- جميع المدونات
- الرئيسية
- لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه
-
الاعلام الاموي
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(1)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(2)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(3)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(4)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(5)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(6)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(7)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(8)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(1)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(2)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(3)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(4)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(5)
- تحقيقات
- الصحابه
- بنو أميه ليسوا من قريش
- مؤلفات
- خالد بن عرفطه
- اعراب نجد
الباب الرابع
الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته
الفصل الاول - الاعلام الاموي فرق جيشا من ثمانيه عشر الف مقاتل بايع الامام الحسين (ع) ؟
الفصل الثاني - الاعلام الاموي اقنع اهل الشام بان بني اميه هم ال بيت النبي
الباب الثالث
الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته
الفصل الاول
الاعلام الاموي فرق جيشا من ثمانيه عشر الف مقاتل بايع الامام الحسين (ع) ؟
توالت رسائل اهل الكوفه على الامام الحسين (ع) يطلبون منه سرعه القدوم اليهم وان له فيها مئه الف مقاتل وان لم يفعل فانه اثم فارسل اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل وتم اخذ البيعه للحسين (ع) من ثمانيه عشرالف مقاتل قبل ان يتحرك الاعلام الاموي لتفرقه الجيش
فكيف تمكن الاعلام الاموي من تفرقه ثمانيه عشر الف مقاتل بايع الامام الحسين ؟
من هم اهل الكوفه اثناء خلافه عثمان بن عفان وما بعدها ؟
عيّن عثمان بن عفان سعيد بن العاص واليا على الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وسمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة فقال سعيد :
(إنما هذا السواد (العراق) بستانٌ لقريش)
وكان ذلك ترجمه لسياسه عثمان بن عفان حيث اقطع عثمان اراضي العراق وبساتينه ومزارعه الى بني اميه واتباعهم من القبائل النجديه المواليه لبني اميه وقد انتقلت تلك القبائل والتي معظمها نجديه الى العراق واستوطنت فيه
ولذلك فان غالبيه سكان الكوفه في تلك الفتره هم من اتباع بني اميه الذين اشترى بنو اميه ذممهم بالهبات والعطايا والاراضي والبساتين (1)
وان هؤلاء القوم هم من خذل عليا (ع) في حربه مع معاويه وهم الذين اشتكى الامام من تخاذلهم وضعفهم وهم الذين خذلوا الحسن (ع) وهم الذين قتلوا الحسين (ع) وهم ابناء تلك القبائل النجديه ( 2)
حاله اهل الكوفه في عهد معاويه
بعد ان نجح معاويه في جريمه مقتل علي (ع) بسيف عبد الرحمن بن ملجم وبعد صلح الامام الحسن (ع) ذاق الكوفيون الأهوال والويلات لأكثر من عشرين سنة في حكم معاوية وعاشوا أياماً عصيبة تحت سياسة التسلط الأموي وبطش ولاة السوء من بطانة الأمويين كزياد بن أبيه والمغيرة بن شعبة
وقتل معاويه ساداتهم من امثال حجر بن عدي واصحابه وقطع اعطيات الاخرين
خالف معاويه شروط الصلح مع الامام الحسن (ع) واخذ بيعه الناس لابنه يزيد من بعده وتولى يزيد الملك بعد هلاك معاويه
الحسين (ع) يرفض بيعه يزيد
ارسل والي المدينه الوليد بن عتبه الى الحسين (ع) لياخذ منه البيعه ليزيد فقال الحسين للوليد بن عتبة:
(إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد شارب الخمور وقاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله ..)
اهل الكوفه المخلصون لعلي (ع) يرسلون رسائل الى الامام الحسين يطالبونه بالقدوم اليهم
وردت أخبار هذا الرفض إلى الشيعة في الكوفة فاجتمع الصفوة منهم في دار سليمان بن صرد الخزاعي وهو من كبار الشيعة واتباع الامام علي وتمخض هذا الاجتماع الذي كان بداية الانطلاقة الأولى للتحرك المسلح و إعلان الثورة ودعوة الإمام الحسين (ع) وقد قال سليمان:
(إن معاوية قد هلك وإن حسينا قد امتنع عن بيعه يزيد, وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه ونقتل أنفسنا دونه فاكتبوا إليه وأعلموه وإن خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه فقالوا: لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه. قال: فاكتبوا إليه) (3)
لقد اطلع سليمان الشيعة على الأمر الواقع وأشار إلى الصواب وطلب منهم رأيهم فاتفق زعماء الشيعة على إرسال كتاب إلى الإمام الحسين (ع) يدعونه فيه إلى القدوم :
(بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي (ع) من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو
أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك وعدو أبيك من قَبل, الجبار العنيد الغشوم الظلوم الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيأها وتآمر عليها بغير رضا منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود. إنه ليس علينا إمام فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ولو قد بلغنا إنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته يا ابن رسول الله وعلى أبيك من قبلك..) (4)
كانت هذه الرسالة الأولى من الشيعة المخلصين وقد أرسلوها بيد عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وائل, ثم عزز قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي وعمارة بن عبد الله السلولي هذا الموقف برسالة ثانية مشابهة لها ومعها أكثر من مائة وخمسين صحيفة من الرجل والأثنين والثلاثة والأربعة ثم جاءت رسالة ثالثة من هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي مفادها:
(إن الناس ينتظرونك ولا رأي لهم في غيرك فالعجل العجل والسلام عليك) (5)
وجاء في رسالة أخرى:
(إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الصلاة مع الولاة فاقدم علينا فنحن في مائة ألف فقد فشا فينا الجور وعُمل فينا بغير كتاب الله وسنة نبيه ونرجو أن يجمعنا الله بك على الحق وينفي عنا بك الظلم فأنت أحق بهذا الأمر من يزيد وأبيه الذي غصب الأمة وشرب الخمر ولعب بالقرود والطنابير وتلاعب بالدين) (6)
رسائل من المنافقين والنفعيين والوصوليين ايضا
وركب النفعيون والمنافقون والوصوليون من ابناء قبائل نجد المستوطنه في الكوفه الموجه بعد ان تيقنوا نجاح الثوره وكثره مناصريها أمثال شبث بن ربعي اليربوعي وحجار بن أبجر العجلي ويزيد بن الحارث وعزرة بن قيس وغيرهم من الذين جبلوا على التزلف والتملق وكانوا يطمحون الاستفادة من أي تغيير قادم فكتبوا إلى الإمام الحسين:
(أما بعد فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار وطمت الآجام ــ أي الآبار ــ فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة ..) (7)
ويقول محمد طاهر الصفار وبلغ من سفالة وانحطاط هؤلاء وأمثالهم أنهم لم يتنصلوا عما وعدوا به من نصرة الحسين (عليه السلام) فقط بل أنهم كانوا في الصف الأول لمقاتله الامام الحسين
ويقول العقاد في كتاب أبو الشهداء وهو يصف يزيد ومن بايعه وناصره من أمثال هؤلاء الحثالة التي باعت ماتبقى من دينها بثمن بخس الى يزيد
(لا يرجى له صلاح ولا يرجى منه إصلاح وكان اختياره لولاية العهد مساومة مكشوفة قبض كل مساهم فيها ثمن رضاه ومعونته جهرة وعلانية من المال أو الولاية أو المصانعة ولو قبضوا مثل هذا الثمن ليبايعوا وليا شرا من يزيد لما همهم وإن تعطلت حدود الدين وتقوضت معالم الأخلاق) (8)
وتوالت الرسائل إليه (عليه السلام) من المخلصين والمنافقين والتي يحثه أصحابها على القدوم إلى الكوفة حتى وصل إليه في يوم واحد ستمائة رسالة (9)
وقالت احداها :
(إن لم تصل إلينا فأنت آثم ) (10)
وقالت الاخرى:
(عجل القدوم يا ابن رسول الله فإن لك في الكوفة مائة ألف سيف فلا تتأخر ) (11)
الحسين يرسل مسلم بن عقيل الى الكوفه
ارسل الإمام الحسين (ع) مسلم بن عقيل الى اهل الكوفه وارسل معه كتاب جاء فيه:
(أني بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم وشيكا إن شاء الله)
خرج مسلم مع ثلاثة من حاملي الرسائل الى الامام الحسين وهم: قيس بن مسهر الصيداوي, وعمارة بن عبد الله السلولي, وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي, وكانوا قد جاءوا بالرسائل إلى الإمام الحسين فعادوا مع مسلم
ولما وصل مسلم إلى الكوفة نزل في دار المختار بن أبي عبيد الثقفي حسب وصية الإمام حيث كان من كبار الشيعة ومن أوثق الشخصيات في الكوفة فتوافد عليه الناس فقرأ عليهم كتاب الإمام الحسين
وكان أول المبايعين البطل المجاهد عابس بن شبيب الشاكري الذي تقدم الناس ووقف بين يدي مسلم وقال:
(إني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في نفوسهم وما أغرك منهم ووالله إني أحدثك عما أنا موطن نفسي عليه والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله لا أريد بذلك إلا ما عند الله)
وكان عابس موضع ثقة مسلم فبعثه برسالة إلى الإمام الحسين يخبره فيها عن أحوال الكوفة فبقي عابس مع الحسين حتى خرج معه واستشهد.
وقال حبيب بن مظاهر وكان المبايع الثاني:
وأنا والله على مثل ما هو عليه.
وجاءت المبايعة الثالثة من البطل سعيد بن عبد الله الحنفي الذي أيد موقف صاحبيه البطلين فكان هؤلاء الثلاثة مصداقاً لقوله تعالى:
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..
وتوافد الناس للبيعة (المؤمنون والمنافقون) وبلغ عدد المبايعين خلال شهر إلى أكثر من ثمانية عشر ألفا (12)
اعتقال هاني بن عروه
كان النعمان بن بشير والياً على الكوفة وقد تجاهل حركه مسلم بن عقيل مما ادى بجواسيس بني اميه لارسال رسائل الى يزيد مطالبين بعزله
فعزله يزيد وولى عبيد الله بن زياد الذي شدد من قبضته على الكوفة أول دخوله لها فاضطر مسلم لمغادرة دار المختار واللجوء إلى دار هانئ بن عروة المذحجي صاحب أمير المؤمنين كإجراء احترازي فقد كثف ابن زياد من جواسيسه لاقتفاء أثر مسلم ومعرفة مكانه حتى دله أحد الجواسيس على مكانه.
ارسل اليه ابن زياد حسان بن أسماء بن خارجة, ومحمد بن الأشعث, و عمرو بن الحجاج الزبيدي صهر هانئ, فلمّا ألحّوا على هانئ بالحضور جاء معهم فكشف ابن زياد عن أمر الجاسوس وعرض على هانئ تسليم مسلم لكن هاني قال له:
والله لو كنت وحدي ليس لي ناصر لما سلمته إليك أبدا حتى أموت دونه.
فغضب ابن زياد من هذا القول فأمر جلاوزته بتكتيفه و(استعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسالت الدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته حتى كسر القضيب) ثم زجه في السجن (13)
الحمله الاعلاميه الامويه الاولى تنجح في افشال محاوله مذحج اقتحام القصر واستنقاذ زعيمها هاني بن عروه
وردت الاخبار الى قبيله مذحج بان زعيمها هاني بن عروه قد قتل او على وشك ان يقتل فاحاطوا بالقصر وهموا باقتحامه واستنقاذ زعيمهم
وكان عمروبن الحجاج الزبيدي صهر هاني بن عروه فتقدم جموع مذحج ونادى من خلف اسوار القصر قائلا :
(أنا عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج وقد بلغهم أن صاحبهم قُتل فأعظموا ذلك)
فقال ابن زياد لشريح القاضي :
(أدخل على صاحبهم فانظر إليه ثم اخرج فاعلمهم أنه حي لم يقتل وأنك قد رأيته)
فلما دخل شريح على هانئ وهو بتلك الحالة قال له هانئ
(يا شريح إني لأظنها أصوات مذحج وشيعتي من المسلمين, إن دخل علي عشرة نفر أنقذوني, يا شريح إتق الله إنه قاتلي )
لكن شريحاً تجاهل قول هانئ وقال له بعدم اكتراث: أراك حيّاً
فحمّله هانئ أمانة وهي قوله: أخبر قومي إن انصرفوا قتلني .. ولكن أنى لمن باع دينه وضميره لبني أمية من إداء الأمانة فلما خرج شريح قال لابن زياد: قد رأيته حياً ورأيت أثراً سيئاً. فأسكته ابن زياد وقال له أخرج إلى هؤلاء وأخبرهم كما أمرتك وارسل معه غلامه لكي لا يقول لهم شريح غير ماقاله له ابن زياد
قام هذا القاضي الضال المضل بدوره وأطل من على القصر مخاطباً أكبر قبيلة في الكوفة
ما هذه الرعة السيئة .. الرجل حي
وهكذا بكل بساطة سكتت هذه (الرعة) وعجّل عمرو بن الحجاج الزبيدي بأمر انسحابها قائلا أما إذا لم يقتل فالحمد لله
وهكذا افشل الاعلام الاموي الكاذب بمساعده المجرمين الثلاثه عمروبن الحجاج وشريح القاضي وابن زياد غضبه قبيله مذحج واخمدوا ثورتهم
الحمله الاعلاميه الامويه الثانيه تفرق ثمانيه عشر الف مقاتل
بعد الانسحاب المخزي لمذحج وصلت أخبار هانئ إلى مسلم فأمر مناديه برفع شعار الثورة ووزع الألوية على أصحابه وتوجه نحو القصر فدخل ابن زياد القصر وأغلق أبوابه, وقد أشار عليه أحد أصحابه وهو كثير بن شهاب بقتال مسلم لكنه رفض جبناً وخوفاً من مواجهة مسلم ولجأ إلى حرب الإشاعات الجبانة بأن جيش الشام قادم !
كما أمر ابن زياد برفع راية أمان لكل من يترك مسلماً وينضم إليها فقال لهم:
أشرفوا على الناس فمنّوا أهل الطاعة الزيادة والكرامة وخوفوا أهل المعصية الحرمان والعقوبة وأعلموهم وصول جند الشام إليهم
فكان منادي ابن زياد ينادي من على القصر:
أيها الناس إلحقوا بأهليكم ولا تعجلوا الشر ولا تعرضوا أنفسكم للقتل فإن هذه جنود يزيد قد أقبلت وقد أعطى الأمير عهداً لئن أتممتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام على غير طمع وأن يأخذ البريء بالسقيم والشاهد بالغائب حتى لا يبقى له فيكم بقية من أهل المعصية إلا أذاقها وبال ما جرت أيديها.
وقد كان لهذه الاشاعات والتهديدات أثرها في النفوس ووجدت صدىً وتجاوباً من قبل النفوس الخانعة والمريضة, وكان للمرأة دور في هذا التقاعس والتخاذل فكانت تتعلق بثياب زوجها أو أخيها أو ابنها فلا تتركه حتى يرجع إلى بيته ! وقد خدم الاعلام الاموي ابن زياد فكانت كل امرأة تقول لمن يخصها: (الناس يكفونك) وهكذا تفرّق الناس عن مسلم حتى صلى المغرب من ذلك اليوم وليس معه إلا ثلاثون رجلاً وخرج من المسجد فسار باتجاه حي كنده فالتفت فلم يجد وراءه احدا
الحمله الاعلاميه الامويه الثالثه كانت اقذر حمله اعلاميه عرفها تاريخ العرب والمسلمين
بدا الاعلام الاموي بعمله في الشام من اليوم الاول الذي دخل فيه معاويه الى الشام وتولى امرتها وكان يعمل وفق خطه قذره خبيثه تتعارض مع قيم الاسلام وتتماشى مع مصالحه واهدافه
1- لكي يستمر معاويه بالسيطره على اهل الشام قام بعزلهم فكريا عن الولايات الاسلاميه وتغذيتهم الفكر الذي يريد تربيتهم عليه وطرد كل صحابي ياتي للشام يكشف لهم الحقائق ولا يمكنه شراء ذمته والعمل لخدمته ولا يسمح لهم بمعرفه الاسلام الا من خلاله
والامثله على ذلك كثيره ومنها طرد ابو ذر الغفاري من الشام لفضحه معاويه وفسقه
2- اربعون عاما من الحصار الفكري وتجهيل اهل الشام وتربيتهم على معتقدات معاويه انتجت شعبا يعتقد بمايمليه عليهم معاويه ومن يرفض يشتريه ومن لايشترى يهدد بالقتل او يطرد من الشام
3 - الاعلام الاموي الكاذب والمضلل استطاع ان يعبأ الجيش الاموي لحرب ابن بنت رسول الله الامام الحسين (ع) ويغسل عقول افراد الجيش فيقلب الحقائق ويشوه المفاهيم ويقنعهم بان الحسين (ع) سبط رسول الله (ص)( مرق عن الدين وفارق الجماعه وخرج على امام زمانه وانه من اهل النارولا تقبل صلاته ويجب قتله والتمثيل بجثته) وان الدعي ابن الدعي يزيد ابن (عبد كلب ) تقيا وامير المؤمنين وحامل رايه الاسلام ويجب الدفاع عنه
قال أبو مخنف - حدثني أبو جباب الكلبي قال:
كتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد، أما بعد .. فإني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتقعد له عندي شافعا، انظر فان نزل الحسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلى سلما، وان أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، فان قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، فإنه عاق مشاق، قاطع ظلوم،
وليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا ولكن على قول لو قد قتلته فعلت هذا به، ان أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع وان أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر فانا قد أمرناه بأمرنا والسلام )
4- الكذب وقلب الحقائق
ثم إن عمر بن سعد نادى (يا خيل الله اركبي وابشري)
فركب في الناس ثم زحف نحوهم بعد صلاة العصر،
5 - قال أبو مخنف - عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك بن عبد الله المشرقي قال: فلما أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كله يصلون و يستغفرون ويدعون ويتضرعون. قال: فمر بنا خيل لهم تحرسنا وان حسينا ليقرأ ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال:
(
نحن ورب الكعبة الطيبون ميزنا منكم)
قال
فعرفته وقلت لبرير بن حضير: تدري من هذا؟ قال: لا، قلت: هذا
أبو حرب السبيعي وقال له برير بن حضير: يا فاسق أنت يجعلك
الله في الطيبين؟
6 - قال أبو مخنف - فحدثني عبد الله بن عاصم، قال:
حدثني الضحاك المشرقي، قال: لما أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم في الحطب والقصب الذي كنا ألهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا، إذ اقبل إلينا منهم رجل يركض على فرس كامل الأداة. فلم يكلمنا حتى مر على أبياتنا، فنظر إلى أبياتنا فإذا هو لا يرى إلى حطبا تلتهب النار فيه، فرجع راجعا فنادى بأعلى صوته:
( يا حسين استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة)
فقال الحسين: من هذا كأنه شمر بن ذي الجوشن، فقالوا: نعم أصلحك الله هو هو، فقال: يا بن راعية المعزى أنت أولى بها صليا
7 – غسل الادمغه
قال أبو مخنف - فحدثني حسين أبو جعفر قال: ثم إن رجلا من بني تميم
يقال له: عبد الله بن حوزة جاء حتى وقف امام الحسين
فقال:
يا
حسين يا حسين فقال له الحسين ما تشاء؟
قال:( ابشر بالنار)
قال: كلا اني أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع،
من هذا؟ قال له أصحابه: هذا ابن حوزة، قال: رب حزه إلى النار، قال: فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه، وتعلقت رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذه يمر به فيضرب برأسه كل حجر وكل شجرة حتى مات
8- قال أبو مخنف - وحدثني يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس وكان قد شهد مقتل الحسين قال: وخرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس فقال:
يا برير بن حضير كيف ترى الله صنع بك؟ قال: صنع الله والله بي خيرا وصنع الله بك شرا، قال: كذبت وقبل اليوم ما كنت كذابا، هل تذكر وانا اما شيك في بني لوذان وأنت تقول: ان عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا، وان معاوية بن أبي سفيان ضال مضل، وان امام الهدى والحق علي بن أبي طالب، فقال له برير: اشهد ان هذا رأيي وقولي، فقال له يزيد بن معقل:
(فاني اشهد انك من الضالين)
فقال له برير بن حضير: هل لك فلأباهلك ولندع الله ان يلعن الكاذب وان يقتل المبطل، ثم اخرج فلأبارزك
قال: فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه ان يلعن الكاذب وان يقتل المحق المبطل، ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضره شيئا، وضربه برير بن حضير ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ فخر كأنما هوى من شاهق، وان سيف ابن حضير لثابت في رأسه
9- لما أصبح الحسين يوم عاشوراء، وصلّى بأصحابه صلاة الصبح، قام
خطيباً فيهم، حمدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله سبحانه وتعالى
قد أذن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم، فعليكم بالصبر والقتال. ثم
صفهم للحرب، وكانوا سبعة وسبعين مابين فارس وراجل، فجعل زهير بن
القين في الميمنة، وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وأعطى رايته أخاه
العباس، وثبت هو عليه السلام وأهل بيته في القلب وأقبل عمر بنُ سعد
نحو الحسين في ثلاثين ألفاً، وعلى الميمنة عمر بن الحجاج الزبيدي،
وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن، وعلى الخيل عزرة بن قيس، وعلى
الرّجالة شبث بن ربعي، والرايةُ مع ذويد مولاه، وأقبلوا يجولون حول
البيوت، فيرون النار تضطرم في الخندق، فنادى شمر بأعلى
صوته:
(ياحسين تعجلّت بالنار قبل يوم القيامة )
فقال الحسين: من هذا، كأنه شمر بن ذي الجوشن؟
قيل: نعم
فقال له يابن راعية المعزى أنت أولى بها مني صليّا ورام مسلم بن عوسجه أن يرميه بسهمٌ، فمنعه الحسين وقال: أكره أن أبدأهم بقتال.
10- وأقبل القوم يزحفون نحوه، وكان فيهم عبد الله بن حوزة التميمي ، فصاح : أفيكم حسين؟
وفي الثالثة قال أصحاب الحسين : هذا الحسين فما تريد؟
(قال : ياحسين أبشر بالنار)
قال الحســـــين: كذبت بل أقدم على ربّ غفور كريم مطاع شفيع ، فمنْ أنت ؟
قال : أبن حوزة فرفع الحســـين يديه حتى بانَ بياضُ إبطيه وقال : اللهم حُزه الى النـــــــار فغـــــضــــب إبن حوزة ، وأقحم الفرس إليه وكان بينهما نهر، فعلقت قدمه بالركــــاب ، وجـــالت به الفرس فسقط عنها ، وإنقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقي جانبه الآخر معلّقـــاً بالركـــاب وأخذت الفرس تضرب به كلَ حجر وشجر حتى هلك،
قال مسروق بن وائل الحضرمي : كنت في أول الخيل التي تقدّمت لحرب الحسين ، لعلي أن أصيب رأس الحسين، فأحظى به عند إبن زياد ، فلّما رأيت ما صُنع بإبن حوزة، عرفت أن لأهل هذا البيت حرمة ومنزلة عند الله ، وتركت النّاس وقلتُ : لا أقاتلهم فأكون في النار.
تامل اخي القارئ ..الان فقط عرف مسروق بن وائل الحضرمي ان لاهل هذا البيت حرمه ومنزله عند الله ..لكي تعرف قوه الاعلام الاموي وتاثيره على اتباع بني اميه
11- وحمل عمرو بن الحجاج على جماعه الحسين وهو يقول لاصحابه
(قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعه )
12 - ولمّا استأذن الحسين لصلاة الظهر وطلب منهم المهلة لأداء الصلاة قال
له الحصين بن تميم :
( إنّها لا تقبل منك ! )
فقال له حبيب : زعمت انها لا تقبل من آل رسول الله وتقبل منك ياحمار
فحمل الحصين وحمل عليه حبيب ، فضرب حبيب وجه فرس الحصين بالسيف فشبّ به الفرس ووقع عنه فحمله أصحابه واستنقذوه
13 - ورجع الحسين إلى مركزه يُكثر من قول لا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم. وطلب في هذه الحال ماءاً فقال الشمر :
( لا تذوقه حتّى ترد النّار)
وناداه رجل :
ياحسين ألا ترى الفرات كأنّه بطون الحيّات؟ فلا تشرب منه حتّى تموت عطشاً
فقال الحسين (ع) : «اللهمّ أمِته عطشاً». فكان ذلك الرجل يطلب الماء فيؤتى به فيشرب حتّى يخرج من فيه ، وما زال كذلك إلى ان مات عطشاً
14 -قال هلال بن نافع كنت واقفاً نحو الحسين وهو يجود بنفسه ، فوالله ما رأيت قتيلاً قطّ مضمّخاً بدمه أحسن منه وجهاً ولا أنور ، ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله. فاستقى في هذه الحال ماء فأبوا ان يسقوه
وقال له رجل :
(لا تذوق الماء حتّى ترد الحامية فتشرب من حميمها)
فقال (عليه السّلام) : (أأنا أرد الحامية؟! وإنّما أرد على جدّي رسول الله وأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر وأشكو إليه ما ارتكبتم منّي وفعلتم بي).
فغضبوا بأجمعهم حتّى كأنّ الله لَم يجعل في قلب أحدهم من الرحمة شيئاً
الفصل الثاني
الاعلام الاموي اقنع اهل الشام بان بني اميه هم ال بيت النبي
لبست دمشق ابهى حلتها وتزيّنت الساحات والاسواق والمحلات بانواع الزينه فرحا لاستقبال راس ابن رسول الله الامام الحسين (ع) ورؤوس ابنائه واخوته مرفوعه على الرماح
وبنات رسول الله (ص) سبايا مصفدات بالقيود والسلاسل
فكيف استطاع الاعلام الاموي ان يُقنع اهل الشام بالفرح والابتهاج بمقتل ابن بنت نبيهم الامام الحسين وسبي بنات رسول الله (ص)
وكان سهل بن سعد الساعديّ صاحب رسول الله (ص) في الشام فسأل الناس :
يا قوم ألَكم بالشام عيدا لا نعرفه نحن ؟
ولنتجول مع سهل بن سعد الساعدي في شوارع دمشق ونستمع الى مايقوله الناس الفرحون
اولا:
قال المجلسيّ في البحار: عن سهل بن سعد الساعديّ قال:
خرجت إلى بيت المقدس حتّى توسطّت الشام، فإذا أنا بمدينة مطّردة الأنهار كثيرة الأشجار، وقد علّقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول. فقلت في نفسي لا نرى لأهل الشام عيداً لا نعرفه نحن، فرأيت قوماً يتحدّثون. فقلت
يا قوم ألَكم بالشام عيد لا نعرفه نحن ؟
قالوا: يا شيخ نراك غريباً !؟
فقلت: أنا سهل بن سعد قد رأيت محمّداً صلى الله عليه و آله و سلم.
قالوا: هذا رأس الحسين عترة محمّد (صلى الله عليه و آله) و سلم يُهدى من أرض العراق. فقلت: واعجباه يُهدى رأس الحسين والنّاس يفرحون،
قلت: من أيّ باب يدخل؟ فأشاروا إلى باب يُقال له: باب الساعات
قال: فبينما أنا كذلك إذ الرايات يتلو بعضها بعضاً، فإذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان، عليه رأس, قالوا أتدري لمن هذا الرأس؟ وجهه قمريّ أزهريّ كأنّه بدر طالع أشبه النّاس بأمير المؤمنين عليه السلام وهو رأس قمر العشيرة أبي الفضل العباس
ثمّ نظر سهل أمام المخدّرات فرأى رأساً آخر يشرق النور منه, وله مهابة عظيمة ذو لحية مدوّرة, قد خالطها الشيب والريح تلعب بلحيته الشريفة يميناً وشمالاً, كأنّه وجه رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) فلمّا تبيّن سهل وإذا به رأس الحسين بن علي عليه السلام ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)
ثانيا:
جاء شيخ فدنا من نساء الحسين وعياله وقد أقيموا على درج باب المسجد فقال:
(الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين يزيد منكم )
فقال له علي بن الحسين يا شيخ هل قرأت القرآن قال نعم قال فهل عرفت هذه الآية
( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ؟
قال الشيخ قد قرأت ذلك
فقال له علي (ع) فنحن القربى يا شيخ
فهل قرأت هذه الآية
( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى )؟
قال نعم
قال علي (ع) فنحن القربى يا شيخ
وهل قرأت هذه الآية
( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ؟
قال الشيخ قد قرأت ذلك
قال علي (ع) فنحن أهل البيت الذين خصصنا بآية الطهارة يا شيخ
قال فبقي الشيخ ساكتا نادما على ما تكلم به
وقال بالله عليك إنتم هم
فقال علي بن الحسين تالله إنا لنحن هم من غير شك وحق جدنا رسول الله إنا لنحن هم
فبكى الشيخ ورمى عمامته ورفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد من جن وإنس
ثم قال هل لي من توبة فقال له نعم إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا
فقال أنا تائب
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقتل
ثالثا:
لمّا رأى سهل النساء المسبيّات مقيّدات بالحبال (قال سهل): فدنوت من أولاهنّ فقلت:
يا جارية من أنت؟
فقالت: أنا سكينة بنت الحسين
فقلت لها: ألك حاجة إليّ، فأنا سهل بن سعد ممّن رأى جدّك وسمع حديثه؟
قالت: يا سهل قل لصاحب هذا الرأس أن يقدّم الرأس أمامنا, حتّى يشتغل الناس بالنظر إليه, ولا ينظروا إلى حرم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
قال سهل: فدنوت من صاحب الرأس فقلت له: هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ منّي أربعمائة دينار؟
قال: ما هي؟
قلت: تقدّم الرأس أمام الحرم
ففعل ذلك فدفعت إليه ما وعدته
رابعا:
قال سهل: ورأيت روشناً عالياً فيه خمسة نسوة, ومعهنّ عجوز محدودبة الظهر فلمّا رأت رأس الحسين عليه السلام وهو على رمح طويل, وشيبته مخضوبة بالدماء قالت:
(لمن هذا الرأس المتقدّم؟ وما هذه الرؤوس التي خلفه؟ فقالوا لها:
هذا رأس الحسين عليه السلام وهذه رؤوس أصحابه. ففرحت فرحاً عظيماً
وقالت: ناولوني حجراً لأضرب به رأس الحسين
فناولوها حجراً فضربت به وجه الحسين عليه السلام, فأدمته وسال الدم على شيبته,
فالتفتت إليه أمّ كلثوم فرأت الدم سائلاً على وجهه وشيبته, فلطمت وجهها ونادت: واغوثاه وا مصيبتاه وا محمّداه وا عليّاه واحسيّناه
خامسا:
عن فاطمة بنت على قالت لما أجلسنا بين يدي يزيد ابن معاوية قام رجل إلى يزيد فقال:
يا أمير المؤمنين: هب لي هذه الجاريه فأرعدت وفرقت وظننت ان ذلك جائز لهم، واخذت بثياب أختي زينب، وكانت زينب أكبر مني واعقل، وكانت تعلم أن ذلك لا يكون فقالت
كذبت والله ولومت ما ذلك لك وله
فغضب يزيد فقال: كذبت والله ان ذلك لي ولو شئت ان أفعله لفعلت، قالت :
كلا والله ما جعل الله ذلك لك الا ان تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا،
قالت فغضب يزيد واستطار ثم قال: إياي تستقبلين بهذا،
انما خرج من الدين أبوك وأخوك
فقالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك،
قال: كذبت يا عدوة الله قالت: أنت أمير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك، قالت فوالله لكأنه استحيا فسكت
ثم عاد الشامي فقال: يا أمير المؤمنين
هب لي هذه الجارية،
قال: أعزب، وهب الله لك حتفا قاضيا
سادسا:
و حكى هشام بن محمد عن أبيه عن عبيد بن عمير قال:
كان رسول قيصر حاضرا عند يزيد فقال ليزيد هذا رأس من؟ فقال رأس الحسين قال و من الحسين قال ابن فاطمة، قال و من فاطمة؟ قال بنت محمد، قال: نبيكم؟ قال نعم، قال: و من أبوه؟
قال علي بن أبي طالب، قال و من علي بن أبي طالب؟ قال ابن عم نبينا، فقال تبا لكم و لدينكم ما أنتم و حق المسيح على شيء، ان عندنا في بعض الجزائر دير فيه حافر حمار ركبه عيسى السيد المسيح و نحن نحج اليه في كل عام من الاقطار و ننذر له النذور و نعظمه كما تعظمون كعبتكم فاشهد انكم على باطل ثم قام و لم يعد اليه
سابعا:
و قال الزهري: لما جاءت الرءوس كان يزيد في منظره على جيرون فأنشد لنفسه
لما بدت تلك الحمول و اشرقت* * * تلك الشموس على ربى جيرون
نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح* * * فلقد قضيت من النبي ديوني
و أما المشهور عن يزيد في جميع الروايات: انه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام و جعل ينكت عليه بالخيزران و يقول أبيات ابن الزبعرى
ليت أشياخي ببدر شهدوا* * * وقعة الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرن من ساداتهم* * * و عدلنا ميل بدر فاعتدل
قال الشعبي و زاد فيها يزيد فقال
لعبت هاشم بالملك فلا* * * خبر جاء و لا وحي نزل
لست من خندف ان لم أنتقم* * * من بني أحمد ما كان فعل
ثامنا:
قال أبو مخنف - حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال:
دعاني عمر بن سعد فسرحني إلى أهله لأبشرهم بفتح الله عليه وبعافيته فأقبلت حتى أتيت أهله فأعلمتهم ذلك، ثم أقبلت حتى ادخل، فأجد ابن زياد قد جلس للناس واجد الوفد قد قدموا عليه فأدخلهم وأذن للناس فدخلت فيمن دخل، فإذا رأس الحسين موضوع بين يديه، وإذا هو ينكت بقضيب بين ثنيتيه ساعة
تاسعا:
فلما دخل راس الحسين وصبيانه وأخواته ونسائه على عبيد الله بن زياد لبست زينب ابنة فاطمة أرذل ثيابها، وتنكرت وحف بها إمائها
فلما دخلت جلست، فقال عبيد الله بن زياد: من هذه الجالسة؟ فلم تكلمه، فقال ذلك ثلاثا كل ذلك لا تكلمه، فقال بعض إمائها: هذه زينب ابنة فاطمة، فقال لها عبيد الله:
(الحمد لله الذي فضحكم، وقتلكم، وأكذب أحدوثتكم)
فقالت: الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وطهرنا تطهيرا لا كما تقول أنت، انما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر، قال:
(فكيف رأيت صنع الله باهل بيتك)
قالت: كتب عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، فسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاجون إليه وتخاصمون عنده
فغضب ابن زياد واستشاط، قال: فقال له عمرو بن حريث أصلح الله الأمير انما هي امرأة وهل تؤاخذ المرأة بشئ من منطقها؟ انها لا تؤاخذ بقول، ولا تلام على خطل، فقال لها ابن زياد:
(قد أشفى الله نفسي من طاغيتك، والعصاة المردة من أهل بيتك)
عاشرا:
قال أبو مخنف واما سليمان بن أبي راشد فحدثني عن حميد بن مسلم قال: اني لقائم عند ابن زياد حين عرض عليه علي بن الحسين فقال له: ما اسمك؟ قال: انا علي بن الحسين، قال:
(أولم يقتل الله علي بن الحسين؟ )
فسكت، فقال له ابن زياد: مالك لا تتكلم قال: قد كان لي أخ يقال له أيضا على فقتله الناس، قال:
(ان الله قد قتله)
قال: فسكت على، فقال له: مالك لا تتكلم؟ قال: الله يتوفى الأنفس حين موتها، وما كان لنفس ان تموت الا بإذن الله
قال: أنت والله منهم، ويحك انظروا هل أدرك؟ والله اني لأحسبه رجلا، قال: فكشف عنه مري بن معاذ الأحمري فقال: نعم قد أدرك، فقال: اقتله، فقال علي بن الحسين، من توكل بهؤلاء النسوة وتعلقت به زينب عمته فقالت: يا بن زياد حسبك منا، اما رويت من دمائنا؟ وهل أبقيت منا أحدا؟ قال: فاعتنقته فقالت أسألك بالله ان كنت مؤمنا ان قتلته لما قتلتني معه
قال حميد بن مسلم: لما دخل عبيد الله القصر ودخل الناس نودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس في المسجد الأعظم، فصعد المنبر ابن زياد فقال:
(الحمد الله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه، وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي وشيعته )
عن الغاز بن ربيعة الجرشى من حمير قال: والله انا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية فقال له يزيد: ويلك ما وراءك وما عندك؟
فقال أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره،
المصادر :
1- كتاب للكاتب بعنوان ( مَنْ قَتَلَ الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام)
2- فصل بعنوان (قتله الامام الحسين (ع) ليسوا من الشيعه ..بل الامويون في الكوفه )
من كتاب للكاتب بعنوان (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه )
3- تاريخ الطبري ج4 ص 261
4- الإمامة والسياسة ج 2 ص 4
تاريخ الطبري ج 2 ص262 5-
6- تذكرة الخواص ابن الجوزي ص 215
7- تاريخ الطبري ج 4 ص 262
8- أبو الشهداء ص 114
9- أعيان الشيعة , السيد محسن الأمين ج 4 ق 1 ص 159
10- تذكرة الخواص ص 220
11- بحار الأنوار ج 44 ص 334
- تاريخ الطبري ج 4 ص 275 12
13- تاريخ الطبري ج 4 ص 274