- جميع المدونات
- الرئيسية
-
لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه
- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه (الباب الاول)
- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه(الباب الثاني)
- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه(الباب الثالث)
- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه(الباب الرابع)
- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه(الباب الخامس)
- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه(الباب الساس)
- لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه(الباب السابع)
-
الاعلام الاموي
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(1)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(2)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(3)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(4)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(5)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(6)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(7)
- الاعلام الاموي القرشي المُضلل في محاربه رسول الله واهل بيته..(8)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(1)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(2)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(3)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(4)
- الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(5)
- بنو أميه ليسوا من قريش
- مؤلفات
-
صحابه
- الاشعث بن قيس
- المغيره بن شعبه
- عمرو بن العاص
- بسر بن ارطأه
- ابو هريره
- سمره بن جندب
- عبيد الله بن العباس
- جرير بن عبد الله البجلي
- الحتات بن يزيد بن علقمه
- عمرو بن حريث
- الجلسه الاولى من جلسات المحكمه الخاصه بمحاكمه قتله الخليفه عثمان بن عفان
- الجلسه الثانيه من جلسات المحكمه الخاصه بمحاكمه قتله الخليفه عثمان بن عفان
- الجلسه الثالثه من جلسات المحكمه الخاصه بمحاكمه قتله الخليفه عثمان بن عفان
- الجلسه الثانيه من جلسات المحكمه الخاصه بمحاكمه قتله الخليفه عثمان بن عفان
بنو أميه ليسوا من قريش وإنما من عبيدهم
الفصل الرابع
يزيد بن معاويه مستنقع آسن
ذكرت في الفصل الاول من هذ الكتاب أن أميه عبدٌ تبناه عبد شمس ونازع هذا العبد هاشم بن عبد مناف السلطه على مكه ففشل وخاب وسخرت منه قريش وإحتكما الى الكاهن الخزاعي الذي قضى لصالح هاشم بن عبد مناف في سياده مكه ونفي أميه الى الشام عشر سنوات لكي تبرد نار العداوه
ولكن نار الحسد والحقد استعرت في قلب أميه في الشام اكثر فاكثر ووجد أميه في الشام حاسداً وحاقداً اخر على هاشم بن عبد مناف وهم اليهود الذين قرأوا في كتبهم وسمعوا من أحبارهم ان النبي الموعود سيكون من ولد هاشم بن عبد مناف
فأذا قُتل هاشم بن عبد مناف إنقطت الشجره التي يكون فرعها النبي الموعود وتخلصوا من النبي الذي سيقهرهم ويحطم طغيانهم وكفرهم
أثبتت في كتابي لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه ) كيف تم لاميه واليهود التخلص من هاشم بقتله بالسم ولكن لاراد لمشيئه الله فقد تزوج هاشم قبل ايام قليله من سفره الى الشام بسلمى بنت عبدو النجار وحملت منه بعبد المطلب جد النبي (صلى الله عليه واله ) الذي ولد بعد وفاه ابيه هاشم وقد اوصى هاشم زوجته سلمى قبل سفره الى الشام بالحفاظ على وليدها من غدر ومكر اليهود ومحاولاتهم المستميته لقتل النبي الموعود
عاد أميه الى مكه بعد مقتل هاشم وحاول إنتزاع سياده مكه من عبد المطلب وإستئصال بني هاشم ولكنه خاب وفشل فورّث حقده وحسده لاولاده ولحلفائه اليهود لاتمام المهمه
وعندما بعث الله محمدا (صلى الله عليه واله ) نبيا ورسولا إجتمع شمل الحاسدين الثلاثه قريش واليهود وبنو اميه وشكلواحلفاً ثلاثيا للقضاء على الاسلام وبني هاشم
وفي معركه بدر تمكن المسلمون من قتل سبعين من المشركين من قريش وبني اميه نصفهم بسيف علي بن ابي طالب فتأججت نار الحسد والحقد في قلوب المتحالفين ودخلت قريش وبنو أميه الاسلام بعد فتح مكه لحقن دمائهم والوصول الى السلطه وإستئصال بني هاشم ومَنْ ساعد رسول الله (صلى الله عليه واله ) من الانصار وتغيير معالم الدين لما يلائم إستعباد الشعوب وإمتطاء ظهورها
دفعت قريش بقياده ابو بكر وعمر معاويه لولايه الشام ثم تكمين (كسرى العرب ) معاويه ( على حد تسميه عمر له) ليصبح ملكا للعرب والمسلمين
وبدأ بنو اميه تنفيذ برنامجهم باستئصال بني هاشم وتطرقت لذلك بالتفصيل في كتابي (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه )
وقتل معاويه عليا والحسن ( عليهم السلام ) واوصى يزيد باستكمال المهمه بقتل الحسين (عليه السلام ) واهل بيت النبوه والانتقام من الانصار صحابه رسول الله في المدينه المنوره عقابا لهم على مؤازره ونصره رسول الله
فمن هو يزيد ؟؟
جد يزيد يهودي وأمه نصرانيه
نفي أميه الى الشام وهناك وقع على إمراه يهوديه ولدت ولداً استلحقه أميه وتبناه وسماه ذكوان ولذلك قال رسول الله لعقبه بن ابي معيط بن ذكوان (إنما انت يهودي من اهل صفوريه )
و نشأ يزيد في مستنقع آسن فالجدات من صاحبات الرايات والام زانيه والاب ينسب الى اربعه
تزوج الخليفه الاموي عثمان بن عفان وائله بنت الفرافصه النصرانيه وتزوج معاويه بن ابي سفيان ميسون بنت بجدل الكلبيه النصرانيه التي مارست الجنس مع عبدٍ لابيها فولدت منه يزيد
أخلاق يزيد ونشأته
فاما ميسون فقد أقامت في قصر معاويه وكرهته وأنشدت ذات يوم تقول:
لبيت تخرق الأرواح فيه * أحب إلي من قصر منيف
وكلب ينبح الطراق عني * أحب إلي من قط ألوف
وبكر يتبع الأظعان صعب * أحب إلي من بغل زفوف
ولبس عباءة وتقر عيني * أحب إلي من لبس الشفوف
وخرق من بني عمي نحيف * أحب إلي من علج عليف
وأصوات الرياح بكل فج * أحب إلي من نقر الدفوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى * إلى نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديلا * فحسبي ذاك من وطن شريف
فقال معاوية جعلتني علجا علوفا فطلقها وألحقها بأهلها (1)
عاشت ميسون مع اهلها في الباديه ومكّنت عبد ابيها من نفسها فجاء يزيد شبيها بعبد ابيها بجدل
قال ابن راشد في إلزام الناصب / 169
رووا أن أمه بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من نفسها فحملت بيزيد، وإلى هذا المعنى أشار النسابة الكلبي يقول:
فإن يكن الزمان أتى علينا *** بقتل الترك والموت الوحيِّ
فقد قَتل الدعيُّ وعبدُ كلبٍ *** بأرض الطفّ أولادَ النبيِّ
أراد بالدعي عبيد الله بن زياد... ومراده بعبد كلب: يزيد بن معاوية لأنه من عبد بجدل الكلبي
نشأه يزيد بين النصارى
يقول العالم الأزهري الشيخ عبد الله العلايلي في كتابه عن الإمام الحسين (عليه السلام): سمو المعنى في سمو الذات / 59
إذا كان يقينا أو يشبه اليقين أن تربية يزيد لم تكن إسلامية خالصة أو بعبارة أخرى كانت مسيحية خالصة، فلم يبق ما يستغرب معه أن يكون متجاوزا مستهترا مستخفا بما عليه الجماعة الإسلامية، لا يحسب لتقاليدها واعتقاداتها أي حساب ولا يقيم لها وزنا
ويؤيد ذلك أن ندماءه وخاصته نصارى، فكان سرجون النصراني صاحب أمره كما كان صاحب سر أبيه (2)
وإصطفى يزيد جماعة من الخلعاء والماجنين فكان يقضي معهم لياليه الحمراء بين الشراب والغناء، وفي طليعة ندمائه الأخطل الشاعر المسيحي الخليع فكانا يشربان ويسمعان الغناء وإذا أراد السفر صحبه معه. (3)
ويقول الشيخ علي الكوراني في كتابه جواهر التاريخ ج3 ص403
أمّا صفاته النفسية: فقد ورث صفات الغدر والنّفاق، والطيش والاستهتار من سلفه، حتّى قال المؤرّخون: وكان يزيد قاسياً غدّاراً كأبيه، (إن كان من معاوية طبعاً)، ولكنّه ليس داهيةً مثله. كانت تنقصه القدرة على تغليف تصرّفاته القاسية بستار من اللباقة الدبلوماسية الناعمة، وكانت طبيعته المنحلّة وخُلقه المنحطّ لا تتسرّب إليها شفقة ولا عدل. كان يقتل ويعذّب نشواناً للمتعة واللّذة التي يشعر بها، وهو ينظر إلى آلام الآخرين، وكان بؤرة لأبشع الرذائل، وها هم ندماؤه من الجنسين خير شاهد على ذلك، لقد كانوا من حثالة المجتمع
وقد نشأ يزيد عند أخواله في البادية من بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل الإسلام، وكان مرسل العنان مع شبابهم الماجنين فتأثّر بسلوكهم إلى حدّ بعيد، فكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب
ولع يزيد بالصيد
ومن مظاهر صفات يزيد ولعه بالصيد، فكان يقضي أغلب أوقاته فيه. قال المؤرّخون: كان يزيد بن معاوية كلفاً بالصيد، لاهياً به، وكان يُلبِسُ كلابَ الصيد الأساورَ من الذهب، والجلال المنسوجة منه، ويهب لكلّ كلب عبداً يخدمه (4)
شغفه بالقرود
وكان يزيد - فيما أجمع عليه المؤرّخون - ولعاً بالقرود، وكان له قرد يجعله بين يديه ويُكنّيه بأبي قيس، ويسقيه فضل كأسه، ويقول: هذا شيخ من بني إسرائيل أصابته خطيئة فمُسخ، وكان يحمله على أتان وحشية ويرسله مع الخيل في حلبة السّباق، فحمله يوماً فسبق الخيل فسُرّ بذلك،
وأرسله مرّةً في حلبة السّباق فطرحته الريح فمات، فحزن عليه حزناً شديداً، وأمر بتكفينه ودفنه، كما أمر أهل الشام أن يعزّوه بمصابه الأليم، وأنشأ راثياً له
تمسّك أبا قيس بفضل زمامها *** فليس عليها إن سقطتَ ضمانُ
فقد سبقتْ خيلَ الجماعة كلّها *** وخيلَ أمير المؤمنين أتانُ
وذاع بين النّاس هيامه وشغفه بالقرود حتّى لقّبوه بها، ويقول رجل من تنوخ هاجياً له
يزيد صديق القرد ملّ جوارَنا *** فحنّ إلى أرض القرود يزيدُ
فتبّاً لمنْ أمسى علينا خليفةً *** صحابتُه الأدنون منه قرودُ (5)
إدمانه على الخمر
والظاهرة البارزة من صفات يزيد إدمانه على الخمر حتّى أسرف في ذلك إلى حدٍ كبيرٍ، فلم يُرَ في وقت إلاّ وهو ثمل لا يعي من فرط السُكر، ومن شعره في الخمر
أقول لصحبٍ ضمّت الخمرُ شملهمْ *** وداعي صبابات الهوى يترنّمُ
خذوا بنصيبٍ من نعيم ولذّةٍ *** فكلّ وإن طال المدى يتصرّمُ (6)
وَمن شعره أَيْضا فِيهَا
(وَدَاعٍ دَعانِي والثُّرَيَّا كأَنَّهَا ... قلائصُ قد أعنقْنَ خَلْفَ فَنِيقِ)
(وَقَالَ اغتنِمْ من دَهْرنا غَفَلَاتِهِ ... فَعَقْدُ ذِمَامِ الدَّهْرِ غَيْرُ وَثِيقِ)
(وناولنِي كَأْسًا كَأَنَّ بنانَهُ ... مخضَّبةٌ مِنْ لَوْنِهَا بِخَلُوقِ)
(إِذا مَا طغَى فِيهَا الحَياءُ حسبتَهَا ... كَوَاكبَ دُرِّ فِي سمَاءِ عَقِيقِ)
(تَدُبُّ دَبِيبَ النَّمْل فِي كُلِّ مفْصلٍ ... وتَكْسُو وجُوهَ الشَّرْبَ ثَوبَ شقِيقِ)
(وإنِّيَ مِنْ لَذَّاتِ دَهْرِي لقانعٌ ... بحلْوِ حَدِيثٍ أَوْ بِمُرِّ عتيقِ)
(هَما مَا هُمَا لَمْ يَبْقَ شيءٌ سِوَاهُمَا ... حَدِيثُ صَدِيقٍ أَوْ عَتِيقُ رَحِيقِ)
وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ يُخَاطب أَبَاهُ مُعَاوِيَة عِنْد نَهْيه إِيَّاه عَن شرب الْخمر قَوْله
(أَمِنْ شَرْبَةٍ من ماءِ كرْمٍ شَرِبْتُهَا ... غبْتَ عليَّ الآنَ طابَ لي السُّكْرُ)
(سأشرَبُ فاغضَبْ لَا رَضِيت كِلَاهُمَا ... حبيبٌ إِلَى قَلْبِي عُقُوقُكَ والخَمْرُ)
توفّي كَمَا تقدم فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَله تسع وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَدفن بحوارين من أَرض دمشق بمقبرة بَاب الصَّقْر وَفِيه يَقُول الْقَائِل
(بأَيُّهَا القَبْرُ بِحَوَّارِينَا ... ضَمَمْتَ شَرَّ الناسِ أَجْمَعِينا)
رأي الصحابه والتابعين بيزيد بن معاويه
سمع عبد الله بن حنظله (غسيل الملائكه ) بموبقات يزيد فاراد ان يطلع بنفسه على حقيقه الامر فذهب الى الشام مع وفد من أهل المدينة في أعقاب استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ولما عاد الى المدينه المنوره قال :
(والله، ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السّماء؛ إنّه رجل ينكح الاُمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصّلاة. والله، لو لم يكن معي أحد من النّاس لأبليت لله بلاءً حسناً ) (7)
وقال أعضاء الوفد: قدمنا من عند رجل ليس له دين؛ يشرب الخمر، ويعزف بالطنابير، ويلعب بالكلاب
ونقل عن المنذر بن الزبير قوله في وصفه يزيد:
والله إنّه ليشرب الخمر، والله إنّه ليسكر حتّى يدع الصّلاة
ووصفه أبو عمر بن حفص بقوله:
والله، رأيت يزيد بن معاوية يترك الصّلاة مسكراً
ويتبدّى الكفر في وصفه للخمر في الأبيات الآتية
شميسة كرم برجها قعر دنِّها *** ومشرقها الساقي ومغربها فمي
إذا اُنزلت من دنِّها في زجاجةٍ *** حكت نفراً بين الحطيم وزمزمِ
فإن حَرُمَتْ يوماً على دين أحمدٍ *** فخذها على دين المسيح بن مريمِ (8)
و قال عنه المسعودي: وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب، وقرود وفهود ومنادمة على الشّراب، وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد، وذلك بعد قتل الحسين، فأقبل على ساقيه فقال
اسقني شربةً تُروّي مُشاشي *** ثمّ مِلْ فاسقِ مثلها ابن زيادِ
صاحبَ السرّ والأمانة عندي *** ولتسديد مغنمي وجهادي
ثمّ أمر المغنّين فغنّوا
وغلب على أصحاب يزيد وعمّاله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستُعملت الملاهي، وأظهر النّاس شرب الشّراب
ويؤكّد في مكان آخر: وكان يسمّى يزيد السكران الخمّير
إنّ مطالعة الحياة الماجنة ليزيد في حياة أبيه تكفي لفهم دليل امتناع عامّة الصّحابة والتابعين من الرضوخ لبيعة يزيد بالخلافة
إلحاد يزيد وكفره وحقده على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
إنّ نوايا يزيد ونزعاته المنحرفة قد تجلّت بشكل واضح خلال فترة حكمه القصيرة، حتّى أنّه لم يبالِ بإظهار ما كان يضمره من حقد للرسول (صلّى الله عليه وآله)، وما كان ينطوي عليه من إلحاد برسالته (صلّى الله عليه وآله) بعد أن دنّس يديه بقتل سبط الرّسول وريحانته أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام)، وهو متسلّط بالقهر على رقاب المسلمين باسم الرّسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)
لقد أترعت نفس يزيد بالحقد على الرّسول (صلّى الله عليه وآله) والبغض له؛ لأنّه وتره باُسرته يوم بدر، ولما أباد العترة الطاهرة جلس على أريكة الملك جذلان مسروراً، فقد استوفى ثأره من النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وتمنّى حضور أشياخه ليروا كيف أخذ بثأرهم، وجعل يترنّم بأبيات عبد الله بن الزبعرى
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا *** جزعَ الخزرج من وقع الأسلْ
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً *** ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشلْ
قد قتلنا القرمَ من أشياخهمْ *** وعدلناه ببدرٍ فاعتدلْ
لعبت هاشمُ بالملك فلا *** خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزلْ
لستُ من خندف إنْ لم أنتقمْ *** من بني أحمد ما كان فعلْ (9)
بل إنّ يزيدَ جاهر بإلحاده وكفره عندما تحرّك عبد الله بن الزبير ضدّه في مكة؛ فقد وجّه جيشاً لإجهاض تحرّك ابن الزبير وزوّده برسالة إليه، وردّ فيها البيت الآتي
ادع إلهك في السّماء فإنّني ***أدعو عليك رجال عكٍّ وأشعرا(10)
الالوسي يقول ان يزيد لم يكن مصدقا برساله النبي
يقول الالوسي في تفسيره روح المعاني للايه 22 من سوره محمد (ج26 ص73)
(فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعُوا أَرحَامَكُم )محمد 22
أقول: الذي يغلب على ظني أن الخبيث (ويقصد يزيد ) لم يكن مصدقا برسالة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأن مجموع ما فعل مع أهل حرم الله تعالى وأهل حرم نبيه عليه الصلاة والسلام وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر، ولا أظن أن أمره كان خافيا على أجلة المسلمين إذا ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين لم يسعهم إلا الصبر ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ولو سلّم أن الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان، وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين، والظاهر أنه لم يتب، واحتمال توبته أضعف من إيمانه، ويلحق به ابن زياد وابن سعد وجماعة فلعنة الله عز وجل عليهم أجمعين، وعلى أنصارهم وأعوانهم وشيعتهم ومن مال إليهم إلى يوم الدين ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين، ويعجبني قول شاعر العصر ذو الفضل الجلي عبد الباقي أفندي العمري الموصلي وقد سئل عن لعن يزيد اللعين
يزيد على لعني عريض جنابه ... فأغدو به طول المدى ألعن اللعنا
وقال عبد الله بن حنظله غسيل الملائكه في وصف يزيد بن معاويه
(إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدَع الصلاة ) (11)
معاويه يعهد الى نصراني لتربيه ولده
رجّح بعض المؤرّخين أنّ بعض نساطرة النّصارى تولّى تربية يزيد وتعليمه، فنشأ نشأةً سيّئة ممزوجةً بخشونة البادية وجفاء الطبع، وقالوا: إنّه كان من آثار تربيته المسيحية أنّه كان يقرّب المسيحيين ويكثر منهم في بطانته الخاصّة (12)
ولا يمكن أن تعلّل هذه الصّلة الوثيقة وتعلّقه الشّديد بالأخطل وغيره إلاّ بتربيته ذات الصّبغة المسيحية. هكذا حاول بعض المؤرّخين والكتّاب أن يعلّل استهتار يزيد بالإسلام ومقدّساته وحرماته
وهذا التعليل يمكن أن يكون له ما يسوّغه لو كانت لحياة البادية وللتربية المسيحية تلك الصّبغة الشاذّة التي برزت في سلوك يزيد من مطلع شبابه إلى أن أصبح وليّاً لعهد أبيه وحاكماً من بعده، في حين أنّ العرب في حاضرتهم وباديتهم كانت لهم عادات وأعراف كريمة قد أقرّها الإسلام؛ كالوفاء وحسن الجوار، والكرم والنجدة وصون الأعراض وغير ذلك ممّا تحدّث به التأريخ عنهم، ولم يُعرف عن يزيد شيء من ذلك
يزيد يقتل الحسين (عليه السلام ) وأهل بيت النبوه
تمكن التحالف الثلاثي من قتل رسول الله (صلى الله عليه واله ) بالسم وإختطاف السلطه الشرعيه من الوصي الامام علي (عليه السلام) الذي نصبه الله وصياً وبايعه المسلمون اماما وخليفه للمسلمين في غدير خم
وحاولت قريش وبنو أميه قتل علي والحسن والحسين وإحراق بيت فاطمه ولكنهم فشلوا وخابوا
تمكن التحالف بقياده عمر بن الخطاب من تغيير معالم الدين وحرق السنه النبويه ودفع بني أميه الى قمه السلطه وتولي معاويه الخلافه
واستطاع معاويه من قتل الامام علي (عليه السلام ) والامام الحسن (عليه السلام ) واوصي يزيد بن معاويه باستكمال هذف بنو اميه بقتل الحسين واستئصال اهل بيت النبي وبني هاشم والانتقام من الانصار
استلم يزيد زمام الحكم وارسل الى عامله على المدينه المنوره بأخذ البيعه ليزيد من الامام الحسين (عليه السلام )
رفض الامام الحسين بيعه يزيد الفاسق الخمار وقال (إن مثلي لايبايع مثله)
وعلم الحسين أن يزيد اعدَّ العده لقتله ولو كان متعلقا باستار الكعبه فقرر ان لا يقتل فيها لكي لاتنتهك حرمتها وخرج الى العراق بعد أن جائته رسائل تدعوه للقدوم وعاهدوه بالبيعه والنصره
وخرج الحسين (عليه السلام) للعراق مع أبناءه وإخوته وجمع من بني هاشم وأصحابه بعد ان رفض البيعه ليزيد فكانوا سبعه وسبعين فارساً فارسل لهم يزيد جيشا في ثلاثين الفا
أسباب نهظه الحسين (عليه السلام)
يوضح الحسين (عليه السلام) اسباب الثوره فيما يلي :
(إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين )
ويقول :
أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلا لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنه رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله ان يدخله مدخله
ويوضح رده قريش وبني أُميَّه عن الاسلام فيقول :
(ألا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود، وإستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله)
وتوجه الى القوم قائلا :
(ويلكم على مَ تقاتلونني؟ على حقٍّ تركته؟ أم على شريعة بدّلتها؟ أم على سنّة غيّرتها؟
فقالوا:( نقاتلك بغضاً منّا لأبيك و ما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين )
وكما تقدم فقد قتل الامام علي (ع) كبار المشركين من قريش
في معركه بدر وإنما القوم يقاتلون الحسين ليثأروا من قتل علي (ع) للمشركين
وحين وضعوا راس الحسين (ع) أمام يزيد
قال يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحاً ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
وضح لنا يزيد في هذه الابيات اسباب رفعهم شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه )
انها الرده عن الاسلام والانتقام من محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) بقتل أهل بيته عن بكره أبيهم وحتى الطفل الرضيع لكي لا تبقى لهم باقيه
الحسد والحقد والانتقام والالحاد والكفر يتجلى في تصرفات يزيد وجيشه
اولا - قتل الحسين (ع) واخوته وابنائه واهل بيته وقطع رؤوسهم ورفعها على الرماح يطوفون بها في البلدان من كربلاء الى الشام
قتلوا الحسين فما معنى ان ينتدب عمر بن سعد عشره خيول لترض جسد الحسين ؟ انه الحقد والتشفي والانتقام البربري الذي لم نرَ له مثيلا عند اخس الناس واقذرهم
ثانيا – قتل الاطفال
لقد كان ذبح الاطفال وقتلهم بالسيف في ساحه الطف أوعطشاً أو سحقاً بحوافر الخيل أو تتبع من هرب وذبحه لترجمه دقيقه لشعار بني أُميَّه
(لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه )
ونستعرض فيما يلي أسماء الاطفال القتلى من نسل أبو طالب
1-عاتكة بنت مسلم بن عقيل
بعد أن إستشهد الحسين (عليه السلام) هجم جيش يزيد على المخيم للسلب والنهب فسحقتها الخيول وماتت وكان عمرها سبع سنين (13)
2- محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليه السلام) قتل وعمره اثنتى عشرة سنة ( 14)
3 و4 - محمد وإبراهيم إبنا مسلم بن عقيل
روى الشيخ الصدوق(قدس سره) بسنده عن حمران بن أعين الشيباني عن أبي محمّد شيخ لأهل الكوفة، قال:
«لمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ(عليه السلام) أُسِرَ مِنْ مُعَسْكَرِهِ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ، فَأُتِيَ بِهِمَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، فَدَعَا سَجَّاناً لَهُ فَقَالَ: خُذْ هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ إِلَيْكَ، فَمِنْ طَيِّبِ الطَّعَامِ فَلَا تُطْعِمْهُمَا، وَمِنَ الْبَارِدِ فَلَا تَسْقِهِمَا، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمَا سِجْنَهُمَا
وَكَانَ الْغُلَامَانِ يَصُومَانِ النَّهَارَ، فَإِذَا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أُتِيَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، فَلَمَّا طَالَ بِالْغُلَامَيْنِ المَكْثُ حَتَّى صَارَا فِي السَّنَةِ
قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا أَخِي قَدْ طَالَ بِنَا مَكْثُنَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَفْنَى أَعْمَارُنَا، وَتَبْلَى أَبْدَانُنَا، فَإِذَا جَاءَ الشَّيْخُ فَأَعْلِمْهُ مَكَانَنَا، وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ بِمُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، لَعَلَّهُ يُوَسِّعُ عَلَيْنَا فِي طَعَامِنَا، وَيَزِيدُنَا فِي شَرَابِنَا
فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أَقْبَلَ الشَّيْخُ إِلَيْهِمَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ الصَّغِيرُ: يَا شَيْخُ، أَتَعْرِفُ مُحَمَّداً؟ قَالَ: فَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ مُحَمَّداً وَهُوَ نَبِيِّي
قَالَ: أَفَتَعْرِفُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ جَعْفَراً، وَقَدْ أَنْبَتَ اللهُ لَهُ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ كَيْفَ يَشَاءُ
قَالَ: أَفَتَعْرِفُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ(عليه السلام)؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ عَلِيّاً وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نَبِيِّي وَأَخُو نَبِيِّي
قَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ، فَنَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، وَنَحْنُ مِنْ وُلْدِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِكَ أُسَارَى، نَسْأَلُكَ مِنْ طَيِّبِ الطَّعَامِ فَلَا تُطْعِمُنَا، وَمِنْ بَارِدِ الشَّرَابِ فَلَا تَسْقِينَا، وَقَدْ ضَيَّقْتَ عَلَيْنَا سِجْنَنَا، فَانْكَبَّ الشَّيْخُ عَلَى أَقْدَامِهِمَا يُقَبِّلُهُمَا وَيَقُولُ: نَفْسِي لِنَفْسِكُمَا الْفِدَاءُ، وَوَجْهِي لِوَجْهِكُمَا الْوِقَاءُ، يَا عِتْرَةَ نَبِيِّ اللهِ المُصْطَفَى، هَذَا بَابُ السِّجْنِ بَيْنَ يَدَيْكُمَا مَفْتُوحٌ، فَخُذَا أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتُمَا
فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أَتَاهُمَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ، وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، وَوَقَّفَهُمَا عَلَى الطَّرِيقِ، وَقَالَ لَهُمَا: سِيرَا يَا حَبِيبَيَّ اللَّيْلَ، وَاكْمُنَا النَّهَارَ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمَا مِنْ أَمْرِكُمَا فَرَجاً وَمَخْرَجاً. فَفَعَلَ الْغُلَامَانِ ذَلِكَ
فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ انْتَهَيَا إِلَى عَجُوزٍ عَلَى بَابٍ، فَقَالا لَهَا: يَا عَجُوزُ إِنَّا غُلَامَانِ صَغِيرَانِ غَرِيبَانِ حَدَثَانَ غَيْرَ خَبِيرَيْنِ بِالطَّرِيقِ، وَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ جَنَّنَا، أَضِيفِينَا سَوَادَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ، فَإِذَا أَصْبَحْنَا لَزِمْنَا الطَّرِيقَ
فَقَالَتْ لَهُمَا: فَمَنْ أَنْتُمَا يَا حَبِيبَيَّ؟ فَقَدْ شَمِمْتُ الرَّوَائِحَ كُلَّهَا فَمَا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكُمَا
فَقَالا لَهَا: يَا عَجُوزُ، نَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكِ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، هَرَبْنَا مِنْ سِجْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ مِنَ الْقَتْلِ
قَالَتِ الْعَجُوزُ: يَا حَبِيبَيَّ، إِنَّ لِي خَتَناً فَاسِقاً قَدْ شَهِدَ الْوَاقِعَةَ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، أَتَخَوَّفُ أَنْ يُصِيبَكُمَا هَاهُنَا فَيَقْتُلَكُمَا
قَالا: سَوَادَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ، فَإِذَا أَصْبَحْنَا لَزِمْنَا الطَّرِيقَ، فَقَالَتْ: سَآتِيكُمَا بِطَعَامٍ، ثُمَّ أَتَتْهُمَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَا وَشَرِبَا، وَلَمَّا وَلَجَا الْفِرَاشَ، قَالَ الصَّغِيرُ لِلْكَبِيرِ: يَا أَخِي، إِنَّا نَرْجُو أَنْ نَكُونَ قَدْ أَمِنَّا لَيْلَتَنَا هَذِهِ، فَتَعَالَ حَتَّى أُعَانِقَكَ وَتُعَانِقَنِي، وَأَشَمَّ رَائِحَتَكَ وَتَشَمَّ رَائِحَتِي، قَبْلَ أَنْ يُفَرِّقَ المَوْتُ بَيْنَنَا. فَفَعَلَ الْغُلَامَانِ ذَلِكَ وَاعْتَنَقَا وَنَامَا
فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ أَقْبَلَ خَتَنُ الْعَجُوزِ الْفَاسِقُ حَتَّى قَرَعَ الْبَابَ قَرْعاً خَفِيفاً، فَقَالَتِ الْعَجُوزُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَنَا فُلَانٌ. قَالَتْ: مَا الَّذِي أَطْرَقَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَلَيْسَ هَذَا لَكَ بِوَقْتٍ؟
قَالَ: وَيْحَكِ افْتَحِي الْبَابَ قَبْلَ أَنْ يَطِيرَ عَقْلِي، وَتَنْشَقَّ مَرَارَتِي فِي جَوْفِي، جَهْدَ الْبَلَاءِ قَدْ نَزَلَ بِي. قَالَتْ: وَيْحَكَ مَا الَّذِي نَزَلَ بِكَ؟
قَالَ: هَرَبَ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ مِنْ عَسْكَرِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، فَنَادَى الْأَمِيرُ فِي مُعَسْكَرِهِ: مَنْ جَاءَ بِرَأْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَلَهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ، وَمَنْ جَاءَ بِرَأْسِيهِمَا فَلَهُ أَلْفَا دِرْهَمٍ، فَقَدْ أَتْعَبْتُ وَتَعِبْتُ وَلَمْ يَصِلْ فِي يَدِي شَيْءٌ
فَقَالَتِ الْعَجُوزُ: يَا خَتَنِي، احْذَرْ أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ خَصْمَكَ فِي الْقِيَامَةِ، قَالَ: وَيْحَكِ إِنَّ الدُّنْيَا مُحَرَّصٌ عَلَيْهَا
فَقَالَتْ: وَمَا تَصْنَعُ بِالدُّنْيَا وَلَيْسَ مَعَهَا آخِرَةٌ! قَالَ: إِنِّي لَأَرَاكِ تُحَامِينَ عَنْهُمَا، كَأَنَّ عِنْدَكِ مِنْ طَلَبِ الْأَمِيرِ شَيْءٌ، فَقُومِي فَإِنَّ الْأَمِيرَ يَدْعُوكِ
قَالَتْ: مَا يَصْنَعُ الْأَمِيرُ بِي، وَإِنَّمَا أَنَا عَجُوزٌ فِي هَذِهِ الْبَرِّيَّةِ، قَالَ: إِنَّمَا لِيَ الطَّلَبُ افْتَحِي لِيَ الْبَابَ حَتَّى أُرِيحَ وَأَسْتَرِيحَ، فَإِذَا أَصْبَحْتُ فَكَّرْتُ فِي أَيِّ الطَّرِيقِ آخُذُ فِي طَلَبِهِمَا، فَفَتَحَتْ لَهُ الْبَابَ، وَأَتَتْهُ بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ
فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ سَمِعَ غَطِيطَ الْغُلَامَيْنِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَأَقْبَلَ يَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ الْبَعِيرُ الْهَائِجُ، وَيَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثَّوْرُ، وَيَلْمِسُ بِكَفِّهِ جِدَارَ الْبَيْتِ حَتَّى وَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى جَنْبِ الْغُلَامِ الصَّغِيرِ
فَقَالَ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَصَاحِبُ المَنْزِلِ، فَمَنْ أَنْتُمَا، فَأَقْبَلَ الصَّغِيرُ يُحَرِّكُ الْكَبِيرَ وَيَقُولُ: قُمْ يَا حَبِيبِي، فَقَدْ وَاللهِ وَقَعْنَا فِيمَا كُنَّا نُحَاذِرُهُ
قَالَ لَهُمَا: مَنْ أَنْتُمَا؟ قَالا لَهُ: يَا شَيْخُ، إِنْ نَحْنُ صَدَقْنَاكَ فَلَنَا الْأَمَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ
قَالا: أَمَانُ اللهِ وَأَمَانُ رَسُولِهِ، وَذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِ اللهِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالا: وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالا: وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ وَشَهِيدٌ. قَالَ: نَعَمْ
قَالا لَهُ: يَا شَيْخُ، فَنَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، هَرَبْنَا مِنْ سِجْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ مِنَ الْقَتْلِ. فَقَالَ لَهُمَا: مِنَ المَوْتِ هَرَبْتُمَا وَإِلَى المَوْتِ وَقَعْتُمَا، الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَظْفَرَنِي بِكُمَا، فَقَامَ إِلَى الْغُلَامَيْنِ فَشَدَّ أَكْتَافَهُمَا، فَبَاتَ الْغُلَامَانِ لَيْلَتَهُمَا مُكَتَّفَيْنِ،
ولما اصبح الصباح قتلهما واخذ رأسيهما الى عبيد الله بن زياد ليأخذ الفي درهم
إستُشهدا (عليهما السلام) عام 62ﻫ، ودُفنا على بُعد ثلاث كيلو مترات من مدينة المسيّب في العراق، وقبرهما معروف يُزار
وبذلك لم يبق من نسل مسلم بن عقيل باقيه
5- محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب قتل وعمره سبع سنين
لما صرع الحسين (عليه السلام) وهجم القوم على المخيم للسلب خرج مذعوراً ملتفتاً يميناً وشمالاً، فقتله هاني بن ثبت الحضرمي
6 و7 - سعد وعقيل إبنا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، ماتا من شدة العطش ومن الدهشة والذعر. (15)
8- عبد اللَّه بن الحسن (عليه السلام)
اثخنت الجراح الحسين (عليه السلام) فجلس يستريح فتوجه نحوه الطفل عبد الله بن الحسن وعمره إحدى عشره سنه ولما أهوى أبجر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين قال له الغلام: "ويلك يا إبن الخبيثة أتقتل عمي"؟ فضربه اللعين بالسيف فاتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلدة، فإذا هي معلقة، فضمه الحسين إلى صدره. فرماه حرملة بن كاهل الأسدي فذبحه وهو في حجر عمه الحسين (عليه السلام)
9-أحمد بن الحسن المجتبى (عليه السلام)
قتل مع الحسين (عليه السلام) وله من العمر ست سنين (16)
10و11-ام الحسم وام الحسين
وفي البحار أن أحمد بن الحسن المجتبى له أختان أم الحسن وأم الحسين سحقتا بحوافر الخيول يوم الطف بعد شهادة الإمام الحسين
(17) (12) ابو بكر بن الحسن (عليه السلام )
وهو من ابناء الحسن المجتبى رافق عمه الى كربلاء وقتل يوم عاشوراء قتله عبد الله بن عقبه الغنوي
13- القاسم بن الحسن (عليه السلام )
وهو القاسم بن الحسن بن علي بن ابي طالب قتل يوم عاشوراء وهو غلام لم يبلغ الحلم
قتل وعمره ثلاث عشر سنة، قتله عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي
14- عبد اللَّه الرضيع
وهوحفيد الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وابن الإمام الحسين، وابن أخي الإمام الحسن، وأخو الإمام زين العابدين، وعمّ الإمام الباقر(عليهم السلام)
وامه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبية
عاد الإمام الحسين(ع) إلى المخيم ليودّع عياله، وإذا بزينب الكبرى(عليها السلام) إستقبلته بعبد الله الرضيع قائلةً: أخي، يا أبا عبد الله، هذا الطفل قد جفّ حليب أُمّه، فاذهب به إلى القوم، علّهم يسقونه قليلاً من الماء، فأخذه منها وجعل يُقبّله وهو يقول: وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ المُصْطَفَى خَصْمَهُمْ
ثمّ خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يُظلّله من حرارة الشمس، فقال(عليه السلام): أيّها الناس، إن كانَ ذنبٌ للكبارِ فما ذنبُ الصغار؟
إختلف القوم فيما بينهم، فمنهم مَن قال: لا تسقوه، ومنهم مَن قال: أُسقوه، ومنهم مَن قال:
لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية،
عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له: يا حرملة، إقطع نزاع القوم
يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسدّدت السهم في كبد القوس، وصرت أنتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين(ع) كأنّها إبريق فضّة، عندها رميته بالسهم، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ، فلمّا أحسّ بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه وإعتنق أباه الحسين(عليه السلام)، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح
عندئذٍ وضع الحسين(عليه السلام) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً، ورمى بها نحو السماء قائلاً: اللّهم لا يكن عليكَ أهونَ من فصيلِ ناقةِ صالح. ثمّ قال: هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ الله
قال الإمام الباقر(عليه السلام): فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ. وسمع(عليه السلام) قائلاً يقول: دعه يا حسين، فإنّ لهُ مُرضِعاً في الجنّة
ثمّ عاد به الحسين(عليه السلام) إلى المخيم، فاستقبلته سكينة وقالت: أبة يا حسين، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية؟ أجابها(عليه السلام): بُنيَّ سكينة، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريدِ إلى الوريد(18)
تحقق حلم بنو أُميَّه فلم يبق من نسل مسلم بن عقيل باقيه ولولا اراده الله التي حفظت زين العابدين لانقطع نسل الحسين ايضا ..انه الحقد والحسد الاموي لبني هاشم والعداء لدين محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) الذي لم يعرف معنى لبراءه الطفوله وقيم الانسانيه والرجوله والشهامه
ثالثا - التمثيل بالجثث
بعد ان اثخنت الجراح الحسين (ع) سقط ارضا جاء شمر فرفس الحسين برجله ، وجلس على صدره وقبض على شيبته المقدّسة وضربه بالسّيف اثنتى عشرة ضربة وإحتزّ رأسه المقدّس وأقبل القوم على سلبه
ثُمَّ إنَّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ نادى في أصحابِهِ
مَن يَنتَدِبُ لِلحُسَينِ ويوطِئُهُ فَرَسَهُ ؟ فَانتَدَبَ عَشَرَةٌ ، فَداسُوا الحُسَينَ عليه السلام بِخُيولِهِم حَتّى رَضّوا ظَهرَهُ وصَدرَهُ (19)
رابعا - سبي النساء وحمل الرؤوس على القنا
وحمل رأس الحسين (ع) ورؤس أهل بيته من كربلاء الى الشام على الرماح وسبيت عياله مصفدين بالحديد يسيرون خلفه فكان أول راس بالاسلام يحمل على القنا
وسرّح في أثرهم علي بن الحسين مغلولة يدَيه إلى عنقه هو ومن معه في وضع تقشعر منه الابدان
إن جريمه قتل الحسين (عليه السلام) وأهل بيته ورفع رؤسهم على الرماح يطوفون بها البلدان وترك الجثث في العراء ثلاثه أيام بعد أن داسوا جسد الحسين (عليه السلام)بحوافر الخيل وسبي نسائه وذبح أطفاله جريمه بشعه لا تصدر الا من كانت أمه بغيا وأبوه عبد يستشعر المهانه والضعه والحسد والكره لكل شريف
والغريب ان كل قاده جيش يزيد يشتركون معه في الصفات والاخلاق
يقول الدكتورمحمد رضا الهاشمي في كتابه الجريمه الكبرى
إن قاده جيش عمر بن سعد ممن شارك في قتل الحسين وأهل بيته يشتركون في ثلاثة خصال، وهي :
اولا: كونهم من قبائل نجد الملعونة على لسان النبي (صلى الله عليه واله وسلم)
ثانياً : اولاد عهر و حرام
ثالثاً : العداء والبغض بامتياز لآل النبي عليهم السلام والموالاه لبني أُميَّه
وقد قال الحسن البصري
(واذلاه لأُمة قتل إبن دعيها إبن بنت نبيها )
فهل انتهى حقد بني أُميَّه عند هذه الجريمه النكراء ؟؟
لا ..فهناك صحابه رسول الله من الانصار الذين ساعدوا رسول الله (صلى الله عليه واله ) في قتال المشركين وهناك المدينه المنوره التي سماها النبي طيبه فقد سماها الامويون الخبيثه وانتقموا منها ومن اهلها شر انتقام
يزيد ينتقم من الانصار
أسباب حقد بني اميه على الصحابه من الانصار
يقول الشيخ علي الكوراني في كتابه جواهر التاريخ ان مما زاد في بغض قريش للانصار موقف زعيم الانصار سعد بن عباده ضد السقيفه وخلافه ابو بكر وعمر واصراره على موقفه حتى قتل في منفاه
ثم جاء دور الأنصار في انتقاد عثمان وعدم الدفاع عنه، حتى قتله الصحابة
ثم دورهم المميز في مسانده علي (عليه السلام ) في حربه ضد قريش في معركه الجمل وحربه ضد معاويه في صفين
ويضيف الشيخ الكوراني قائلا (من السهل أن تلمس عند معاوية ويزيد وبني أمية تجاه الأنصار، نفس المشاعر العدائية التي كانت عند أبي سفيان ومشركي قريش تجاههم فقد اعتبروهم مسؤولين عن حماية النبي (صلى الله عليه وآله) ونصرته، وتحقيق النصر له عليهم
وأكثر ما أغاض معاوية من الأنصار أنهم كانوا جميعا مع علي (عليه السلام) وكانوا من أشد المجموعات القتالية عليه في صفين، فحقد عليهم إلى آخر عمره، ثم أوصى ابنه يزيد بالشدة معهم إن لم يبايعوه، أو ثاروا عليه، فبطش بهم يزيد في وقعة الحرة، بطش الجبارين الملحدين
الانصار قاتلوا معاويه مع علي (عليه السلام)
روى نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفين / 445:
(وإن معاوية دعا النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري، ومسلمة بن مخلد الأنصاري، ولم يكن معه من الأنصار غيرهما فقال: يا هذان، لقد غمني ما لقيت من الأوس والخزرج، صاروا واضعي سيوفهم على عواتقهم يدعون إلى النزال، حتى والله جبنوا أصحابي الشجاع والجبان، وحتى والله ما أسأل عن فارس من أهل الشام إلا قالوا قتلته الأنصار. أما والله لألقينهم بحدي وحديدي، ولأعين لكل فارس منهم فارسا ينشب في حلقه، ثم لأرمينهم بأعدادهم من قريش،. فغضب النعمان من كلامه
الانصار قاتلوا معاويه مع الحسن (عليه السلام )
قاتل الانصار معاويه مع الحسن (عليه السلام ) قتالا شديد ولما تم الصلح بين الحسن ومعاويه أرسل معاويه إلى قيس ابن سعد يدعوه إلى البيعة وكان رجلا طويلا يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان في الأرض فلما أرادوا ادخاله إليه قال انى حلفت ان لا القاه إلا وبيني وبينه الرمح والسيف فامر معاوية برمح وسيف بينه وبينه ليبر بيمينه
قال أبو الفرج وقد روى أن الحسن " عليه السلام " لما صالح معاوية اعتزل قيس ابن سعد في أربعة آلاف وأبى ان يبايع فلما بايع الحسن ادخل قيس ليبايع فاقبل على الحسن فقال افي حل انا من بيعتك ؟ فقال نعم فألقى له كرسي وجلس معاوية على سرير والحسن معه فقال له معاوية أتبايع يا قيس قال نعم ووضع يده على فخذه ولم يمدها إلى معاوية فجاءا معاوية على سريره وأكب على قيس حتى مسح يده على يده وما دفع قيس إليه يده
رسول الله استوصى بالانصار خيرا
قال رسول الله (صلى الله عليه واله ):
إستوصوا بالأنصار خيرا. وقال أيضا: حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق! وفي صحيح البخاري: لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق
معاويه ينتقص من الانصار
قدم معاوية حاجّا في خلافته المدينة بعد ما قُتل أمير المؤمنين (عليه السلام ) وبعد ما مات الحسن ( عليه السلام ) فاستقبله أهل المدينة ، فنظر فإذا الذي استقبله من قريش أكثر من الانصار ، فسأل عن ذلك فقيل : إنهم محتاجون ليست لهم دواب
فالتفت معاوية إلى قيس بن سعد بن عبادة فقال : يا معشر الانصار ما لكم لا تستقبلوني مع إخوانكم من قريش ؟
فقال قيس وكان سيد الانصار وابن سيدهم : أقعَدنا يا أمير المؤمنين أنْ لم تكن لنا دواب
قال معاوية فأين النواضح ؟ (والنواضح هي الجمال التي تعمل في الحقل )
فقال قيس : أفنيناها يوم بدرٍ ويوم أحدٍ وما بعدهما في مشاهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) حين ضربناك وأباك على الاسلام حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون
قال معاوية : الّلهم غفرا
ثم قال قيس : يا معاوية تعيّرنا بنواضحنا ، والله لقد لقيناكم عليها يوم بدر وأنتم جاهدون على إطفاء نور الله ، وأن تكون كلمة الشيطان هي العليا ، ثم دخلت أنت وأبوك كُرها في الاسلام الذي ضربناكم عليه (20)
معاويه يضيّق على الانصار في أرزاقهم
قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) مخاطبا الانصار:
(ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تقدموا علي الحوض)، وهذا الخبر هو الذي يكفّر كثير من أصحابنا معاوية بالإستهزاء به، وذلك أن النعمان بن بشير الأنصاري جاء في جماعة من الأنصار إلى معاوية فشكوا إليه فقرهم وقالوا لقد صدق رسول الله (ص) في قوله لنا ( ستلقون بعدي أثرة )
قال معاوية: فماذا قال لكم؟ قالوا: قال لنا: فاصبروا حتى تردوا علي الحوض. قال: فافعلوا ما أمركم به، عساكم تلاقونه غدا عند الحوض كما أخبركم وحرمهم ولم يعطهم شيئا). (21)
يزيد بن معاويه ينتقم من أنصار النبي (صلى الله عليه وآله) بموقعة الحرة
أرسل الانصار وفدا من قادتهم بقيادة عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الى الشام ليطلعوا على احوال يزيد عن كثب وليعرفوا يقينا سلوك يزيد وهل يشرب الخمر ويرتكب المنكرات؟ فرجعوا ذامين له مجمعين على خلعه) (22)
وأجمع الصحابه على عبد الله بن حنظلة (غسيل الملائكة) فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال: يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا فتواثب الناس يومئذ يبايعون من كل النواحي). (23)
وصيه معاويه ليزيد
نقل أبو جعفر الطبري في تاريخه وابن الأثير في الكامل والبيهقي في المحاسن والمساوي وغيرهم أن معاوية قال: ليزيد إن لك من أهل المدينة ليوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة (هو الذي سمي مسرفا ومجرما) فإنه رجل قد عرفت نصيحته
عرف معاوية أن مسلما لا دين له فأمر يزيد أن يرمي به أهل المدينة وقد فعل يزيد ما أمره به معاويه ، وفعل مسلم بأهل المدينة ما أريد منه حيث قال له يزيد: يا مسلم لا تردن أهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم فسار بجيوشه من أهل الشام فأخاف المدينة واستباحها ثلاثة أيام بكل قبيح وافتضت فيها نحو ثلاثمائة بكر، وولدت فيها أكثر من ألف امرأة من غير زوج وسماها نتنة وقد سماها رسول الله (صلى الله عليه واله) طيبة، وقتل فيها من قريش والأنصار والصحابة وأبنائهم نحو من ألف وسبعمائة وقتل أكثر من أربعة آلاف من سائر الناس، وبايع المسلمين على أنهم عبيد ليزيد ومن أبى ذلك أمره مسلم على السيف.. إلى غير ذلك من المنكرات
ثوره الصحابه في المدينه المنوره
قَالَ الْوَاقِدِيّ أَنبأَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن صَالح بن أبي حسان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي قَالَ لما وثب أهل الْحرَّة وأخرجوا بني أُميَّة عَن الْمَدِينَة واجتمعوا على عبد الله بن حَنْظَلَة وَبَايَعُوهُ على الْمَوْت قَالَ يَا قوم اتَّقوا الله فوَاللَّه مَا خرجنَا على يزِيد حَتَّى خفنا أَن نُرمَى بِالْحِجَارَةِ من السَّمَاء قَالَ وَكَانَ ابْن حَنْظَلَة يبيتُ تِلْكَ اللَّيَالِي فِي الْمَسْجِد وَمَا يزِيد على أَن يفْطر على شربة من سويق ويصوم الدَّهْر (24)
جيش يزيد يستبيح المدينه المنوره
وَقَالَ الْمَدَائِنِي توجه مُسلم بن عقبَة إِلَى الْمَدِينَة فِي اثْنَي عشر ألف رجل وَيُقَال اثْنَي عشر ألف فَارس وَخَمْسَة عشر ألف راجل قَالَ السُّهيْلي فِي روضه وقْعَة الْحرَّة كَانَ سَببهَا أَن أهل الْمَدِينَة خلعوا يزِيد بن مُعَاوِيَة وأخرجوا بني أُميَّة وَأمرُوا عَلَيْهِم عبد الله بن حَنْظَلَة الغسيل الَّذِي غسلت أَبَاهُ الْمَلَائِكَة يَوْم أُحد
وصمد مُسلم فِي العساكر فانكشف أهل الْمَدِينَة من كل جَانب ثمَّ حمل ابْن الغسيل فانكشف العساكر وانتهت إِلَى مُسلم فَنَهَضَ فِي وُجُوههم بِالرِّجَالِ وَاشْتَدَّ الْقِتَال ثمَّ جَاءَ الْفضل بن عَبَّاس بن ربيعَة بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب لِابْنِ الغسيل فقاتل مَعَه ثمَّ انتقى الشجعان يُرِيد قتل مُسلم فَحمل على أهل الشَّام فانفرجوا وجثت الرَجال أَمَامه على الركب ومضَى نَحْو راية مُسلم فَقتل صَاحبهَا يظنّ أَنه مُسلم بن عقبَة فَأخذ مُسلم رايته وَسَار وشدت الرِّجَال أَمَامه فصرع الْفضل بن عَبَّاس وَقتل مَعَه زيد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَتَقَدَّمت خيل مُسلم إِلَى ابْن الغسيل وَمَعَهُ أَخُوهُ لأمه مُحَمَّد بن ثَابت بن قيس ابْن شماس وَعبد الله بن زيد بن عَاصِم وَمُحَمّد بن عَمْرو بن حزم وأبلى مُحَمَّد ابْن سعد بن أبي وَقاص ثمَّ انهزم النَّاس
من يثأر لالف وسبعمائه صحابي من المهاجرين والانصار
قال شيخ البخاري خليفة بن خياط: تاريخ خليفة بن خياط (ص: 239) (ودعا
سلم بن عقبة النَّاس إِلَى الْبيعَة عَلَى أَنهم خول ليزِيد بْن
مُعَاوِيَة يحكم فِي أَهْليهمْ وَدِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ ماشاء
حَتَّى أُتِي بِعَبْد اللَّه بْن زَمعَة وَكَانَ صديقا ليزِيد بْن
مُعَاوِيَة وصفيا لَهُ فَقَالَ بَايع عَلَى أَنَّك خول لأمير
الْمُؤمنِينَ يحكم فِي دمك وَأهْلك وَمَالك
قَالَ
أُبَايِعك عَلَى أَنِّي (ابْن عَم) أَمِير الْمُؤمنِينَ يحكم فِي
دمي وَأَهلي وَمَالِي؛ فَقَالَ اضربوا عَنقه؛ فَوَثَبَ مَرْوَان
فضمه إِلَيْهِ وَقَالَ يُبَايِعك عَلَى مَا أَحْبَبْت قَالَ وَالله
لَا أقيلها إِيَّاه أبداً وَقَالَ إِن تنحى وَإِلَّا فاقتلوهما
جَمِيعًا فَتَركه مَرْوَان فَضربت عَنق ابْن زَمعَة )
وحتى الرجوع إلى الموافقة لم يقبل منه
وقال خليفة: (قَالَ أَبُو الْحسن (المدائني) وَقَالَ عوَانَة بن الحكم:
(أُتِي مُسلم بِيَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة فقال بايع ، قال أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه فأمر به فقتل) اهـ
ويقول الشيخ حسن فرحان المالكي :
هكذا إذاً من طلب البيعة على الكتاب والسنة يقتل! ومن بايع عبداً
ينجو
والخبر
عند الطبري أيضاً؛ وفيه تفصيل زيادة؛ ففي تاريخ الطبري (5/ 493)
(قَالَ عوانة: وأُتِى (مسلم) بيزيد بن وهب بن زمعة، فَقَالَ: بايع؛
قَالَ: أبايعك عَلَى سنة عمر، قَالَ: اقتلوه؛ قَالَ: أنا أبايع
(يعني على ما تريد)، قَالَ: لا وَاللَّهِ لا أقيلك عثرتك
فكلمه مروان بن الحكم - لصهر كان بينهما - فأمر بمروان فوجئت عنقه،
ثم قال: بايعوا عَلَى أنكم خول ليزيد بن مُعَاوِيَة ثُمَّ أمر
بِهِ فقتل)
وحتى الذين لهم هوى في بني أمية وفيهم نصب يقرون بهذا؛ كالذهبي
مثلاً، الذي قال في تاريخ الإسلام (5/ 29) ( دَخَلَ مُسْلِمُ
بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ،
عَلَى أَنَّهُمْ خَوَلٌ لِيَزِيدَ، يَحْكُمُ فِي أَهْلِهِمْ
وَدِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ مَا شَاءَ، حَتَّى أُتِيَ بِابْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، وَكَانَ صَدِيقًا لِيَزِيدَ
وَصَفِيًّا لَهُ، فَقَالَ: بَلْ أُبَايِعُكَ عَلَى أَنِّي ابْنُ
عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، يَحْكُمُ فِي دَمِي وَأَهْلِي،
فَقَالَ: اضْرِبَا عُنُقَهُ! فَوَثَبَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ
فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، .. وَقَالَ: إِنْ تَنَحَّى مَرْوَانَ، وَإِلَّا
فَاقْتُلُوهُمَا مَعًا، فَتَرَكَهُ مَرْوَانُ، فَضُرِبَتْ
عُنُقُهُ)
وهذا
ابن كثير؛ وهو أشد أموية من الذهبي؛ يقول في البداية والنهاية (8/
243) (فَدَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ فَدَعَا
النَّاسَ لِلْبَيْعَةِ عَلَى أَنَّهُمْ خَوَلٌ لِيَزِيدَ بن معاوية،
ويحكم فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ مَا
شَاءَ)
وفي التنوير لابن دحية: وقتل من وجوه المهاجرين والأنصار ألف وسبعمائة، ومن حملة القرآن سبعمائة، وجالت الخيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراثت بين القبر الشريف والمنبر، واختفى أهل المدينة حتى دخلت الكلاب المسجد وبالت على منبر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، ولم يرض أمير ذلك الجيش من أهل المدينة إلا بأن يبايعوه ليزيد على أنهم خول: أي عبيد له إن شاء باع وإن شاء أعتق، حتى قال له بعض أهل المدينة: البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فضرب عنقه) اهـ النص
ويقول السيوطي في الخصائص: وهذا المقتلة لــ (أهل الرضوان) يوم الحرة لم يحدث مثلها من كفار قريش ولا أصحاب مسيلمة؛ وسبقهم قتل (أهل بدر) يوم صفين على أيدي بني أمية أيضاً؛ فالذين أفنوا أهل بدر يوم صفين هم بنو أمية؛ والذين أفنوا أهل الرضوان يوم الحرة هم بنو أمية
ويقول عبد الملك العصامي في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
وأباح مُسلم الْمَدِينَة ثلاثَاً للْقَتْل والنهب وأفزع ذَلِك الصَّحَابَة الَّذين بهَا
وَلزِمَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ بَيته فَدخل عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي أبيحت الْمَدِينَة فِيهَا فَقيل لَهُ من أَنْت أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ أَنا أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ صَاحب رَسُول الله
فَقَالُوا قد سمعنَا خبرك ولنعم مَا فعلت حِين كَفَفْت يدك ولزمت بَيْتك وَلَكِن هَات المَال فَقَالَ أَخذه الَّذين دخلُوا قبلكُمْ عَليّ وَمَا عِنْدِي شَيْء فَقَالُوا كذبت ثمَّ قَالُوا أضجعوه فأضجعوه فَجعل كل وَاحِد يَأْخُذ من لحيته خصْلَة وَأخذُوا مَا وجدوا حَتَّى صوف الْفرش وَحَتَّى أخذُوا زَوْجَيْنِ من حمام كَانَ صبيانه يَلْعَبُونَ بهما (25)
وَأما جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ فَخرج فِي ذَلِك الْيَوْم يطوف فِي أَزِقَّة الْمَدِينَة وَهُوَ أعمى والبيوت تنتهب وَهُوَ يعثر فِي الْقَتْلَى وَيَقُول تعس من أَخَاف رَسُول الله
فَقَالَ لَهُ قَائِل وَمن أَخَاف رَسُول الله
فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله
يَقُول من أَخَاف الْمَدِينَة فقد أَخَاف مَا بَين جَنْبي فحملوا عَلَيْهِ ليقتلوه فَأَخذه مِنْهُم مَرْوَان بن الحكم وَأدْخلهُ بَيته (26)
وَقتل فِي ذَلِك الْيَوْم من وُجُوه الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار ألف وَسَبْعمائة رجل وَقيل من أخلاط النَّاس عشرَة آلَاف سوى النِّسَاء وَالصبيان ونهبوا وأفسدوا وَاسْتَحَلُّوا الْحرم وعطلت الصَّلَوَات فِي مَسْجد رسول الله(صلى الله عليه واله) (27)
جيش يزيد يهين المصحف الشريف
وَلم يبْق فِي الْمَسْجِد إِلَّا سعيد بن الْمسيب جعل نَفسه ولهاناً خبلا فَتَرَكُوهُ وَكَانَ يَقُول كنت أسمع عِنْد مَوَاقِيت الصَّلَاة همهمة من الْحُجْرَة المطهرة وافتض فِيهَا ألف عذراء وَإِن مفتضَّها فعل ذَلِك أَمَام الْوَجْه الشريف وَالْتمس مَا يمسح بِهِ الدَّم فَلم يجد فَفتح مصحا قَرِيبا مِنْهُ ثمَّ أَخذ من أوراقه ورقة فتمسح بهَا نَعُوذ بِاللَّه مَا هَذَا إِلَّا صَرِيح الْكفْر وأنتنه (28)
جيش يزيد يقتل الاطفال
وَمن ذَلِك أَن امْرَأَة من الْأَنْصَار دخل عَلَيْهَا رجل من أهل الشَّام وَهِي ترْضع وَلَدهَا وَقد أَخذ مَا كَانَ عِنْدهَا قَالَ لَهَا هَاتِي الذَّهَب وَإِلَّا قتلتك وَقتلت ابْنك فَقَالَت وَيحك إِن قتلته فأبوه أَبُو كَبْشَة صَاحب رَسُول الله
وَأَنا من النسْوَة اللَّاتِي بايعن رَسُول الله
وَمَا خُنْت الله فِي شَيْء بَايَعت رَسُوله عَلَيْهِ فَأخذ الصَّبِي من حجرها وثديها فِي فِيهِ وَضرب بِهِ الْحَائِط حَتَّى انتثر دماغه فِي الأَرْض وَالْمَرْأَة تَقول لَو كَانَ عِنْدِي شَيْء أفديك بِهِ يَا ابْني لفديتك قَالَ فَمَا خرج من الْبَيْت حَتَّى اسودَ نصف وَجهه وَصَارَ مثلَة فِي النَّاس (29)
علماء اهل السنه يفتون بلعن يزيد
اولا - احمد بن حنبل يلعن يزيد
قال ابو الفرج ابن الجوزي في كتابه الرد على المتعصب العنيد مايلي :
قال صالح لوالده احمد بن حنبل
ان قوما ينسبوننا الى توالي يزيد فقال يابني وهل يتوالى يزيد احد يؤمن بالله واليوم الاخر ؟
فقلت لم لا تلعنه
فقال وكيف لا العن من لعنه الله في كتابه؟
فقلت واين لعن الله يزيد
فقال في قوله تعالى
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (محمد 22 و23)
فهل يكون فساد اعظم من القتل
ثانيا – سبط بن الجوزي
قد أفتى كلّ من سبط بن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني والجلال السيوطي وغيرهم من أعلام السنة القدامى بكفر يزيد (لعنه لله) وجواز لعنه
ثالثا -اليافعي
قال اليافعي : (وأمّا حكم من قتل الحسين ، أو أمر بقتله ، ممّن استحلّ ذلك فهو كافر)
رابعا - التفتازاني
قال التفتازاني في (شرح العقائد النفسيّة) : (والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت الرسول ممّا تواتر معناه ، لعنة الله عليه ، وعلى أنصاره وأعوانه) المصدر السابق
خامسا - الذهبي
قال الذهبي : (كان ناصبياً فظاً غليظاً ، يتناول المسكر ويفعل المنكر ، افتتح دولته بقتل الحسين ، وختمها بوقعة الحرّة)
سادسا - المسعودي
قال المسعودي : (ولمّا شمل الناس جور يزيد وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر ، سيره سيرة فرعون ، بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته ، وأنصف منه لخاصّته
سابعا- العلامه المناوي
العلامه المناوي في تفسيره فيض القدير – الجزء1 صفحة 265
ثامنا- ابو الفرج ابن الجوزي
هذا وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبلي الشهير كتاباً في الردّ على من منع لعن يزيد واسماه ( الردّ على المتعصّب العنيد المانع من ذم يزيد)
قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه اعلاه (أجاز العلماء الورعون لعنه)
تاسعا – الالوسي
يقول الالوسي في تفسيره روح المعاني في تفسير الايتين 22و23 من سوره محمد
وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة
عاشرا – الطبراني
فقد روى الطبراني بسند حسن (اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل)
والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام واستبشاره بذلك وإهانته لأهل بيته مما تواتر معناه
وفي الحديث
ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب الدعوة المحرف لكتاب الله وفي رواية( الزائد في كتاب الله ) والمكذب بقدر الله والمتسلط بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله والمستحل من عترتي والتارك لسنتي)
احد عشر -العلامه التفتازاني
وقال العلامة التفتازاني: لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله تعالى عليه وعلى أنصاره وأعوانه، وممن صرح بلعنه جلال السيوطي عليه الرحمة
وفي تاريخ ابن الوردي. وكتاب الوافي بالوفيات أن السبي لما ورد من العراق على يزيد خرج فلقى الأطفال والنساء من ذرية علي. والحسين رضي الله تعالى عنهما والرؤوس على أطراف الرماح وقد أشرفوا على ثنية جيرون فلما رآهم نعب غراب فأنشأ يقول
لما بدت تلك الحمول وأشرقت ** تلك الشموس على ربى جيرون
نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح** فلقد قضيت من الرسول ديوني
يعني أنه قتل الحسين واهل بيته بمن قتله رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يوم بدر كجده عتبة وخاله ولد عتبة وغيرهما وهذا كفر صريح ومثله تمثله بقول عبد الله بن الزبعري قبل إسلامه
ليت أشياخي ببدر شهدوا **جزع الخزرج من وقع الأسل
لا هلوا واستهلوا فرحاً ** ثم قالوا يا يزيد لا تشل
وأنا أقول(والقول للعلامه التفتازاني): الذي يغلب على ظني أن الخبيث لم يكن مصدقا برسالة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأن مجموع ما فعل مع أهل حرم الله تعالى وأهل حرم نبيه عليه الصلاة والسلام وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر، ولا أظن أن أمره كان خافيا على أجلة المسلمين إذا ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين لم يسعهم إلا الصبر ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ولو سلّم أن الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان، وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين، والظاهر أنه لم يتب، واحتمال توبته أضعف من إيمانه، ويلحق به ابن زياد وابن سعد وجماعة فلعنة الله عز وجل عليهم أجمعين، وعلى أنصارهم وأعوانهم وشيعتهم ومن مال إليهم إلى يوم الدين ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين، ويعجبني قول شاعر العصر ذو الفضل الجلي عبد الباقي أفندي العمري الموصلي وقد سئل عن لعن يزيد اللعين
يزيد على لعني عريض جنابه * فأغدو به طول المدى العن اللعنا
ومن كان يخشى القال والقيل من التصريح بلعن ذلك الضليل فليقل: لعن الله عز وجل من رضي بقتل الحسين ومن آذى عترة النبي( صلّى الله عليه وسلّم) بغير حق ومن غصبهم حقهم فإنه يكون لاعنا له لدخوله تحت العموم دخولا أوليا في نفس الأمر، ولا يخالف أحد في جواز اللعن بهذه الألفاظ ونحوها سوى ابن العربي المار ذكره وموافقيه فإنهم على ظاهر ما نقل عنهم لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين رضي الله تعالى عنه، وذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد على ضلال يزيد أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أي لا يلاحظونه ولا يتصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر حتى لا يقعوا فيما وقعوا فيه من الموبقات أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها
اثنا عشر – ابن عقيل
قال إبن عقيل – من الحنابلة – : ومما يدل على كفره وزندقته فضلاً ، عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها وأبان ، عن خبث الضمائر وسوء الإعتقاد ، فمنها قوله في قصيدته التي أولها
علية هاتي أعلني وترنمي * بذلك أني لا أحب التناجيا
حديث أبي سفيان قدما سماً بها * إلى أحد حتى أقام البواكيا
إلاّ هات فإسقيني على ذاك قهوة * تخيرها العنسي كرماً وشاميا
إذا ما نظرنا في أمور قديمة * وجدنا حلالاً شربها متوالياً
وإن مت يا أم الأحيمر فإنكحي * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا
فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا * أحاديث طسم تجعل القلب ساهياً
ولابد لي من أن أزور محمداً * بمشمولة صفراء تروي عظاميا
إن لكل واحد من أبي حنيفة ومالك وأحمد في لعن يزيد قولين ، تصريح وتلويح ، وقال القاضي أبو الحسين محمد بن القاضي أبي يعلي بن الفراء الحنبلي – وقد صنف كتاباً فيه بيان من يستحق اللعن وذكر فيهم يزيد : الممتنع من لعن يزيد أما أن يكون غير عالم بجواز ذلك ، أو منافقاً يريد أن يوهم بذلك ، وربما إستفز الجهال بقوله : (ص) : المؤمن لا يكون لعاناً ، وهذا محمول على من لا يستحق اللعن
ثلاثه عشر- سعد الدين التفتازاني الشافعي
يقول العلامة سعد الدين التفتازاني الشافعي في كتابه شرح العقائد النسفية صفحة 181
الحق أن رضا يزيد بقتل الحسين (ع) وإستبشاره به ، وإهانته أهل بيت النبي (ص) ، فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه
يزيد يقصف الكعبه بالمنجنيق
ثمَّ اسْتخْلف مُسلم على الْمَدِينَة روح بن زنباع الجذامي وشخص إِلَى مَكَّة لقِتَال ابْن الزبير فَمَاتَ بالمشلل وَقيل بثنية هرشي وَأوصى قبل موته بقياده الجيش للحصين بن نمير وأمره بان يسرع السّير الى مكه
وَسَار الْحصين بِالنَّاسِ نحو مكه وَقد بَايع أَهلهَا وَأهل الْحجاز لعبد الله بن الزبير واجتمعوا عَلَيْهِ وَلحق بِهِ أهل الْمَدِينَة وَقدم عَلَيْهِ نجدة ابْن عَامر الْحَنَفِيّ فِي الْخَوَارِج لمنع الْبَيْت وَخرج ابْن الزبير للقاء أهل الشَّام وعثرت البغلة بِعَبْد الله فَنزل وَاجْتمعَ إِلَيْهِ الْمسور بن مخرمَة وَمصْعَب بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَجَمَاعَة من أَصْحَابه فَقتلُوا جَمِيعًا وصابرهم ابْن الزبير إِلَى اللَّيْل ثمَّ انصرفوا وَأَقَامُوا يقاتلونه شهرا وَبَعض شهر
يقول البخاري في صحيحه ان جيش يزيد قصف الكعبه بالمنجنبق وَاحْتَرَقَ الْبَيْت وترك ابْن الزبير الْكَعْبَة تحترق ليراها النَّاس فتحزبهم على أهل الشَّام ثمَّ لم يزل الْعَسْكَر محاصرين لِابْنِ الزبير حَتَّى جَاءَهُم نعي يزِيد
وعاود بنو اميه في عهد عبد الملك بن مروان حصار مكه
وحاصر جيش بني اميه أهل مكة، وقد نصب الحجاج بن يوسف الثقفي المنجنيق حول مكة حتى يخرج اهلها إلى الأمان والطاعة لعبد الملك بن مروان
وكانوا يرمون بالمنجنيق فقتلوا خلقا كثيرا، وكان مع الحجاج خمس مجانيق فألح على مكه بالرمي من كل مكان، وحبس عن اهلها الميرة والماء، فكانوا يشربون من ماء زمزم، وجعلت الحجارة تقع في الكعبة، والحجاج يصيح بأصحابه:
يا أهل الشام الله الله في الطاعة
فكانوا يحملون على ابن زبير حتى يقال: إنهم آخذوه في هذه الشدة، فيشد عليهم ابن الزبير وليس معه أحد حتى يخرجهم من باب بني شيبة، ثم يكرون عليه فيشد عليهم، فعل ذلك مرارا
وقيل لابن الزبير: ألا تكلمهم في الصلح
فقال: والله لو وجدوكم في جوف الكعبة لذبحوكم جميعا والله لا أسألهم صلحا أبدا
وذكروا أنهم لما رموا بالمنجنيق جاءت الصواعق والبروق والرعود حتى جعلت تعلوا أصواتها على صوت المنجنيق، ونزلت صاعقة فأصابت من الشامين اثني عشر رجلا فضعفت عند ذلك قلوبهم عن المحاصرة
فلم يزل الحجاج يشجعهم ويقول: إني خبير بهذه البلاد، هذه بروق تهامة ورعودها وصواعقها، وإن القوم يصيبهم مثل الذي يصيبكم، وجاءت صاعقة من الغد فقتلت من أصحاب ابن الزبير جماعة كثيرة أيضا، فجعل الحجاج يقول: ألم أقل لكم إنهم يصابون مثلكم وأنتم على الطاعة وهم على المخالفة
وكان أهل الشام يرتجزون وهم يرمون الكعبه بالمنجنيق ويقولون
مثل الفنيق المزبد * نرمي بها أعواد هذا المسجد
فنزلت صاعقة على المنجنيق فأحرقته، فتوقف أهل الشام عن الرمي والمحاصرة، فخطبهم الحجاج فقال: ويحكم ألم تعلموا أن النار كانت تنزل على من كان قبلنا فتأكل قربانهم إذا تقبل منهم؟ فلولا أن عملكم مقبول ما نزلت النار فأكلته، فعادوا إلى المحاصرة
وما زال أهل مكة يخرجون إلى الحجاج بالأمان ويتركون ابن الزبير حتى خرج إليه من عشرة آلاف، فأمنهم وقَلَّ أصحاب ابن الزبير جدا، حتى خرج إلى الحجاج حمزة وخبيب ابنا عبد الله بن الزبير، فأخذا لأنفسهما أمانا من الحجاج فأمنهما
ودخل عبد الله بن الزبير على أمه فشكا إليها خذلان الناس له، وخروجهم إلى الحجاج حتى أولاده وأهله، وأنه لم يبق معه إلا اليسير، ولم يبق لهم صبر ساعة، والقوم يعطونني ما شئت من الدنيا، فما رأيك؟
فقالت: يا بني أنت أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فاصبر عليه فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكن من رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك، القتل أحسن
فدنا منها فقبّل رأسها وقال: هذا والله رأيي، ثم قال: والله ما ركنت إلى الدنيا ولا أحببت الحياة فيها، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمته، ولكنني أحببت أن أعلم رأيك، فزدتيني بصيرة مع بصيرتي
فقالت أمه: إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنا
ثم أخذته إليها فاحتضنته لتودعه واعتنقها ليودعها وكانت قد أضرت في آخر عمرها فوجدته لابسا درعا من حديد
فقالت: يا بني ما هذا لباس من يريد الشهادة
فقال: يا أماه إنما لبسته لأطيب خاطرك وأسكن قلبك به
فقالت: لا يا بني ولكن انزعه فنزعه، ثم خرج من عندها فقتل فكان ذلك آخر عهده بها
ثم كتب الحجاج إلى عبد الملك بما وقع، وبعث برأس ابن الزبير مع رأس عبد الله بن صفوان، وعمارة بن حزم إلى عبد الملك، ثم أمرهم إذا مروا بالمدينة أن ينصبوا الرؤس بها، ثم يسيروا بها إلى الشام، ففعلوا ما أمرهم به وأرسل بالرؤس مع رجل من الأزد فأعطاه عبد الملك خمسمائة دينار، ثم دعا بمقراض فأخذ من ناصيته ونواصي أولاده فرحا بمقتل ابن الزبير
ومن جرائم بني اميه قتل زيد بن علي بن الحسين
وَمِنْهَا قتل زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن وصلبه وإحراقه بالنَّار وَقتل وَلَده يحيى فِي زمانْهم وشربهم الْخمر وصلاتهم بِالنَّاسِ سكارى وَتَقْدِيم الْجَوَارِي فِي الْمِحْرَاب للصَّلَاة بِالنَّاسِ
ثوره زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام )
مواراة الجسد
لما قُتل اختلف اصحابه في دفنه ومواراته بصورة تخفى عن الاعداء خوفاً من اخراجه والتمثيل به
قال سلمة بن ثابت: لما كثر الخلاف بين اصحابه أشرت عليهم ان ننطلق به إلى نهر هناك وندفنه فيه، فقبلوا الرأي وكان في النهر ماء كثير حتّى إذا امكنا له دفناه ، ووضعنا عليه الحشيش والتراب وأُجري عليه الماء وكان النهر في بستان رجل يقال له [ زائدة ] وقيل يعقوب
الرأس المقدس
لما قطع يوسف بن عمر رأسه بعث به وبرؤوس اصحابه إلى هشام بن عبد الملك مع زهرة بن سليم، وفي ضيعة ام الحكم ضربه الفالج فانصرف واتته جائزته من هشام ، ودفع هشام لمن اتاه بالرأس عشرة دراهم، ونصبه على باب دمشق ،
بعث هشام بالرأس من الشام إلى مدينة الرسول (صلى الله عليه واله) فنُصب عند قبر النبيّ يوماً وليلة. وكان العامل على المدينة « محمد بن إبراهيم بن هشام المخزومي »، فتكلم معه ناس من أهل المدينة ان يُنزله فأبى إلاّ ذلك، فضجت المدينة بالبكاء من دور بني هاشم، وكان كيوم الحسين عليه السّلام. ونظر إلى الرأس كثير بن المطلب السهمي فبكى وقال: نضّر الله وجهك أبا الحسين عليه السّلام وقتل قاتليك. وكان كثير الميل إلى بني هاشم ، فقال له الوالي: بلغني عنك كذا وكذا، قال: هو كما بلغك، فحبسه وكتب إلى هشام بن عبد الملك يخبره فقال كثير وهو في الحبس
واختلف المؤرخون في الفتره التي بقي فيها مصلوبا فمنهم من قال سنه واشهر ومنهم من قال سنتين ومنهم من قال ثلاثه ومنهم من قال اربعه ومنهم من قال خمسه ومنهم من قال سته
حتّى اتخذته الفاختة وكراً تنعى لرسول الله صلّى الله عليه وآله العدل والإصلاح والمكارم والإباء،
ثم امر هشام باحراقه وفي حديث أبي حمزة الثمالي بعد ان احرقه دق عظمه بالهواوين وذرّاه في البر والنهر
وقول ابن خلكان في ترجمة الهيثم بن عدي من الوفيات ذُرّي رماده في الرياح على شاطئ الفرات
الكرامات التي ظهرت لزيد (عليه السلام ) عند صلبه
1- في تاريخ الشام ج 6 ص 25 وتاريخ الخميس ج 2 ص 357 والصواعق المحرقة ص 101 واسعاف الراغبين للصبان وعمدة الطالب وسبك الذهب لابن معية: كانت العنكبوت تنسج على عورته فتسترها، وفي الحدايق الوردية إذا أصبح أهل الكوفة ورأوا النسج هتكوه بالرماح فإذا جاء الليل نسجت العنكبوت عليه
2- وفي مقاتل أبي الفرج: صلبوه عرياناً فارتخى بطنه من قدامه وظهره من خلفه حتّى سُترت عورته من القبل والدبر. ولعل هذا بعد ان صنعوا ذلك في نسج العنكبوت
3- وفي تاريخ دمشق ج 6 ص 25، وحياة الحيوان للدميري بمادة العنكبوت: لما صلبوه وجّهوا وجهه إلى جهة الفرات فدارت خشبته إلى ناحية القبلة حتّى فعلوا ذلك مراراً
4-وفي امالي الشيخ الطوسي: قدم الكوفة رجل من بلنجر بعد قتل زيد فقال: ألا ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق كيف قتله الله. فلم يلبث ان رماه الله بقرحتين في عينيه فطمس الله بهما بصره فقال أبو زط الكوفي: احذروا أن تتعرضوا لأهل هذا البيت إلا بخير
5-وفي الحدايق الوردية: مرت على خشبته امرأة فرأته عرياناً فرمت عليه خمارها فالتاث بمشية الله تعالى وستره فصعدوا له وحلوه
6-وفيها أقبل رجلان من بني ضبة ويد كل واحد منهما في يد صاحبه حتّى قاما بحذاء الخشبة فضرب احدهما بيده على الخشبة وهو يقول: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً ان يُقَتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقطَّعَ ايديهم وارجلهم من خلاف. فذهب لينحّي يده فانتثرت فيها الأُكلة ووقع على شقه فمات
7- وفيها يحدث شبيب بن غرقد قال: قدمنا الكوفة من الحج فدخلنا الكناسة ليلاً، فلما كنا بالقرب من خشبة زيد اضاء الليل، فلم نزل نسير نحوها فنفحت منها رائحة المسك، فقلت لأصحابي: هكذا توجد رائحة المصلوبين، وإذا بهاتف يقول: هكذا توجد رائحة أولاد النبيين، الذين يقضون بالحق وبه يعدلون
8- وفيها أنّ رجلاً مر على خشبته فوضع اصبعه عليها وقال: هذا جزاء الفاسق ابن الفاسق، فغاصت إصبعه في كفه
9- وفيها: ان عرزمة أخا كناسة الاسدي جلس في مجمع الأسديين بالقرب من خشبة زيد، فكان يلتقط حُصيّات ويرمي بها زيداً يصنع ذلك كل يوم، يقول إسماعيل بن اليسع العامري: فوالله الذي لا إله غيره، ما مات حتّى رأيت عينيه مرقودتين كانهما زجاحتان خضراوان.
هذا ما حفظه ارباب الآثار في جوامعهم، ولا أخال كل من تُتلى عليه الا ويتجلى له عمود الحق وترتفع عنه غشاوة كل شبهة، فيحفظ لبطل النهضة الهاشمية، ومصلح الأمة الإسلامية مقامه الرفيع بين المستشهَدين في سبيل قلع الفساد
قبائح الوليد بن يزيد
قال الْعَلامَة السُّيُوطِيّ فِي تَارِيخه للخلفاء أَن الْوَلِيد بن يزِيد عزم على الْحَج لأجل أَن يشرب الْخمر فَوق الْكَعْبَة فَقتل قبل أَن يبلغ مُرَاده
وكان لوطيا وقال اخوه لما بلغه مقتل الوليد انه كان لوطيا وقد راودني عن نفسي
بنو أميه مستنقع آسن
وحسبكم هذا التفاوت بينكم وبين بني هاشم
ثار زيد بن علي على الظلم والفساد الاموي ولا اريد هنا التحدث عن تفاصيل الثوره واسباب فشلها ولكني اريد تسليط الضوء على خسه ودناءه بني اميه وتجردهم من الاخلاق الاسلاميه والعربيه وكيف لهم التحلي بالاخلاق العربيه وهم ابناء اليهود والنصارى ممن تخلق باخلاق العبيد وولد في بيوت العهر وذوات الرايات والبغايا وهذا سيدهم معاويه نسب الى اربعه لا يعرف اباه ايا منهم وهذا يزيد ابن عبد ابيه وسيرتهم تزكم الانوف وافعالهم تحاكي اصولهم الرديئه
وَفِي تَارِيخ أبي مخرمَة الْمُسَمّى قلادة النَّحْر عَن الشَّيْخ نصر بن مجلي وَكَانَ من الثِّقَات الْعباد الصَّالِحين قَالَ رَأَيْت عَليّ بن أبي طَالب فِي الْمَنَام فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تفتحون مَكَّة وتقولون من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن ثمَّ يتم عَليّ ولدك الْحُسَيْن مَا تمّ فَقَالَ لي أما سَمِعت أَبْيَات ابْن صَيْفِي فِي هَذَا قلت لَا قَالَ اسمعها مِنْهُ ثمَّ انْتَبَهت فبادرت إِلَى دَار ابْن الصيفي فَذكرت لَهُ الرُّؤْيَا فشهق وَبكى وَحلف بِاللَّه إِنَّهَا لم تخرج من فِيهِ وَلَا من خطه إِلَى أحد وَمَا نظمها إِلَّا فِي ليلته ثمَّ أَنْشدني
(مَلَكْنَا وكَانَ العفْوُ منا سجيَّةً ... فَلَمَّا ملكْتُمْ سَالَ بالدَّمِ أيطَحُ)
(وَحَلَّلْتُمُ قَتْلَ الأسَارَى وطَالَمَا ... غدَوْنَا مِنَ الأَسْرَى نَمُنُّ ونَصْفَحُ)
(وَحَسْبُكُمُ هَذَا التَّفَاوُتُ بَيْنَنَا ... فكُلُّ إِنَاءٍ بالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ)
المصادر
(1) تاريخ دمشق: 70 / 134
(2) تاريخ دمشق: 20 / 161
(3) الأغاني: 7 / 170
(4) تاريخ الطبري 4/368
(5) أنساب الأشراف 2 / 2
حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) 2 / 183(6)
(7) تأريخ ابن عساكر 7 / 372
تتمة المنتهى / 43(8)
(9) البداية والنهاية 8 / 192
(10) مروج الذهب 2 / 95
(11) سير اعلام النبلاء ج3 ص 324
وتاريخ الخلفاء للسيوطي والكامل في التاريخ لابن الاثيرج3 ص449
(12)المناقب للقاضي نعمان المصري/71
(13)معالي السبطين
(14)وسيلة الدارين، ص233
(15)معالي السبطين، 2 89
(16)وسيلة الدارين في أنصار الحسين عليه السلام، ص297
(17) تاريخ دمشق، ص226
(18)اللهوف في قتلى الطفوف: 69، بحار الأنوار 45/ 46، المجالس العاشورية: 390
(19) تاريخ الطبري : ج 5 ص
(20) (صحيح البخاري ج 9 ص59 )
(21) ابن أبي الحديد في شرح النهج: 6 / 32
(22) تاريخ دمشق: 26 / 258
(23) الطبقات
( 24) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي لعبد الملك العصامي
الطبقات الكبرى – محمد بن سعد -ج5 -ص 66
تاريخ الخلفاء للسيوطي ص159
الصواعق المحرقه لابن حجر ص 132
(25) سمط النجوم العوالي في انباء الاوائل والتواليلعبد الملك العصامي
(26) كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي للعصامي
والبدايه والنهايه لابن كثير ج11 ص614
(27) البدايه والنهايه لابن كثير و سمط النجوم العوالي في انباء الاوائل والتوالي
(28) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي3/204
شرح الزرقاني لموطأ مالك 3 / 153 ، تاريخ الخلفاء / 195
(29) الامامه والسياسه لابن قتيبه الدينوري ج1 ص 184