لا تبقوا لاهل هذا البيت باقيه (5) ... معاويه يقتل عليا والحسن (عليهما السلام )ويزيد يقتل الحسين (عليه السلام ) واهل بيت النبوه

2023/05/14

الباب الخامس

 

معاويه يقتل علياً والحسن (عليهما السلام )

ويزيد يقتل الحسين (عليه السلام ) واهل بيت النبوه

 

الفصل الاول ..عثمان يهب أراضي وبساتين العراق لبني أميه وجلاوزتهم

الفصل الثاني .. معاويه خائن غادر نقض وثيقه الصلح مع الامام الحسن    وإغتاله بالسم

الفصل الثالث ..قتله الامام الحسين (ع) ليسوا من الشيعه ..بل من اتباع الامويين في الكوفه

الفصل الرابع.. أصحاب الحسين (ع) أفضل من اصحاب الانبياء والرسل

االفصل الخامس ..وفي كربلاء ..رفع الامويون شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه)

 

الفصل الاول

ورد في شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد ج20 ص10  ان عليا (عليه السلام ) قال :

( والله يود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة (نار) إلا طعن في بطنه إطفاء لنور الله  ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )

 

وقال الشاعر:

عبد شمس قد أضرمت لبني * هاشم نارا يشيب منها الوليد

 فابن حرب للمصطفى وابن هند * لعلى وللحسين يزيد

 

وقد فات الشاعر ان يقول وابن هند لعلي والحسن (عليهما السلام )

 

 

عثمان يهب أراضي وبساتين العراق لبني أميه وجلاوزتهم

 

حيتان الفساد تبتلع العراق

 

 أرض السواد (العراق) بستان قريش

كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي والي عثمان على الكوفه صاحب خمارة ومبغى في مكة وعدوا لدوداً للنبي( صلى الله عليه وآله )، وكان مدمن خمر حتى صلى الصبح ثمان ركعات وتقيأ في محراب المسجد

شكاه المسلمون الى الخليفه عثمان بن عفان فاستبدله عثمان  باموي اخر هو سعيد بن العاص

قدم سعيد بن العاص الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وسمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة وفيهم مالك الأشترفقال سعيد:

إنما هذا السواد (العراق) بستانٌ لقريش (الطبري: 3 / 365)

فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك؟

سار عثمان على منهج عمر بتمزيق البنيه الاجتماعيه التي ارساها رسول الله (صلى الله عليه واله ) للمجتمع  لاسلامي  وحوّل  المجتمع الى مجتمع طبقي و زرع التفرقه العنصريه في صفوفه

ان كان عمر قد اسس للتفرقه العنصريه بين العرب والاعاجم وبين قبائل العرب نفسها وقسّم المجتمع الى اثنتى عشره طبقه متفاوته بالعطاء فقد زاد عثمان بان جعل الدوله بكل ثرواتها وولاياتها ومنها أرض السواد (اي العراق) ملكا لقريش وبالتحديد لبني أميه

فكان ولاه الامصار من بني أميه فقط

 1-الوليد بن عقبه (أموي) والي الكوفه وكان خماراً صلى بالمسلمين صلاه الصبح ثماني ركع وتقيأ بالمحراب

2- سعيد بن العاص (أموي) خلف الوليد بن عقبه على الكوفه وهو الذي قال (إن ارض السواد بستان قريش)

3- عبد الله بن عامر بن كريز هو إبن خال عثمان والى البصره

4- معاويه بن أبي سفيان  (أموي ) كان والي عمر على الشام وضم اليه عثمان فلسطين وحمص والاردن لتصبح أرض الشام بكاملها تحت امرته

5-عبد الله بن سعد بن أبي سرح - واليا على مصر

وهو أخو عثمان من الرضاعة وكان من أخطر المشركين، وأكثرهم عداءا للنبي (صلى الله عليه واله) وسخرية منه

وقد أهدر النبي دمه، وإن وجد متعلقا بأستار الكعبة، وقد هرب بعد فتح مكة

عثمان يوزع أموال الدوله على بني أميه

خص عثمان بني امية بالاموال، ومنحهم الهبات الضخمة

و هي كما وردت في كتاب حياه الامام الحسن ج1 للسيد باقر شريف القرشي :

 1- وهب عثمان الحارث بن الحكم صهره من عائشة ثلثمائه الف درهم وإبل الصدقات التي وردت المدينه وسوق تهروز في المدينه الذي تصدق به النبي على جميع المسلمين

2- وهب ابوسفيان راس المنافقين مائتي الف درهم من بيت المال

3- وهب سعيد بن العاص مائه الف درهم

 4- تزوج عبد الله بن خالد بن أسيد بنت عثمان فامر له بستمائة ألف درهم وكتب إلى عبد الله بن عامر واليه على البصرة أن يدفعها اليه من بيت المال

 5- الوليد بن عقبة أخو عثمان من أمه

إستقرض من عبد الله بن مسعود أموالا طائلة من بيت المال فأقرضه، وطلبها منه عبد الله فأبى أن يدفعها ورفع رسالة إلى عثمان يشكوه اليه، فكتب عثمان إلى عبد الله رسالة جاء فيها

(انما أنت خازن لنا فلا تتعرض للوليد فيما أخذ من المال) فغضب ابن مسعود، وطرح مفاتيح بيت المال وقال :

كنت أظن اني خازن للمسلمين، فاما اذا كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك  وأقام بالكوفة بعد أن إستقال من منصبه

فبيت المال في عرف السياسة العثمانية ملك للامويين، وليس ملكا للمسلمين،

6- الحكم بن العاص

كان هذا الرجس الخبيث من ألد اعداء رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد نفاه (صلى الله عليه واله) إلى الطائف، وقال (لايساكنني )

ولم يزل منفيا هو وأولاده طيلة خلافة الشيخين، ولما انتهى الحكم إلى عثمان أصدر عنه العفو فقدم إلى يثرب، وهو يسوق تيساً، وعليه ثياب خلقة فدخل على عثمان فكساه جبة خز وطيلسان ووهب له من الاموال مائة الف وولاه على صدقات قضاعة فبلغت ثلاثة مائة الف، فوهبها له

7- مروان بن الحكم

أما مروان بن الحكم فهو وزيره ومستشاره الخاص، وجميع مقدرات الدولة تحت تصرفه، وقد منحه الثراء العريض، ووهبه من الاموال ما يلي

أ - أعطاه خمس غنائم افريقية، وقد بلغت خمسمائة الف دينار

ب - أعطاه ألف وخمسين أوقية، لا نعلم أنها من الذهب أو الفضة وهي من الامور التي أشاعت التذمر والنقمة عليه

ج - أعطاه مائة الف من بيت المال، فجاء زيد بن أرقم خازن بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وجعل يبكي فنهزه عثمان وقال له

أتبكي إن وصلت رحمي ؟

قال ولكني أبكي لاني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله، في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) ولو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيراً 

فصاح به عثمان

الق المفاتيح يا أبن أرقم فانا سنجد غيرك

د - أقطعه فدكا

هـ - كتب له بخمس مصر

حيتان الفساد تبتلع العراق

وأقطع عثمان أراضي في الكوفة مع العلم إنها ملك للمسلمين لانها مما فتحت عنوة فقد أقطع أراضي في داخل الكوفة وخارجها، أما التي في داخل الكوفة فقد أقيمت فيها الدور والمساكن، وسميت (مساكن الوجوه)  وقد أقطع لجماعة من الصحابة وهم :

 1- طلحة، وسميت دار الطلحيين، وكانت في الكناسة

  2- عبيد الله بن عمر، وسميت (كويفة ابن عمر)

  3- اسامة بن زيد

  4- سعد، وابن أخيه هاشم بن عتبة

  5- أبا موسى الاشعري

  6- حذيفة العبسي

  7-عبد الله بن مسعود

  8- سلمان الباهلي

  9- المسيب الفزاري

  10- عمرو بن حريث المخزومي

  11- جبير بن مطعم الثقفي

  12-عتبة بن عمر الخزرجي  

  13- أبا جبير الانصاري

  14-عدي بن حاتم الطائي

  15- جرير البجلي

  16- الاشعث الكندي

  17- الوليد بن عتبة  

  18- عمار بن عتبة   

19- الفرات بن حيان العجلي

وأقطع أراضي واسعة تدر بالربح الكثير لجماعة وهم :

1 - طلحة بن عبد الله أقطعه (النشاستج) .

2 - عدي بن حاتم منحه (الردحاء) .

3 - وائل بن حجر الحضرمي منحه (رضيعة زادر) .

4 - خباب بن الارت منحه (صعبنا) .

5 - خالد بن عرفطة أقطعه أرضا عند (حمام اعين) .

6 - الاشعث الكندي أعطاه (ظيزنابار) .

7 - جرير بن عبد الله البجلي أقطعه أرضا على شاطئ الفرات ( الجرفين)

8 - عبد الله بن مسعود أقطعه أرضا بالنهرين .

9 - عبد الله بن مالك الزهري أعطاه قرية (هرمز) .

10 - الزبير بن العوام أقطعه ارضا .

11 - أسامة بن زيد أقطعه أرضا ثم باعها .

هذه بعض الاراضي التي أقطعها عثمان، وقد إندفع جماعة من الامويين واتباعهم إلى شراء أرض العراق الخصبة فاشترى طلحة ومروان بن الحكم، والاشعث بن قيس اقطاعيات واسعه حتى شاع الاقطاع وظهرت الملكيات الواسعة والاقطاعات الكبيرة وقام بزراعتها الموالي والرقيق والقبائل التابعه لهم، وظهر تضخم المال وكثرة الاتباع عند فريق خاص من الناس

لقد أوجدت هذه السياسة المالية طبقتين من الناس

 الاولى

 الطبقة الفاحشة في الثراء التي لا عمل لها إلا اللهو والعبث ومجالس الخمور والغناء

الثانيه

وهي الطبقة الكادحة التي تزرع الارض، وتعمل في الصناعة وتشقى في سبيل اولئك السادة، ومن أجل الحصول على فتات موائدهم ، وترتب على فقدان التوازن في الحياة الاقتصادية إنعدام الاستقرار في الحياة السياسية والاجتماعية على السواء، وقد سارت الدولة الاموية في أيام حكمها على هذه السياسة فاخضعت المال للتيارات السياسية، وجعلوه سلاحا ضد أعدائهم، ونعيما مباحا لانصارهم

قُتل عثمان وتولى علي (عليه السلام ) الخلافه

 لقد خاف الامويون واتباعهم في العراق  على ثرواتهم التي منحها لهم عثمان، وخافوا على نفوذهم ومكانتهم واقطاعياتهم ، فقد عرفوا الامام، وعرفوا مخططاته الهادفة إلى إقامة الحق، والعدل، وتحطيم الامتيازات الغير المشروعة، وانه سيعاملهم كبقية أفراد الشعب ويسترد منهم الاموال والاقطاعيات المنهوبه

وفزعت القبائل المواليه لبني اميه وأصابها الذهول فقد أيقنت ان الامام سيصادر الأموال التي منحها لهم عثمان بغير حق، فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلى معاوية جاء فيها

(ما كنت صانعا فاصنع إذا قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها)

الامام علي (عليه السلام ) يصادر الاقطاعيات ويعيد الاموال المنهوبه الى بيت المال

صادر الامام علي جميع الاقطاعيات الممنوحه بغير وجه حق  لان أرض العراق أرض مفتوحه عنوه فهي ملك لكل المسلمين المولودين والذين يولدون لاحقا ولا يجوز تملكها أو بيعها كما صادر الاموال المنهوبه

مدَ معاويه جسور الاتصال مع أصحاب الاقطاعيات  المصادره  في العراق والذين أغلبهم من بني اميه أو مناصري بني أميه والذين يشكلون قوه كبيره في جيش الخلافه بقياده الامام علي (عليه السلام ) للعمل معا والتمرد على علي (عليه السلام ) وقتله

 

 

الفصل الثاني

 

 معاويه خائن غادر نقض وثيقه الصلح مع الامام الحسن وإغتاله بالسم

تصف لنا السيده فاطمه الزهراء عليها  السلام حال العرب البائس قبل الاسلام في خطبتها الفدكيه المشهوره فتقول :

 (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطّامِعِ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، {تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ} فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله بَعْدَ اللّتَيّا وَالَّتِي )

 وقد إستطاع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )أن ينقذهم من وضعهم البائس وأن يبنى مجتمعا إنسانيا لايفرق بين الابيض والاسود ولا بين الفقير والغني ولا بين العربي والاعجمي ولا بين العبد والحر

قال الله تعالى في سوره الحجرات ايه 13

(إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)

وما أن أغمض رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) عينينه حتى عاد العرب الى جاهليتهم فقسًمَ عمر المجتمع الى إثنتى عشره طبقه  اجتماعيه متباينه في  العطاء و فرق بين العرب والعجم وأبطل أوامر الله وخالف أياته  و أحرق سنه رسوله واحاديثه المكتوبه وتبعه عثمان في تخريب البنيه الاجتماعيه فقسًمَ بيت مال المسلمين بين بني أميه والقبائل المواليه لهم والسائره في ركابهم وقد تطرقنا لذلك بالتفصيل في الفصل السابق

ولما ولي الامام علي عليه السلام الخلافه أعاد الامور الى نصابها عملا بكتاب الله وسنه نبيه ولكن ذلك البً عليه بني أميه وجمهور المستفيدين من نهب ثروات المسلمين من الامويين والقبائل المؤيده لهم والذين يشكلون ثلاثه أرباع جيش الخلافه أنذاك وقد عانى الامام علي عليه السلام منهم كثيرا حتى ذمهم في موارد كثيره

أدت سياسيه عمر وعثمان الى تمزيق البنيه الاجتماعيه للمسلمين والى خلق مجتمع ناقم على علي وبنيه (عليهم السلام )لانه أعاد العمل بسنه رسول الله

وكان أول الناقمين طلحه والزبير وقد خرجا الى البصره لمحاربه الامام علي في حرب زهقت فيها  أرواح ثلاثين الف مسلم في معركه الجمل يتحمل مسؤليه الدماء فيها طلحه والزبير وعائشه وأبو بكر وعمر وعثمان وبني أميه

المسلمون يبايعون الامام الحسن عليه السلام للخلافه

 وبعد اغتيال الامام علي بايع المسلمون الامام الحسن للخلافه في وقت عصيب فالشام بيد الطليق إبن الطليق معاويه بن أبي سفيان وغالبيه جيش الخلافه أمويه الهوى وأنصار الامام علي والامام الحسن يشكلون نسبه قليله من الجيش

جيش الامام الحسن هو نفس الجيش الذي شكا منه الامام علي

إشتكى الامام علي (عليه السلام ) من جيش الخلافه الذي جُله من القبائل التي إشتراها عثمان وبني أميه بالاقطاعيات الواسعه والاموال الضخمه وقد إسترجعها منهم الامام عليه السلام وأعادها لبيت مال المسلمين فنقموا عليه وعصوا أمره وتخاذلوا عن قتال معاويه.  

ويقول الامام في احدى خطبه  مشتكيا من جيش الخلافه :

أَمَّا بَعْدُ فَإنَّ الْجِهَاد بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللّهُ لَخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ.

فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ الْبَسَهُ اللّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَشَمْلَةَ الْبَلَاءِ. وَدُيِّثَ بَالصِّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بَالْاءَسْدَادِ وَ ادِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ وَسِيمَ الْخَسْفَ وَمُنِعَ النَّصْفَ.

ألَا وَإنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إلَى قِتَالِ هوُلَاءِ الْقَومِ لَيْلاً وَنَهَارا، وَسِرا وَإعْلَانا، وَقُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَعْزُوكُمْ، فَوَاللّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إلَّا ذَلُّوا. فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتِ الْغَارَاتُ عَلَيْكُمْ وملكت عَلَيْكُمُ الْأَوْطَانُ. وَهْذَا اخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الْأَنبَارَ وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ ابْنِ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مَنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَالْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا وَرِعَاثَهَا.

مَا تَمْتَنع مِنْهُ إلَّا بِاِلاسْتِرْجَاع وَالاِسْتِرْحَامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلاً مَنْهُمْ كَلْمٌ وَلَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ. فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِما مَاتَ مَنْ بَعْدِ هذَا اسَفا مَا كَانَ بَهِ مَلُوما بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيرا.

فَيَا عَجَبا وَاللّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَيَجْلِبُ الهمَّ مِنِ اجْتِمَاعِ هؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ فَقُبْحا لَكُمْ وَتَرَحا حِينَ صِرْتُمْ غَرَضا يُرْمَى يُغارُ عَيْكُمْ وَلَا تُغِيرُونَ. وَتُغْزَوْنِ وَلَا تَغْزُونَ. وَيُعْصَى اللّهُ وَتَرْضَوْنِ فَاذَا أَمَرْتُكُم بِالسَّيْرِ إلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرَّ قُلْتُمْ هذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ وَإذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إلَيْهِم فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ أمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبِرْدُ. كُلُّ هْذَا فِرَارا مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ فَإذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ تَفِرُّونَ فَإذا أَنْتُمْ وَاللّهِ مِنَ السَّيْفِ أفَرُّ.

يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَارِجَالَ. حُلُومُ الْأَطْفَالِ. وَعُقُولُ ربَّاتِ الْحِجَالِ. لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ . مَعْرِفَةٌ وَاللّهِ جَرَّتْ نَدَما وَاعْقَبَتْ سَدَما. قَاتَلَكُمُ اللّهُ لَقَدْ مَلاُتُمْ قَلْبِي قَيْحا. وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظا. وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاسا. وَأفَسَدْتُمْ عَلَيِّ رَأيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ إنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ وَلكِنْ لَاعِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ. للّهِ أَبُوهُمْ! وَهَلْ أَحَدٌ مَنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاسا وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاما مِنِّي؟ لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ، وَهَا أَنَاذَا قَدْ ذَرِّفْتُ عَلَي السِّتِّينَ. وَلكِنْ لَا رَأيَ لَمِنْ لَا يُطَاعُ

ويصف لنا الشيخ المفيد جيش الامام الحسن لقتال معاويه فيقول
يتكون الجيش من أربعه اقسام:

اولا - الشيعه

وهؤلاء فيما يظهر عدد قليل في الجيش ولو كانوا عددا كثيرا فيه ، لما أُجبر أمير المؤمنين (ع) على التحكيم في صفين ولما صالح الحسن معاوية

ثانيا - الخوارج

وهم الذين  كانوا ضمن جيش الامام وكانوا يرومون قتال معاوية بكل حيلة ووسيلة لا إيمانا منهم بقضية الحسن وباطل معاوية ، بل كانوا يرون الحسن ومعاوية في صعيد واحد ، وإنهما لا يستحقان الخلافة وإنما كانوا يستعجلون حرب معاوية ومناجزته لأنهم يعلمون انه أوفر قوة من الامام فرأوا أن ينضموا الى جيشه مؤقتا حتى ينهوا أمره ، فان قضي عليه فيكون أمر الحسن سهلا لأن اغتياله ليس بالعسير عليهم

ثالثا – اصحاب المطامع

وهم فصيلة من الجند لا تؤمن بالقيم الروحية ولا تقدس العدل ولا تفقه الحق وإنما كانوا ينشدون مصالحهم وأطماعهم وكانوا يرقبون عن كثب أي الجهتين قد كتب لها النصر والظفر حتى يلحقوا بها

رابعا - الشكاكون

وأكبر الظن ان الشكاكين هم الذين أثرت عليهم دعوة الخوارج ودعاية الأمويين حتى شككوا في مبدأ أهل البيت (عليه السلام) ، وفي رسالتهم الإصلاحية ولو اندلعت نيران الحرب لما ساعدوا الإمام بشيء ، لأنهم لم يكونوا مدفوعين بدافع الإيمان والعقيدة

 خامسا – اتباع الرؤساء

وهم أكثر العناصر عددا ، وأعظمهم خطرا ، فهم يتبعون زعماءهم ورؤساءهم اتّباع أعمى لا إرادة لهم ولا تفكير ولا شعور بالواجب ، وهم المعبر عنهم بالهمج الرعاع. وكان أغلب سواد العراق قد انتمى الى أحد الزعماء على غرار العشائر العراقية في هذا الوقت ، وأكثر زعماء العراق ممن كاتب معاوية بالطاعة والانقياد كقيس بن الأشعث ، وعمرو بن الحجاج وحجار بن أبجر وأضرابهم من الخوارج والمنافقين الذين اشتركوا في أعظم مأساة سجلها التأريخ وهي قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين (ع) وهؤلاء هم من إشتراهم عثمان بالاموال الكبيره والاقطاعيات الواسعه والتي صادرها الامام علي لاحقا فنقموا عليه وعلى أهل بيته

هذه هي العناصر التي تكوّن منها الجيش ، بل العراق كله من نفر منه الى الحرب ومن لم ينفر ينطبق عليه أحد هذه العناوين التي ذكرها الشيخ المفيد رحمه‌ الله في كلامه القيم ، وأكثر هؤلاء لا يؤمن من شرهم فى السلم فضلا عن الحرب

وعليه فان الجيش العراقي انذاك(جيش الخلافه ) قد كان اموي الهوى في الغالب  

سياسه معاويه لتمزيق جيش العراق (جيش الخلافه)

  1- بث الجواسيس 

وكانت باكورة الدسائس الخطيرة التي قام بها معاوية فى إفساده مقدمه الجيش، انه بعث الجواسيس ، ونشر العيون ليذيعون الذعر والإرهاب ويقومون بخذلان الجيش ، وكانت دعايتهم ذات طابع واحد وهي

إن الحسن يكاتب معاوية على الصلح فلم تقتلون أنفسكم؟ (1) 

وتركت هذه الموجة من الافتراء إضطرابا فظيعا ، وخوفا بالغا فى النفوس ، وأحدثت تمردا شاملا في جميع الوحدات العسكرية

 2- رشوة الوجوه

ولم يقتصر معاوية في عمليات التخريب على ذلك ، فقد صنع ما هو أفتك منها وهو شراؤه الضمائر الرخيصة من قادة الجيش وزعمائه المقيمين في « مسكن » فقد بذل لهم أموالا ضخمة ، ومناهم بالوظائف والمراتب ، فأجابوه الى ذلك ، وتسللوا إليه ، والتحقوا بمعسكره في غلس الليل وفى وضح النهار (2) 

 3- إغراؤه لعبيد الله بن العباس

ولما رأى معاوية إن عملية الرشوة قد نجح بها الى حد كبير راح يعمل بنشاط فى اغرائه لذوي الضمائر القلقة ، والنفوس المريضة ، فمدّ أسلاك مكره الى عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب إبن عم الامام الحسن عليه السلام وقائد جيشه فجذبه إليه ، وصار العوبة بيده ، وقد خان عبيد الله بذلك ثقل رسول الله ، وترك موكب الحق والهدى ، وإنضم الى معسكر الخيانة والجور ،

أما نص رسالة معاوية التي خدعه بها فهي

( إن الحسن قد راسلني فى الصلح ، وهو مسلم الأمر إليّ فان دخلت فى طاعتي الآن كنت متبوعا ، وإلا دخلت وأنت تابع ، ولك إن أجبتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم ، أعجل لك في هذا الوقت نصفها ، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر )

غدر وخيانة

وتمثلت أمام عبيد الله ( المادة ) التي منّاه بها معاوية و سولت له نفسه الأثيمة بالغدر ونكث العهد ، فاستجاب لدنيا معاوية ، ومال عن الحق ، وانحرف عن الطريق القويم ، وخان الله ورسوله ، وترك سبط النبي (ص) وريحانته ، والتحق بمعسكر الظلم والجور ، وقد تسربل بثياب العار والخزي

لقد تسلل عبيد الله الى معاوية فى غلس الليل البهيم ومعه ثمانية آلاف من الجيش  والأهواء الذين لم ينطبع الدين في قلوبهم ففي عنق عبيد الله الخائن الأثيم تقع المسئولية الكبرى  فقد أدت خيانته الى زعزعة الجيش واضطرابه

إن هذه الخطة التي سلكها معاوية كانت من أهم الأسباب التي مهدت نجاحه ، وفوزه بالموقف وتغلبه على الأحداث ، فقد سببت إندحار جيش الإمام ، وقضت على عزائمه ، وفتحت باب الخيانة ، والغدر على مصراعيهما

وحين كان عبيد الله بن العباس واليا لعلي على اليمن هاجمت مجاميع من جيش معاويه اليمن فهرب عبيد الله بن العباس وترك اهله فذبح جيش معاويه طفلين له ذبحا امام امهما.

 ولا آدرى كيف أنساه بريق الذهب أن يثأر من معاويه لذبحه طفليه

لم يجد الحسن بعد ذلك بدا من الصلح لان استمرار الحرب معناه اباده الفئه الصالحه من المؤمنين التي بقيت من الجيش

 

وثيقه صلح الحسن مع معاويه

صورة المعاهدة التي وقعها الفريقان

المادة الأولى : تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله و سنة رسوله ( صلّى الله عليه وآله ) و بسيرة الخلفاء الصالحين

المادة الثانية : أن يكون الأمر للحسن من بعده فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين و ليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد

المادة الثالثة : أن يترك سب أمير المؤمنين و القنوت عليه بالصلاة و ان لا يذكر عليا إلا بخير

المادة الرابعة : استثناء ما في بيت مال الكوفة و هو خمسة آلاف ألف يشمله تسليم الأمر و على معاوية أن يحمل إلى الحسن كل عام ألفي ألف درهم و أن يفضل بني هاشم في العطاء و الصلات على بني عبد شمس و أن يفرق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل و أولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم و ان يجعل ذلك من خراج دار أبجرد ( مدينة داراب ولاية بفارس على حدود الأهواز )

المادة الخامسة : على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم و عراقهم و حجازهم و يَمَنهم و أن يؤمّن الأسود و الأحمر و أن يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم و أن لا يتبع أحد بها بما مضى و أن لا يأخذ أهل العراق بأحنة و على أمان أصحاب علي حيث كانوا و ان لا ينال أحد من شيعة علي بمكروه و أن أصحاب علي و شيعته آمنون على أنفسهم و أموالهم و نسائهم و أولادهم و ان لا يتعقب عليهم شيئاً و لا يتعرض لأحد منهم بسوء و يوصل إلى كل ذي حق حقه و على ما أصاب أصحاب علي حيث كانوا . و على أن لا ينبغي للحسن بن علي و لا لأخيه الحسين و لأحد من أهل بيت رسول الله غائلة سراً و لا جهراً و لا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق

معاويه غادر خائن

وبعد ان تم توقيع معاهده الصلح خطب معاويه في الكوفه فقال :

(يا أهل الكوفة أترونني قاتلتكم على الصلاة و الزكاة و الحج و قد علمت أنكم تصلون و تزكون و تحجون ؟ و لكني قاتلتكم لأتأمر عليكم و ألي رقابكم و قد آتاني الله ذلك و انتم كارهون ألا أن كل دم أصيب في هذه الفتنة مطلول و كل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين )

و ذكر صاحب شرح النهج أن معاوية قال في خطبته

 ( ألا أن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به )

و ذكر أن معاوية ذكر علياً ( عليه السلام ) فنال منه ثم نال من الحسن فقام الحسين ( عليه السلام ) ليرد عليه فأخذه الحسن بيده فأجلسه ثم قام فقال أيها الذاكر علياً أنا الحسن و أبي علي و أنت معاوية و أبوك صخر و أمي فاطمة و أمك هند و جدي رسول الله و جدك عتبة بن ربيعة و جدتي خديجة و جدتك قتيلة فلعن الله أخملنا ذكراً و ألأمنا حسباً و شرّنا قديماً و حديثاً و أقدمنا كفراً و نفاقاً ، فقال طوائف من أهل المسجد آمين )

معاويه ينقض العهود

نقض البند الاول

فأين معاوية من العمل بكتاب الله و سنة رسوله و الشواهد على مخالفته لكتاب الله و سنة رسوله لا تحصى و قد صنفت مؤلفات لعرض هذه المخالفات ربما أهمها موسوعة الغدير للعلامة الأميني ج10 و ج11

نقض البند الثاني

لقد نقض معاوية هذا البند عندما نصب ولده يزيد وليا للعهد وأكره الناس عليه

نقض البند الثالث

كان معاوية يعلم أن الأمر لن يستتب له و لبني أمية لو عرف المسلمون القادة الربانيين الحقيقيين ، من هنا لم يفتأ يفتري و يروج الأكاذيب عن علي و آله . و رغم التزامه بعدم سب علي في عهد الصلح مع الحسن لكنه لم يف بعهده « فقد دأب على لعن علي ( عليه السلام ) ويقنت في صلاته و جعلها سنة في خطب الجمعة و الأعياد و بدل سنة محمد ( صلّى الله عليه و آله ) في خطبة العيدين المتأخرة عن صلاتهما و قدمها عليه لإسماع الناس لعن الإمام الطاهر »

نقض البند الرابع

أورد الشيخ راضي آل يس ما رواه الطبري من أن أهل البصرة قد حالوا بين الحسن و بين خراج دار أبجرد وقالوا : فيئنا

أما ابن الأثير فقد أشار إلى أن منعهم كان بأمر من معاوية

نقض البند الخامس

لقد نصّت المعاهدة على الأمن العام لشيعة علي وأنصار الحسن حيثما كانوا ، وعدم التعرض بسوء للحسن والحسين ولا لأحد من أهل البيت ولكنها سنة معاوية في الغدر ، ونقض العهود فالتاريخ يعج بالقصص والأحداث التي تحكي ما فعله معاوية بشيعة علي من تجويع وتعذيب وقتل وسجن وتشريد . ومن الأسماء البارزة التي نالت شرف الشهادة فداء لعلي (عليه السلام ) وارتقت إلى سماء الشهادة تحت بطش معاوية و أعوانه : حجر بن عدي الكندي وأصحابه رشيد الهجري و عمرو بن الحمق الخزاعي و جويرية بن مسهر العبدي و أوفى بن حصن

و أما الذين روعوا و عذبوا فلا مجال لإحصائهم

فكان أول رأس يطاف به في الإسلام (من أصحاب علي) بأمر ( معاوية ) يطاف به و كان أول إنسان يدفن حيا في الإسلام منهم و كانت أول امرأة تسجن في الإسلام منهم و هو الآمر بسجنها و كان أول شهداء يقتلون صبراً في الإسلام منهم و هو الذي قتلهم 

معاويه يغتال الامام الحسن بالسم

دعا (معاوية) (مروان بن الحكم) إلى إقناع (جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي)  ـ وكانت من زوجات الإمام الحسن(عليه ‌السلام) ـ بأن تسقي الحسن السمّ وكان شربة من العسل  بالماء فإن هو قضى نحبه زوّجها بيزيد، وأعطاها مئة ألف درهم

وكانت (جعدة) هذه بنت الأشعث بن قيس ـ المنافق المعروف الذي أسلم مرتين بينهما ردّة منكرة ـ أقرب الناس روحاً إلى قبول هذه المعاملة النكراء

قال الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه ‌السلام) :

إنّ الأشعث شرك في دم أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) ، وابنته (جعدة) سمّت (الحسن)، وابنه (محمّد) شرك في دم الحسين (عليه ‌السلام)

تشييع جنازة الإمام عليه السلام

تولى الإمام الحسين (عليه السلام) مهمّة تغسيل الجسد الطاهر لأخيه الحسن عليه السلام و تكفينه ولفّه وبعدها حملت جنازة الإمام الحسن عليه السلام إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله ولمّا وصلوا المسجد اعترض مروان طريق الجنازة للحيلولة دون الدخول بها إلى المسجد ، ثمّ مضى إلى عائشة يحرضها على منع دفن الإمام الحسن عليه السلام عند جدّه ،

دفن الإمام(عليه ‌السلام) وفتنة عائشة وحقد بنو اميه

ولم يشكَّ (مروان) ومن معه من بني أمية أنّهم سَيَدْفُنونَه عند رسول الله(صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) ، فتجمَّعوا لذلك ولبسوا السلاح ، فلمّا توجّه به الحسين(عليه ‌السلام) إلى قبر جدّه رسول الله(صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) ليجدّد به عهداً أقبلوا إليهم في جمعهم، ولحقتهم (عائشة) على بغل وهي تقول: ما لي ولكم تريدون أن تُدخلوا بيتي من لا أحب، وجعل مروان يقول : يا رُبَّ هيجا هي خير مِن دَعَة، أَيُدْفَنُ عثمانُ في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبيّ؟ لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف

ورموا نعش الامام الحسن عليه السلام بالسهام ...انه حقد قريش وبني أميه الاعمى الذي لاتسلم معه حتى جثث القتلى فجثه الحسن عليه السلام ترمى بالسهام وجثه الحسين عليه السلام تداس بحوافر الخيل

وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم وبني أمية فبادر (ابن عباس) إلى (مروان) فقال له : ارجع يا مروان من حيث جئت فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله(صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) لكنّا نريد أن نجدّد به عهداً بزيارته ثم نردّه إلى جدّته (فاطمة بنت أسد) فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان أوصى بدفنه مع النبي(صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌و سلم) لعلمت أنّك أقصر باعاً من ردّنا عن ذلك ، لكنّه(عليه ‌السلام) كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدماً ، كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه

ثم أقبل على (عائشة) وقال لها: وا سوأتاه! يوماً على بغل ويوماً على جمل، تريدين أن تطفِئي نور الله وتقاتلي أولياء الله، ارجعي فقد كُفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين والله منتصر لأهل البيت ولو بعد حين

وقال الحسين(عليه ‌السلام) : والله لو لا عهد الحسن بحقن الدماء وأن لا أُهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم وأبطلتم ما أشترطنا عليكم لأنفسنا

ومضوا بالحسن فدفنوه بالبقيع عند جدّته (فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف) -رضي الله عنها-

وهكذا تمّ لمعاوية ما أراد، وكانت شهاده الحسن (عليه ‌السلام) بالمدينة

وورد بريد (مروان) إلى (معاوية) بتنفيذ الخطّة المسمومة فلم يملك نفسه من إظهار السرور بموت الإمام الحسن(عليه ‌السلام) وكان بالخضراء فكبّر وكبّر معه أهل الخضراء، ثم كبّر أهل المسجد بتكبير أهل الخضراء،

 

 

المصادر

 (1) شرح ابن أبي الحديد ٤ / ٢١٥ 

 (2) شرح ابن أبي الحديد ٤ / ٢٨ 

 

الفصل الثالث

 

قتله الامام الحسين (ع) ليسوا من الشيعه ..بل الامويين في الكوفه

 

إن الكوفه وماحولها من الاراضي وهبها عثمان لبني  أُميَّه والقبائل المواليه لبني  أُميَّه ولعل غالبيه هذه القبائل نجديه  وليست عراقيه وإن جيش عمر بن سعد تشكل من هذه القبائل المواليه لبني اميه لقتال الحسين (ع)

إن قاده جيش عمر بن سعد ممن شارك في قتل الحسين وأهل بيته يشتركون في ثلاثة خصال، وهي :

اولا: كونهم من قبائل نجد الملعونة على لسان النبي (صلى الله عليه واله وسلم)

ثانياً : اولاد عهر و حرام

ثالثاً : العداء والبغض بامتياز لآل النبي عليهم السلام والموالاه لبني  أُميَّه

جيش عمر بن سعد لقتال الامام الحسين (ع)

كان عمر بن سعد قبل حدوث واقعة كربلاء معسكرا  خارج الكوفة في منطقة تسمّى حمام أعين، متوجّها بجيشه إلى الريّ لقتال الديلم، ولمّا توقف الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء أمر عبيد الله بن زياد - حاكم البصرة والكوفة - عمر بن سعد بالتوجه نحو كربلاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام، فرفض عمر في بداية الأمر، ولكن حينما خيّره عبيد الله بين حكومة الري وقتال الإمام الحسين عليه السلام، إختار حكومة الري، وتوجه بجيشة صوب كربلاء

ذكرت معظم المصادر التاريخية أن عدد الجيش كان أكثر من 20000 شخص، وقد شارك فيه أهالي الكوفة بمختلف أطيافهم، فبعضهم كان عثماني الميل، والبعض الآخر من الخوارج، والبعض من النواصب، ومنهم من يحمل العداء لأهل البيت عليهم السلام، والبعض جاء للقتال بالتهديد والطمع من قبل ابن زياد

تقوية إبن زياد للجيش

بعدما توجه عمر بن سعد نحو كربلاء التحق به الكثير من الكوفيين، بسبب أسلوب الترغيب والتهديد الذي استعمله إبن زياد، حيث جمع الناس في مسجد الكوفة، وعرض على كبارهم الهدايا، وطلب منهم أن يخرجوا لقتال الإمام الحسين عليه السلام

كما بعث بقوات اخرى كالتالي

الحصين بن تميم الذي كان في القادسية مع 4000 مقاتل

شمر بن ذي الجوشن مع 4000 مقاتل

والحصين بن نُمَير مع  4000 مقاتل

ومضاير بن رهينة المازني في 3000 مقاتل

ويزيد بن ركاب الكلبي مع 2000 مقاتل

ونصر بن حربة مع 2000 مقاتل

ثم انضم إليهم شبث بن ربعي 1000 مقاتل

وحجار بن أبجر 1000 مقاتل

ومحمد بن الأشعث 1000 مقاتل

ويزيد بن الحارث 1000 مقاتل

 

قياده الجيش

عمر بن سعد قائد الجيش

شمر بن ذي الجوشن على الميسرة

وعمرو بن الحجاج الزبيدي على الميمنه

وعزرة بن قيس على الرُّكّاب

وشبث بن ربعي على الرُجّال

وكانت راية العسكر بيد زيد مولى ابن سعد

 نستعرض فيما يلي أسماء قاده الجيش والمشاركين فيه مع سيره كل منهم الذاتيه والتي تعج بالرذيلة والسقوط والحـرام والاجـرام والعشيره التي ينتمي اليها او يقودها كما وردت في كتاب الجريمه الكبرى للسيد الدكتور محمد رضا الهاشمي

  1-عمر بن سعد بن ابي وقاص

إن سعد بن ابي وقاص كان يُـنسب الى أُمه دون أبيه حيث كانت أمه حمنه بنت ابي سفيان مشهوره بالزنا وشهد بذلك معاويه حين قال له سعد بن أبي وقاص أنا احق منك بالخلافه فقال له معاويه يابى عليك بنو عذره ذلك

فقد كان جُـبير بن حفـش من بني عـذرة (من قبائل نجد)، خدناً (اي عشيقا وصديقا) لامه  

اما عمـر بن سعد فهو ايضاً ليس لابيه سعـد، بل الاصح كما رواه أبـو زكـريـا الـنـووي في كتابه" تهذيب الاسماء واللغات" ، إن اباه هو عـروة بن مهـان بن حصن من بني حنيفـة، قبيلة مسيلمة الكـذّاب، من قبائل نجد المشؤمة. كان يـراود امـه (ماوية بنت قيس من قبيلة كندة النجدية)، ويعـلم الناس بذلك، ولم يحـرّك سـعـد سـاكـنـاً. ويصل الدور الى جدة سعد بن أبي الوقاص (ام جميل) ، وهي من (ذوات الاعلام)، 

وكان عمر بن (سعد)، قائد جـيـش الكـفـر في معركة كربلاء، وهو الذي أمـر بقتل الامام الحسين ورضّ صدره وسبي عياله عليهم السلام،

  2- شمر بن ذي الجوشن

شمر بن ذي الجوشن بن عمرو بن صعصعة الضبابي من بني كـلب الضبابية من أعراب نجد،  وكانت العرب تستـنـكـف من الانتساب الى هذه القبيلة، وقـد قال الشاعر فيهم

لو قيل للكلب يا باهلي عـوى ** الكلب من لؤم هذا النسـب

ويقول الكتور السيد محمد رضا الهاشمي في كتابه الجريمه الكبرى ذكر بعض المؤرخين انه كان يهودياً، وأسم شمر من اسماء اليهود في الجاهلية والاسلام،

وقد نادى عليه بعض اصحاب الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، بـ (ابن اليهودية)، او ابن البوالة على عقبيها

سكن الكوفة مع اقوام من قبيلته الكلبية الضبابية، وكان رجلا مجدوراً قبيح المنظر وسيئ السيرة، قاسياً فظاً غليظاً، وهو احد قادة الجيش الاموي، مشهوراً بانه ابن زنـا ، وقد ذكر المؤرخون إن أمه كانت فاحشة يهودية، كثيرة الغلمة، شديدة الهوى، تحب الفتيان ، ويُنـسب شـمـر الى عمه، أخو أبيه، وهو متراس بن عمرو بن صعصعة الضبابي من بني كلب النجدية ، كان يهواها ويراودها كثيراً. ويروى عن النسابة ابن هشام السائب الكلبي، قصة اخرى لإم الشمر، وتمكينها رجلاً من جبانة كندة (النجدية)، لفترة طويلة، فجاءت بالشمر اللعين سفاحاً

والعائلة كما ذكرنا من بني كلب الضبابية من أبخس وأنجس القـبـائـل النـجـديـة. وهذه القبيلة النجدية غير قبيلة الكلابية الحجازية، كما إدعى ذلك شـمـر يوم عـاشوراء، زوراً وبـهـتانا

وهو ممن كاتبوا الامام الحسين عليه السلام، ووقف مع عبيدالله بن زياد ضد مسلم بن عقيل عليه السلام ، ووقـف مـواقـف ضد الحسين وأهل بيته وانصاره عليهم السلام، ونافـس عمر بن سعد في طاعة عبيـدالله بن(زياد)، كما يقول الطبري في تاريخه ، وكان سليط اللسان على الامام الحسين عليه السلام ومن أشـد المحرضين على قتله، وصاحب الاقـتـراح بحـرق بـيـوت الامام الحسين عليه السلام

وكان على رأس 4000 مقاتل ، على ميسرة جيش إبن سعد في الهجوم على معسكر الامام عليه السلام

ومن جملة جرائمه جلوسه على صدر الحسين عليه السلام لاحـتـزاز رأسه الشريف، وورد إسمه في زيارة عاشوراء ملعونآ. وقد أوفده عبيدالله بن زياد مع السبايا الى يزيد، فـأذاقهم الويلات والمصائب في طريق الشام. كما يرويها الطبري في تاريخه

  3- عمروبن الحجاج

عمرو بن الحجاج الزبـيـدي إرتد عمرو مع قبيلته إذ دعـاهـم الاشعث بن قيس، ثم كان مع الخوارج ضد الامام عـلـي عليه السلام ، وهو أيضاً ممن شهد على الصحابي الجليل حجر بن عدي عند معاوية وتسبب في قـتـله، وهـو الذي غدر بهاني بن عروة عندما سجنه عبيد الله بن(زياد)،

وكان من رؤساء الحزب الاموي في الكوفة، وهو ممن كاتب الامام الحسين عليه السلام للقدوم على الكوفة، ثم خرج لمقاتلة معسكـر الايمان، وتولى ميمنة جيش ابن سعد، ثم قاد العسكـر لاحتلال الفرات، وأصبح مسؤولاً بحفظ المشرعة لمنع الماء عن الامام واهله واصحابه عليهم السلام يوم عاشوراء، كما يسجلها ابن كـثيـر في" البداية والنهاية". وقد لعب دوراً متميزاً في الهجوم على معسكر الحسين عليه السلام، واتهم الامام عليه السلام بالمروق عن الدين، ووصف يـزيـد بالامام العادل ، وخاطب الامام الحسين عليه السلام بقوله:

ياحسين هذا الفرات تـلغ فيه الكلاب وتشرب منه الحمير والخنازير، والله لاتـذوق منه جـرعة حتى تذوق الحميم في نار جهنم، حسب قول البلاذري في" انساب الاشراف" ، ثم خرج مع الوافـدين مع السبايا والضحايا الى عبيد الله بن (زياد) في الكوفة. وذكرت مصادر تاريخية إن عمرو ابن زنـا، وكان يتاجـر بامـه وزوجتـه عند الراغبين بهـن،

  4-عزره بن قيس

كتب عزره إبن قيس وشبث بن ربعى وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعمرو بن الحجاج الزبيدى ومحمد بن عمير التميمي أما بعد فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار وطمت الجمام فإذا شئت فاقدم على جند لك مجند والسلام عليك

وهو من رؤساء بني أحمس من قبيلة وهـن، احدى قبـائل بـجـلي، من قبائـل نجـد، 

إرتـد عن الاسلام مع بني حنيفة ونبيهم مسيلمة الكذاب، وكان حاجبه ، ثم تاب وعـفى عـنه الخليفة الاول، ثـم اشترك مع الخـوارج في حربهم ضد الامام علي عليه السلام

وكان من اهم رجالات الحزب الاموي في الكوفة، وممن كتب للامام الحسين (عليه السلام ) يدعوه الى الكوفة، ،. ثم عكف على قتاله، وكان من رؤساء قـتلة الحسين (عليه السلام) وقائد الفرسان ويقود خيالة جيش عمر بن سعد، وهـو ممن وفـد بالـرؤوس على عبيدالله بن زياد، كما يقول ابن كثير في" البداية والنهاية"

ويـنـقـل ابو بكر التميمي في كتابه" تاريخ الخلافة الاموية": ان عـزرة كان ابن زنـا، وقتل امه هودة بنت حفش بن شحنة من بني هوازن، بعد ان أخذ اموالها التي اكتسبها من الزنا، وقد تجاهـر بالفسوق والعصيان، وكان يبيع الخـمـرة في سـكك الكـوفـة

  5- شبث بن ربعي 

شبث بن ربعي بن حصين بن عثيم بن ربيعة بن زيد بن رياح من بني يربوع بن حنظلة النجدية (من قبائل نجد) من رؤساء الكوفة ومن الشخصيات المُتذَبذِبة في تاريخ الإسلام، وكان من تصرفاته وتقلّبات أحواله أن لحق بسجاح اليربوعية المُدَّعية للنبوة بعد وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وكان مؤذنها ثم عاد إلى الإسلام، وأصبج من قاده الخوارج

وكان ممن شهد على حجر بن عدي، وإنقلب على الحسين (ع) بعد ما راسله أيام يزيد وسأله القدوم إلى الكوفة، ففرّق الجموع عن مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إليها، واستلم قيادة الرجّالة في جيش عمر بن سعد يوم عاشوراء وكان على راس الف مقاتل

كان شبث إلى جنب إبن الأشعث وشمر بن ذي الجوشن ممّن شهِدوا على حجر بن عدي بالكفر وخلْع الطاعة ومفارقة الجماعة

وقد جدد مسجده‌ بالكوفة فرحاً بقتل‌الحسين عليه السلام وقد نهى ‌أمير المؤمنين علي عليه السلام بالكوفة عن الصلاة في خمسة مساجد جددت أربعة منها فرحا بقتل الحسن فيها مسجد شبث بن ربعي

وقد كان ابن زنا، منسوباً الى سبعة كلهم من أعراب نجد، وأمه لضوة بنت شاهر من بني حنيفة النجدية، صاحبة صوت وغناء. إختارت ربعي من بينهم، كما ورد في كتاب" الاكليل في أخبار أنساب العرب"، للحارث بن محي الدين الفهري ، و" تاريخ الخلافة الاموية"، لابو بكر جمعة التميمي. وقد كان شبث متجاهراً بالفسق والعصيان، مبغضاً لال النبي صلّى الله عليه وآله، شديداً على الشيعة في الكوفة وهومن الذين بايعوا ضبا في الصحراء بدلا من بيعه الامام علي (عليه السلام)

      6 - محمد بن الاشعث    

وكان الأشعث من المنافقين في خلافة علي عليه السلام ، وهو في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )، كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه

وكان الاشعث أموي الهوى من أتباع عثمان ومن الذين وهبهم عثمان الاراضي الكبيره في العراق بدون وجه حق

عينه عثمان واليا على أذربيجان وبعد مقتل عثمان استدعاه الامام علي (ع) الى الكوفه

الاشعث عميلا لمعاويه

وقد ذُكر أنَّ الأشعث كان ينوي أن يلتحق بـمعاوية قبل معركة صفين إلا أن أصحابه اعترضوا عليه، وصرفوه عن قصده الى خسته وتعاونه مع معاويه وتسببه في تمزيق جيش الامام علي

عائله الاشعث عائله خبيثه

وقد أنجب الاشعث من أم فروه أخت ابو بكر بنتا وولدين ورثوا عن ابيهم مشايعه الامويين وقتل بني هاشم

7- الحصين بن نمير

الحصين بن نمير بن اسامة بن نائل بن لبيد بن جعثـنة بن الحارث، ينتسب الى قبيلة كندة، من أهم قبائل نجد، 

وأبوه الذي سئل امير المؤمنين عليه السلام عن عدد شعر راسه حينما قال عليه السلام: سلوني قبل ان تفقدوني. وان أباه طرد أمه وأخـوته لما علم من حالها في الـزنا، وشـك في طهارة مـولـد أبنائه

كان الحصين من قادة الامويين، يتابع معاوية، وأصبح أميراً على جند حمص، ، وكان مبغضا للامام علي عليه السلام، ثم تمخضت سريرته ليكون مع الخوارج

أصبح الحصين صاحب الشرطة، وسلطه عبيدالله بن(زياد) على دور أهل الكوفة الشيعة، لبث الخوف والـقـتـل فيهم حتى لايكونوا مع مسلم بن عقيل عليه السلام، وهو ممن قتل سليمان بن صُـرد الخزاعي (رضوان الله تعالى عليه)، وأخيراً صار من أشـد المعاندين للحسين عليه السلام، والمؤلّـبـين عليه ومقاتليه،

وكان على رأس 4000 مقاتل،

وايضاً، من سوء عاقبة هذا المجرم الكافر، أن يكون من قادة جيش يزيد لاستباحة المدينة المنورة، حيث قتلوا المسلمين فيها وإفتضوا الابكار، وهو الذي أمـر بنصب المنجنيق على جبل أبي قُـبـيس ورمى الكعبة بالنار لما تحصن بها إبن الزبير في المسجد الحرام، 

8 - حجار بن ابجر

حجار إبن أبجر بن عـايذ العجـلي النصراني، من قبيلة ربيعة النجدية. وكان أبوه نصرانيآ مات في زمن الامام علي عليه السلام على الملـة النصرانية، ، و كان رجل فاسقاً متجاهراً بالمعاصي. وهو إبن زنا، وولد حجّار كما يقول إبن الفطاح في" كتاب البيوتات"، والوزير المغربي في كتابه " الايناس بعلم الانساب"، على غير فراش أبيه، وأمه سلوى بنت سلول من قبيلة تيم الرباب، صاحبة علم في العهر والزنا، وبيتها مركزاً للهو والمجون

وكان مع الخوارج وقاتل ضمن قبيلته النجدية، وعمل جاسوساً مـزدوجاً بين الامـويـين والخـوارج، ثم سكن الكوفة بعد شهادة الامام علي عليه السلام،وأصبح من أعمدة الحزب الاموي في الكوفة كما إنه مارس أدواراً قـذرة في إرهـاب الشيعة في الكـوفة، وتخـويف المخالفين للنظام الامـوي،ثـم كان ضمن الجـماعـة التي كاتبت الامام الحسين عليه السلام، ليقـدم الى الكـوفة، ثم خرج لقـتـاله (سلام الله عليه)، وكان على راس 1000 مقاتل

9- حرمله بن كاهل

حرملة بن كاهل بن حصن من قبيلة بني أسد بن خزيمة بن مدركة، إحدى قبائل نجد ، وهم بدو صرفاً وأعراب همج

كان من قيادات الطبقة الثانية من الخوارج، وقد كان شديد العداء للامام علي عليه السلام وشيعته الابرار. ثم إنخرط في صفوف الامويين، وظهرت منه الجرائم الدواهي، والموبقات العظيمة، حينما سلطه إبن زياد على شيعة أهل الكوفة ودورها، في واقعة مسلم بن عقيل عليه السلام. ثم أكمل المسيرة الشيطانية ليكون أمير الرماة في جيش إبن سعد الذي جاء لقتال الإمام الحسين عليه السلام

وله مواقف خبيثة ودنيئة تنم عن ذات شيطانية كافرة، حيث آذى قلوب الفواطم من آل الرسول عليهم السلام، حينما رمى الطفل الرضيع (علي الاصغر عليه السلام) بسهم، فذبحه من الوريد الى الوريد، وهو في حضن أبيه ورمى الحسين عليه السلام بسهم في قلبه الشريف حينما ضعف عن القتال وكذلك رمى عبد الله بن الحسن، بسهم فقتله في حجر عمه عليهم السلام. وقد حمل رأسي الحسين والعباس عليهما السلام متناوباً على القنا، قادماً على ابن زياد في الكوفة

كان حرملة من زعماء قبيلة أسد النجدية، ومن قيادات الجيش الأموي - النجدي، وهو صاحب المعاصي الكثيرة حتى تبرأ منه أهله وقومه، يتجاهر بالفسق والزنا واللواط وشرب الخمر في سكك الكوفة، ويتعداه إلى سب آل البيت عليهم السلام، وإيذاء شيعتهم الأبرار ، وهو ابن زنا كما قال النسابة الأهوازي في كتابه "الأنساب والأحساب"، وأمه فتوة بنت كاهل الأسدي، كانت بالأصل أخته، وقد جامعها أبوها فولدت له أخيها. ومثل هؤلاء يكونوا من أعداء الإمام الحسين عليه السلام ويقاتلوه ويأخذون الدراهم والدنانير على جرائمهم هذه، كما يقول الشيخ أبو حمزة الأثري في كتاب "أوضح البيان بشرح حديث نجد قرن الشيطان

10- سنان بن ابي أنـس الآشجـعي

سنان بن ابي أنـس الآشجـعي من قبيلة أشجع، وهي من بطون غـطفان إحدى قبائل نجد التي قاتلت النـبي صلّى الله عليه وآله في معركة الخندق ، وهم أعراب من قبيلة فزارة، وفزارة من غطفان، وهي من مضر، ومضر هي احدى القبيلتين النجديتين المذمومتين على لسان سيد المرسلين محمد صلّى الله عليه وآله.

ويُـنـسـب سـنان الى أخيـه الاكـبر من غير أمه، ويدعى حجـر بن أبي أنـس، حيث كان هذا الاخيـر متعلـقـاً بام سنان يـراودها دائماً. وهي نهلة بنت صهيل الاشجعي (من قبائل نجد)، وكانت إحـدى عـواهـر زمانها ، حتى قدمت العراق مع قبيلتها، وسكـنـت الكـوفـة، وكانت صاحبة علم ومجون، حيث قدمت اولادها وبناتها لمن أحب اللواط أو الزنا ، فشكت الكوفة منها.

لقد كان سنان كوسج اللحية قصيراً، أبـرص اشـبـه الخـلـق بالشمـر اللعين. أشـتـرك مع الخـوارج ، وأبـلى البلايـا الكـثيرة مع شيعـة العراق وبالاخص الكـوفـة، حتى لعـنـتـه الناس ولعنوا اُمـه ، ثـم جـاء في يـوم عاشـوراء، ليصب جـام غـضـبه الشيطاني النجدي ضـد الحسين وأهلـه وأصحابه عليهم السلام

وإنـه طعن الامام الحسين عليه السلام في تـرقـوتـه ثم إنـتـزع الرمح فطعنه في بواني صدره، وكثير من الرواة يقولون إنه هـو الملعون الذي ضرب الحسين عليه السلام بالسيف في حلقه وإحتز رأسه عليها السلام،

  11- حـكـيم بن طفيل بن عمرو

حـكـيم بن طفيل بن عمرو من بني السنبسي، وسنبس من قبائل نجـد ، إرتـد مع قـومـه عـن الاسلام، وأصبح مع مسيلمة الكذاب، وكان على جبايته، وثم صار مع الخوارج في حروراء، بعد معركة صفين ، ثم رجع الى الكوفة، والتصق بعبيـد الله ابن زيـاد. ثـم شارك في قتال الحسين عليه السلام، كَـمِـن لابي الفضل العباس عليه السلام وضربه بالسيف على يده اليسرى فقطعها. وهو ممن رمى الحسين عليه السلام بسهـم في يوم عاشوراء، وكان أحد العشرة الذين رضّوا صدره الشريف

ذكـر ابن عبـد البر في" الاستيعاب" بعض مفاسـد هذه العائلة ونسب حكيم الى غير ابيه، بل قال المؤرخ عمر خالد العربي في كتابه" معجم قبائل الكوفة وحواضرها ": إن امه هي خالته بالاصل

      12- مالك بن (بسر) من بني بداء من قبيلة كندة

هو مالك بن (بسر) من بني بداء من قبيلة كندة من أعراب نجد. إرتد مع قـومه ليكـونوا في جيش طليحة الاسدي المتـنـبىْ، وكان على رأس ميمنـة جـيـشه ، في قتال المسلمين، ثـم تاب على يـديّ الخليفـة الاول ، ثـم إنتـقـل الى البصرة ليكون مع جيش عائشة بنت ابي بكـر، وعاش فيها بعد وقـعـة الجمل مع كثير من بني قومه

جلبه عـبيـد الله (ابن زياد) معه من البصرة، حينما قـدم الكوفة. وكان شـديداً مع الشيعـة وسادتها، واذاقهـم المـوت الـزوأم، مدافعـاً عن آل أُمية، فتاكاً لا يبالي على ما أقدم عليه. وكان من بـؤس عـاقـبته أن اشتـرك في قـتال الامام الحسين وضربه على راسه المبارك عليه السلام بعد أن شتمه، فالقى الامام القلنسوة ودعا بخـرقـة فـشدّ رأسـه بالخـرقـة، وقـد أخذ مالك برنـس الامام عليه السلام

وكان إبن زنـا ، وأمـه سـودة بنت جبيل من بني مـري النجـدية، وهي من العـواهـر الفاحشات قـتـلـت زوجها، حينما إتهمها بمولودها (مالك)، حسب قـول الحارث الفهري في كتابه" الاكليل في اخبار انساب العرب"

هؤلاء هم قتله الحسين (عليه السلام ) فهل وجدتم فيهم شيعيا من اهل الكوفه اومن اهل العراق او شخصا شريف النسب ؟

 

الفصل الرابع

 

أصحاب الحسين (ع) أفضل من اصحاب الانبياء والمرسلين

بعد ان تطرقنا في الفصل السابق الى جيش عبيد الله بن زياد دعونا نلقي نظره على أصحاب الحسين

قال الحسين (ع)

(فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)

فبماذا إمتاز اصحاب الحسين عن أصحاب الانبياء والمرسلين ؟

لو أخترنا اصحاب موسى (ع) وعيسى (ع) ومحمد (صلى الله عليه واله وسلم ) لنقارن بينهم وبين اصحاب الحسين (ع) لنرى عظمه اصحابه مقارنه بغيرهم

اولا:اصحاب موسى (ع)

إن أصحاب موسى (ع) قالوا له إذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون

قال الله تعالى:

(قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائده 24)

ثانيا :أصحاب عيسى (ع)

ولناخذ عينه من صفوه اصحاب عيسى (ع) وأحد تلاميذه الاثنى عشر وهو يهوذا الاسخريوطي

وإن قصه يهوذا الإسخريوطي واحدة من أشهر قصص الخيانة على مر التاريخ، خاصة أنها إرتبطت بسيدنا عيسى (ع)، وهو واحد من تلاميذ عيسى (ع) الاثنى عشر، وبحسب معظم الروايات فإن «يهوذا الإسخريوطي» هو من خان عيسى (ع) وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة

ثالثا: أصحاب محمد (صلى الله عليه واله وسلم)

وإذا تكلمنا عن صفوه اصحاب عيسى (ع) يهوذا الاسخريوطي فلنتكلم عن صفوه اصحاب محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ومن صار خليفه بعده وصعد على منبره وأقصد بذلك عمر وعثمان

قال تعالى :

إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ(ال عمران 155)

نزلت هذه الايه في المنهزمين يوم احد

ورد في تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي

ومن المنهزمين عمر، ، ومنهم أيضا عثمان إنهزم مع رجلين من الانصار يقال لهما سعد وعقبة، إنهزموا حتى بلغوا موضعا بعيدا ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (لقد ذهبتم فيها عريضة)

وأما الذين ثبتوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فكانوا أربعة عشر رجلا، سبعة من المهاجرين، وسبعة من الانصار،

وفي تفسير جامع البيان للطبري :

خطب عمر يوم الـجمعة، فقرأ آل عمران، وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها، فلـما انتهى إلـى قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ }

قال:

 لـما كان يوم أحد هُزمنا، ففررت حتـى صعدت الـجبل، فلقد رأيتنـي أنزو كأننـي أَرْوَى

ويستمر الطبري فيقول :

عن إبن إسحاق، قال فرْ عثمان بن عفـان، وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان ـ رجلان من الأنصار ـ حتـى بلغوا الـجَلَعْب، جبل بناحية الـمدينة مـما يـلـي الأعوص. فأقاموا به ثلاثاً، ثم رجعوا

وقال البخاري في صحيحه الحديث رقم 76 الجزء(3 -1352 )

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان هو ابن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر وحج البيت فرأى قوما جلوسًا فقال:

 من هؤلاء القوم؟

 فقالوا: هؤلاء قريش.

 قال: فمن الشيخ فيهم؟

قالوا: عبد الله بن عمر.

قال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني: هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟

قال: نعم،

فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟

 قال: نعم.

 قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهد؟

قال: نعم

هذا عن غالبيه صفوه الاصحاب فماذا عن غالبيه عامه اصحاب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )

سار الرسول بالف مقاتل للقتال يوم احد وقبل المعركه تسرب منهم ثلثمائه من المتخاذلين والمنافقين وبدات المعركه بسبعمائه استشهد منهم سبعون وثبت مع الرسول اربعه عشر صحابيا فقط وبذلك يكون مجموع الشهداء والثابتين مع الرسول 84 شخصا اي ان مجموع الثابتين مع الشهداء يشكلون نسبه 84/700 =12% فقط

اما الثابتين مع الحسين فكانوا 100% ولم يتسرب منهم ولا صحابي واحد ولنستمع لما قالوا لما طلب منهم الحسين ان يتركوه ويتخلوا عنه ويتخذوا الليل جملا ويغادروا ساحه المعركه

قال الحسين (ع) :

(فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)

جمع الإمام الحسين عليه السلام أصحابه ليلة العاشر من محرّم, وقام خطيباً فيهم فقال بعد الحمد والثناء:

 (أمّا بعد: فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عنّي خيراً، ألا وإنّي لأظنّ أنّه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً خيراً ثمّ تفرقوا في البلاد في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرج الله فإنّ القوم يطلبوني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري )

وبذلك أسقط عنهم التكليف الشرعيّ وأحلّهم من بيعته, فماذا كان موقفهم؟ وكيف اجتازوا هذا الامتحان الخطير؟

يقول الشيخ المفيد رحمه الله

 قال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وإبنا عبد الله بن جعفر: لمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً. بدأهم بهذا القول العبّاس بن عليّ رضوان الله عليه واتبعته الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه

 فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم

قالوا: سبحان الله، فما يقول الناس؟! يقولون: إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا- خير الأعمام- ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا؟! لا والله ما نفعل ذلك، ولكن (تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا)، ونقاتل معك حتّى نرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك

وقام إليه مسلم بن عوسجة فقال:

 أنحن نخلّي عنك ولمّا نعذر إلى الله سبحانه في أداء حقّك؟! أما والله حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أن قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيا ثمّ أحرق ثمّ أحيا ثمّ أذرى، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا

وقام زهير بن القين البجليّ - رحمة الله عليه - فقال: والله لوددت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك

عند ذلك أخبرهم بمقتلهم جميعاً, فقد روي أنّه قال لهم: "يا قوم إنّي في غد أقتل وتقتلون كلّكم معي، ولا يبقى منكم واحد".

فقالوا:

 الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك، وشرّفنا بالقتل معك، أو لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا بن رسول الله؟ فقال: "جزاكم الله خيراً"، ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعين

وهنا انبرى القاسم بن الحسن ليسأل الإمام عليه السلام: وأنا فيمن يقتل؟ فأشفق عليه. فقال له: "يا بني, كيف الموت عندك؟!"

 قال: يا عمّ أحلى من العسل. فقال: إي والله, فداك عمّك, إنّك لأحد من يقتل من الرجال معي، بعد أن تبلو ببلاء عظيم

وتقدم عابس بن أبي شبيب الشاكريّ, يوم العاشر من المحرّم إلى الحسين عليه السلام فسلّم عليه وقال: يا أبا عبد الله, أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ عليّ ولا أحبّ إليّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته، السلام

ثمّ تقدّم جون مولى أبي ذرٍّ الغفاريّ فقال له الحسين:

أنت في إذن منّي فإنّما تبعتنا طلباً للعافية، فلا تبتل بطريقنا،

فقال: يا بن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدّة أخذلكم.. لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم

حين حان وقت صلاه الظهروقف الحسين (ع) مع اصحابه لاداء الصلاه في ساحه المعركه  فانهالت عليهم السهام من كل جانب وهنا وقف احد اصحاب الحسين واسمه سعيد الحنفي ليقي الحسين من السهام بجسمه وما ان انتهت الصلاه حتى سقط سعيد الحنفي  شهيدا متاثرا بكثره السهام التي صدها عن الحسين

 التفت سعيد الى الحسين  (ع) قائلا

اوفيت يا ابن رسول الله

قال نعم وانت امامي في الجنه

هنيئا لكم يا خير الاصحاب  ..لقد فزتم والله بالشهاده والدرجه الرفيعه عند الحسين (ع) وجده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )

وصدق إبن رسول الله حين قال .. (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي )

 

الفصل الخامس

 

 وفي كربلاء ..رفع الامويون شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه)

إستولى بنو  أُميَّه على السلطه وخرج الحسين (ع) للعراق مع أبناءه وإخوته وجمع من بني هاشم وأصحابه بعد ان رفض البيعه ليزيد فكانوا سبعه وسبعين فارسا فارسل لهم يزيد جيشا في ثلاثين الفا

أسباب نهظه الحسين (ع)

يوضح الحسين (ع) اسباب الثوره فيما يلي :

 (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين )

ويقول :

أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلا لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنه رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان، فلم يغير ما عليه  بفعل ولا قول كان حقاً على الله ان يدخله مدخله

 ويوضح رده  قريش وبني  أُميَّه عن الاسلام فيقول :

(ألا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود، وإستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله)

وتوجه الى القوم قائلا :

(ويلكم على مَ تقاتلونني؟ على حقٍّ تركته؟ أم على شريعة بدّلتها؟ أم على سنّة غيّرتها؟

 فقالوا:( نقاتلك بغضاً منّا لأبيك و ما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين )

وكما تقدم فقد قتل الامام علي (ع) كبار المشركين من قريش

في معركه بدر وإنما القوم يقاتلون الحسين ليثأروا من قتل علي (ع) للمشركين

وحين وضعوا راس الحسين (ع) أمام يزيد

قال يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا واستهلوا فرحاً ثم قالوا: يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل

وضح لنا يزيد في هذه الابيات اسباب رفعهم شعار (لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه )

انها الرده عن الاسلام والانتقام من محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) بقتل أهل بيته عن بكره أبيهم وحتى الطفل الرضيع لكي لا تبقى لهم باقيه

اولا - قتل الحسين (ع) واخوته وابنائه واهل بيته وقطع رؤوسهم ورفعها على الرماح يطوفون بها في البلدان من كربلاء الى الشام

ثانيا – قتل الاطفال

لقد كان ذبح الاطفال وقتلهم بالسيف في ساحه الطف أوعطشاً أو سحقاً بحوافر الخيل أو تتبع من هرب وذبحه لترجمه دقيقه لشعار بني  أُميَّه

(لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه  )

 ونستعرض فيما يلي أسماء الاطفال القتلى  من نسل أبو طالب

1-عاتكة بنت مسلم بن عقيل

بعد أن إستشهد الحسين (ع) هجم جيش يزيد على المخيم للسلب والنهب فسحقتها الخيول وماتت وكان عمرها سبع سنين (1)

 2-   محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب (ع) قتل وعمره اثنتى عشرة سنة ( 2)

 3 و4 -  محمد وإبراهيم إبنا مسلم بن عقيل

روى الشيخ الصدوق(قدس سره) بسنده عن حمران بن أعين الشيباني عن أبي محمّد شيخ لأهل الكوفة، قال:

«لمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ(ع) أُسِرَ مِنْ مُعَسْكَرِهِ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ، فَأُتِيَ بِهِمَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ، فَدَعَا سَجَّاناً لَهُ فَقَالَ: خُذْ هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ إِلَيْكَ، فَمِنْ طَيِّبِ الطَّعَامِ فَلَا تُطْعِمْهُمَا، وَمِنَ الْبَارِدِ فَلَا تَسْقِهِمَا، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمَا سِجْنَهُمَا

وَكَانَ الْغُلَامَانِ يَصُومَانِ النَّهَارَ، فَإِذَا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أُتِيَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، فَلَمَّا طَالَ بِالْغُلَامَيْنِ المَكْثُ حَتَّى صَارَا فِي السَّنَةِ

قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا أَخِي قَدْ طَالَ بِنَا مَكْثُنَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَفْنَى أَعْمَارُنَا، وَتَبْلَى أَبْدَانُنَا، فَإِذَا جَاءَ الشَّيْخُ فَأَعْلِمْهُ مَكَانَنَا، وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ بِمُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، لَعَلَّهُ يُوَسِّعُ عَلَيْنَا فِي طَعَامِنَا، وَيَزِيدُنَا فِي شَرَابِنَا

فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أَقْبَلَ الشَّيْخُ إِلَيْهِمَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ الصَّغِيرُ: يَا شَيْخُ، أَتَعْرِفُ مُحَمَّداً؟ قَالَ: فَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ مُحَمَّداً وَهُوَ نَبِيِّي

قَالَ: أَفَتَعْرِفُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ جَعْفَراً، وَقَدْ أَنْبَتَ اللهُ لَهُ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ كَيْفَ يَشَاءُ

قَالَ: أَفَتَعْرِفُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ(ع)؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ عَلِيّاً وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نَبِيِّي وَأَخُو نَبِيِّي

قَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ، فَنَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، وَنَحْنُ مِنْ وُلْدِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِكَ أُسَارَى، نَسْأَلُكَ مِنْ طَيِّبِ الطَّعَامِ فَلَا تُطْعِمُنَا، وَمِنْ بَارِدِ الشَّرَابِ فَلَا تَسْقِينَا، وَقَدْ ضَيَّقْتَ عَلَيْنَا سِجْنَنَا، فَانْكَبَّ الشَّيْخُ عَلَى أَقْدَامِهِمَا يُقَبِّلُهُمَا وَيَقُولُ: نَفْسِي لِنَفْسِكُمَا الْفِدَاءُ، وَوَجْهِي لِوَجْهِكُمَا الْوِقَاءُ، يَا عِتْرَةَ نَبِيِّ اللهِ المُصْطَفَى، هَذَا بَابُ السِّجْنِ بَيْنَ يَدَيْكُمَا مَفْتُوحٌ، فَخُذَا أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتُمَا

فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ أَتَاهُمَا بِقُرْصَيْنِ مِنْ شَعِيرٍ، وَكُوزٍ مِنْ مَاءِ الْقَرَاحِ، وَوَقَّفَهُمَا عَلَى الطَّرِيقِ، وَقَالَ لَهُمَا: سِيرَا يَا حَبِيبَيَّ اللَّيْلَ، وَاكْمُنَا النَّهَارَ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمَا مِنْ أَمْرِكُمَا فَرَجاً وَمَخْرَجاً. فَفَعَلَ الْغُلَامَانِ ذَلِكَ

فَلَمَّا جَنَّهُمَا اللَّيْلُ انْتَهَيَا إِلَى عَجُوزٍ عَلَى بَابٍ، فَقَالا لَهَا: يَا عَجُوزُ إِنَّا غُلَامَانِ صَغِيرَانِ غَرِيبَانِ حَدَثَانَ غَيْرَ خَبِيرَيْنِ بِالطَّرِيقِ، وَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ جَنَّنَا، أَضِيفِينَا سَوَادَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ، فَإِذَا أَصْبَحْنَا لَزِمْنَا الطَّرِيقَ

فَقَالَتْ لَهُمَا: فَمَنْ أَنْتُمَا يَا حَبِيبَيَّ؟ فَقَدْ شَمِمْتُ الرَّوَائِحَ كُلَّهَا فَمَا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكُمَا

فَقَالا لَهَا: يَا عَجُوزُ، نَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكِ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، هَرَبْنَا مِنْ سِجْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ مِنَ الْقَتْلِ

قَالَتِ الْعَجُوزُ: يَا حَبِيبَيَّ، إِنَّ لِي خَتَناً فَاسِقاً قَدْ شَهِدَ الْوَاقِعَةَ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، أَتَخَوَّفُ أَنْ يُصِيبَكُمَا هَاهُنَا فَيَقْتُلَكُمَا

قَالا: سَوَادَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ، فَإِذَا أَصْبَحْنَا لَزِمْنَا الطَّرِيقَ، فَقَالَتْ: سَآتِيكُمَا بِطَعَامٍ، ثُمَّ أَتَتْهُمَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَا وَشَرِبَا، وَلَمَّا وَلَجَا الْفِرَاشَ، قَالَ الصَّغِيرُ لِلْكَبِيرِ: يَا أَخِي، إِنَّا نَرْجُو أَنْ نَكُونَ قَدْ أَمِنَّا لَيْلَتَنَا هَذِهِ، فَتَعَالَ حَتَّى أُعَانِقَكَ وَتُعَانِقَنِي، وَأَشَمَّ رَائِحَتَكَ وَتَشَمَّ رَائِحَتِي، قَبْلَ أَنْ يُفَرِّقَ المَوْتُ بَيْنَنَا. فَفَعَلَ الْغُلَامَانِ ذَلِكَ وَاعْتَنَقَا وَنَامَا

فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ أَقْبَلَ خَتَنُ الْعَجُوزِ الْفَاسِقُ حَتَّى قَرَعَ الْبَابَ قَرْعاً خَفِيفاً، فَقَالَتِ الْعَجُوزُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَنَا فُلَانٌ. قَالَتْ: مَا الَّذِي أَطْرَقَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَلَيْسَ هَذَا لَكَ بِوَقْتٍ؟

قَالَ: وَيْحَكِ افْتَحِي الْبَابَ قَبْلَ أَنْ يَطِيرَ عَقْلِي، وَتَنْشَقَّ مَرَارَتِي فِي جَوْفِي، جَهْدَ الْبَلَاءِ قَدْ نَزَلَ بِي. قَالَتْ: وَيْحَكَ مَا الَّذِي نَزَلَ بِكَ؟

قَالَ: هَرَبَ غُلَامَانِ صَغِيرَانِ مِنْ عَسْكَرِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، فَنَادَى الْأَمِيرُ فِي مُعَسْكَرِهِ: مَنْ جَاءَ بِرَأْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَلَهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ، وَمَنْ جَاءَ بِرَأْسِيهِمَا فَلَهُ أَلْفَا دِرْهَمٍ، فَقَدْ أَتْعَبْتُ وَتَعِبْتُ وَلَمْ يَصِلْ‏ فِي يَدِي شَيْ‏ءٌ

فَقَالَتِ الْعَجُوزُ: يَا خَتَنِي، احْذَرْ أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ خَصْمَكَ فِي الْقِيَامَةِ، قَالَ: وَيْحَكِ إِنَّ الدُّنْيَا مُحَرَّصٌ عَلَيْهَا

فَقَالَتْ: وَمَا تَصْنَعُ بِالدُّنْيَا وَلَيْسَ مَعَهَا آخِرَةٌ! قَالَ: إِنِّي لَأَرَاكِ تُحَامِينَ عَنْهُمَا، كَأَنَّ عِنْدَكِ مِنْ طَلَبِ الْأَمِيرِ شَيْ‏ءٌ، فَقُومِي فَإِنَّ الْأَمِيرَ يَدْعُوكِ

قَالَتْ: مَا يَصْنَعُ الْأَمِيرُ بِي، وَإِنَّمَا أَنَا عَجُوزٌ فِي هَذِهِ الْبَرِّيَّةِ، قَالَ: إِنَّمَا لِيَ الطَّلَبُ افْتَحِي لِيَ الْبَابَ حَتَّى أُرِيحَ وَأَسْتَرِيحَ، فَإِذَا أَصْبَحْتُ فَكَّرْتُ فِي أَيِّ الطَّرِيقِ آخُذُ فِي طَلَبِهِمَا، فَفَتَحَتْ لَهُ الْبَابَ، وَأَتَتْهُ بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ

فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ سَمِعَ غَطِيطَ الْغُلَامَيْنِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَأَقْبَلَ يَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ الْبَعِيرُ الْهَائِجُ، وَيَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثَّوْرُ، وَيَلْمِسُ بِكَفِّهِ جِدَارَ الْبَيْتِ حَتَّى وَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى جَنْبِ الْغُلَامِ الصَّغِيرِ

فَقَالَ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَصَاحِبُ المَنْزِلِ، فَمَنْ أَنْتُمَا، فَأَقْبَلَ الصَّغِيرُ يُحَرِّكُ الْكَبِيرَ وَيَقُولُ: قُمْ يَا حَبِيبِي، فَقَدْ وَاللهِ وَقَعْنَا فِيمَا كُنَّا نُحَاذِرُهُ

قَالَ لَهُمَا: مَنْ أَنْتُمَا؟ قَالا لَهُ: يَا شَيْخُ، إِنْ نَحْنُ صَدَقْنَاكَ فَلَنَا الْأَمَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ

قَالا: أَمَانُ اللهِ وَأَمَانُ رَسُولِهِ، وَذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِ اللهِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالا: وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالا: وَاللهُ عَلى‏ ما نَقُولُ وَكِيلٌ وَشَهِيدٌ. قَالَ: نَعَمْ

قَالا لَهُ: يَا شَيْخُ، فَنَحْنُ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ(صلى الله عليه واله وسلم )، هَرَبْنَا مِنْ سِجْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ مِنَ الْقَتْلِ. فَقَالَ لَهُمَا: مِنَ المَوْتِ هَرَبْتُمَا وَإِلَى المَوْتِ وَقَعْتُمَا، الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَظْفَرَنِي بِكُمَا، فَقَامَ إِلَى الْغُلَامَيْنِ فَشَدَّ أَكْتَافَهُمَا، فَبَاتَ الْغُلَامَانِ لَيْلَتَهُمَا مُكَتَّفَيْنِ،

ولما اصبح الصباح قتلهما واخذ رأسيهما الى عبيد الله بن زياد  ليأخذ الفي درهم

إستُشهدا(عليهما السلام) عام 62ﻫ، ودُفنا على بُعد ثلاث كيلو مترات من مدينة المسيّب في العراق، وقبرهما معروف يُزار

وبذلك لم يبق من نسل مسلم بن عقيل باقيه

5- محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب قتل وعمره سبع سنين

لما صرع الحسين (ع) وهجم القوم على المخيم للسلب خرج مذعوراً ملتفتاً يميناً وشمالاً، فقتله هاني بن ثبت الحضرمي

 6 و7 - سعد وعقيل إبنا عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، ماتا من شدة العطش ومن الدهشة والذعر. (3)

8- عبد اللَّه بن الحسن (ع)

اثخنت الجراح الحسين (ع) فجلس يستريح فتوجه نحوه الطفل عبد الله بن الحسن وعمره إحدى عشره سنه ولما أهوى أبجر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين قال له الغلام: "ويلك يا إبن الخبيثة أتقتل عمي"؟ فضربه اللعين بالسيف فاتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلدة، فإذا هي معلقة، فضمه الحسين إلى صدره. فرماه حرملة بن كاهل الأسدي فذبحه وهو في حجر عمه الحسين (ع)

9-أحمد بن الحسن المجتبى (ع)

قتل مع الحسين (ع) وله من العمر ست سنين (4)

10و11-ام الحسم وام الحسين

 وفي البحار أن أحمد بن الحسن المجتبى له أختان أم الحسن وأم الحسين سحقتا بحوافر الخيول يوم الطف بعد شهادة الإمام الحسين

(5)    12 - أبو بكر بن الحسن (ع)

وهو من ابناء الحسن المجتبى رافق عمه الى كربلاء وقتل يوم عاشوراء قتله عبد الله بن عقبه الغنوي

13- القاسم بن الحسن (ع )

 وهو القاسم بن الحسن بن علي بن ابي طالب قتل يوم عاشوراء وهو غلام لم يبلغ الحلم

  قتل وعمره ثلاث عشر سنة، قتله عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي

14- عبد اللَّه الرضيع

وهوحفيد الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وابن الإمام الحسين، وابن أخي الإمام الحسن، وأخو الإمام زين العابدين، وعمّ الإمام الباقر(عليهم السلام)

وامه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبية

عاد الإمام الحسين(ع) إلى المخيم ليودّع عياله، وإذا بزينب الكبرى(عليها السلام) إستقبلته بعبد الله الرضيع قائلةً: أخي، يا أبا عبد الله، هذا الطفل قد جفّ حليب أُمّه، فاذهب به إلى القوم، علّهم يسقونه قليلاً من الماء، فأخذه منها وجعل يُقبّله وهو يقول: وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ المُصْطَفَى خَصْمَهُمْ

ثمّ خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يُظلّله من حرارة الشمس، فقال(ع): أيّها الناس، إن كانَ ذنبٌ للكبارِ فما ذنبُ الصغار؟

إختلف القوم فيما بينهم، فمنهم مَن قال: لا تسقوه، ومنهم مَن قال: أُسقوه، ومنهم مَن قال:

 لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية،

عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له: يا حرملة، إقطع نزاع القوم

يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسدّدت السهم في كبد القوس، وصرت أنتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين(ع) كأنّها إبريق فضّة، عندها رميته بالسهم، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ، فلمّا أحسّ بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه وإعتنق أباه الحسين(ع)، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح

عندئذٍ وضع الحسين(ع) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً، ورمى بها نحو السماء قائلاً: اللّهم لا يكن عليكَ أهونَ من فصيلِ ناقةِ صالح. ثمّ قال: هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ الله

قال الإمام الباقر(ع): فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ. وسمع(ع) قائلاً يقول: دعه يا حسين، فإنّ لهُ مُرضِعاً في الجنّة

ثمّ عاد به الحسين(ع) إلى المخيم، فاستقبلته سكينة وقالت: أبة يا حسين، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية؟ أجابها(ع): بُنيَّ سكينة، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريدِ إلى الوريد(6)

تحقق حلم بنو  أُميَّه فلم يبق من نسل مسلم بن عقيل باقيه ولولا اراده الله التي حفظت زين العابدين لانقطع نسل الحسين ايضا ..انه الحقد والحسد الاموي لبني هاشم والعداء لدين محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي لم يعرف معنى لبراءه الطفوله  وقيم الانسانيه والرجوله والشهامه

 ثالثا - التمثيل بالجثث

بعد ان اثخنت الجراح الحسين (ع) سقط ارضا جاء شمر فرفس الحسين برجله ، وجلس على صدره وقبض على شيبته المقدّسة وضربه بالسّيف اثنتى عشرة ضربة وإحتزّ رأسه المقدّس وأقبل القوم على سلبه

ثُمَّ إنَّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ نادى‌ في أصحابِهِ

مَن يَنتَدِبُ لِلحُسَينِ ويوطِئُهُ فَرَسَهُ ؟ فَانتَدَبَ عَشَرَةٌ ، فَداسُوا الحُسَينَ عليه السلام بِخُيولِهِم حَتّى‌ رَضّوا ظَهرَهُ وصَدرَهُ (7)

رابعا - سبي النساء وحمل الرؤوس على القنا

وحمل رأس الحسين (ع) ورؤس أهل بيته من كربلاء الى الشام على الرماح وسبيت عياله مصفدين بالحديد يسيرون خلفه فكان أول راس بالاسلام يحمل على القنا

وسرّح في أثرهم علي بن الحسين مغلولة يدَيه إلى عنقه هو ومن معه في وضع تقشعر منه الابدان

إن جريمه قتل الحسين (ع) وأهل بيته ورفع رؤسهم على الرماح يطوفون بها البلدان وترك الجثث في العراء ثلاثه أيام بعد أن داسوا جسد الحسين (ع)بحوافر الخيل وسبي نسائه وذبح أطفاله جريمه بشعه لا تصدر الا من كانت أمه بغيا وأبوه عبد يستشعر المهانه والضعه والحسد والكره لكل شريف

وقد قال الحسن البصري

  (واذلاه لأُمة قتل إبن دعيها إبن بنت نبيها )

فهل انتهى حقد بني  أُميَّه عند هذه الجريمه النكراء ؟؟

بالتاكيد لا..طالما هناك احرار من نسل اهل البيت يصرخون بوجه السلطان الظالم

وطالما هناك احرار يسيرون على خطى الحسين يستنكرون الظلم والتجبر والفساد

ففي كل ارض كربلاء.. وفي كل زمان عاشوراء

 

المصادر

(1)معالي السبطين

 (2)وسيلة الدارين، ص‏233

 (3)معالي السبطين، 2 89

 (4)وسيلة الدارين في أنصار الحسين عليه السلام، ص‏297

 (5) تاريخ دمشق، ص‏226

(6)اللهوف في قتلى الطفوف: 69، بحار الأنوار 45/ 46، المجالس العاشورية: 390 

 (7) تاريخ الطبري : ج 5 ص 

 

 

 

Screenshot 2023-11-25 080742

أخترنا لك
عمرو بن العاص

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف