▫️ تميّـز العراق عن غيره من البلدان بميزات جعلته فريداً بين بلدان
العالم اليوم ، فقد حباه الله تعالى بموقع جغرافي فريد في قلب العالم
تقريباً ، فهو يصل الشرق بالغرب و يربط بين ثلاث من قارات العالم :
آسيا و أفريقيا و أوروبا . كما يحتل مركز القلب من العالم الإسلامي ،
بالإضافة إلى تمتعه بالأراضي الخصبة التي يخترقها نهرا دجلة و الفرات
، و أمَّا من الناحية الإقتصادية فإنَّ العراق يختزن في أراضيه ثروة
معدنية هائلة من النفط و الكبريت و الغاز الطبيعي و الفحم الحجري و
غيرها .
▫️ و لقد سكن العراق شعبٌ تنوعت أعراقه و قومياته و أديانه و مذاهبه ،
فترى فيه العربي و الكردي و الفارسي و التركي و الـهندي و الشركسي و
غيرهم ، كما ترى فيه المسلم و المسيحي و اليهودي و الصابئي و اليزيدي
و غيرهم ، و هذا من عوامل القوة لا الضعف حيث ترى أُناساً تختلف
أجناسهم و قومياتهم و أديانهم يعيشون في بلد واحد متحابين متآخين دون
أن تحدث بينهم مشاكل تُعكر عليهم صفو الحياة .
▫️ و لـهذا فقد كان العراق مهداً لأقدم الحضارات في العالم ، و أكثرها
تطوراً و نتاجاً على طول التاريخ ، كما كان العراق مهبط الأنبياء
(عليهم السلام) و مُستقر الأئمة و الأولياء و مرقد الأئمة المعصومين
الأطهار (عليهم السلام) , و مركزاً تنتشر فيهِ مُختلف المُقدَّسات
الدينية لمُختلف الأديان و الطوائف .
▫️ لكن مِمَّا يؤسف لـه أنَّ العراق كان ولا يزال مسرحاً دائماً
للحروب و القتال لا بين أهلـه ، و إنَّما كانت الدول العُظمى تجعل من
العراق ساحة لحل مشاكلـها فيما بينها ، فتشعل الحرب و تجري فصولـها في
العراق ، فيكون العراق و أهلـه مادة هذه الحرب . فما كان يدور بين
الدولة العثمانية و الدولة الفارسية من معارك و حروب ، خير دليل ساطع
على ذلكَ .
▫️ كما توالت على حكم العراق أنظمة جائرة أقامتْ سياستها على الكبت و
الإرهاب و القمع و البطش و التشريد و التفرقة و الطائفية و غيرها ،
حيث طُبِعَتْ حياة العراق و العراقيين بالدم و القتل , مِمَّا كدرت
عليهم صفو عيشهم ، و أصبح الفرد العراقي يُوْسَم بالعنف و الإرهاب من
قِـبَل بقية الشعوب .
▫️ و كان أشد الأنظمة شراسة و طغياناً هو نظام العفالقة المقبور ،
فمُنذ نزوهم على سدة الحكم عبر الإنقلاب العسكري المشؤوم في 17
تموز 1968م ــ الذي أحكمتْ خطته و صاغتْ فصولـه دوائر المخابرات
الغربية ــ ساد العراق جو مُفعم بالإرهاب و الكبت , وتغيّرت صورته
التي كان يشع منها الإيمان و العلم و دماثة الخلق .
( ( ( يُــتــبــع ) ) )
الشيخ عباس الطيب
6 ذي الحجـــة 1441هـ
27 /7 ــ تموز/ 2020م
الهوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] (محنة الأكثرية في العراق) هو كتاب من تأليف : ناصر حسين الأسدي ,
و المقصود بالأكثرية من عنوان الكتاب هُم شيعة العراق و الذين يُشكلون
الأغلبية من الشعب العراقي . و للفائدة إرتأيّـنا أن ننشر بعضاً
مِمَّا جاء في الكتاب , و ذلكَ لِمَا نراه من عزوف الكثير من شبابنا
(أعزهم الله تعالى) عن قراءة الكُتب و أقتصارهم في معلوماتهم و
ثقافتهم على مواقع التواصل و ما تبثه وسائل الإعلام .