بنو اميه ليسوا من قريش وإنما من عبيدهم (الفصل الثالث)

2023/12/01

الفصل الثالث

(حُسن الأخلاق برهان كرم الأعراق)

أثبتنا في الفصل الاول أن بني اميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم ومن اصل يهودي وتطرقنا في الفصل الثاني الى الايات والاحاديث الوارده بلعنهم  وسنتطرق في هذا الفصل الى سوء اخلاقهم المتناغمه مع سوء منبتهم ونقارن بين اخلاقهم واخلاق بني هاشم

قال الامام علي عليه السلام

(حُسن الأخلاق برهان كرم الأعراق)

أثبت علم الوراثة أن الطفل يكتسب صفات أبويه الخلقية والعضوية والعقلية، حيث إن فى كل خلية من خلايا الجسم عدداً ثابتاً من الكروموسومات تحمل صفات الاب والام الى ابنائهما

عن ابي جعفر عليه السلام قال :

(إن من سعادة الرجل أن يكون له ولد يعرف فيه شبه خَلقه وخُلقه وشمائله)

وقال الامام علي (ع) لعقيل بن ابي طالب : ابحث لي عن زوجه ولدها الفحول من العرب لتنجب لي ولدا ينصر ولدي الحسين في كربلاء

فاختار له عقيل ام البنين بنت اشجع فرسان العرب فولدت له العباس (ع) الذي لا يشق له غبار في ساحه الوغى

وقَام رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) خَطِيباً فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَ خَضْرَاءَ الدِّمَنِ
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ مَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟
قَالَ: "الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السَّوْءِ

 وقال (صلى الله عليه و آله): (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)
وقال (صلى الله عليه و آله): (اختاروا لنطفكم ارحاما طاهرة فان الخال احد الضجيعين). وهو بذلك يثبت ان صفات الابوين تنتقل الى الابناء قبل ان يكتشف عالم الوراثه مندل قوانين الوراثه باكثر من الف عام

الصفات المكتسبه

يكتسب الطفل في سني عمره الاولى اخلاق ابويه واخلاق البيت الذي نشا وترعرع فيه فاذا نشا في بيت تسود فيه الاخلاق الفاضله والعادات الكريمه نشأ فاضلا كريما واذا نشأ في بيت العبيد حمل أخلاق العبيد وعاداتهم وهذا ماحدث مع اميه الذي نشأ  وترعرع في بيت العبيد

(حُسن الأخلاق برهان كرم الأعراق)

يضع لنا الامام علي (ع) ضابطه لمعرفه كرم الاعراق فالاخلاق الحسنه دليل العرق الطاهر والمعدن الثمين والاخلاق السيئه دليل العرق الفاسد والمنبت السئ

ولنقارن فيما يلي  بين اخلاق هاشم وأميه لنستدل منه على طبيعه عرق كل منهما

أخلاق هاشم

تطرقنا في الباب الاول من هذا الكتاب الى سمو اخلاق هاشم وعبد المطلب وللتذكير نذكر موجزا عن ذلك

كان هاشم فكان إذا حضر الحج قام في قريش فقال :

 يا معشر قريش ، إنكم جيران الله ، وأهل بيته ، وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله يعظمون حرمة بيته ، فهم لذلك ضيف الله ، وأحق ضيف بالكرامة ضيف الله ، وقد خصكم الله بذلك ، وأكرمكم به ، ثم حفظ منكم أفضل ما حفظ جار من جاره ، فأكرموا ضيفه وزواره ، فإنهم يأتون شعثا غبرا من كل بلد

 فكانت قريش تترافد على ذلك ، حتى أن كل أهل بيت ليرسلون بالشئ اليسير على قدر حالهم ، وكان هاشم يخرج في كل سنه مالا كثيرا ،

وكان هاشم يأمر بحياض من أدم تجعل في مواضع زمزم من قبل أن تحفر ، يستقى فيها من البئر التي بمكة ، فيشرب الحاج ، وكان يطعمهم أول ما يطعم قبل يوم التروية بيوم بمكة وبمنى وعرفة ، وكان يثرد لهم الخبز واللحم والسمن والسويق والتمر ، ويحمل لهم الماء فيسقون بمنى ، والماء يومئذ قليل ، إلى أن يصدر الحاج من منى ،

هاشم يخدم ويرعى قريش واهل مكه

ألمّت بمكة ازمه ووقع الجوع على الناس، فاشترى هاشم من فلسطين دقيقًا وأمر بخبزها في مكة وتوزيعها على الفقراء، ولذلك سُمّي هاشماً؛ لهشمه (كسره) الخبز في الثريد لإطعام الناس، وعنه قال الشاعر

عمرو العُلا هشام الثريد لقومه ** ورجال مكة مسنتون عجاف

هاشم يؤسس معاهدات سلام وأخوه مع شعوب وملوك العالم

أبرم معاهدات سلام وإخوة مع ملوك الروم والفرس والأحباش وحكام اليمن،

هاشم يؤسس لقريش نظام تجاري اقتصادي

وهو أول من وضع لقريش نظامها التجاري الشهير القائم على رحلتين للشتاء والصيف، فعبر مراسلاته للملوك والحكام في الشام واليمن أمّن خروج قافلة شتاءً إلى اليمن والحبشة وأخرى صيفاً إلى الشام، بعدما عقد اتفاقاً مع كافة القبائل التي تمر قوافله بأرضها بأن يحمونها مقابل جزءاً من الأرباح، فعظمت ثروة قريش بفضله، لذا عُرف تاريخيًا بلقب "صاحب الإيلاف" أي إيلاف قريش

مات هاشم وخلفه عبد المطلب بن هاشم الذي ورث عن ابيه الاخلاق الحسنه والهمه العاليه والعادات الفاضله

أخلاق عبد المطلب

 كان عبد المطلب أحسن قريش وجهاً، وأمدّهم جسماً، وأحلمهم حلماً، وأجودهم كفّاً، وأبعد الناس عن كل موبقة تفسد الرجال

 وكان حنيفياً لم يعبد صنماً قط ، حرّم الخمر على نفسه، وما كان يأكل من ذبيحة نُحرت بِاسم الأزلام، ويفضل التحنث في غار حراء من وقت لآخر

 أول من اتخذ للكعبة باباً من الحديد، واستنَّ أموراً أقرّها النبي من بعده فجرت حتى اليوم مثل قطع يد السارق، وتحريم الخمر والزنا وألا يطوف بالبيت عريان، وتحديد الطواف حول البيت بسبعة أشواط فقط وعدم وأد البنات، وهو أول مَن أعاد استخدام بئر زمزم

كان عبد المطلب يدين بالحنيفية الإبراهيمية ــــ نسبة الى إبراهيم الخليل ــــ ولم يكن يعبد الأصنام ، يقول المسعودي أحد المؤرخين المسلمين الذي عاش في القرن الثالث الهجري: لم يكن عبد المطلب ولا أجداد النبي (ص) الآخرين يعبدون الأصنام

وقال تعالى :

وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220 الشعراء )

وينقل الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ النبي (ص) قال للإمام علي عليه السلام :

 لم يكن عبد المطلب يلعب القمار ، ولم يعبد الأصنام ، وكان يقول : أنا على دين أبي إبراهيم

سنن عبد المطلب

نقل الشيخ الصدوق في كتاب الخصال عن الإمام الصادق عليه السلام إن النبي (ص) قال للإمام علي عليه السلام :لقد أجرى عبد المطلب خمسة سنن في الجاهلية قد أقرها الله في الإسلام :

 فقد حرم زواج الإبن من زوجة أبيه ، وجاء القرآن بمثل هذا : (‌وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ )

عبد المطلب يحفر بئر زمزم لسقايه الحجيج واهل مكه وقد تقدم ذكر ذلك في الباب الاول

 وجعل عبد المطلب ديّة المقتول مئة ناقة ، وكذلك جعلها الإسلام.جعل أشواط الطواف سبعة ومن قبله لم تكن محددة بعدد

هذه هي اخلاق عبد المطلب الذي سمته العرب ابراهيم الثاني واخلاق  ابيه هاشم الذي خدم اهله وقومه بنفس كبيره وهمه عاليه وحاول ان يؤسس لهم كيانا محترما بين الدول المحيطه به الشام والعراق واليمن والحبشه

أخلاق بني اميه

جمع بنو أميه بين لعن الله لهم في محكم كتابه ولعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  وبين سوء الاخلاق وسوء المنبت والاصل

وبعد ان تطرقنا الى الايات النازله في لعن بني اميه ولعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم  ) لهم  دعونا نتطرق الى سوء اخلاق بني اميه وسوء منبتهم وأصلهم ونتتبع فروع شجره بني اميه  الملعونه كما وردت في الملحق رقم (2)

ولنستعرض اولا اخلاق أميه اولا

أخلاق أميه أخلاق العبيد

 كان أميه جهما ذميما سئ الطالع نكدا ضئيلا سارقا اباحيا عاهرا ضعيف النفس اقرب الى صفات العبيد منه الى صفات الاحرار من بني عبد مناف

اميه لص سارق

 كان  اميه لصا يغير على الحجاج وهو غلام فيسرقهم ولذلك سمي حارسا من باب تسميه الشئ بنقيضه (1)

كان أميّة يدور في أزقه مكه  ليتحرش بالعفيفات المحصنات

واذا كان أميّة مبالغا في إباحيته وإستهتاره في وسط يغالي بمناقضته في هذا الخلق إباء وغيره فلا جرم أن عرف فيه عاهراً ضعيف النفس (2)

وليس غريباً أن يكون عاهرا معروفا بالعهر بعد أن رضي لنفسه الدياثه وتجاوز العواهر والمومسات الى الحرائر والمحصنات يتعرض لخدورهن ويجتري على كرامتهن متحرشاً معترضاً

ذلك أن أميّة كان قد تعرض لامرأة من بني زهرة فضربه رجل منهم بالسيف، و أراد بنو أميّة ومن تابعهم إخراج زهرة من مكة، فقام دونهم قيس بن عدي السهمي،(3)

و قال وهب بن عبد مناف بن زهرة جد النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم لأميّة

مهلا (أميّ) فان البغي مهلكة # لا يكسبنك يوم شره ذكر

تبدو كواكبه و الشمس طالعة # يصب في الكأس منه الصبر و المقر (4)

و قال نفيل بن عبد العزى  لحرب بن أميّة خلال عداوته لعبد المطلب

أبوك معاهر و أبوه عفّ #  و ذاد الفيل عن بلد حرام

و يعده ابن الكلبي في كتاب مثالب العرب من الزناه في عصره

و كانت أفعال أميّة  كأفعال العبيد، و بعيدة عن أفعال و صفات الاحرار الاشراف من بني عبد مناف

أميّة اباحي ديوث

يقول المقريزي في كتابه النزاع والخاصم وابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغه ان أميّة كان أحرص خلعان مكه على الخلاعه واشدهم تمسكا بمنكراتها وتدل اخباره المرويه على ان الادمان والاستخفاف بلغا منه مبلغا أدانه بالاباحيه والدياثه وجره الى أفعال تستنكرها جاهليه المنكرات

روي انه نزل عن زوجته لابنه ابو عمرو فبنى عليها ابو عمرو (ذكوان ) و أميّة حي لا يأنف ولا يطرق ولايندى

فكان بهذه الاباحيه نقيصه من نقائص عصره ومحيطه واسلوبا من اساليب الفسق واخلاق العبيد لا يعرفه العرب (5)

أميّة عاهرا ضعيف النفس

نازع اميه هاشم سلطانه وسيادته في قريش

‏وارتضى الفريقان الكاهن الخزاعي حكماً، وذهبوا إليه ، ولم يكن بعيداً عن مكة، فخزاعة كلها تسكن حول مكة، وعرض الأمر على الكاهن ، فنفَّر هاشماً ، وحكم له بالسيادة ، وصاغ هذا الحكم بسجع الكهان قائلا

(والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجوّ من طائر ، وما اهتدى بحَكَم مسافر، في منجد وغائر، لقد سبق هاشم أميّة إلى المآثر، أول منها وآخر)

وأخذ هاشم الإبل ونحرها وأطعم لحمها من حضر، ونفي أميّة إلى الشام فأقام فيها منفيا عشر سنين

وفي الشام يلتقي اميه بإمرأه يهوديه

خرج أميّة بن عبد شمس إلى الشام فأقام بها عشر سنين ، فوقع على أمَةٍ لِلَخْم يهودية من أهل صفورية يقال لها ترنا ، وكان لها زوج من أهل صفورية يهودي ، فولدت له ذكوان فادعاه أميّة واستلحقه ، وكناه أبا عمرو ثم قدم به مكة ، فلذلك قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) لعقبة يوم أمر بقتله ( إنما أنت يهودي من أهل صفورية ) (6)

أميّة و فضيحه فريده في تاريخ العرب

وفي حادثه فريده في تاريخ العرب لم يفعلها احد قبل أميّة ولا بعده  وهي ان يتنازل الرجل عن  امرأته ويزوجها لابنه ذكوان (ابو عمرو ) في حياته (7)

 كانت افعال أميّة ترجمه لاخلاق العبيد التي نشا وترعرع  عليها ولم يستطيع التخلص منها رغم تبني عبد شمس له

وفضيحه اخرى

كانت نضلة بنت أسماء الكلبية زوجة لربيعة بن عبد شمس وهى أم عتبة وشيبة الذين قتلا يوم بدر. ويذكر الاصفهانى فى كتابه الأغانى أن أميّة بن عبد شمس جاء ذات ليلة إلى دار أخيه ربيعة، فلم يجده فاختلى بزوجة أخيه وواقعها. فحبلت منه بعتبة

ولسنتعرض أخلاق فروع الشجره الملعونه

أولا : فرع ربيعه بن عبد شمس

 ربيعه بن عبد شمس

  وزوجته نضلة بنت أسماء الكلبية وهي ام عتبة وشيبة الذين قتلا يوم بدر. يذكر الاصفهاني في كتابه الاغاني أن أميّة بن عبد شمس جاء ذات ليلة الى دار اخيه ربيعه بن عبد شمس فلم يجده فاختلى بزوجة اخيه ربيعه وواقعها. فحبلت منه بعتبة

عتبه بن ربيعه

وهو إبن زنا  وأمه نضلة بنت أسماء الكلبية زوجة ربيعة بن عبد شمس كما مر بنا

شيبه بن ربيعه

و كان من المشهورين بالأبنة من قريش

 يقول حسان بن ثابت في هند لمّا استأذن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في هجاء قريش فأذن له وقال في هند :

لعن الإله و زوجها معها * * * هند الهنود طويلة البظر

خرجتِ مرقصة إلى أحد * * * بأبيك و ابنك يوم ذي بدر

و بعمك المستوه يعطي دبره‏ * * * شبان مكة غير ذي ستر (8)

يعني ( عمها ) شيبة بن ربيعة، و كان من المشهورين بالأبنة من قريش

 لذلك قال حسان لهند: (و بعمك المستوه)ويعني عمها  المأبون شيبه بن ربيعه

هند بنت عتبه

وقال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار (ص 752):

 (كان معاوية يعزى إلى أربعة إلى مسافر بن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى الصباح، مغن كان لعمارة بن الوليد).

واتفق المؤرخون على أنها كانت متزوجة بالفاكه بن المغيرة المخزومي، وهو عم خالد بن الوليد، فوجد عندها رجلا وطردها من بيته، وشاعت قصتها

 وأن الفاكه بن المغيرة اتهمها بالزنى، وطلقها  ثم بقيت مدة (ذات علم) فكانت قصتها مع مسافر بن أبي عدي الأموي فعشق هندا فلما بان حملها أو كاد قالت له: أخرج فخرج حتى أتى الحيرة، فأتى عمرو بن هند فكان ينادمه

وأقبل أبو سفيان بن حرب إلى الحيرة في بعض ما كان يأتيها، فلقي مسافرا فسأله عن حال قريش والناس فأخبره، وقال له فيما قال :

وتزوجت هندا بنت عتبة فدخله من ذلك ما اعتل معه حتى استسقى بطنه. (الأغاني / 1999)

قال هشام: و كانت هند من المغتلمات‏ ، و كان احبّ الرجال اليها السودان، فكانت اذا ولدت أسود قتلته وكان الصبّاح مغنّ لعمارة بن الوليد. و قد كان ابو سفيان دميما قصيرا، و كان الصبّاح أجيرا لابي سفيان شابا وسيما، فدعته هند الى نفسها فغشيها

و قالوا: إنّ عتبة بن ابي سفيان من الصبّاح ايضا، و قالوا: إنها كرهت أن تضعه في منزلها فخرجت الى أجياد فوضعته هناك. و في هذا المعنى: قول حسان أيام المهاجاة بين المسلمين و المشركين في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبل الفتح

لمن سواقط سودان منبذة * * * باتت تفحص في بطحاء أجياد

فيهم صبي له أم لها نسب‏ * * * في ذروة من ذرى الأحساب أياد

تقول و هنا و قد جدّ المخاض لها * * * يا ليتني كنت أرعى الشول للغادي‏

قد غادرته لحر الوجه منعفرا * * * و خاله و أبوه سيّد النادي‏ (9)

يعني بأبيه: عمارة بن الوليد بن المغيرة، و خاله: الوليد بن عتبة بن ربيعة

و قال العلامة المعتزلي: كانت هند تذكر في مكّة بفجور وعهر(  10)

و لمّا أسلمت و أنزل اللّه عزّ و جلّ 

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى‏ أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَ لا يَسْرِقْنَ وَ لا يَزْنِينَ وَ لا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ‏ (الآية12 الممتحنه)

أتت هند لتبايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم فقال لها:

لا تسرقي

قالت: بأبي و أمي إني لأسرق من مال أبي سفيان لأيتام عبد مناف

قال: فلا تفعلي

قالت: لا أفعل

قال: و لا تزني و لا تقتلي ولدك

قالت: بأبي أنت و أمي و هل تزني الحرة؟

فالتفت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله وسلم) إلى بعض من بحضرته و تبسّم لعلمه بها

مثالب العرب للكلبي (11)

أبناء هند من الزنى

1-معاويه

و قال سبط ابن الجوزي في التذكرة 116والاصمعي و الكلبي في المثالب:

  ان معنى قول الحسن لمعاوية ( قد علمتَ الفراش الذي ولدت فيه). أن معاوية كان يقال من أربعة من قريش: عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي، و مسافر بن أبي عمرو، و أبو سفيان، و العباس بن عبد المطلب، و هؤلاء كانوا ندماء أبي سفيان و كان منهم من يتهم بهند

فلمّا حملت هند بمعاوية خاف مسافر أن يظهر أنه منه، فهرب إلى ملك الحيرة فأقام عنده، ثم إن أبا سفيان قدم الحيرة فلقيه مسافر و هو مريض من عشقه لهند، فقال له أبو سفيان: إني تزوجت هندا بعدك فازداد مرضه، ثم مات مسافر من عشقه لهند.

وقد كان معاويه يشبه مسافر فكل من يلقى معاويه ممن يعرف مسافر يرى الشبه بينهما

2-عتبه

فأمّا الصباح فكان شابا من أهل اليمن، أسود له جمال في السودان، و كان اجيرا لأبي سفيان، فوقع بهند فجاءت منه بعتبة، فلمّا قرب نفاسها خرجت إلى أحياء لتضعه هنالك و تقتله كما كانت تفعل بمن تحمل به من السودان، فلمّا وضعته رأت البياض غلب عليه و أدركتها حنّة فأبقته و لم تنبذه،

فلمّا فشى خبر الصباح و وقوعه بهند، غار به عمارة بن الوليد بن المغيرة و كان يأتيها، فخرج بالصباح إلى سفر و أمر به فطبخ له قدرا فأتاه به في يوم حار فقال: طعام حار في يوم حار. و أمر به فشد في شجرة و رماه بالنبل حتى قتله، لما نقمه عليه من أمر هند،

 ثانيا : فرع ذكوان (ابو عمرو) ونسله

 1-أبو عمرو(ذكوان )

قال ابن الكلبي: خرج أمية بن عبد شمس إلى الشام فأقام بها عشر سنين، فوقع هنالك على أمة للخم يهودية من أهل صفورية يقال لها: ثريا، و كان لها زوج من أهل صفورية يهودي، فولدت ولدا فدعاه أمية و نسبه إلى نفسه و أتى به مكة و هو أبو عمرو، و لذلك قال رسول اللّه   صلّى اللّه عليه و آله وسلم) لعقبة ابن أبي معيط بن أبي عمرو: 

‏ ( إنما أنت يهودي من أهل صفورية )

وقال ابن ابي الحديد ان أميّة فعل في حياته ما لم يفعله احد من العرب , زوج ابنه ابو عمرو من امراته في حياته فولدت له ابا معيط

 2- أبو معيط

وامه هي زوجه جده اميه كما مر بنا

3-عقبه بن ابي معيط

ورد في المناقب والمثالب للنعماني

ولما بصق عقبة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع بصاقه في وجهه وشوى وجهه وشفتيه، حتى أثر في وجهه وأحرق خديه، فلم يزل أثر ذلك في وجهه حتى قتل، فنذر النبي صلى الله عليه وسلم قتله . فلما كان يوم بدر، وخرج أصحابه أبى أن يخرج، فقال له أصحابه: أخرج معنا، قال: وعدني هذا الرجل إن وجدني خارجاً من جبال مكة أن يضرب عنقي صبراً. فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك، فلو كانت الهزيمة طرت عليه، فخرج معهم، فلما هزم الله المشركين، وحمل به جمله في جدود من الأرض، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيراً في سبعين من قريش، وقدم إليه أبو معيط، فقال:

 أتقتلني من بين هؤلاء؟ قال: (نعم بما بزقت في وجهي )

فأنزل الله في أبي معيط

   ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا

فلمّا انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم  من بدر و انتهى إلى الصفراء أمر بضرب رقبته، فقال:

يا محمد أأقتل من بين قريش؟

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله وسلم ):

 (أو من قريش أنت! إنما أنت يهودي من أهل صفورية)

 4-الوليد بن عقبة بن أبي معيط

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية، قتل رسول اللّه( صلّى اللّه عليه و آله) أباه يوم بدر ، وأوجب له يومئذ النار بقوله لما قال عقبة: فمن للصبية يا محمد؟

قال: النار

فأظهر بعد ذلك الوليد الإسلام لما أدركته الغلبة، و عداوة رسول اللّه( صلّى اللّه عليه و آله) في قلبه لقتله لأبيه، و استعمله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله وسلم) على الصدقات في بني المصطلق، فأتاه فقال

منعوني الصدقة

و لم يكونوا منعوه و لكنه كذب عليهم،

 فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم بالسلاح و الخروج إليهم، فأنزل اللّه عزّ و جلّ

 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ‏ )(الحجرات 6 )

فسمّاه اللّه فاسقا، فأمسك رسول اللّه عن بني المصطلق، فلمّا استبطئوا رسوله أتاه القوم بصدقاتهم، فسألهم عن قول الوليد فيهم فأكذبوه و حلفوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم على ذلك، فلعنه‏ 

و وقع بين الوليد و علي عليه السّلام كلام فقال له الوليد:

 أنا أرد الكتيبة و أضرب لهامة البطل المشيح منك، فقال له علي عليه السلام اسكت انك فاسق فأنزل اللّه عزّ و جلّ فيهما

 ( أفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ‏ )(السجده 18)

 فسمّاه اللّه عزّ و جلّ فاسقا في موضعين من كتابه

واستعمله عثمان بن عفان على الكوفة و كان عليها سعد بن أبي وقاص فعزله وولى الوليد،

وأقام الوليد بالكوفة أميرا فصلى بالناس و هو سكران، فلمّا التفت إلى الناس قال :

هل أزيدكم؟

وفيه يقول الحطيئة

شهد الحطيئة حين يلقى ربّه‏ * * * إن الوليد أحق بالعذر

خلعوا عنانك إذ جريت و لو * * * تركوا عنانك لم تزل تجري‏ 

و زيد فيها غير قول الحطيئة 

نادى و قد تمت صلاتهم‏ * * * أأزيدكم سكرا و ما يدري‏

و لو استزادوه لزادهم‏ * * * حتى يزيدهم على العشر (12)

 ثالثا  : فرع عفان بن أبي العاص

 1-عفان بن أبي  العاص

وفي المثالب للكلبي عن هشام عن أبيه ان عفان بن أبي العاص أبو عثمان بن عفان، كان مخنثا يضرب الدف و يزمّر، و في ذلك يقول عبد الرحمن بن جبل الجمحي لعثمان بن عفان يعيّره بأبيه

زعم ابن عفان و ليس بهازل ** انّ الغراة و ما يحوز المشرق‏

خرج له من شاء اعطى فضله ** ذهبا و تلك مقالة لا تصدق‏

أنّى لعفّان ابيك سبيكة ** صفراء فالنهر العباب الازرق‏

و ورثته دفا و عود اركة ** جزعا تكاد له النفوس تطلق‏

و بودنا لو كنت انثى مثله **فتكون دقفا  فتاتكم لا تعتق

‏الدّقف: و هو المخنّث

 رابعا - فرع أبو العاص بن أميه

 1-  أبو العاص بن أميّة

وزوجته الزرقاء بنت وهب , وهي من البغايا وذوات الاعلام ايام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت اقل البغايا أجرة , ويعرف بنوها بنو الزرقاء بن أمية  وهي أم الحكم بن العاص وجدة مروان بن الحكم ,

يقال ان الامام الحسين(عليه السلام) رد على رسول مروان بن الحكم قائلا ( يابن الزرقاء الداعية الى نفسها بسوق عكاظ)

و قد لعن النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم مروان ابن الزرقاء،  و قال الامام علي عليه السّلام له:

( ويلك و ويل امة محمد منك )

و قال عنه: (ليحملن راية ضلالة و لقبه خيط باطل) (13)

 و قال عبد اللّه بن الزبير لمروان: ما أنت و ذاك يا بن الزرقاء

2- الحكم بن أبي العاص بن أمية

الحكم بن أبي العاص بن أمية و هو أبو مروان لعنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم  و مروان في ظهره، و نفاه إلى الدهلك من أرض الحبشة، فلم يزل منفيّا حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و حياة أبي بكر و عمر، فلمّا ولى عثمان ردّه و أعطاه مائة ألف درهم، و كان ذلك من بعض ما نقمه الناس على عثمان‏ (14) 

و كان الحكم من أشدّ الناس مباينة بالبغضاء لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله وسلم) ،  و جعل يوما يحكي مشيته مستهزأ فابتلى بتخليع أعضائه عقوبة لذلك، و كان منخلع المشية، و في ذلك يقول بعض الشعراء لبني أميّة

لا حجاب و ليس فيكم سوى الكبر * * * و بغض النبي و الشهداء

بين حاكي مخلج و طريد * * * و قتيل بلعن أهل السماء  (15)

ويعني بالشهداء: عليا و جعفرا و حمزة عليهم السلام، و الحاكي المخلع: الحكم بن‏

أبي العاص

و التفت إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم يوما و هو خلفه و رسول اللّه يتكلم، فرآه يعوج شدقيه و يحكي كلامه فقال له: (كذلك فلتكن ) 

و سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم  يلعن فقيل: يا رسول اللّه لمن تلعن؟

فقال: (الحكم بن أبي العاص جاء فشق إلى الجدار و أنا مع أهلي، فلمّا نظرت إليه كلح في وجهي)

ثم قال رسول الله (كأني أنظر إلى بنيه يصعدون على منبري و ينزلون)(16)

و لهذا قال الحسن (ع)لمروان: (إن رسول اللّه لعن أباك و أنت في ظهره )(17)

و قال له أيضا عبد اللّه بن الزبير و هو مستند إلى الكعبة: و ربّ هذا البيت الحرام و البلد الحرام إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان رسول اللّه (18)

وقالت عائشة لمروان و قد كتب إليه معاوية ليبايع ليزيد، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: جئتم بها و اللّه هرقلية تبايعون لأبنائكم

فقال مروان لمن حضره: هو الذي يقول اللّه فيه

 (وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما )

  فلمّا بلغ ذلك عائشة قالت لمروان:

و اللّه ما هو بالذي قلت، و لو شئت أن أسمّيه لسمّيته، و لكن اللّه قد لعن أباك على لسان رسوله و أنت في صلبه، فأنت قطعة من لعنة اللّه‏ (19)

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا نفى الحكم بن أبي العاص:

(إن رأيتموه تحت أستار الكعبة فاقتلوه )

3 - معاوية بن المغيرة بن أبي العاص

معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية ، و هو جد عبد الملك بن مروان لأمّه، فجد عبد الملك بن مروان لأبيه و أمه طريدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلم

و كان معاوية بن المغيرة ممّن يبغض رسول اللّه و يظهر عداوته، فنفاه و أجّله ثلاثا و هدر دمه أن بقى بعدها، فتردد في ضلاله و لم يخرج، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا و عمارا فقتلاه

 4 - مروان بن الحكم بن العاص

 وأمه أمنة بنت علقمة بن صفوان جدة عبد الملك بن مروان وكانت تمارس البغاء سراً مع أبي سفيان بن الحارث بن كلدة.. فولدت مروان ومروان هذا هو الذي أتوا به بعد ولادته الى رسول الله فقال الرسول ( ابعدوه عني هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون)

(عن) هشام عن أبي عبد الرحمن المديني عن محمد بن اسحاق قال:

 بعث مروان بن الحكم رجلا من أهل الشام الى الحسن بن علي عليه السّلام فقال قل له أبوك الذي فرّق الجماعة و قتل أمير المؤمنين عثمان، و قتل الخوارج، و أهل الدين و الفضل ثم أنت تذهب بنفسك، و انما أنت بمنزلة البغل إذا قيل له من أبوك قال خالي الحصان

فأتى الرجل الحسن، فقال: يا أبا محمد إني اتيتك بعزيمة من سلطان أرهب سوطه و لا آمن حضرته فان كرهت أن ابلّغها، وقيتك بنفسي، و طويت عنك ما كرهت

قال: بل قل فابلغه القول

 فقال الحسن: هل أنت مبلغه عنّي قال: اي و اللّه ثم لم أبقِ شيئا إلاّ قلته كما تقوله

فقال: قل له يقول لك الحسن: و اللّه لا اسرى عنك اليوم ما كتبه اللّه عليك بان أسبّك، و لكن موعدي القيامة، فان كنت صادقا فاللّه يجزيك بصدقك، و إن كنت كاذبا فاللّه يشدّ نقمته عليك

فخرج الرجل من عند الحسن فلقيه الحسين بن علي، فقال:

 من أين و ما بك؟

فقال: من عند أخيك الحسن برسالة مروان

قال: ما تلك؟

قال: لم أرسل إليك فانبئوك،

 قال: و اللّه لتخبرني،

قال: لا أفعل،

 قال و اللّه لتفعلن أو لتضربنّ ضربا لا تدري متى ترتفع الايدي عنك

قال: و سمع الحسن كلامهما فخرج إليهما فقال لاخيه خلّ عن الرجل فأبى فلمّا رأى ذلك الرجل أعاد ما قال للحسن

فقال له: قل له يقول لك الحسين بن علي:

 يا بن الزرقاء  و يا بن طريد رسول اللّه و لعينه‏  و يا ابن الداعية إلى نفسها بسوق ذي المجاز  و يا ابن أمّ حنبل صاحبة الراية بسوق عكاظ

فابلغ الرجل مروان رسالتهما، فقال: مروان: إرجع اليهما فقل للحسن: أشهد انك ابن رسول اللّه و شبهه، و قل للحسين: أشهد انك إبن علي

فقال الحسين: كلاهما لي رغما له (20)

 5- عبد الملك بن مروان

قال ابن أبي عائشة: أفضى الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره، فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك

وقال يحيى الغساني: كان عبد الملك بن مروان كثيرًا ما يجلس إلى أم الدرداء فقالت له مرة: بلغني يا أمير المؤمنين أنك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة، قال :

 إي والله، والدماء قد شربتها

وقتل عبد الملك بن مروان عبد الله بن الزبير وهدم الحجاج الكعبة وأعادها على ما هي عليه الآن، ودس على إبن عمر من طعنه بحربة مسمومة، فمرض منها ومات

و سار بالحجاج إلى المدينة، وأخذ يتعنت على أهلها، ويستخف ببقايا من فيها من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وختم في أعناقهم وأيديهم، يذلهم بذلك، كأنس، وجابر بن عبد الله، وسهل بن سعد الساعدي

 6- الوليد بن عبد الملك

قال الشعبي: كان أبواه يترفانه، فشب بلا أدب

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن شوذب قال: قال عمر بن عبد العزيز

وكان الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، وعثمان بن جبارة بالحاجز، وقرة بن شريك بمصرفامتلأت الأرض والله جورًا

ورد في الكامل في التاريخ: وَلَمَّا دُلِّيَ فِي جِنَازَتِهِ، جُمِعَتْ رُكْبَتَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ ابْنُهُ: أَعَاشَ أَبِي؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ فِيمَنْ دَفَنَهُ: عُوجِلَ وَاللَّهِ أَبُوكَ! وَاتَّعَظَ بِهِ عُمَرُ

 7- الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

ورد في كتاب الخلفاء لجلال الدين السيوطي ان الوليد كان فاسقًا، شريبًا للخمر، منتهكًا لحرمات الله، أراد الحج ليشرب الخمر فوق ظهر الكعبة، فمقته الناس لفسقه، وخرجوا عليه فقتلوه

الوليد ينكح امهات اولاد ابيه

وعنه أنه لما حوصر قال: ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أرفع عنكم المؤن؟ ألم أعط فقراءكم؟ فقالوا: ما ننقم عليك في أنفسنا، لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله

الوليد لوطي

ولما قتل وقطع رأسه وجيء به يزيد الناقص نصبه على رمح، فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد، فقال: بعدًا له أشهد أنه كان شروبًا للخمر، ماجنًا، فاسقًا، ولقد راودني على نفسي

ويقال أنه وقع على جارية وهو سكران وجاؤه المؤذنون يؤذونه فحلف ألا يصلى بالناس إلا هي، فلبست ثيابه وتنكرت وصلت بالمسلمين وهى جنب سكرى

 وصنع (الوليد) بركة من الخمر وكان إذا طرب ألقى بنفسه فيها وشرب منها

ودخل الوليد بن يزيد يومًا فوجد ابنته جالسة مع جليستها فبرك عليها وأزال بكارتها فقالت له المرأة:‏ هذا دين المجوس فأنشد‏:‏ مخلع البسيط من راقب الناس مات غمًا وفاز باللذة الجسور

الوليد خرق المصحف بالنشاب

وحكى الماوردي في كتاب أدب الدنيا

قال‏:‏ وأخذ يومًا المصحف وفتحه فأول ما طلع له (واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ)

فقال‏:‏ (أتتوعدني؟) ثم علقه ولا زال يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزقه وهو ينشد‏:‏

أتتوعد كل جبار عنيــد، ** فها أنا ذاك جبـار عنيـد

إذا لاقيت ربك يوم حشرٍ** فقل لله مزقني الوليد!

وذكر محمد بن يزيد المبرد "النحوي" أن الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبي وأن الوحي لم يأته عن ربه، ومن ذلك الشعر

تلعب بالخلافة هاشمي ** ** بلا وحي أتاه ولا كتاب

فقل لله يمنعني طعامي ** ** وقل لله يمنعني شرابي

خامسا - فرع حرب بن اميه

 1- حرب بن اميه

وكانت زوجته بغيا صاحبه رايه في الجاهليه وإسمها حمامه

وحمامة  هي أم أبي سفيان وهي جدة معاوية كانت لها راية بذي المجاز، و قال الشرقي هي جدّته على ولاة الجدات ( 21 )

 2- صخر بن حرب  ( أبوسفيان بن حرب )

  أُمه بغيا صاحبه رايه في الجاهليه واسمها حمامه وزوجته هند بنت عتبة وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية

ويعترف معاويه من على منابر المسلمين بان ابيه زان وانه يستلحق اخاه من الزنا زياد بن أبيه ليصبح زياد بن أبي سفيان

ويخاطب الشاعر اليماني معاويه قائلا :

ألا أبلغ معاوية بن حربٍ * مغلغلة من الرجل اليماني

أتغضب أن يقال أبوك عفً * وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان

أبناء ابو سفيان من الزنا والمنسوبين لغيره

اولا - زياد بن ابيه

قدم  زياد بن ابيه على علي عليه السّلام لمّا فرغ من أصحاب الجمل، فرأى فيه فضل عقل و قوة على العمل، فاستعمله ووجه به إلى فارس، و كان بها إلى أن أصيب علي عليه السّلام و هو بفارس، فخافه معاوية و رأى أن يستعطفه و يستميله، فكتب إليه يعرفه انه أخوه و يعده و يمنّيه، فأبى عليه زياد فلم يزل به معاوية يكاتبه و يتلطف به حتى إنحنى إليه، و قدم عليه بعد مكاتبة ومراجعة طويله

وأعدّ معاوية المغيرة بن شعبة و أبا مريم السلولي للشهادة على ذلك، فلمّا حضر زياد جمع معاوية الناس إلى المسجد و صعد المنبر، و قد أعدّ المغيرة و أبا مريم و حضر زياد، فحمد اللّه معاوية و أثنى عليه و صلى على النبي صلّى اللّه عليه و آله ثم قال: أمّا بعد، فإني أنشد اللّه رجلا علم من أبي سفيان علما في زياد إلّا قام به، فإني قد علمت أنه ابن أبي سفيان حقا، غير أني أحببت أن يقوم بذلك شاهدان من المسلمين و لا أقتصر على علمي

فقام أبو مريم فقال: أشهد أن أبا سفيان قدم علينا الطائف و هو يريد اليمن، فبدأ بنا فقال لي: هل تعلم مكان امرأة أصيب منها؟

فقلت له: ما بحضرتنا إلّا سمية بغي بني علاج

قال: فانطلق فأتني بها

فأتيته بها فكانت معه، فلمّا قضى منها حاجته قلت: كيف وجدتها؟

قال: لا بأس بها على دفرها و عظم ثديها

فخاف معاوية أن يغضب زياد بذلك فينكره فقال لأبي مريم: رحمك اللّه إنما قمت شاهدا و لم تقم شاتما، فدع هذا و اقصد ما لا بد منه

قال: نعم، ثم قال لي أبو سفيان: يا بني قد وطئت هذه الجارية عند طهرها و من حقي عليك أن تحبسها عندك حتى تستبرئ رحمها

قال: فحبستها عندي حتى كلفت وجنتاها و تفتل شعر عينيها و اسودّت حلمتا ثدييها و نتا بطنها ثم ولدت، فحسبت منذ يوم وقع بها إلى يوم ولادتها، فوجدتها ولدته تماما

ثم قام المغيرة بن شعبة فقال: أشهد أني كنت مع أبي سفيان بفناء الكعبة قبل ذهاب بصره، فمرّ بنا زياد غلاما صغيرا ، فنظر إليه أبو سفيان نظراً أنكرته فقلت: لشدَّ ما نظرت إلى هذا الغلام يا أبا سفيان

فقال: لولا أن نبيّكم يقول: الولد للفراش و للعاهر الحجر، لأخبرتك أنه إبني، بل هو إبني حقا

فقال معاوية: وعى سمعك ووفى لسانك، زياد بن أبي سفيان حقا 

ثانيا - عمرو بن العاص

قال هشام: كان من حديث النابغة أم عمرو بن العاص: أنها كانت بغيا من طوائف العرب، فقدمت مكة و معها بنات لها، فوقع عليها نفر من قريش في الجاهلية فيهم

أبو لهب بن عبد المطلب، و أمية بن خلف، و هشام بن المغيرة المخزومي، و أبو سفيان بن حرب بن أمية، و العاص ابن وائل السهمي، بطهر واحد فحملت فولدت عمرو، واختصم القوم جميعا فيه كلهم يزعم أنه ابنه، ثم ضرب عنه ثلاثة و أكبّ عليه اثنان: العاص بن وائل و أبو سفيان

فقال أبو سفيان: أما و اللّه إني وضعته في رحم أمه

فقال له العاص: ليس ممّا تقول شي‏ء هو إبني

فحكّما فيه أمه فقالت: هو للعاص

فقيل لها بعد ذلك: ويحك ما حملك على ما صنعت، فو اللّه إن أبا سفيان لأشرف من العاص

قالت: إن العاص كان ينفق على بناتي و لو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق عليّ العاص شيئا، و خفت الضيعة

كان إبن النابغة من عشرة و كان العاص جزارا، و لذلك قيل لعمرو:

إنه اختصم فيه من قريش أحرارها فغلب عليهم جزّارها (22)

 3-معاويه بن ابي سفيان

 جدته حمامه بغي صاحبه رايه وأمه هند بنت عتبة وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية وهي زوجة أبي سفيان , ويعزى  معاويه الى أربعة نفر غير أبي سفيان, مسافر بن أبي عمرو بن امية , عمارة بن الوليد بن المغيرة , العباس بن عبد المطلب , والصباح مولى مغن لعمارة بن الوليد

 4- يزيد بن معاويه بن ابي سفيان

وامه ميسون بنت بجدل الكلبي

قال مؤلف كتاب إلزام النواصب وغيره

 إن ميسون بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد لأبيها عن نفسها ، فحملت منه بيزيد لعنه الله

ولادة يزيد ونشأته وصفاته

ولد يزيد سنة (25 أو 26 هـ ) واُمّه ميسون بنت بجدل الكلبية، وقد ذكر المؤرّخون ومنهم الصيمري البحراني في كتابه الزام النواصب وغيره  أنّ ميسون بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من نفسها، فحملت بيزيد والى هذا أشار النسّابة الكلبي بقوله

فإن يكن الزمان أتى علينا***بقتل الترك والموت الوحي

فقد قَتل الدعيُّ وعبدُ كلب***بأرض الطف أولادَ النبي

 والمقصود بالدعي هنا عبيد الله بن زياد و(عبد كلب ) يزيد بن (معاويه) والاصح يزيد بن عبد مجدل الكلبي (عبد ابيها مجدل الكلبي )

وعندما تزوجها معاويه وجدها ثيبا وطلقها وعادت الى قبيلتها كلب النصرانيه حيث ولدت يزيد  وتربى في قبيله كلب

فإنَّ سيرة الطاغية يزيد بن معاوية ظاهرةٌ بالبشاعة والشناعة، حيثُ ملأها بالمعاصي والجرائم الفظيعة التي يعجز عن وصفها اللسان،

أولاً: قتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسولِ الله صلى الله عليه وآله وجماعة من أهل بيته من أبنائه وإخوته وأبناء عَمِّه، وجماعة من أصحابه

ثانياً: وقعة الحَرَّة، وقد قتل فيها عددٌ كبيرٌ من الصحابة والتابعين وأبنائهم، ونُهِبَت المدينة المنورة واستبيحَت ثلاثة أيام حتى ولدت الف عذراء من جراء اغتصاب جنود يزيد

ثالثاً: انتهاك حرمة بيت الله الحرام وضرب الكعبة المشرَّفة بالمنجنيق وهدمها وإحراقها

ولأجل هذه الجنايات العظمى، صرَّح العديد من علماء أهل السنة في ذمِّه وبيان فسقه وفجوره وضلاله، ومن هؤلاء العلماء

ابـن الـجـوزي في كتابه(الرد على المُتعصِّب العنيد المانع من ذمِّ يزيد ص63-64)

الـقـرطـبي في كتابه (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج4 ص56)

الـذهــبــي في(سير أعلام النبلاء ج4 ص37-38)

ابن كثير في (البداية والنهاية ج11 ص627)

ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب ج4 ص429)

  هؤلاء هم بنو اميه لعنهم الله في القران الكريم ولعنهم الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ولدوا من بغايا ونشأوا على الخسه والوضاعه  وسوء الاخلاق منغمسون في الرذيله  ومعاداه الله ورسوله خلف عن سلف وأخلاقهم أخلاق العبيد ترجمه لاصولهم

وصدق علي بن ابي طالب عليه السلام حيث يقول:

(حُسن الأخلاق برهان كرم الأعراق)

المصادر

(1) شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد ج3 ص 467

(2) الطبري مجلد 2 وطبقات بن سعد ج1 ص52 

(3) النزاع و التخاصم و جمهرة ابن حزم 165، شرح النهج 2/456

(4) شرح نهج البلاغة 3/456 

(5)النزاع والتخاصم للمقريزي ص22 وشرح النهج ج3 ص 456

(6) ابن قتيبه في المعارف/319

(7) النزاع و التخاصم، المقريزي ص42

(8)  مثالب العرب للكلبي

(9) شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد المعتزلي 1/336 

(10) المصدر السابق

(11) مثالب العرب للكلبي

(12)- المصدر السابق

(13)- طبقات ابن سعد 5/43، والبداية و النهاية 8/285

(14) راجع: اسد الغابة: 2/ 35

(15) شرح نهج البلاغة: 15/ 199

(16) شرح الاخبار للقاضي النعمان

(17) تاريخ دمشق: 24557

 (18)تاريخ دمشق: 57/ 271

(19) تفسير القرطبي: 16/ 197

(20)تذكرة الخواص: 188

(21) ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغه 2/135، 3/245    

(22 ) الغدير: 2 / 120


Screenshot 2023-12-01 122643

أخترنا لك
جرير بن عبد الله البجلي - صحابه باعوا دينهم (8)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف