لا يمكن لأي شخص عاقل ومنصف أن يتجاهل البيان الجديد للمرجعية وما فيه من تفاصيل وخطوات وحلول وإرشادات تصلح  لأن تكون خارطة عمل متكاملة لتصحيح مسار المعادلة السياسية ومنظومة الحكومة في البلد وإضعاف نفوذ الأحزاب ومعالجة إشكالية الفساد السياسي والإداري والابتعاد عن سياسة المحاور هذا فيما لو عملت الحكومة والسلطة والتشريعية بمقتضى تفاصيل البيان حتى وإن كان ذلك على الضد من مصالح الدول الكبرى والدول الإقليمية المؤثرة في الشأن العراقي
إلا أنَّ الشيء الملفت هو أنَّك عندما تقرأ التعليقات في منشورات الصفحات المؤيدة لثورة تشرين التي نشرت صورة وبيان السيد السيستاني ستجد كمية من السخرية والتهكم والشتائم المخجلة والأوصاف اللاذعة بحق السيد السيستاني
من قبل رواد وجماهير تلك الصفحات(وعددها بالمئات)
مع أنَّ من المفترض أن يكونوا في طليعة المؤيدين لخطواته وإرشاداته التي تأخذ بنظر الاعتبار مصلحة العراق أولا
ويبدو أنَّ كمية الهبوط الأخلاقي والحماقة والغباء والسذاجة المتجذرة في عقول هؤلاء تعطي أفضل خدمة للأحزاب الحاكمة من حيث لا يعلمون 
فما المصلحة المرجوة من هذا المنطق الغبي واللغة الشوارعية المهووسة بشتم رجل بمكانة السيد السيستاني الذي يؤيده ويقلده ملايين الناس في العراق ويعتبر عقبة أمام الكثير من المشاريع الدولية والإقليمية المتعارضة مع مصالح العراق
لهذا أنا أرى أنَّ هناك جهات كثيرة في السلطة وكذلك من المحسوبين على المتظاهرين مثل الشيوعيين واليساريين والمدنيين والليبراليين والعلمانيين وحتى جهات سياسية مؤثرة كانت تؤيد التظاهرات وأتباع بعض الحركات الدينية  المنحرفة لا ترى أي مصلحة في عملية إصلاح النظام السياسي العراقي بشكل سلمي من خلال العمل بوصايا المرجعية
وفي كلا الطرفين توجد جهات تحاول إيصال الأوضاع إلى مرحلة الفوضى والعنف والتمرد والتقليل من شأن الدولة العراقية وإهانة مؤسساتها 
وهذا أيضا ما تسعى إليه بعض الدول الكبرى والإقليمية التي لا شأن لها إلا إجبار الحكومة العراقية على القبول بسياسة المحاور والرضوخ لسياسات هذه الدولة أو تلك وإضعاف سيادة الدولة العراقية ومؤسساتها والسيطرة على مصادر صناعة القرار السياسي في البلد بما يخدم استراتيجيات تلك الدول دون أدنى مراعاة لمصالح العراق وسيادته