المرجعية الدينية واتهامها بالتقصير ! السيد ضياء محسن

2020/08/05



لا زال هذا العنوان المقدس يرمى بالاتهامات تلو الاتهامات  ولا زال لا يقابله الا بالرفعة والسمو ، فلكم اتهم هذا العنوان وخصوصا في الفترة ما بعد السقوط وكان الاتهام من اناس وشخصيات لها باعها وتأريخها ولكن سرعان ما تلاشت كل تلك العناوين وبقى عنوان المرجعية صامدا مضيئا ببركة الحجة صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف .

ومن جملة تلك الاتهامات ان البعض يحمل المرجعية الدينية مسوؤلية ازمة الكهرباء ، وصاحب هذا الاتهام مجانب للصواب قطعا ، لماذا ؟؟

لان المرجعية الدينية العليا ومنذ الايام الأولى لسقوط النظام قد حثت وشجعت على مسألة التخصص في كل باب ، ونأت بنفسها عن السياسة وانسحبت منها وامرت ممثليها بالانسحاب ، بعدما وضعت الركائز الاساسية ( كتابة الدستور ، الشيعة هم الاغلبية ، الانتخابات وبناء العملية الديمقراطية ، سد الطريق امام شرعنة الاحتلال )
وكان هذا الانسحاب ينسجم تماما ورغبة الاحزاب والتيارات وجماهيرها التي ما فتأت تتهجم وتتهم المرجعية الدينية جهارا نهارا لانها وجدت من المرجعية الدينية المصد والحائل دون تحقيق رغباتهم الدنيئة . وها هي اليوم تعود نفس تلك الاحزاب ونفس اتباعهم ملقية اللوم عليها لأن ممثليهم الذين انتخبوهم بمحض ارادتهم قد اخفقوا في معالجة ازمة الكهرباء ، وقد حذرت المرجعية الدينية سابقا جماهير تلك الاحزاب وغيرهم من مغبة تكرار الخطأ واعادة تلك الوجوه الكالحة ، ولكن سرعان ما تعمد ذلك الجمهور بأحزابه وتياراته واعلامهم واموالهم ووو تعمدوا انتخاب الفاسدين ، ما ادى الى نكبة دخول داعش وما رافقها من ويلات ومآسي ، فلم تقف المرجعية الدينية مكتوفة الايدي متفرجة على الوضع بحجة ان التقصير ليس منها ، ابدا على الاطلاق ، تعاملت مع الوضع بمنتهى الابوية والحنو والرأفة فأصدرت فتوى الجهاد الخالدة .

وحينما هب بعض الشباب لتغيير الواقع المرير بأنتفاضة ما يسمى ،، انتفاضة تشرين ،، ورغم ما فيها من إشكالات وعلامات شبهة واستفهام ، انبرت المرجعية بدعم واسناد لذلك البريق الخافت والانتفاضة العرجاء ، وامام مرأى ومسمع الجميع ، حيث كان العالم كله يترقب الخطبة من الجمعة الى الجمعة ، حتى بات  واضحا للجميع ان المظاهرات السلمية مدعومة من قبل المرجعية الدينية ووصف قتلاهم بالشهداء ليس ببعيد .

ولكن تكرر نفس الخطأ من قبل الناقدين والناقمين اليوم ، حيث كان التفرج على المظاهرات هو سمتهم الواضحة ، ومنهم من انقسم على نفسه ، ومنهم من انتظر إشارة من صنمه ، ومنهم من اخذ ينظر خلف الكيبورد وو . والانكى والامر ان تلك الجماهير المتخاذلة المنقسمة التى لا تؤمن بالمرجعية اصلا اخذت تتهم وتحمل وتطالب المرجعية مسوؤلية هذا التردي .

اي منطق هذا !!
هل يعقل ان تتهم وتحمل نائب الامام المهدي عج المسوؤلية وقد رجعت إليه غالبية اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام في التقليد !!! هل يعقل ان تتهم المرجعية بالتخاذل والدعة وهي لا تملك من أرضكم شبرا !! ماذا تفعل المرجعية لكي ترضون عنها ؟ اما تتقون الله في انفسكم واولادكم ؟! لماذا لا تتقربون الى الله بالدعاء والمناجاة وتتوسلون اليه بان يرفع هذه الغمة بدل ان تكيلوا لها التهم ظلما وزورا ،
( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )
(ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسوؤلا)
.
.
أخترنا لك
تفوق بآثارها ما حصل في ’’مرفأ بيروت’’.. دولة عربية تنتظر ’’كارثة’’ قد تكون الأسوأ في العالم

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف