الاشعث بن قيس

2024/01/13

الاشعث بن قيس

 

رأس المنافقين في الكوفه كما كان ابن سلول في المدينه غدر بقومه وشارك بقتل علي (ع)

سمّت بنته جعده الحسن (ع) وشارك ابناؤه في قتل الحسين ومسلم بن عقيل (ع)

 

صحابي يبيع دينه (1)

 

 

 

بحث في خمس فصول

 

الفصل الاول - من هو الاشعث بن قيس

الفصل الثاني - الامام علي (عليه السلام ) ينقل الخلافه للكوفه ( الامويه الهوى )

الفصل الثالث - الاشعث بن قيس من الموقعين على الصحيفه الملعونه رافضا بيعه الغدير

الفصل الرابع  - دور الاشعث في معركه صفين

الفصل الخامس - دور الاشعث في اغتيال الامام علي (عليه السلام )

 

الفصل الاول

 

الأشعث  بن قيس واسمه معدي كرب، وأبوه قيس الأشج بن معدي كرب بن معاوية (سمى الأشج، لأنه شج في بعض حروبهم)

وأم الأشعث كبشة بنت يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو المقصور الملك

كان الأشعث أبدا أشعث الرأس، فسمى الأشعث، وغلب عليه حتى نُسي اسمه

وكان الاشعث من ابوين يهوديين وجاء محمد بن الاشعث في زمن عمر يسأل عن ارث عمته

 اليهوديه وقد كانت غالبيه قبيله كنده على اليهوديه قبل الاسلام (1 )

الاشعث بن قيس صحابي لبضع شهور

أسلم الأشعث بْن قيس بْن معدي كرب الكندي في العام العاشر من الهجرة كما قال ابن الأثير،

ولذلك فان صحبته كانت لبضع شهورفقط

  وقد جاء الأشعث إلى النَّبِيّ ( صلى الله عليه وسلَّم ) سنة عشرة من الهجرة في وفد كندة، وكانوا ستين راكبًا فأسلموا. (2)

وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع

الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة

وشهر ربيع الاول هو الشهر الثالث من اشهر السنه القمريه

وحتى هذه الشهور القليله لم يقضها الاشعث كلها بجانب الرسول بل عاد الى اليمن وسمع

بوفاه النبي فارتد عن الاسلام

الاشعث يرتد عن الاسلام

عن ابن عباس انه قال :

(أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتَعَاذَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: لا يَسُؤْكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أُزَوِّجُكَ مَنْ لَيْسَ دُونَهَا فِي الْجَمَالِ وَالْحَسَبِ ؟ قَالَ: " مَنْ ؟ "، قَالَ: أُخْتِي قُتَيْلَةُ، قَالَ: " قَدْ تَزَوَّجْتُهَا "، قَالَ: فَانْصَرَفَ الأَشْعَثُ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، ثُمَّ حَمَلَهَا حَتَّى إِذَا فَصَلَ مِنَ الْيَمَنِ بَلَغَهُ وَفَاةُ النَّبِيِّ (ص) فَرَدَّهَا إِلَى بِلادِهِ، وَارْتَدَّ وَارْتَدَّتْ مَعَهُ فِيمَنِ ارْتَدَّ، فَلِذَلِكَ تَزَوَّجَتْ لِفَسَادِ النِّكَاحِ بِالارْتِدَادِ، وَكَانَ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيُّ )(3)

 وكان سبب تزويج الاشعث بن قيس اخته  قتيله بنت قيس لرسول الله (صلى الله عليه واله ) ان  الرسول تزوج أسماء بنت النعمان الكندية  وكانت من أجمل النساء فخافت نساؤه (حفصه وعائشه) أن تغلبهن عليه فقلن لها إن رسول الله  يحب إذا دنا منك أن تقولي له أعوذ بالله منك فلما دنا منها قالت إني أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ فطلقها ثم سرحها إلى قومها وكانت تسمي نفسها الشقية  وماتت كمدا

ابو بكر يحارب المرتدين

امتنع الأشعث بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) عن مبايعة أبي بكر، فأرسل أبو بكر بعض رجاله في طلبه إلى اليمن، فأسروا الأشعث، وجاؤوا به إلى المدينة مكبلا بالحديد ، إلا أنَّ أبا بكر أطلق سراحه، وزوّجه من أخته الضريره أم فروة.

قال الواقدي حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت الأشعث بن قيس يقول لأبي بكر حين أتى به في الردة استبقني لحربك وزوجني أختك ففعل (4)

أبو بكر يندم ويقول ان الاشعث لايرى شرا الا أعانه

عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، قال : دخلت على أبي بكر ، أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت قال : أما إني لا آسي على شيء ، إلاّ على ثلاث فعلتهن ، وددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن ، فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته ، وأن أغلق علي الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين : أبي عبيدة أو عمر ، وأما اللاتي وددت أني فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيراً ضربت عنقه ، فإنه لا يرى شرا الا اعانه (5)

الاشعث متسلق وصولي

زوج اخته قتيله لرسول الله ولكن رسول الله توفي قبل وصولها اليه وتزوج اخت ابو بكر الضريره للوصول للسلطه بمصاهره الخليفه وزوج ابنته جعده للحسن بن علي(ع) والتي سمّت الحسن كما سنرى لاحقا وزوج ابنته الى ابن عثمان بن عفان  وباع دينه الى بني اميه

واقطع عثمان بن عفان الاشعث بن قيس الاراضي الزراعيه والدور والبساتين الكثيره في الكوفه له ولعشيرته كنده حتى اصبحت الكوفه خالصه لاتباع الامويين

وولاه عثمان على اذربيجان وكان يهبه مئه الف درهم من خراجها سنويا  (6)

الاشعث يبايع ضبا

و روى يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش أن جريرا و الأشعث خرجا إلى جبان الكوفة فمر بهما ضب يعدو و هما في ذم علي ( ع ) فنادياه يا أبا حسن هلم يدك نبايعك بالخلافة فبلغ عليا (عليه السلام ) قولهما

فقال أما إنهما يحشران يوم القيامة و إمامهما ضب (7)

الاشعث في الكوفه راس المنافقين كما كان عبد الله بن ابي بن سلول في المدينه

قال العلماء و المحققون: إنّ كلّ فساد و اضطراب كان يحدث في خلافة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان أصله و مسبّبه الأشعث

وكان الأشعث من المنافقين في خلافة علي (عليه السلام) وهو في أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام ) كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه (8)

عائله الاشعث عائله خبيثه

الاشعث رئيس قبيله كنده أسلم وإرتد وبعث اليه أبو بكر جيشا لمقاتلته وإقتيد أسيراً مكبلا بالحديد فعفا عنه

 أبو بكر وزوجه أخته أم فروه وندم أبو بكر بعد ذلك ندماً شديداً على فعلته تلك

وقد أنجب الاشعث من أم فروه أخت أبو بكر  بنتا وولدين ورثوا عن أبيهم مشايعه الامويين وقتل بني هاشم

وهم:

محمد بن الأشعث 

خرج  يوم كربلاء لحرب الحسين (عليه السلام ) بالف فارس

 وكان له دور في إعتقال حجر بن عدي من أصحاب الإمام علي (عليه السلام )، وقد شارك في قتل هاني بن عروة ومسلم بن عقيل في الكوفة  وشارك في دم الإمام الحسين(عليه السلام )

قال السيد الخوئي (قُدّس سرّه) : محمّد بن ألاشعث بن قيس الكندي , ورث الخبث من أبيه ، و خرج لأخذ مسلم بن عقيل من قِبَل ابن زياد ، و أعطاه الأمان ، لكن ابن زياد (لعنه الله) لم يمضِ أمانه

و روي أنّ الحسين (عليه السّلام) دعا يوم عاشوراء قائلا :

 ( اللّهم إنّا أهل بيت نبيّك , و ذرّيته و قرابته ، فاقصم مَن ظلمنا و غصبنا حقّنا ، إنّك سميع قريب ) .

 فقال  له محمّد بن الأشعث : و أيُّ قرابة بينك و بين محمد ؟

 فقرأ الحسين (عليه السّلام) :

 ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَ نُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَ آلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ

عَلِيمٌ )

ثمّ قال (عليه السّلام) : ( اللّهم أرني فيه في هذا اليوم ذلاً عاجلاً ) .

 فخرج محمد  ابن الأشعث إلى الحاجة ، فلسعته عقرب على ذكره , فسقط و هو يستغيث

ويتقلّب على حدثه

وقد جاء محمد بن الاشعث الى عمر بن الخطاب يسأله عن أرث عمته اليهوديه فقال له

 لايجوز لمسلم ان يرث اليهوديه وقد قلنا انه من ابوين ابويه يهوديين

قيس بن الأشعث:

 وكان قيس من الذين كتبوا للإمام الحسين (عليه السلام ) يدعونه للقدوم إلى الكوفة، إلا أنَّه التحق بـجيش عمر بن سعد، وأنكر مكاتبته للإمام الحسين (عليه السلام ) وهو الذي سلب قطيفة الامام الحسين بعد مقتله ولذلك يعرف ب  قيس قطيفه

ويقول ابن الجوزي بأنّه سلب عمامة الإمام

وكان في يوم عاشوراء في جيش عمر بن سعد، وكان له دور في الهجوم على المخيّم وسلب الإمام الحسين (عليه السلام) كما كان من الذين ذهبوا برؤوس شهداء كربلاء إلى ابن زياد في الكوفة

والده هو الأشعث بن قيس الكندي زعيم قبيلة كندة، وكان عامل الإمام علي (عليه السلام) على أذربيجان. ومع أنّه كان في جيش الإمام أثناء حرب صفّين، لكنه لعب دوراً في تأليب الخوارج على الإمام علي (عليه السلام ).

 صار قيس زعيم كندة بعد أبيه، وعندما جاؤوا برؤوس شهداء كربلاء إلى ابن زياد كان على رأس القبيلة حينها، ويُذكر أنّه حمل 13 رأساً معها.

  وأخوه محمد بن الأشعث أيضاً كان في معسكر عمر بن سعد في واقعة الطفّ،

وأخته جعدة بنت الأشعث كانت زوجة الإمام الحسن (عليه السلام) والتي دسّت السم له وأدّت إلى شهادته.

وعد الإمام الصادق عليه السلام الأشعث بن قيس شريكاً في دم الإمام علي (عليه السلام) كما اعتبر ابنه قيس شريكاً كذلك في دم الحسين (عليه السلام) وأشار إلى دور جعدة بنت الأشعث في سم الإمام الحسن. وحين طُعن الإمام علي أرسل الأشعث بن قيس ابنه قيس؛ ليتقصّى له أخبار الإمام وينقلها إليه.

جعدة بنت الأشعث

 تزوجت من الإمام الحسن (عليه السلام )، وكان زواجها منه باقتراح من الأشعث وقد دست السم للإمام الحسن (عليه السلام ) بإغراء من معاوية

جَعدة (أو جُعدة) بنت الاشعث، زوجة الإمام الحسن (ع)، وقد قامت بدس السم له فمضى شهيداً بتحريض من معاوية بن أبي سفيان، ولم تُنجب من الإمام الحسن (ع) ذرية. ذكرت المصادر التأريخية إنَّ أباها هو من زوّجها من الإمام الحسن (ع)

وكان سبب سمها للإمام هو أنَّ معاوية بن أبي سفيان أعطاها مائة الف درهم، ووعدها بتزويجها من ابنه يزيد، ولكنه لم يفِ بوعده لها بعد سمها للإمام الحسن (ع) ولم يزوجها لابنه يزيد، فتزوجت بعد ذلك من يعقوب بن طلحة بن عبيد الله، وبعد قتله في واقعة الحرة تزوجت من العباس الولد الأكبر لعبد الله بن عباس. انجبت من يعقوب والعباس أولاداً كانوا يكنون بـ (بني مسمّة الأزواج)(9)

وكان يُخاطب أولادها بـ (بني مسمّة الأزواج) أي: أنَّهم أولاد امرأة قدَّمت السم إلى أزواجها وقتلتهم.

مسجد الاشعث احد المساجد الملعونه في الكوفه

المساجد الخمسه الملعونة وهي المساجد التي جُددت بالكوفة فرحا بقتل الامام الحسين بن علي  (عليه السلام) و هي

  1- مسجد الاشعث بن قيس

 2 – مسجد سماك‏

 3- مسجد جرير بن عبد الله البجلي

 4- مسجد شبث بن ربعي

 5- مسجد التيم

ويرَوى إبْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ‏: "وَ اللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ مَا تُؤْمَرُونَ أَوْ لَتَرْكَبَنَّ أَعْنَاقَكُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى، إِنَّ بِالْكُوفَةِ مَسَاجِدَ مُبَارَكَةً وَ مَسَاجِدَ مَلْعُونَةً ــ الى أن قال ــ ... وَ أَمَّا الْمَسَاجِدُ الْمَلْعُونَةُ فَمَسْجِدُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَ مَسْجِدُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَ مَسْجِدُ ثَقِيفٍ، وَ مَسْجِدُ سِمَاكٍ،‏ بُنِيَ عَلَى قَبْرِ فِرْعَوْنٍ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ" (10)

وَ في الكافي  عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنهُ قَالَ: "إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه نَهَى بِالْكُوفَةِ عَنِ الصَّلَاةِ فِي خَمْسَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْأَشْعَثِ‏ بْنِ‏ قَيْسٍ،‏ وَ مَسْجِدِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَ مَسْجِدِ سِمَاكِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَ مَسْجِدِ شَبَثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَ مَسْجِدِ التَّيْمِ

 

الفصل الثاني

الامام علي (عليه السلام ) ينقل الخلافه للكوفه ( الامويه الهوى )

 

ارض العراق هي من الاراضي التي فتحت عنوه وانها ملك للمسلمين جميعا من يوم فتحها وحتى يرث الله الارض ومن عليها

ولكن عثمان وزّعها واقطعها لبني اميه ومن باع دينه من القبائل  لبني اميه وحينما استلم الامام علي (عليه السلام ) الخلافه اعاد الامور الى نصابها واسترجع جميع تلك الاراضي والاقطاعيات المنهوبه للدوله

وكان من نتيجه ذلك ان نقم عليه فئه واسعه ممن باع ضميره لبني اميه ومن اولئك الاشعث بن قيس وقبائل كنده ونجد التي استوطنت الكوفه

وقد تطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي (مَنْ قتلَ الامام علي عليه السلام )

 

الله يستجيب دعاء الامام علي (عليه السلام ) بحق الاشعث فيفقد بصره قبل موته

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال:

حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي الجارود – زياد بن المنذر – عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) منهم أنس بن مالك، والبراء بن عازب، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلي، ثم أقبل على أنس فقال: يا أنس إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله) يقول:

 ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه )

ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة، وأما أنت يا أشعث فان كنت سمعت رسول الله( صلى الله عليه وآله) يقول:

(من كنت مولاه فهذا علي مولاه )

 ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك (يعني عينيك)، وأما أنت يا خالد بن يزيد فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول

  (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )

 ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية، وأما أنت يا براء بن عازب فان كنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله ) يقول:

 ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه

قال: جابر بن عبد الله الأنصاري: والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلى ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول

الحمد الله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فاعذب، وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله، فمات ميتة جاهلية. وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر (11)

 

الامام علي يعزل الاشعث من ولايه اذربيجان والاشعث يريد اللحاق بمعاويه

ولما ولي علي (عليه السلام ) الخلافه ارسل كتاب الى الاشعث بن قيس يعزله ويدعوه للقدوم الى الكوفه

فقام الأشعث بن قيس خطيبا، فقال: أيها الناس، إن عثمان رحمه الله ولاني أذربيجان، وهلك وهي في يدي، وقد بايع الناس عليا، وطاعتنا له لازمة، وقد كان من أمره وأمر عدوه ما قد بلغكم، وهو المأمون على ما غاب عنا وعنكم من ذلك

وذكروا أن الأشعث رجع إلى منزله، فدعا أهل ثقته من أصحابه، فقال لهم: إن كتاب علي جاءني، وقد أوحشني، وهو آخذي بمال أذربيجان وأنا لاحق بمعاوية، فقال القوم

(الموت خير لك من ذلك، أتدع مصرك وجماعة قومك، وتكون ذنبا لأهل الشام؟)( 12)

الاشعث بن قيس يعترض على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب

ومن كلام له عليه السلام، قاله للأشعث بن قيس، وهو على منبر الكوفة يخطب، فمضى في بعض كلامه شئ اعترضه الأشعث فيه، فقال:

 يا أمير المؤمنين، هذه عليك لا لك، فخفض (عليه السلام ) إليه بصره، ثم قال :

(ما يدريك ما على مما لي، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين  حائك ابن حائك، منافق ابن كافر. والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى، فما فداك من واحدة منهما مالك ولا حسبك. وإن امرأ دل على قومه السيف، وساق إليهم الحتف، لحري أن يمقته الأقرب، ولا يأمنه الأبعد )(13)

واما قوله

والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى، فما فداك من واحدة منهما مالك ولا حسبك.

فأما الأسر الذي أشار أمير المؤمنين عليه السلام إليه في الجاهلية فقد ذكره ابن الكلبي في " جمهرة النسب " إن مرادا لما قتلت قيسا الأشج  (والد الاشعث ) خرج الأشعث طالبا بثأره  فخرجت كندة متساندين على ثلاثة ألوية: على أحد الألوية كبس ابن هانئ بن شرحبيل بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين - ويعرف هانئ بالمطلع، لأنه كان يغزو فيقول: اطلعت بنى  فلان، فسمى المطلع. وعلى أحدها القشعم أبو جبر  بن يزيد الأرقم. وعلى أحدها الأشعث فأخطأوا مرادا، ولم يقعوا عليهم، ووقعوا على بنى الحارث بن كعب، فقتل كبس والقشعم أبو جبر، وأسر الأشعث، ففدى بثلاثة آلاف بعير، لم يفد بها عربي بعده ولا قبله، فقال في ذلك عمرو بن معدي كرب الزبيدي

فكان فداؤه ألفي بعير * وألفا من طريفات وتلد
وأما الأسر الثاني فانه بعد ان ارتد عن الاسلام ارسل اليه ابو بكر جيشا وجي  به اسيرا مكبلا بالحديد الى المدينه المنوره فعفا عنه ابو بكر وزوجه اخته وندم بعد ذلك لانه لم يقتله

 

وأما قوله: " دل على قومه السيف "

 فأراد به حديثا كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة، غر فيه قومه ومكر بهم حتى أوقع بهم خالد، وكان قومه بعد ذلك يسمونه " عرف النار " وهو اسم للغادر عندهم. وقيل إن الأشعث وجماعة من قبيلته ومن قبائل حضرموت الأخرى كانوا قد ارتدوا في خلافة أبي بكر، وامتنعوا من أداء الزكاة. فحاصرهم حينئذ جيش المسلمين بقيادة زياد بن لبيد، فطلب منهم الأشعث أن يعطى الأمان لأهله وعائلته في مقابل أن يفتح لهم بوابة القلعة وكانت نتيجة ذلك هو قتل جميع أفراد قبيلته.

 يقول الطبري: ( فكان يلعنه المسلمون ويلعنه سبايا قومه وسماه نساء قومه عرف النار ( كلام يمان يسمون به الغادر )(14)

الاشعث عنق النار

روي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يسمي الاشعث  قيس(عنق النار) فسئل عن ذلك فقال: إن الأشعث إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق من النار ممدود من السماء فتحرقه وقت وفاته، فلا يدفن إلا وهو فحمة سوداء. فلما توفي نظر سائر من حضر إلى النار وقد دخلت عليه كالعنق الممدود حتى أحرقته وهو يصيح ويدعو بالويل والثبور(15)

 

الفصل الثالث

الاشعث بن قيس من الموقعين على الصحيفه الملعونه رافضا بيعه الغدير

 

عاد رسول الله (صلى الله عليه واله) من الحج وفي منطقه غدير خم نزلت الايه الكريمه

۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67 المائده)

فجمع الرسول (صلى الله عليه واله) المسلمين وخطب  خطبته المعروفه وبلَغ أمر الله بتنصيب الامام علي (عليه السلام) إماما ووليا وخليفه من بعده

وقد روى النسائي في  سننه عن محمد بن المثنى ، عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال :

 لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال :

(كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ثم قال : ( الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن ) . ثم أخذ بيد علي فقال :

 ( من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) .

 فقلت لزيد : أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال  ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه

 وقال الحافظ إبن الجوزي : في حديث 356   

( أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَلَسْتَ وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ). فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَخٍ بَخٍ لَكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

وقال الامام الالباني :

لما أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد علي بن أبي طالب فقال: (ألست ولي المؤمنين؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب:

( بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم) (16)

 

( أصحاب الصحيفه الملعونه)

يقول سليم بن قيس في كتابه ص 154تحقيق محمد باقر الانصاري

ولما رجع المسلمون  من حجه الوداع ودخلوا المدينه  إجتمع قسم من قاده قريش  ونكثوا بيعه علي وتحالفوا وتعاقدوا على أن لايطيعوا رسول الله (صلى الله عليه واله ) فيما عرض عليهم من ولايه علي بن ابي طالب  بعده وكتبوا صحيفه بينهم وكان أول ما فى الصحيفه النكث لولايه على بن ابى طالب عليه السلام و إن الامر الى ابى بكر و عمر و أبى عبيده و سالم مولى حذيفه ومعاذ بن جبل و هذا هو السر في قول عمر قبل وفاته لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته... لو كان سالم حيا لاستخلفته .

و شهد بذلك أربعه عشر رجلا أصحاب العقبه و عشرون رجلا آخر، و إستودعوا الصحيفه أبا عبيده بن الجراح و جعلوه أمينهم عليها   

وهم :

1- أبوبكربن أبي قحافه

2- عمر بن الخطاب

3-عثمان بن عفان

4- طلحة بن عبيد الله

5- عبد الرحمن بن عوف

6 - سعد بن أبي وقاص

7- أبوعبيدة بن الجراح

8- معاوية بن أبي سفيان

9- عمرو بن العاص

10- أبوموسى الأشعري

11- المغيرة بن شعبة الثقفي

12- أوس بن الحدثان البصري

13- أبوهريرة

14- أبوطلحة الأنصاري

15- سعيد بن العاص الأموي

16- أسامة بن زيد

17- الوليد بن أبي ربيعة

18- سعيد بن زيد بن نفيل

19- أبوسفيان بن حرب

20- سفيان بن أمية

21- أبوحذيفة بن عتبة

22  - معاذ بن جبل

23- بشير بن أبي سعيد الأنصاري

24- سهل بن عمر

25- حكيم بن حزام الأسدي

26- صهيب بن سنان الرومي

27- العباس بن مرداس السلمي

28- أبومطيع بن أسد العبدي

29- قعد ابن عمر

30- سالم مولى أبي حذيفة

31- سعيد بن مالك

32- خالد بن عرفطة

33- مروان بن الحكم

34- الأشعث بن قيس

قال حذيفه: حدثتنى أسماء بنت عميس الخثعيمه إمراه أبى بكر: إن القوم إجتمعوا فى منزل أبى بكر فتامروا فى ذلك، و أسماء تسمعهم و تسمع جميع ما يدبرونه فى ذلك حتى إجتمع رأيهم على ذلك، فأمروا سعيد بن العاص الاموى فكتب الصحيفه باتفاق منهم

ثم دفعت الصحيفه الى أبى عبيده بن الجراح ليتوجه بها الى مكه

ثم إنصرفوا و صلى رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بالناس صلاه الفجر، ثم جلس فى مجلسه يذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فالتفت الى أبى عبيده بن الجراج فقال له:

 بخ بخ من مثلك و قد أصبحت امين هذه الامه، ثم تلا:

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) [البقره: 79.]

لقد أشبه هولاء رجال فى هذه الامه ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ) [النساء: 108.]

ثم قال: لقد أصبح فى هذه الامه فى يومى هذا قوم ضاهوهم فى صحيفتهم التى كتبوها علينا فى الجاهليه و علقوها فى الكعبه، و إن الله تعالى يمتعهم ليبتليهم و يبتلى من ياتى بعدهم تفرقه بين الخبيث و الطيب و لولا إنه سبحانه أمرنى بالاعراض عنهم للامر الذى هو بالغه لقدمتهم فضربت اعناقهم

  ويقول العلامه المجلسي في بحار الانوار ج28 ص106

قال حذيفه: فوالله لقد راينا هولاء النفر عند قول رسول الله( صلى الله عليه و آله و سلم) هذه المقاله و قد أخذتهم الرعده فما يملك أحد منهم نفسه شيئا، و لم يخف على أحد ممن حضر مجلس رسول الله( صلى الله عليه و آله و سلم) ذلك اليوم إن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) إياهم عنى بقوله و لهم ضرب تلك الامثال

الاشعث بن قيس يبيع دينه

اشترى الامويون بقياده عثمان ذمم رؤساء القبائل ومنهم الاشعث بن قيس وقبيلته كنده واقطعهم اراضي الكوفه الزراعيه التي تدرارباطا طائله وبساتين ودور ومقاطعات كبيره ومنحهم الهبات الضخمه وقد اوردت تفاصيل ذلك في كتابي (مَنْ قتل الامام علي عليه السلام )

علما بان أراضي الكوفة ملكا للمسلمين لانها ممن فتحت عنوة ولايحق للخليفه اعطائها وتمليكها لاي كان فهي ملك لعامه المسلمين  وقد أقطع عثمان أراضي في داخل الكوفة وخارجها، أما التي في داخل الكوفة فقد أقيمت فيها الدور والمساكن، وسميت (مساكن الوجوه) 

وكانت( ظيزنابار) مقاطعه  زراعيه كبيره في الكوفه  منحت للاشعت بن قيس ودارا في الكوفه

وزوج الاشعث ابنته لابن عثمان وعينه عثمان واليا على اذربيجان ومنحه مئه الف دينار من خراجها سنويا

الامام علي يعيد ممتلكات الدوله المنهوبه

وبعد ان تولى الامام علي الخلافه اعاد ممتلكات الدوله المنهوبه والممنوحه لبني اميه ومن تم شراء ذممهم من رؤساء القبائل المواليه لبني اميه ومنهم الاشعث بن قيس وقبيلته كنده

تخندق معاويه وهؤلاء المتظررون من سياسه الامام علي (عليه السلام ) باعاده مقاطعاتهم المنهوبه وعملوا معا لمحاربه الامام

الامام علي  يعزل الاشعث بن قيس من ولايه اذربيجان

عزل الامام علي (عليه السلام ) الاشعث بن قيس  من ولايه اذربيجان واستدعاه الى الكوفه

فقرر الاشعث الالتحاق بمعاويه لكن اصحابه الحّوا عليه بعدم الالتحاق بمعاويه كما ان معاويه اراد ابقائه في الكوفه ليمثل رأس النفاق في الكوفه كما كان ابن سلول في المدينه في زمن رسول الله (صلى الله عليه واله)

 

الفصل الرابع

دور الاشعث في معركه صفين

الان وبعد أن عملت قرارات أبو بكر وعمر وعثمان عملها في تدمير الامه الاسلاميه وبعد تكدس الثروات بيد الامويين وشراء ذمم قاده الجيش والجند أصبح  ثلاثه أرباع جيش الخلافه في الكوفه أموي الهوى وصار قاده الجيش من أمثال الاشعث بن قيس يستطيعون أن يوقفوا حرب أو يغيّروا أوامر الخليفه علي بن ابي طالب وإن لم يوافق يهددوه بالقتل وهذا ماحدث مع الامام علي (عليه السلام ) والامام الحسن من بعده

الحوار والموعظه الحسنه

حاول الإمام علي (عليه السلام) أن يُقيم الحجّة على معاوية وأصحابه بأُسلوب الحوار والموعظة الحسنة، حقناً لدماء المسلمين ووأد الفتنة، ولكن تلك المحاولات لم تجد آذاناً صاغية عند معاوية.

سعى الإمام علي (عليه السلام) لإصلاح الموقف بالوسائل السلمية، فبعث أوّلاً بوفد ثلاثي إلى معاوية يُذكّره الله، ويدعوه إلى التقوى والورع، فكان جواب معاوية: ليس عندي إلّا السيف.ثمّ دعا الإمام علي (عليه السلام) معاوية إلى المبارزة، حقناً لدماء الآخرين، ولكن معاوية رفض خشية على نفسه من بطش الإمام (عليه السلام)

مكان المعركة

بدأت معركة صفّين في منطقه تسمى صفّين بين الشام والعراق تقع اليوم في ضواحي محافظه الرقه في سوريا وفيها ضريح الصحابي الجليل عمار بن ياسر (رضي الله عنه )

عدد الجيش

يقول السيد محمد امين نجف جهّز معاوية جيشاً عدده (130) ألف مقاتل من أهل الشام، وجهّز الإمام علي (عليه السلام) جيشاً عدده (135) ألف مقاتل من أهل الكوفة، منهم (100) مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في معركة بدر الكبرى، كعمّار بن ياسر، وحزيمة بن ثابت، وسعد بن قيس، وعبد الله بن عباس وغيرهم

معاويه يسيطر على الفرات ويمنع جيش الامام علي (عليه السلام ) الماء

نزل معاوية بمَن معه عند نهر الفرات في وادي صفّين الوسيع، واستولى على الماء، ونزل الإمام علي (عليه السلام) في ذلك الوادي أيضاً، وقد منع معاوية أهل العراق أن يشربوا من ماء الفرات ولو قطرة واحدة، فأضرّ بهم وبدوابّهم العطش، ولمّا لم تنفع محاولات أمير المؤمنين (عليه السلام) لبلوغ الماء بالحسنى، اضطرّه الأمر إلى استعمال القوّة لإنقاذ عشرات الأُلوف ممّن كانوا معه من الموت عطشاً.ولمّا تمّت له السيطرة على الماء حاول بعض الأصحاب إقناع الإمام علي (عليه السلام) أن يُقابلهم بالمثل، فأبى ذلك أشدّ الإباء، وأتاح لمعاوية وجيشه، الذين هددّوه قبل ساعات قليلة بالموت عطشاً، أن يردوا الماء ويشربوا أُسوة بأصحابه.رغم هذه الأخلاق الرفيعة والمعاملة الحسنة، فقد استمرّ جيش معاوية في استفزاز جيش الإمام (عليه السلام) الذي لم يجد بُدّاً من السماح لأصحابه بالقتال بعد أن أوقع بهم الأعداء عدداً من القتلى والجرحى نتيجة اعتداءاتهم

عمار تقتله الفئة الباغية

لقد كان لاستشهاد عمّار بن ياسر في معركة صفّين الأثر الكبير في تضعضع جيش معاوية، بعد أن علموا بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعمّار بن ياسر

(17)(يا عمّار، تقتلك الفئة الباغية)

 ومعنى ذلك أنّهم هم الفئة الباغية لا الإمام علي (عليه السلام) وأصحابه.

قال الإمام علي (عليه السلام):

 قال النبي (صلى الله عليه وآله): (تقتل عمّاراً الفئة الباغية)

وقال عبد الله بن سلمة: رأيت عمّاراً يوم صفّين شيخاً كبيراً آدم طوالا، أخذ الحربة بيده ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده، لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرّات، وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده، لو ضربونا حتّى يبلغوا بنا شعفات هجر، لعرفت أنّنا على الحقّ وأنّهم على الضلالة).وقال محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت: (ما زال جدّي ـ يعني خزيمة ـ كافاً سلاحه يوم الجمل حتّى قُتل عمّار بصفّين، فسلّ سيفه فقاتل حتّى قُتل)

ليلة الهرير

هي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحدّ الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة، فقد اشتدّ القتال بين الجيشين، بحيث قتل الإمام علي (عليه السلام) في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرون رجلاً، وكان (عليه السلام) إذا قتل رجلاً كبّر.وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير، فكان يقول

 (إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلّا عن دينكم ليُميتوا السُنّة، ويُحيوا البدعة، ويُعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحُسن البصيرة، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم، فإنّ ثوابكم على الله، والله عنده جنّات النعيم، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء، وذل المحيا والممات، وعار الدنيا والآخرة)

وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكلّ قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق، فانكشفت غالب صفوفهم، وكادوا ينهزمون، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان، فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح

 العميل الاشعث بن قيس يتعاون مع عمرو بن العاص لتمزيق جيش الامام

وفي ليلة الهرير حيث قُتل الكثير من جيش معاوية وكاد جيش الإمام علي (عليه السلام ) أن ينتصر في المعركة قام الأشعث خطيباً في أصحابه وتكلم معهم لوقف القتال. وبنفس الوقت رفع جيش معاويه المصاحف على أسنة الرماح مطالباً وقف القتال والتحكيم لكتاب الله، فعندما أرتفعت المصاحف على الرماح طالب الأشعث الإمام بوقف القتال وقبول التحكيم  وهددَ عليا  بالقتل كما قتل عثمان

الاشعث عميلا لمعاويه

وقد ذُكر أنَّ الأشعث كان ينوي أن يلتحق بـمعاوية قبل معركة صفين إلا أن أصحابه إعترضوا عليه، وصرفوه عن قصده

 روي أنَّ الأشعث بن قيس كان على رجال كندة وربيعة في جيش الإمام علي (عليه السلام ) في معركة صفين، فعزله الإمام، وولّى قيادتهما لحسان بن مخدوج، فاعترض على الإمام بعض أصحابه اليمنيين، مما أدى إلى خلاف في جيش الإمام، فاستغل معاوية الفرصة وسعى لجذب الأشعث إلى معسكره، إلا أنَّ الإمام عيّنه قائداً على ميمنة جيشه (18)

ويقول الحائري في شرح نهج البلاغه

وبعد أن إشتدت الحرب على جيش الشام أرسل معاوية أخاه عتبة بن أبي سفيان إلى الأشعث بن قيس ليُقنعه بترك القتال، فتكلم عتبة مع الأشعث، ورغّبه بترك القتال،

وقال الامام علي (عليه السلام )

أما هذا الأعور - يعني الأشعث - فإن الله لم يرفع شرفا إلا حسده، ولا أظهر فضلا إلا عابه، وهو يمنّي نفسه ويخدعها، يخاف ويرجو، فهو بينهما لا يثق بواحد منهما، وقد من الله عليه بأن جعله جبانا، ولو كان شجاعا لقتله الحق ( 19) 

ودخل الأشعث بن قيس على علي في شيء، فتهدده بالموت، فقال علي: بالموت فتهددني! ما أبالي سقط علي أو سقطت عليه. هاتوا له جامعة وقيدا، ثم أومأ إلى أصحابه فطلبوا إليه فيه، قال فتركه(20)

كان الاشعث بن قيس كبير هؤلاء المنافقين التابعين لمعاويه والذين أغدق عليهم عثمان أموالا طائله والذي غيروا مسار الحرب في صفين وفرضوا على الامام علي  شخصيه معاديه للامام وهو أبو موسى الاشعري ليمثل جيش الامام في التحكيم

خدعة رفع المصاحف

لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي (عليه السلام) على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات.فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، ليقفون عن القتال، ويدعون الإمام علي (عليه السلام) إلى حكم القرآن

وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام (عليه السلام) حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين

 (يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت إليه، وإلّا قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فو الله لنفعلنّها إن لم تجبهم)(21)

فقال (عليه السلام) لهم

 (عباد الله، إنّي أحقّ مَن أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمرو بن العاص، وابن أبي معيط، وحبيب ابن مسلمة، وابن أبي سرح، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إنّي اعرف بهم منكم، صحبتهم أطفالاً، وصحبتهم رجالاً، فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال، إنّها كلمة حقّ يُراد بها باطل، إنّهم والله ما رفعوها أنّهم يعرفونها ويعملون بها، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة، فقد بلغ الحقّ مقطعه، ولم يبق إلّا أن يُقطع دابر الذين ظلموا)(22)

ثمّ قال (عليه السلام) لهم: (ويحكم أنا أوّل مَن دعا إلى كتاب الله، وأوّل مَن أجاب إليه…).

قالوا: فابعث إلى الأشتر ليأتيك، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأصرّوا على رأيهم،

 وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما

 1- المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيُقاتل ثلاثة أرباع جيشه زائدا جيش أهل الشام

2- القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً.وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين (عليه السلام)

 

الاشعث يفرض على علي (عليه السلام ) أختيار ابو موسى الاشعري للتحكيم

 يقول اليعقوبي في تاريخه

وقال علي

أرى أن أوجه بعبد الله بن عباس. فقال الأشعث: إن معاوية يوجه بعمرو بن العاص، ولا يحكم فينا مضريان، ولكن توجه أبا موسى الأشعري، فإنه لم يدخل في شئ من الحرب. وقال علي: إن أبا موسى عدو، وقد خذل الناس عني بالكوفة، ونهاهم أن يخرجوا معي. قالوا: لا نرضى بغيره

الاختلاف في كتابة وثيقة التحكيم وفي تقديم الإمام وتسميته بإمرة المؤمنين

  فقال أبو الأعور السلمي: لا نقدم عليا، وقال أصحاب علي: ولا نغير اسمه ولا نكتب إلا بإمرة المؤمنين، فتنازعوا على ذلك منازعة شديدة حتى تضاربوا بالأيدي، فقال الأشعث: امحوا هذا الاسم، فقال له الأشتر: والله - يا أعور - لهممت أن أملأ سيفي منك، فلقد قتلت قوما ما هم شر منك، وإني أعلم أنك ما تحاول إلا الفتنة، وما تدور إلا على الدنيا وإيثارها على الآخرة (23)

قبول التحكيم

اتّفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم، وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل أهل الشام، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل أهل العراق.وقد اختلف الناس في أبي موسى الأشعري أشدّ الاختلاف، فالذين استجابوا لفكرة التحكيم أرادوه مفاوضاً عنهم، والذين رفضوا فكرة التحكيم ـ وهم الإمام علي (عليه السلام)وأصحابه ـ رفضوا أن يكون الأشعري مفاوضاً عنهم، ولكن لم يكن أمام الإمام (عليه السلام) بدّ من الاستجابة لأهل العراق والقبول بأبي موسى الأشعري.وقد تعرّض الأشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين (عليه السلام)، بينما قام عمرو بن العاص بتثبيت معاوية وخلع أمير المؤمنين (عليه السلام)، وانتهت تلك المهزلة على هذا النحو.

نتائج المعركة

قُتل من الطرفين خلال المعركة (70) ألف رجل، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام (45) ألف رجل، ومن أصحاب الإمام علي (عليه السلام) من أهل العراق (25) ألف شهيد.

الاشعث بن قيس يعرقل خطط علي (عليه السلام ) في محاربه معاويه

وكان الأشعَث بن قَيس الكِندي من قادة جيش أمير المؤمنين (ع) في معركة صفين، وقد ألحّ على وقف القتال مع معاوية بن ابي سفيان وقبول التحكيم، كما خالف الإمامَ علياً (ع) في أن يكون عبد الله بن العباس حَكَما من قبل معسكر الإمام، وقدّم أبا موسى الأشعري لهذا الأمر. وبعد معركة نهروان خالف الإمامَ (ع) أيضاً، وكان (ع) يريد العودة إلى محاربة معاوية، لكن الأشعث لم يوافق وتذرّع بالتعب والملل من طول الحرب، مما أدّى إلى تضاؤل معنويات الجنود؛ فتراجع الإمام علي (ع) عن الحرب مع معاوية

وبدا العمل لتنفيذ خطه اغتيال الامام علي عليه السلام تجنبا لمواجهه ثانيه مع الامام

 

الفصل الخامس

دور الاشعث في اغتيال الامام علي (عليه السلام )

الاشعث هو المخطط والمشرف على التنفيذ

يظهر من المصادر التأريخية أنَّ الأشعث بن قيس كان المخطط والمشرف على التنفيذ بالاتفاق مع معاويه

يقول اليعقوبي في تاريخه ج2 ص212

 وأن عبد الرحمن بن ملجم عندما دخل الكوفة ليقتل الإمام أقام شهراً في بيت الأشعث وكان خلال هذه المدة يشحذ سيفه ويسمّها

الاشعث يأمر بتنفيذ الاغتيال

  و قد كان إبن ملجم لعنه اللّه أتى الأشعث بن قيس في ليله اغتيال الامام فخلا به في بعض نواحي المسجد و مرّ بهما حجر بن عديّ فسمع الأشعث و هو يقول  لابن ملجم النّجا النّجا بحاجتك فقد فضحك الصّبح ، قال له حجر : قتلته يا أعور ،

وإنَّ الأشعث هو الذي شجع إبن ملجم أن يُقدم على اغتيال الإمام قبل طلوع الفجر حتى لا يُفتضح. وبعد أن ضُرب الإمام بعث الأشعث إبنه ليستطلع عن حاله (24)

الامام الصادق يؤكد اشتراك الاشعث بالجريمه

وقد ورد في الكافي، ج 8، ص 167، رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنَّ الأشعث شَرِك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام ). كما ورد في بعض الروايات أنَّه كان قد هدَّد الإمام بالموت والفتك

صدرت الاوامر للاشعث بن قيس بالتهيؤ لتنفيذ العمليه

منحت الحريه التي منحها الامام علي (عليه السلام ) للمسلمين حريه الحركه فحبكت المؤامرات وتم اختيار موسم الحج لاجتماع الاشعث بعبد الرحمن بن ملجم وبعض وجوه الخوارج والتباحث في عمليه الاغتيال

الاجتماع في مكه

إستطاع الاشعث أن يقيم مؤتمرا للخوارج الفئه  الساذجه التي تطالب بقتل علي ومعاويه وعمر بن العاص في مكه وبحضور ممثلي معاويه  بصفه حجيج من الشام في موسم الحج لتمويل وتجهيز مستلزمات الجريمه من دون الكشف عن إرتباطاتهم بمعاويه

أرسل معاويه ممثليه الى اجتماع  مكه وزودهم بالاموال وخطه الجريمه

دبرَ معاويه خطه محكمه فاستغل غباء وحقد الخوارج عليه وعلى علي (عليه السلام ) وعمر بن العاص ليكونوا الاداه المنفذه لقتل علي بن ابي طالب (عليه السلام ) وعمروا بن العاص وانما ضم نفسه الى علي وعمرو بن العاص في الاغتيال لاقناع الخوارج لتنفيذ الخطه وإبعاد الشبهه عنه

وتذكر الروايات أن ابن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي إجتمعوا في مكة المكرمة في أثناء الحج (فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم، ثم ذكروا أهل النهروان وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً…، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا البلاد منهم وثأرنا لإخواننا)

فتكفل عبد الرحمن بن ملجم بقتل الخليفة علي بن أبي طالب، وتكفل البرك بن عبد الله بقتل معاوية والي الشام، وعمرو بن بكر بقتل عمرو بن العاص والي مصر، ثم تعاهدوا وتواثقوا بالله واتعَّدوا لسبع عشرة من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه، وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلبه

فأما إبن ملجم لعنه الله فإنه لما أتى الكوفة اقام شهراً في بيت الاشعث بن قيس للتهيئه لشراء السيف وسمه

قطام وعبد الرحمن

وقد تم وضع قطام في طريق عبد الرحمن بن ملجم وهي  بغي حسناء قتل أبوها وأخوها في النهروان ومن أشد الحاقدين على علي وقامت بتمثيل العاشقه لعبد الرحمن بن ملجم  وقد سقط عبد الرحمن بن ملجم بغرامها سريعا وطلب يدها الا إنها اشترطت مهرا ثلاثه الاف دينار وعبدا وقينه وقتل الامام علي (عليه السلام)

يصور لنا الاعلام الاموي في الروايه التاليه بان عبد الرحمن بن ملجم انما أقدم على قتل علي بسبب عشقه لقطام لا عن اتفاق مسبق برعايه الاشعث

معاويه بن ابي سفيان يغتال علي بن ابي طالب (عليه السلام ) في المسجد

 بسيف عبد الرحمن بن ملجم وتخطيط وتنفيذ الاشعث بن قيس

فلما كانت الليلة المتفق عليها من رمضان  أخذ المجرمون الثلاثه  أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكانت ليلة الجمعة،

المشرف على العمليه يصدر أمر التنفيذ

وكان الاشعث بن قيس مشرفا عاما على العمليه وكان تلك الليله في المسجد لمراقبه التنفيذ وقد أيقظ الثلاثه من النوم لتنفيذ العمليه وهم:

عبد الرحمن بن ملجم و وردان (ابن عم قطام ) وشبيب بن بجره

وقال لعبد الرحمن بن ملجم

(النجا فقد فضحك الصبح )

قال أبو الفرج: وقد كان ابن ملجم أتى الأشعث بن قيس في هذه الليلة، فخلا به في بعض نواحي المسجد، ومر بهما حجر بن عدي، فسمع الأشعث وهو يقول لابن ملجم، النجاء النجاء بحاجتك! فقد فضحك الصبح

ضرب اللعين عبد الرحمن بن ملجم الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) على راسه وهو يصلي  في محراب الكوفه بسيف إشتراه بالف وسمه بالف وإستشهد الامام بعد الضربه بثلاثه أيام أما عمرو بن العاص فانه لم يخرج للصلاه كما مر بنا وخرج بدلا عنه قائد الشرطه فقتل وأما معاويه فصّور للناس إنه أصيب بجرح في مسرحيه بائسه

 وقد اوردت تفاصيل عمليه اغتيال الامام علي بسيف عبد الرحمن بن ملجم وتخطيط وتنفيذ الاشعث بن قيس في كتابي (مَنْ قتل الامام علي (عليه السلام )) للمزيد من الاطلاع

 

المصادر

(1) الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٥ - الصفحة ٣٧٢

(2) اسد الغايه (1/ 118 )

(3) ابن سعد في كتاب الطبقات الكبير حديث 10108

(4) الإصابة - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٢٤٠

(5) الطبراني - المعجم الكبير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة62 

(6)من قتل الامام علي (عليه السلام ) للكاتب

(7) شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 76

(8) شرح النهج 1 / من ص 292 ـ 927

(9) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 49

(10) (الغارات 2/334)

(11) أمالي الشيخ الصدوق: ١٠٦ - ١٠٧

 (12)(الامامه والسياسه ج1 ص 84 )

(13) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١ - الصفحة ٢٩١

(14)(تاريخ الطبري: ٣ /  338)

(15) البحار: ج 41 ص 306

(16) الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج9 ص221

(17) دعائم الاسلام 1/1392

(18) المنقري في كتاب واقعه صفين

(19) شرح نهج البلاغة: ٢٠ / ٢٨٦ / ٢٧٧

(20) تاريخ دمشق: ٩ / ١٣٩

(21)وقعه صفين 6489

(22) المصدر السابق

(23)(  تاريخ اليعقوبي )

(24) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص27

Screenshot 2024-02-23 072813

Screenshot 2024-02-23 072813

أخترنا لك
جرير بن عبد الله البجلي - صحابه باعوا دينهم (8)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف