إذا زرتم أبا عبد الله (ع) فالزموا الصمت.. إلاّ من خير السيد اسعد القاضي

2020/09/30



 بهذه الفقرة يستهلّ الامام الصادق (ع) حديثه عن آداب زيارة سيد الشهداء (ع).. ثم يعطينا صورة عما يحدث كل يوم في الحرم المقدّس مما لا يمكننا مشاهدته.. 
 
تنزل الملائكة الحفظة حتى تلتقي بالملائكة الذين عند قبر الحسين (ع).. الحفظة تصافح من في الحائر من الملائكة.. ملائكة الحائر لا يجيبونهم.. انهم مشغولون بالبكاء على الشهيد الذبيح.. لا يتكلمون.. لا يفترون عن البكاء والدعاء..
 
وقتان مخصّصان للقاء بين الملائكة الحفظة وملائكة الحائر.. عند الفجر وعند الزوال.. يكفّون فيهما عن البكاء.. يسألونهم عن ما يريدون.. في غير هذين الوقتين شغلهم البكاء والدعاء.. همّهم التأمين على دعاء المؤمنين..
 
أيّ مصيبة هذه؟! تبكيها الملائكة من يوم وقعت وإلى أن يؤخذ بثأر صاحب تلك المصيبة الراتبة.. ليس فقط الملائكة.. قد أحزنت من خلق ربنا ما يُرى وما لا يُرى..
 
يواصل الإمام الصادق (ع) حديثه الشيّق المُحزن.. يبادر السامع فيسأل..
 
 ــ وما الذي يسألونهم عنه؟ وأيّهم يسأل صاحبه، الحفظة أو أهل الحائر؟.
 
ــ أهل الحائر يسألون الحفظة، لان أهل الحائر من الملائكة لا يبرحون، والحفظة تنزل وتصعد.
 
أجل.. تهبط الآلاف من الملائكة يومياً.. تقضي وطرها وتعرج.. لا تقع عليها النوبة إلى يوم القيامة..
 
زاد الله في شرفك أيها الوتر الخالد.. الموتور المستشهَد..
 
تلتقي الملائكة الحفظة بالنبي (ص) ومعه أصحاب الكساء (ع).. يسألهم النبي (ص) عن زوار سبطه الشهيد.. يدور بينهما الحوار التالي..
 
النبي(ص) : بشّروهم بدعائكم.
 
الحفظة: كيف نبشّرهم وهم لا يسمعون كلامنا؟.
 
النبي(ص): باركوا عليهم، وادعوا لهم عنّا، فهي البشارة منا، فإذا انصرفوا فحفّوهم بأجنحتكم، حتى يحسّوا مكانكم، وانا نستودعهم الذي لا تضيع ودائعه.
 
ويُضيف الإمام الصادق (ع)..
 
ــ ولو يعلموا ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك الناس لاقتتلوا على زيارته بالسيوف، ولباعوا أموالهم في اتيانه..
 
لم ينتهِ المشهد بعد.. للزهراء (ع) حصة من أداء حق زوّار شهيدها المنحور.. تنظر إليهم فتسأل الله لهم من كلّ خير.. ونظرة أخرى تشهق فيها شهقة مشجية.. تتصدّع منها الجبال.. لا يبقى في السماوات ملك الا بكى رحمة لصوتها.. بل لا تسكن زفرتها حتى يأتيها أبوها وملؤ قلبه أسى..
 
ــ يا بنية قد أبكيت أهل السماوات وشغلتهم عن التسبيح والتقديس، فكفّي حتى يقدسوا، فان الله بالغ امره..
 
يختتم الإمام الصادق (ع) حديثه بكلمات لو كتبناها بماء الذهب لما وفيناها حقّها..
 
ــ لا تزهدوا في إتيانه، فإن الخير في إتيانه أكثر من أن يحصى.

للتواصل مع ادارة القناة اضغط على المعرف التالي: @Qazi_admin



https://t.me/alqazi_altabatabaei
أخترنا لك
مالية البرلمان تقترح إجراءً من شأنه السيطرة على ’’الفساد المتحكم’’ بـ 93% من موارد الدولة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف