كاتبة سعودية تخاطب ال سعود تعلموا من خدمة زوار الحسين ع

2020/10/09

تعودت ان لا استجدي عطفا بل اطلب لطفا … هذه المرة ارجو ان تقرؤا هذا المقال .. انه رهان منطق لا يقبل الجدل مقارنة بين ال سعود ومعاملتهم لحجاج البيت الذي جعلوه مسلخا ومذبحا .. وبين خدام الحسين ع .. اللذين جعلوه جنة وروضة .. بين من يقطفوه رافعات الحديد واقتحامات الفتى محمد بن سلمان البليد .. مقارنة حركتها افعالها على الواقع تمشي ولا علاقة للعواطف .. ان تحسن هذه وتمدح تلك .. انها لسان حال من البيت السعودي  اقرؤا الحقائق ولكم الحكم.

كتبت الكاتبة السعودية نداء آل سيف: لقد آن الأوان أن يسحب خَدَمَة زوار الإمام الحسين (ع) في كربلاء البساط من تحت أقدام حاتم الطائي وغيره ممن اشتهروا بالكرم عبر التاريخ. فلطالما كان أسم حاتم الطائي مقرونا بالكرم والجود والعطاء بلا حدود. بيد أن بوصلة التاريخ لابد أن تتغير اليوم والأمثال لابد لها أ تتحول. فعطاء حاتم يتوارى أمام عطاء أهالي العراق لزوار الأربعين.

يشهد العالم بأسره كل عام ، شلالا بشريا يأتي من مختلف البقاع والمدن ومن جميع المذاهب والانتماءات والتوجهات، في زحف مليوني قل نظيره على طريق “المشاية” كما يطلق عليه، بين مدينة النجف الأشرف إلى مدينة كربلاء المقدسة بالعراق، إيمانا منهم بأن الحسين للإنسانية كافة، لا للمسلمين الشيعة فقط.

وخلال هذه المسيرة المليونية التي تستغرق العشرة أيام التي تسبق مناسبة أربعين الإمام الحسين، يصاب المرء خلالها بالعجب والذهول فعلا، من عمق العطاء والكرم، الذي هو أشبه ب «ما لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر»، والذي لا يمكن وصفه ولا الحديث عنه إلا أن تكون ممن نال شرف المشي للحسين على الأقدام. عندها حقا ستدرك مكانة وعظمة الحسين في قلوب هؤلاء الناس، وستعرف تفسير الزوار في نعتهم لكربلاء ب «الجنة».

ما دفعني لكتابة هذه المقالة في الحقيقة، هي صدمة المقارنة، بين الكرم والسخاء اللامتناهي الذي يلقاه زائرو كربلاء ماديا ونفسيا، وبين ما يجري في بلادنا من جفاء لحجاج بيت الله الحرام. فقد حظيت خلال العشر سنوات الماضية بخدمة الحجاج في أكثر من حملة للحجيج، إلا أنه وعلى النقيض من كل الخدمات المجانية التي يلقاها الزائر الماشي على قدميه بين النجف وكربلاء على مدى ثلاثة أيام أو أكثر والتي تبدأ من الغذاء والسكن والخدمات الصحية، ولا تنتهي بخدمة تدليك الأقدام وتلميع الأحذية، لم أجد في مكة المكرمة أكثر من علبة ماء تلقيتها ذات مرة على طريق منى!. الفرق شاسع ولا مجال أصلا للمقارنة، بين ما يلقاه زائرو كربلاء وزائرو مكة، في الأولى يستجديك الناس طمعا بالتشرف في خدمتك مجانا، أما الثانية فما عليك إلا أن تحمد ربك كي لا تضطر للاستجداء نتيجة الأسعار المتصاعدة صاروخيا عاما بعد عام في السكن والغذاء والنقل.

أخترنا لك
مركز شفاء في عين التمر

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف