الرفاهية لا تورث الإنسان السعادة والطمأنينة النفسية والروحية

2020/08/16

 بقلم حسن كاظم احد المغتربين بالسويد 

١-عشت وتربيت منذ طفولتي في المجتمع الغربي الذي يتمتع برفاهية عالية جداً، وقد تعرفت على الثقافة الغربية عن قرب من خلال دراستي في المدارس التي تعلم هذه الثقافة وكذلك عاشرت من يحمل هذه الثقافة كعقيدة ومنهج سلوكي في الحياة.

۲-من المعلوم أن الثقافة الغربية هي ثقافة مادية لا تمتُّ الى العلاقة بالله بصلة، بل هي ثقافة تعادي الإيمان بالله والكتب السماوية والحياة ما بعد الموت وتعتبر هذا الإيمان شيئاً رجعياً بلا فائدة، وهي تعتبر كذلك أن كمال الإنسان كامن في نيل المال والسلطة والشهرة والشهوة والمناصب والرفاهية الاجتماعية وغيرها من الأمور الدنيوية. 

۳-رغم الرفاهية التي يتمتع بها الغربيون، فإن حالتهم النفسية غير جيدة، أغلبهم يعانون من كآبةٍ واضطراب نفسي وقلق وندم وحسرة وحرج وضيق نفسي وغيرها من المشاكل، وأنا أقول هذا الكلام عن علمٍ ومعاشرةٍ لهم، وكذلك هناك إحصائيات من الحكومة السويدية تشير إلى ارتفاع نسبة الأمراض النفسية هنا في السويد، وقد أضافت الحكومة السويدية زيادة في الميزانية الصحية حتى يتم معالجة هذه الظاهرة المخيفة، ومن الأمور التي تطرح بشكل قوي في الساحة السياسية السويدية هي معالجة هذه الظاهرة. 

الحاصل: إخواني، لا يغرنكم كلام بعض الجهلة في بلداننا المسلمة أن الدين لا ينفع، والغرب ترك الدين وهو بخير فنحن علينا أيضاً أن نترك الدين. هذه كلها أكاذيب، وهؤلاء الجهلة لا علم لهم بالثقافة الغربية ولم يعيشوا في الغرب أصلاً، ولم يعاشروا الغربيين.

الحياة من دون علاقة بالله لا قيمة لها بل هي كئيبة فارغة ولا يوجد فيها أي نوعٍ من السعادة والطمأنينة النفسية، فتمسكوا بالدين ولا تقتربوا ممن يدعي التنوير والحداثة؛ لأنهم شياطين يريدون إهلاككم روحياً ونفسياً كما أهلكتهم أنفسهم الأمارة بالسوء،... والعاقبة للمتقين.

بعض الآيات الكريمة التي أشارت إلى هذه الحقيقة:

الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (١٣:٢٨)

وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (٢٠:١٢)

نسأل الله أن يوفقنا جميعاً ويرحم حالنا. انتهى

أخترنا لك
ونصحت لكم ولكن لا تحبون النّاصحين).. الحكومة والطبقة السياسية بين موقفين للمرجعية العليا!

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف