم مالك بدنو النعمان بألفي رجل, وكان الفارق كبيراً جداً بين أصحاب مالك وبين جيش النعمان الذي يزيد عدده بعشرين ضعفاً على عدد أصحاب مالك, وإذا أراد مالك المواجهة فإن كل رجل من أصحابه عليه أن يواجه عشرين رجلاً من أتباع النعمان, فكتب مالك إلى علي (ع) بذلك ولما وصل كتاب مالك إلى أمير المؤمنين (ع) دعا الناس إلى نصرة مالك وقال لهم: (يا أهل الكوفة انتدبوا إلى أخيكم مالك بن كعب، فإن النعمان بن بشير قد نزل به في جمع ليس بكثير فانهضوا إليهم لعل الله أن يقطع بكم من الظالمين طرفا) ثم أرسل (ع) عدي بن حاتم مع سرية من جيشه لنصرة مالك وما إن سار عدي حتى وصلت الأخبار إلى أمير المؤمنين بهزيمة النعمان قبل وصول عدي إلى عين التمر.

لما أحاط النعمان بعين التمر قرر مالك قتاله حتى الموت وراح يشجع أصحابه على القتال ويحثهم على الصبر واليقين والثبات والحق الذي هم عليه مع أمير المؤمنين, وكان مالك من الشجعان الأبطال فلم يبال بكثرة عدوه وقلة من معه, بل حث أصحابه على القتال وهم يواجهون جيشاً يفوق عددهم بعشرين ضعفاً

 وأرسل أحد أصحابه إلى أطراف عين التمر لعله يجد من أصحاب أمير المؤمنين من ينضم إليهم لمواجهة جيش النعمان فوجد مجموعة من الفرسان فدنا منهم وكان على رأسهم مخنف بن سليم وهو من أصحاب أمير المؤمنين المخلصين وقد جاء على أرض الفرات إلى أرض بكر بن وائل لجمع الصدقات فاستغاثه, وكان مع مخنف رجال كثر فأرسل معه خمسين رجلاً منهم بقيادة ابنه عبد الرحمن فوصلوا سريعاً فوجدوا أن النعمان أحاط بجيشه أصحاب مالك الذين استماتوا في الدفاع عن المدينة رغم قلتهم, وقد أنهكتهم كثرة العدو وقاتلهم مالك بن كعب وأصحابه إلى العصر وقد كسروا جفون سيوفهم واستسلموا للموت,

فلما رأى أتباع النعمان عبد الرحمن ومعه خمسون رجلاً ظنوا أن وراءهم جيشاً فانحازوا عنهم وارتعبوا من هذا الهجوم المباغت الذي قام به عبد الرحمن عليهم فلم يشعروا إلا وقد هجمت عليهم الفرسان فاقتتلوا وحجز الليل بينهم وهم يظنون أن هؤلاء الفرسان هم مقدمة لجيش سيأتي بعدهم مدداً فاتخذوا الليل ستارا للانهزام, ولو أبطأ عبد الرحمن بن مخنف عن مالك وأصحابه لقتلوا جميعا فمجيء عبد الرحمن في تلك اللحظة أثار حماس مالك وأصحابه أكثر فهجموا عليهم هجمة رجل واحد وأخرجوهم من القرية وقتلوا منهم وجرحوا وهكذا باءت هذه الغارة وأصحابها بالفشل الذريع ورد الله كيد من دبر لها إلى نحورهم.

ونحن نقول:

 ياعبيد الله بن العباس ... اما كان الاولى بك  ان يكون لك موقف كموقف مالك بن كعب الارحبي ؟ فيسجلك التاريخ في صفحاته المشرقه  بدلا من ان تهرب وتترك ولديك يذبحان امام امهما ؟ فسجلك التاريخ جبانا لا يدافع عن عقيدته ولا عن اهله

 

الموقف الثاني  - موقف الصحابي الجليل  قيس بن سعد بن عباده

ياعبيد الله بن العباس-اما استحييت من رسول الله والامام علي والحسن بن علي وزوجتك التي جنت بسبب ذبح جنود معاويه لولديها

اما تذكرت طفليك يرفسان مذبوحين بلا سبب عندما ادرت ضهرك للكرامه وسرت للخيانه مسربلا بالذل والعار الى معسكر  قاتلهما

 اما كان الاولى بك ان يكون لك موقف كموقف قيس بن سعد بن عباده الذي فضل البقاء مع سيده الحسن بن علي مع اشتداد التضليل الاعلامي الاموي واغراء معاويه المادي وصمم ان يبقى مطيعا لله ولرسوله وللحسن بن علي لاخر لحظه في حياته واقسم ان لا يمد يده مبايعا لمعاويه ولن يلتقي معاويه الا والرمح بينهما

وعند الصلح

وضع معاويه رمحا بينه وبين قيس ولم يقم قيس لمبايعه معاويه ولا مد يده اليه  بل قام معاويه ومسح يده على يد قيس

انه حسن العاقبه ..ولا يستحقه الا من حسن ايمانه

 

المصادر

(1) الطبري في تاريخه ج6 ص80

(2) ( الأغاني 15 : 44 ـ 47 ، تاريخ ابن عساكر 3 : 223 ، الاستيعاب 1 : 65  

(3) كتاب لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه للكاتب

(4) مقاتل الطالبيين

(5) الشيخ الطوسي في الامالي ص77

 

 

 

جرير بن عبد الله البجلي

 

صحابي يبيع دينه بولايه همدان ومقاطعه زراعيه كبيره على ضفتي الفرات تسمى (الجرفين )

نسبه واسلامه

 هو جرير بن عبد الله يكنى أبا عمرو صحابي أسلم في السنة التي قبض فيها النبي (صلى الله

عليه وآله وسلم ) وروايته عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من رؤية الله سبحانه وتعالى وقد خلط في عقله في أواخر عمره

 بنو اميه يشترون دين جرير بن عبد الله البجلي

اشترى عثمان دين جرير البجلي بولايه همذان و مقاطعه زراعيه كبيره على شاطئ الفرات

تسمى( الجرفين)

 مالك الاشتر يقول لجرير البجلي لقد اشتراك عثمان بولايه همذان

ولما تولى علي (عليه السلام ) الخلافه ارسل جرير البجلي مبعوثا الى معاويه فابطا عن الامام علي واتهمه الناس بالتواطؤ مع معاويه

وروى أيضا بسنده عن الشعبي قال :

اجتمع جرير والأشتر عند علي فقال الأشتر أليس قد نهيتك يا أمير المؤمنين ان تبعث جريرا وأخبرتك بعداوته وغشه وأقبل الأشتر يشتمه ويقول يا أخا بجيلة ان عثمان اشترى منك دينك بهمذان والله ما أنت بأهل أن تمشي فوق الأرض حيا انما اتيتهم لتتخذ عندهم يدا بمسيرك إليهم ثم رجعت الينا من عندهم تهددنا بهم وأنت والله منهم ولا أرى سعيك إلا لهم ولئن أطاعني فيك أمير المؤمنين ليحبسنك وأشباهك في محبس لا تخرجون منه حتى تستبين هذه الأمور ويهلك الله الظالمين

جرير بن عبد البجلي يجدد بناء مسجده في الكوفه فرحا بمقتل الحسين (عليه السلام )

وبعد ان باع جرير دينه تحول الى ناصبيا لاهل البيت وجدد مسجده في الكوفه فرحا بمقتل الحسين (عليه السلام )

 وفي الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام نهى عن الصلاة في خمسة مساجد ملعونه  بالكوفة  وهي مسجد الأشعث بن قيس الكندي ومسجد جرير بن عبد الله البجلي ومسجد سماك بن مخرمة ومسجد شبت بن ربعي ومسجد تميم

وجددت أربعة مساجد منها فرحاً لقتل الحسين ( عليه السلام ) : مسجد الأشعث ، ومسجد جرير ، ومسجد سماك ، ومسجد شبث بن ربعي

جرير والاشعث بن قيس يبايعان ضبا

وعن شرح النهج روى يحيى البرمكي عن الأعمش عن جرير والأشعث انهما خرجا إلى جبانة بالكوفة فمر بهما ضب يعدو وهما في ذم علي فنادياه يا أبا حسن هلم يدك نبايعك بالخلافة فبلغ عليا( عليه السلام) ذلك فقال إنهما يحشران يوم القيامة وأمامهما ضب

 وعن شرح النهج أيضا كان جرير بن عبد الله البجلي يبغض عليا عليه السلام وهدم علي داره

علي (عليه السلام ) يبعث جرير بن عبد الله رسولا الى معاويه

قال نصر في كتاب صفين:

 لما بويع علي عليه السلام وكتب إلى العمال في الآفاق كتب إلى جرير بن عبد الله البجلي وكان عاملا لعثمان على ثغر همذان فكتب اليه مع زحر بن قيس الجعفي فلما قرأ جرير الكتاب قام فقال

 أيها الناس هذا كتاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو المأمون على الدين والدنيا وقد كان من أمره وأمر عدوه ما نحمد الله عليه وقد بايعه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والتابعين باحسان ولو جعل هذا الامر شورى بين المسلمين كان أحقهم بها الا وان البقاء في الجماعة والفناء في الفرقة وعلي حاملكم على الحق ما استقمتم فان ملتم أقام ميلكم فقال الناس سمعا وطاعة رضينا، فأجاب جرير وكتب جواب كتابه بالطاعة

ابن اخت جرير يقرأ ما في قلب جرير ويقدم له نصيحه

وكان مع علي رجل من طئ ابن أخت لجرير فحمّل زحر بن قيس شعرا له إلى خاله جرير وهو

جرير بن عبد الله لا تردد الهدى * وبايع عليا انني لك ناصح

فان عليا خير من وطئ الحصا * سوى أحمد والموت غاد ورائح

 ودع عنك قول الناكثين فإنما * أولاك أبا عمرو كلاب نوابح

وبايعه ان بايعته بنصيحة * ولا يك معها في ضميرك قادح

 فإنك ان تطلب به الدين تعطه * وان تطلب الدنيا فبيعك رابح

 وان قلت عثمان بن عفان حقه * علي عظيم والشكور مناصح

 فحق علي إذا وليك كحقه * وشكرك ما أوليت في الناس صالح

 وان قلت لا نرضى عليا امامنا * فدع عنك بحرا ضل فيه السوابح

 أبى الله إلا أنه خير دهره * وأفضل من ضمت عليه الأباطح

 قال ثم أقبل جرير سائرا من ثغر همذان حتى ورد على علي (عليه السلام) بالكوفة فبايعه ودخل فيما دخل فيه الناس من طاعة علي واللزوم لامره.

وروى نصر بسنده عن الشعبي ان عليا عليه السلام حين قدم البصرة نزع جريرا عن همذان فجاء حتى نزل الكوفة فأراد علي ان يبعث إلى معاوية رسولا فقال جرير ابعثني اليه فإنه لم يزل لي مستنصحا ودودا فآتيه فأدعوه إلى أن يسلم لك هذا الامر ويجامعك على الحق على أن يكون أميرا من أمرائك وعاملا من عمالك ما عمل بطاعة الله واتبع ما في كتاب الله وادعو أهل الشام إلى طاعتك وولايتك وجلهم قومي وأهل بلادي وقد رجوت أن لا يعصوني

الاشتر يقول لعلي عليه السلام لاتبعث جرير بن عبد الله البجلي

فقال له الأشتر لا تبعثه ودعه ولا تصدقه فوا الله إني لأظن هواه هواهم ونيته نيتهم فقال له علي دعه حتى ننظر ما يرجع به الينا فبعثه علي عليه السلام،

وفي تاريخ اليعقوبي انه لما نهاه الأشتر عن إرساله قال دعه يتوجه فان نصح كان ممن أدى أمانته وان داهن كان عليه وزر من اؤتمن ولم يؤد الأمانة ووثق به فخالف الثقة ويا ويحهم مع من يميلون ويدعونني فوا الله ما أردتهم إلا على إقامة حق ولا يريدهم غيري إلا على باطل

فانطلق جرير حتى أتى الشام ونزل بمعاوية فدخل عليه فحمد الله واثنى عليه وقال اما بعد يا معاوية فإنه قد اجتمع لابن عمك أهل الحرمين وأهل المصرين وأهل الحجاز وأهل اليمن وأهل مصر وأهل العروض وعمان وأهل البحرين واليمامة فلم يبق إلا أهل هذه الحصون التي أنت فيها لو سال عليها سيل من أوديته غرقها وقد اتيتك أدعوك إلى ما يرشدك ويهديك إلى مبايعة هذا الرجل ودفع اليه كتاب علي بن أبي طالب الذي أوله اما بعد فان بيعتي لزمتك بالمدينة وأنت بالشام

فلما قرأ الكتاب قام جرير فخطب خطبة قال في آخرها:

أيها الناس إن أمر عثمان قد أعيا من شهده فما أظنكم بمن غاب عنه وأن الناس بايعوا عليا غير واتر ولا موتور وكان طلحة والزبير ممن بايعه ثم نكثا بيعته على غير حدث إلا أن هذا الدين لا يحتمل الفتن الا وان العرب لا تحتمل السيف

وقد كانت بالبصرة أمس ملحمة ان يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للناس وقد بايعت العامة عليا ولو ملكنا والله أمورنا لم نختر لها غيره ومن خالف هذا استعتب فادخل يا معاوية فيما دخل فيه الناس فان قلت استعملني عثمان ثم لم يعزلني فان هذا أمر لو جاز لم يقم لله دين وكان لكل امرئ. ما في يديه ولكن الله لم يجعل للآخر من الولاة حق الأول وجعل تلك أمورا موطأة وحقوقا ينسخ بعضها بعضا فقال معاوية انظر وننظر واستطلع رأي أهل الشام

فلما فرغ جرير من خطبته أمر معاوية فنادى الصلاة جامعة فلما اجتمع الناس صعد المنبر وخطب خطبة قال في آخرها:

 أيها الناس قد علمتم اني خليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وخليفة عثمان بن عفان عليكم واني ولي عثمان وقد قتل مظلوما والله يقول: ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا وأنا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان فقام أهل الشام بأجمعهم فأجابوا إلى الطلب بدم عثمان واستحثه جرير بالبيعة، فقال: يا جرير انها ليست بخلسة وأنه امر له ما بعده فأبلعني ريقي انظر ودعا ثقاته

معاويه يشتري دين عمرو بن العاص

فأشار عليه اخوة عتبة بن أبي سفيان بعمرو بن العاص وقال له أثمن له بدينه فإنه من عرفت فكتب معاوية إلى عمرو وهو بالسبع من فلسطين انه كان من امر طلحة والزبير ما قد بلغك وقد قدم علينا جرير بن عبد الله في بيعة علي وقد حبست نفسي عليك حتى تأتيني فأتاه عمرو وجعل له مصر طعمة على أن يساعده على حرب علي عليه السلام

قال نصر وفي حديث صالح بن صدقة قال أبطأ جرير عند معاوية حتى اتهمه الناس وقال علي وقت لرسولي وقتا لا يقيم بعده إلا مخدوعا أو عاصيا وأبطأ على علي حتى ايس منه

وكتب علي إلى جرير بعد ذلك:

أما بعد فإذا اتاك كتابي هذا فاحمل معاوية على الفصل وخذه بالامر الجزم ثم خيره بين حرب مجلية أو سلم محظية فان اختار الحرب فانبذ له وان اختار السلم فخذ بيعته،

وروى نصر باسناده انه لما رجع جرير إلى علي كثر قول الناس في التهمة لجرير في أمر معاوية فاجتمع جرير والأشتر عند علي فقال الأشتر أما والله يا أمير المؤمنين لو كنت أرسلتني إلى معاوية لكنت خيرا من هذا الذي أرخى من خناقه وأقام حتى لم يدع بابا يرجو روحه إلا فتحه أو بابا يخاف غمه الا سده فقال جرير والله لو اتيتهم لقتلوك وخوفه بعمرو وذي الكلاع وحوشب ذي ظليم وقد زعموا انك من قتلة عثمان فقال الأشتر لو اتيته والله يا جرير لم يعيني جوابها ولم يثقل علي محملها ولحملت معاوية على خطة أعجله فيها عن الفكر، قال فائتهم اذن قال الآن وقد أفسدتهم ووقع بينهما الشر.

قال جرير وددت والله أنك كنت مكاني بعثت إذا والله لم ترجع قال فلما سمع جرير ذلك لحق بقرقيسيا  وهي تحت حكم معاويه واستدعاه معاويه ولحق به أناس من قيس ويسير من قومه ولم يشهد صفين من قيس غير تسعة عشر ولكن أحمس شهدها منهم سبعمائة رجل

 وخرج علي إلى دار جرير فشعث منها وحرق مجلسه

 وقال الأشتر فيما كان من تخويف جرير إياه بعمرو وحوشب ذي ظليم وذي الكلاع

لعمرك يا جرير لقول عمرو * وصاحبه معاوية الشآمي

 وذي كلع وحوشب ذي ظليم * أخف علي من زف النعام

 إذا اجتمعوا علي فخل عنهم * وعن باز مخالبه دوامي

 فلست بخائف ما خوفوني * وكيف أخاف أحلام النيام

 وهمهم الذي حاموا عليه * من الدنيا وهمي ما أمامي

فان اسلم أعمهم بحرب * يشيب طولها رأس الغلام

وان أهلك فقد قدمت امرا * أفوز بفلجه يوم الخصام

وقد زاروا إلى وأوعدوني * ومز ذا مات من خوف الكلام

وقال ابن الأثير فخرج جرير إلى قرقيسيا وكتب إلى معاوية فكتب اليه معاوية يأمره بالقدوم عليه

  و ختم جرير اعماله بسيئها بمفارقته عليا ( عليه السلام) ولحوقه بمعاويه

 

الحتات بن يزيد بن علقمة

معاويه بن ابي سفيان يشتري دين الحتات بن يزيد بن علقمه بمئه الف

 

الحتات بن يزيد بن علقمة صحابي من تميم

وفد الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة من بني ربيعة بن كعب بن سعد والجون بن قتادة العبشمي والحتات بن يزيد أبو منازل أحد بني حوي بن سفيان بن مجاشع إلى معاوية بن أبي سفيان فأعطى كل رجل منهم مائة ألف وأعطى الحتات سبعين ألفا فلما كانوا  في الطريق سأل بعضهم بعضا فأخبروا بجوائزهم

وكان الحتات أخذ سبعين ألفا فرجع إلى معاوية فقال ما ردك  يا أبا منازل؟

 قال فضحتني في بني تميم

 أما حسبي صحيح ؟

أو لست ذا سن ؟ أو لست مطاعا في عشيرتي ؟

قال معاوية : بلى

قال فما بالك خسست بي دون القوم ؟

 فقال إني اشتريت من القوم دينهم ووكلتك إلى دينك ورأيك في عثمان بن عفان وكان عثمانيا

فقال إنما اشتريت منهم دينهم  فإشتري مني ديني

فإشترى معاويه منه دينه ودفع له مئه الف درهم فلحق الحتات برفاقه  وذهب لدار الخلاء يقضي حاجته   فمات فيها فامر معاويه باسترجاع المال منه فخسر دينه ودنياه وحتى ورثته خسروا المئه الف

 

وقال الفرزدق في ذلك شعرا وكان الحتات عم الفرزدق

 

  أبوك وعمي يا معاوي أورثا * تراثا فيحتاز التراث أقاربه

 فما بال ميراث الحتات أخذته * وميراث حرب جامد لك ذائبه

 فلو كان هذا الأمر في جاهلية * علمت من المرء القليل حلائبه

 ولو كان في دين سوي ذا شنئتم * لنا حقنا إذ غص بالماء شاربه

ولو كان إذ كنا وللكف بسطة * لصمم عضب فيك ماض ضرائبه

 

وأنشده محمد بن علي في الكف مبسط

 

وقد رمت شيئا يا معاوي دونه * خياطف علود صعاب مراتبه

 وما كنت أعطي النصف عن غير قدرة * سواك ولو مالت عليه  كتائبه

ألست أعز الناس قوما وأسرة * وأمنعهم جارا إذا ضيم جانبه

 وما ولدت بعد النبي وآله * كمثلي حصان في الرجال يقاربه

 أبي غالب والمرء ناجية الذي * إلى صعصع ينمى فمن ذا يناسبه

 وبيتي إلى جنب الثريا فناؤه * ومن دونه البدر المضئ كواكبه

 أنا ابن الجبال  الشم في عدد الحصى * وعرق الثرى عرقي فمن ذا يحاسبه

أنا ابن الذي أحيا الوئيدة ضامن * على الدهر إذ عزت لدهر مكاسبه

 وكم من أب لي يا معاوي لم يزل * أغر يباري الريح ما ازور جانبه

نمته فروع المالكين ولم يكن * أبوك الذي من عبد شمس يقاربه

 تراه كنصل السيف يهتز للندى * كريما يلاقي المجد ما طر شاربه

 

صحابه باعوا دينهم – ( 10) عمرو بن حريث المخزومي

 

عمرو بن حريث المخزومي باع دينه لبني اميه باقطاعيات واسعه في الكوفه وهبات ضخمه وقياده شرطه بن زياد ثم ولايه الكوفه

اشترى عثمان بن عفان دين بعض ضعاف النفوس من الصحابه وذلك باقطاعهم الاقطاعيات الكبيره من ارض الكوفه ومنحهم الهبات الضخمه  والمناصب المهمه ومن هؤلاء عمرو بن حريث المخزومي الذي اصبح رئيس شرطه ابن زياد  ووالي الكوفه بعد ذلك لبني اميه

وفي معجم الصحابه :

(انتقل عمرو بن حريث إلى الكوفة بعد الفتوحات الإسلامية وفتح العراق، وابتنى بها دارا كبيرة قريبا من مسجد الكوفة الكبير وسوقها، وذريته بها، وأصبح من أشراف الكوفة، وأصاب مالًا عظيما ) انتهى

وفي الطبقات الكبير :

تحول عمرو بن حريث إلى الكوفة حيث اقطعه عثمان ارضا في الكوفه ، وابْتَنَى بها دارًا كبيرة قريبًا من المسجد والسوق، وولده بها، وشَرُفَ بالكوفة، وأصاب مالًا عظيمًا،

عن موسى بن أبي عائشة، قال: (وقال الفضل بن دكين: نزل عمرو بن حريث الكوفة وابْتَنَى بها دارًا إلى جانب المسجد، وهي كبيرة مشهورة في أصحاب الخزّ اليوم )

: وقَالَ الوَاقِدِيُّ

  (ثُمَّ وَلِيَ الكُوْفَةَ لِزِيَادِ ابْنِ أَبِيْهِ، وَلابْنِهِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ: عَمْرُو بنُ حُرَيْثٍ، وَحَصَّلَ مَالاً عَظِيماً )

نسبه

عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ، أخو سعيد بن حريث . كان عمرو من بقايا أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذين كانوا نزلوا الكوفة ، مولده قبيل الهجرة ، له صحبة ورواية . ورُوى أيضاً عن أبي بكر الصديق وابن مسعود ،

قال ابن الأثير

عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي ، يكنى أبا سعيد ، رأى النبي (صلّى الله عليه وآله) ، و هو أخوه سعيد بن حريث ، و يجتمع هو وخالد بن الوليد و أبو جهل بن هشام في عبدالله

حدَّث عنه : ابنه جعفر والحسن العرني ، والمغيرة بن سبيع والوليد بن سريع ، وعبد الملك بن عمير وإسماعيل بن أبي خالد وآخرون ، وآخر من رآه رؤية خلف بن خليفة ، توفّي سنة خمس وثمانين ، ثمّ قال الواقدي : ثمّ ولي الكوفة لزياد بن أبيه ، ولابنه عبيد الله ابن زياد

روايته عن النبي

روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود وغيرهم، وروى عن أخيه سعيد بن حريث، ومن حديث عمرو بن حريث عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أنه رآه يُصَلِّي في نعلين مخصوفتين، وروى عنه ابنه جعفر وآخرون مِنْ أهل الكوفة

عمرو بن حريث ناصبي ملعون

وقال العجلي في معرفة الثقات : عمرو بن حريث المخزومي كوفي من أصحاب النبيّ (صلّى

الله عليه وآله) وناصبي ملعون عند الشيعه

 طرد أهل الكوفة عمرو بن حريث وأمّروا عامر بن مسعود

وكان ابن زياد قد قتل من الخوارج ثلاثة عشر ألفًا وحبس أربعة آلاف فلما هلك يزيد قام عمرو بن حريث خطيبًا فقال‏:‏ إن الذي كنا نقاتل عن طاعته قد مات فإن أمرتموني جبيت فيئكم وقاتلت عدوكم‏.‏

وبعث بذلك إلى أهل الكوفة مقاتل بن مسمع وسعيد بن قرحا المازني فقام عمرو بن حريث وقال‏:‏ إن هذين الرجلين قد أتياكم من قبل أميركم يدعوانكم إلى أمر يجمع الله به كلمتكم فاسمعوا لهما فقام ابن الحارث وهو يزيد فقال‏:‏ الحمد لله الذي أراحنا من ابن سمية فأمر به عمرو إلى السجن فحالت بينه وبينه بكر وصعد عمرو المنبر فحصبوه فدخل داره واجتمع الناس في المسجد وقالوا‏:‏ نؤمر رجلًا إلى أن يجتمع الناس على خليفة فأجمعوا على عمرو بن سعد بن أبي وقاص ثم أجمعوا على عامر بن مسعود وكتبوا بذلك إلى ابن الزبير فأقره واجتمع لابن الزبير أهل البصرة وأهل الكوفة ومن قبله من العرب وأهل الشام وأهل الجزيرة إلا أهل الأردن‏.

جرائم عمرو بن حريث

 اولا - عمرو بن حريث شريك في دم ميثم التمار

قال السيّد الخوئي:

عمرو بن حريث : من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وعدَّه في أصحاب عليّ (عليه السلام) أيضاً قائلاً : عمرو بن حريث عدوُّ الله ملعون .

ويأتي في ترجمة ميثم التمّار خروج كلمة كبيرة من فيه ، قاتله الله

وما أشار إليه السيّد الخوئي ، وقال : إنّه يأتي في ترجمة ميثم . . . هو ما رُوي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، عن أبيه ، عن آبائه (صلوات الله عليهم) ، قال : أتى ميثم التمّار دار أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقِيل له : إنّه نائم ، فنادى بأعلى صوته : انتبه أيُّها النائم ! فو الله ، لتخضبنّ لحيتك من رأسك . فانتبه أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال : ( أدخلوا ميثماً ) . فقال له : أيُّها النائم ! والله لتخضبنَّ لحيتك من رأسك . فقال (عليه السلام) : ( صدقت ، وأنت والله لتُقطعنَّ يداك ورجلاك ولسانك ، وليُقطعنّ من النخلة التي بالكناسة ، فتشقّ أربع قطع : فتصلب أنت على ربعها ، وحجر بن عدي على ربعها ، ومحمّد بن أكثم على ربعها ، وخالد بن مسعود على ربعها )

قال ميثم : فشككت في نفسي ، وقلت : إنّ عليّاً (عليه السلام) ليخبرنا بالغيب ، فقلت له : أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال (عليه السلام) : ( إيْ وربِّ الكعبة ، كذا عهده إليَّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ) .

قال ، فقلت : ومَن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال (عليه السلام) : ( ليأخذنّك العتل الزنيم ، ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد )

قال : وكان يخرج إلى الجبانة وأنا معه ، فيمرُّ بالنخلة فيقول لي : يا ميثم ، إنّ لك ولها شأناً من الشأن

قال : فلمَّا ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ، ودخلها تعلَّق عَلَمُه بالنخلة التي بالكناسة فتخرَّق ، فتطيَّر من ذلك فأمر بقطعها ، فاشتراها رجل من النجارين فشقَّها أربع قطع

قال ميثم ، فقلت لصالح ابني : فخذ مسماراً من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي ، ودقَّه في بعض تلك الأجذاع

قال : فلمَّا مضى بعد ذلك أيّام أتى قوم من أهل السوق ، فقالوا : يا ميثم ، انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق ، ونسأله أنْ يعزله عنَّا ويولِّي علينا غيره

قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي ، فقال له عمرو بن حريث : أصلح الله الأمير  تعرف هذا المتكلِّم؟ قال: ومَن هو؟ قال : هذا ميثم التمّار الكذّاب، مولى الكذّاب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)

قال : فاستوى جالساً فقال لي : ما يقول ؟ فقلت : كذب أصلح الله الأمير  بل أنا الصادق مولى الصادق عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أمير المؤمنين حقّاً

فقال لي : لتبرأنَّ من عليّ (عليه السلام) ، ولتذكرنَّ مساويه وتتولَّى عثمان وتذكر محاسنه ، أو لأقطعنَّ يديك ورجليك و لأصلبنَّك . فبكيت ، فقال لي : بكيت من القول دون الفعل ؟ فقلت : والله ، ما بكيت من القول ولا من الفعل ، ولكنّي بكيت من شكّ كان دخلني يوم خبَّرني سيِّدي ومولاي . فقال لي : وما قال لك مولاك ؟

قال ، فقلت : أتيت الباب فقِيل لي : إنّه نائم . فناديت : انتبه أيُّها النائم ! فو الله ، لتخضبنَّ لحيتك من رأسك . فقال (عليه السلام) : ( صدقت ، وأنت والله لتُقطعنَّ يداك ورجلاك ولسانك ولتُصلبنّ ) . فقلت : ومَن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ( يأخذك العتل الزنيم ، ابن الأمَة الفاجرة عبيد الله بن زياد )

قال : فامتلأ غيظاً ، ثمّ قال لي : والله لأقطعنَّ يديك ورجليك ، و لأدعنَّ لسانك حتّى أكذبك وأكذب مولاك ، فأُمر به فقطعت يداه ورجلاه ، ثمّ أُخرج وأُمر به أنْ يُصلب ، فنادى بأعلى صوته : أيُّها الناس ، مَن أراد أنْ يسمع الحديث المكنون عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ قال : فاجتمع الناس وأقبل يحدِّثهم بالعجائب

قال : وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله ، فقال : ما هذه الجماعة ؟ فقالوا : ميثم التمّار يحدِّث الناس عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)

قال : فانصرف مسرعاً فقال : أصلح الله الأمير ! بادر وابعث إلى هذا مَن يقطع لسانه ، فإنّي لست آمن أنْ تتغيَّر قلوب أهل الكوفة ، فيخرجوا عليك

قال : فالتفت إلى حرسيّ فوق رأسه ، فقال : اذهب فاقطع لسانه

قال : فأتاه الحرسيّ فقال له : يا ميثم . قال : ما تشاء ؟ قال : أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه . قال ميثم : ألاَ زعم ابن الأمَة الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي ، هاك لساني ؟

قال : فقطع لسانه فتشحَّط ساعة في دمه ، ثمّ مات وأمر به فصُلب

قال صالح : فمضيت بعد ذلك بأيّام فإذا هو صُلب على الربع الذي كنت دققت فيه المسمار

 ثانيا - عمرو بن حريث شارك بقتل مسلم بن عقيل

قال ابن كثير والطبري ـ واللفظ للأوّل

و بعث ابن زياد عمرو بن حريث المخزومي ـ وكان صاحب شرطته ـ و معه عبد الرحمن ، و محمد بن الأشعث في سبعين أو ثمانين فارساً ، فلم يشعر مسلم إلاّ وقد اُحيط بالدار التي هو فيها ، فدخلوا عليه ، فقام إليهم بالسيف فأخرجهم من الدار ثلاث مرّات ، و اُصيبت شفته العليا والسفلى ، ثمّ جعلوا يرمونه بالحجارة و يلهبون النار في أطناب القصب ، فضاق بهم ذرعاً ، فخرج إليهم بسيفه فقاتلهم فلم يتمكنوا منه الا بعد اعطوه الامان بالاستسلام ولكنهم لم يفوا بعد ذلك بعهدهم فقتله ابن زياد

ثالثا - عمرو بن حريث من قتله الامام الحسين (عليه السلام)

هو من قتلة الإمام الحسين (عليه السّلام)

 و ممّن خرج على مسلم بن عقيل (عليه السّلام)

وفي تاريخ الطبري :

رابعا :عمرو بن حريث ممّن أقام شهادة زور على حجر بن عدي و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ

حتّى قتلهم معاوية ظلماً و عدواناً بعد ما طلب منهم النيل والبراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) .

 عمرو بن حريث من الثمانيه الذين خلعوا بيعه الامام علي وبايعوا ضبا محله

وروي‌ ابن‌ شهرآشوب‌ أيضاً عن‌ إسحاق‌ بن‌ حسّان‌، بإسناده‌ عن‌ الاصبغ‌ بن‌ نُباتة‌، قال‌:

أمرنا أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بالمسير من‌ الكوفة‌ إلی المدائن‌. فسرنا يوم‌ الاحد، وتخلّف‌ عنّا عمرو بن‌ حريث‌، والاشعث‌ ابن‌ قيس‌، وجريربن‌ عبدالله‌ البَجَلِيّ مع‌ خمسة‌ نفر، فخرجوا إلی مكان‌ بالحيرة‌ يقال‌ له‌: الخورنق‌  والسدير. فبينا هم‌ جلوس‌  يتغدّون‌، إذ خرج‌ عليهم‌ ضبّ، فاصطادوه‌. فأخذه‌ عمرو بن‌ حريث‌؛ فبسط‌ كفّه‌، فقال‌: بايعوا هذا أميرالمؤمنين‌. فبايعه‌ الثمانية‌ ثمّ أفلتوه‌ وارتحلوا وقالوا: إنّ علي ‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ يزعـم‌ أ نّه‌ يعلم‌ الغيب‌، فقد خلعنـاه‌ وبايعنا مكانه‌ ضبّاً. فقدموا المدائن‌ يوم‌ الجمعة‌، فدخلوا المسجد، وأميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ يخطب‌ علی المنبر، فقال‌ عليه‌ السلام‌: إنّ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ أسـرّ إلی حديثاً كثيـراً في‌ كلّ حديث‌ باب‌ يفتـح‌ كلّ باب‌ ألف‌ باب‌. إنّ الله‌ تعالي‌ يقول‌ في‌ كتابه‌ العزيز: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَـامِهِمْ

 وأنا أُقسم‌ بالله‌ ليبعثنّ يوم‌ القيامة‌ ثمانية‌ نفر من‌ هذه‌ الاُمّة‌ إمامهم‌ ضبّ. ولو شئتُ أن‌ أُسمّيهم‌ لفعلتُ

 فتغيّرت‌ ألوانهم‌، وارتعدت‌ فرائصهم‌، وكان‌ عمروبن‌ حريث‌ ينتفض‌ كما تنتفض‌ السعفة‌ جبناً وفرقاً

المناقب‌ ج‌ 1، ص‌ 420

 عمرو بن حريث لا دين له

وفي تاريخ المدينه لابن شبه

ذِكْرُ مَنِ اسْتَمْتَعَ قَبْلَ تَحْرِيمِ عُمَرَ للمتعه يُقَالُ:

 إِنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ اسْتَمْتَعَ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَوَلَدَتْ فَجَحَدَ وَلَدَهَا., فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَتَعْتَرِفُ بِهَذَا الْغُلَامِ؟ قَالَ: لَا

 قَالَ: لَوْ قُلْتَ نَعَمْ لَرَجَمْتُكَ بِأَحْجَارِكَ فَحَرَّمَ الْمُتْعَةَ

 

خالد بن عرفطة العذري

صحابي اشترى عثمان بن عفان  دينه مقابل مقاطعه كبيره عند حمام أعين في الكوفه

نسبه

خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان العذري صحابي كان قائدا في معركة القادسية تحت إمرة سعد بن أبي وقاص وهو ابن اخته واستخلفه سعد على الكوفة، ونزلها، وهو معدود في أهلها،

خالد بن عرفطه صحابي

وهو صحابي بالاجماع نص على صحبته ابو حاتم وابو اسحاق السبيعي وابن سعد والذهبي والحافظ ابن حجر وابن الاثير وابن عبد البر وابن ناصر الدين وغيرهم

خالد بن عرفطه من اتباع  عثمان ومن بعده معاويه

- ونقل الطبري عن ابن اسحاق : ان خالد بن عرفطة حليف لبني أمية (تاريخ الطبري 3 / 77+79)

ولما دخل معاوية الكوفة سنة إحدى وأربعين خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء بالنخيلة، فبعث إليه  معاويه خالد بن عرفطة العذري، في جمع من أهل الكوفة، فقتل ابن أبي الحوساء

ويقول الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد

عَنْ أم حكيم بنت عمرو الجدلية قالت: لما قدم معاوية- يَعْنِي الكوفة- فنزل النخيلة دخل من باب الفيل، وخالد بْن عرفطة يحمل راية معاوية حتى ركزها في المسجد

وكان في صحبة معاوية حين توجه من الشام وعبر معه جسر منبج إلى الأخنونية وصالح الحسن بن علي (رض) وكان خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى دخل معه الكوفة . (بغية الطلب 7 / 3089)

علي  (عليه السلام) ينبأ بعاقبه خالد بن عرفطه

 وخالد ممن صاحب النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ولم يحفظ أهل بيته فيه من بعده، فكان ممن اشترك في قتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين( عليه السلام )، بل كان قائد مقدمة جيش عمر بن سعد لقتل الحسين .

وقد أنبأ بحصول هذا مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قبل وقوعه

وقال ابن حجر في (الإصابة في تمييز الصحابة - برقم 2187)

عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، قال:

جاء رجل إلى علي فقال: إني مررتُ بوادي القرى، فرأيت خالد بن عرفطة بها مات، فاستغفر له. فقال علي (عليه السلام ): إنه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة، ويكون صاحب لوائه حبيب بن جماز، فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني لك محب؛ وأنا حبيب بن جماز

فقال: لتحملنَّها وتدخل بها من هذا الباب، وأشار إلى باب المقبل، فاتفق أن ابن زياد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي، فجعل خالدا على مقدمته، وحبيب بن جماز صاحب رايته، فدخل بها المسجد من باب المقبل.

وروى الصفار في (بصائر الدرجات ج1 ص298) عن سويد بن غفلة قال:‌

 بينا أنا عند أمير المؤمنين عليه السلام إذا أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! جئتك من وادي القرى وقد مات خالد بن عرفطة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام:

إنه لم يمت! فأعادها عليه، فقال له: علي عليه السلام: لم يمت! فأعادها عليه الثالثة فقال: سبحان الله! أخبرك أنه مات وتقول: لم يمت! فقال له علي عليه السلام: لم يمت! والذي نفسي بيده لا يموت حتى يقود جيش ضلالة؛ يحمل رايته حبيب بن جمّاز. قال: فسمع بذلك حبيب، فأتى أمير المؤمنين فقال: ناشدتك الله فيَّ وأنا لك شيعة! قد ذكرتني بأمر لا والله ما أعرفه من نفسي! فقال له علي عليه السلام: إن كنت حبيب بن جمّاز فلتحملنّها! فولّى حبيب بن جماز. قال أبو حمزة: فو الله ما مات حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي عليهما السلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته، وحبيب صاحب رايته

خالد بن عرفطه شارك بقتل الحسين (عليه السلام )

وخالد بن عرفطة هو الذي حذره النبي (ص) من أن تتلطخ يداه بالقتل فيما رواه هو عن النبي (ص) قائلا له :

 ياخالد ستكون بعدي احداث وفتن واختلاف فان استطعت ان تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل . (مسند احمد 5 / 292)

اشار فيها النبي (ص) الى انه كن مع المقتولين (يعني في جيش الحسين) لا القاتلين (جيش يزيد)

وقتل المختار خالد بن عرفطه عند استيلائه على الكوفه

Screenshot 2024-07-24 194754

Screenshot 2024-07-28 211437

Screenshot 2024-07-28 211628

أخترنا لك
الاعلام الاموي في محاربه الامام علي (ع )...(7)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف