أبدى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، تفاؤلاً بالزيارة التي يجريها إلى واشنطن، بالقول إن "العراق مقبلعلى تغيير وسيساهم بتقليل البطالة وزيادة مستوى دخل الفرد"، وذلك عند اجتماعه في غرفة التجارة الأمريكية،فيما طلب الجانب الأمريكي من الكاظمي تمديد فترة بقائه بالعاصمة الأمريكية ليوم آخر.
الزيارة حملت ملفات عديدة، وفي مقدمتها أن يكون العراق خالياً من الفساد ومدعوماً في محنته الاقتصاديةوالمالية، تزامناً مع انتشار كورونا، وهو ما أكده وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أمس الأربعاء، حين عقدمؤتمراً صحفياً مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو.
حسين، أكد في المؤتمر، أن "الولايات المتحدة حليف مهم للعراق"، وستشهد الرحلة توقيع "مذكرات تفاهم وتعاونفي مجالات متعددة"، ليؤكد بومبيو قائلاً إن "واشنطن وعدت بتقديم مساعدة للعراق قدرها 200 مليون دولار،وستكون ملتزمة بتقديم الدعم للعراق".
أما الكاظمي، الذي وصل واشنطن بعد رحلة استغرقت أكثر من 13 ساعة، أكد في كلمة ألقاها خلال اجتماعهبغرفة التجارة الأمريكية، ضرورة "استقطاب الاستثمارات الأمريكية والعمل على حمايتها"، ليأتي بعدها خبرموافقة الكاظمي على طلب من قادة وأعضاء في الكونغرس الأمريكي بتمديد زيارته إلى واشنطن.
وبعد اجتماع الكاظمي مع عدد من أعضاء منتدى رجال الأعمال وغرفة التجارة الأمريكية، وجه رئيس لجنةالعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي، وكبير الاعضاء في اللجنة رسالة إلى الكاظمي، رسالة إلىالكاظمي أكدا فيها دعم الكونغرس للعراق.
وذكرت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، في رسالتها: "إننا على ثقة بأن التعاون الاقتصاديالامريكي العراقي سيمكن العراق من الاستفادة ليس فقط من موارده الطبيعية فحسب، انما من موارده البشريةايضا"، مشيرة إلى ضرورة "تعزيز الروابط الدبلوماسية والاقتصادية مع دول الجوار العربية".
إيران تحضر
كلمة التدخلات الأجنبية، وضرورة إبعادها، وردت في زيارة الكاظمي لطهران، وزيارته لواشنطن أيضاً، حيث طلبالجانبان وعبرا عن "رغبتيهما" بضرورة عدم التدخل في أمور العراق، والطرفان الأمريكي والإيراني، كانا قد وقفامع العراق في حربه ضد داعش، وهو ما أكده الكاظمي عند زيارته طهران، حين قال، إن "إيران وقفت إلى جانبالعراق بمحاربة داعش، والعراق بدوره وقف لجانب إيران بأزمتها الاقتصادية".
وبدوره، أكد فؤاد حسين قائلاً، إن "العراق وأمريكا في خندق واحد بمحاربة تنظيم داعش".
الرسالة الصادرة عن مجلس الشيوخ الأمريكي، تضمنت أيضاً: "نحن ندرك بأن لبلدينا تاريخ مشترك ونؤمن بأنالحوار الاستراتيجي المستمر بين الولايات المتحدة والعراق سيمهد الطريق لعلاقة مستمرة بين البلدين، فضلا عنايجاد عراق امن ومزدهر ينعم فيه جميع العراقيون".
وتابعت اللجنة، أن "تعاوننا الأمني المتبادل قد شتت وجود خلافة الدولة الاسلامية وزاد من مهنية وقدرات القواتالامنية ووضع اسساً للقوات العراقية لتقود العمليات العسكرية بدعم عسكري امريكي متعدد المستويات، والاهممن ذلك، فان هذا التعاون مستمر في تعزيز صدارة قوات الامن العراقية بوصفها الضامن الحقيقي لسيادةالعراق بدلا من اي مجموعة مسلحة مستقلة اخرى".
الكاظمي، وخلال كلمته في غرفة التجارة الأمريكية، أمس، أكد إجراء محادثات مع مؤسسات عالمية لتعقبالفاسدين، ومحاسبتهم، ليأتي ببيان الكونغرس الأمريكي أيضاً، "نشجع على أي جهود يمكن البدء بها من اجلاجتثاث الفساد واصلاح نظام المحاباة الذي اعاق النمو الاقتصادي في العراق، ودفع الكثير من الشباب العراقيالى الشوارع ليتظاهروا إبان السنة المنصرمة".
مذكرات تفاهم
الوفد العراقي برئاسة الكاظمي ركز على الجانب الاقتصادي، ليوقع عددا من مذكرات التفاهم مع الجانبالأمريكي، بعد انتهاء منتدى أعمال وغرفة التجارة الأمريكية.
وجاءت مذكرات التفاهم المُوّقعة، أن التوقيع الأول تم بين وزير المالية مع مؤسسة تطوير والتمويل الأمريكية، فضلاًعن توقيع وزير النفط مع شركة شيفرون، وشركة هني ويل، وشركة بيكر هويز، إضافة إلى توقيع وزير الكهرباء معشركتي جي اي، وستلير.
وكان من المقرر، أن يعود الكاظمي إلى بغداد، بعد لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس، إلا أنعدداً من قادة وأعضاء في الكونغرس الأمريكي، طلبوا من الكاظمي أن يمدد فترة زيارته، ليوافق الأخير علىالطلب.
الكاظمي، كان قد أكد أمس خلال لقائه مدير صندوق النقد الدولي، استعداد العراق للتعاون مع الصندوقللنهوض بواقع العراق الاقتصادي، واستعداده أيضاً لتذليل العقبات أمام عمل الصندوق داخل العراق.