رسالة إلى المتمرجع الأربلي

2020/09/11


ألا تعلم أيها المتمرجع البعثي المغفل مع كل ما لك من تأريخ في جهاز المخابرات الصدامية
أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان مولده في أرض الحجاز ثم انتقل الإمام علي (عليه السلام) إلى العراق فهل هذا يعني أن علي (عليه السلام) حجازي أم عراقي
أضف لذلك أن بعض أولاد وأحفاد الأئمة (عليهم السلام) بسبب طغيان الدولة الأموية والعباسية هاجروا إلى مختلف البلدان وقد بدأت هذه الهجرات العلوية في زمن الحجاج لكنها اشتدت كثيرا في عصر الدولة العباسية خصوصا بعد استشهاد زيد الشهيد (عليه السلام) في الكوفة وابنه يحيى بن زيد في خراسان فقد هاجر العلويون إلى مختلف الأقاليم الإسلامية والبلدان العربية والإفريقية والآسيوية
فمنهم من ذهب إلى الحجاز واليمن وآذربيجان وأصفهان 
وغابات وجبال المناطق الشمالية ومنها گيلان وطبرستان وجرجان وخراسان حتى وصولوا إلى بلاد ما وراء النهر ومعظم بلدان آسيا الوسطى وكذلك الهند والصين 
فقد هاجر الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد ابن الحسن بن الامام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب إلى طبرستان بسبب طغيان الدولة العباسية وأسس هناك الدولة العلوية سنة (250) هجرية وكانت تشمل ولايات ساحل بحر الخزر أي الديلم وكيلان وطبرستان وجرجان وقد بقيت هذه الدولة قائمة لمدة مائتي سنة وصنعوا حضارة مشرقة كما يقول المستشرق الألماني برتولد اشبولر في كتابه تاريخ إيران
كما هاجر إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب إلى المغرب وأسس هناك دولة الأدارسة ولا يزال أحفاد هذه السلالة من السادة العلويين منتشرين في دول المغرب العربي
بدليل أن هناك سلالات عديدة تفرعت عن الأدارسة وحكمت بلدانا إسلامية عدة وأولهم كانوا بنو حمود العلويون الذين حكموا مالقة وقرطبة وبعض أجزاء الأندلس وفرع آخر منهم هي الدولة السنوسية الذين حكموا ليبيا والجبل الأخضر بين (1950 - 1969)
كما أن عبيد الله بن الحسين الذي يعتبر مؤسس الدولة الفاطمية ويعود نسبه إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) كان قد هاجر من منطقة (السلمية) في سوريا واتجه إلى المغرب بسبب طغيان العباسيين
وهناك أسس الدولة الفاطمية التي حكمت في فترات مختلفا من أقصى المحيط الأطلسي بما في ذلك جزيرة صقلية وجزيرة مالطا وجبل طارق وكافة أنحاء دول شمال أفريقيا وصولا إلى مصر وبلاد الشام والحجاز 
كما وهاجر الكثير من السادة العلويين قديما إلى شبه القارة الهندية هرباً من اضطهاد الحكام ونشروا الإسلام هناك
إذ أن تاريخ وصولوهم للهند قديم منذ حوالي 1000 سنة تقريبا واستقروا في كارجيل ودلهي ومومباي وحيدر أباد ولكنهؤ وهالور وامروها وغيرها
ووفقا للسجلات التاريخية كان من أوائل هؤلاء السيد سالار داود غازي وابنه السيد سالار مسعود غازي وابن أخيه السيد سالار سليمان واستقروا في منطقة ساتريكه (سليمان أباد) في ولاية أوتار براديش وبعد فترة أصبح حكام (ملتان والسند) من الشيعة كما أن بعض السادة من آل أبي علوي أو بنو علوي في أواخر القرن السادس الهجري هاجروا غربا إلى كينيا وتنزانيا وأوغندا وجزر القمر وشرق أفريقيا وغيرها ونشروا الإسلام فيها كما هاجروا شرقا إلى الهند (مثل مدن كجرات وأحمد آباد ومليبارد)
مضافا لذلك أن بعض أسر السادة التي ينتهي نسبهم غالبا إلى السيد أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) والمعروف بـ (أحمد المهاجر) وهو جد السادة بحضرموت قد هاجروا وانتشروا في بلدان شرق آسيا ونشروا الإسلام فيها
إذ يقول المستشرق الفرنسي جبرييل فران (إن كثيرا من أهالي البلاد يحتفظون بكتب خطية عربية متناهية في القدم يحاولون بها إثبات انتسابهم ليس إلى مكة المكرمة فحسب وإنما إلى بيت النبوة أيضاً)
ويقول المؤرخ الأندونيسي محمد تمين (إن الأشراف العلويين انتشروا في كامبودجا والصين وسيام وغيرها) ويقول الأستاذ نور الدين عوفي (إن الأشراف العلويين هربوا إلى بلاد الصين ونشروا الإسلام بها)
وقد أكد المستشرقون ذلك في كتبهم فقد أكدها المؤرخ الهولندي سبات في كتابه (الإسلام في الهند الهولندية) والهولندي (فرين ميس) في كتابه (تاريخ البلدان الجاوية) ومواطنه المستشرق (بيخمان) وكذلك (فن دن بيرخ) في كتابه (حضرموت والمستوطنات العربية في الجزائر الهندية) والصادر باللغة الفرنسية إذ يقول (إن نجاح الدعوة الإسلامية في جاوا كان لأن الدعاة كانوا من ذرية النبي)
ويقول الدكتور في مقال بعنوان (الأصول التاريخية للإسلام في أندونيسيا) نشرته مجلة الأقلام (ج7 آذار 1969) ما مضمونه أما جزر الفلبين فقد ذهب لها قوم من العلويين أيام الخلافة الأموية فاستوطنوا وملكوا
ويقول الأستاذ نجيب صليبي في كتابه (دراسات عن المسلمين المورو وتاريخهم) (إن مجيء الإسلام إلى الفلبين كان بواسطة شريف علوي اسمه حسن بن علي من ذرية أحمد بن عيسى المهاجر وقد عمل هذا العلوي على نشر الإسلام أول الأمر في جزيرة (يوايان) الفلبينية فأسلم ملكها على يديه وانتشر الإسلام في ميندانو، ومقيدانو، وسيبو، وسولو، وكوتوبارو، وتمبارو، وليبونغن، وباكمبيان)
لذلك فهؤلاء السادة العلويين هم نشروا الإسلام في الهند الصينية (فيتنام وميانمار وكمبوديا ولاوس وتايلاند)
وإندونيسيا وبلاد الملايو التي كانت تضم أجزاء من دول ماليزيا وبروناي وسنغافورة وإندونيسيا وتايلاند
وآخرون منهم نشروا الإسلام في خليج منداناو بالفلبين
ثم في باقي مناطق الفلبين لاسيما مملكتا توندو وباسيج التي كانتا تمثلان العاصمة الفلبينية (مانيلا) 
وقد استمر حكم العلويين هناك قرابة قرنين وكانوا قد وصلوا إليها عن طريق سومطرة وقد جاء في مجلة العربي الكويتية في العدد (95) ما نصه: (وتقول بعض كتب التأريخ إن بعض العلويين استوطنوا صولوا)
ويعود تأسيس أول مملكة شيعية في الفلبين إلى عام (1380م) كما يذكر ذلك الأستاذ عبد الباقي أبو بكر في مقال له في (جريدة أخبار العالم الإسلامي) كما جاء في (تاريخ الأنساب السلطانية) في (سولد) أن أحد السادة العلويين تزوج بنت سلطان جمهور وأنجب منها ثلاثة أولاد أسسوا فيما بعد ثلاث سلطنات إسلامية في الفلبين وفي بروني في جزيرة بورنيو وفي كوتاباتو وفي مندانا في الفلبين
ويسرد الدكتور نجيب صليبي كلامه عن إقامة هذه الممالك في كتابه (دراسات في تاريخ المورو) وقد اعتمد في كتابه على مخطوطة موجودة في خزانة الرئيس (مستورا ماكيندانو) ثم تروي تلك المخطوطة نسب كبونغسوان (الشريف محمد بن علي) وسلسلة السلاطين والملوك من ذريته من الذين حكموا مناطق مختلفة من تلك البلاد
واكتفي بهذا القدر من المعلومات التأريخية لعلها تصل إلى ذلك المتمرجع الأربلي الذي يحاول الإساءة إلى أسياده من علماء الطائفة وأعلامها
لأنه أقل بكثير من أن يتحدث بسوء عن عن مرجع الطائفة الشيعية الإمامية في العالم وباقي علمائنا ومراجعنا العدول
أخترنا لك
منظمة الصحه العالميه

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف